
معركة تكنولوجية بين إيران وإسرائيل تقودها الهجمات السيبرانية والذكاء الاصطناعي
في زمن لم تعد فيه الحرب تقتصر على الأسلحة والمدافع والدبابات، برزت الجبهة الرقمية كساحة صراع لا تقل ضراوة خلال الحرب الدائرة الآن بين إسرائيل وإيران. فخلال المواجهة، ظهرت أسلحة من نوع جديد مثل هجمات سيبرانية على بنوك، ودمج تقنيات ذكاء اصطناعي في الهجمات العسكرية.
في هذا الشأن، قال الخبير المصري في عمليات الأمن السيبراني الدكتور محمد محسن رمضان ، إن إيران تعرضت لهجوم سيبراني كبير فخلال أيام معدودات تلقت 6700 هجمة سيبرانية، استخدمت تقنية الحرمان من الخدمة وتسمى DDoS التي شلّت الوصول إلى الإنترنت وأثرت على البنوك، والصرافات الآلية، والخدمات الإلكترونية الحكومية، ما دفع الحكومة الإيرانية لفرض قيود مشددة على الإنترنت.كما أضاف أن مجموعة "بريداتوري سبارو" - المشتبه في ارتباطها بالاستخبارات الإسرائيلية – تبنّت اختراقا خطيرا لبنك "سبه" الإيراني، ما أدى إلى تعطيل صرف رواتب موظفين حكوميين. وأوضح أن هذه الهجمات ليست سوى حلقة ضمن سلسلة ممتدة من الاستهداف الرقمي لمنشآت الطاقة، وسائل الإعلام، ومحطات الوقود.
وأشار الخبير المصري إلى أن إسرائيل تمثل اليوم واحدة من أكثر الدول تطورًا في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وقد نجحت في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في صميم استراتيجيتها العسكرية والاستخباراتية، وقد تجلت ملامح هذا التكامل في رصد وتحليل البيانات الضخمة لاكتشاف تحركات الحرس الثوري وشحنات الأسلحة، وتحديد الأهداف العسكرية بدقة متناهية عبر الطائرات بدون طيار المدعومة بتقنيات الذكاء الإصطناعي.إلى ذلك، لفت إلى أن إسرائيل شنت هجمات سيبرانية ذكية تستهدف البنية التحتية الإيرانية وتُحدث تأثيرا فعّالا بأقل تكلفة بشرية، وتحليل الرأي العام الإيراني عبر أدوات الذكاء الاصطناعي لفهم المزاج الشعبي وتوجيه حملات رقمية مضادة.
رسائل تحريضية
وأوضح أن الحرب لم تعد تقتصر على البنية التحتية، بل امتدت إلى المجال المعنوي، حيث تم اختراق هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وبُث رسائل تحريضية تدعو للاحتجاج، وانتشرت مقاطع فيديو معارضة على منصات التواصل الاجتماعي، في إطار حملة رقمية مركّزة، موضحا أن الحرب الإعلامية هذه تقودها أدوات تحليل الذكاء الاصطناعي التي تراقب الكلمات المفتاحية، وتحدد أوقات الذروة، وتستهدف مجموعات سكانية معينة برسائل مصممة بدقة.
كذلك كشف أن من أخطر ملامح هذه الحرب الرقمية، نشر الأخبار المضللة والمعلومات المركّبة (Disinformation) على نطاق واسع، وتقارير تتحدث عن استخدام إسرائيل تطبيقات مثل واتساب وتيليغرام كأدوات تجسسية، في حين نفت الشركات المالكة ذلك رسميا.جرس إنذار إلى ذلك، قال إن ما يحدث بين إسرائيل وإيران هو جرس إنذار لكل دولة في المنطقة، موضحا أن بدء المعارك في المستقبل قد لا يعلن في نشرات الأخبار، بل قد تبدأ باختفاء شبكة الكهرباء أو توقف النظام البنكي أو انتشار شائعة على منصة افتراضية تؤدي إلى اضطرابات حقيقية. وأشار إلى أن القوة لم تعد تُقاس بحجم الجيوش بل بعدد الخوادم، وكفاءة الكود، ومرونة الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أنه إذا لم نُدرك ذلك اليوم، فقد نُفاجأ غدًا بأن المعركة قد بدأت دون أن نكون مستعدين لها.
وكانت المواجهات المستعرة بين إسرائيل وإيران منذ الجمعة الماضي (13 يونيو)، أظهرت ارتفاعا في الهجمات الإلكترونية، حيث أعلنت مجموعة قرصنة مؤيدة لإسرائيل تُعرف باسم Predatory Sparrow، أمس مسؤوليتها عن تعطيل بنك إيراني كبير واختراق بورصة إيران للعملات المشفرة. فيما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية، أن إسرائيل شنت هجوما إلكترونيا واسع النطاق على البنية التحتية الحيوية للبلاد.
"إكس" تتعرض إلى هجوم سيبراني ضخم

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ 5 ساعات
- المغرب اليوم
معركة تكنولوجية بين إيران وإسرائيل تقودها الهجمات السيبرانية والذكاء الاصطناعي
في زمن لم تعد فيه الحرب تقتصر على الأسلحة والمدافع والدبابات، برزت الجبهة الرقمية كساحة صراع لا تقل ضراوة خلال الحرب الدائرة الآن بين إسرائيل وإيران. فخلال المواجهة، ظهرت أسلحة من نوع جديد مثل هجمات سيبرانية على بنوك، ودمج تقنيات ذكاء اصطناعي في الهجمات العسكرية. في هذا الشأن، قال الخبير المصري في عمليات الأمن السيبراني الدكتور محمد محسن رمضان ، إن إيران تعرضت لهجوم سيبراني كبير فخلال أيام معدودات تلقت 6700 هجمة سيبرانية، استخدمت تقنية الحرمان من الخدمة وتسمى DDoS التي شلّت الوصول إلى الإنترنت وأثرت على البنوك، والصرافات الآلية، والخدمات الإلكترونية الحكومية، ما دفع الحكومة الإيرانية لفرض قيود مشددة على الإنترنت.كما أضاف أن مجموعة "بريداتوري سبارو" - المشتبه في ارتباطها بالاستخبارات الإسرائيلية – تبنّت اختراقا خطيرا لبنك "سبه" الإيراني، ما أدى إلى تعطيل صرف رواتب موظفين حكوميين. وأوضح أن هذه الهجمات ليست سوى حلقة ضمن سلسلة ممتدة من الاستهداف الرقمي لمنشآت الطاقة، وسائل الإعلام، ومحطات الوقود. وأشار الخبير المصري إلى أن إسرائيل تمثل اليوم واحدة من أكثر الدول تطورًا في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وقد نجحت في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في صميم استراتيجيتها العسكرية والاستخباراتية، وقد تجلت ملامح هذا التكامل في رصد وتحليل البيانات الضخمة لاكتشاف تحركات الحرس الثوري وشحنات الأسلحة، وتحديد الأهداف العسكرية بدقة متناهية عبر الطائرات بدون طيار المدعومة بتقنيات الذكاء الإصطناعي.إلى ذلك، لفت إلى أن إسرائيل شنت هجمات سيبرانية ذكية تستهدف البنية التحتية الإيرانية وتُحدث تأثيرا فعّالا بأقل تكلفة بشرية، وتحليل الرأي العام الإيراني عبر أدوات الذكاء الاصطناعي لفهم المزاج الشعبي وتوجيه حملات رقمية مضادة. رسائل تحريضية وأوضح أن الحرب لم تعد تقتصر على البنية التحتية، بل امتدت إلى المجال المعنوي، حيث تم اختراق هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وبُث رسائل تحريضية تدعو للاحتجاج، وانتشرت مقاطع فيديو معارضة على منصات التواصل الاجتماعي، في إطار حملة رقمية مركّزة، موضحا أن الحرب الإعلامية هذه تقودها أدوات تحليل الذكاء الاصطناعي التي تراقب الكلمات المفتاحية، وتحدد أوقات الذروة، وتستهدف مجموعات سكانية معينة برسائل مصممة بدقة. كذلك كشف أن من أخطر ملامح هذه الحرب الرقمية، نشر الأخبار المضللة والمعلومات المركّبة (Disinformation) على نطاق واسع، وتقارير تتحدث عن استخدام إسرائيل تطبيقات مثل واتساب وتيليغرام كأدوات تجسسية، في حين نفت الشركات المالكة ذلك رسميا.جرس إنذار إلى ذلك، قال إن ما يحدث بين إسرائيل وإيران هو جرس إنذار لكل دولة في المنطقة، موضحا أن بدء المعارك في المستقبل قد لا يعلن في نشرات الأخبار، بل قد تبدأ باختفاء شبكة الكهرباء أو توقف النظام البنكي أو انتشار شائعة على منصة افتراضية تؤدي إلى اضطرابات حقيقية. وأشار إلى أن القوة لم تعد تُقاس بحجم الجيوش بل بعدد الخوادم، وكفاءة الكود، ومرونة الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أنه إذا لم نُدرك ذلك اليوم، فقد نُفاجأ غدًا بأن المعركة قد بدأت دون أن نكون مستعدين لها. وكانت المواجهات المستعرة بين إسرائيل وإيران منذ الجمعة الماضي (13 يونيو)، أظهرت ارتفاعا في الهجمات الإلكترونية، حيث أعلنت مجموعة قرصنة مؤيدة لإسرائيل تُعرف باسم Predatory Sparrow، أمس مسؤوليتها عن تعطيل بنك إيراني كبير واختراق بورصة إيران للعملات المشفرة. فيما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية، أن إسرائيل شنت هجوما إلكترونيا واسع النطاق على البنية التحتية الحيوية للبلاد. "إكس" تتعرض إلى هجوم سيبراني ضخم


برلمان
منذ 17 ساعات
- برلمان
تحذير إسرائيلي من اختراق إيراني لكاميرات المراقبة المنزلية لجمع معلومات استخباراتية
الخط : A- A+ إستمع للمقال حذّر مسؤول إسرائيلي سابق من أن إيران تحاول اختراق كاميرات المراقبة الخاصة في إسرائيل لجمع معلومات دقيقة حول نتائج هجماتها الصاروخية، ويأتي هذا التحذير في ظل تصاعد 'الحرب السيبرانية' الموازية للصراع العسكري بين البلدين. ووفقا لما أورده موقع' سكاي نيوز عربية' اليوم الجمعة، فقد دعا رافائيل فرانكو، النائب السابق للمدير العام للهيئة الوطنية للأمن السيبراني الإسرائيلية، عبر الإذاعة العامة الإثنين الماضي، السكان إلى إغلاق كاميرات المراقبة بمنازلهم أو تغيير كلمات المرور الخاصة بها. ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن فرانكو قوله: 'نعلم أنه في اليومين أو الثلاثة أيام الماضية، حاول الإيرانيون الاتصال بالكاميرات لفهم ما حدث وأين قصفت صواريخهم لتحسين دقتها'. وأضاف فرانكو، الذي يدير حاليا شركة 'كود بلو' للأمن السيبراني: 'لقد رأينا محاولات خلال الحرب، وتلك المحاولات تتجدد الآن'. ويُشار إلى أن صور المواقع المتضررة في إسرائيل تخضع لتعتيم رسمي، على الرغم من انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي. وبالتوازي مع الضربات العسكرية المتبادلة، تشهد المنطقة حربا سيبرانية شرسة، حيث أعلنت مجموعة قرصنة موالية لإسرائيل تُعرف باسم 'بريداتوري سبارو' مسؤوليتها عن تعطيل بنك إيراني كبير وعن اختراق بورصة العملات المشفرة الإيرانية، في المقابل، ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية أن إسرائيل شنت هجومًا إلكترونيًا واسع النطاق على البنية التحتية الحيوية للبلاد.


الجريدة 24
منذ يوم واحد
- الجريدة 24
تقرير: المغاربة يهجرون الإعلام التقليدي نحو الإنترنت
في زمن يطغى فيه الخبر الرقمي على ما سواه، كشف تقرير حديث صادر عن معهد رويترز لدراسة الصحافة لسنة 2025، عن معطيات مقلقة بشأن واقع الإعلام المغربي. التقرير حذر من استمرار فجوة الثقة بين المواطنين والمؤسسات الإعلامية التقليدية. ولفت التقرير إلى أن 78% من المغاربة يستقون أخبارهم من الإنترنت، بما يشمل شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري، بينما لا تتجاوز نسبة الثقة في الإعلام التقليدي 28%، ما يضع المغرب في المرتبة 42 من أصل 48 دولة شملها التقرير. وأشار المصدر إلى تحولات محتشمة في المشهد الإعلامي المغربي، كان أبرزها الإفراج عن عدد من الصحافيين المعتقلين والمنفيين بموجب عفو ملكي في يوليوز 2024، تزامنا مع الذكرى الخامسة والعشرين لتولي الملك محمد السادس العرش. تراجع الورق المشهد الإعلامي المغربي بات رقميا بامتياز، وفق التقرير، إذ سجل التقرير زيادة بنسبة 23.7% في عدد المقالات المنشورة سنويا، وبلغ عدد المقالات في شهر واحد فقط، غشت 2024، أكثر من 136 ألف مادة، جلها نشرت على الإنترنت. وتوقع التقرير أن تتسارع وتيرة النشر مع اقتراب المملكة من موعد احتضان كأس العالم 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال. منصات مثل يوتيوب (49%) وفيسبوك (47%) تعد مصادر رئيسية للأخبار لدى المغاربة، يليها إنستغرام (32%) وتيك توك (24%)، مع اعتماد واسع على واتساب (30%) وتيليغرام كقنوات لتبادل الأخبار، لا سيما في صفوف الشباب. الأخبار الزائفة في المقابل، عبر أكثر من نصف المغاربة (54%) عن قلقهم من صعوبة التمييز بين الأخبار الحقيقية والزائفة في الفضاء الرقمي، فيما حمل 52% منهم المسؤولية للمؤثرين الرقميين، باعتبارهم المصدر الأكبر للتضليل، يليهم السياسيون (30%) ووسائل الإعلام نفسها (28%). قيود قانونية.. ورغم إلغاء العقوبات السجنية في قانون الصحافة والنشر لسنة 2016، نبه التقرير إلى أن السلطات المغربية ما تزال تلجأ إلى القانون الجنائي لملاحقة الصحافيين في قضايا تتعلق بحرية التعبير، ما يثير مخاوف من عودة أساليب الضغط القديمة في ثوب قانوني جديد. كما أشار التقرير إلى مصادقة البرلمان على قانون يحد من قدرة جمعيات المجتمع المدني على رفع دعاوى ضد الفساد، وهو ما وصفه خبراء بـ"النكسة الحقوقية" التي قد تؤثر سلبا على دينامية الرقابة المجتمعية والاستقلال الإعلامي. الترتيب لا يعكس الواقع وعلى الرغم من هذه الإشكاليات، حقق المغرب قفزة بـ24 مرتبة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لسنة 2025، الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود"، ليحتل المرتبة 120 عالميا. إلا أن هذا التقدم لا يخفي هشاشة الواقع، حيث تستمر تحديات الرقابة، التضييق، وضعف التمويل، والتعددية الشكلية. المجتمع المدني على الخط وفي خطوة لافتة، شهدت مدينة الدار البيضاء تنظيم ورشة إقليمية بدعوة من الاتحاد الدولي للصحافيين والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، ركزت على تعزيز آليات تتبع ورصد حرية الإعلام، والدفع نحو سياسات أكثر انفتاحا واستقلالية في التعاطي مع الصحافة.