logo
بين المنطقة العازلة والتدخلات العسكرية.. هل تفقد إسرائيل أوراقها في سوريا؟

بين المنطقة العازلة والتدخلات العسكرية.. هل تفقد إسرائيل أوراقها في سوريا؟

صوت بيروت١٦-٠٧-٢٠٢٥
تناولت الصحافة الإسرائيلية انهيار الدروز في جنوب سوريا من زاويتين مختلفتين، رأت إحداهما أن على إسرائيل مواجهة الواقع، دون الانخداع باتفاق محتمل مع سوريا، في حين حذرت الأخرى من أن تدخل إسرائيل في كل شيء، قد يفقدها أوراقها المهمة في سوريا.
وكتب الأستاذ والخبير كفير تشوفا في موقع واينت التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت أن سوريا الآن تحت سيطرة تحالف من الفصائل الإسلامية، بعضها ذو أجندة جهادية صريحة، مشيرا إلى أن أي اتفاق سياسي يشرع سلطتهم سيمنحهم الوقت والموارد والشرعية لبناء جيش قادر على الوقوف يوما ما على حدود إسرائيل، بنية واضحة.
ونبه الكاتب إلى أن الدروز -الذين يعتبرهم أحد أهدأ شركاء إسرائيل وأكثرهم موثوقية- يتعرضون لهجوم منسق ولعمليات إجلاء جماعي، في الوقت الذي تفكر فيه الدوائر الإسرائيلية والغربية في اتفاق محتمل مع نظام الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي خلف الرئيس المخلوع بشار الأسد.
لعبة خداع إستراتيجي
وأوضح الكاتب أن على إسرائيل مواجهة الواقع، معتبرا أن وراء اقتراح معاهدة عدم الاعتداء مع سوريا محاولة لتطبيع الوضع الراهن في المنطقة، وأن ذلك عمليا يقدم ميزة كبيرة للكتلة السنية الإسلامية -حسب رأيه- ويعرض إسرائيل لمخاطر إستراتيجية متعددة.
ورأى كفير تشوفا أن في هذا الاتفاق لعبة خداع إستراتيجي كلاسيكية، يقترح خلالها أحد اللاعبين مصالحة زائفة لتعزيز قوته والاستعداد لمواجهة مستقبلية، مشيرا إلى خطورة مبادرة تجارية جديدة قيد التشكل تربط بين السعودية والأردن وسوريا وتركيا، متجاوزة إسرائيل، لأنها ستقوض مبادرة الهند وإسرائيل وأوروبا، وتجرد إسرائيل من دورها كحلقة وصل رئيسية بين الشرق والغرب.
ومما يثير القلق -حسب الكاتب- تخلي إسرائيل عن شركائها الصامتين منذ فترة طويلة، كالدروز في الجنوب والأكراد في الشمال، مشيرا إلى أن تل أبيب، من دون شروط واضحة في أي اتفاق تضمن حماية هذه المجتمعات، تخاطر بفقدان حلفاء موثوق بهم، وبتفكيك إحدى أكثر آليات الأمن غير الرسمية استقرارا على طول حدودها.
وخلص كفير تشوفا إلى أن ما يبدو اليوم ترتيبا دبلوماسيا هادئا قد يثبت قريبا أنه خطأ إستراتيجي باهظ التكلفة، داعيا إسرائيل إلى أن تطالب بشروط حازمة وشفافة، وأن تقاوم الانجراف وراء وهم 'عدم الاعتداء'، لأنه مفهوم صاغه آخرون لخدمة مصالحهم.
شريك شرعي
أما صحيفة جيروزاليم بوست فرأت -في تقرير بقلم يونا جيريمي بوب- أن إسرائيل كلما تدخلت في مسائل مريبة لا تهدد مصالحها بوضوح، زادت سرعة خسارتها للأوراق الرئيسية التي تمسك بها في سوريا.
وشككت الصحيفة في أن تمر هجمات إسرائيل على قوات النظام السوري دون تحد أو دون تداعيات إستراتيجية كبيرة، حتى ولو كانت لحماية بعض الدروز السوريين الذين تربطهم بها علاقات جيدة، وحتى لو كانت القوات السورية دخلت المنطقة العازلة التي أعلنتها إسرائيل.
وبالفعل أبدت إسرائيل تحفظا كبيرا من الشرع، وصرح مسؤولون إسرائيليون بأنه 'ذئب في ثياب حمل'، وبأنه لا يزال جهادي القاعدة الخطير نفسه، ولكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر أن الشرع شريك شرعي، وألغى جميع العقوبات الأميركية، وطلب من إسرائيل أن تواكب البرنامج وأن تتصالح معه.
ورغم كل المخاوف، انضمت إسرائيل في النهاية إلى الموقف -كما تقول الصحيفة- والتقى مدير الموساد ديفيد برنيع بالشرع، وتحدث الجانبان عن اتفاق هدنة جديد محتمل، وربما تطبيع في نهاية المطاف، كما التقى عدد من كبار المسؤولين الأميركيين بالشرع وأعلنوا دعمهم له كرجل مصلح سيحقق السلام مع إسرائيل.
حادثة بسيطة
وأشار الكاتب إلى أن ترامب قد يمنع إسرائيل، على الأمد القريب أو المتوسط، من القيام بالأعمال التي كانت تقوم بها، وقد يدفعه استمرارها فيها إلى مطالبتها بمغادرة منطقتها العازلة السورية في وقت أقرب، مما يقوض نفوذها الإستراتيجي.
وذكرت الصحيفة أن ما يحدث للدروز يبدو حادثة بسيطة، حيث قام بعض البدو السوريين باختطاف درزي سوري واحد، مما أدى إلى انزلاق قبائل متنافسة في صراع أكبر بين عدة قرى، وخلصت إلى أن كل هذا لا يزال شأنا سوريا محليا، لا يبدو أنه يورط الأمن الإسرائيلي أو يبرر أمره بالتدخل.
وتساءلت الصحيفة إذا أصبح الشرع مقبولا، فكم مرة تستطيع إسرائيل منع النظام السوري الحالي من التدخل لحل النزاعات الداخلية الفوضوية بين القبائل؟ خاصة أن الشرع لم يبد، بعد 8 أشهر من حكمه، أي إشارة إلى أنه سيهدد إسرائيل، ناهيك عن أي تحرك ملموس للقيام بذلك.
وخلصت الصحيفة إلى أن الشرع وترامب قد يملان من منح إسرائيل حرية التصرف في سوريا في قضايا مهمة، إذا استمرت في التدخل في العديد من القضايا الغامضة، التي تظهر أنها قوة 'احتلال' تمنع حكومة شرعية من استعادة النظام في أراضيها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضرائب جديدة في 'إسرائيل' بسبب الحر ب على غزّة.
ضرائب جديدة في 'إسرائيل' بسبب الحر ب على غزّة.

التحري

timeمنذ 11 ساعات

  • التحري

ضرائب جديدة في 'إسرائيل' بسبب الحر ب على غزّة.

كشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت الإسرائيلية'، في مقال للصحافي غاد ليئور، أنّ سلطة الضرائب 'الإسرائيلية' تعمل بـ'كامل القوّة' حاليًّا لإقرار سلسلة إجراءات مالية تشمل فرض ضرائب جديدة وتشديد الملاحقة على المتهرّبين ضريبيًا، وإلغاء بعض الإعفاءات، في محاولة للحد من العجز المتزايد في ميزانية الدولة. وبحسب مسؤول اقتصادي حكومي كبير، هذه الإجراءات ستُترجم عمليًا إلى ضرائب أعلى على المستـ.ـوطنين بدءًا من مطلع العام 2026، أي بعد خمسة أشهر فقط، وهو ما يُنذر بتصاعد الضغط الاقتصادي على الداخل 'الإسرائيلي'. يأتي هذا؛ في ظل استمرار الحر ب على غزّة، والتي كلّفت حتّى الآن أكثر من 300 مليار شيكل، إلى جانب استدعاء جنود الاحتياط على نطاق واسع، وتأثير المقاطعات الدولية والصفقات المجمّدة مع الشركات 'الإسرائيلية'، ما يُضعف إيرادات الضرائب ويعمّق الأزمة المالية. بحسب الصحيفة؛ الاقتطاعات الاقتصادية المطروحة: 1. ضريبة القيمة المضافة على التأمين. 2. ضريبة على الإيجار. 3. إلغاء كامل للإعفاء من ضريبة القيمة المضافة على الاستيراد الشخصي في الطرود، حتّى قيمة 75 دولارًا. 4. إلغاء سلسلة من الإعفاءات من ضريبة القيمة المضافة. على رأس الاقتراحات توجد الإعفاءات القائمة منذ عقود على المشتريات والخدمات في إيلات، على الفواكه والخضروات، وعلى خدمات السياحة. 5. تقليص يوم 'استجمام' من جميع العمال في السوق في العام 2026، كما حدث في 2024 و–2025. 6. إعفاء المشروبات المحلّاة والأدوات آحادية الاستخدام. بحسب الصحيفة، في الأيام القريبة، ستبدأ المالية في إعداد الاقتراحات لتقليص العجز. ومن الواضح لكبار المسؤولين المهنيين أنّه ستكون هناك كثير من الاعتراضات على المستوى السياسي. ومع ذلك، يوضح كبار المسؤولين أنّه حتّى الاقتراحات، مثل رفع ضريبة القيمة المضافة ورسوم التأمين الوطني وتجميد مخصصات الأطـ.ـفال وشرائح ضريبة الدخل وضرائب العقارات، عارضها في البداية كبار مسؤولي 'الليكود' ووزير المالية، لكنّها أُقرّت في النهاية. الخطة الحالية هي المصادقة على اقتراح ميزانية 'الدولة' في الحكومة، قبل رأس السنة (العبرية)، وتقديم الاقتراح في نهاية تشرين الأول/أكتوبر إلى 'الكنيست' مع بداية الدورة الشتوية، على افتراض أنّه لن يعلن عن انتخابات ستُلغي تقديم ميزانية العام المقبل، ختمت الصحيفة.

في زيارة الأولى من نوعها منذ الحرب... وفد من الطاقة الذرية في إيران!
في زيارة الأولى من نوعها منذ الحرب... وفد من الطاقة الذرية في إيران!

ليبانون ديبايت

timeمنذ 12 ساعات

  • ليبانون ديبايت

في زيارة الأولى من نوعها منذ الحرب... وفد من الطاقة الذرية في إيران!

كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن وفداً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور إيران الأسبوع المقبل، وهي أول زيارة من نوعها منذ الحرب بين إسرائيل وإيران، مضيفة أن هناك أمل أن تفتح المحادثات الباب لمباحثات رفيعة المستوى بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي وكبار المسؤولين الإيرانيين. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية، أن خبراء تقنيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيبدأون محادثات مع الإيرانيين من أجل استعادة الرقابة على المواقع النووية، ويهدف المفتشون إلى تفقد المواقع النووية التي دُمرت خلال حرب الـ12 يوماً، ومع ذلك، أوضحت طهران أنه في الوقت الحالي، لن تسمح للمفتشين بزيارة هذه المواقع. وتُظهر صور الأقمار الصناعية الأخيرة، أن إيران تُجري أعمالاً في بعض المواقع النووية التي تضررت، ومع ذلك، تُقدر مصادر مختلفة أن إعادة الإعمار ليست دراماتيكية ولا تتضمن إزالة اليورانيوم المخصب من المنشآت التي تعرضت للقصف. ووفقاً للصحيفة، بعد أيام قليلة من انتهاء الحرب، غادر مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين كانوا في إيران البلاد بسبب مخاوف على حياتهم، وفي يوم الجمعة الماضي، التقى نواب وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، وهي الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني، مع كبار المسؤولين في طهران في محاولة لاستئناف المحادثات للتوصل إلى اتفاق جديد. وأوضح دبلوماسيون غربيون للصحيفة، أن المسؤولين الأوروبيين غادروا الاجتماع وهم يشعرون بالإحباط، وقالوا: "يُصر الإيرانيون على مواصلة تخصيب اليورانيوم في أي اتفاق جديد، وهناك مجال ضئيل للتقدم طالما ظل هذا المطلب قائماً". وبعد الاجتماع، صرح نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي بأنه "انتقد الموقف الأوروبي بشأن حرب الـ12 يوماً وناقش آلية 'سناب باك' لإعادة فرض العقوبات". وأضاف: "تم الاتفاق على استمرار المشاورات في هذا الشأن". من جهتها، أوضحت الدول الأوروبية أنه "إذا لم يتوصل الإيرانيون إلى اتفاقات جديدة بشأن البرنامج النووي بحلول أكتوبر، فسيُفعلون آلية 'سناب باك'، التي ستفرض عقوبات كبيرة على إيران عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". و"أُنشئت هذه الآلية كجزء من الاتفاق النووي، وستنتهي صلاحية استخدامها في منتصف تشرين الأول". في غضون ذلك، أخبر دبلوماسيون غربيون الصحيفة أن الإدارة الأمريكية ترفض محاولة إقناع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، صرح قائلاً: "إذا كان الإيرانيون يرغبون في إجراء محادثات، فهم يعرفون أين يجدوننا". ولفتت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أكد مجدداً موقف إيران بأنها ستستأنف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة إذا اقتضت مصالحها الوطنية ذلك، لكنه ذكر أنه لا توجد حالياً خطط لعقد جولة سادسة من المفاوضات النووية مع واشنطن.

'أنا أقود منظمة حقوق إنسان إسرائيلية بارزة: بلدنا يرتكب إبادة جماعية' – مقال رأي في الجارديان #عاجل
'أنا أقود منظمة حقوق إنسان إسرائيلية بارزة: بلدنا يرتكب إبادة جماعية' – مقال رأي في الجارديان #عاجل

سيدر نيوز

timeمنذ 14 ساعات

  • سيدر نيوز

'أنا أقود منظمة حقوق إنسان إسرائيلية بارزة: بلدنا يرتكب إبادة جماعية' – مقال رأي في الجارديان #عاجل

في عرض الصحف اليوم نطالع عدداً من الموضوعات، من بينها مقال يثير تساؤلاً حول إمكانية للناس العاديين أن يتصالحوا مع ما يحدث في غزة. ومقال آخر يناقش مدى سيطرة رئيس السلطة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، على قوات وزارة دفاعه، وأخيراً نتطرق إلى مقال يصنف أقوى خمس زلزال في العالم. اتهمت الإسرائيلية يولي نوفاك، المديرة التنفيذية لمنظمة بتسيلم، مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، إسرائيل 'بأنها تركب إبادة جماعية في قطاع غزة'. وتساءلت نوفاك في بداية المقال،: كيف يمكن للناس العاديين أن يتسامحوا مع هذه الفظائع؟' . وتوضح نوفاك أنه في خارج إسرائيل، يعرف الملايين الإجابة بالفعل، ' لكن الكثيرين منا هنا لا يستطيعون ذلك، أو لا يريدون. ربما لأن الحقيقة تُهدد بهدم كل ما آمنا به عن هويتنا، وما أردنا أن نكون. إن ذكرها يعني الاعتراف بأن المستقبل سيتطلب محاسبة، ليس فقط مع قادتنا، بل مع أنفسنا أيضاً'. إسرائيل ترفض اتهامها بارتكاب 'إبادة جماعية' في غزة، وحماس تدعو لـ 'حماية الإنسانية' وتشير الكاتبة إلى أنه بالنسبة للإسرائيليين من جيلها، 'كان من المفترض أن تبقى كلمة إبادة جماعية كابوساً من كوكب آخر وكلمة مرتبطة بصور أجدادنا وأشباح الأحياء اليهودية الأوروبية، لا بأحيائنا'، فيما يبدو أنها إشارة إلى الهولوكوست أو المحرقة اليهودية. وتسترسل الكاتبة في الشرح 'منذ ما يقرب من عامين، سمعنا مسؤولين إسرائيليين – سياسيين وجنرالات على حد سواء – يصرحون جهاراً بما ينوون فعله: تجويع غزة وتسويتها بالأرض ومحوها. سنقضي عليهم. سنجعلها غير صالحة للسكن. سنقطع الطعام والماء والكهرباء'. لم تكن هذه زلات لسان، بل كانت الخطة. ثم نفذها الجيش الإسرائيلي. وحسب التعريف التقليدي، هذه إبادة جماعية: استهداف متعمد لسكان ليس لكونهم أفراداً، بل لانتمائهم إلى جماعة – هجوم مصمم لتدمير الجماعة نفسها'. وتقول يولي 'ما زلتُ أتذكر أول مرة انفتحت لي فيها الحقيقة. بعد شهرين مما كنتُ لا أزال أسميه حربًا'، وتضيف 'حوصر ثلاثة من زملائي في منظمة بتسيلم – وهم عاملون فلسطينيون في مجال حقوق الإنسان عملنا معهم لسنوات – في غزة مع عائلاتهم. أخبروني عن أقارب دُفنوا تحت الأنقاض، وعن عجزهم عن حماية أطفالهم، وعن الخوف الكبير'. تقول كاتبة المقال الإسرائيلية 'الإبادة الجماع لا تحدث دون مشاركة جماهيرية: شعب يدعمها، أو يمكّنها، أو يغض الطرف عنها'. وتستطرد يولي بالقول 'لا تحدث الإبادة الجماعية دون مشاركة جماهيرية: شعب يدعمها، أو يُمكّنها، أو يُغض الطرف عنها. هذا جزء من مأساتها. لم تُدرك أي دولة تقريباً ارتكبت إبادة جماعية، في حينها، ما كانت تفعله. القصة هي نفسها دائماً: دفاع عن النفس، حتمية، المستهدفون هم من جلبوا الإبادة على أنفسهم'. وتسلط الكاتبة الضوء على الرواية المتداولة في إسرائيل، حول 7 أكتوبر/تشرين الأول،وتقول 'عندما حدثت مذبحة حماس ضد المدنيين في جنوب إسرائيل. كان ذلك اليوم رعباً حقيقياً، انفجاراً بشعاً للوحشية الإنسانية: مدنيون يُذبحون، ويُغتصبون، ويُؤخذون رهائن. صدمة وطنية مُركّزة استدعت، لدى العديد من الإسرائيليين، شعوراً عميقاً بالتهديد الوجودي'. وترى كاتبة المقال إن ما حدث في السابع من أكتوبر 'لم يكن فشلاً عسكرياً فحسب، بل كان انهياراً لخيالنا الاجتماعي: وهماً بأننا نستطيع حصر كل العنف واليأس خلف سياج والعيش بسلام إلى جانبنا. وقد حدث هذا الانهيار في ظل حكومة اليمين الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، وهي حكومة يحلم وزراؤها علناً بمحو غزة. وهكذا، في أكتوبر 2023، تلاشت كل أحلامنا في أحلك كوابيسنا'. وتختتم يولي نوفاك مقالها داعية إلى مواجهة 'الإبادة الجماعية، وهي ترى أنه يجب أن يفهمها الشعب الإسرائيلي أو أن ينظر إليها من منظور البشر الذين يعيشون على هذه الأرض'. هل يستطيع الشرع السيطرة على قوات الجيش؟ ونطالع مقالاً آخر في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، لأحمد شعراوي وهو محلل أبحاث في مجموعة 'فاونديشن فور ديفنس أوف ديموكراسي (مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات)، ويحمل المقال عنوان 'هل يستطيع الرئيس السوري السيطرة على قواته؟' يقول شعراوي إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب،' وضعت ثقة كبيرة في رئيس السلطة الانتقالية الجديد في سوريا، أحمد الشرع، وإنه 'بدأ قوياً عندما سيطر على دمشق بسرعة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن المجازر الأخيرة التي ارتكبتها القوات الحكومية بحق المدنيين كشفت عن حدود سيطرته'. ويضيف شعراوي إنه يجب على الولايات المتحدة 'الضغط على الشرع لإصلاح الجيش السوري'. ويبدأ الكاتب في استحضار ذاكرته، قائلاً إنه بعد إسقاط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في أسبوعين، ظهر الشرع من معقله في مدينة إدلب كالحاكم الفعلي لسوريا. ويستدرك قائلاً:'لقد تمكن (الشرع) من توحيد فصائل مسلحة متعددة، وأعلنه رسمياً حلفاؤه رئيساً مؤقتاً للبلاد في يناير/كانون الثاني الماضي'. غير أن كاتب المقال يشير إلى أن جلب الاستقرار إلى سوريا بعد حرب أهلية دامت 14 عاماً، 'كان من المؤكد أنه سيشكل تحدياً هائلاً'. ويضيف: 'لكنه بات واضحاً الآن أن الشرع قلل من شأن تعقيد بناء الدولة، وتشكيل هيكل أمني موحد، وضمان تمثيل جميع شرائح السكان'. كما أنه يستعين بتصريحات السفير الأمريكي السابق في دمشق، رايان كروكر، والذي قال خلالها إن 'هناك فرقاً كبيراً بين إدارة محافظة واحدة في سوريا، هي إدلب في الشمال، وإدارة بلد بأكمله بكل طوائفه ومجموعاته العرقية والطائفية المتنوعة'. فخلال حكم الشرع، وقعت 'مذبحتان' بحسب ما يقول أحمد شعراوي، 'واحدة ضد العلويين، حيث حددت لجنة تحقيق مستقلة، بتكليف من الدولة أن 298 شخصاً يُشتبه في ارتكابهم انتهاكات ضد أشخاص من الطائفة العلوية'. وبحسب ما أورد شعراوي في مقاله،'كان العديد من المستهدفين من عناصر القوات الحكومية، وكان العديد منهم أيضاً جهاديين أجانب قدموا إلى سوريا في مهمة طائفية صريحة: التخلص من نظام الأسد، العلوي الكافر في نظرهم'. ويوضح الكاتب أن حكومة الشرع حاولت 'أن تنأى بنفسها عن المجازر، مدعية أن مرتكبي تلك الانتهاكات تجاهلوا التوجيهات التي أُعطيت لهم بعدم استهداف المدنيين'. في يوليو/تموز 2025، ظهرت أدلة جديدة تُشير إلى تورط القوات الحكومية في انتهاكات ضد الطائفة الدرزية. وأظهرت مقاطع فيديو مُتداولة على الإنترنت جنوداً يقتلون مدنيين في تحدٍ لأمر وزارة الدفاع بـ'تجنب استهداف الأشخاص بناء على طائفتهم' ويطرح شعراوي خلال مقاله سؤالاً: 'لماذا تتحدى القوات الحكومية الأوامر؟ ولماذا يُقررالشرع بشكل انتقائي أي من الميليشيات التي يمكن دمجها في الجيش كوحدات سليمة وأيها يجب حلها أولاً؟' ويذكر أيضاً أن الجهود المتسرعة لتوحيد الفصائل المسلحة السورية تركت العديد من الميليشيات المناهضة للأسد تعمل بشكل مستقل تحت قياداتها الأصلية. ويضرب الكاتب مثالاً إذ يقول 'دُمجت الجماعات المدعومة من تركيا، مثل عمشات وحمزات، بقيادة أبو عمشة وسيف بولاد، وهما شخصيتان خاضعتان لعقوبات أمريكية لارتكابهما جرائم ضد الأكراد، وسلّم الشرع الرجلين قيادة فرق الجيش. ومع ذلك، طُلب من قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، الاندماج كأفراد فقط'. ويتهم الكاتب رئيس السلطة الانتقالية 'بانتهاجه تلك السياسات وخلق ما وصفه باختلال طائفي في الجيش السوري الجديد'. كما يرى الكاتب أن ذلك دفع الأكراد وبعضاً من أفراد المجتمع الدرزي إلى الدعوة إلى الفيدرالية واللامركزية، 'ما يسمح لكل منهما بإنشاء دولتهم الخاصة والانفصال عن الحكومة المركزية في دمشق'. ويختتم الكاتب مقاله، 'مقترحاً أنه يجب إجراء تغييرات في الجيش السوري الجديد، تشمل إخراج المقاتلين الجهاديين الأجانب من صفوفه'. لكنه يقول إنه في نهاية المطاف، يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لمعاقبة الوحدات العسكرية والقادة المسؤولين عن ما وصفه بالـ'المجازر'، في إشارة إلى ما ذكره سالفاً في بداية المقال من أحداث السويداء والانتهاكات التي ارتكبت ضد دروز هناك، وما وصفه أيضاً باستهداف العلويين'. أقوى خمسة زلازل في العالم ونطالع مقالاً في مجلة تايم الأمريكية، لجيفري كلوغر محرر المجلة، الذي يُغطي الفضاء والمناخ والعلوم. المقال بعنوان 'ما أقوى خمسة زلازل تم تسجيلها على الإطلاق؟' والذي يوضح خلاله أنواع الزلازل المختلفة، في أعقاب حدوث الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية في في 30 يوليو/تموز. ويستهل كلوغر مقاله، قائلاً 'منذ اللحظة الأولى لوقوعه، دخل الزلزال الهائل الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، إلى عالم الزلازل، متصدراً قائمة أكبر الزلازل المعروفة'. ويوضح أن هذا الزلزال كانت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر، ما جعله يحتل المركز السادس بالتساوي مع زلزال تشيلي الكبير الذي وقع عام 2010، وزلزالي كولومبيا والإكوادور اللذين وقعا عام 1906. ويقول الكاتب أن عدد ضحايا الزلزال أحياناً لا تتناسب مع قوته أو تعكسها، بل إن قوته تُحدد بـ'كثافة السكان في المنطقة التي ضربها الزلزال أيضاً'. ووفقاً لكاتب المقال، يُعد زلزال هايتي الذي وقع عام 2010، وبلغت قوته سبع درجات على مقياس ريختر، وخلف أكثر من 316 ألف قتيلاً ومفقوداً، ثالث أشد الزلازل فتكاً منذ عام 1950، غير أنه لا يُدرَج ضمن قائمة أقوى الزلازل استناداً فقط على قوته على مقياس ريختر'. و ينطبق الأمر نفسه على زلزال كشمير الذي وقع عام 2005 والذي بلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر وأودى بحياة ما لا يقل عن 79 ألف شخص. ويبدأ الكاتب في ذكر أقوى خمسة زلازل مُسجلة وتسببت في أضرار جسيمة ووفيات كثيرة. يحتل الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا في روسيا، في 4 نوفمبر/تشرين الأول عام 1952 وكانت قوته تسع درجات على مقياس ريختر، المركز الخامس. وقد لقي ما يُقدر بنحو 10,000 شخص حتفهم في أعقاب الزلزال مباشرةً'. ووفقاً للكاتب الذي يعزى ذلك في الغالب إلى تسونامي أعقب الزلزال الأول، وصلت أعالي البحار إلى جزيرة ميدواي وميناء هونولولو، متسببةً في أضرار بلغت مليون دولار في هاواي، أي ما يعادل 12.1 مليون دولار اليوم. زلزال توهوكو باليابان: ويأتي في المركز الرابع، زلزال توهوكو باليابان الذي وقع في 11 مارس/آذار عام 2011، وبلغت قوته 9.1 درجة على مقياس ريختر، ووقع قبالة الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة هونشو اليابانية في خندق اليابان بالمحيط الهادئ. وربما يُعرف أكثر باسم زلزال فوكوشيما، نسبةً إلى مفاعلات فوكوشيما داييتشي النووية التي تعطلت جراء تسونامي الذي ضرب الساحل في غضون 30 دقيقة من الهزة الأولى. وقد تسبب في تسرب نووي من مفاعلات فوكشيما. وقد لقى ما لا يقل عن 18 ألف شخص حتفهم في هذا الزلزال والتسونامي الذي أعقبه مباشرة، وفُقدت جثث الآلاف إلى الأبد. المحيط الهندي: أما ثالث أكبر زلزال مسجل، بقوة 9.1 درجة على مقياس ريختر، فكان في المحيط الهندي في 26 ديسمبر/كانون الأول عام 2004. وكانت احتفالات عيد الميلاد قد انتهت للتو،عندما انفجر قاع المحيط على بعد 150 ميلاً قبالة سواحل سومطرة، مطلقاً طاقة تقدر بما يعادل 23 ألف قنبلة من نوع قنبلة هيروشيما. وقد لقي ما لا يقل عن 230 ألف شخص حتفهم في 13 دولة، وكان إقليم آتشيه في سومطرة مسؤولاً عن 200 ألف حالة وفاة من بين هؤلاء أما الخسائر المادية فتجاوزت 10 مليارات دولار. ألاسكا – الولايات المتحدة: وأتى في المركز الثاني، زلزال ألاسكا الذي بلغت قوته 9.2 درجة على مقياس ريختر في 27 مارس/آذار عام 1964.، فقد اهتزت الأرض لمدة أربع دقائق ونصف الدقيقة، تخللها رعب، ويعد هذا الزلزال الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة. وقد شعر الناس به في مناطق بعيدة، مثل إقليم يوكون ومقاطعة بريتش كولومبيا الكندية، واستمرت الهزات الارتدادية لمدة ثلاثة أسابيع. غير أن عدد الضحايا كان قليلاً نسبياً ووصل إلى 130 شخصاً. بيوبيو تشيلي: ووفقاً لجيفري كلوغر، سُجِّل أكبر زلزال على الإطلاق في منطقة بيوبيو بتشيلي، في 22 مايو/أيار عام 1960،على بُعد حوالي 160 كيلومتراً من ساحل تشيلي، و' بدأ الزلزال عندما اندسَّت صفيحة نازكا تحت صفيحة أمريكا الجنوبية، مطلقةً طاقة تعادل 2.67 جيجا طن، أو مليار طن، من مادة تي إن تي. وبلغت قوة الزلزال ذروتها عند 9.5 درجة على مقياس ريختر. وهزَّت المحيط موجات تسونامي، وصل ارتفاعها إلى 24 متراً على طول ساحل تشيلي'. وبعد حوالي 15 ساعة، وصلت أمواج بارتفاع 10 أمتار إلى جزر هاواي، وبعد سبع ساعات، ضربت أمواج بارتفاع 18 متراً جزيرة هونشو اليابانية. لم يُحسب أعداد القتلى بدقة. إذ تراوحت التقديرات بين ألف وستة آلاف قتيل. كما جُرح ثلاثة آلاف شخص إضافيين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store