logo
"ميتا" تقترب من طي صفحة برامج الذكاء الاصطناعي المجاني

"ميتا" تقترب من طي صفحة برامج الذكاء الاصطناعي المجاني

الشرق للأعمالمنذ 4 أيام
يسعى مارك زوكربيرغ إلى تحقيق عائد، مثل أي مستثمر جيد، لكنه مستعدٌ لجني الثمار على المدى الطويل. فمر عقد على استحواذه على "واتس آب" (WhatsApp) مقابل 19 مليار دولار قبل أن يضع الإعلانات على تطبيق المراسلة.
أما في الفترة الحالية، مع استثماره 65 مليار دولار هذا العام في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وإشعاله منافسةً شرسةً على المواهب وأصحاب الكفاءات لتوظيف ألمع العقول في المجال، فتوقع منه أن يحقق أرباحاً من هذا السعي أيضاً عبر تغيير الاستراتيجية والتخلي عن مشروع الذكاء الاصطناعي المجاني الذي أصاب "وول ستريت" بالحيرة.
يُعد "لاما" (Llama) نموذج الذكاء الاصطناعي الرئيسي الذي طورته "ميتا بلاتفورمز" للحاق بـ"تشات جي بي تي". وعلى خلاف النماذج التي طورتها "جوجل" التابعة لشركة "ألفابت"، و"أوبن إيه آي" (OpenAI)، وُصف "لاما" بأنه "مفتوح المصدر"، أي أن مخططاته منشورة على الإنترنت، وبإمكان أي شخص أو جهة، بما يشمل المنافسين، نسخها وتطويرها.
"ميتا" تستفيد من النموذج مفتوح المصدر
لماذا؟ قال زوكربيرغ إن الهدف من ذلك هو إتاحة الذكاء الاصطناعي، بحيث "يستفيد كل شخص في العالم"، وهي جملة لم أقتنع بها مع صدورها من شخص بنى إمبراطوريته على جمع بيانات المستخدمين لبيعها إلى الجهات المُعلنة.
الأكثر منطقية أن "لاما" يشكل قاعدة إطلاق لشيء آخر ذي طابع تجاري أكبر، وقد أدى غرضه الآن، فجعْل النموذج مفتوح المصدر وفر لـ"ميتا" قوة عمل مجانية للبحث والتطوير، إذ اقتنع آلاف المطورين ودعموا فكرة إتاحة الذكاء الاصطناعي للجميع، وساعدوا في تطوير "لاما" مجاناً. كما أن ذلك جعل "ميتا" جهة جاذبة للباحثين من أصحاب الكفاءات، الذين لربما انضموا إلى المنافسين لولا ذلك، ومن يرغبون في رؤية إسهاماتهم تصل إلى ملايين المستخدمين على الفور بدلاً من أن تظل مقتصرة على منتجات "ميتا".
كذلك، أضفى هذا بريقاً على سمعة "ميتا"، باعتبارها تتخذ صف "الأخيار" في سباق الذكاء الاصطناعي، حتى عندما كانت شروط استخدام "لاما" مُقيِّدة، ولم تتوافق مع التعريف الفني للمصدر المفتوح.
تزايد مخاطر النموذج المجاني
أصاب المعارضون الذين اتهموا "ميتا" بـ"الترويج الزائف للمصدر المفتوح" (Open-source washing) في اعتقادهم بأن ذلك لن يدوم. فقد تراجع زوكربيرغ عن موقفه تُجاه المسألة العام الماضي بالفعل، حيث قال في بودكاست "دواركيش باتيل" (Dwarkesh Patel) إن "التمسك المُتشدد" بالبرامج مفتوحة المصدر أمر خاطئ، وإذا أصبح تقديم الذكاء الاصطناعي الخاص به مجاناً تصرفاً غير مسؤول في المستقبل، "فلن نفعل".
لا توجد إجابة حاسمة عما إذا كان الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر سيفيد المجتمع أم يضره، بالتأكيد إنه يحد من تركز القوة المتزايد بين شركات "وادي السيليكون"، لكن مع تزايد قدرات النماذج المجانية، فإن تقديمها مجاناً يرفع مخاطر إساءة الاستخدام.
على سبيل المثال، استخدم باحثو الجيش الصيني "لاما" لتطوير أداة استخبارات خاصة بهم أُطلق عليها اسم "تشات بي آي تي" (ChatBIT)، واستعانوا بها في جمع البيانات واتخاذ القرارات العملياتية. كما طوَّر باحثون نموذجاً باسم "باد لاما" (BadLlama) يخلو من خصائص الأمان، وهو أمر لم يكن بالإمكان تنفيذه باستخدام الأنظمة المغلقة مثل "تشات جي بي تي".
"ميتا" ليست أول شركة تغير استراتيجيتها
بقدر ما يتلقى زوكربيرغ- ثاني أغنى شخص في العالم حالياً بعد إيلون ماسك بثروة تبلغ 256.4 مليار دولار بحسب البيانات التي جمعتها "بلومبرغ"- نصائح من حين لآخر من العاصمة واشنطن، وصناع السياسات في الخارج بشأن الذكاء الاصطناعي، فالأرجح أنه نُصح بإمعان التفكير في إتاحة الذكاء الاصطناعي للأغراض العامة، وهو برنامج أكثر ذكاءً من البشر، لأي شخص في العالم مجاناً.
إذا فعل زوكربيرغ ذلك، ومتى فعله، فلن يكون أول من يتحول عن استراتيجية البرامج المجانية ومفتوحة المصدر؛ فـ"أوبن إيه آي" بدأت نشاطها بصفتها شركة غير هادفة للربح تعهدت بمشاركة بحوثها مع الجميع، إلى أن بدأت في تلقي استثمارات ضخمة من "مايكروسوفت"، وأصبحت أكثر تكتماً. ويُعد من الإجراءات الشائعة بين شركات التكنولوجيا تقديم منتجات مجانية، قبل تحقيق أرباح منها بعد التوسع السريع وفرض هيمنتها على السوق.
"وول ستريت" تترقب عوائد استثمار "ميتا"
ترغب "وول ستريت" في رُؤية عوائد أكثر وضوحاً على إنفاق "ميتا" الهائل على الذكاء الاصطناعي، وهناك دلائل على أن زوكربيرغ سيحقق ذلك. فبينما ألمح تعيين "أوبن إيه آي" لفيدجي سيمو إلى أنها تستعد لإطلاق نشاط إعلاني، أشار تعيين زوكربيرغ للرئيس التنفيذي لشركة "سكيل" (Scale) ألكسندر وانغ إلى رغبته في تحقيق أرباح من المنظومة التي طورها.
كما قال زوكربيرغ لعدد من أبرز الباحثين الذين يسعى إلى استقطابهم من شركات مثل "أوبن إيه آي" و"جوجل"، إنه لن يجعل نماذج الذكاء الاصطناعي القادمة مفتوحة المصدر مع وصولها إلى "الذكاء الفائق"، وهي عتبة لا يزال تعريفها غير واضح ولكنه يشير إلى ذكاء اصطناعي يتفوق على الذكاء البشري في معظم المهام. ويتشابه ذلك مع ما يقوله وانغ للباحثين الذين يعمل على استمالتهم خلال دعوات العشاء، والاجتماعات.
لا تتفاجأ عندما يعلن زوكربيرغ في وقت ما خلال العام المقبل أن أحدث نماذج "ميتا" للذكاء الاصطناعي أقوى أداءً من أن تقدم مجاناً. وستكون تجربته للذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر قد أدت غرضها المتمثل في جذب أصحاب الكفاءات، والتطوير المجاني، وإظهار زوكربيرغ في صورة البطل المتردد بشأن الذكاء الاصطناعي. لكن مع استثمارات بمليارات الدولارات، ومطالبة "وول ستريت" بالعوائد، ستصل "الرحلة المجانية" إلى نهايتها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"إكس" ستستخدم "ملاحظات المجتمع" لمعرفة المنشورات محل الإجماع
"إكس" ستستخدم "ملاحظات المجتمع" لمعرفة المنشورات محل الإجماع

العربية

timeمنذ 32 دقائق

  • العربية

"إكس" ستستخدم "ملاحظات المجتمع" لمعرفة المنشورات محل الإجماع

ستبدأ منصة إكس (تويتر سابقًا) التابعة لإيلون ماسك بتجربة طريقة جديدة لاستخدام خاصية "ملاحظات المجتمع" (Community Notes)، وهو نظام للتحقق من المعلومات يعتمد على مساهمات المستخدمين، لتسليط الضوء على المنشورات التي تحظى بإعجاب مستخدمين من أصحاب وجهات النظر المختلفة. وأعلن حساب "Community Notes" على المنصة، يوم الخميس، إطلاق اختبار تجريبي يتيح لمجموعة مختارة من المساهمين تقييم المنشورات من خلال الإجابة على أسئلة حول سبب إعجابهم أو عدم إعجابهم بمنشور معين، بحسب تقرير لموقع "TechCrunch" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business". وسائل التواصل الاجتماعي إيلون ماسك باحث يهدد "إكس" التابعة لماسك بمقاضتها لربطها له بالخطأ بتحقيق فرنسي ويشبه هذا النظام آلية عمل "ملاحظات المجتمع" للتحقق من المعلومات. فبدلًا من السماح للمستخدمين ببساطة بالتصويت لصالح المنشورات أو ضدها للتحقق من دقتها -وهو أمر يمكن التلاعب به بسهولة إذا تعاون المساهمون ذوو التوجهات المتشابهة للترويج لآرائهم الخاصة- يستخدم نظام "ملاحظات المجتمع" ما يسمى بـ"خوارزمية الجسر"، والتي تحاول إيجاد توافق في الآراء بين الأشخاص الذين لا يتشاركون عادةً الآراء نفسها. وإذا اتفق المستخدمون الذين تختلف آراؤهم عادةً على أن المعلومة التي يتم التحقق منها دقيقة، تُنشر الملاحظة وتصبح مرئية لكل المستخدمين. وفي حين تعرّض نظام "إكس" هذا لانتقادات بسبب بطئه وعدم قدرته على مواكبة الكم الهائل من المعلومات المضللة المتداولة على المنصة، تبنت شركة ميتا هذه الفكرة نفسها كبديل للتحقق من صحة المعلومات. وتعتزم منصة إكس الآن اختبار ما إذا كانت "ملاحظات المجتمع" قادرة على المساعدة في تحديد أفضل المنشورات التي تحظى بإعجاب الجميع أيضًا. وابتداءً من يوم الخميس، قالت "إكس" إن مجموعة فرعية من مساهمي "ملاحظات المجتمع" ستبدأ برؤية تبيه جديد في المنصة عندما يحظى منشور باهتمام من خلال عدد كبير من الإعجابات. وسيتمكن المساهمون بعد ذلك من تقييم المنشور وتقديم ملاحظاتهم حوله، مما سيُعلم الخوارزمية ما إذا كان المنشور يحظى بقبول جيد من قِبل أشخاص ذوي وجهات نظر مختلفة. وفي منشور على حساب "Community Notes"، أوضحت "إكس" أن التجربة يمكن أن تزيد الوعي "بما يقلى صدى على نطاق واسع". وأضافت أن هذه الميزة التجريبية تسعى إلى الكشف عن الأفكار والرؤى والآراء التي تربط وتجمع بين وجهات النظر المختلفة، فيما "غالبًا ما يشعر الناس بأن العالم منقسم".

عطل جزئي يضرب واتساب وفيسبوك حول العالم
عطل جزئي يضرب واتساب وفيسبوك حول العالم

الرياض

timeمنذ 14 ساعات

  • الرياض

عطل جزئي يضرب واتساب وفيسبوك حول العالم

تعرضت منصتا واتساب وفيسبوك، التابعتان لشركة ميتا، إلى عطل تقني جزئي حول العالم، ما تسبب في تأخر إرسال واستقبال الرسائل لدى عدد من المستخدمين. ورصد موقع داون ديتكتور، المتخصص في تتبع الأعطال التقنية، ارتفاعًا في عدد الشكاوى المقدّمة من مستخدمي واتساب حول العالم، حيث أوضح أن 63% من الأعطال تركزت في خدمة إرسال الرسائل، بينما تنوعت باقي المشكلات بين الاتصال بالخادم ومشاكل في التطبيق نفسه. وتتزايد شكاوى المستخدمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في انتظار توضيح رسمي من الشركة بشأن سبب العطل وتوقيت إصلاحه.

ماسك: تطبيق «فاين» لمشاركة المقاطع المصورة يعود مدعوماً «بالذكاء الاصطناعي»
ماسك: تطبيق «فاين» لمشاركة المقاطع المصورة يعود مدعوماً «بالذكاء الاصطناعي»

الشرق الأوسط

timeمنذ 16 ساعات

  • الشرق الأوسط

ماسك: تطبيق «فاين» لمشاركة المقاطع المصورة يعود مدعوماً «بالذكاء الاصطناعي»

قال رجل الأعمال، الملياردير إيلون ماسك، اليوم الخميس، إن منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي التابعة له ستعاود تشغيل منصة مشاركة المقاطع المصورة الشهيرة «فاين»، ولكن يأتي ذلك مدعوماً بتكنولوجيا «الذكاء الاصطناعي»، وذلك بعد نحو تسع سنوات من إيقاف التطبيق. وأعلن ماسك النبأ في منشور على منصة «إكس»، المعروفة سابقاً باسم «تويتر»، لكنه لم يتطرق لمزيد من التفاصيل. ولم ترد «إكس» بعد على طلب من «رويترز» للحصول على مزيد من المعلومات عن إعادة تشغيل منصة «فاين». We're bringing back Vine, but in AI form — Elon Musk (@elonmusk) July 24, 2025 وسبق أن لمح رئيس «تسلا» التنفيذي منذ استحواذه على المنصة في 2022 إلى إعادة تشغيل «فاين» مرات عدة، منها نشر استطلاعات رأي على «إكس» عن إعادة التطبيق الذي كان شائعاً في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وأطلقت المنصة تطبيق «فاين» في يناير (كانون الثاني) 2013، الذي أتاح للمستخدمين مشاركة مقاطع مصورة قصيرة لا تتجاوز ست ثوان. وسرعان ما اكتسب التطبيق شعبية بين المدونين وجذب ملايين المتابعين. وفي أواخر 2016، أعلنت المنصة عن نيتها إيقاف التطبيق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store