logo
بدائل ضغط...

بدائل ضغط...

الغدمنذ 6 ساعات
يديعوت أحرونوت
اضافة اعلان
بقلم: رون بن يشاي 8/8/2025حسب كل المؤشرات يوجد اتفاق كامل بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو حول الحاجة إلى خطوة عسكرية فورية وقوية في أراضي قطاع غزة، تكسر حاجز الرفض الحماسي. هذا بعد أن توصلوا في القدس وفي واشنطن إلى الاستنتاج بان حماس، التي وافقت مبدئيا على صفقة تحرير مخطوفين وفق منحى ويتكوف قررت الانتقال إلى إستراتيجية الاستنزاف. فقد بدأ مندوبو المنظمة في الدوحة التقدم باقتراحات مع علم واضح أن إسرائيل لن تقبل المطالب التي طرحت فيها. هدف المنظمة هو المماطلة بنية أن يؤدي الجمود في المفاوضات، "تسونامي نزع الشرعية" المناهض لإسرائيل الذي اجتاح الأسرة الدولية وتأثير أشرطة الفظاعة للمخطوفين المجوعين على الرأي العام في إسرائيل إلى إخضاع حكومة إسرائيل واستسلامها لمطالبها.الخطوة المضادة التي نسقها نتنياهو وترامب بينهما تستهدف إحباط هذه الإستراتيجية. فقد اتفق بان تكون عسكرية في أساسها لكنها تتضمن أيضا عنصرا إنسانيا جديا يسحب من حماس سلاح الوعي الذي خلقته بواسطة حملة التجويع الكاذبة. الخطوة العسكرية – الإنسانية المتداخلة يفترض أن تضغط على المنظمة للعودة إلى مفاوضات موضوعية وفاعلة على تحرير كل المخطوفين وعلى إنهاء الحرب بشروط تكون مقبولة على إسرائيل وعلى الولايات المتحدة.لقد بدأت الخطوة تنضج عندما ترك وفدا إسرائيل والولايات المتحدة طاولة المفاوضات في الدوحة. بالتوازي صدرت بيانات في القدس وفي واشنطن بأن من الآن فصاعدا اسم اللعبة هو الكل مقابل الكل: كل المخطوفين مقابل كل المعتقلين الفلسطينيين، وقف الحرب مقابل نزع سلاح حماس وإبعادها عن كل موقف سلطوي في غزة. وكل هذا يستهدف إدخال قيادة حماس في القطاع وفي قطر في حالة ضغط.في حماس أيضا يعرفون بأن مفاوضات على صيغة "الكل مقابل الكل" ستستمر لزمن طويل جدا، إلى ما يتجاوز الفترة الزمنية التي خططت فيها لتمديد مناورة التأخير. في الأشهر التي ستمر ليس فقط المخطوفون سيعانون وسيكونون عرضة لخطر الموت بل وسكان القطاع أيضا، بمن فيهم المخربون وقادتهم الذين في الأنفاق تحت الأرض وأبناء عائلاتهم الذين في الخيام فوق الأرض. الأمطار وبرد الشتاء القادمة في هذه الظروف هي تهديد عسير حتى الجهاديين الذين هم مستعدون للتضحية بأنفسهم وبالسكان غير المشاركين غير مراعاتها وبخاصة في ضوء المعرفة بأنه إلى أن يكون اتفاق لن يبدأ إعمار القطاع.لكن لب الخطوة كان موجة تسريبات لوسائل الإعلام خرجت من مكتب رئيس الوزراء حول نيته، بدعم الكابينت أن يأمر الجيش بـ "احتلال غزة". كان التهديد غامضا عن قصد. فلم يتم الإيضاح للصحفيين السياسيين ما هو بالضبط المعنى العملي العسكري لـ "احتلال غزة". لكن الانطباع الذي خلقه مكتب نتنياهو عن قصد هو أن الجيش يفترض أن يناور في كل الجيوب التي "لم يلمسها" بعد خوفا على حياة المخطوفين، وبالتالي السيطرة على 100 في المائة من أراضي القطاع.رئيس الأركان آيال زمير أوضح لرئيس الوزراء وللكابينت في مناسبات عديدة بانه يعارض مثل هذه الخطوة التي ستنطوي على ثمن رهيب وشبه مؤكد يتمثل بفقدان كل المخطوفين الذين سيتقلون على أيدي آسريهم أو يصابون بنار الجيش الإسرائيلي؛ عشرات المقاتلين سيقتلون والمئات سيصابون بالعبوات التي أعدتها حماس وزرعتها في هذه الجيوب؛ الجيش سيضطر لأن يجند مرة أخرى في هجوم طويل وحدات مقاتلة من صفوف الاحتياط المنهكة والآخذة بالهزال؛ النظاميون الذين مددت خدمتهم سيضطرون لان يتحملون أساس العبء مع أبناء عائلاتهم القلقين، بينما يواصل الائتلاف العمل على قانون التملص؛ الثمن الاقتصادي الذي يقدر بـ 35 مليار شيكل في السنة، كلنا سنشعر به؛ صورة إسرائيل كمن تستخف بالقانون الدولي ستواصل التدهور، وهذه ستكون خطوة أخرى في الطريق لتحولها إلى دولة منبوذة مواطنوها ليس مرغوب فيهم في أي مكان.معضلة العلم الأسودرئيس الأركان زمير، الذي عرض على القيادة السياسية الثمن غير المعقول لاحتلال القطاع كله، اقترح بديلا وضعته شعبة العمليات ويؤيده معظم جنرالات هيئة الأركان. المنطق من خلفه هو أنه يمكن ممارسة ضغط عسكري على حماس يؤدي إلى تحرير المخطوفين وتصفيتها كجهة سلطوية وعسكرية في غزة دون دفع أثمان باهظة جدا. وذلك عن طريق تطويق الجيوب التي ما يزال الجيش لا يسيطر عليها واستنزاف رجال حماس وقادتها يكون باجتياحات مركزة ونار دقيقة لا تمس بالمخطوفين ولا تعطي للمخربين الذين يحرسونهم الوقت لقتلهم (مثلما حصل للمخطوفين الستة في رفح في آب الماضي).سيتم التطويق من فوق ومن تحت الأرض بشكل لا يسمح للمقاتلين بالخروج من هذه الجيوب وليفاجأوا الجيش في المناطق التي يسيطر فيها منذ الآن في أرجاء القطاع. سيضطر المقاتلون لان يتصدوا لقوات غير كبيرة من الجيش الإسرائيلي، مسلحة بأفضل وسائل الاستخبارات والسلاح الدقيق. اما مراكز الصندوق الإنساني لغزة التي ستقام في هوامش الجيوب ويحرسها الجيش الإسرائيلي فستوزع كميات كبيرة من المساعدات لسكانها.النقيصة الوحيدة في خطة "التطويق والاستنزاف" هي الزمن الطويل الذي سيكون مطلوبا لأجل تحقيق النتيجة المرجوة من خلالها. في هذا الزمن قد يموت مخطوفون بالجوع، الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من أن يتفرغ بشكل كامل لعملية إعادة التأهيل والبناء للقوة والسماح للمقاتلين بالاستراحة التي يحتاجونها بعد نحو سنتين من القتال.رئيس الوزراء من جهته، أوضح لرئيس الأركان صراحة بأنه يريد أن ينفذ الجيش احتلالا كاملا وليس البديل الذي طرحه تمير: "التطويق والاستنزاف".علق رئيس الأركان في ضائقة. بداية كان واثقا بانه سينجح في إقناع نتنياهو بقبول موقفه. ولكن عندما فهم بانه فشل في ذلك بدا يسأل نفسه ومقربيه إذا كان عليه أن يتعاون مع خطوة تعارضها القيادة العسكرية بحزم. في جهاز الأمن كان من تحدث عن أمر غير قانوني على نحو ظاهر يرفرف علم اسود فوقه ولهذا فواجب رفضه.لا ادعي معرفة ما هي دوافع واعتبارات رئيس الوزراء، ولكن بضع حقائق تشير إلى الاتجاه. أهمها هي الوعد الذي همسه بإذن بتسلئيل سموتريتش والذي أدى بوزير المالية أن يعلن أن ليس في نيته الانسحاب من الحكومة بانه "ستحدث أمور طيبة".نتنياهو، بقدر ما هو معروف، يعارض استئناف الاستيطان اليهودي في قطاع غزة. لكن التسريبات عن احتلال كامل سمحت له بان يبقي سموتريتش وبن غفير في الائتلاف. إضافة إلى ذلك، خلق على حد نهجه تهديدا وضغطا على حماس التي بتقدير محافل الأمن ليست حساسة لمعاناة السكان ومستعدة لان تضحي بحياة رجالها لكنها حساسة جدا لفقدان الأراضي.في حملة عربات جدعون نجح الجيش في السيطرة على نحو 75 في المائة من أراضي القطاع حيث يتمتع بحرية عمل وحركة شبه كاملة. تبقت فقط ثلاثة جيوب لم يناور في داخلها الجيش. معا تشكل في مساحتها ربع حتى ثلث مساحة القطاع لكن نحو 80 في المائة من سكان القطاع، أساسا مواطنون غير مشاركين اخلوا مناطق القتال الأخرى، يسكنون هناك في شروط شبه غير إنسانية.في غزة، وأساسا في غربي المدينة على شاطئ البحر يتجمع نحو مليون نسمة؛ في مخيمات الوسط (النصيرات، دير البلح، البريج والمغازي) يسكن نحو 400 ألف نسمة، وفي المواصي نحو 600 ألف نسمة. في هذه الجيوب يحتجز معظم المخطوفين الأحياء، وربما كلهم، وبعض من الجثث. التأثير الذي سيكون على مثل هذه المناورة على مصير المخطوفين واضح.فضلا عن ذلك، فانه لو كانت دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي لا يريدون أن يتحملوا ذنب الإبادة الجماعية لأجيال، فانهم ملزمون بان يسمحوا للسكان بل وان يلزموهم بمغادرة هذه الجيوب قبل أن تبدأ القوات بإمطار النار من الجو ومن الأرض كإعداد لدخول القوات المناورة. إخلاء مطبق كهذا ضروري أيضا لأجل منع المس بالمخطوفين. حماس والجهاد يرون فيهم ذخرا إستراتيجيا باهظ الثمن – ورقة المساومة الوحيدة المتبقية في أيديهم – وبالتالي معقول الافتراض بانهم سيستغلون إخلاء السكان من الجيوب كي ينقلوا في الخفاء المخطوفين إلى مكان آمن.قبيل جلسة الكابينت عن توسيع القتال أعدت ثلاثة بدائل لعمل قوي في غزة وفقا لخطوط التوجه التي عرضها رئيس الوزراء. البديل الأول، الأوسع هو احتلال كامل للقطاع من خلال مناورة داخل الجيوب الثلاثة التي ما تزال حماس تسيطر فيها – مدينة غزة، مخيمات الوسط والمواصي. حسب هذا البديل سيكون إخلاء السكان إلى "المجال الجنوبي"، حيث سيحصلون على المساعدات الإنسانية. بعد أن يحتل الجيش الجيوب ويبدأ بالتدمير البطيء والجذري للبنى التحت أرضية سيعمق سيطرته الأمنية في كل أراضي القطاع وسيضطر على ما يبدو لإقامة حكم عسكري إلى أن يتحقق اتفاق لتحرير كل المخطوفين، وقف القتال وتصفية حكم حماس. إلى جانب تشجيع الهجرة الطوعية لأكبر عدد ممكن من الغزيين، إسرائيل كفيلة بان تضم مناطق في القطاع. "المرشحة" الأساسية هي المجال الشمالي، ومجال الحزام العازل على طول الحدود.البديل الثاني الاضيق، هو احتلال مدينة غزة ومخيمات الوسط، بدون المواصي التي عرفها الجيش في بداية الحرب كـ "منطقة آمنة". اما في كل باقي التفاصيل فالبديلان متشابهان. البديل الثالث هو احتلال غزة المدينة وحدها، وتطويق مخيمات الوسط والمواصي دون المناورة في داخلها. لهذا المنحى عدة فضائل: فهو سيقلص الخطر على حياة المخطوفين (التقدير هو أن آسريهم سيهربونهم إلى معسكرات الوسط والمواصي تحت غطاء إخلاء السكان)؛ لغرض تنفيذه سيكون مطلوبا نصف حجم القوات في البديل الأول، 10 – 11 لواء بدلا من 5 فرق كاملة؛ وأساسا: احتلال مدينة غزة سيسحب من حماس السيطرة على عاصمة القطاع. إذا فقدت السيطرة على مليون من سكان غزة ستفقد عمليا مظهر الحكم في القطاع كله. كما أن لحملة محدودة تركز على مدينة غزة سيكون أيضا أثر مهدئ على الرأي العام العالمي، على خلفية التوقعات لحرب ياجوج وماجوج كثيرة القتلى بين المدنيين الفلسطينيين وأزمة إنسانية حادة.رئيس الأركان زمير لا يؤيد أيا من هذه البدائل وبقي على رأيه بأن الطريق الصحيح هو تنفيذ خطة التطويق والاستنزاف دون احتلال أي من الجيوب. ومع ذلك فان الجيش بقيادته سينفذ قرار الكابينت في ظل اتخاذ خطوات تقلل الخطر المحدق بالمخطوفين إذا لم تطويه تماما.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يتطلع لقمة "بناءة" مع بوتين وتخوف أوكراني-أوروبي من تسوية على حساب كييف
ترامب يتطلع لقمة "بناءة" مع بوتين وتخوف أوكراني-أوروبي من تسوية على حساب كييف

سرايا الإخبارية

timeمنذ 38 دقائق

  • سرايا الإخبارية

ترامب يتطلع لقمة "بناءة" مع بوتين وتخوف أوكراني-أوروبي من تسوية على حساب كييف

سرايا - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين، إنه يتطلّع إلى محادثات "بناءة" خلال قمة مرتقبة الجمعة، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يخشى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيون أن تفضي إلى تسوية على حساب كييف. وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه يتوقّع عقد اجتماع "بنّاء" مع نظيره الروسي في ألاسكا الجمعة، لافتا إلى أنه يكنّ "احتراما كبيرا" لقرار بوتين الحضور إلى الولايات المتحدة لعقد القمة. وفي إشارة من شأنها أن تثير قلق الرئيس الأوكراني، قال ترامب إنه "منزعج بعض الشيء" من قول زيلينسكي إنه يحتاج إلى موافقة دستورية لأي تنازل عن أراض. وأوضح في إشارة إلى زيلينسكي "لقد نال موافقة على خوض حرب وقتل الجميع، لكنه يحتاج إلى موافقة لإجراء تبادل لأراض؟ لأنه سيكون هناك تبادل لأراض". ويسعى الأوروبيون الذين تعهّد ترامب إطلاعهم على نتائج محادثاته مع بوتين فور انتهائها، إلى الضغط على الرئيس الأميركي. ودعي ترامب ونائبه جاي دي فانس إلى محادثات عبر الفيديو الأربعاء، مع رؤساء دول وحكومات ألمانيا وفنلندا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا وأوكرانيا، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي. وقال المتحدث باسم المستشارية الألمانية شتيفان كورنيليوس في بيان إن هذه "المباحثات" ستتناول "التحضير لمفاوضات سلام محتملة" والقضايا "المتصلة بأراض تتم المطالبة بها وبالضمانات الأمنية"، فضلا عن "خطوات إضافية" يمكن اتخاذها "لممارسة ضغط على روسيا". وعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا الإثنين سعيا لتجنّب اتفاق بين واشنطن وموسكو يخالف مصالح كييف. زلتا لسان ويفترض أن يفضي اللقاء بين ترامب وبوتين اللذين جرى آخر لقاء ثنائي بينهما في 2019، إلى قمة ثلاثية أميركية-روسية-أوكرانية. وجرت آخر قمة بين رئيس أميركي ورئيس روسي في جنيف في حزيران 2021. وكان اللقاء بين الديمقراطي جو بايدن وبوتين فاترا. وقال ترامب "في نهاية المطاف، سأضع الاثنين (زيلينسكي وبوتين) في غرفة واحدة، سأكون حاضرا أو لن أكون، وأعتقد أنّ الأمر سيتمّ حلّه". وألمح ترامب إلى أنه قد يتخلى عن جهود حل النزاع في حال لم يفض اللقاء إلى نتائج إيجابية، وقال "ربما أقول: حظا سعيدا، واصلوا القتال. أو قد أقول: يمكننا التوصّل إلى اتفاق". وتضمنت تصريحات ترامب زلّتي لسان بقوله إنه سيزور "روسيا" الجمعة، وليس ألاسكا، الولاية الأميركية الشاسعة الواقعة شمال غرب البلاد والتي باعتها روسيا للولايات المتّحدة في القرن التاسع عشر. وحذّر زيلينسكي الإثنين من أن تقديم "تنازلات" لروسيا لن يدفعها لإنهاء الحرب. وقال في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن "روسيا ترفض وقف عمليات القتل وبالتالي يتعيّن عليها ألا تحصل على أيّ مكافآت أو ميّزات. هذا ليس مجرّد موقف أخلاقي، بل هو موقف منطقي. القاتل لا يقتنع بالتنازلات". تقدّم روسي وخلال الأيام الثلاثة الماضية، تواصل زيلينسكي هاتفيا مع 13 من قادة الدول الأوروبية ونظيريه في كازاخستان وأذربيجان. من جهته، تواصل بوتين مع تسعة رؤساء دول أو حكومات خلال الأيام الثلاثة الماضية، أبرزهم نظيراه الصيني شي جينبينغ والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية التوصل الى حل سريع للنزاع في أوكرانيا. وعقب عودته الى البيت الأبيض في كانون الثاني، بدأ بالتقارب مع بوتين وتواصل معه هاتفيا أكثر من مرة، لكنه أعرب في الآونة الأخيرة عن استيائه منه مع تكثيف موسكو ضرباتها على أوكرانيا، وعدم موافقتها على مقترحات أميركية بشأن هدنة غير مشروطة. وتزامن إعلان قمة ألاسكا الجمعة مع انقضاء مهلة حددها ترامب للكرملين لوضع حد للنزاع، وهو الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. في الأثناء تتواصل الضربات. وقُتل الأحد ستة أشخاص في ضربات روسية على أوكرانيا. وأصابت قنبلة روسية محطة الحافلات المركزية المكتظة في زابوريجيا، ما أدى الى إصابة 20 شخصا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الإثنين سيطرتها على بلدة فيدوريفكا في منطقة دونيتسك في الشرق الأوكراني. وتقع فيدوريفكا إلى شمال شرق بوكروفسك وميرنوغراد، وهما مدينتان مهدّدتان بالحصار مع التقدّم المستمر للجيش الروسي في هذا القطاع منذ أكثر من شهر. ويسيطر الجيش الروسي حاليا على زهاء 20% من مساحة أوكرانيا. وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميا عن أربع مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014. وبالإضافة إلى ذلك، تشترط موسكو أن تتوقّف أوكرانيا عن تلقّي أسلحة غربية وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب من جهتها بسحب القوّات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها.

ماذا يريد نتنياهو حقا؟
ماذا يريد نتنياهو حقا؟

الغد

timeمنذ 38 دقائق

  • الغد

ماذا يريد نتنياهو حقا؟

يديعوت أحرونوت اضافة اعلان بقلم: ناحوم برنياعفي أيار 1999 أجريت انتخابات للكنيست ولرئاسة الوزراء. في حملة الانتخابات تعهد المرشحان، بنيامين نتنياهو واهود باراك بإخراج قوات الجيش الإسرائيلي من لبنان. مثل هذا النوع من الإجماع نادر جدا في حملات الانتخابات في إسرائيل: كل مرشح لرئاسة الوزراء يعد بالسلام والأمن، النمو والازدهار، لكن على تعهد مسبق بانسحاب يوجد بشكل عام محظور شبه ديني، في اليمين وحتى في الوسط – اليسار. في إسرائيل الإمعات وحدهم ينسحبون. 17 سنة تمسكت إسرائيل بلبنان ثلاثة منهم تحت حكم نتنياهو.ما حسم الأمر لدى نتنياهو كان الضغط الجماهيري: الإسرائيليون تعبوا من لبنان. إذا لم يتعهد بالخروج فإنهم لن يصوتوا له. فهل من الصواب ان نستنتج من نتنياهو في حينه عن نتنياهو اليوم؟ ليس مؤكدا. غزة مختلفة، الإسرائيليون مختلفون، سياسة اليمين مختلفة. وأساسا، نتنياهو مختلف. هو أقل انصاتا للأصوات من الخارج وأكثر بكثير للأصوات من الداخل – من الزوجة، من الابن، من إحساسه الداخلي. هو الضحية الأولى لعبادة الشخصية التي تطورت حوله. الكثير جدا من القوة توجد الآن تحت تصرفه. حكمة أقل بكثير. أمس، ارتفع مرة أخرى مستوى التفاؤل في طاقم المفاوضات: اردوغان انضم إلى الضغوط على حماس. إذا كانت صفقة والإسرائيليون العشرون المتبقون على قيد الحياة عادوا إلى الديار فستنشأ مسابقة كبرى لادعاء الإنجاز. القطريون سيطالبون بنصيبهم؛ المصريون سيصرون على ما لهم؛ أردوغان سيلوح بحقه؛ ترامب سيعزو الإنجاز لنفسه ولنفسه فقط؛ نتنياهو سيقول فقط تهديدي بالسيطرة على غزة لين مواقف حماس؛ الجيش وضع ارجلا، العائلات أضرت، لكن أنا، فقط أنا فرضت عليهم التوقيع على الاتفاق.لا يهم، بل فليوزعوا الحظوة على الإنجاز على الجميع. فالصفقة ليس فقط ستنقذ الحياة وتسمح لعائلات الضحايا بإغلاق دائرة، بل ستسمح لإسرائيل بالبدء في مسيرة إعادة التأهيل اللازمة والوداع لحرب لم تعرف كيف تنتهي. صحيح، نهاية الحرب لا تستجيب للتوقعات التي زرعتها الحكومة في قلب الجمهور. لكن فكروا بالبديل لإنهاء الحرب: هل هذا ما تريدونه؟نتنياهو، في ظهوره أمام الصحفيين امس، اتهم منتقدي خطة الاحتلال بانهم يضعفون الشعب. سمعت وصعب علي التصديق: مثل كثيرين آخرين، أنا امقت حماس وغيرها من المنظمات، اكثر من نتنياهو. صدمت حين مول حماس. حين بعث بقائد المنطقة الجنوبية إلى قطر باستجداء حكامها لان يبعثوا المال إلى غزة. الخروج إلى الحرب بعد مذبحة 7 أكتوبر كان مبررا. فقد كانت هذه حرب اللامفر. لكننا استنفدنا: حسم حماس بات خلفنا. حملة "عربات جدعون" اثبتت باننا وصلنا إلى نقطة الفائدة فيها اقل من الثمن، أقل على نحو ظاهر.من يدعي بان حسم حماس سيتحقق فقط بالنفق الأخير، بالكلانش الأخير، لم يتعلم كثيرا عن قيود الحرب ضد قوات عصابات. الا إذا كانت له مصلحة أخرى، أجندة أخرى.حتى الخريطة التي عاد نتنياهو وعرضها بعيدة عن الدقة: كان يمكن التوقع من رئيس الوزراء أن يعرض على الجمهور خريطة اكثر توثيقا من رسم صبياني. مليون نسمة يوجدون في هذه اللحظة في كتلة غزة وفي داخلهم بعض من المخطوفين. 600 الف في المواصي؛ 400 ألف في مخيمات الوسط. مساحة الكتل اكبر مما يعرض في الخريطة. غزة محفورة كلها. أحد لا يعرف ماذا سيحصل في عملية الطرد والاحتلال. كم مخطوفا سيقتل؛ كم جنديا سيسقط؛ ماذا سيحصل للسكان، من بينهم مئات آلاف الأطفال، النساء، الشيوخ؛ كيف ستستقبل المشاهد في العالم.شيء واحد نحن نعرفه: انه في كل ما يتعلق بمكانة إسرائيل في العالم نحن في السحب الزائد. الدول الثلاثة المقررة في أوروبا، بريطانيا، فرنسا وألمانيا لم تعد مستعدة لان تترك لترامب تحديد سياسة الغرب تجاه إسرائيل. نعم، توجد هناك لاسامية أيضا، عميقا في الوعي، ذاكرة المحرقة منعتها من التفجر. لكن الصور من غزة أخرجت الجني من القمقم. الحكومات كفيلة بان تغير نهجها لكن الجني الذي خرج لن يسارع إلى العودة. إسرائيل من شأنها أن يلقى بها من النادي الوحيد الذي يمكنها أن تعيش فيه.ماذا يريد نتنياهو، هل يريد صفقة مخطوفين أم احتلال؟ جلسة الكابينت يوم الخميس انتهت بقرار ليس بقرار. لا نحتل غزة، "نسيطر" عليها. أنا لا أفهم المعنى العسكري لـ "السيطرة". لست واثقا أن أحدا ما في الجيش يفهمه. في الماضي، عندما لم يريدوا بسبب الثمن بالخسائر احتلال أرض ما، مثل بلدة بن جبيل في حرب 2006، استولوا على ارض عالية وتمترسوا فيها. هذا ليس المقصود في قرار الكابينت. القرار يضمن لسموتريتش احتلال ولترامب تواجد مؤقت. الاصطلاح ذو معنيين، ذو وجهين: مثل المناطق المحتجزة؛ مثل الإدارة المدنية؛ مثل الإصلاح القضائي. تترافق معه سلسلة من المطالب، كلها جيدة لكن بعضها متعذر على نحو مقصود. ويوجد أيضا وجه إيجابي: اختفى مطلب النصر المطلق؛ اختفى مطلب التهجير؛ اختفى الترحيل؛ خطاب أمس هو ممحاة اليوم.

كل العوائق في الطريق إلى غزة
كل العوائق في الطريق إلى غزة

الغد

timeمنذ 38 دقائق

  • الغد

كل العوائق في الطريق إلى غزة

يديعوت أحرونوت اضافة اعلان يوآف زيتونإحدى المسائل المركزية التي ستطرح أمام قيادة الجيش الإسرائيلي في الأسبوعين القريبين بالنسبة لخطة نتنياهو "احتلال غزة" التي اقرها الكابينت في الجلسة الليلية الطويلة بين الخميس والجمعة هي الموعد الذي يجند فيه عشرات آلاف جنود الاحتياط في صالح الخطوة الطموحة والطويلة – وكميتهم. إلى الألوية نفسها لم ينزل بعد أي أمر وفي الجيش أيضا سيكونون حذرين جدا في استخدام المقدر المنهك، الذي يبدو أحيانا هكذا عندما يعامل كأمر مفرغ منه.في نهاية الأسبوع فقط سيتلقى رئيس الأركان الفريق إيال زمير رؤوس أقلام عن الأفكار التي تتبلور في قيادة المنطقة الجنوبية بالنسبة للخطوة البرية الكبيرة التي اقرها الكابينت بأمر من نتنياهو. ومنذ الآن يتبين أن الخطوة الهجومية نفسها لن تخرج إلى حيز التنفيذ، بحجم ذي مغزى، على الأقل حتى نهاية شهر آب. في الجيش، بخلاف المستوى السياسي، يأخذون بالحسبان ليس فقط انهاك رجال احتياط كثيرين الذين يتم استدعاؤهم بتواتر عال منذ 7 أكتوبر إلى جولات أخرى فأخرى من القتال، بل وأيضا العطلة الصيفية للأطفال التي جعلت قادة الكتائب والألوية يسرحون في هذه الأسابيع رجال الاحتياط ويرتجلون بدائل من ضباط نظاميين من التأهيل ومن الدورات. وفقط بعد أن يقر رئيس الأركان الأفكار المركزية التي يخططون لها في قيادة المنطقة الجنوبية إلى جانب الفرق المختلفة ستنتقل لائحة المعركة للمناورة الجديدة إلى مرحلة إقرار الخطط في الكابينت أيضا وذلك بعد أن يخطط لتنفيذ أساليب القتال التي سيتم اختيارها والجداول الزمنية للمراحل التالية. كما أن اضطرارات مختلفة تطرح على الطاولة من كل الأنواع سيتم فحصها – من المسألة الإنسانية والضغوط السياسية عبر امزجة الرئيس دونالد ترامب وحتى مستويات الأهلية الفنية للدبابات والمجنزرات والمخزونات المختلفة في الجيش ولا سيما الذخيرة البرية وبخاصة حيال التهديدات بتوسع المقاطعة العسكرية التي تفرضها على إسرائيل دول مختلفة بما فيها ألمانيا.عائق آخر سيؤخذ بالحسبان في شكل الهجوم متعدد الفرق هو مكان المخطوفين. في الجيش يقدرون أن حماس ستوسع ليس فقط أسوار الدفاع عنهم وأساسا تحت الأرض بل قد توزعهم في أماكن مختلفة في الأسابيع القريبة القادمة. وأوضح رئيس الأركان زمير للقيادة السياسية بخلاف تلميحات وزراء مثل سموتريتش وستروك بان خطه الأحمر لن يتغير مهما كان: الجيش لن يهاجم مجالات فيها معلومات عن تواجد مخطوفين مثلما كانت سياسة الجيش حتى اليوم في معظم مراحل الحرب.كما تحدث زمير في الأيام الأخيرة علنا عن تشديد إضافي من ناحيته، لن يتغير رغم إرادات الوزراء: القوات التي ستعمل في غزة في العملية الجديدة ستحصل على إنعاشات وهدن حتى لو كان التبديل للإجازات ستطيل ا لقتال من 4 – 6 اشهر إلى اكثر من ذلك. في هذا الجانب حاول رئيس الأركان أن يبث منذ نهاية الأسبوع لقادة الجيش نقصا آخر حرج جدا لجنودهم، ولا سيما في الوحدات القتالية: انعدام اليقين. وعود كثيرة للجيش خرقت، ولا سيما في السنة الأخيرة، وآخرها كان خدمة احتياط لكل مقاتل لشهرين ونصف فقط في العام 2025. هذا الوعد خرق في شهر نيسان على خلفية حملة "عربات جدعون" والحرب مع إيران. وقالوا في الجيش أمس إن "الهدف هو تبليغ رجال الاحتياط على الأقل بالتغييرات المرتقبة في استدعائهم حتى نهاية شهر آب. يوجد مقاتلو احتياط يفترض أن يأتوا في تشرين الثاني – كانون الأول لانشغالات عملياتية في غزة أو في الضفة وهم في غموض حول الأشهر القادمة بالنسبة لهم ولعائلاتهم، وذلك بعد أن قدموا قرابة سنة متراكمة من الخدمة منذ 7 أكتوبر. هذا واقع غير عادل تجاههم ويجعل الأمور صعبة على الجيش وعلى حياتهم".مهما يكن من أمر، فان خطة العمل في غزة ستكون بطيئة ومتدرجة لأجل الضغط على حماس والسماح للوسطاء بنوافذ أخرى من المفاوضات لتحقيق صفقة مخطوفين.الجمود في الوضع القائم، رغم قرار الكابينت المبدئي، ينقل السيطرة على التفاصيل ووتيرة التجسيد إلى ايدي الجيش، الذي عارض قائده الخطوة – لكن ليس فقط. المخاطرة التي اتخذها نتنياهو في الزيادة الدراماتيكية للمساعدات إلى غزة تعزز حماس من يوم إلى يوم، وتوقفات النار في غزة التي تتواصل بمبادرة إسرائيل من طرف واحد تسمح لحماس بان تنقل المؤن والمقاتلين بين المجالات المختلفة. معظم المقاتلين المتبقين في قطاع غزة ينشغلون أساسا بمهام الدفاع عن النفس وتسوية المباني بالأرض، وفقط في قلة من الأماكن، مثلما في حي الزيتون في جنوب مدينة غزة توجد خطوات هجومية على نطاق محدود من اجتياح كتائبي أو لوائي. وبخلاف التسريبات عن حجوم التجنيد لنحو 250 ألف جندي احتياط في الجيش يقدرون بأن الأعداد ستكون اصغر بكثير، وذلك في ظل معدلات الامتثال المتدنية بسبب مصاعب الخادمين. حتى الآن معدلات الامتثال وصلت هذه السنة بالمتوسط إلى نحو 60 – 70 في المئة.من غير المستبعد أن يكون تمديد الاستعدادات المختلفة لخطوة احتلال غزة، التي ستصل حسب نتنياهو إلى الموعد النهائي 7 أكتوبر 2025، ستؤدي إلى أن بعد شهرين فقط ستكمل قوات الجيش تطويق المدينة على نحو عشرة آلاف مخرب عادوا إليها في الأشهر الأخيرة، قبل أن تدخل عمليا إلى أزقتها وأنفاقها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store