
هل يمكن عكس العمر البيولوجي؟
جفرا نيوز -
في اكتشاف علمي مثير، توصل باحثون إلى أن بعض المكونات الغذائية التي نستخدمها في مطابخنا يوميا قد تمتلك مفاتيح إبطاء الشيخوخة البيولوجية.
وهذه النتائج التي نشرت مؤخرا في مجلة Aging تفتح نافذة أمل جديدة لفهم أعمق لعلاقة الغذاء بعملية الشيخوخة على المستوى الخلوي.
ويعرف العمر البيولوجي بأنه عمر خلايانا وأنسجتنا، والذي قد يكون أكبر أو أصغر من عمرنا الزمني (عدد السنوات منذ الولادة). ويمكن أن تؤثر عوامل مثل الجينات، والتعرض البيئي، وعادات النوم، وإدارة التوتر، والنظام الغذائي بشكل كبير على هذا العمر البيولوجي.
وقام باحثون من جامعة واشنطن ومؤسسات أخرى بدراسة كيف تؤثر الخيارات الغذائية على "مثيلة الحمض النووي" – وهي عملية تنظم نشاط الجينات دون تغيير تسلسل الحمض النووي نفسه. وكلما زادت المثيلة في مواقع معينة من الجينوم، ارتفع العمر البيولوجي.
واعتمدت الدراسة على متابعة 43 مشاركا من الرجال في منتصف العمر من مدينة بورتلاند بولاية أوريغون، خضعوا لبرنامج متكامل مدته ثمانية أسابيع يجمع بين التغذية النباتية الغنية بالمغذيات، ممارسة الرياضة، تحسين جودة النوم، وإدارة الإجهاد.
وخلال هذه الفترة، لاحظ الباحثون تغيرات مثيرة في علامات الشيخوخة البيولوجية لدى المشاركين الذين حرصوا على تناول كميات أكبر من ستة مكونات غذائية محددة.
وهذه المكونات "السحرية" التي تتمثل في الكركم، وإكليل الجبل، والثوم، والتوت، والشاي الأخضر، وشاي أولونغ، تحتوي على مركبات البوليفينول التي تتميز بخصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات.
الأكثر إثارة أن هذه المركبات تعمل على مستوى عميق داخل خلايانا، حيث تؤثر على عملية "ميثلة الحمض النووي" التي تنظم نشاط الجينات دون تغيير التسلسل الجيني نفسه.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين بدأوا الدراسة بعمر بيولوجي أكبر من عمرهم الزمني كانوا الأكثر استفادة من هذا البرنامج، حيث لوحظ تراجع في عمرهم البيولوجي.
كما سجل العديد من المشاركين فقدانا غير مقصود للوزن، رغم أن الباحثين أكدوا أن هذا الفقدان للوزن لم يكن العامل المحدد في تحسن العمر البيولوجي.
وهذه الاكتشافات تنسجم مع ما نعرفه عن فوائد النظام الغذائي المتوسطي الغني بالبوليفينول، والذي ارتبط منذ فترة طويلة بصحة القلب وإدارة الوزن. لكن الدراسة الحالية تذهب إلى أبعد من ذلك، مقدمة دليلا إضافيا على كيفية عمل هذه المركبات على المستوى الجزيئي لإبطاء عملية الشيخوخة.
وبناء على هذه النتائج، يقترح الباحثون نظاما غذائيا يوميا يركز على الخضروات الورقية الداكنة، والخضروات الصليبية مثل البروكلي والقرنبيط، والخضروات الملونة، والبذور، والبنجر، واللحوم قليلة الدهن، والفواكه ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض. كما يوصون بتضمين حصص محددة من المكونات الستة المذكورة، مع تجنب الحبوب الكاملة، والبقوليات، ومنتجات الألبان، والكحول مؤقتا لتقليل أي آثار هضمية محتملة.
ورغم الأمل الكبير الذي تثيره هذه النتائج، يحذر الباحثون من بعض القيود، أهمها صغر حجم العينة وتركيزها على فئة محددة. كما يشيرون إلى الحاجة لإجراء المزيد من الدراسات على مجموعات أكبر وأكثر تنوعا، باستخدام مقاييس أحدث للعمر البيولوجي لتأكيد هذه النتائج الواعدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ 10 ساعات
- جفرا نيوز
الدكتور أحمد العمرو مبارك التخرج
Friday-2025-05-30 11:29 pm جفرا نيوز - يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ يتقدم الأهل والاحبة والاصدقاء للدكتور احمد العمرو بمناسبة تخرجه من جامعة بخار بالطبية ابن سينا بتخصص طب الاسنان.


جفرا نيوز
منذ 13 ساعات
- جفرا نيوز
فوائد غير متوقعة للكرز
جفرا نيوز - قالت الدكتورة داريا خايكينا أخصائية الغدد الصماء، خبيرة التغذية، إن ثمار الكرز يفضلها الجميع لمذاقها اللذيذ وفوائدها الصحية. ووفقا لها، يتميز الكرز أولا- بخصائص مضادة للالتهابات بفضل احتوائه على كمية كبيرة من مادة الأنثوسيانين، التي تمنحه لونا داكنا وغنيا وتساعد أيضا على تقليل الالتهاب في الجسم. وهذا مهم بصورة خاصة لمن يعاني من التورم وآلام المفاصل دون سبب واضح. وثانيا- الكرز مفيد للقلب والأوعية الدموية، حيث يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم الذي يساعد على تنظيم مستوى ضغط الدم ويحسن وظائف القلب. وتناول الكرز بانتظام يساعد على التخلص من السوائل الزائدة بلطف دون إزالة العناصر الدقيقة المهمة الأخرى. وثالثا- بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الكرز على فيتامين С وبيتا كاروتين والزنك، وهو مزيج قوي لتعزيز منظومة المناعة، ما يساعد على التعافي من المرض والتوتر والنشاط البدني النشط. ورابعا- للكرز تأثير إيجابي على مستوى الهرمونات لدى النساء. لأنه يحتوي على فيتويستروجينات نباتية، تدعم مستوى الهرمونات الأنثوية بشكل لطيف. لذلك الكرز مفيد بشكل خاص خلال فترة ما قبل الحيض وانقطاع الطمث - حيث يمكن أن يقلل من تقلبات المزاج والتورم والصداع. وخامسا- يساعد الكرز على النوم والاسترخاء، لاحتوائه على الميلاتونين، وهو هرمون النوم الذي يرتبط عادة بظلام المساء وأنماط النوم السليمة. لذلك عند تناول الكرز باعتدال بعد الظهر، يمكن أن يحسن جودة النوم. ووفقا لها، يفضل تناول 100-150 غراما من الكرز يوميا بعد تناول وجبة الطعام الرئيسية، وليس على معدة فارغة، وليس بكميات كبيرة، كما اعتاد الجميع، لأن الإفراط في تناول الكرز وغيره من الثمار بكميات كبيرة قد يسبب الانتفاخ وارتفاع مستوى السكر في الدم.


جفرا نيوز
منذ 20 ساعات
- جفرا نيوز
كوكتيل دوائي مضاد للسرطان يطيل العمر بنسبة 30%
جفرا نيوز - أثبت فريق من الباحثين أن مزيجا من دواءين مضادين للسرطان يمكن أن يطيل عمر الفئران بنسبة تصل إلى 30%، في إنجاز قد يفتح آفاقا لعلاج الشيخوخة. وفي دراسة جديدة، توصّل فريق البحث الدولي إلى أن الجمع بين دواءي "تراميتينيب" (Trametinib) و"راباميسين" (Rapamycin) – المعروفين بفاعليتهما في تثبيط نمو الخلايا السرطانية – أدى إلى إطالة عمر الفئران بشكل يفوق استخدام كل دواء على حدة، بالإضافة إلى تقليل الالتهاب وتأخير تطور السرطان لدى الفئران المسنة. ويعمل كل من الدواءين (المعتمدين من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)) عبر استهداف مسارات خلوية تلعب دورا أساسيا في عمليات الشيخوخة وتطور الأورام: "راباميسين" يثبط بروتين mTOR الذي ينظم نمو الخلايا وانقسامها. "تراميتينيب" يعطل المسار الجزيئي RAS/Mek/Erk المرتبط بتكاثر الخلايا السرطانية. وفي التجربة، خُلط العقاران في غذاء الفئران، فظهر أن: "راباميسين" وحده أطال عمرها بنسبة 15% إلى 20%، و"تراميتينيب" أطال عمرها بنسبة 5% إلى 10%. لكن استخدامهما معا أدى إلى زيادة العمر بنسبة وصلت إلى 29%. وحلل الباحثون أنسجة الفئران لدراسة التأثيرات الجينية، فوجدوا أن الدواءين لا يعملان فقط بطريقة تراكمية، بل يؤثران على نشاط الجينات بآليات جديدة عند استخدامهما معا، ما يشير إلى تفاعل تآزري بينهما. ورغم أن النتائج لا تعني بالضرورة أن هذه الأدوية ستُطيل عمر الإنسان بالكفاءة نفسها، فإنها تمثل خطوة مهمة نحو تطوير "أدوية حماية الشيخوخة" – وهي فئة علاجية ناشئة تهدف إلى الوقاية من الأمراض وتحسين جودة الحياة في المراحل المتقدمة من العمر. وقالت الدكتورة ليندا بارتريدج، الباحثة المشاركة من جامعة كوليدج لندن ومعهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة: "لا نتوقع نتائج مماثلة لدى البشر، لكننا نأمل أن تساعد هذه الأدوية الناس على التقدم في السن بصحة أفضل ولفترة أطول". ويعمل الفريق حاليا على تحسين طريقة استخدام "تراميتينيب" لتقليل آثاره الجانبية، مثل فقدان الوزن وتأثيراته على الكبد.