logo
سوريا نمر آسيا القادم !

سوريا نمر آسيا القادم !

العربيةمنذ 3 أيام

بصفر ديون، وصفر عقوبات، وصفر قيود تجارية، تبدأ سوريا مشوارها لتكون أحد نمور غرب آسيا بجانب السعودية وقطر والإمارات وقريباً الكويت التي بدأت أولى خطوات النهضة، بإصلاح البيت الداخلي، وسنراها قريباً تنافس بقوة بجانب شقيقاتها الخليجيات.
ولعل سوريا الجديدة ستكون الدولة الوحيدة من خارج المنظومة الخليجية القادرة على الانضمام للدول الناهضة اقتصادياً وتجارياً، في هذا الإقليم المليء بالدول الفاشلة والمتراجعة.
ليس لأن الدول الخليجية تريد أن تجامل سوريا الجديدة، ولا لأنها ستمدها بمساعدات مالية تستخدمها كمسكنات، بل لأن سوريا مؤهلة بالفعل أن تنجح، فلديها الرغبة والإمكانات والتاريخ التجاري والصناعي، والإنسان السوري الذي يضع بصمته حيثما حل، ويرفع من قيمة المكان الذي يعمل فيه، وهو ما حصل في دول المهجر التي وصل إليها مضطراً قبل عقدين من الآن، بل وحتى إبان هجراته القديمة قبل نحو 150 عاماً إلى أمريكا الجنوبية.
ولعلنا نتذكر أولاً كيف نشأت «نمور آسيا»، بالكثير من العمل وفتح الاستثمارات أمام الأموال القادمة من الخارج، وضمان حرية التجارة، وهو مسمى أطلق على مجموعة من الدول الآسيوية التي شهدت نمواً اقتصادياً سريعاً في النصف الثاني من القرن العشرين، وهي «كوريا الجنوبية، وتايوان، وهونج كونج، وسنغافورة».
سوريا تشبه تلك الدول كثيراً، فهي تمتلك الكثير من المقومات التي يمكن أن تساعدها في تحقيق نمو اقتصادي لافت، ولكن في المقابل هناك أيضاً تحديات كبيرة، عليها تجاوزها، والأهم عدم الانجرار للأفكار الاقتصادية البالية التي وقعت فيها بعض الدول، من الطمع في المستثمرين، وحرمانهم من إخراج أموالهم، وتحويل الاستثمار إلى فخ بدلاً من جائزة يستفيد منها الطرفان، وهو ما دفع المستثمرين والأموال الساخنة إلى الهرب والانتقال إلى محاضن استثمارية آمنة.
سوريا تمتلك موارد طبيعية غنية، مثل النفط والغاز الطبيعي، وهناك مؤشرات على أن شواطئها على البحر الأبيض المتوسط تملك مخزوناً هاماً من الغاز، كذلك موقع سوريا الجغرافي الإستراتيجي سيمكّنها من أن تكون مركزاً للتجارة والاستثمار في المنطقة، ومنطقة لوجستية مهمة بين العالم العربي وأوروبا، كذلك لدى السوريين تاريخ اقتصادي غني بدأ منذ رحلة (الإيلاف) القرشية، مما يمكّنها من الاستفادة من الخبرة والمهارات المتراكمة طوال أكثر من 1500 عام.
بالطبع لدى سوريا الكثير من التحديات أمام تحقيق نمو اقتصادي، خاصة ترسيخ الاستقرار السياسي والأمن في جميع أنحاء البلاد، وإعادة إعمار البنية التحتية وتطويرها، فقد أبقى النظام السابق سوريا معزولة عن العالم، ما حرمها من البنية التحتية التقليدية، وكذلك من التكنولوجيا الرقمية والتقنيات الحديثة.
بلا شك أن سوريا هي الدولة العربية من خارج دول الخليج الأكثر تأهيلاً لكي تستقطب الاستثمارات والأموال الخليجية والأجنبية، وهي الأقدر على تعظيم عوائد الاستثمار، ولعل أهم نصيحة يمكن أن توجه للسوريين اليوم هي حرية انتقال الأموال من وإلى سوريا، والسماح بإخراج عوائد الاستثمار، والاستفادة من أخطاء دول لا تزال تحتجز أموال المستثمرين، وهو ما حرمها وسيحرمها من إعادة تجارب الاستثمار المريرة فيها.
إن بلداً مثل سوريا تمتلك شواطئ نادرة وجبالاً خلابة -ستكون ريفيرا العرب- على البحر الأبيض المتوسط إذا وظفت كما إيطاليا وفرنسا، ولديها عقول سورية خلاقة ومبدعة ومتعلمة تفخر بتراثها العربي العريق الذي لا تريد الانفصال عنه، وأيدٍ عاملة دؤوبة ونشيطة تحترم النظام وتلتزم به، وأرض الصناعة العربية، ومركز كبير للنشاط التجاري واللوجستي، ومقصد سياحي رئيسي، ومركز عقاري كبير، ستكون بلا شك نمر غرب آسيا القادم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية يبحث والمبعوث الأمريكي خطوات دعم الشعب السوري
وزير الخارجية يبحث والمبعوث الأمريكي خطوات دعم الشعب السوري

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

وزير الخارجية يبحث والمبعوث الأمريكي خطوات دعم الشعب السوري

تابعوا عكاظ على أخبار ذات صلة بحث وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، ومبعوث الولايات المتحدة الأمريكية إلى سورية توم باراك، خطوات دعم الشعب السوري الشقيق على الصعيدين الإنساني والاقتصادي، وتقديم العون والمساندة له في هذه المرحلة المهمة، وذلك خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان، أمس، المبعوث الأمريكي، في مكتبه بالرياض. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} وزير الخارجية يستقبل المبعوث الأمريكي إلى سورية. (واس)

وزير الداخلية يستعرض مع رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني الاهتمام المشترك
وزير الداخلية يستعرض مع رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني الاهتمام المشترك

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

وزير الداخلية يستعرض مع رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني الاهتمام المشترك

تابعوا عكاظ على استعرض وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ورئيس منظمة الحج والزيارة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية علي رضا بيات، عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك خلال استقبال وزير الداخلية، رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني، الذي نوه بالجهود التي تبذلها المملكة لتمكين حجاج بيت الله الحرام من أداء نسكهم بكل أمن وطمأنينة. أخبار ذات صلة حضر الاستقبال مساعد وزير الداخلية الدكتور هشام عبدالرحمن الفالح، ومدير الأمن العام الفريق محمد عبدالله البسامي، ومدير عام مكتب الوزير للدراسات والبحوث اللواء خالد إبراهيم العروان، ومدير عام الجوازات اللواء الدكتور صالح سعد المربع، ومدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي أحمد سليمان العيسى، ونائب وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية اللواء عبدالله فهد الفارس. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} الأمير عبدالعزيز بن سعود خلال استقباله رئيس منظمة الحج والزيارة بالجمهورية الإيرانية. (واس)

تقرير استخباراتي نمساوي جديد: إيران تواصل تطوير برنامجها النووي العسكري
تقرير استخباراتي نمساوي جديد: إيران تواصل تطوير برنامجها النووي العسكري

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

تقرير استخباراتي نمساوي جديد: إيران تواصل تطوير برنامجها النووي العسكري

أفاد تقرير استخباراتي جديد بأن إيران "تواصل العمل في برنامجها النشط للأسلحة النووية"، لافتاً إلى أن هذه الأسلحة يمكن استخدامها لإطلاق صواريخ بعيدة المدى. وتتناقض المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها السلطات النمساوية مع تقييم مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركي، وفقا لشبكة Fox News. وكانت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، صرّحت أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في مارس الماضي بأن المجتمع الاستخباراتي الأميركي "لا يزال يقدّر أن إيران لا تقوم ببناء سلاح نووي، وأن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يُصدر تفويضاً باستئناف برنامج الأسلحة النووية الذي علّقه في عام 2003". وكتب جهاز حماية الدستور النمساوي، النظير المحلي لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، في تقرير استخباراتي صدر الاثنين، أن "إيران تسعى، من أجل ترسيخ وتوسيع طموحاتها في النفوذ السياسي الإقليمي، إلى إعادة تسلح شاملة تشمل الأسلحة النووية، بهدف جعل النظام محصناً من أي هجوم، وتعزيز هيمنته في الشرق الأوسط وخارجه". وأضاف التقرير: "إن برنامج إيران لتطوير الأسلحة النووية متقدم إلى حد كبير، وتمتلك طهران ترسانة متنامية من الصواريخ الباليستية القادرة على إيصال رؤوس نووية لمسافات طويلة". وبحسب وثيقة استخباراتية حصلت عليها واطلعت عليها شبكة Fox News، فإن "إيران طورت شبكات متقدمة للتهرب من العقوبات، وقد استفادت منها روسيا". وقد تُعقّد هذه النتائج التي توصلت إليها الاستخبارات النمساوية جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوصل إلى تسوية للأزمة النووية مع قادة إيران، إذ تشير البيانات الواردة في التقرير إلى أن النظام الإيراني لا يعتزم التخلي عن مساعيه للحصول على سلاح نووي. ورداً على ما ورد في التقرير الاستخباراتي النمساوي، قال مسؤول في البيت الأبيض لـ Fox News: "الرئيس ترمب ملتزم بألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً مطلقاً، ولا حتى القدرة على إنتاجه". وسلط التقرير المؤلف من 211 صفحة، والذي يرصد أبرز التهديدات التي تواجه الديمقراطية في النمسا، الضوء على "خطورة إيران بوصفها دولة راعية للإرهاب وبرنامجها النووي غير القانوني". وجاء في التقرير أن "فيينا تحتضن واحدة من أكبر سفارات إيران في أوروبا، والتي تستخدم الغطاء الدبلوماسي لإخفاء ضباط استخبارات". وأضاف جهاز الاستخبارات النمساوي: "تُجيد أجهزة الاستخبارات الإيرانية تطوير وتنفيذ استراتيجيات التفاف تهدف إلى الحصول على المعدات العسكرية والتقنيات والمواد الحساسة المرتبطة بانتشار أسلحة الدمار الشامل". وأشار التقرير إلى واقعة عام 2021 حين أدانت محكمة بلجيكية الدبلوماسي الإيراني السابق أسد الله أسدي، الذي كان يعمل في فيينا، بالتخطيط لتفجير اجتماع للمعارضة الإيرانية عُقد عام 2018 خارج العاصمة الفرنسية باريس، بحضور عشرات الآلاف من المعارضين الإيرانيين. وكان من بين الحاضرين عمدة نيويورك الأسبق رودي جولياني، الذي كان حينها المحامي الشخصي للرئيس ترمب. التقييم الأميركي وبشأن التباين بين تقييم مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركي والتقرير النمساوي، قال الفيزيائي ديفيد أولبرايت، مؤسس ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، لشبكة Fox News: "تقرير مديرة مكتب الاستخبارات الوطنية الأميركي عالق في الماضي، وهو انعكاس لتقدير الاستخبارات الوطنية غير الدقيق لعام 2007". وأضاف أولبرايت: "يتشابه التقرير النمساوي بشكل عام مع تقييمات كل من ألمانيا وبريطانيا. وقد أوضح البلدان، في ذلك الوقت، للمجتمع الاستخباراتي الأميركي أنهما يعتقدان بأن تقييمه كان خاطئاً بشأن إنهاء إيران لبرنامجها النووي عام 2003". وأشار إلى أن التقييم الألماني كان مستنداً إلى معلومات من رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية (BND) في واشنطن، بينما استند التقييم البريطاني إلى مسؤول كبير في ملف عدم الانتشار كان يتناول العشاء معه في اليوم الذي نُشر فيه تقرير 2007. وقال أولبرايت إن "الألمان رأوا أن الولايات المتحدة تسيء تفسير البيانات التي كانت بحوزة الجميع". ورأى أولبرايت أن ما توصل إليه التقرير النمساوي بشأن استمرار إيران في تطوير برنامج نووي عسكري "واضح بما فيه الكفاية". وكانت Fox News قد كشفت عام 2023 عن سلسلة جديدة من تقارير الاستخبارات الأوروبية تُظهر أن إيران سعت إلى الالتفاف على العقوبات الأميركية والأوروبية من أجل الحصول على التكنولوجيا اللازمة لبرنامجها النووي، في إطار مساعٍ لاختبار سلاح نووي. وأوضحت التقارير الاستخباراتية الأوروبية أن "طهران استمرت في جهودها غير المشروعة للحصول على تكنولوجيا متقدمة لبرامجها النووية والبيولوجية والكيميائية الخاصة بأسلحة الدمار الشامل، سواء قبل عام 2015 أو بعد توقيع الاتفاق النووي". كما أشار التقرير النمساوي إلى أن "إيران تمد حركات مثل (حماس) و(حزب الله)، بالسلاح، إضافة إلى ميليشيات في سوريا". ورفض متحدث باسم مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركي التعليق، في حين لم يصدر أي رد فوري من وزارتي الخارجية أو مجلس الأمن القومي الأميركي على استفسارات Fox News.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store