logo
نورة المسلماني.. خريجة بالأمس ومعلّمة اليوم في مدارس الدمج بالدوحة

نورة المسلماني.. خريجة بالأمس ومعلّمة اليوم في مدارس الدمج بالدوحة

الجزيرةمنذ 3 أيام

في كل عام، وعندما يكرم مركز النور للمكفوفين خرّيجيه في الحفل الختامي، لا يحتفي فقط بنهاية مرحلة، بل يفتح أبواب الأمل على قصص تستحق أن تُروى، ومن بين هذه القصص تبرز رحلة نورة حسن المسلماني (28 عاما)، التي انتقلت من مقاعد الدراسة في المركز إلى ميدان العطاء كمعلّمة للغة "برايل" في مدارس الدمج التابعة له، لتجسّد بأدقّ تفاصيلها رسالة المركز في بناء الإنسان المستقل والواثق.
كانت بدايات نورة محفوفة بالتحديات، فقد وُلدت بإعاقة بصريَّة ولم يكن من السهل عليها أن تتقن طريقة "برايل" في سنواتها الأولى، لكن بفضل صبر والدتها وإصرارها، وبإشراف طاقم المركز، استطاعت أن تتجاوز الحاجز الأول وتبدأ مشوارها بثقة. وتؤكد نورة أنّ الدعم النفسي والعملي الذي تلقته في مركز النور منذ طفولتها، كان له الفضل الأكبر في رسم معالم شخصيتها.
وفي هذا الحوار، تكشف لنا نورة تفاصيل من حياتها، تعبر من خلالها عن التحديات التي واجهتها وعوامل النجاح التي أدت إلى تحولها من طالبة في مرحلة صعبة، إلى معلمة ومثال يحتذى به في مجتمعها.
عشت في البداية تحديات كبيرة، خصوصا في تعلم طريقة برايل، التي كانت صعبة في البداية، ولكن بفضل دعم والدتي ووالدي ومثابرتي، استطعت أن أتقن هذه الطريقة في الصف الثالث الابتدائي، وكانت هذه المحنة من أبرز التحديات التي شكلت محطات فارقة في حياتي.
كيف كان تأثير مركز النور على مسيرتكِ التعليمية؟
منذ أن التحقت بمركز النور في المرحلة الابتدائية، تغيرت حياتي بشكل جذري، كان المركز يقدم لي الدعم الكامل ليس فقط على مستوى التعليم الأكاديمي، بل أيضا من خلال الوسائل التقنية الحديثة التي سهلت لي الكثير من الأمور، من أبرز تلك الأدوات جهاز برايل الذي ساعدني في قراءة الكتب وكتابة ملاحظاتي بشكل سلس، وتعلمت أيضا استخدام الحاسوب والبرامج الخاصة بذوي الإعاقة البصرية.
إعلان
وكان المركز يحرص دائما على توفير الدعم النفسي والاجتماعي لي ولزملائي، فتعلمنا فيه كيف نكون مستقلين وكيف نثق بأنفسنا، وكان يشجعنا على المشاركة في الأنشطة الثقافية والرياضية، وهذه التجربة ساعدتني في اكتشاف أن الإعاقة ليست حاجزا، بل دافعا للابتكار والنجاح.
هل واجهتِ تحديات في المراحل التعليمية الأخرى؟
نعم، في المرحلة الإعدادية، انتقلت إلى مدرسة رقية المستقلة للبنات، وكان هناك تحدٍ جديد يتمثل في الاندماج مع زميلاتي في الصف، فقد كنت قادمة من بيئة تعلم صغيرة في مركز النور، ولكن بفضل الله، وجدت ترحيبا وتعاونا كبيرا من جميع زميلاتي في المدرسة.
كيف تفاعلتِ مع المناهج باللغة الإنجليزية؟
في البداية، كانت هناك صعوبة في التكيف مع المناهج التي أصبحت باللغة الإنجليزية، لكن مع مرور الوقت، تعلمت كيفية التأقلم وكان المركز يوفِّر لي جميع الوسائل التي تسهل عليّ دراستي. ثم جاءت مرحلة الدراسة الجامعية، والتي كانت أكبر تحدٍ في مسيرتي التعليمية، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها، فقد كان الدعم الذي تلقيته من قسم الدمج في الجامعة، وتوفير المواد الدراسية بصيغة مناسبة لي، من أكثر الأسباب التي ساعدتني في التكيف مع الحياة الجامعية.
تحقيق حلم التدريس
ما التحديات التي واجهتكِ بعد التخرج؟
بعد تخرجي، بدأت مسيرتي المهنية كمعلمة برايل في مدرسة رقية، وكان التحدي الأكبر في بداية الأمر هو كتابة التقارير الشهرية والأسبوعية بشكل مهني ودقيق، ومع مرور الوقت، تطوَّر أدائي بفضل تبادل الخبرات مع المعلمين والاطلاع على أساليب التعليم الحديثة.
هل هناك أيَّة تحديات خاصة بكِ في عملكِ الحالي؟
أحد التحديات كان التفاعل المستمر مع الطالبات، خصوصا في بداية مسيرتي المهنية، ولكنني مع الوقت تعلمت كيفية تقديم الدعم لهن بطريقة تناسب احتياجاتهن، وأسعى دائما لتشجيع طالباتي على التفوق وتخطي الصعوبات.
كيف أثر الدعم الذي تلقيته من مركز النور في مسيرتكِ؟
دعم مركز النور لم يتوقف عند التخرج، فالمركز يقدم ورش عمل ودورات تدريبية مستمرة من خلال التعاون مع مركز مدى، بالإضافة إلى توفير الأجهزة الحديثة مثل الحاسوب المزود بجهاز "برايل سينس"، والذي ساعدني كثيرا في عملي، كما يواصل مركز النور تقديم الدعم لي ولزملائي خريجي المركز، ليظلوا على أتم الاستعداد لخوض تجارب مهنية جديدة.
هل شاركت في أي مبادرات مجتمعية؟
شاركت في مبادرة "أنا أقدر 2020″، وكُرمت من قبل سعادة الشيخة موزا بنت ناصر، وكانت هذه التجربة محورية في حياتي، فقد ساعدتني على تطوير نفسي ومهاراتي في تقديم المشاريع والمبادرات التي تهتم بذوي الإعاقة.
كيف توازنين بين حياتكِ المهنية والشخصية؟
تعلمت أن الفصل بين الحياة المهنية والشخصية أمر ضروري، لذلك أحرص على أخذ وقت للراحة ولعائلتي، وكذلك لتطوير نفسي مهنيا، لأنني أؤمن أن التوازن هو مفتاح النجاح.
إعلان
نموذج يُحتذى به
الجدير بالذكر أن نورة المسلماني هي نموذج حقيقي للمرأة القطرية التي تغلبت على التحديات وحققت نجاحا مهنيا ونجحت في ترك بصمة واضحة في المجتمع، ورغم مسيرة التحديات والصعوبات التي مرت بها، فإنها لم تتوقف عن السعي لتحقيق أهدافها، بل كانت دائما تبتكر وتجد حلولا للتغلب على الصعوبات.
ومع اقتراب موعد الحفل الختامي لمركز النور، والذي سيشهد تكريم خريجي المركز، تظهر نورة بوصفها واحدة من أبطال هذه الاحتفالية، والتي ستكون بمثابة شهادة تقدير لجهود كل من ساهم في نجاح هذا المركز والمشاركة الفعالة في تعزيز دمج ذوي الإعاقة في المجتمع.
ومن خلال دعم أسرتها، ثم المركز، تتطلع نورة دائما إلى مستقبل أفضل للمجتمع وذوي الإعاقة، وستسعى دائما لتكون مصدر إلهام لكل من يواجه تحديات مشابهة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"التعريب".. يحمي الأمة من فقدان الهوية أم يعزلها عن العالم؟
"التعريب".. يحمي الأمة من فقدان الهوية أم يعزلها عن العالم؟

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

"التعريب".. يحمي الأمة من فقدان الهوية أم يعزلها عن العالم؟

يعتبر التعريب من أكثر القضايا إثارة للجدل في الأوساط التعليمية والثقافية، حيث ينقسم المختصون بين مؤيدي تعزيز الهوية العربية عبر تعريب المناهج ومعارضي عزل التعليم عن اللغات العالمية. اقرأ المزيد

نورة المسلماني.. خريجة بالأمس ومعلّمة اليوم في مدارس الدمج بالدوحة
نورة المسلماني.. خريجة بالأمس ومعلّمة اليوم في مدارس الدمج بالدوحة

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

نورة المسلماني.. خريجة بالأمس ومعلّمة اليوم في مدارس الدمج بالدوحة

في كل عام، وعندما يكرم مركز النور للمكفوفين خرّيجيه في الحفل الختامي، لا يحتفي فقط بنهاية مرحلة، بل يفتح أبواب الأمل على قصص تستحق أن تُروى، ومن بين هذه القصص تبرز رحلة نورة حسن المسلماني (28 عاما)، التي انتقلت من مقاعد الدراسة في المركز إلى ميدان العطاء كمعلّمة للغة "برايل" في مدارس الدمج التابعة له، لتجسّد بأدقّ تفاصيلها رسالة المركز في بناء الإنسان المستقل والواثق. كانت بدايات نورة محفوفة بالتحديات، فقد وُلدت بإعاقة بصريَّة ولم يكن من السهل عليها أن تتقن طريقة "برايل" في سنواتها الأولى، لكن بفضل صبر والدتها وإصرارها، وبإشراف طاقم المركز، استطاعت أن تتجاوز الحاجز الأول وتبدأ مشوارها بثقة. وتؤكد نورة أنّ الدعم النفسي والعملي الذي تلقته في مركز النور منذ طفولتها، كان له الفضل الأكبر في رسم معالم شخصيتها. وفي هذا الحوار، تكشف لنا نورة تفاصيل من حياتها، تعبر من خلالها عن التحديات التي واجهتها وعوامل النجاح التي أدت إلى تحولها من طالبة في مرحلة صعبة، إلى معلمة ومثال يحتذى به في مجتمعها. عشت في البداية تحديات كبيرة، خصوصا في تعلم طريقة برايل، التي كانت صعبة في البداية، ولكن بفضل دعم والدتي ووالدي ومثابرتي، استطعت أن أتقن هذه الطريقة في الصف الثالث الابتدائي، وكانت هذه المحنة من أبرز التحديات التي شكلت محطات فارقة في حياتي. كيف كان تأثير مركز النور على مسيرتكِ التعليمية؟ منذ أن التحقت بمركز النور في المرحلة الابتدائية، تغيرت حياتي بشكل جذري، كان المركز يقدم لي الدعم الكامل ليس فقط على مستوى التعليم الأكاديمي، بل أيضا من خلال الوسائل التقنية الحديثة التي سهلت لي الكثير من الأمور، من أبرز تلك الأدوات جهاز برايل الذي ساعدني في قراءة الكتب وكتابة ملاحظاتي بشكل سلس، وتعلمت أيضا استخدام الحاسوب والبرامج الخاصة بذوي الإعاقة البصرية. إعلان وكان المركز يحرص دائما على توفير الدعم النفسي والاجتماعي لي ولزملائي، فتعلمنا فيه كيف نكون مستقلين وكيف نثق بأنفسنا، وكان يشجعنا على المشاركة في الأنشطة الثقافية والرياضية، وهذه التجربة ساعدتني في اكتشاف أن الإعاقة ليست حاجزا، بل دافعا للابتكار والنجاح. هل واجهتِ تحديات في المراحل التعليمية الأخرى؟ نعم، في المرحلة الإعدادية، انتقلت إلى مدرسة رقية المستقلة للبنات، وكان هناك تحدٍ جديد يتمثل في الاندماج مع زميلاتي في الصف، فقد كنت قادمة من بيئة تعلم صغيرة في مركز النور، ولكن بفضل الله، وجدت ترحيبا وتعاونا كبيرا من جميع زميلاتي في المدرسة. كيف تفاعلتِ مع المناهج باللغة الإنجليزية؟ في البداية، كانت هناك صعوبة في التكيف مع المناهج التي أصبحت باللغة الإنجليزية، لكن مع مرور الوقت، تعلمت كيفية التأقلم وكان المركز يوفِّر لي جميع الوسائل التي تسهل عليّ دراستي. ثم جاءت مرحلة الدراسة الجامعية، والتي كانت أكبر تحدٍ في مسيرتي التعليمية، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها، فقد كان الدعم الذي تلقيته من قسم الدمج في الجامعة، وتوفير المواد الدراسية بصيغة مناسبة لي، من أكثر الأسباب التي ساعدتني في التكيف مع الحياة الجامعية. تحقيق حلم التدريس ما التحديات التي واجهتكِ بعد التخرج؟ بعد تخرجي، بدأت مسيرتي المهنية كمعلمة برايل في مدرسة رقية، وكان التحدي الأكبر في بداية الأمر هو كتابة التقارير الشهرية والأسبوعية بشكل مهني ودقيق، ومع مرور الوقت، تطوَّر أدائي بفضل تبادل الخبرات مع المعلمين والاطلاع على أساليب التعليم الحديثة. هل هناك أيَّة تحديات خاصة بكِ في عملكِ الحالي؟ أحد التحديات كان التفاعل المستمر مع الطالبات، خصوصا في بداية مسيرتي المهنية، ولكنني مع الوقت تعلمت كيفية تقديم الدعم لهن بطريقة تناسب احتياجاتهن، وأسعى دائما لتشجيع طالباتي على التفوق وتخطي الصعوبات. كيف أثر الدعم الذي تلقيته من مركز النور في مسيرتكِ؟ دعم مركز النور لم يتوقف عند التخرج، فالمركز يقدم ورش عمل ودورات تدريبية مستمرة من خلال التعاون مع مركز مدى، بالإضافة إلى توفير الأجهزة الحديثة مثل الحاسوب المزود بجهاز "برايل سينس"، والذي ساعدني كثيرا في عملي، كما يواصل مركز النور تقديم الدعم لي ولزملائي خريجي المركز، ليظلوا على أتم الاستعداد لخوض تجارب مهنية جديدة. هل شاركت في أي مبادرات مجتمعية؟ شاركت في مبادرة "أنا أقدر 2020″، وكُرمت من قبل سعادة الشيخة موزا بنت ناصر، وكانت هذه التجربة محورية في حياتي، فقد ساعدتني على تطوير نفسي ومهاراتي في تقديم المشاريع والمبادرات التي تهتم بذوي الإعاقة. كيف توازنين بين حياتكِ المهنية والشخصية؟ تعلمت أن الفصل بين الحياة المهنية والشخصية أمر ضروري، لذلك أحرص على أخذ وقت للراحة ولعائلتي، وكذلك لتطوير نفسي مهنيا، لأنني أؤمن أن التوازن هو مفتاح النجاح. إعلان نموذج يُحتذى به الجدير بالذكر أن نورة المسلماني هي نموذج حقيقي للمرأة القطرية التي تغلبت على التحديات وحققت نجاحا مهنيا ونجحت في ترك بصمة واضحة في المجتمع، ورغم مسيرة التحديات والصعوبات التي مرت بها، فإنها لم تتوقف عن السعي لتحقيق أهدافها، بل كانت دائما تبتكر وتجد حلولا للتغلب على الصعوبات. ومع اقتراب موعد الحفل الختامي لمركز النور، والذي سيشهد تكريم خريجي المركز، تظهر نورة بوصفها واحدة من أبطال هذه الاحتفالية، والتي ستكون بمثابة شهادة تقدير لجهود كل من ساهم في نجاح هذا المركز والمشاركة الفعالة في تعزيز دمج ذوي الإعاقة في المجتمع. ومن خلال دعم أسرتها، ثم المركز، تتطلع نورة دائما إلى مستقبل أفضل للمجتمع وذوي الإعاقة، وستسعى دائما لتكون مصدر إلهام لكل من يواجه تحديات مشابهة.

مؤسسة التعليم فوق الجميع تغير حياة آلاف اللاجئين بكينيا
مؤسسة التعليم فوق الجميع تغير حياة آلاف اللاجئين بكينيا

الجزيرة

time٢١-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

مؤسسة التعليم فوق الجميع تغير حياة آلاف اللاجئين بكينيا

كاكوما ـ قبل 10 أعوام، أجبرت الظروف الأمنية والمعيشية الصعبة في جنوب السودان الطفل جوزيف أكارو وأسرته على مغادرة قريتهم، بل ومغادرة بلدهم بالكامل صوب أحد مخيمات اللاجئين في كينيا القريبة، ليستقر بهم الحال في مخيم كاكوما الواقع شمال غربي كينيا. المخيم الذي يعد من أكبر مخيمات اللاجئين في العالم، كان المقر الجديد لجوزيف وأسرته ومعهم أكثر من 300 ألف لاجئ من جنسيات مختلفة، ولكن هذا المخيم لم يكن أفضل حالا له ولأسرته من بلدهم الأصلي بسبب التكدس الكبير الذي يعيشه أهل المخيم وعدم وجود مصدر رزق لهم. جوزيف الذي جاء إلى المخيم، وهو في عمر 8 أعوام ظل فيه دون أن يتلقى حظه التعليمي طيلة 8 أعوام أخرى لتأتي له بارقة أمل جديدة بدخول مؤسسة التعليم فوق الجميع، واحدة من أكبر المؤسسات العالمية في مجال التنمية والتعليم، إلى هذا المخيم بمبادرة تعليمية وتنموية جديدة. المبادرة تهدف إلى دعم 120 مدرسة في كل مخيم من مخيمي كاكوما وداداب بالشراكة مع مؤسسة شبكة الفتاة الطفلة، لدمج الطلاب في برامج التعليم من أجل المناخ، ما ساعد في دخول آلاف الطلاب إلى هذه المدارس وتعلم العديد من الحرف التي ساهمت في تخفيف الأعباء عن الأسر وتقليل تكلفة الدراسة والحفاظ على البيئة المحلية ودعم الاستدامة. ركائز متعددة المبادرة التي أطلقتها مؤسسة التعليم فوق الجميع ركزت على عدد من النشاطات داخل المدارس والمجتمعات المحلية من خلال: إعلان تعليم الأطفال إعادة تدوير الفحم من خلال مواد تستخدم في حياتهم اليومية. صناعة المقاعد التي تستخدم داخل المدارس وخارجها باستخدام مواد معاد تدويرها. إقامة مناحل مغلقة داخل المدارس تساهم في رفع الدخل. صناعة مواقد للطهي من مواد معاد تدويرها. صناعة أواني طهي مستدامة. الزراعة العضوية وإقامة المشاتل وزراعة الأشجار في المدارس والمجتمعات المحلية. ويؤكد مختص البرنامج في أيادي الخير نحو الجميع، البرنامج التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع في كاكوما الدكتور طارق البكري، أن المبادرة ساهمت في إحداث تغيير حقيقي في حياة الطلبة، ليس فقط على مستوى التعلّم، وإنما على مستوى المهارات والسلوك والبيئة الاجتماعية والاقتصادية المحيطة بهم. وقال البكري، في حديث خاص للجزيرة نت، إن "المبادرة وجدت قبولا واسعًا لأنها لامست احتياجات الطلبة اليومية، ومنحتهم مهارات عملية انعكست إيجابًا على حياتهم. أثر إيجابي وأضاف أن المبادرة رسّخت لدى الطلبة شعورا بالمسؤولية والانتماء، إذ باتوا يعتبرون أن الأشجار المزروعة في المدرسة هي جزء من إنجازهم الشخصي، ويتولون العناية بها بأنفسهم. وأوضح أن "الطلبة لمسوا الأثر الإيجابي مباشرة، وهو ما دفع أعدادًا كبيرة منهم إلى الانخراط في المشروع بجدية". وعن سير المشروع، أشار البكري إلى أن المبادرة، التي تمتد على مدار 3 سنوات، "تسير في عامها الثاني ضمن منحنى إنجاز متقدم، وقد تجاوزنا التوقعات في جوانب عديدة من التنفيذ، سواء من حيث عدد الأنشطة أو مستوى التفاعل داخل المدارس والمجتمعات المحلية". وأشار البكري إلى أن المشروع يركز خاصة على التعليم لأجل المناخ، وليس على التعليم الأكاديمي التقليدي، حيث طور المنهج أساتذة جامعة جنوب شرقي الكينية، وقال: "نحن معنيون بتزويد الطلبة بالمعرفة والمهارات التي تؤهلهم للانخراط في سوق العمل الأخضر، وتمكنهم من المساهمة في تقليل آثار التغير المناخي ضمن مجتمعاتهم". إعلان وكشف البكري، أن مشروع كينيا انطلق قبل نحو عامين، وكان من أوائل المشاريع المنفذة ضمن البرنامج، وتبلغ ميزانيته نحو 7.1 ملايين دولار موزعة على 3 سنوات، بتمويل مشترك مع الشريك المحلي. وأوضح أن المشروع يشمل 120 مدرسة في كينيا، وهو جزء من 11 مشروعًا نفذتها المؤسسة في البلاد، واستفاد منها حتى الآن نحو 635 ألف طفل، معظمهم من برامج إعادة دمج الأطفال المتسربين في المدارس. أما المشروع البيئي، فيستهدف 76 ألفا و800 طفل وشاب على مدى 3 سنوات. وأضاف أن ما تحقق على الأرض هو "دعوة مفتوحة لكل من يملك القدرة على الدعم من حكومات ومؤسسات وشركات خاصة لاحتضان مثل هذه المبادرات وتوسيعها. إن لدينا تجربة ناجحة تستحق أن تتبناها جهات متعددة". شراكة طويلة الأمد وبدروه، أكد دينس موتيسو نائب المدير العام لشبكة الفتاة الطفلة الشريك، المنفذ لمؤسسة التعليم فوق الجميع بمشروع مخيمي كاكوما وداداب، أن الشراكة بين الشبكة والمؤسسة تعود إلى عام 2012، حين أطلقت المؤسستان أول مشروع تعليمي مشترك استمر 4 سنوات، ثم توسعت التجربة لاحقا إلى فيتنام في عام 2016. وأضاف موتيسو، في حديث للجزيرة نت، أن هذه الشراكة طويلة الأمد، شهدت نقلة نوعية في عام 2022، حيث بدأت مناقشات جادة لدمج قضايا التغير المناخي في الأنشطة التعليمية والمجتمعية. وأوضح موتيسو، أن منطقة توركانا شمال غربي كينيا التي يقع فيها المخيم تُعد من أكثر المناطق تأثرًا بالتغيرات المناخية، حيث يمكن أن تمر سنوات دون هطول أمطار، مما يؤدي إلى أزمات بيئية حادة، ولفت إلى أن المشروع المشترك يهدف إلى تمكين المجتمعات المحلية من التكيف مع آثار التغير المناخي، مع التركيز على إدارة النفايات وتطوير المهارات البيئية لدى الشباب. وأشاد بحجم الجهد الذي بذلته مؤسسة التعليم فوق الجميع، حتى يتم تطوير هذا المشروع الكبير، وخلق أمل جديد لشباب وأطفال المخيم الذين تقطعت بهم السبل، لافتا إلى أن هذه المبادرة سيكون لها أثر كبير في المستقبل ليس على مخيم كاكوما فقط بل على كينيا كلها. إجراءات فعالة وقال إن أول خطوة كانت تدريب الشباب من خلال مشروع بـ"الشباب الأخضر 360″، والتي تشمل المعارف والقدرات العملية اللازمة لاتخاذ إجراءات بيئية فعالة. وبيّن أن الهدف الأولي كان تدريب 45 ألف شاب، لكن المشروع تجاوز هذا الهدف بنجاح، حيث تلقى التدريب عدد أكبر من الشباب المتوقع. وأكد موتيسو، أن النفايات لم تعد عبئًا كما كانت، بل أصبحت موردا اقتصاديا يستخدم لدعم زراعة الأشجار والخضروات داخل المدارس، مما خلق بيئة مدرسية نظيفة ومنتجة في آن واحد. ومن جهته، دعا مدير المخيم بقسم خدمات اللاجئين في مخيم كاكوما السيد أدوين شاباري في حديث للجزيرة نت، المنظمات الدولية المختلفة إلى العمل على مساعدة الحكومة الكينية في تحمل أعباء اللاجئين خاصة في منطقة كاكوما الذي تشهد ازديادا يوميا في عدد اللاجئين. نجاح كبير وأضاف أن المشروع الذي ساهمت فيه مؤسسة التعليم فوق الجميع مع عدد من الشركاء المحليين، حقق نجاحا كبيرا في مخيمات اللاجئين بالعمل على معالجة قضايا المناخ، خاصة بعد تدهور الغطاء النباتي بسبب الاكتظاظ. وأوضح أن هذه المبادرة ساهمت أيضا في تشجير المخيم والمؤسسات التعليمية ودعم الزراعة والطاقة المتجددة وتمكين الشباب عبر مشاريع مثل "إنتاج العسل"، مضيفا، أن هذه الجهود تؤدي إلى تخفيف التوترات بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة، والتي كانت تندلع أحيانا بسبب الصراع على الموارد الطبيعية. وعن دور الحكومة في مواجهة التحديات التي تعصف بالمخيم، قال إن دوره يقوم على تنسيق الخدمات مع المفوضية السامية للاجئين وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة و53 منظمة أخرى تعمل في المخيم، وإصدار بطاقات هوية وتصاريح حركة للاجئين لتتبعهم خارج المخيمات مع التركيز على المياه والصرف الصحي والتعليم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store