
ماذا يجري بين الولايات المتحدة الاميركية وايران ؟ وهل تتجه المنطقة الى حرب؟
تعليقًا على الأحداث المتسارعة في المنطقة، وردًا على سؤال: ماذا يجري بين الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل من جهة وايران من جهة أخرى؟ قال الصحافي المتخصص في الشأن الاميركي القريب من الإدارة الأميركية ميشال غندور: "لإنعاش الذاكرة علينا العودة قليلًا الى الوراء. فور وصوله الى البيت الابيض في كانون الثاني الماضي وقّع الرئيس الاميركي دونالد ترامب على أمر تنفيذي أعاد بموجبه فرض حملة الضغط القصوى على ايران لجلبها إلى طاولة المفاوضات، وعلى أثر هذا التوقيع فرضت الولايات المتحدة سلسلة من العقوبات على ايران، استهدفت خصوصًا قطاع النفط لوقف تدفّق الأموال الى النظام الايراني. في نيسان الماضي، وبشكل مفاجئ استدعى الرئيس ترامب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى البيت الأبيض وأعلن أمامه ان الولايات المتحدة ستباشر المفاوضات مع ايران بشأن برنامجها النووي. هذا الامر لم يكن يرضي نتنياهو لأن اسرائيل تفضّل ضرب المنشآت النووية الايرانية من قبلها أو من قبل الولايات المتحدة الأميركية".
أضاف: "على أثر هذا اللقاء، عقدت الولايات المتحدة وايران خمس جولات من المفاوضات في مسقط وروما، لكن خلال الاسبوع الأخير صدرت مواقف عالية من قبل الجانبين الايراني والاميركي بشأن تخصيب اليورانيوم، ايران تعتبر انها تريد تخصيب اليورانيوم على أراضيها وهذا حق لها، في حين تؤكد الولايات المتحدة انها لن تسمح لايران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها لأن هذا الامر يدلّ على أنها تسعى للحصول على السلاح النووي".
وتابع غندور: "في الأيام الأخيرة حصلت تطورات متسارعة، بدأت يوم الاحد حيث عقد الرئيس الاميركي اجتماعا موسعا لمجلس الامن القومي والمسؤولين العسكريين والمسؤولين عن السياسة الخارجية. وعُقد هذا الاجتماع في مقر كامب دايفيد وبشكل سرّي وكان لافتًا جدًا. يوم الاثنين الماضي، اتصل ترامب برئيس الوزراء الاسرائيلي وبحث الملف النووي الايراني كما حصل في اجتماع كامب دايفيد".
وأضاف: "على أثر هذا الاتصال بين ترامب ونتنياهو عقد مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغّر اجتماعًا مغلقًا أيضًا. يوم أمس الاربعاء صدرت إنذارات وتحذيرات من الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع للدبلوماسيين والعسكريين في البحرين والعراق واسرائيل وغيرهم تسحب الدبلوماسيين والعسكريين وعائلاتهم من هذه الدول وتتخذ إجراءات في دول أخرى. في هذا الوقت، أكد الرئيس ترامب ان الوضع في الشرق الاوسط قد يتحوّل إلى خطر جدًا، لأن الولايات المتحدة لن تسمح لايران بالحصول على السلاح النووي، بحسب تعبيره.
يوم الخميس اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد ان ايران انتهكت التزاماتها الدولية بعدم نشر الاسلحة النووية. هذا القرار خطير ويؤشر الى ان ايران اقتربت من الحصول على السلاح النووي. في هذا الوقت تجري العديد من الاستعدادات في المنطقة دبلوماسية وعسكرية وتحضيرات اسرائيلية واميركية والتعويل الآن على الجلسة السادسة من المفاوضات الاميركية – الايرانية التي ستعقد في مسقط الاحد المقبل".
وختم غندور: "فهل تحسم هذه الجلسة السادسة من المفاوضات الأمر؟ إما نتجه الى حرب في حال تمسّكت ايران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها وعدم التوصّل الى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، أم تتراجع ايران عن موقفها هذا وتسير بحلّ دبلوماسي يرضي الوكالة الدولية للطاقة الذريّة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي. هذا هو السؤال الكبير. ساعات وأيام مصيرية قد يكون الجواب عن المرحلة المقبلة يوم الاحد او بعده لتحديد ماذا سيحصل تمامًا".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 35 دقائق
- ليبانون ديبايت
"مصير منشأة "فوردو" قد يحدد نجاح الهجوم الإسرائيلي على إيران"
قال مراسل "أكسيوس" الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، أن أحد العوامل التي قد تحدد ما إذا كان الهجوم الإسرائيلي على إيران يشكل نجاحا أم خطأ خطيرا هو مصير موقع "فوردو" لتخصيب اليورانيوم. وذكر باراك رافيد أن إسرائيل ستحتاج إلى براعة تكتيكية غير متوقعة أو مساعدة أمريكية لتدمير منشأة فوردو، المبنية داخل جبل وفي أعماق الأرض. وأضاف أنه "إذا ظلت المنشأة سليمة وسهلة الوصول، فقد يتسارع البرنامج النووي الذي تُصر إسرائيل على القضاء عليه". وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل ليتر لشبكة "فوكس نيوز" يوم الجمعة "العملية برمتها يجب أن تكتمل حقا بالقضاء على منشأة فوردو"، ولهذا السبب تأمل الحكومة الإسرائيلية أن تقرر إدارة ترامب في نهاية المطاف الانضمام إلى العملية الإسرائيلية. وأكد الصحفي الإسرائيلي أن إسرائيل تفتقر إلى القنابل الضخمة الخارقة للتحصينات اللازمة لتدمير هذه المنشأة، والقاذفات الاستراتيجية اللازمة لحملها، أما الولايات المتحدة فهي قادرة على الوصول إلى إيران جوا. وزعم مسؤول إسرائيلي لوكالة "أكسيوس" أن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على الانضمام إلى العملية، وأن الرئيس ترامب اقترح في محادثة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الأيام التي سبقت الهجوم، أنه سيفعل ذلك إذا لزم الأمر، لكن مسؤولا في البيت الأبيض نفى ذلك وقال لموقع "أكسيوس" إن ترامب قال عكس ذلك تماما. وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة لا تنوي حاليا التدخل بشكل مباشر. ويعتقد بعض الخبراء أن إسرائيل قد تحاول تكرار تأثير قنبلة خارقة للتحصينات من خلال قصف الموقع نفسه بشكل متكرر. وبين في السياق، أن النهج الأكثر خطورة قد يكون إرسال قوات خاصة لمداهمة المنشأة، مشيرا إلى أن قوات خاصة إسرائيلية نفذت غارة مماثلة في أيلول 2024 على نطاق أضيق، عندما دمرت مصنعا للصواريخ تحت الأرض في سوريا بزرع وتفجير عبوات ناسفة واستغرقت العملية ساعتين.

المدن
منذ 40 دقائق
- المدن
الخنجر الخوارزمي: التفاوت التكنولوجي بين إسرائيل وإيران
شهد العقد ونصف العقد الذي تلا اكتشاف فيروس ستكسنت (Stuxnet) عام 2010 تحولًا عميقًا في طبيعة الصراع بين إسرائيل وإيران. مدفوعًا بسياسة إسرائيل الطامحة إلى "عدم تخصيب اليورانيوم الإيراني بأي نسبة"، انتقل هذا الصراع إلى عوالم الفضاء الإلكتروني والعمليات السرية. وقد احتاجت إسرائيل عشر سنوات أخرى بعد حادثة ستكسنت لترسيخ تفوق تكنولوجي صارخ: هيمنة في مجالات الحرب الإلكترونية الدقيقة، والاستخبارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وقدرات الضرب عن بعد؛ مقابل اعتماد إيران على التخريب الإلكتروني غير المتماثل، والتكاثر الصاروخي الباليستي، وأسراب الطائرات المسيرة، وشبكات الوكلاء. التخريب الدقيق مقابل الردع الرمزي مثّل اكتشاف ستكسنت لحظة محورية، كاشفًا عن قدرة إسرائيل على تحقيق اختراقات إلكترونية فاعلة حركيًا. فبتسلل البرمجية الخبيثة عبر وحدات التخزين (USB) إلى شبكة معزولة عن الإنترنت، وإعادة برمجة وحدات التحكم (PLCs) لتدمير أجهزة الطرد المركزي الإيرانية في منشأة نطنز، حقق العمل تخريبًا استراتيجيًا من دون عبور جندي واحد للحدود. وأظهر هجوم ستكسنت عبر استغلال ثغرات أمنية متعددة، وسرقة شهادات رقمية، هوة شاسعة في القدرات الإلكترونية الهجومية بين البلدين. صقلت إسرائيل بعد ستكسنت عقيدة "التقويض التدريجي" (Calibrated Degradation)، فتجلت في عمليات مثل دوكو (Duqu 2011) وفلَم (Flame 2012) اللتين مثلتا برمجيات تجسس متطورة لرسم خرائط الشبكات الإيرانية تمهيدًا لعمليات مستقبلية، وفي الهجمات المتكررة على منشآت نطنز بين 2020-2021 التي سببت حرائق غير مبررة وإخفاقات متتالية، مما أخر تقدم التخصيب عبر تخريب دقيق وممنهج. في المقابل، واجهت إيران هذا التفاوت باستراتيجية قائمة على "التخريب الإلكتروني غير المتماثل" وهجمات القرصنة الناشطة (hacktivism). وركزت مجموعات القرصنة مثل "قطط ساحرة" (Charming Kitten) على التجسس وسرقة بيانات الاعتماد وهجمات ضد أهداف إسرائيلية ودولية واختراق سلاسل التوريد وتشويه المواقع الإلكترونية. فضلاً عن محاولات مستمرة لاختراق البنى التحتية الحيوية الإسرائيلية (المياه، الطاقة، أنظمة التحكم الصناعي) سعيًا لتحقيق قدرة مؤثرة عند التصعيد العسكري. وهكذا يتجلى التفاوت في الحرب الإلكترونية بوضوح: تركز عمليات إسرائيل على "الأثر الاستراتيجي" (تأخير التقدم النووي، تدهور قدرات محددة) بدقة عالية، بينما تهدف جهود إيران الإلكترونية إلى "التخريب العشوائي والردع الرمزي"، مستخدمة أدوات أقل تطورًا عبر مجموعات القرصنة المتقدمة (APT) واتساع نطاق الأهداف. العمليات السرية وصعود القاتل الآلي تجسد العمليات السرية والاغتيالات الهوة التكنولوجية وتداعياتها الاستراتيجية بأقصى وضوح. مثل اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده في تشرين الثاني 2020 قفزة نوعية، إذ استخدم في العملية مدفعًا رشاشًا ذكيًا يعمل عن بعد عبر الأقمار الصناعية مثبتًا على شاحنة صغيرة، وأظهرت قدرة الضرب عن بعد بعدًا استراتيجيًا من خلال تقليل الاعتماد على العناصر الأرضية (العملاء) مما يحد من خطر كشفهم، ودقة جراحية بفضل التعرف على الوجه وتحديد الهدف بالذكاء الاصطناعي، وتعزيزًا لـ"قابلية الإنكار" بتدمير السلاح ذاتيًا وتقليل الأدلة الجنائية، و"تأثير نفسي عميق" بإثبات القدرة على ضرب أهداف عالية القيمة داخل إيران. تنفذ إسرائيل بشكل منهجي استراتيجية تستهدف ركيزتين حاسمتين للبرنامجين النووي والعسكري الإيراني: "رأس المال البشري" (استهداف علماء ومهندسين مثل مجيد شهرياري 2010، مصطفى أحمدي روشن 2012، داريوش رضائي نجاد 2011، أيوب انتظاري 2022، كامران آقامعلاي أيار 2024) بهدف قطع الخبرة وإبطاء التقدم وردع الكفاءات المستقبلية، و"قيادة وسيطرة فيلق القدس" التابع للحرس الثوري (استهداف قادة مثل العميد محمد رضا زاهدي واللواء محمد هادي حاجي رحيمي في غارة دمشق الجوية 1 نيسان 2024، والعقيد سيد خداعي 2022) بهدف تعطيل التنسيق مع وكلاء إيران. تطورت أساليب التنفيذ من الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ في سوريا (الطريقة التقليدية لاستهداف قادة الحرس الثوري)، إلى التكنولوجيا عن بعد داخل إيران (مثل عملية فخري زاده عالية المخاطرة والعائد)، إلى التغلغل الاستخباراتي الحيوي لتحديد مواقع الأهداف وتمكين الضربات الدقيقة، والعمليات الأمنية النادرة لكن المؤثرة داخل إيران (مثل سرقة الأرشيف النووي 2018) وصولاً إلى العمليات الأخيرة قبل أيام باستهداف عدد كبير من قادة الحرس أبرزهم اللواء حسين سلامي والفريق محمد باقري وعلي شمخاني واللواء أمير علي حاجي زاده وعدد آخر من العلماء النوويين. التجسس والاستخبارات: سر قوة إسرائيل يخدم التفاوت التكنولوجي إسرائيل بشكل كبير في جمع المعلومات والتحليل. تتفوق أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد والوحدة 8200) باستخدامها الاستخبارات الإشارية (SIGINT) بقدرات اعتراض متقدمة عالميًا، والتجسس الإلكتروني باختراق عميق للشبكات للمراقبة الفورية، والتحليل المعزز بالذكاء الاصطناعي حيث تعالج خوارزميات التعلم الآلي كميات هائلة من البيانات (اعتراضات، صور، مصادر مفتوحة) لتحديد الأنماط والتنبؤ بالتهديدات وتحديد الأهداف بدقة (مثل تتبع تحركات فخري زادة أو تحديد مكان نوم سلامي)، بالإضافة إلى الاستخبارات البشرية (HUMINT) بشبكات قوية داخل إيران والمنطقة. فالموساد الذي نشأ كمنظمة لتتبع حركة الهاربين النازيين أصبح اليوم ثاني قوة استخبارية في العالم بعد الـCIA. في المقابل، تركز إيران على الأمن الداخلي بمكافحة تجسس مكثفة للقضاء على عناصر الموساد، ولكن تاريخ مكافحة الموساد في إيران لا يخلو من سخرية القدر، فالعميد علي رضا أكبري كان نائب وزير الدفاع الإيراني (1997–2005) ووصف بعد كشفه واعدامه بحسب مجلة Der Spiegel بأنه كان العميل الأكثر قيمة للموساد داخل إيران. تعد ميزة دمج الذكاء الاصطناعي في جهاز الاستخبارات حاسمة لإسرائيل، حيث تعالج الخوارزميات بسرعة بيانات المستشعرات (الأقمار الصناعية، الطائرات المسيرة، SIGINT) لتحديد الأهداف والتنبؤ بسلوكها وتوجيه العمليات بأقل تأخير، مما يخلق تفوقًا كبيرًا في دورة المراقبة-التوجيه-القرار-التنفيذ (OODA Loop). من الضرب والإنكار إلى المواجهة المفتوحة يبدو أن عصر الإنكار الذي مارسته إسرائيل لعقود قد انتهى، فأدوات مثل ستكسنت أو رشاش فخري زاده صُممت لتنفيذ الضربات مع الحفاظ على إنكار معقول. أما الواقع الجديد فيكشف تحولًا خطيرًا في الصراع، فإسرائيل تضرب اليوم من دون أي رادع. هناك تحول جوهري في الأهداف الاستراتيجية لدى إسرائيل: فبدلاً من التركيز على تعطيل البرنامج النووي الإيراني عبر اغتيال علماء مفردين أو هجمات إلكترونية خفية، انتقلت إلى سحق البنية التحتية العسكرية الإيرانية عبر ضربات جوية مباشرة تستهدف معامل إنتاج الصواريخ والمسيرات ومراكز القيادة واغتيال عشرات القادة الحرسيين والعلماء في العمق الإيراني. لقد تحولت الآلية من حرب متقطعة أو بالوكالة إلى مواجهة صريحة تعكس ثقة إسرائيل المطلقة بقدراتها التكنولوجية خصوصًا بعد تدميرها ترسانة حزب الله الصاروخية ومقدرات الجيش السوري قبل أشهر. تنفذ إسرائيل اليوم عمليات داخل إيران بدقة جراحية، تعكس قدرات تكنولوجية واستخباراتية عالية، وتستعد كل ليلة للردود الصاروخية الكثيفة. أما إيران فما زالت تمتص الخسائر وأضرار المنشآت، وتستجيب بأساليب مصممة لفرض تكاليف واسعة لإيلام إسرائيل، وتسهم في إيقاف النزيف لدى الحرس الثوري. يشير المستقبل نحو مزيد من العدوانية الإسرائيلية، وقرارات حربية أسرع وأكثر دقة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، وخروقات إلكترونية-حركية أكثر إيلامًا لإيران.


لبنان اليوم
منذ ساعة واحدة
- لبنان اليوم
ضربة إسرائيلية تغير المعادلة: هل تمهد إيران طريقها لصنع أول سلاح نووي؟
شنت إسرائيل، منذ 12 حزيران الجاري، سلسلة هجمات على مواقع عسكرية ونووية إيرانية، في محاولة لمنع طهران من إحراز تقدم إضافي نحو امتلاك أسلحة نووية. استهدفت الهجمات قواعد صاروخية ومواقع نووية وعلماء في مجال الطاقة النووية، إضافة إلى أفراد عسكريين يُعتقد أنهم مرتبطون ببرنامج محتمل لتطوير أسلحة نووية. في تحليل نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) البريطاني، أشارت الباحثة ماريون ميسمير إلى أن إسرائيل كانت تهدد منذ وقت طويل بشن هجوم على البرنامج النووي الإيراني. جاءت هذه الهجمات في ظل تجدد محادثات دبلوماسية نووية بين الولايات المتحدة وإيران، كما تزامنت مع تصويت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مذكرة تُدين إيران بانتهاك التزاماتها المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية. وأعربت الوكالة عن قلقها إزاء وجود مواد نووية غير معلنة داخل إيران، مع تزايد صعوبة مراقبة أنشطة التخصيب. وأشار تقرير للوكالة إلى أن إيران تمتلك يورانيومًا مخصبًا يكفي لصنع نحو 9 أسلحة نووية. كان الهدف من التقرير والتصويت تحذير إيران وتشجيعها على العودة للامتثال لعمليات التفتيش الدولية، مما قد يدعم استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة. ورغم استعداد الدبلوماسيين لعقد جولة مفاوضات جديدة الأحد، أوقفت الهجمات الإسرائيلية الجهود الدبلوماسية مؤقتًا. وأكدت الولايات المتحدة عدم مشاركتها في الهجمات، لكنها أخلت دبلوماسييها من المنطقة، في مؤشر على علمها بالهجوم المقبل وعدم رغبتها في منعه. من جهته، زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الهجمات كانت جزءًا من استراتيجية أمريكية لإجبار إيران على قبول اتفاق نووي. وترى ميسمير أن إسرائيل تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا، وأن ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية نتيجة ضربات العام الماضي، بالإضافة إلى بطء وتيرة الدبلوماسية، دفعا تل أبيب إلى اختيار الضربة الوقائية كخيار أفضل لمنع تطوير قنبلة نووية. ومع ذلك، قد تكون لهذه الضربة تأثيرات عكسية، إذ قد تدفع إيران لتسريع تطوير سلاح نووي كوسيلة للردع وحماية منشآتها. تُشير التقديرات إلى أن إيران لا تزال على بعد خطوة واحدة من صنع سلاح نووي، حيث تراهن الفصائل المتشددة داخل الحكومة على هذا الخيار، رغم تباين الآراء بشأن مخاطره وفوائده. وفي حال تكررت الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية، قد تزيد طهران من حافزها لإنتاج قنبلة نووية بأسرع وقت ممكن، في محاولة لإظهار قدرتها على الدفاع عن سيادتها. تتجاوز الترسانة النووية الإسرائيلية في الحجم قدرة إيران الحالية، مما يضع طهران في موقف معقد بشأن إعلان وضعها النووي الجديد، خاصة مع الإمكانيات الاستخباراتية المكثفة التي تراقب أنشطتها. كما قد يدفع اندفاع إيران نحو السلاح النووي إسرائيل إلى إعادة تقييم خياراتها الاستراتيجية، بما في ذلك احتمال استخدام السلاح النووي ضد المنشآت الإيرانية. يُذكر أن المنشأة النووية في نطنز محصنة وتقع في عمق تحت الأرض، ولم تُسجل حتى الآن أي تسربات إشعاعية. وحذرت ميسمير من أن الهجمات على المنشآت النووية قد تؤدي إلى انبعاث إشعاعات خطيرة تهدد السكان والبيئة في المنطقة وما وراءها. وتواجه إسرائيل تحديًا في تدمير المنشآت النووية باستخدام الأسلحة التقليدية، ويبدو أنها مصممة على القضاء على البرنامج النووي الإيراني حتى لو تطلب ذلك اللجوء لخيارات أقوى. وترى الباحثة أن أي ضربة نووية ستزعزع استقرار النظام الأمني الدولي برمته. وفي ختام تحليلها، شددت ميسمير على أن إيران والولايات المتحدة كانتا تقتربان من حل دبلوماسي قبل الهجمات الإسرائيلية، وهو أمر بالغ الأهمية اليوم لمنع تصعيد قد يكون خارج السيطرة.