logo
البوسنة تستعد لإحياء الذكرى الـ30 لمجزرة سريبرينيتسا

البوسنة تستعد لإحياء الذكرى الـ30 لمجزرة سريبرينيتسا

الشرق الأوسط٠٨-٠٧-٢٠٢٥
تستعد البوسنة لإحياء الذكرى الثلاثين لمجزرة سريبرينيتسا، في مجتمع لا يزال يعاني انقسامات وصراعات حول الذاكرة المرتبطة بالمذبحة التي قُتل فيها نحو 8 آلاف مسلم من رجال وفتيان بأيدي قوات صرب البوسنة.
في 11 يوليو (تموز) 1995، سيطرت قوات صرب البوسنة بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش، الملقب بـ«جزّار البلقان»، على مدينة سريبرينيتسا الواقعة في شرق البوسنة على الحدود مع صربيا، والمعلنة «منطقة آمنة تابعة للأمم المتحدة» وتضمّ أكثر من 40 ألف شخص، بينهم نازحون. وأعقب الاستيلاء السريع على المدينة، في ظلّ نقص في الأسلحة والمقاتلين والغذاء، إعدامات جماعية لرجال وفتيان أُلقيت جثثهم في عشرات المقابر الجماعية.
بعد ثلاثين عاماً، تمّ التعرف على هويات نحو 7000 من ضحايا المذبحة ودفنهم، ولا تزال عائلات آلاف آخرين تبحث عن مفقوديها. لكن بات العثور على مقابر جماعية نادراً، ويعود آخرها إلى عام 2021 عندما استُخرجت رفات 10 ضحايا. هذا العام، سيوارى رفات 7 ضحايا حُدّدت هوياتهم، خلال مراسم إحياء ذكرى 11 يوليو في مركز سريبرينيتسا-بوتوكاري التذكاري، بينها رفات شابين كانا في التاسعة عشرة آنذاك، وامرأة كانت تبلغ 67 عاماً.
وقالت ميرزيتا كاريك، البالغة 50 عاماً، لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذا العام، سأدفن والدي. لكن هناك عظمة واحدة فقط تُشكل فكّه السفلي، عُثر عليها قبل ثلاث سنوات. والدتي مريضة جداً وتريد أن تُدفن» العظمة، من دون انتظار العثور على رفات آخر.
قبر جماعي لضحايا مذبحة سريبرينيتسا في قرية سيرسكا... ديسمبر 2010 (أ.ف.ب)
كان والدها، سيجداليا أليتش، يبلغ 46 عاماً في يوليو 1995، وكان مريضاً والتحق بآلاف الرجال والفتيان الذين حاولوا الفرار عبر غابات قريبة. ولم يتمكن من إنقاذ حياته. كما قُتل ابنه، سيجدين (22 عاماً)، بالإضافة إلى إخوته الثلاثة وأبنائهم الأربعة. وقالت كاريك إنه في سلالة من ثلاثة أجيال من رجال هذه العائلة، «لم ينجُ سوى ابن واحد لأحد أعمامي الثلاثة»، مضيفة أن والدها سيكون «الرجل الخمسين في العائلة» الذي يُدفن في مقبرة بوتوكاري، حيث دُفن شقيقها سيجدين عام 2003. وأضافت: «تحملتُ كل شيء، لكنني أعتقد أن هذه الجنازة ستكون الأسوأ. إننا ندفن عظمة. لا أستطيع وصف الألم».
حكمت محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي على رادوفان كارادجيتش، وراتكو ملاديتش، الزعيمين السياسي والعسكري لصرب البوسنة خلال صراع 1992-1995 الذي خلّف نحو 100 ألف قتيل، بالسجن المؤبد بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب. لكن ما زال قادة سياسيون في الكيان الصربي في البوسنة (جمهورية صربسكا)، وفي صربيا، يقللون من خطورة هذه الجرائم، رافضين وصفها بإبادة جماعية.
سيدة بوسنية في مقبرة دفن فيها ضحايا مذبحة سريبرينيتسا... 10 يوليو 2015 (أ.ف.ب)
وقالت نيرا سابانوفيتش، الباحثة في جامعة بروكسل الحرة، والتي يتركّز عملها على الذاكرة واستغلال الهويات العرقية في البلقان، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «هذا الإنكار يُستهان به». وأضافت أنه «من النادر جداً أن تجد شخصاً في جمهورية صربسكا يُقرّ بحدوث إبادة جماعية». ويواصل الزعيم السياسي الصربي البوسني، ميلوراد دوديك، إنكار وقوع إبادة جماعية ويشكك في عدد الضحايا. ومن بين 305 حالات إنكار أو تقليل من شأن الإبادة الجماعية في وسائل الإعلام في جمهورية صربسكا وفي صربيا خلال عام 2024، تصدّر دوديك المشهد، مُعبّراً عن 42 منها، وفقاً لدراسة سنوية نشرها مركز سريبرينيتسا التذكاري. ورغم غضب بلغراد، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 11 يوليو تاريخاً لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا في عام 2024.
وسيجتمع قادة سياسيون من كيان صرب البوسنة ومن صربيا، إلى جانب شخصيات بارزة من الكنيسة الأرثوذكسية الصربية، السبت المقبل في براتوناتش، بالقرب من سريبرينيتسا، لإحياء ذكرى أكثر من 3200 جندي ومدني صربي من شرق البوسنة قُتلوا خلال الحرب. وعُلّقت صورٌ لنحو 600 من هؤلاء الضحايا هذا الأسبوع على طول طريق قرب مركز سريبرينيتسا التذكاري. وقال أمير سولياجيتش، مدير مركز سريبرينيتسا التذكاري، للتلفزيون المحلّي، الخميس: «هؤلاء الأشخاص لا يشاركون في النقاش نفسه. إنهم يُجرون حواراً ذاتياً، وما زالوا في عام 1995». وأضاف، في إشارة إلى قرار الأمم المتحدة: «فزنا بمعركة بالغة الأهمية، معركة الاعتراف الدولي».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش... من التصلب العقائدي إلى البراغماتية والمراوغة الدبلوماسية
الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش... من التصلب العقائدي إلى البراغماتية والمراوغة الدبلوماسية

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 أيام

  • الشرق الأوسط

الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش... من التصلب العقائدي إلى البراغماتية والمراوغة الدبلوماسية

لم تهدأ الحركة الاحتجاجية في صربيا ضد نظام الرئيس ألكسندر فوتشيتش، التي اندلعت في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024، إثر حادثة انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية متسببة في مقتل 16 شخصاً. بل يبدو وكأنها قد دخلت منعطفاً جديداً أكثر زخماً وحدّة، في أعقاب تحولها من حركة احتجاجية طلابية إلى مظاهرات شعبية واسعة وشبه يومية للمطالبة بالحّد من الفساد المتفشّي في مؤسسات الحكومة، والمباشرة في إجراء إصلاحات سياسية. الأحداث الأخيرة في صربيا اجتذبت اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية، وبالأخص الأوروبية، إلى هذه المنطقة من البلقان. وهي المنطقة التي شهدت في حقبة التسعينات أحداثاً دامية بسبب الأزمة بين صربيا وإقليم كوسوفو، كما أنها سلّطت الأضواء في الوقت ذاته على نظام الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الذي يحاول تقويض زخم الحراك عبر التشكيك في دوافعه وربطه بأجندات خارجية. وهذا الأمر ينذر ببقية صيف سياسي ساخنة قد تضع مستقبل الرئيس الصربي أمام اختبار جدّي يعيد رسم معالم المشهد الداخلي برمّته. وُلد ألكسندر فوتشيتش عام 1970 في العاصمة الصربية (واليوغوسلافية سابقاً) بلغراد، وتحديداً، في حي «نيو بلغراد» ذي الطابع العمالي الذي كان آنذاك رمزاً للتوسّع العمراني الاشتراكي في يوغوسلافيا السابقة. ونشأ فوتشيتش في كنف أسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة المثقفة، فوالده أنجيلكو عمل مراسلاً صحافياً في وكالة الأنباء الرسمية، بينما كانت والدته آنجيلا معلّمة للغة الإنجليزية في المدارس العمومية. وقد كان له شقيق واحد يُدعى أندريه، ظل بعيداً نسبياً عن الأضواء السياسية. تلقّى فوتشيتش تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس بلغراد، حيث عُرف بنبوغه الدراسي واهتمامه بالشؤون العامة. والتحق بعد إنهائه الدراسة الثانوية، بدايةً بكلية الحقوق في جامعة بلغراد، ثم تابع لاحقاً دراسات في مجال الصحافة، حيث شغل منصباً صحافياً في القسم الإنجليزي لقناة «كنال إس» بمدينة بال الواقعة في البوسنة والهرسك. ويذكر أنه استفاد من تجربته مع الإعلام في صقل أدواته الخطابية وإتقان فنون التواصل السياسي، وهو ما سيشكّل لاحقاً إحدى أبرز نقاط قوته بوصفه رجل دولة. أما على الصعيد العائلي، فإنه عام 1997 تزوّج من الصحافية كيسينيا يانكوفيتش ثم انفصلا، وتزوج ثانيةً من الدبلوماسية تمارا دوكانوفيتش، وهو الآن أب لفتاة في الثانية والعشرين وشاب في السابعة والعشرين من العمر. انجذب ألكسندر فوتشيتش في شبابه إلى التيارات القومية، ووجد في الحزب الراديكالي الصربي منبراً يُجسّد طموحاته وهواجسه الوطنية، متأثراً بأدبيات فويسلاف شيشلين. وفي عام 1993، انتقل من المجال الإعلامي إلى الحلبة السياسية، بعد انضمامه إلى الحزب الراديكالي الصربي بقيادة شيشلين الذي كان شخصية قومية متشّددة تمثل التيار الأكثر تطرفاً في المشهد السياسي الصربي حينذاك. ولكن فوتشيتش لم يكتف بالعضوية العادية، بل سرعان ما برز كأحد أبرز الوجوه الشابة في الحزب، حتى نال ثقة القيادة وأصبح أميناً عاماً للحزب عام 1995، وهو منصب رفيع المستوى احتفظ به 13 سنة، وما يستحق الإشارة هو أنه إبان فترة الحروب اليوغوسلافية، تبنى فوتشيتش خطاباً قومياً حاداً، وصار من أبرز المدافعين عن سياسات الرئيس (السابق الراحل) سلوبودان ميلوشيفيتش. وحقاً، دافع بقوة عن القادة الصرب الذين اتهموا بارتكاب فظائع خلال الصراع الذي دار بين 1992 و1995. وفي تصريح مثير للجدل أدلى به في يوليو (تموز) 1995، بعد أيام معدودات من مجزرة سريبرنيتشا التي راح ضحيتها 8000 مسلم من البوسنيين على يد القوات الصربية، هدد قائلاً: «إذا قتلتم صربياً واحداً، فسنقتل مائة مسلم». هذا الكلام التي أنكره جزئياً عام 2010، ثم ادعى عام 2014 بأن كلماته أُخرجت من سياقها، تعكس عمق التطرف الذي كان يتبنّاه في تلك الفترة. فوتشيتش عيّن وزيراً للإعلام في «حكومة الوحدة الوطنية» الصربية عام 1998، وفي حينه مارس رقابة صارمة على وسائل الإعلام، وفرض قيوداً مشددة على الصحافة المستقلة، كما منع دخول كثير من وسائل الإعلام الغربية إلى صربيا، في إطار السياسة الإعلامية الرسمية التي كانت تهدف إلى السيطرة على المشهد الإعلامي الصربي. ولكن، رغم تشّدد فوتشيتش في بداياته، سرعان ما أخذ يظهر قدرة لافتة على إعادة تموضعه السياسي. وفعلاً، انتقل من ضفة الخطاب المتشدد الشعبوي نحو خطاب أكثر براغماتية، مع الحفاظ على جوهرٍ قومي، ما جعله عنصراً مهماً يصعب الاستغناء عنه في المعادلة السياسية الصربية. ولعل قضية انضمام صربيا إلى «الاتحاد الأوروبي» هي التي شكلت المنعطف الحاسم في مسيرته السياسية؛ إذ شهد الحزب الراديكالي انشقاقاً داخلياً حول هذه المسألة بين التيار المتشدد المحافظ الذي رفض التوجّه نحو أوروبا، والتيار البراغماتي الذي ارتأى ضرورة التكيّف مع المعطيات الجديدة. وعند وقوع هذا الانشقاق، اختار فوتشيتش الانحياز للبراغماتيين بقيادة توميسلاف نيكوليتش، وغادر معه الحزب الراديكالي ليؤسّسا معاً «الحزب التقدمي الصربي»، الذي سيصبح القوة السياسية المهيمنة في صربيا لاحقاً، الأمر الذي يعكس قدرة فوتشيتش على قراءة المتغيّرات السياسية والتكيّف معها. ومن ثم، في أبريل (نيسان) 2014، اختير ليشغل منصب رئيس لحكومة صربيا. في ربيع عام 2017، تبوّأ ألكسندر فوتشيتش سّدة الرئاسة الصربية وسط تقاطع تيارات سياسية واقتصادية معقدة شكّلت المناخ المثالي لصعوده. فقد كانت صربيا تعيش آنذاك حالة من الاستقطاب السياسي الحاد بين تيار يدعو للاندماج الكامل في المنظومة الأوروبية، وآخر يتمسّك بالجذور السلافية والتحالف التقليدي مع موسكو. جاء فوتشيتش إلى الرئاسة محمّلاً برصيد سياسي ثقيل اكتسبه خلال فترة رئاسته للحكومة منذ عام 2014، حين نجح في تنفيذ تغييرات اقتصادية جذرية وصفها المراقبون بـ«الأكثر جرأة في التاريخ الصربي الحديث». هذه التغييرات، رغم قساوتها الاجتماعية المؤقتة التي تمثّلت في تقليص الرواتب والمعاشات، نجحت لاحقاً، في إنقاذ البلاد من شفير الإفلاس، وإعادة التوازن إلى الميزانية العامة. كذلك نجح فوتشيتش في تحقيق انفراجة دبلوماسية مهمة في ملف كوسوفو من خلال توقيع «اتفاقية بروكسل» عام 2013، التي فتحت الطريق أمام تطبيع العلاقات تدريجياً. من جهة ثانية، تتّسم علاقة ألكسندر فوتشيتش بموسكو بخصوصيةٍ لافتة، تعكس مزيجاً من الميول التاريخية، والإرث السلافي الأرثوذكسي، والتقاطعات الجيوسياسية. وهو منذ وصوله إلى السلطة، حرص على ترسيخ شراكة استراتيجية مع روسيا، قائمة على المصالح المتبادلة، لا سيما في مجالي الطاقة والدفاع. وفي مقال بعنوان «صربيا البلد الأوروبي الوحيد الذي يساند بقوة روسيا وبوتين» صدر في ديسمبر (كانون الأول) 2022، كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية عن أن روسيا تُوفّر لصربيا أكثر من 85 في المائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي وبأسعار تفضيلية. وفي مقال آخر بعنوان «بلغراد، الوجهة الجديدة للأثرياء الروسيين»، نشر على صفحات صحيفة «لي زيكو» الاقتصادية بتاريخ 1 يوليو (تموز) 2025، ذكر المقال أن الشركات الروسية تنشط في الكثير من القطاعات الحيوية داخل صربيا، من البنى التحتية إلى النقل والخدمات والسياحة، وأن المستثمرين الروس يختارون صربيا لأنها البلد الأوروبي الوحيد الذي لا يفرض عليهم تأشيرات لدخول البلد أو العمل فيه، وهم في الوقت ذاته يساهمون في بثّ الحيوية في القطاع الاقتصادي، وامتصاص البطالة. وواقع الحال، أن الرئيس فوتشيتش قام بزيارات متعددة للعاصمة الروسية، التقى خلالها نظيره الرئيس فلاديمير بوتين في مناسبات وُصفت بـ«الودية والحارة»؛ أبرزها الزيارة الرسمية في يناير (كانون الثاني) 2019، وقد كانت وكالة «تاس» الروسية قد نقلت آنذاك تصريحه بأن «العلاقات بين البلدين هي أقوى من أي وقت مضى»، كما نقلت «امتنان بلاده الأبدي لروسيا التي تعتبر بمثابة الأخ الأكبر لصربيا»، في إشارة إلى مواقف الكرملين المساندة لصربيا في حربها مع كوسوفو. أيضاً، على الرغم من انفتاح فوتشيتش الحذر على الغرب، فإنه لم يتردد أطلاقاً في إظهار قربه من الكرملين عند المحطات الرمزية. ففي عام 2020، حضر العرض العسكري الكبير في موسكو بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للنصر على النازية، وكان أحد القادة القلائل من أوروبا الحاضرين، وهي مشاركة اعتبرتها صحيفة «ذي موسكو تايمز» الروسية «إشارة واضحة إلى تموضع بلغراد ضمن الفلك الروسي». كذلك، شاركت القوات الصربية في مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الروسي، من بينها مناورات «الإخوة السلافيون» التي نُظّمت على الأراضي الروسية، بصفة منتظمة إلى غاية 2019. وفي ظل الأزمة الأوكرانية، اختار فوتشيتش البقاء على مسافة من العقوبات الغربية، معتبراً أن «مصلحة صربيا الوطنية تقتضي الحفاظ على علاقات متوازنة مع روسيا»، ب

قصة "ميلونكا سافيتش" أكثر امرأة نالت أوسمة عسكرية بالتاريخ
قصة "ميلونكا سافيتش" أكثر امرأة نالت أوسمة عسكرية بالتاريخ

العربية

time٢٩-٠٧-٢٠٢٥

  • العربية

قصة "ميلونكا سافيتش" أكثر امرأة نالت أوسمة عسكرية بالتاريخ

منعت النساء خلال القرون الماضية، من الالتحاق بالجيش والمشاركة بالحروب حيث كانت الخدمة العسكرية حكرا على الرجال فقط. إلى ذلك، شهد القرن الثامن والتاسع عشر تخفيفا بهذه القيود المفروضة على الخدمة العسكرية، حيث سمح للنساء بالعمل كممرضات لصالح الجيش. وفي خضم هذه الظروف، تمكنت بعض النساء من حمل السلاح والتواجد على جبهات القتال بعدد من الجيوش النظامية، حيث لجأت هذه النساء عادة للتنكر وانتحال شخصية رجل. وتاريخيا، تبرز العديد من الأسماء التي عمدت لهذه الحيلة. ومن ضمن هذه الشخصيات مثلت الصربية ميلونكا سافيتش (Milunka Savić) أبرز من حمل السلاح حيث تحولت الأخيرة لأكثر امرأة حصلت على أوسمة بالتاريخ أثناء خدمتها العسكرية ولقبت بجان دارك (Jeanne d'Arc) صربيا. تنكر بهيئة رجل إلى ذلك، ولدت ميلونكا سافيتش عام 1889 بقرية كوبريفنيكا الصربية. وعام 1912، تلقى شقيقها الذي كان يصارع مرض السل وثائقه العسكرية التي طالبته بالالتحاق بالجيش ضمن حملات التجنيد استعدادا لحرب البلقان الأولى. وفي الأثناء، قررت ميلونكا الالتحاق بالجيش بدلا من شقيقها فانتحلت هويته وتقدمت للخدمة العسكرية معتمدة على وثائقه بعد أن عمدت لقص شعرها وارتداء ملابس رجال. وبشكل سريع، تواجدت ميلونكا على الجبهة وشاركت بأولى المعارك. وبفضل شجاعتها، تمت ترقية الأخيرة لرتبة عريف على إثر معركة بريغالنيكا كما نالت في الآن ذاته ميدالية ميلوس أوبيليتش التي مثلت وسام الشجاعة بصربيا. في خضم حرب البلقان الأولى، تعرضت ميلونكا سافيتش لإصابات. ومع نقلها للمستشفى لإسعافها، اكتشف الجميع هويتها الحقيقة وتأكدوا من أنها امرأة تنكرت بزي رجل للالتحاق بالجيش. إلى ذلك، أثارت هذه الحادثة حالة من الدهشة في صفوف المسؤولين العسكريين الصرب الذين ذهلوا بإنجازاتها بالحرب وقدرتها على إخفاء هويتها الحقيقية طيلة هذه الفترة. أوسمة عديدة ونسيان لسنوات مع اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914، سمح لميلونكا بالقتال لصالح الجيش الصربي. وبمعركة كولوبارا (Kolubara) ضد النمساويين ما بين شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) 1914، حصلت الأخيرة على وسام نجمة كارادوردي (Karađorđe Star). وعقب معركة سيرنا بيند (Crna Bend) سنة 1916، نالت ميلونكا وسام نجمة كارادوردي الثاني عقب نجاحها في أسر 23 جنديا بلغاريا بمفردها. وإضافة للتكريم المحلي، نالت هذه الشابة الصربية أوسمة من دول أخرى حيث منحتها بريطانيا وسام القديس ميخائيل والقديس جرجس ومنحتها فرنسا وسام جوقة الشرف ووسام صليب الحرب بينما قدمت لها روسيا وسام القديس جورج الذي مثل حينها أعلى وسام عسكري بروسيا. من جهة ثانية، تقلدت ميلونكا رتبة عسكرية جديدة بعد حصولها على منصب رقيب. مع نهاية الحرب العالمية الأولى، تم التخلي عن ميلونكا وإقصاؤها من الجيش عام 1919. وعلى الرغم من حصولها على عرض للعيش بفرنسا والتمتع بجراية تقاعدية، فضلت ميلونكا البقاء بصربيا. وببلادها عملت الأخيرة بادئ الأمر بمجال البريد قبل أن تتجه للعمل كمعينة منزلية. وخلال زواجها القصير الذي انتهى بالطلاق، أنجبت ميلونكا طفلة وتبنت ثلاثا أخريات. على الرغم من حصولها على جراية تقاعدية بسيطة عام 1945 عقب وصول الاشتراكيين لسدة الحكم، عانت ميلونكا من ويلات الفقر. وبأحد الاحتفالات العسكرية بصربيا، حلت الأخيرة ذات مرة حاملة معها ميدالياتها. وعقب سؤالها عن هويتها ومعرفتهم بقصتها، اتجه العديد من المسؤولين العسكريين الصرب للتعاطف معها. وعقب مجهودات كبيرة من الصحف المحلية وضغط شعبي، حصلت ميلونكا على مسكن متواضع ببلغراد سنة 1972. وبعد أقل من عام، توفيت الأخيرة بظروف صعبة عن عمر ناهز 81 سنة.

الإمارات وألبانيا تبحثان تعزيز التعاون في 5 مجالات
الإمارات وألبانيا تبحثان تعزيز التعاون في 5 مجالات

مباشر

time١٨-٠٧-٢٠٢٥

  • مباشر

الإمارات وألبانيا تبحثان تعزيز التعاون في 5 مجالات

أبوظبي ـ مباشر: أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مباحثات رسمية في العاصمة تيرانا مع إيدي راما، رئيس وزراء جمهورية ألبانيا، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتنميتها في مختلف المجالات ذات الأولوية، وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والطاقة المتجددة والأمن الغذائي والتكنولوجيا. وجرى اللقاء في مقر رئاسة الوزراء الألبانية، ضمن زيارة عمل يقوم بها رئيس الإمارات إلى ألبانيا. وأعرب رئيس الوزراء الألباني في بداية اللقاء عن ترحيبه الكبير، مؤكداً أن الزيارة تمثل محطة مهمة في دفع العلاقات نحو آفاق أرحب من التعاون والشراكة. وبحث الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وشددا على أهمية تعزيز التعاون الدولي لحل النزاعات عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية، بما يعزز ركائز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي. وأكد محمد بن زايد خلال اللقاء حرص دولة الإمارات على بناء شراكات تنموية مستدامة مع دول منطقة البلقان، وفي مقدمتها ألبانيا، في إطار نهج إماراتي يركز على التعاون والمصالح المتبادلة، ودعم جهود تحقيق السلام والتنمية في المنطقة والعالم. وقال رئيس الإمارات في تغريدة عبر منصة "إكس":" بحثت في تيرانا مع رئيس الوزراء إيدي راما سبل تعزيز العلاقات المتنامية بين بلدينا، خاصة في المجالات التي تخدم الأولويات التنموية المتبادلة، وتبادلنا وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية، وسبل دعم السلام والاستقرار عالمياً." وأكد الجانبان التزامهما بمواصلة دفع العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون، خصوصاً في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، بما يحقق مصالح الشعبين. وفي ختام اللقاء، منح إيدي راما الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسام "بنيميرينتي"، وهو أعلى وسام تكريمي يمنحه رئيس وزراء ألبانيا، تقديراً لجهوده في دعم العلاقات بين البلدين وازدهارها على مختلف المستويات. وأكد رئيس الوزراء أن منح الوسام يعكس التقدير الكبير الذي يحظى به في ألبانيا والمكانة الرفيعة التي تحتلها الإمارات كشريك موثوق. حضر اللقاء الوفد المرافق لرئيس الإمارات الذي يضم كلاً من الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، والشيخ زايد بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار رئيس الدولة، وعلي بن حماد الشامسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وسلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة، والدكتور أحمد مبارك المزروعي رئيس مكتب رئيس الدولة للشؤون الاستراتيجية رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، وفيصل عبد العزيز البناي مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، ولانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وعلي عبيد الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية اليونان سفير غير المقيم لدى ألبانيا، ومحمد العبار رئيس مجلس إدارة «إيجل هيلز». وكان رئيس الدولة قد وصل إلى العاصمة الألبانية "تيرانا" في وقت سابق اليوم، حيث كان في استقباله لدى وصوله إلى مطار تيرانا الدولي، إيدي راما رئيس وزراء جمهورية ألبانيا وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين في ألبانيا. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store