logo
إيران.. رفع الراية الحمراء فوق قبة مسجد جمكران… ماذا يعني عسكرياً ورمزياً؟

إيران.. رفع الراية الحمراء فوق قبة مسجد جمكران… ماذا يعني عسكرياً ورمزياً؟

عبّرمنذ 6 أيام

أثار رفع الراية الحمراء فوق مسجد جمكران في مدينة قم، صباح اليوم الجمعة 13 يونيو 2025، تساؤلات كثيرة داخل إيران وخارجها، بعدما جاء مباشرةً في أعقاب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع نووية وأدّت إلى مقتل عدد من القادة والعلماء. الحدث له بعدان متلازمان: رسالة تعبويّة دينية وإشارة عملياتية عسكرية.
أولاً: الدلالة العسكرية لرفع الراية الحمراء– «إعلان استعداد للثأر»
إنذار بالردّ القريب
في العقيدة العملياتية للحرس الثوري، يُرفع علم جمكران الأحمر عندما تُراق «دماء مظلومة» ويُراد إيصال تحذير بأن «الثأر حتمي». ظهر العلم قبل ساعات فقط من نشر طهران وحدات الدفاع الجوّي في حالة إنذار قصوى وإعلان القيادة العامة «حقّ الردّ المفتوح» على إسرائيل.
تعبئة قواعد ومحاور الوكلاء
بحسب تقديرات مراكز رصد غربية، تُستخدم الراية كـ«شفرة عامة» تعبّر عن جاهزية المحور الموالي لإيران – من العراق إلى اليمن – للانخراط في ردّ تدريجي أو متزامن، وإن كان حزب الله أعلن أنه «لن يبادر» الآن.
إدارة التصعيد على سلّم متحرّك
التجارب السابقة (بعد مقتل قاسم سليماني 2020 أو إسماعيل هنيّة 2024) أظهرت أن رفع الراية الحمراء ترافق مع هجمات صاروخية موقّتة أو ضربات بطائرات مسيَّرة، تليها حرب سيبرانية أو عمليات بحرية تُبقي باب التفاوض موارباً وتجنب حرب شاملة.
ثانياً: الرمزية الشيعية – «يا لثارات الحسين»
معنى اللون الأحمر
الأحمر في المخيال الشيعي يرمز إلى دم الإمام الحسين وأصحابه في كربلاء (680 م)، ويُرفع للدلالة على أن «الثأر لم يتحقّق بعد». العبارة المكتوبة على العلم «يا لثارات الحسين» تستدعي واجب الانتصار لدم الشهيد.
خصوصية مسجد جمكران
المسجد يرتبط بأسطورة ظهور الإمام المهدي، الإمام الثاني عشر لدى الشيعة الاثني عشرية، ما يجعل أي فعل رمزي فيه محمَّلاً بدلالة «المعركة النهائية بين الحقّ والباطل». ومنذ توسعته في تسعينيات القرن الماضي، تحوّل إلى منصة رسائل دينية–سياسية تتبنّاها الدولة رسمياً.
تكرار الرفع في اللحظات المفصلية
الرفع الأخير سبقه رفعان شهيران: بعد اغتيال سليماني (2020) وبعد اغتيال هنيّة (2024). في كل مرّة، أُرفق بخطاب رسمي يعدُّ «انتقاماً قاسياً». هذا التواتر يعمّق الارتباط الذهني بين الراية و«ردّ دموي آتٍ».
خلاصة المشهد
داخلياً: يمنح النظام غطاءً شعبياً لأي خيار عسكري ويُلزِم جناحه المحافظ بردٍّ يُرضي شرائح واسعة تعبّر عن غضبها في الساحات.
إقليمياً: يضع إسرائيل والقوات الأميركية في دائرة الاستنفار ويختبر جاهزية الدفاعات الجوية لدول الجوار التي قد تعترض مسارات الصواريخ أو المسيّرات كما حدث فجر اليوم في الأردن.
دولياً: يضغط على القوى الكبرى لتسريع مساعي التهدئة خشية انفلات التصعيد نحو مواجهة أوسع تمس الملاحة في الخليج وأسواق الطاقة العالمية.
باختصار، الراية الحمراء ليست لافتة دعائية؛ إنها مؤشِّر استراتيجي على انتقال طهران من وضع «امتصاص الضربة» إلى طور التحضير للردّ المُمَرن والمدروس—ردٍّ قد يبدأ محدوداً لكنه يحمل في طيّاته القابلية للتصعيد إذا لم تُضبط دوائره سريعاً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'حزب الله' يدين التهديد بقتل خامنئي
'حزب الله' يدين التهديد بقتل خامنئي

كش 24

timeمنذ 4 ساعات

  • كش 24

'حزب الله' يدين التهديد بقتل خامنئي

دان «حزب الله» اللبناني، اليوم (الخميس)، التهديد بقتل المرشد الإيراني علي خامنئي، وحذَّر من أنه «تهور ستكون له عواقب وخيمة»، مندداً «بالعدوان الإسرائيلي - الأميركي». وقال «حزب الله»، في بيان، إن «التهديد بالقتل حماقة وتهوّر، له عواقب وخيمة، وعلى الرغم من سخافته... ‏وهو مستنكَرٌ ومُدان بأبلغ عبارات الإدانة». وأضاف: «إننا اليوم أكثر إصراراً وتمسّكاً بنهج الخامنئي، وأكثر التفافاً حول مواقفه العظيمة ‏وتصدّيه مع الشعب الإيراني البطل والعزيز في مواجهة العدوان الإسرائيلي - الأميركي على إيران». وأشار إلى أن «أميركا ستكتشف أنها وقعت في هاوية سحيقة بسبب دعمها الطاغوتي للعدوان الإسرائيلي الوحشي على ‏غزة والمقاومة في المنطقة، وعلى إيران». ‏ يشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب استبعد اغتيال خامنئي في الوقت الحالي، لكنه لمَّح إلى أن المرشد الإيراني مرصود بشكل دقيق، وأن قتله يحتاج إلى قرار فقط. وكان ترمب قد قال في تدوينة على صفحته بمنصة «تروث سوشال» ملوحاً بتهديدات أثارت ضجة: «نعرف تماماً مكان اختباء ما يُسمى (المرشد الأعلى)... إنه هدف سهل، ولكنه آمن هناك... لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي... لا نريد إطلاق صواريخ على المدنيين أو الجنود الأميركيين... صبرنا ينفد... شكراً لاهتمامكم بهذا الأمر». اقرأ أيضاً انفجار صاروخ خلال تجربة 'روتينية' في تكساس انفجر صاروخ ستارشيب التابع لشركة "سبايس إكس" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، خلال تجارب روتينية في قاعدة ستاربيس في ولاية تكساس، من دون وقوع جرحى، على ما أعلنت السلطات المحلية الخميس. وقالت سلطات مقاطعة كامرون في ولاية تكساس، عبر صفحتها في فيسبوك "عند الساعة 23,01 (بالتوقيت المحلي) الأربعاء، وخلال اختبار روتيني في ستاربيس في تكساس، تعرض صاروخ ستارشيب 36 التابع لشركة سبايس إكس لعطل كارثي وانفجر". دولي الجيش الإسرائيلي يغتال قائد مدفعية 'حزب الله' أعلن الجيش الإسرائيلي القضاء على ياسين عبد المنعم عز الدين قائد مدفعية "حزب الله"، بضربة جوية في قطاع الليطاني بمنطقة باريش في جنوب لبنان. وجاء في بيان الجيش: "شنّ جيش الدفاع الإسرائيلي، أمس الأربعاء، غارةً في منطقة باريش جنوب لبنان، واستهدفت ياسين عبد المنعم عز الدين، قائد مدفعية حزب الله في قطاع الليطاني". وزعم الجيش أن "المدعو ياسين نفذ هجماتٍ عديدة باتجاه شمال إسرائيل، كما عمل على إعادة بناء قوات مدفعية حزب الله.. وشكّلت أنشطة ياسين عبد المنعم عز الدين انتهاكًا صارخًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان". وأكد الجيش في بيانه أنه "سيواصل رصد وإحباط محاولات حزب الله لتعزيز استعداده لإلحاق الضرر بدولة إسرائيل تحت غطاء الحرب مع إيران، وسيواصل القضاء على أي تهديدٍ يُشكّله على دولة إسرائيل". وكانت إسرائيل قامت بحشد عسكري كبير على الحدود مع لبنان وسوريا السبت الفائت، بالتزامن مع شنها غارات جوية على أهداف داخل إيران. وذكرت وسائل إعلام عبرية أنه تمت تعبئة ألوية الاحتياط في الجيش الإسرائيلي في الشمال، ونشر كتائب على طول حدود لبنان وسوريا. في غضون ذلك، أعرب الرئيس اللبناني، جوزيف عون، عن قلقه إزاء هذه التطورات، مضيفا أن الهجوم ينسف الجهود الرامية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة. في موازاة ذلك، قال حزب الله إنه لن يشن هجوما على إسرائيل ردا على هجماتها على إيران. دولي

إيران: 'كل الخيارات مطروحة' في حال حصول تدخل أمريكي
إيران: 'كل الخيارات مطروحة' في حال حصول تدخل أمريكي

كش 24

timeمنذ 6 ساعات

  • كش 24

إيران: 'كل الخيارات مطروحة' في حال حصول تدخل أمريكي

دولي حذر نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي الولايات المتحدة الخميس من مغبة التدخل في الحرب دعما لإسرائيل مضيفا أن بلاده مستعدة للدفاع عن نفسها في حال التصعيد. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عنه قوله "بطبيعة الحال كل الخيارات مطروحة أمام صناع القرارات العسكرية". تابعوا آخر أخبار كِشـ24 عبر Google News انفجار صاروخ خلال تجربة 'روتينية' في تكساس انفجر صاروخ ستارشيب التابع لشركة "سبايس إكس" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، خلال تجارب روتينية في قاعدة ستاربيس في ولاية تكساس، من دون وقوع جرحى، على ما أعلنت السلطات المحلية الخميس. وقالت سلطات مقاطعة كامرون في ولاية تكساس، عبر صفحتها في فيسبوك "عند الساعة 23,01 (بالتوقيت المحلي) الأربعاء، وخلال اختبار روتيني في ستاربيس في تكساس، تعرض صاروخ ستارشيب 36 التابع لشركة سبايس إكس لعطل كارثي وانفجر". دولي الجيش الإسرائيلي يغتال قائد مدفعية 'حزب الله' أعلن الجيش الإسرائيلي القضاء على ياسين عبد المنعم عز الدين قائد مدفعية "حزب الله"، بضربة جوية في قطاع الليطاني بمنطقة باريش في جنوب لبنان. وجاء في بيان الجيش: "شنّ جيش الدفاع الإسرائيلي، أمس الأربعاء، غارةً في منطقة باريش جنوب لبنان، واستهدفت ياسين عبد المنعم عز الدين، قائد مدفعية حزب الله في قطاع الليطاني". وزعم الجيش أن "المدعو ياسين نفذ هجماتٍ عديدة باتجاه شمال إسرائيل، كما عمل على إعادة بناء قوات مدفعية حزب الله.. وشكّلت أنشطة ياسين عبد المنعم عز الدين انتهاكًا صارخًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان". وأكد الجيش في بيانه أنه "سيواصل رصد وإحباط محاولات حزب الله لتعزيز استعداده لإلحاق الضرر بدولة إسرائيل تحت غطاء الحرب مع إيران، وسيواصل القضاء على أي تهديدٍ يُشكّله على دولة إسرائيل". وكانت إسرائيل قامت بحشد عسكري كبير على الحدود مع لبنان وسوريا السبت الفائت، بالتزامن مع شنها غارات جوية على أهداف داخل إيران. وذكرت وسائل إعلام عبرية أنه تمت تعبئة ألوية الاحتياط في الجيش الإسرائيلي في الشمال، ونشر كتائب على طول حدود لبنان وسوريا. في غضون ذلك، أعرب الرئيس اللبناني، جوزيف عون، عن قلقه إزاء هذه التطورات، مضيفا أن الهجوم ينسف الجهود الرامية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة. في موازاة ذلك، قال حزب الله إنه لن يشن هجوما على إسرائيل ردا على هجماتها على إيران. دولي تحطم الطائرة الهندية.. أمر 'نادر' حدث قبل الكارثة كشفت تحقيقات أولية في حادث تحطم طائرة "آير إنديا" الرحلة رقم 171 أن نظام الطاقة الطارئة في الطائرة، المعروف بـ"توربين الهواء العكسي" (RAT)، ربما كان نشطا لحظة الحادث، في مؤشر محتمل على تعطل المحركات أو النظام الهيدروليكي قبيل الكارثة. حسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية. ويركز التحقيق الذي لا يزال جاريا، على أسباب تشغيل هذا النظام، الذي يستخدم في حالات فقدان الطاقة الكهربائية الناتجة عن فشل المحركات أو ضعف ضغط الأنظمة الهيدروليكية الثلاثة. إجراء نادر ويعد تفعيل نظام الـRAT أثناء الطيران أمرا نادر الحدوث ويشير غالبا إلى خلل كبير في أنظمة الطائرة الأساسية. ويمكن للطيارين تشغيل التوربين يدويا عند الحاجة، وأكثر الحالات شيوعا هي عندما يظن الطيار أن كلا المحركين تعطلا، بحسب مستشار سلامة الطيران من الولايات المتحدة، أنتوني بريكهوس. وأشار إلى أن فشل المحركات قد يحدث لأسباب متعددة، مثل اصطدام الطيور أو مشاكل في الوقود. يقول بريكهوس: "في الطيران التجاري، فإن تعطل المحركين معا أمر نادر للغاية". وأضاف: "محركاتنا اليوم أكثر كفاءة وموثوقية من أي وقت مضى". "عطل مفاجئ" وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ"وول ستريت جورنال"، فإن الطائرة وصلت إلى ارتفاع 625 قدما فقط بعد الإقلاع من مطار أحمد آباد، قبل أن تتوقف عن إرسال بياناتها بعد 50 ثانية، رغم الأجواء الصافية، ما يعزز فرضية حدوث عطل مفاجئ. كما فشل طاقم المراقبة الجوية في التواصل مع الطيارين بعد تلقينداء استغاثة. وتوفي في الحادث أكثر من 270 شخصا، بينهم ركاب وأفراد على الأرض، فيما نجا راكب واحد فقط كان يجلس بجانب مخرج الطوارئ في مقدمة الطائرة. وفقا لروايته، فقد "توقفت الطائرة في الجو لثوان" قبل أن تسقط وتصطدم بسكن طلاب تابع لكلية طب، لتتحول إلى كرة نارية ضخمة. ورغم المؤشرات حول تشغيل نظام الطوارئ، لم تؤكد السلطات الهندية بعد سبب العطل، ما إذا كان يتعلق بالمحركات، الأنظمة الهيدروليكية، أو مكونات أخرى. وأشارت وزارة الطيران المدني إلى أن التحقيق لا يزال مستمرا، وأن النتائج النهائية ستعلن في وقت لاحق. دولي

نتنياهو بين حرب الوجود وحسابات الاستنزاف: من يربح في معركة 'التهديدين الوجوديين'؟
نتنياهو بين حرب الوجود وحسابات الاستنزاف: من يربح في معركة 'التهديدين الوجوديين'؟

المغرب الآن

timeمنذ 13 ساعات

  • المغرب الآن

نتنياهو بين حرب الوجود وحسابات الاستنزاف: من يربح في معركة 'التهديدين الوجوديين'؟

قراءة في التصعيد الإيراني الإسرائيلي وسياقاته الدولية العميقة في اليوم السادس من المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليؤكد، بنبرة ظاهرها الصلابة وباطنها القلق، أن بلاده 'تتكبد خسائر مؤلمة'، لكنها تظل 'قوية وصامدة'. ورغم أن الخطاب الرسمي الإسرائيلي يحمل لغة الحرب النفسية والهجومية ('نُسيطر على سماء طهران' – 'نهاجم المنشآت النووية ومراكز القيادة')، إلا أن الواقع الميداني والدولي يطرح تساؤلات جادة: هل إسرائيل بصدد القضاء فعلاً على 'التهديدين الوجوديين' كما وصفهما نتنياهو (النووي والصواريخ الباليستية)، أم أنها دخلت حرب استنزاف مفتوحة مع لاعب إقليمي عنيد وسط بيئة دولية مشتعلة ومقسّمة؟ ما خلف خطاب القوة؟ قراءة بين السطور نتنياهو، بخطابه، يحاول تسويق الحرب كجزء من 'مشروع خلاص قومي'، محاولًا تحويل المواجهة إلى معركة بقاء لا تقبل التراجع . هذا النوع من الخطاب يتكرر في أوقات الأزمات الوجودية في إسرائيل، خاصة عندما تتشابك عدة جبهات في وقت واحد: التصعيد في غزة ، الذي ما زال مشتعلًا، مع تعهدات بهزيمة حماس واستعادة الرهائن، والانخراط المباشر في مواجهة مع إيران ، العدو الاستراتيجي الأخطر. لكن خلف هذا الخطاب، هناك مفارقة واضحة : إسرائيل تعلن سيطرتها على أجواء طهران، بينما تستمر الضربات المتبادلة بشكل يومي منذ ستة أيام، ما يكشف أن السيطرة – إن وجدت – هي جزئية أو رمزية أكثر منها عملياتية كاملة . التصعيد الإيراني: رسائل مزدوجة للداخل والخارج في المقابل، جاء رد المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي بنفس الروح التحدّية، رافضًا الدعوة إلى الاستسلام التي نقلها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب. خطابه حمل رسائل مزدوجة: للداخل الإيراني : تأكيد على الثبات والسيادة الوطنية ورفض الضغوط الغربية. للمجتمع الدولي : تحذير من أن أي تدخل أمريكي سيُقابل برد قاسٍ، في لحظة دولية لا تتحمّل جبهات مشتعلة إضافية. وهنا يمكن قراءة الموقف الإيراني ضمن استراتيجية 'الصبر الهجومي' التي تعتمدها طهران منذ سنوات، مستفيدة من شبكة تحالفات إقليمية (حزب الله، الحوثيين، بعض الفصائل العراقية…)، ما يجعل من أي حرب مباشرة مع إيران حربًا غير متوازنة وغير تقليدية ، كما يُجمع عدد من التقارير الاستخباراتية الغربية (انظر تقارير RAND، ومراكز تحليل مثل International Crisis Group). إلى أين تتجه المواجهة؟ وما موقف القوى الكبرى؟ وسط هذه المواجهة، يبدو أن الولايات المتحدة، رغم دعمها التقليدي لإسرائيل، لا تريد انزلاقًا أعمق، خصوصًا في ظل انشغالها بالحرب في أوكرانيا والتوترات في بحر الصين. أما الاتحاد الأوروبي، فموقفه مشتت، بين دعم أمن إسرائيل والدعوة إلى ضبط النفس خشية تداعيات اقتصادية وأمنية أوسع. والسؤال المطروح هنا: هل تحولت إسرائيل إلى أداة ضغط في حرب كبرى غير مُعلنة بين واشنطن وطهران؟ أم أنها تخوض معركتها وفق منطق الدفاع عن الذات والردع الاستباقي؟ الخلاصة: من يمتلك زمام المبادرة فعلاً؟ بين من يعلن السيطرة على سماء طهران، ومن يهدد بجعل أي تدخل 'مدمرًا ولا يُعوض'، يبقى واقع الأرض مختلفًا. فالضربات مستمرة، والخسائر تُسجل على الجانبين، والأسواق الدولية تتابع بقلق، وسط تساؤلات جدية: هل هذه المواجهة محدودة زمنياً، أم بوابة لحرب إقليمية أشمل؟ ما حجم التنسيق الروسي – الإيراني، في ظل التوتر بين روسيا والغرب؟ هل تستغل الصين هذا الانشغال لتكريس نفوذها في شرق آسيا؟ والأهم: هل تستطيع إسرائيل، بكل ما تملكه من دعم عسكري واستخباراتي، تحمّل تكلفة حرب طويلة المدى ضد إيران دون الدخول في عزلة دولية متزايدة؟ المعركة لم تنتهِ بعد، لكن خطاب نتنياهو اليوم يكشف أن إسرائيل لم تعد تخوض فقط معارك تكتيكية، بل معركة رواية وجودية قد تعيد تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط، أو تُسرّع من فوضاه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store