logo
الوضع الأمني وإعادة الإعمار في سوريا على طاولة البحث بين دمشق وعمّان وواشنطن

الوضع الأمني وإعادة الإعمار في سوريا على طاولة البحث بين دمشق وعمّان وواشنطن

يورو نيوزمنذ 6 أيام
وانطلق الاجتماع في عمّان بحضور وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره السوري أسعد الشيباني والسفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك. وشارك في اللقاء الذي انفض دون عقد مؤتمر صحفي، ممثلون عن المؤسسات المعنية في الدول الثلاث.
وبحث الاجتماع سبل دعم عملية إعادة "بناء سوريا على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها وتلبي طموحات شعبها وتحفظ حقوق كل السوريين"، بحسب الخارجية الأردنية.
وقبل اللقاء، التقى الصفدي على حدة مع الشيباني وباراك لبحث الوضع في سوريا والجهود الجارية في هذا الصدد، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام أردنية.
استكمال لاجتماعات ماضية
ويأتي الاجتماع استكمالا للمباحثات التي كانت استضافتها عمّان بتاريخ 19 يوليو/ تموز 2025 لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء في جنوب سوريا وحل الأزمة هناك والتي أدت إلى مقتل ما يزيد عن ألف شخص.
عقد الصفدي والشيباني وباراك حينها اجتماعاً ثلاثياً في عمان، أسفر عن اتفاق على خطوات عملية تهدف لدعم سوريا في تنفيذ اتفاق وقف النار في السويداء، "بما يضمن أمن واستقرار سوريا ويحمي المدنيين، ويضمن بسط سيادة الدولة وسيادة القانون على كل الأرض السورية" حسب ما جاء في نص البيان.
وتضمنت بنود الاتفاق "الخطوات العملية مواضيع تتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار، ونشر قوات الأمن السورية في محافظة السويداء، وإطلاق سراح المحتجزين لدى كل الأطراف وجهود المصالحة المجتمعية في المحافظة، وتعزيز السلم الأهلي، وإدخال المساعدات الإنسانية".
وأكد الصفدي وباراك على تضامن الأردن والولايات المتحدة مع سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها، وشددا على أن أمن سوريا واستقرارها هما ركيزة لاستقرار المنطقة.
كما رحّب الجانبان بالتزام الحكومة في دمشق بـ"محاسبة كل المسؤولين عن التجاوزات بحق المواطنين السوريين في محافظة السويداء، ودعم الجهود المُستهدِفة نبذ العنف والطائفية ومحاولات بث الفتنة والتحريض والكراهية".
من جانبه، ثمّن الشيباني دور وجهود عمَّان وواشنطن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار وجهود تنفيذه، وضمان أمن واستقرار سوريا وسلامة مواطنيها.
وكانت دمشق قد أعلنت في 19 يوليو، وقف إطلاق النار في السويداء، جنوب البلاد، فيما نشرت "الرئاسة الروحية لطائفة الدروز الموحدين" بنود ما قالت إنه اتفاق بناء على مفاوضات جرت برعاية "دول ضامنة".
إعادة الإعمار على الطاولة
ولا تزال الجهود مستمرة للبحث في إعادة إعمار سوريا بعد مرور نحو 9 أشهر على سقوط نظام الأسد، حيث عقدت اجتماعات عدّة لبحث هذا الملف.
في مارس/ آذار الماضي، خفضت الدول المانحة التزاماتها المالية لإعمار سوريا، معلنة تقديم 5,8 مليارات يورو، وهو مبلغ أقل من التعهدات السابقة بسبب غياب المساهمة الأمريكية. وعُقد المؤتمر التاسع للمانحين بمشاركة السلطات السورية لأول مرة منذ تغيير السلطة.
تعهدت الدول المانحة بتقديم مساعدات بـ5,8 مليارات يورو لإعمار سوريا، وكان ذلك قبل رفع العقوبات الأمريكية.
نهاية يونيو/ حزيران الماضي، وقّع الرئيس دونالد ترامب أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على دمشق، لكنه أبقى العقوبات على الرئيس السوري السابق بشار الأسد ومساعديه وعلى تنظيم "داعش" ومن وصفتهم بوكلاء إيران.
وعقب التوقيع، قال ترامب إن رفع العقوبات عن سوريا يدعم أهداف الأمن القومي والسياسة الخارجية الأمريكية، مؤكداً أن بلاده ملتزمة بدعم سوريا مستقرة وموحدة تعيش في سلام مع نفسها وجيرانها.
وذكرت وزارة الخزانة أنها أزالت بالفعل 518 فردا وكيانا سوريا من قائمة العقوبات، لكن بعضها لن يُرفع فورا.
وفي يوليو/ تموز الماضي، وقّعت السعودية سلسلة اتفاقيات استثمار وشراكة مع سوريا بقيمة 6.4 مليارات دولار، بهدف دعم جهود إعادة بناء البنية التحتية، والاتصالات، وقطاعات حيوية أخرى في البلاد.
وفي مايو/ أيار، وقّعت دمشق اتفاقًا للطاقة بقيمة 7 مليارات دولار مع ائتلاف يضم شركات قطرية وتركية وأمريكية، لدعم قطاع الكهرباء.
وقبل أيام، وقعت السلطات الانتقالية في حكومة أحمد الشرع عدداً من الاتفاقات الرسمية الاقتصادية والاستثمارية الكبرى، التي بلغت قيمتها عشرات مليارات الدولارات في قطاعات مختلفة ومتعددة على رأسها الطاقة والنقل والبنى التحتية والإسكان وإعادة الإعمار وغيرها.
وبحضور باراك نفسه، شهد قصر الشعب في دمشق، الأربعاء الماضي، إطلاق شراكات استراتيجية لـ12 مشروعاً بقيمة 14 مليار أمريكي، ستشكل نقلة نوعية للبنية التحتية والحياة الاقتصادية، بحسب ما أكد عليه مدير هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي.
وفي كلمته التي نقل خلالها تهاني ترامب، قال باراك، إنه عندما ننظر إلى مدينة دمشق فإننا ننظر إلى تاريخ عريق لمدينة تمتد لآلاف السنوات، ظلت فيه مركزا للتجارة والنقل في المنطقة، موضحاً أن الأرض السورية لطالما قدمت قادة عظماء، وباتت اليوم تشكل المركز بين تركيا وقطر.
وشملت المشاريع المُعلَن عنها معظم المحافظات السورية، بدءا من مشروع مترو الأنفاق ومطار دمشق الدولي الجديد، مرورا بأبراج البرامكة والمدينة السكنية الجديدة في ريف العاصمة، ومشروع ماروتا دمشق، ووصولا إلى بوليفار حمص، ووادي الجوز في حماة، والحيدرية ومول المهندسين في حلب، ومرسى شمس السياحي في اللاذقية، ومجمع مارينا في طرطوس، ومشروع إعادة التدوير والاستدامة في إدلب، وفندق داما سراي في دير الزور.
في وقت سابق خلال شهر يوليو/ تموز، أعلن وزير الاقتصاد والصناعة السوري محمد نضال الشعار عن إقامة المعرض الدولي لإعادة إعمار سوريا "إعمار" في الفترة ما بين الـ29 من أكتوبر/ تشرين الأول والأول من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
تبقى العبرة في أخذ هذه المشاريع نحو العمل الفعلي ونقلها من التخطيط إلى التنفيذ الذي لا يبدو حتى الآن أنه قريب من خط الانطلاق رغم زخم الدعم الأمريكي للسلطات السورية الجديدة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سماع دوي انفجار في منطقة المزة بدمشق ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بسيارة قديمة
سماع دوي انفجار في منطقة المزة بدمشق ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بسيارة قديمة

يورو نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • يورو نيوز

سماع دوي انفجار في منطقة المزة بدمشق ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بسيارة قديمة

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن السلطات المختصة تحققت من طبيعة الانفجار، لتذكر لاحقاً أن سببه العبوة في السيارة. ولفتت إلى أنه لم ترد أية أنباء عن وقوع إصابات بانفجار دمشق. وأكد قائد الأمن الداخلي في دمشق أن لا أضرار بشرية أو مادية بانفجار المزة. الأمن في العاصمة ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، شهدت سوريا والعاصمة دمشق تحديداً حالة عدم استقرار أمني. ففي يونيو/ حزيران الماضي، أدى تفجير انتحاري استهدف كنيسة مار الياس في الدويلعة بدمشق إلى مقتل نحو 20 شخصاً وجرح 50 آخرين. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن التفجير. كذلك شهدت أشرفية صحنايا اشتباكات في أبريل/ نيسان الماضي بين مجموعات درزية من جهة وقوات الحكومة السورية من جهة أخرى. ويشكّل الدروز غالبية سكان الحي. لقاء الشرع ويازجي على صعيد آخر، ذكرت الرئاسة السورية، في بيان، أن الرئيس السوري أحمد الشرع استقبل البطريرك يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، في قصر الشعب بدمشق. وبحسب البيان، جرى خلال اللقاء "التأكيد على الدور الوطني للكنيسة في ترسيخ وتعزيز أواصر المواطنة والوحدة الوطنية، بما يسهم في صون السلم الأهلي وإرساء دعائمه على أسس راسخة من التفاهم والتآخي بين أبناء الوطن الواحد".

51 عاماً على الغزو التركي.. مبادرة قبرصية تحول مقابر الديانات المختلفة إلى رمز مصالحة
51 عاماً على الغزو التركي.. مبادرة قبرصية تحول مقابر الديانات المختلفة إلى رمز مصالحة

يورو نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • يورو نيوز

51 عاماً على الغزو التركي.. مبادرة قبرصية تحول مقابر الديانات المختلفة إلى رمز مصالحة

بعد مرور 51 عامًا على عملية "أتيلا الثانية" والغزو التركي لشمال قبرص، لا تزال الجراح السياسية والاجتماعية مفتوحة بين الطائفتين القبرصية اليونانية والتركية. لكن وسط هذه الانقسامات العميقة، تبرز مبادرات إنسانية تحمل رسائل أمل، من بينها مشروع لترميم مقابر أتباع الديانات الأخرى في كلا الجانبين، تعبيرًا عن ثقافة الاحترام المتبادل وحفظ التراث. بدأ العمل على ترميم 15 مقبرة واقعة على "الخط الأخضر"، الفاصل بين الشطرين، في خطوة يرى فيها القائمون على المشروع بعدًا إنسانيًا يتجاوز السياسة. ويؤكد المقاول كيرياكوس خريستوفيديس، أحد المشرفين على ترميم مقبرة توشني، أن "هذا المعلم يملك قيمة إنسانية راسخة في النفوس، ويرتبط مباشرة بحياة الناس وذكرياتهم". المشروع، الذي تبلغ تكلفته نحو 700 ألف يورو، يسعى للتوسع مستقبلًا، بدعم من الاتحاد الأوروبي. ويوضح هارولا إفستراتيو، رئيس الطائفة القبرصية اليونانية في توشني، أن هذه المبادرة تجسد الاحترام المتبادل بين أبناء الطائفتين: "كما نطالب الآخرين باحترام موتانا وديننا، فإننا مدينون لهم بالاحترام نفسه". وعقب الغزو التركي، تعرضت الكنائس والمقابر المسيحية لأعمال تخريب، في حين أصاب الإهمال والتدمير المساجد والمقابر الإسلامية، وظل العبور بين الجانبين محظورًا لعقود، ما حرم الأهالي حتى من وضع الزهور على قبور ذويهم. موروده أرزن، رئيس الجالية القبرصية التركية في بالايكيثرو المحتلة، يعبر عن مشاعره تجاه هذه الجهود قائلاً: "كنت أشعر بالحزن الشديد حين أرى المقابر في هذه الحالة. نريد حماية تراثنا الديني، مساجدنا وكنائسنا، وألا تُمس مقابر أجدادنا بسوء". بدأ المشروع في مايو الماضي، ليكون بمثابة جسر صغير بين الضفتين، يربط بين ذاكرة الماضي ورجاء المستقبل.

الأردن وسوريا والولايات المتحدة يطلقون من عمّان مبادرة لحل أزمة السويداء
الأردن وسوريا والولايات المتحدة يطلقون من عمّان مبادرة لحل أزمة السويداء

فرانس 24

timeمنذ 5 أيام

  • فرانس 24

الأردن وسوريا والولايات المتحدة يطلقون من عمّان مبادرة لحل أزمة السويداء

أعلن كل من وزيري خارجية الأردن أيمن الصفدي، وسوريا أسعد الشيباني، والمبعوث الأمريكي إلى دمشق توم باراك، الثلاثاء في عمّان، التوصل إلى اتفاق لتشكيل مجموعة عمل ثلاثية لدعم مساعي الحكومة السورية في تثبيت وقف إطلاق النار بمحافظة السويداء وإنهاء الأزمة التي تعصف بها. وجاء في بيان مشترك أن الخطوة جاءت استجابة لطلب رسمي من دمشق، على أن تُعقد جولة جديدة من المحادثات خلال الأسابيع المقبلة لمتابعة التطورات. وكانت السويداء قد شهدت منذ 13 تموز/يوليو مواجهات عنيفة بدأت بين مسلحين دروز ومقاتلين من البدو، قبل أن تتوسع مع تدخل القوات الحكومية ومسلحين من العشائر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1600 شخص، بينهم عدد كبير من المدنيين الدروز، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وسط تقارير عن عمليات إعدام ميدانية وانتهاكات واسعة. إعادة بناء "سوريا الجديدة" وأكد المجتمعون أن السويداء، بجميع مكوناتها، جزء لا يتجزأ من الدولة السورية، مع ضمان حقوق أبنائها في عملية إعادة بناء " سوريا الجديدة". ورحب الصفدي وباراك بالإجراءات السورية الأخيرة، التي شملت فتح تحقيقات واسعة ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات، والتعاون مع هيئات الأمم المتحدة، إضافة إلى إدخال المساعدات وبدء خطوات للمصالحة. ووصف الشيباني اللقاء بأنه "بناء وشفاف"، مؤكدا رفض أي محاولة لتهميش الطائفة الدرزية، فيما أشار المبعوث الأمريكي إلى أن محادثات عمّان كانت "مثمرة"، وأن الحكومة السورية التزمت باستخدام جميع مواردها لمحاسبة المسؤولين عن أحداث السويداء، وضمان عدم الإفلات من العقاب. ولا يزال الوضع الميداني في السويداء متوترا، مع صعوبة الوصول إليها، في وقت شكلت فيه وزارة العدل السورية لجنة تحقيق رسمية يفترض أن تنجز تقريرها خلال ثلاثة أشهر، وسط مطالبات محلية بتحقيق دولي مستقل. الاجتماع الثلاثي جاء امتدادا لمباحثات سابقة جرت في عمّان الشهر الماضي، وسبقه استقبال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للمسؤولين السوري والأمريكي، حيث شدد على أهمية دور واشنطن في إعادة إعمار سوريا. وتأتي هذه التطورات في ظل دعوات غربية متكررة لحماية الأقليات السورية، خاصة بعد أحداث عنف طائفية طالت العلويين في الساحل خلال آذار/مارس الماضي، والتي أودت بحياة نحو 1700 شخص وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store