
مدير "الأونروا" في الضفة: سنواصل عملنا رغم الحظر الإسرائيلي
ويعود ذلك إلى بدء إسرائيل تنفيذ قانونين أقرتهما لحظر عمل الوكالة في إسرائيل، ومنع التواصل معها، وإلغاء الحصانة الدبلوماسية الممنوحة لها وفق ميثاق الأمم المتحدة.
عبر تطبيق "زوم" أجرت "اندبندنت عربية" مقابلة مع فريدريك للحديث عن ظروف عمل "الأونروا" في الضفة، لا سيما بعد إخلائها مقرها الرئيس في القدس، وتهجير أكثر من 40 ألف لاجئ من ثلاثة مخيمات في شمال الضفة الغربية.
وبحسب فريدريك فإن إسرائيل "سحبت تأشيرات دخول 60 موظفاً دولياً في الوكالة منذ بداية العام، منهم 30 في الضفة الغربية، والباقون في قطاع غزة، ولذلك كنا مضطرين لمغادرة الأراضي الفلسطينية، فيما يتولى الزملاء الفلسطينيون القيام بالعمل على الأرض".
"الأونروا" مستمرة
واعتبر المسؤول في "الأونروا" الإجراءات الإسرائيلية "مخالفة للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة الذي يمنح الحصانة لموظفيها، والذي وقعته إسرائيل بانضمامها إلى المؤسسة الدولية".
لكن "الأونروا" ستواصل تقديم خدمتها وفق فريدريك، "لأنها تستمد ولايتها وتفويضها من الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تجددها كل ثلاثة أعوام".
وأوضح فريدريك أن عدد موظفي وكالة "الأونروا" الفلسطينيين في الضفة الغربية يبلغ 4600 شخص، و13 ألف موظف في قطاع غزة". وشدد على استمرار الوكالة "تقديم خدماتها الصحية والتعليمية والإغاثية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا".
تداعيات الحظر
وعن تداعيات حظر عمل "الأونروا" في إسرائيل، أشار فريدريك إلى أنها "تتفاوت بين القدس والضفة وغزة، حيث أثر القانون الإسرائيلي بصورة هائلة في خدمات "الأونروا"، وأغلقت إسرائيل مدارس الوكالة الست في المدينة، وأخلت الوكالة مقرها الرئيس فيها".
ويبلغ "عدد اللاجئين في الضفة الغربية أكثر من 900 ألف يعيش 240 ألفاً منهم في 19 مخيماً، 200 ألف لاجئ من هؤلاء من القدس"، وفق فريدريك.
اعتداءات المستوطنين
ومع أن إسرائيل لم تأمر بإخلاء رسمي لمقر الأونروا الرئيس في حي الشيخ جراح بالقدس الذي يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، فإن فريدريك أشار إلى أن "إخلاءه من الموظفين جاء حماية لهم بعد تصاعد اعتداءات المستوطنين الممنهجة عليه خلال الأشهر الماضية".
وكان أكثر من 800 طالب وطالبة يتلقون تعليمهم في المدارس الست الواقعة داخل الجدار العازل حول القدس، لكن وضعهم الآن "أصبح في حكم المجهول في ظل تهديد إسرائيل بملاحقة الطواقم التعليمية لتلك المدارس"، بحسب المسؤول في "الأونروا".
ويصل عدد طلبة المدارس التابعين للوكالة في الضفة الغربية إلى 46 ألف طالب، يدرسون في 96 مدرسة، لكن ليست جميعها داخل مخيمات اللاجئين، كما تمتلك الوكالة 43 مركزاً صحياً يوفر الرعاية الصحية لمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين، فيما تمنح الوكالة 200 ألف لاجئ دعماً مالياً ضمن برنامج المال مقابل العمل، إضافة إلى منح قروض للمشاريع الصغيرة.
وعلى رغم حظر عمل وكالة "الأونروا" في إسرائيل، فإن تحويلاتها المصرفية لم "تتأثر بسبب اعتمادها على النظام المصرفي الفلسطيني"، وفق ما أوضح فريدريك.
سعدنا هذا الأسبوع بانضمام @eu_echo إلى لجنة الاستماع التي عقدتها @UNRWAarabic حول أوضاع الحماية في #مخيم_جنين، وبلقاء العائلات النازحة قسرًا. وتُعدّ @eu_echo شريكًا طويل الأمد يعمل مع وكالة الأونروا.
ويُعتبر مخيم جنين من أكثر المخيمات تضررًا من العنف الدائر في #الضفة_الغربية، حيث… pic.twitter.com/LWtAgfGifa — Roland Friedrich (@GRFriedrich) July 24, 2025
تهجير سكان المخيمات
ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي هجّر الجيش الإسرائيلي 40 ألف لاجئ فلسطيني، وهم سكان ثلاثة مخيمات في شمال الضفة الغربية، جنين وطولكرم ونور شمس، بهدف محاربة "التنظيمات المسلحة".
ووصف فريدريك الوضع في تلك المخيمات بـ"الكارثي وغير المسبوق، إذ لم يحصل منذ احتلال إسرائيل الضفة الغربية قبل 58 عاماً أن تم تهجير قسري للاجئين من المخيمات".
ومع أن فريدريك أشار إلى أن حجم الدمار في تلك المخيمات لا يمكن تقييمه بسبب منع الجيش الإسرائيلي موظفي الوكالة من دخولها، فإنه أشار إلى "وجود تدمير ممنهج وهائل، وغير مسبوق هناك"، وأضاف أن الجيش الإسرائيلي دمر أكثر من 300 منزل في مخيم جنين، متجاوزاً ما حدث عام 2002 عندما اجتاحه خلال الانتفاضة الثانية.
وفي مخيمي طولكرم ونور شمس وصل عدد المنازل المهدمة إلى 300 منزل، وفق فريدريك.
وحول مصير أكثر من 4600 طالب وطالبة في المخيمات الثلاثة، قال فريدريك إنه جرى "إقامة بدائل موقتة إثر إغلاق المدارس الـ10 في تلك المخيمات، في ظل نقص كبير في العملية التعليمية".
وعن المراكز الصحية التي أغلقت في المخيمات الثلاثة أشار إلى "افتتاح 11 مركزاً صحياً بديلاً وموقتاً".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إعادة الإعمار
وفي شأن الجهة المسؤولة عن إعادة إعمار المخيمات الثلاثة، أشار فريدريك إلى أن دور "الأونروا" ينحصر في تقديم الخدمات، لكنه استدرك قائلاً إنها على رغم ذلك كان "لها تجربة بإعادة الإعمار في لبنان وسوريا"، فإنه أضاف أن إعادة الإعمار "تتطلب تعاوناً بين السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، وذلك لأن كلفة ذلك تفوق إمكانات السلطة والأمم المتحدة".
ولا تقتصر اعتداءات المستوطنين وهجمات الجيش الإسرائيلي على المخيمات الثلاثة، لكنها تشمل البدو المسجلين لدى الوكالة باعتبارهم لاجئين فلسطينيين.
ووفق فريدريك، فقد هجّرت إسرائيل "مئات العائلات من البدو من تجمعاتهم وبخاصة في مسافر يطا وشرق رام الله والأغوار ضمن مخطط تهجير قسري ممنهج".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأمناء
منذ 8 ساعات
- الأمناء
الأمم المتحدة تكشف عن دعم لليمن بقيمة بلغت أكثر من 60 مليون دولار
أفادت الأمم المتحدة بأنها تلقت، خلال الشهر الماضي، أكثر من 60 مليون دولار إضافية من الجهات المانحة لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن (YHRP) للعام 2025. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيانات حديثة عن حالة تمويل الخطة: 'بحلول 2 أغسطس/آب الجاري، بلغ إجمالي التمويل المستلم للخطة نحو 338.5 مليون دولار، بزيادة قدرها 62 مليون دولار مقارنة مع 2 يوليو/تموز الماضي، حين كان التمويل يبلغ 276.5 مليون دولار.' وأضاف المكتب أن إجمالي التمويل الموجه لليمن – بما في ذلك المساهمات خارج إطار خطة الاستجابة – ارتفع من 319.7 مليون دولار إلى 444.5 مليون دولار خلال الفترة نفسها، أي بزيادة قدرها 124.8 مليون دولار. وأشار إلى أن التمويل المستلم خارج الخطة وحده قفز من 43.2 مليون دولار إلى 106 ملايين دولار، أي بزيادة قدرها 62.8 مليون دولار. وأوضحت البيانات أن بريطانيا والمفوضية الأوروبية والولايات المتحدة وكندا واليابان كانت في مقدمة الجهات المانحة التي قدمت التمويل الإضافي، إلى جانب مساهمات من مانحين آخرين. ورغم هذه التدفقات، أكد 'أوتشا' أن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2025 لم تتلقَ سوى 13.7% فقط من إجمالي التمويل المطلوب، على الرغم من مرور سبعة أشهر من العام. وأضاف المكتب: 'هذا النقص يجعل الخطة معرضة للخطر، ويترك ملايين الأشخاص محرومين من المساعدات المنقذة للحياة التي يحتاجون إليها بشكل عاجل. علينا التحرك الآن.' تُظهر بيانات 'أوتشا' أن الفجوة التمويلية لا تزال ضخمة، إذ تُقدر بـ 2.14 مليار دولار، ما يعادل 86.3% من إجمالي نداء الأمم المتحدة الإنساني لليمن، البالغ 2.48 مليار دولار، والمخصص لتلبية الاحتياجات الأساسية لنحو 10.5 مليون شخص خلال العام الجاري.


Independent عربية
منذ 10 ساعات
- Independent عربية
دمشق تستعد لإطلاق صندوق الإعمار وسط ضغوط العقوبات وشح الموارد
تستعد الحكومة السورية لإطلاق صندوق تنموي جديد يهدف إلى تمويل مشاريع إعادة الإعمار في المناطق الأكثر تضرراً من الحرب وتسهيل عودة النازحين إلى مدنهم وقراهم. ووفق ما نقلته مصادر حكومية لـ"تلفزيون سوريا" فإن الصندوق يمثل "نقلة نوعية" في هيكل التعافي، وسيوفر آلية دائمة لضمان استمرارية العمل "حتى عودة آخر نازح إلى منزله". سيعتمد الصندوق على "آليات شفافة وسريعة" لتنفيذ المشاريع مع التركيز على إعادة تأهيل البنى التحتية الأساسية كالمياه والكهرباء والمدارس لضمان الحد الأدنى من شروط العودة الآمنة. لماذا صندوق الإعمار الآن؟ وأكدت المصادر أن المشروع جاء ثمرة عمل استمر أربعة أشهر بإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية التي تعد تأسيس هذا الصندوق أداة استراتيجية لإعادة الحياة إلى المناطق المنكوبة وإنعاش الأرياف والمدن المنسية. في المشهد الأوسع تقف سوريا اليوم على ركام حرب طاحنة دمرت الاقتصاد وفتتت البنية التحتية، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة والبنك الدولي إلى أن كلفة إعادة الإعمار تراوح ما بين 250 و500 مليار دولار، بينما تقول "الأسكوا" إن الخسائر الاقتصادية تجاوزت 442 مليار دولار حتى نهاية 2023. وتقدر نسبة الدمار في البنية التحتية بنحو 40 إلى 50 في المئة، مع انهيار شبه كامل في القطاعات الخدمية والصحية والتعليمية في بعض المناطق. أكثر من مليوني منزل تضررت كلياً أو جزئياً، فيما لا تزال مشاريع "السكن البديل" الحكومية تعاني بطء التمويل وضعف التنفيذ، وتحتاج البلاد إلى ما لا يقل عن 200 ألف وحدة سكنية سنوياً لتعويض النقص المتراكم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويرى متخصصون أن الفصل بين الإعمار والعمل الإنساني لم يعد واقعياً، وأن التأخير في ترميم البنية التحتية يطيل أمد الاعتماد على المساعدات، ومع غياب التمويل الدولي، تبقى جهود الإعمار رهينة الشعارات. ماذا بعد رفع العقوبات الدولية؟ أما على الصعيد الاقتصادي فيرسم تقرير البنك الدولي (ربيع 2024) صورة قاتمة للوضع، إذ تراجعت قيمة الليرة بنسبة 141 في المئة خلال عام 2023، وارتفعت نسب الفقر والتضخم بصورة قياسية. وهبطت الصادرات من 8.8 مليار دولار (2010) إلى مليار فقط (2023)، والواردات من 17.5 إلى 3.2 مليار دولار، كما لم يجمع جمع سوى ثلث المساعدات المطلوبة في 2023 (2.8 مليار من أصل 9 مليارات تقريباً). ويعيش ربع السوريين في فقر مدقع، بينما دمرت الزلازل والضربات الحربية مزيداً من شبكات الطرق والمنشآت الحيوية، أما إنتاج النفط فانخفض من 383 ألف برميل يومياً إلى أقل من 90 ألفاً عام 2023. ودعت الحكومة السورية إلى رفع العقوبات الدولية تمهيداً لانطلاق عملية إعادة الإعمار عقب سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024. وتعد هذه العقوبات أحد أبرز التحديات أمام المرحلة الجديدة، إذ تعوق جهود التنمية وعودة ملايين النازحين واللاجئين، من بينهم نحو 6 ملايين سوري يقيمون في دول عربية وأوروبية.


Independent عربية
منذ 12 ساعات
- Independent عربية
رهائن لـ"حماس" أم للمجاعة؟ ما تقوله أضلاع ديفيد
من شدة الجوع برزت أضلاع الرهينة الإسرائيلي إيفيتار ديفيد، وظهر في مقطع فيديو نشرته حركة "حماس" هزيلاً متعباً ونحيلاً غير قادر على الوقوف على قدميه من شدة الجوع. هل لأن الفصيل الفلسطيني في غزة غير قادر على إطعام المحتجزين الإسرائيليين لديه، أم إنه يتعمد تجويعهم؟ قبل الإجابة، تجب الإشارة إلى أن ديفيد ليس الرهينة الوحيد الذي يعاني الجوع من بين المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، إذ بثت حركة "الجهاد" (وهي فصيل مسلح آخر في غزة ويحتجز رهائن إسرائيليين كذلك) مقطعاً مصوراً للرهينة روم بارسلافسكي تظهر عليه علامات سوء التغذية. تعيش غزة منذ الثاني من مارس (آذار) الماضي، حصاراً محكماً أوقفت خلاله إسرائيل إمداد القطاع بالغذاء، مما أدى إلى تفشي الجوع من الدرجة الخامسة (أي إن مدينة الحرب على وشك إعلان المجاعة)، ومات نتيجة الحرمان من الغذاء نحو 166 مدنياً. وتوجه الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية ودول مختلفة الاتهام لإسرائيل بأنها تمارس تجويعاً ممنهجاً ضد المدنيين في غزة، وبحسب الفصائل الفلسطينية فإن سياسة التجويع والحرمان من الغذاء انعكست بسرعة على الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة. ووفقاً لأستاذة الدراسات السياسية فدوى جرادة، فإن جميع الكائنات الحية في غزة من بشر وحيوان وطيور تعاني سوء التغذية، وبدت علامات المجاعة تظهر عليها. تقول "من المؤكد أن الرهائن الإسرائيليين ليسوا في حال أفضل، بل يعيشون الواقع نفسه الذي لا يجد فيه سكان غزة الطعام". مثلما يأكل الغزيون ما يؤكد هذه النظرية، أن الرهائن الذين نشرت الفصائل الفلسطينية مقاطع مصورة لهم أخيراً جميعهم بدا عليهم سوء التغذية وفقدان شديد في الوزن وعلامات واضحة من الهزال والتعب، نتيجة استمرار سياسة التجويع الإسرائيلية لغزة. في رواية "حماس"، يأكل الرهائن المحتجزون لديها مما يأكله سكان غزة. وتوضح الباحثة جرادة أن الحركة تأثرت كثيراً بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية للقطاع، إذ لم تستطع إطعام عناصرها ولا دفع رواتبهم، وانعكس ذلك على الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها. وبحسب الباحثة فإنهم آخر من تأثر بالجوع. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتقول جرادة "منعت إسرائيل الغذاء عن غزة لدرجة سقوط ضحايا من الجوع، وتأثر بسياسة التجويع كل سكان القطاع، وليس ببعيد أن ينعكس ذلك على الرهائن الإسرائيليين الذين يعانون قلة الطعام ويتناولون كما السكان وجبة واحدة صغيرة طوال اليوم". وتضيف "يعد الرهائن الورقة الوحيدة في يد (حماس) التي تريد الحفاظ عليها لأبعد حد، لأن ذلك الملف له أبعاد كبيرة، إذ يراقب العالم كيفية التعامل مع المحتجزين، كما أن وضع الرهائن الصحي له ثمن في محادثات صفقة التبادل، وأيضاً انعكاس عسكري إذ يهدد الجيش بمزيد من التدمير والعمليات العسكرية إذا مسهم أي ضرر". تعتقد جرادة أن الجوع الذي يعانيه الرهائن كان نتيجة التجويع الإسرائيلي لغزة، وليس متعمداً من "حماس" أو الفصائل الفلسطينية الأخرى، مشيرة إلى أن إسرائيل قد تتسبب بموتهم إذا لم تحسن جودة الحياة في القطاع. 3 أقراص فلافل لم تجر "حماس" أية مقابلة مصورة مع الرهائن المحتجزين لديها، أما حركة "الجهاد" فقد أتاحت الفرصة للرهينة روم براسلافسكي للتعبير عن وضعه حين قال "أعاني من وضع غير جيد، توجد آلام في قدمي وفي يدي، كلما حاولت القيام والذهاب إلى الحمام أشعر بدوار وأسقط، ولا أستطيع التنفس، لا أستطيع مواصلة الحياة". وأضاف الرهينة "هناك تراجع كبير في كمية الطعام المقدمة إلي، من الصباح حتى الليل لا يوجد شيء، أتناول ثلاثة أقراص فلافل فقط طوال اليوم، أو صحناً من الرز بالكاد أحصل عليه، لا آكل ولا أشرب، ببساطة لا يوجد طعام هنا، الطعام شحيح، بالكاد نحصل عليه". ما أدلى به براسلافسكي دليل واضح على أن الجوع الذي يعيشه هو نفسه الجوع الذي يعيشه حراسه وباقي سكان القطاع، وهو ليس متعمداً من الفصائل الفلسطينية وإنما نتيجة سياسة التجويع الممنهجة التي تنفذها إسرائيل في غزة. ربما لا يعد تحليل أستاذة الدراسات السياسية وتصريح براسلافسكي وتبرير "حماس" دليلاً واقعياً على أن المجاعة باتت تنهش أجساد الرهائن، أو أنها نتيجة حتمية لممارسات إسرائيل، لذلك تعرض "اندبندنت عربية" حسابات أخرى للوضع في غزة. إذ توقفت الزراعة بسبب الحرب، وتفيد منظمة الأغذية والزراعة "فاو" أن 90 في المئة من أراضي القطاع باتت غير منتجة، وهي تقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي. ويقول متحدث وزارة الزراعة في غزة أدهم بسيوني "غزة لم تعد تنتج الخضراوات والفاكهة، والأشجار قلعها الجيش وجرف المحاصيل الزراعية ومنع قطف المثمر، باختصار أية كمية من أي محصول زراعي لا تزال متبقية في غزة لا تكفي لإطعام حي شعبي غير مكتظ بالسكان". نظام "معايرة الجوع" كذلك حظرت إسرائيل الصيد، ومنعت التقاط الأسماك لتناولها، ولا يوجد منتجات حيوانية في القطاع نهائياً بعدما دمر الجيش الحظائر ومنع إدخال علف الحيوانات، كما توقفت مصانع المنتجات الغذائية القليلة عن العمل بسبب منع المواد الخام والوقود. باختصار، فإن كل سعر حراري يتناوله الغزيون يجب أن يستورد من الخارج، ولكن إسرائيل تغلق المعابر وتمنع سلاسل التوريد. في عام 2006 وضع قال مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت، خطة لإدارة النظام الغذائي للغزاويين أطلق عليه "حاسبة السعرات الحرارية"، وقال "الفكرة هي وضع الفلسطينيين على نظام غذائي من دون أن يموتوا من الجوع". بحسب نظام "معايرة الجوع"، فإن المركز الإسرائيلي لتنسيق دخول البضائع إلى غزة "كوغات"، قدر أن الغزاوي يحتاج كل يوم لنحو 2279 سعراً حرارياً، أي ما يعادل 1.8 كيلوغرام من الغذاء يومياً. منذ مارس (آذار) الماضي، لم تسمح إسرائيل بدخول كمية السعرات الحرارية هذه للغزاويين، إذ طلبت الأمم المتحدة دخول 62 طناً من الأغذية الجافة والمعلبة شهرياً إلى القطاع، أي بمعدل كيلوغرام واحد يومياً للفرد، لكن إسرائيل رفضت. ومنذ مارس وحتى نهاية يوليو (تموز) من العام الحالي، أدخلت إسرائيل ما مجموعه 56 ألف طن من الغذاء فحسب، أي أقل من ربع الحاجات، وكانت حصة الفرد يومياً 250 غراماً من الغذاء، ويشمل ذلك الرهائن. "اللجنة المستقلة لمراجعة المجاعة في غزة" أكدت أن شحنات الغذاء غير كافية بدرجة كارثية، وأن سوء التغذية وصل إلى المرحلة الخامسة، وهذا يعني أن الجوع بدأ يتسبب في خسارة الغزاويين والرهائن معاً لأوزانهم، مما ينعكس على نشاطهم وقدرتهم الجسدية والعقلية. "حماس": نتنياهو السبب لدى سؤالها عن مدى انعكاس سوء تغذية في غزة على الرهائن أجابت أستاذة التغذية مهيتاب العجلة "المجاعة لا تفرق بين الإسرائيليين المحتجزين في غزة والسكان، منع الطعام كان عن جميع الموجودين في القطاع من دون استثناء". من "حماس" يقول متحدثها سامي أبوزهري، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرتكب جريمة حرب بتجويع الغزاويين، وتمتد الجريمة إلى أسرى إسرائيل الذين يسري عليهم ما يسري على شعبنا من تضييق وتجويع". ويضيف "نتنياهو غير مكترث بأسراه في قطاع غزة، وقد يقتلهم جوعاً كما قتلهم قبل ذلك قصفاً (حماس) بذلت جهداً كبيراً للحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين لديها، لكن الظروف الحالية أشد قسوة". بعد بث فيديو الرهائن وهم يعانون سوء التغذية علق نتنياهو قائلاً "نواصل جهود إطلاق سراح الرهائن المحتجزين على رغم رفض الحركة، كما عملنا على إدخال الغذاء للقطاع، وسنعمل على توسيع تدفق الطعام".