
ماذا كتب أنس الشريف في وصيته الأخيرة؟
'إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي'، بهذه الكلمات بدأت الوصية التي تركها مراسل الجزيرة #أنس_الشريف، الذي اغتاله #جيش_الاحتلال الإسرائيلي مع زميله #محمد_قريقع وعدد من المصورين في قطاع غزة.
وكشفت وصية الشريف، التي نشرت بعد استشهاده، عن رسالة أخيرة تجسد إيمانه بقضيته وثباته على مبدأ نقل الحقيقة مهما كان الثمن. وقد اغتيل الشريف وقريقع في قصف إسرائيلي استهدف #خيمة للصحفيين قرب #مستشفى_الشفاء بمدينة غ#زة.
ويقول الشريف في وصيته 'يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي'، مؤكدا أنه لم يتوان يوما عن نقل الحقيقة 'بلا تزوير أو تحريف' رغم معايشته الألم والفقد بشكل متكرر.
وجاء اغتيال الشريف بعد حملة تحريض إسرائيلية واسعة عليه، أذ قر جيش الاحتلال باستهدافه، وكان الشريف من الصحفيين القلائل الذين بقوا في شمالي القطاع لنقل فصول العدوان وحرب التجويع.
وأوصى الشريف في وصيته بفلسطين، واصفًا إياها بـ'درة تاج المسلمين' ونبض قلب كل حر، داعيا إلى الوفاء لأهلها وأطفالها الذين لم يمهلهم العمر للحلم أو العيش في أمان بعدما مزقت أجسادهم القنابل والصواريخ الإسرائيلية.
وصيته بأهله
وخص الشريف أهله بوصايا، فذكر ابنته شام التي حلم برؤيتها تكبر، وابنه صلاح الذي تمنى أن يكون له سندا، ووالدته التي كانت دعواتها حصنه ونور دربه، وزوجته التي واجهت الحرب بثبات الزيتون وصبره.
إعلان
وختم وصيته بإقرار راضٍ بقضاء الله ثابتا على المبدأ حتى آخر لحظة، داعيا أن يكون دمه نورا يضيء درب الحرية لشعبه، ومؤكدا أنه مضى على العهد دون تغيير أو تبديل.
ويأتي نشر هذه الوصية بعد ساعات من استهداف جيش الاحتلال خيمة الصحفيين بجوار مجمع الشفاء الطبي في غزة، مما أدى إلى استشهاد أنس الشريف وزميله محمد قريقع و3 مصورين آخرين، في جريمة أثارت موجة تنديد فلسطينية ودولية.
ونعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الشهيدين، ووصفت الفصائل الفلسطينية الاغتيال بأنه جريمة حرب متعمدة ورسالة ترهيب للصحفيين تمهيدًا لمجازر جديدة، في ظل صمت دولي اعتبرته مشجعًا للاحتلال على مواصلة جرائمه.
وكانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة إيرين خان قد حذرت مؤخرًا من التهديدات الإسرائيلية ضد الشريف، مؤكدة أن حياته في خطر، في وقت اغتالت فيه إسرائيل خلال حربها الحالية عددًا من صحفيي الجزيرة بينهم إسماعيل الغول وحسام شبات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 43 دقائق
- خبرني
خسرنا العالم .. تقرير عبري يرصد أزمات الاحتلال الدبلوماسية منذ بدء حرب الإبادة
خبرني - نشرت القناة 12 العبرية تقريرا بعنوان 'خسرنا العالم' يصوّر ما اعتبرته أزمة دبلوماسية غير مسبوقة تعيشها 'إسرائيل' منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، مع تراكم العزلة السياسية، والمقاطعات، والضغوط القانونية، وتراجع التأييد الدولي. وفيما يلي إعادة تحرير شاملة للمحتوى بأسلوب احترافي وبمصطلحات ذات سياق فلسطيني: عزلة سياسية خانقة وضغوط متصاعدة بعد أكثر من عام ونصف على بدء العدوان على قطاع غزة، تجد حكومة الاحتلال نفسها في مواجهة عزلة سياسية متزايدة، حيث تتوالى الإجراءات الدولية التي تقلّص هامش تحركها، من الاعتراف المتسارع بالدولة الفلسطينية، إلى المقاطعات الاقتصادية، وصولًا إلى الملاحقات القانونية. التقرير يشير إلى أن موجة الاعترافات الدولية بفلسطين لم تكن سوى حلقة أخيرة في سلسلة من 'الزلازل الدبلوماسية' التي ضربت الاحتلال منذ بداية الحرب، وأن قطع العلاقات أو تعليقها، وتجميد التعاون التجاري والأمني، بات أمرًا متكررًا يهدد الاقتصاد والقدرات العسكرية. مقاطعات وعقوبات في القطاعين الأمني والعسكري • سلوفينيا فرضت أول حظر سلاح من دولة في الاتحاد الأوروبي على 'إسرائيل'. • بريطانيا، هولندا، بلجيكا، الدنمارك، اليابان وكندا جمّدت أو ألغت تراخيص تصدير سلاح، وربطت بعضها القرار بتحقيقات دولية حول انتهاك الاحتلال للقانون الدولي. • فرنسا منعت الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض 'يوروساتوري' عامي 2024 و2025. • تركيا أوقفت كليًا التبادل التجاري، بما يشمل صادرات مواد البناء والأسمدة. • كولومبيا، أحد أهم مورّدي الفحم للاحتلال، أوقفت الشحنات بحجة دعمها لعمليات جيش الاحتلال. • موانئ في إسبانيا رفضت استقبال سفن محمّلة بأسلحة موجهة للاحتلال، فيما تعطّلت إمدادات قطع غيار لطائرات مقاتلة من دول أوروبية. ضغوط في المؤسسات الدولية • الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت قرارات بأغلبية كبيرة لصالح فلسطين، منها قبولها كعضو دائم (غير ملزم)، والمطالبة بإنهاء الاستيطان وإزالة جدار الفصل وإعادة الأراضي لأصحابها. • محكمة العدل الدولية أصدرت أوامر ضد الاحتلال في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا، دون أن تطلب وقف العدوان صراحة. • الاتحاد الأوروبي يناقش خطوات لتجميد أو تعديل اتفاقية الشراكة مع الاحتلال وحرمانه من برامج بحثية. تصعيد قانوني عالمي • في نوفمبر 2024، المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرات اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، في خطوة غير مسبوقة ضد قادة دولة تصف نفسها بـ'الديمقراطية'. • منظمات مؤيدة لفلسطين تلاحق جنود الاحتلال المتورطين في جرائم الحرب. • قيود سفر وعقوبات فرضتها دول غربية على وزراء ومسؤولين في حكومة الاحتلال، أبرزهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. تراجع التمثيل الدبلوماسي • سحب السفراء وإغلاق بعثات دبلوماسية متبادل بين الاحتلال ودول عدة، منها إسبانيا والنرويج، وإغلاق السفارة الإسرائيلية في دبلن مطلع 2025. • فرض عقوبات ومنع دخول على شخصيات وزارية بارزة من قبل بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والنرويج وسلوفينيا وهولندا. الاعتراف بالدولة الفلسطينية • أكثر من 140 دولة (حوالي 75% من دول العالم) اعترفت رسميًا بفلسطين منذ بداية 2024. • دول أوروبية مركزية مثل النرويج وإسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا قادت الموجة، تبعتها دول من الكاريبي وأمريكا اللاتينية، أبرزها كولومبيا التي افتتحت بعثة دبلوماسية كاملة في رام الله. • فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا تلوّح بالاعتراف في سبتمبر 2025 إذا لم يلتزم الاحتلال بوقف إطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني ودعم حل الدولتين. تصاعد الغضب الشعبي • تزايد حاد في المظاهرات المؤيدة لفلسطين في أوروبا وأمريكا وأستراليا، مع اتهامات من الاحتلال بارتفاع 'معاداة السامية'. • الجامعات الأمريكية الكبرى شهدت ضغطًا شعبيًا وطلابيًا واسعًا ضد الاحتلال، ما أثّر على الطلاب الإسرائيليين واليهود، قبل أن يبدأ ترامب بفرض إجراءات لصالحهم. • مخاوف من تهديدات أمنية ضد إسرائيليين في الخارج، سواء من جماعات مقاومة أو من ناشطين مؤيدين لفلسطين.


الغد
منذ 2 ساعات
- الغد
بدائل ضغط...
يديعوت أحرونوت اضافة اعلان بقلم: رون بن يشاي 8/8/2025حسب كل المؤشرات يوجد اتفاق كامل بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو حول الحاجة إلى خطوة عسكرية فورية وقوية في أراضي قطاع غزة، تكسر حاجز الرفض الحماسي. هذا بعد أن توصلوا في القدس وفي واشنطن إلى الاستنتاج بان حماس، التي وافقت مبدئيا على صفقة تحرير مخطوفين وفق منحى ويتكوف قررت الانتقال إلى إستراتيجية الاستنزاف. فقد بدأ مندوبو المنظمة في الدوحة التقدم باقتراحات مع علم واضح أن إسرائيل لن تقبل المطالب التي طرحت فيها. هدف المنظمة هو المماطلة بنية أن يؤدي الجمود في المفاوضات، "تسونامي نزع الشرعية" المناهض لإسرائيل الذي اجتاح الأسرة الدولية وتأثير أشرطة الفظاعة للمخطوفين المجوعين على الرأي العام في إسرائيل إلى إخضاع حكومة إسرائيل واستسلامها لمطالبها.الخطوة المضادة التي نسقها نتنياهو وترامب بينهما تستهدف إحباط هذه الإستراتيجية. فقد اتفق بان تكون عسكرية في أساسها لكنها تتضمن أيضا عنصرا إنسانيا جديا يسحب من حماس سلاح الوعي الذي خلقته بواسطة حملة التجويع الكاذبة. الخطوة العسكرية – الإنسانية المتداخلة يفترض أن تضغط على المنظمة للعودة إلى مفاوضات موضوعية وفاعلة على تحرير كل المخطوفين وعلى إنهاء الحرب بشروط تكون مقبولة على إسرائيل وعلى الولايات المتحدة.لقد بدأت الخطوة تنضج عندما ترك وفدا إسرائيل والولايات المتحدة طاولة المفاوضات في الدوحة. بالتوازي صدرت بيانات في القدس وفي واشنطن بأن من الآن فصاعدا اسم اللعبة هو الكل مقابل الكل: كل المخطوفين مقابل كل المعتقلين الفلسطينيين، وقف الحرب مقابل نزع سلاح حماس وإبعادها عن كل موقف سلطوي في غزة. وكل هذا يستهدف إدخال قيادة حماس في القطاع وفي قطر في حالة ضغط.في حماس أيضا يعرفون بأن مفاوضات على صيغة "الكل مقابل الكل" ستستمر لزمن طويل جدا، إلى ما يتجاوز الفترة الزمنية التي خططت فيها لتمديد مناورة التأخير. في الأشهر التي ستمر ليس فقط المخطوفون سيعانون وسيكونون عرضة لخطر الموت بل وسكان القطاع أيضا، بمن فيهم المخربون وقادتهم الذين في الأنفاق تحت الأرض وأبناء عائلاتهم الذين في الخيام فوق الأرض. الأمطار وبرد الشتاء القادمة في هذه الظروف هي تهديد عسير حتى الجهاديين الذين هم مستعدون للتضحية بأنفسهم وبالسكان غير المشاركين غير مراعاتها وبخاصة في ضوء المعرفة بأنه إلى أن يكون اتفاق لن يبدأ إعمار القطاع.لكن لب الخطوة كان موجة تسريبات لوسائل الإعلام خرجت من مكتب رئيس الوزراء حول نيته، بدعم الكابينت أن يأمر الجيش بـ "احتلال غزة". كان التهديد غامضا عن قصد. فلم يتم الإيضاح للصحفيين السياسيين ما هو بالضبط المعنى العملي العسكري لـ "احتلال غزة". لكن الانطباع الذي خلقه مكتب نتنياهو عن قصد هو أن الجيش يفترض أن يناور في كل الجيوب التي "لم يلمسها" بعد خوفا على حياة المخطوفين، وبالتالي السيطرة على 100 في المائة من أراضي القطاع.رئيس الأركان آيال زمير أوضح لرئيس الوزراء وللكابينت في مناسبات عديدة بانه يعارض مثل هذه الخطوة التي ستنطوي على ثمن رهيب وشبه مؤكد يتمثل بفقدان كل المخطوفين الذين سيتقلون على أيدي آسريهم أو يصابون بنار الجيش الإسرائيلي؛ عشرات المقاتلين سيقتلون والمئات سيصابون بالعبوات التي أعدتها حماس وزرعتها في هذه الجيوب؛ الجيش سيضطر لأن يجند مرة أخرى في هجوم طويل وحدات مقاتلة من صفوف الاحتياط المنهكة والآخذة بالهزال؛ النظاميون الذين مددت خدمتهم سيضطرون لان يتحملون أساس العبء مع أبناء عائلاتهم القلقين، بينما يواصل الائتلاف العمل على قانون التملص؛ الثمن الاقتصادي الذي يقدر بـ 35 مليار شيكل في السنة، كلنا سنشعر به؛ صورة إسرائيل كمن تستخف بالقانون الدولي ستواصل التدهور، وهذه ستكون خطوة أخرى في الطريق لتحولها إلى دولة منبوذة مواطنوها ليس مرغوب فيهم في أي مكان.معضلة العلم الأسودرئيس الأركان زمير، الذي عرض على القيادة السياسية الثمن غير المعقول لاحتلال القطاع كله، اقترح بديلا وضعته شعبة العمليات ويؤيده معظم جنرالات هيئة الأركان. المنطق من خلفه هو أنه يمكن ممارسة ضغط عسكري على حماس يؤدي إلى تحرير المخطوفين وتصفيتها كجهة سلطوية وعسكرية في غزة دون دفع أثمان باهظة جدا. وذلك عن طريق تطويق الجيوب التي ما يزال الجيش لا يسيطر عليها واستنزاف رجال حماس وقادتها يكون باجتياحات مركزة ونار دقيقة لا تمس بالمخطوفين ولا تعطي للمخربين الذين يحرسونهم الوقت لقتلهم (مثلما حصل للمخطوفين الستة في رفح في آب الماضي).سيتم التطويق من فوق ومن تحت الأرض بشكل لا يسمح للمقاتلين بالخروج من هذه الجيوب وليفاجأوا الجيش في المناطق التي يسيطر فيها منذ الآن في أرجاء القطاع. سيضطر المقاتلون لان يتصدوا لقوات غير كبيرة من الجيش الإسرائيلي، مسلحة بأفضل وسائل الاستخبارات والسلاح الدقيق. اما مراكز الصندوق الإنساني لغزة التي ستقام في هوامش الجيوب ويحرسها الجيش الإسرائيلي فستوزع كميات كبيرة من المساعدات لسكانها.النقيصة الوحيدة في خطة "التطويق والاستنزاف" هي الزمن الطويل الذي سيكون مطلوبا لأجل تحقيق النتيجة المرجوة من خلالها. في هذا الزمن قد يموت مخطوفون بالجوع، الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من أن يتفرغ بشكل كامل لعملية إعادة التأهيل والبناء للقوة والسماح للمقاتلين بالاستراحة التي يحتاجونها بعد نحو سنتين من القتال.رئيس الوزراء من جهته، أوضح لرئيس الأركان صراحة بأنه يريد أن ينفذ الجيش احتلالا كاملا وليس البديل الذي طرحه تمير: "التطويق والاستنزاف".علق رئيس الأركان في ضائقة. بداية كان واثقا بانه سينجح في إقناع نتنياهو بقبول موقفه. ولكن عندما فهم بانه فشل في ذلك بدا يسأل نفسه ومقربيه إذا كان عليه أن يتعاون مع خطوة تعارضها القيادة العسكرية بحزم. في جهاز الأمن كان من تحدث عن أمر غير قانوني على نحو ظاهر يرفرف علم اسود فوقه ولهذا فواجب رفضه.لا ادعي معرفة ما هي دوافع واعتبارات رئيس الوزراء، ولكن بضع حقائق تشير إلى الاتجاه. أهمها هي الوعد الذي همسه بإذن بتسلئيل سموتريتش والذي أدى بوزير المالية أن يعلن أن ليس في نيته الانسحاب من الحكومة بانه "ستحدث أمور طيبة".نتنياهو، بقدر ما هو معروف، يعارض استئناف الاستيطان اليهودي في قطاع غزة. لكن التسريبات عن احتلال كامل سمحت له بان يبقي سموتريتش وبن غفير في الائتلاف. إضافة إلى ذلك، خلق على حد نهجه تهديدا وضغطا على حماس التي بتقدير محافل الأمن ليست حساسة لمعاناة السكان ومستعدة لان تضحي بحياة رجالها لكنها حساسة جدا لفقدان الأراضي.في حملة عربات جدعون نجح الجيش في السيطرة على نحو 75 في المائة من أراضي القطاع حيث يتمتع بحرية عمل وحركة شبه كاملة. تبقت فقط ثلاثة جيوب لم يناور في داخلها الجيش. معا تشكل في مساحتها ربع حتى ثلث مساحة القطاع لكن نحو 80 في المائة من سكان القطاع، أساسا مواطنون غير مشاركين اخلوا مناطق القتال الأخرى، يسكنون هناك في شروط شبه غير إنسانية.في غزة، وأساسا في غربي المدينة على شاطئ البحر يتجمع نحو مليون نسمة؛ في مخيمات الوسط (النصيرات، دير البلح، البريج والمغازي) يسكن نحو 400 ألف نسمة، وفي المواصي نحو 600 ألف نسمة. في هذه الجيوب يحتجز معظم المخطوفين الأحياء، وربما كلهم، وبعض من الجثث. التأثير الذي سيكون على مثل هذه المناورة على مصير المخطوفين واضح.فضلا عن ذلك، فانه لو كانت دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي لا يريدون أن يتحملوا ذنب الإبادة الجماعية لأجيال، فانهم ملزمون بان يسمحوا للسكان بل وان يلزموهم بمغادرة هذه الجيوب قبل أن تبدأ القوات بإمطار النار من الجو ومن الأرض كإعداد لدخول القوات المناورة. إخلاء مطبق كهذا ضروري أيضا لأجل منع المس بالمخطوفين. حماس والجهاد يرون فيهم ذخرا إستراتيجيا باهظ الثمن – ورقة المساومة الوحيدة المتبقية في أيديهم – وبالتالي معقول الافتراض بانهم سيستغلون إخلاء السكان من الجيوب كي ينقلوا في الخفاء المخطوفين إلى مكان آمن.قبيل جلسة الكابينت عن توسيع القتال أعدت ثلاثة بدائل لعمل قوي في غزة وفقا لخطوط التوجه التي عرضها رئيس الوزراء. البديل الأول، الأوسع هو احتلال كامل للقطاع من خلال مناورة داخل الجيوب الثلاثة التي ما تزال حماس تسيطر فيها – مدينة غزة، مخيمات الوسط والمواصي. حسب هذا البديل سيكون إخلاء السكان إلى "المجال الجنوبي"، حيث سيحصلون على المساعدات الإنسانية. بعد أن يحتل الجيش الجيوب ويبدأ بالتدمير البطيء والجذري للبنى التحت أرضية سيعمق سيطرته الأمنية في كل أراضي القطاع وسيضطر على ما يبدو لإقامة حكم عسكري إلى أن يتحقق اتفاق لتحرير كل المخطوفين، وقف القتال وتصفية حكم حماس. إلى جانب تشجيع الهجرة الطوعية لأكبر عدد ممكن من الغزيين، إسرائيل كفيلة بان تضم مناطق في القطاع. "المرشحة" الأساسية هي المجال الشمالي، ومجال الحزام العازل على طول الحدود.البديل الثاني الاضيق، هو احتلال مدينة غزة ومخيمات الوسط، بدون المواصي التي عرفها الجيش في بداية الحرب كـ "منطقة آمنة". اما في كل باقي التفاصيل فالبديلان متشابهان. البديل الثالث هو احتلال غزة المدينة وحدها، وتطويق مخيمات الوسط والمواصي دون المناورة في داخلها. لهذا المنحى عدة فضائل: فهو سيقلص الخطر على حياة المخطوفين (التقدير هو أن آسريهم سيهربونهم إلى معسكرات الوسط والمواصي تحت غطاء إخلاء السكان)؛ لغرض تنفيذه سيكون مطلوبا نصف حجم القوات في البديل الأول، 10 – 11 لواء بدلا من 5 فرق كاملة؛ وأساسا: احتلال مدينة غزة سيسحب من حماس السيطرة على عاصمة القطاع. إذا فقدت السيطرة على مليون من سكان غزة ستفقد عمليا مظهر الحكم في القطاع كله. كما أن لحملة محدودة تركز على مدينة غزة سيكون أيضا أثر مهدئ على الرأي العام العالمي، على خلفية التوقعات لحرب ياجوج وماجوج كثيرة القتلى بين المدنيين الفلسطينيين وأزمة إنسانية حادة.رئيس الأركان زمير لا يؤيد أيا من هذه البدائل وبقي على رأيه بأن الطريق الصحيح هو تنفيذ خطة التطويق والاستنزاف دون احتلال أي من الجيوب. ومع ذلك فان الجيش بقيادته سينفذ قرار الكابينت في ظل اتخاذ خطوات تقلل الخطر المحدق بالمخطوفين إذا لم تطويه تماما.


الغد
منذ 2 ساعات
- الغد
نتنياهو يفقد الكوابح.. واحتلال غزة بعيد المنال
اضافة اعلان توجد فجوة كبيرة بين الطريقة التي يعرض فيها قرار الكابينت الصادر في صباح يوم الجمعة الماضي بشأن توسيع الحرب في قطاع غزة وبين ما يظهر كتداعيات عملية له. رسميا، الكابينت صادق على موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعلى احتلال مدينة غزة، في الطريق إلى الاحتلال الكامل للقطاع. عمليا، صياغات واشتراطات القرار يمكن أن تؤجل تطبيقه لشهرين، هذا إذا تم تطبيقه.تحفظات رئيس الأركان إيال زمير من هذه العملية واضحة أصلا، لكن خلافا للانطباع الذي حاول محيط نتنياهو خلقه فان زمير لم يهزم في الجلسة. ربما العكس هو الصحيح. فعقبات كثيرة تقف الآن في الطريق إلى درجة انه في هذه الأثناء يصعب رؤية كيف يفرض نتنياهو بسرعة إرادته. إضافة إلى انه في حالته لا يمكن الثقة بأنه لا يوجد هنا تلاعب على كل الأطراف – الجيش، وزراء اليمين المتطرف، حماس، والجمهور الإسرائيلي بشكل خاص.إذا كان نتنياهو وبحق يريد احتلال غزة فسيكون عليه مواجهة صعوبات أساسية في محاولة تحقيق هذا الهدف. الصعوبة الأولى هي أن الولايات المتحدة تطلب منه القيام بخطوات إنسانية منها اغراق المنطقة بالمساعدات، إقامة مراكز توزيع كثيرة وإخلاء حذر وبالتدريج للسكان الفلسطينيين من مدينة غزة ومحيطها، تقريبا مليون شخص. هذه خطوات تأمينها سيحتاح إلى وقت طويل، وجزء من تطبيقها يرتبط بمنظمات أجنبية لا تخضع لأجندة إسرائيل. من البداية حدد الكابينت ما وصف بموعد هدف رسمي، استكمال الإخلاء حتى 7 تشرين الأول (أكتوبر). إذا كانت هزيمة منظمة حماس حاسمة وملحة جدا بهدف منع مذبحة أخرى، كما تدعي الحكومة، فمن غير الواضح لماذا يتم الحاق اعتبارات رمزية بالقرار، خاصة عندما يكون الحديث يدور عن انتظار لشهرين. يصعب التحرر من التفكير بان التاجيل الطويل يخدم نتنياهو، الذي لا يشعر بأي الحاحية لإنقاذ المخطوفين أو حسم المعركة. التوقيت سيكون جيد لنتنياهو حتى من الناحية السياسية. ففي تشرين الأول (أكتوبر) ستعود الكنيست من العطلة الصيفية، والقتال المتزايد سيكون ذريعة جيدة ضد محاولة حلها.الصعوبة الثانية تتعلق بتجنيد الاحتياط. لقد تم اقتباس تقديرات مختلفة من الجيش الإسرائيلي حول حجم التجنيد المطلوب للعملية، 120 – 250 ألف رجل احتياط. يبدو أن التقدير الأدنى هو الأقرب الى الواقع، لكن هذه هي نفس هيئة الأركان التي حاولت تثبيت في هذه السنة منحنى الرسم البياني للنشاطات العملياتية، ووعدت رجال الاحتياط بانها تنوي خفض متوسط الخدمة للجنود في 2025 إلى 74 يوما. الآن نسبة الامتثال في وحدات الاحتياط توجد في حالة هبوط حر، والقادة يغطون على ذلك بتجنيد محموم لرجال الاحتياط الذين لا توجد لهم وحدات، والذين عند الحاجة يحولون الخدمة إلى مصدر للرزق ويتنقلون بين القيادات والكتائب. ما الذي ستفكر فيه عائلات رجال الاحتياط حول تجنيد جماعي آخر، بين نهاية العطلة الكبيرة والأعياد؟ كم عدد الذين سينجحون في الحفاظ على أماكن عملهم؟ نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لا ينشغلان بهذه الأمور التافهة. عمليا، ربما هذه وصفة لتأجيل بداية العملية لشهرين على الأقل.صيغة البيان مقابل التوقعات التي نثرها نتنياهو ومؤيدوه محدودة جدا. لم يتم ذكر فيها كل الطموحات المكشوفة التي يكثر الحديث عنها وزراء اليمين المسيحاني، "ليس احتلال، بل سيطرة"، "ليس تشجيع على الهجرة الطوعية"، و"ليس فظائع المدينة الإنسانية". من غير الواضح إذا كان هذا حذر أو إملاء أميركي. الكابينت أيضا لا يعلن إذا كان توجهه هو نحو صفقة تبادل جزئية أو صفقة شاملة. حتى قبل أسبوع قال نتنياهو بان الهدف هو صفقة جزئية، بعد ذلك قام فجأة بتغيير موقفه وطالب بصفقة شاملة، بدون أن يشرح مصدر هذا التغيير. الآن الوزراء ينثرون شعارات فارغة حول عملية ستؤدي إلى تحرير جميع المخطوفين. هم يتجاهلون انه مرت سنة تقريبا منذ المرة الأخيرة التي نجح فيها الجيش بإنقاذ مخطوف على قيد الحياة.حتى اليمين المسيحاني لا يصدق وعود نتنياهو. في وسائل الإعلام نشر انه في جلسة الكابينت الليلية صرخ ممثلو رئيس الأركان واصطدموا مع رئيس الشباك دادي برنياع ومع رئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي، الذي بصورة استثنائية اختلف مع موقف نتنياهو. في "أخبار 12" نشرت اقتباسات لا يمكن تصديقها. وزيرة الاستيطان اوريت ستروك، التي ظهرت وكأنها تصمم على تجسيد صورة الشريرة في فيلم هوليوودي، وبخت منسق هيئة الأسرى والمفقودين غال هيرش عندما تجرأ على التصميم على أن يبقى تحرير المخطوفين أحد أهداف الحرب. "هذه ليست المهمة"، قالت لهيرش. "المهمة هي تصفية حماس". في حين أن وزير الأمن الوطني ايتمار بن غفير قدم المواعظ لزمير كي يتعلم من الشرطة الانضباط. المقابلة التي تم بثها في نفس القناة مع عامي ايشد، قائد لواء تل أبيب المُقال، أوضحت بعد ذلك إلى أين بالضبط دهور بن غفير الشرطة.توجه كارثيأول من أمس بعد الظهر زار رئيس الأركان قيادة المنطقة الجنوبية. في البيان الذي نشره المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي شمل أيضا تعهد زمير بالحفاظ على حياة المخطوفين والسماح للقوات بالانتعاش من اجل تعزيز القدرة على التحمل والعمل، وفقا لقيم وروح الجيش الإسرائيلي. المعنى الضمني واضح. الجيش الإسرائيلي سيتقدم بوتيرته الخاصة، ورئيس الأركان لا تخيفه تصرفات السياسيين. ورغم التوقعات الكثيرة في الأسبوع الماضي إلا أن زمير يم يتسرع في تقديم استقالته، بل سيحاول توجيه الجيش حسب أسلوبه الخاص وتقليص الأضرار التي تسببها الحكومة والكابينت. في الفترة الأخيرة انهالت عليه طلبات من ضباط متقاعدين ومدنيين، يتوسلون فيها إليه من اجل البقاء في منصبه.حتى الآن الوضع الذي خلقته إسرائيل في القطاع خطير جدا. يبدو ان المفاوضات حول الصفقة ما زالت عالقة، والخطر على حياة الجنود والمخطوفين سيزداد إذا جرت محاولة احتلال مدينة غزة. الجيش الإسرائيلي في الواقع نجح في إخلاء بسرعة وبشكل عنيف مئات آلاف الفلسطينيين من غزة، خان يونس ورفح. ولكن بعد مرور سنتين تقريبا على الحرب فان القطاع تم تدميره والسكان متعبين، والكثير منهم لا يوجد ما يخسرونه، وتصعب معرفة هل جميعهم سيهربون. الضرر الدولي الذي يلحق بإسرائيل آخذ في التراكم. أول من أمس أعلنت ألمانيا عن حظر جزئي لتصدير السلاح لإسرائيل وأثارت هنا صدمة معينة.إلى جانب الأضرار الاستراتيجية ربما يفضل الانتباه إلى التحذير الذي اسمعه البروفيسور الياف لابلاخ، الخبير في القانون الدولي في جامعة تل أبيب. حسب قوله الجنود، الذين سينفذون أمر احتلال مدينة غزة وطرد سكانها إلى منطقة صغيرة فيها لا يمكن الحفاظ على ظروف عيش بالحد الأدنى بدون أن تكون لديهم إمكانية العودة إلى بيوتهم، سيجدون انفسهم متهمين بالتورط في جرائم ضد الإنسانية.رغم العناوين الدراماتيكية، يبدو أنه بعد جلسة الكابينت اكثر مما تسرع فيه إسرائيل نحو كارثة جديدة، هي تتمترس في الشرك القائم. لذلك هي يمكن أن تدخل الحرب والمفاوضات إلى حالة الجمود لبضعة اشهر بدون التقدم نحو الصفقة أو اتفاق لوقف إطلاق النار. ولكن حتى لو وجد نتنياهو صعوبة في تحقيق هذه المرة رغبته فانه يجدر الانتباه إلى ما تم كشفه في هذه الجلسة وفي خطواته الأخيرة. نتنياهو فقد الكوابح تماما، وهو يعمل بدون كوابح لتحقيق أهدافه – البقاء في الحكم بواسطة إشعال حرب خالدة، الانتقاد المنضبط في معظمه من قبل المعارضة لا يؤثر عليه، وفي غضون ذلك تساؤلات الجمهور. حتى لو نجح زمير في إبطاء وتيرة التنفيذ فان التوجه الكارثي الذي تمليه الحكومة بقي على حاله.