logo
الحجار يُحرّر البيطار... تعاونٌ أو فخٌّ جديد؟

الحجار يُحرّر البيطار... تعاونٌ أو فخٌّ جديد؟

صوت لبنان١١-٠٣-٢٠٢٥

طوني كرم - نداء الوطن
يستعجل بعض القضاة البتَّ في الملفات الدسمة التي يمسكون بها، قبل التشكيلات القضائية الشاملة، بينما يعمد بعضهم الآخر إلى تصويب قراراته لتتلاءم ومعايير تثبيته في المراكز التي يشغلونها بالتكليف.
وبعد تمسُّك النائب العام التمييزي بالتكليف القاضي جمال الحجار، بموروثات سلفه القاضي غسان عويدات، كما "القيود" التي مهَّدت لترؤُّسه رأس النيابات العامة منذ 23 شباط 2024، قرَّر أمس، مجاراةً لاندفاعة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى إصلاح القضاء وتحريره من الأجندات السياسيّة، وعشيّة دخول التعيينات القضائية مراحل متقدمة، التملص من أعباء قرارات النائب العام التمييزي السابق غسان عويدات، وإبلاغ النيابات العامة وجوب إعادة التعاون بما تقتضيه الأصول القانونية بين النيابة العامة التمييزية والمحقق العدلي في تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار.
تصويب الحجار لعمل النيابة العامة التمييزية لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، تتعدَّى أهميته التعاون القضائي مع المحقق العدلي، لتشكِّل إنصافاً للقاضي البيطار ولما تعرَّض له من تشكيكٍ بمشروعيّة عمله، تحديداً من المشتبه بضلوعهم بشكل مباشر أو غير ذلك، أكان بالتقصير والتغاضي عن القيام بحفظ الأمن والسلامة في المرفأ، أو التستر عن تحويل العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت مستودعاً لأطنانٍ من نيترات الأمونيوم، تردد أن جزءاً كبيراً منها تم إخراجه من المرفأ بطريقة غير قانونية إلى خارج لبنان بالتزامن مع انخراط "حزب الله" بشكل مباشر في قمع الثورة السورية، واعتماد نظام بشار الأسد على البراميل المتفجرة كسلاحٍ لقمع الثوار.
دعاوى كيدية رُفعت على البيطار منذ تعيينه محققاً عدلياً خلفاً للقاضي فادي صوان، حتى وصل الأمر بالمتضررين من إمساك المحقق العدلي بخيوطٍ من شأنها أن تؤدي إلى اكتشاف ما حصل في 4 آب 2020، إلى اعتكاف وزراء "الثنائي الشيعي" عن حضور جلسات مجلس الوزراء منذ تشرين الأول 2021 إلى كانون الثاني 2022، وذلك للضغط على الحكومة من أجل تعيين محقق عدلي جديد مكان البيطار.
ومع تقاعد أحد قضاة محاكم التمييز، عاد وزراء الثنائي إلى الحكومة بعدما تأكدوا أن إمكانية التئام الهيئة العامة لمحاكم التمييز للبتّ في طلبات الردّ والمخاصمة التي رفعت في وجه البيطار غير ممكنة، وعمدوا بعدها إلى تعطيل التشكيلات القضائيّة للغرض نفسه.
افتعال أحداث الطيونة وغزوة عين الرمانة في تشرين الأول 2021، وتهديد رئيس وحدة التنسيق والارتباط في "حزب الله" وفيق صفا المحقق العدلي بـ"قبعه"، وطلبات الردّ والمخاصمة، وضعت عمل المحقق العدلي أمام تحديات كبيرة. رفع يده عن الملف بموجب دعوى ردّ مقدمة من المدّعى عليهما غازي زعيتر وعلي حسن خليل، في 23 كانون الأول 2021. وبعد 13 شهراً من عرقلة التشكيلات القضائية، وعدم بتّ الهيئة العامة لمحاكم التمييز بطلبات الرد والمخاصمة، استأنف البيطار عمله في 23 كانون الثاني 2023، وأخلى سبيل 5 موقوفين من أصل 17، وادّعى على ثمانية أشخاص جدد بينهم المدير العام للأمن العام السابق عبّاس ابراهيم، ومدير جهاز أمن الدولة طوني صليبا، والنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات. عندها عمد عويدات إلى الادّعاء على البيطار بجرم انتحال صفة محقق عدلي وأخلى سبيل جميع الموقوفين في الملف.
تجنَّب البيطار متابعة التحقيق في العدلية قبل إحالة مدعي عام التمييز السابق، المدعى عليه غسان عويدات إلى التقاعد، تجنباً لاتخاذ الأخير قراراً بضبط كامل ملف تحقيق المرفأ الذي يضع البيطار يده عليه ويعمل على إنجازه.
استبشر البيطار خيراً مع وصول الحجار إلى التمييزية، إلّا أنّ ذلك لم يؤدّ إلى ردم هوة التعاون بين الطرفين. إصرار البيطار على متابعة عمله، رغم موقف الحجار السلبي، دفعه إلى الاستعانة قبل أسابيع بدائرة المباشرين في بيروت من أجل تبليغ المدعى عليهم.
مَثل جميع المدعى عليهم أمامه خلال الأسابيع الماضية من دون قدرته على إصدار مذكرة توقيف بحقهم، لعدم وجود ضابطة عدلية متعاونة معه لتنفيذ قراراته. أصرّ على متابعة التحقيق وهو في صدد استدعاء دفعة جديدة من المدعى عليهم للمثول أمامه خلال أيام، على أن يستدعي الدفعة الثالثة والأخيرة مطلع شهر أيار المقبل تمهيداً لإنهاء التحقيق وإصدار قراره الاتهامي.
حملات العرقلة لم تثنِ البيطار عن متابعة عمله، حتى أنه رفض التقدُّم بطلبٍ لرفع حظر السفر المفروض عليه منذ 23 كانون الثاني 2023، تجنباً للاعتراف بـ"ارتكابات" عويدات القضائية.
مصادر متابعة، كشفت لـ"نداء الوطن" أنّ تراجع الحجار عن قرار سلفه، ما كان ليكون لولا وجود إرادة وقرار سياسي صارم نابع من رئيسي الجمهورية العماد جوزاف عون والحكومة نواف سلام ووزير العدل عادل نصار، بإعادة تصويب عمل مرفق العدالة وتحريره من الحسابات السياسية والحزبية. وذلك بالتزامن مع تشديد رئيس الجمهورية في كل مناسبة على "دور القضاء في محاربة الفساد، وأهمية وجود قضاء نزيه غير مسيَّس، وقضاة يحكمون بالعدل وفقاً لما تفرضه عليهم ضمائرهم وبناء على الإثباتات التي بحوزتهم".
أمام هذا الواقع، بات من المسلّم إعادة طلب البيطار من النيابة العامة التمييزية تبليغ جميع المتهمين والمخلى سبيلهم ومستردي مذكرات التوقيف خلافاً للقانون، وجوب المثول أمامه، وفي مقدمهم القاضي المتقاعد غسان عويدات، ورئيس الحكومة السابق حسان دياب، والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، والمدير العام للأمن العام السابق عباس إبراهيم، الوزير السابق النائب غازي زعيتر، الوزير السابق النائب علي حسن خليل والوزيرين السابقين يوسف فنيانوس ونهاد المشنوق، النائب العام التمييزي القاضي غسان الخوري، قاضية الأمور المستعجلة كارلا شواح، وقاضي الأمور المستعجلة جاد معلوف وآخرين، بمواعيد مثولهم أمام المحكمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استنكر الشعارات التي وُجهت لسلام في المدينة الرياضيّة حزب الله: للتحلّي بأعلى درجات المسؤوليّة الوطنيّة
استنكر الشعارات التي وُجهت لسلام في المدينة الرياضيّة حزب الله: للتحلّي بأعلى درجات المسؤوليّة الوطنيّة

الديار

timeمنذ 5 ساعات

  • الديار

استنكر الشعارات التي وُجهت لسلام في المدينة الرياضيّة حزب الله: للتحلّي بأعلى درجات المسؤوليّة الوطنيّة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أشارت العلاقات الإعلامية في حزب الله، في بيان، إلى أنّ "الشعارات التي أطلقت من على مدرجات المدينة الرياضية وتناولت رئيس الحكومة نواف سلام وتوجيه اتهامات بحقه مسألة مستنكرة ومرفوضة، وتتعارض مع المصالح الوطنية فضلًا عن الأخلاق الرياضية، ولا تخدم مسار تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي الذي يحتاج إليه البلد في مسيرة بناء الدولة والإصلاح". ودعت العلاقات الإعلامية في الحزب، جميع اللبنانيين إلى "التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، وعدم الانجرار خلف شعارات مستفزة ومسيئة، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والانقسام، لا سيما في هذه المرحلة التي تستمر فيها الاعتداءات الإسرائيلية على بلدنا لبنان".

'الحريري وبس والباقي كلّه خس'
'الحريري وبس والباقي كلّه خس'

الشرق الجزائرية

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الجزائرية

'الحريري وبس والباقي كلّه خس'

كتب عوني الكعكي: الشارع والمجتمع والمزاج البيروتي منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر، هو شارع وطني إسلامي وعروبي وتابع للرئيس التاريخي عبد الناصر. ولفترة طويلة بقي ولاء هذا المجتمع الوحيد للرئيس جمال عبد الناصر، وصار ضائعاً بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر لفترة طويلة، حتى جاء رفيق الحريري رحمة الله عليه. الشخص الوحيد الذي استطاع أن يملأ فراغ الرئيس جمال عبد الناصر هو رفيق الحريري. والحقيقة ان ابنه سعد الحريري استطاع أن يحافظ على هذه الثروة الى اليوم. لكن الظروف التي اضطرته الى الانتقال الى الإمارات، وأن يكون الى جانب الشيخ محمد بن زايد الذي استضافه في أبوظبي وأكرم وفادته. الشيخ الرئيس سعد الحريري ساكن منذ سنوات في أبوظبي، ولا يأتي الى لبنان إلاّ في ذكرى اغتيال والده شهيد الوطن وشهيد العروبة الرئيس رفيق الحريري، وفي كل مناسبة يأتي الى بيروت يعلن أنه لا يريد أن يترشح لأية انتخابات، ولا يريد المشاركة في الحياة السياسية، ولا يريد من جمهوره أن يتدخل في أية انتخابات وهو ترك الساحة للجميع. ويبدو أن رغبة الشيخ سعد لم تتحقق، لأنّ جمهور الحريري لا يرد على طلب رئيسه، وهذا ما أثبتته الانتخابات البلدية التي جرت. وهنا لا بدّ من التوقف عند بعض الحقائق لنأخذ العبر منها: أولاً: أن يحصل العميد محمود الجمل وحده على 45 ألف صوت، فإنّ هذه معجزة نظراً لما كان يخطط الآخرون. وبالمناسبة علينا أيضاً أن نقدّر موقف النائب الشاب نبيل بدر الذي كانت له اليد الكريمة في مساعدة الجمل في حملته الانتخابية. ثانياً: أن تتفق 10 أحزاب هي: 1- القوات اللبنانية. 2- حزب الكتائب. 3- التيار الوطني الحرّ. 4- حزب الله. 5- حركة أمل. 6- مخزومي حزب 'الحوار'. 7- الأحباش (المشاريع). 8- الأرمن. 9- نديم الجميّل. 10- محمد شقير ومن معه. كل هؤلاء وبمساعدة من بعض السفارات التي تدخلت إمّا بالدعم أو بالتوجيه، تحصل لأوّل مرة في تاريخ جميع الانتخابات وخرق هذا التحالف معجزة. ثالثاً: محاولة استغلال شخصية دينية مرموقة من أجل اجتماع بإحدى السفارات، هدفها الوحيد القضاء على الحريرية. رابعاً: أن تتم الدعوة الى لقاء يتخلله حفلة غداء لفريق كان حتى الأمس القريب العدو رقم واحد لإحدى الدول العربية، فتلك ملاحظة ليست بالعابرة. خامساً: للمرّة الأولى لم يكن هناك تدخّل من سفارات أجنبية. لكن يبدو أنّ السفارات العربية قامت بالواجب خير قيام. سادساً: كل الأموال التي دُفعت، وكل الأصوات التي اشتروها، لم تستطع أن تلغي سعد الحريري أو أن تؤثّر عليه. سابعاً: أحد النواب الذي سبق وفاز وحده في المرة الأولى بعد أن دفع 20 مليون دولار من الأموال التي تقاضاها على عمولة بيع الأسلحة… وفاز مرّة ثانية أيضاً وحيداً لأنّ كل الذين كانوا في لائحته سقطوا، حاول استغلال الموقف. فهذا النائب الفاشل والمدّعي استغل الظروف ونصّب نفسه وادّعى انه أصبح مرجعية، وأخذ يتصرّف وكأنه مرجعية سياسية كبرى، فاز من ضمن تركيبة انتخابية عجيبة غريبة لم تحصل في تاريخ الانتخابات.. والعجيب الغريب أنّ هذا المدّعي لم يحصل إلاّ على 1000 صوت من أصل 47 ألفاً، أي إنه لا يمثل نصف بالمئة على صعيد الأصوات.. وبالرغم من ذلك لا يزال يمشي كالطاووس يظن نفسه أنه أصبح مرجعية طبعاً لأنه يملك 1000 صوت. أخيراً، يمكن القول إنّ أولاد بيروت ليسوا للبيع، وكرامة أهل بيروت فوق كل المال وكل الاعتبارات… فتحيّة من القلب الى أهل بيروت الوطنيين والشرفاء.

بالفيديو: "جواسيس".. ماذا كشفت اغتيالات الجنوب؟
بالفيديو: "جواسيس".. ماذا كشفت اغتيالات الجنوب؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 5 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

بالفيديو: "جواسيس".. ماذا كشفت اغتيالات الجنوب؟

انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... اغتيالات إسرائيل في لبنان تتزايد والمستهدفون من "حزب الله". أكثر من 3 عمليات حصلت مؤخراً تؤكد توسيع إسرائيل استهدافاتها ولكن.. ماذا يعني تكرار تلك الاغتيالات وتحديداً في أوقات متقاربة؟ التفاصيل في الفيديو المُرفق: انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store