
أزمة السويداء: ما الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه في سوريا؟
اتهم رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، إسرائيل بالسعي إلى تمزيق بلاده وتحويلها إلى ساحة فوضى.
دخلت قافلة مساعدات طبية وإنسانية وغذائية، الأحد 20 من يوليو/تموز، إلى محافظة السويداء، بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية السورية بدء سريان وقف إطلاق النار بين مقاتلين دروز ومقاتلين مع عشائر البدو، عقب نحو أسبوع من الاشتباكات الدامية بين الطرفين
.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن المكتب الإعلامي في وزارة الصحة أن قافلة المساعدات الطبية كان برفقتها وفد حكومي رسمي، إلا أن هذا الوفد لم يُسمح له بدخول المحافظة، ودخلت القافلة برفقة أفراد الهلال الأحمر السوري فقط.
وأشارت مصادر محلية إلى أن حكمت الهجري (أحد شيوخ عقل الدروز) قد رفض دخول الوفد الحكومي الرسمي برفقة قافلة المساعدات.
ومن جهته، أكد وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، أن قوى الأمن نجحت في تهدئة الأوضاع وإنفاذ وقف إطلاق النار داخل مدينة السويداء، "تمهيدا لمرحلة تبادل المحتجزين والعودة التدريجية للاستقرار إلى عموم المحافظة".
ومن جانبه، أشار "تجمع عشائر الجنوب"، وهو تجمع لعشائر السويداء، إلى التزامه بوقف إطلاق النار.
ودعا التجمع إلى "إطلاق سراح جميع المحتجزين من أبناء العشائر، وتأمين العودة الآمنة لجميع النازحين إلى منازلهم وقراهم دون استثناء أو شروط".
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان - مقره بريطانيا - إلى أن أعمال العنف التي اندلعت في محافظة السويداء، منذ نحو أسبوع، تسببت في مقتل نحو ألف شخص.
وجاء اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء على خلفية اتفاق آخر توسطت فيه الولايات المتحدة وتركيا والأردن ودول أخرى، لوقف المزيد من الضربات العسكرية الإسرائيلية.
"تدخل إسرائيل في أزمة السويداء"
وكانت إسرائيل قد استهدفت عسكريا، الأربعاء 16 من يوليو/تموز، عدة مناطق داخل سوريا، من بينها منشآت حكومية داخل العاصمة دمشق.
ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل "ملتزمة بمنع إلحاق الأذى بالدروز في سوريا، انطلاقا من التحالف الأخوي العميق مع مواطنينا الدروز في إسرائيل، وروابطهم العائلية والتاريخية معهم".
ونقلت صحيفة "جيرزواليم بوست" الإسرائيلية، السبت 19 من يوليو/تموز، عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تأكيده أن "مناطق جنوب سوريا ستبقى منزوعة السلاح".
وأشارت الصحيفة إلى أن كاتس عبر خلال لقائه السناتور الأمريكي تيد كروز، في واشنطن، عن "عدم ثقة إسرائيل في رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع"، وأن الجماعات التي "تهاجم الدروز اليوم ستستهدف إسرائيل غدا".
في المقابل، يتهم رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، إسرائيل بـ "السعي إلى تمزيق سوريا... وتحويلها إلى ساحة فوضى غير منتهية". وتعهد الشرع في كلمة مسجلة، وجهها إلى السوريين فجر الخميس 17 من يوليو/تموز، بالدفاع عن بلاده ومصالحها.
وفي السياق ذاته، وصفت وزارة الخارجية السورية سلوك إسرائيل بأنه يأتي ضمن "سياق سياسة ممنهجة ينتهجها الكيان الإسرائيلي لإشعال التوتر وخلق الفوضى وتقويض الأمن والأمان في سوريا".
ويعيش في إسرائيل نحو 130 ألف درزي في الكرمل والجليل يحملون الجنسية الإسرائيلية. ويوافق أغلب الذكور منهم على الخدمة في الجيش الإسرائيلي، ويترقى بعضهم إلى مناصب عليا، كما ينتسبون إلى عناصر الشرطة وقوات الأمن.
في المقابل، يرفض معظم الدروز المقيمين في منطقة الجولان المحتلة الحصول على الجنسية الإسرائيلية، ويتمسكون بجنسيتهم السورية.
ويبلغ عدد طوائف الدروز نحو مليون نسمة، ويتمركزون بشكل أساسي في سوريا ولبنان وإسرائيل.
برأيكم،
ما الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه في سوريا؟
هل تستخدم إسرائيل الدروز كذريعة للتدخل في شؤون سوريا الداخلية؟
ما خيارات سوريا في التعامل مع تدخلات إسرائيل؟
وهل يقبل النظام السوري بمنطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا؟
نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 21 يوليو/تموز.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عين ليبيا
منذ 8 ساعات
- عين ليبيا
أردوغان: إسرائيل ترى أن سوريا الموحدة ليست في صالحها ولن نترك الرئيس «الشرع» وحيداً
صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة تدرك ضرورة تحمل المسؤولية تجاه الوضع في سوريا، مؤكداً أن 'إسرائيل تقوم باستفزازات وتريد احتلال المنطقة'، وأن الرئيس أحمد الشرع 'لم يقدم تنازلات'. وقال أردوغان للصحفيين على متن طائرة عائدة من جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة من طرف واحد: 'مصممون على دعم الرئيس السوري أحمد الشرع ولن نتركه وحيداً، أكدت للشرع استعداد تركيا لتقديم كافة أنواع الدعم لسوريا، اتخذ الرئيس السوري أحمد الشرع موقفًا حازمًا، ولم يقدم أي تنازلات حتى الآن'. وأكد أن سوريا سيطرت على الوضع بنشر نحو 2500 جندي، وأن الشعب السوري بجميع أطيافه تعلم من معاناته الماضية، ولا ينوي الانخراط في هذه الألاعيب. وأردف: 'لقد تحققت المصالحة هنا بين الدروز وشرائح أخرى… والرئيس السوري اتخذ خطوة إيجابية للغاية'. وأشار أردوغان إلى وجود ما سماها 'مجموعات درزية تتعاون مع إسرائيل وتواصل الأعمال التخريبية'، مشدداً على أن إسرائيل لا تريد الاستقرار في المنطقة وتعتقد أن سوريا الموحدة لن تكون في صالحها، لذلك تواصل استفزازاتها. وأضاف: 'الاشتباكات في السويداء تستمر بين الحين والآخر بسبب المجموعات الدرزية التخريبية المدعومة من إسرائيل.. المشكلة الاستراتيجية الأكبر هي سعي إسرائيل لاحتلال المنطقة متذرعة بالصراع في السويداء.. إسرائيل تهاجم كل مكان كوحش هائج وستكون ضحية مطامعها'. سوريا: اشتباكات عنيفة بأسلحة ثقيلة ومسيرات انتحارية في ريف السويداء وسط تحركات لوقف إطلاق النار تدور اشتباكات عنيفة في ريف محافظة السويداء جنوب سوريا، باستخدام أسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة انتحارية، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية من وزارة الدفاع إلى الأطراف الشمالية الغربية للمحافظة وعلى طريق دمشق – السويداء. الاشتباكات تركزت على محور بلدة أم الزيتون شمالي مدينة شهبا، وسط تحركات عسكرية مكثفة، حيث أُسقطت طائرة مسيرة أُطلقت من قبل القوات الأمنية باتجاه مناطق داخل المحافظة. وشهدت مواقع متفرقة في ريف السويداء استخداماً لمختلف أنواع الأسلحة، بينها الرشاشات الثقيلة والطائرات المسيرة، ما يعكس تصعيداً لافتاً في مستوى المواجهات. مبعوثون أميركيون ينددون بمقتل مواطن من أوكلاهوما في السويداء ويطالبون بمحاسبة دمشق أدان ريتشارد غرينيل، المبعوث الأميركي للمهام الخاصة، مقتل مواطن أميركي من أصول درزية في محافظة السويداء السورية، واصفاً ما جرى بأنه 'قتل وحشي'، وسط دعوات أميركية لمحاسبة الحكومة السورية على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة. وكتب غرينيل في منشور على منصة 'إكس': 'وصلتني للتو أخبار ومقاطع فيديو مروعة عن مواطن أميركي من أوكلاهوما يُقال إنه قُتل بوحشية في سوريا. إنه درزي'. وأضاف: 'أبلغتُ مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية وعضوا في الكونغرس للتحقق من الحقائق. ادعوا لعائلته'. ورجّحت تعليقات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الحديث يدور حول حسام سرايا، مؤسس 'المدرسة السورية الافتراضية'، مشيرين إلى أنه قُتل مع خمسة من أفراد أسرته في دوار تشرين وسط مدينة السويداء. وتشير صفحته على فيسبوك إلى إقامته في أوكلاهوما، ما يدعم رواية غرينيل. سوريا.. حركة 'رجال الكرامة' تعبر عن تقديرها لحرص أطراف دولية على منع الانزلاق للفوضى في السويداء أكد الشيخ ليث البلعوس، القيادي في حركة 'رجال الكرامة' بمحافظة السويداء جنوب غربي سوريا، أن الحركة لاحظت حرصاً صادقاً من عدة أطراف دولية على منع انزلاق الأوضاع نحو الفوضى في المحافظة. وأرجع البلعوس تعقيد الوضع في السويداء إلى 'تعنت الطرف الآخر وانفراده بقرار الطائفة الدرزية، واختيار السلاح لتنفيذ أجندات خارجية'. وشدد على ضرورة أن يأخذ القانون مجراه، وأن تُحاسب كل يد امتدت على الأبرياء، بغض النظر عن الجهة التي تنتمي إليها. العشائر العربية في سوريا: من هم وما مطالبهم وأين يلتقون ويختلفون مع الدروز؟ الخلفية التاريخية والاجتماعية تتمتع العشائر العربية في سوريا بتاريخ طويل يمتد إلى ما قبل قرنين من الزمن، وهي من السكان الأصليين في مناطق عدة، خاصة في محيط السويداء وجبل العرب، حيث تتوزع قبائل كبيرة مثل عنزة، شمر، النعيم، العكيدات، البكارة، البوشعبان، بني خالد، الموالي، الجبور، وغيرها. في المقابل، يتركز وجود الدروز في جبل العرب منذ حوالي 200 سنة، وقد توسعوا تدريجيًا في السيطرة على المراعي والمناطق الخصبة هناك، ما أدى إلى تضييق الموارد والعوامل الاقتصادية التي تعتمد عليها العشائر العربية مثل تربية المواشي. هذا الأمر دفع العشائر إلى الهجرة نحو مناطق أخرى مثل درعا وريف دمشق وحتى خارج سوريا. التوزيع القبلي والعشائري قبيلة النعيم: حوالي مليوني شخص في سوريا. حوالي مليوني شخص في سوريا. قبيلة العكيدات: حوالي مليون ونصف في المناطق الشرقية والوسطى. حوالي مليون ونصف في المناطق الشرقية والوسطى. قبيلة البكارة: حوالي مليون في المنطقة الشرقية وحلب. حوالي مليون في المنطقة الشرقية وحلب. قبيلة البوشعبان: حوالي مليون في الشرقية والرقة. حوالي مليون في الشرقية والرقة. قبيلة بني خالد: نصف مليون في الوسطى ودرعا. نصف مليون في الوسطى ودرعا. قبيلة الموالي: حوالي 300 ألف في المنطقة الوسطى. حوالي 300 ألف في المنطقة الوسطى. قبيلة الجبور: ربع مليون في شمال شرق سوريا. ربع مليون في شمال شرق سوريا. قبيلة شمر: 150 ألف في الحسكة وحلب. 150 ألف في الحسكة وحلب. قبيلة عنزة: 100 ألف في حمص والبادية. مطالب العشائر وأسباب الصراع مع الدروز يرى أبناء العشائر العربية أنهم يعانون من مظلومية تاريخية تمثلت في: فقدان الموارد والمكاسب الاقتصادية والسياسية لصالح الدروز. إقصاء مدروس من الوظائف والتمثيل السياسي والمناطقية. غياب الخدمات التنموية في مناطقهم الأصلية. التعرض لتضييقات مستمرة أدت إلى ضعف تواجدهم وتأثيرهم في جبل العرب. الصراع الأخير في السويداء اشتبكت العشائر العربية مع الدروز بعد انسحاب القوات الحكومية من السويداء، حيث اتهم الدروز العشائر بعدم المشاركة في القتال إلا بشكل محدود، فيما رأت العشائر أن المعركة كانت دفاعاً عن كرامتهم لا تخدم أجندات سياسية للدولة. الباحثون يؤكدون أن الصراع لا يمكن اختزاله في بعد مذهبي فقط، رغم أن هناك توظيفاً لهذه الهوية في التجييش، حيث يُتهم الدروز بأنهم 'فرقة باطنية' من قبل بعض العشائر، بينما ينفي أهل السنة من المدنيين في دمشق وحلب وغيرها هذا الطابع المذهبي ويؤكدون أن العشائر تمثل قوة عابرة للحدود الإدارية وقانون الدولة. الأبعاد السياسية والاقتصادية تُظهر التحليلات أن الصراع كان له جذور سياسية واجتماعية عميقة: الدروز استغلوا علاقتهم الوثيقة بالسلطة المركزية في دمشق لتأمين حماية وامتيازات اقتصادية. العشائر، رغم اعتزازها بقبليتها، شعرت بالإقصاء والتهميش، ما ولد شعوراً بالاستياء تجاه النظام. الحكومة السورية تجاهلت معالجة مطالب العشائر بشكل شامل، خاصة بعد سقوط نظام الأسد حيث برزت فرصة لمصالحة شاملة ولكنها لم تُستغل. المواقف الدينية والاجتماعية أهل السنة والجماعة، الذين ينتمي إليهم معظم العشائر، لا يباركون العنف والانتقام، ويعتبرونه خروجاً على تعاليم التسامح الديني. الحكم الإسلامي تاريخياً لم يكن يعلن حرباً على الأقليات لكنه كان غير قادر على ضبط صراعات داخلية ذات طابع مذهبي بسبب ضعف السلطات المركزية والتوازنات السياسية المتغيرة. الخلاصة الصراع بين العشائر العربية والدروز في سوريا هو صراع متعدد الأبعاد: تاريخي واجتماعي : نابع من اختلافات قديمة في السيطرة على الموارد والسلطة. : نابع من اختلافات قديمة في السيطرة على الموارد والسلطة. سياسي : استغلال السلطات المحلية والوطنية للصراعات لتحقيق مكاسب أو تقويض معارضين. : استغلال السلطات المحلية والوطنية للصراعات لتحقيق مكاسب أو تقويض معارضين. مذهبي: تم توظيفه في سياق التجييش لكن ليس هو العامل الحاسم. المفتاح لحل هذا الصراع يكمن في الاعتراف بحقوق العشائر وتوفير تمثيل سياسي وعادل، فضلاً عن تحسين الخدمات والمساواة في توزيع الموارد، مع تعزيز الحوار الوطني القائم على المواطنة الجامعة.


الوسط
منذ 8 ساعات
- الوسط
مسلحون من عشائر البدو في سوريا: "نلتزم بوقف إطلاق النار مع الدروز لكن يمكن أن نعود للقتال"
BBC انسحب مقاتلو البدو من السويداء بعد اتفاق وقف إطلاق النار. قال مسلحون من عشائر البدو في جنوب سوريا لبي بي سي إنهم سيلتزمون بوقف إطلاق النار مع الدروز هناك، لكنهم لم يستبعدوا استئناف الاشتباكات. وقد انسحب مقاتلو العشائر البدوية من المدينة إلى القرى المحيطة بها في المحافظة، بعد أسبوع من اشتباكات طائفية دامية بين مقاتلين دروز، ومسلحين من البدو، والقوات الحكومية، مع قيام إسرائيل بشن غارات جوية دعماً للدروز. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة، أمس الأحد، إن هناك "هدوءاً حذراً" في المنطقة، لكنه صرّح في وقت لاحق بأن مقاتلين من العشائر هاجموا قرى. ومن بلدة المزرعة الدرزية، التي كان يسيطر عليها مقاتلو البدو الأسبوع الماضي، وأصبحت الآن تحت سيطرة الحكومة، يمكن رؤية الدخان يتصاعد عبر الحقول من مدينة السويداء. عند نقطة تفتيش قريبة من البلدة، كان عشرات من عناصر الأمن الحكومي يقفون على امتداد الطريق، جميعهم مدججون بالسلاح ويمنعون البدو من العودة إلى مدينة السويداء. وعلى الطريق، احتشد مئات من مقاتلي البدو، وبدأ عدد منهم بإطلاق النار في الهواء. وكانوا يطالبون بالإفراج عن الجرحى من أبنائهم الذين ما زالوا في مدينة السويداء، ويصفونهم بالرهائن. وقالوا إنه إذا لم يتم الإفراج عنهم، فإنهم سيجتازون الحاجز بالقوة ويعودون إلى المدينة. وتحدث أحد شيوخ العشائر إلى بي بي سي قائلاً: "لقد فعلنا ما أمرتنا به الحكومة، ونحن ملتزمون بالاتفاق وبكلامها، وقد عدنا، والسويداء تبعد 35 كيلومتراً من هنا". وأضاف: "رهائننا وجرحانا موجودون هناك، وهم يرفضون تسليمنا أيّاً منهم... إذا لم يلتزموا بالاتفاق، سنعود مرة أخرى، حتى لو أصبحت السويداء مقبرتنا". من جانبها قالت وزارة الداخلية السورية عبر حسابها على منصة أكس إنه "سيتم الإفراج عن عائلات البدو المحتجزة في المحافظة خلال الساعات القادمة"، بعد جهود وساطة بذلتها الحكومة. BBC قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة إن هناك "هدوءاً حذراً" في السويداء يوم الأحد. وتحول التوتر المستمر منذ فترة طويلة بين الدروز والبدو إلى اشتباكات دامية قبل أسبوع، بعد اختطاف تاجر درزي على الطريق المؤدية إلى العاصمة دمشق. وقد ردت حكومة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، بنشر قوات في المدينة. وقال سكان السويداء الدروز لبي بي سي إنهم شاهدوا "أعمالاً وحشية"، حيث هاجم مسلحون (من القوات الحكومية ومقاتلين أجانب) السكان. واستهدفت إسرائيل هذه القوات، قائلة إنها كانت تفعل ذلك من أجل حماية الدروز. وانسحبت القوات الحكومية ليشتبك، بعدها، مقاتلون دروز وبدو. وقد اتهم بعضهما بعضاً بارتكاب فظائع خلال الأيام السبعة الماضية، بالإضافة إلى اتهامات لأفراد من قوات الأمن، وكذلك أفراد تابعين للحكومة المؤقتة. وقد أعلن أحمد الشرع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، السبت 19 تموز/يوليو، وقف إطلاق النار، وأرسل قوات أمنية إلى السويداء لإنهاء المعارك. و سيطر، مرة أخرى، مقاتلو الدروز المحليون على المدينة. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة، أفاد بمقتل أكثر من 1120 شخصاً. وقال المرصد إن قائمة القتلى شملت 427 مقاتلاً درزياً و298 مدنياً درزياً، تم "إعدام 194 منهم ميدانياً على يد أفراد من وزارتي الدفاع والداخلية". وفي الوقت نفسه، قُتل 354 عنصراً من قوات الأمن الحكومية و21 من البدو السنة، بينهم ثلاثة مدنيين قال المرصد إنهم "أُعدموا ميدانياً على يد مقاتلين دروز". وأضاف أن 15 من جنود الحكومة قُتلوا في غارات إسرائيلية. BBC نزحت عائلات بدوية من مدينة السويداء. وقد صرحت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، أمس الأحد، بأن ما لا يقل عن 128 ألف شخص نزحوا بسبب العنف. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة السويداء تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية. يأتي هذا، فيما أفادت تقارير بوصول أول قافلة إنسانية تابعة للهلال الأحمر السوري إلى المدينة. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الحكومية أن إسرائيل أرسلت مساعدات طبية إلى الدروز. في هذه الأثناء، طالب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الحكومة السورية "بمحاسبة وتقديم أي شخص ضالع في ارتكاب فظائع إلى العدالة، بما في ذلك من هم في صفوفها"، للحفاظ على إمكانية أن تكون سوريا موحدة وسلمية. وفي قرية المعرب، جنوب غرب السويداء، تجمع لاجئون بدو في مكان كان في السابق مدرسة. ولا تزال القرية تحمل آثار وندبات سنوات الحرب الأهلية، المتمثلة في مبانيها المدمرة المليئة بثقوب الرصاص. وبداخل مراكز توزيع المساعدات، تجمعت نساء بدويات مسنات يجمعن الماء من خزان في جزء خلفي من شاحنة. وكان معظم الموجودين هناك من النساء والأطفال. وعند سؤال سيدة منهن، عما إذا كانت تعتقد أن البدو والدروز يمكنهم العيش معاً، قالت إحدى النازحات من مدينة السويداء إن هذا الأمر يعتمد على الحكومة في دمشق. وأضافت: "إنهم قادرون على العيش معاً، إذا تولت الحكومة زمام الأمور والحكم، وإذا وفرت لهم السلام والأمن". وأوضحت أنها تعتقد أن البدو لا يستطيعون الثقة بالدروز، في ظل غياب سلطة الحكومة.


الوسط
منذ 8 ساعات
- الوسط
وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ في السويداء، والمبعوث الأمريكي يحمّل الحكومة السورية مسؤولية "دمج الأقليات"
Getty Images قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، إن بلاده تتابع التطورات في محافظة السويداء "بقدر من القلق والألم والرغبة في المساعدة"، واصفاً ما جرى في سوريا مؤخراً بأنه "أمر مروع". وفي تصريحات له، شدد براك على ضرورة "تحمّل الحكومة السورية لمسؤوليتها، ومحاسبة من تسببوا في الانتهاكات"، معتبراً أن "دمج الأقليات في بنية السلطة هو أمر بالغ الأهمية من أجل مستقبل سوريا". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء دخل حيز التنفيذ الكامل اليوم الاثنين، وذلك بعد ثمانية أيام من الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في المحافظة منذ 13 يوليو/تموز الجاري. وأوضح المرصد أن المواجهات أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين والمسلحين، حيث قُتل نحو 1120 شخصاً، من بينهم 194 حالة إعدام وتصفية ميدانية. ووفق المرصد، فقد بدأ تنفيذ الاتفاق بمغادرة عائلات البدو "الراغبة" أراضي محافظة السويداء، في وقت يشهد فيه ريف المحافظة هدوءاً حذراً وسط ترقب لمدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق. ووصف المرصد اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء بأنه "أوّل عملية تهجير تجري برعاية الحكومة السورية بحق أبناء عشائر البدو". ويتضمن الاتفاق خروج كامل المسلحين من أبناء العشائر الذين قدموا من عدة محافظات سورية، إلى جانب انسحاب جميع العناصر العسكرية الحكومية من كامل الحدود الإدارية للسويداء، مع منع دخول أي أرتال عسكرية إلى المحافظة مستقبلاً. Getty Images كما ينص الاتفاق على السماح بإدخال المساعدات الطبية والغذائية والصحية إلى داخل السويداء، وتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق حول ما جرى خلال فترة التصعيد، إضافة إلى التفاهم على فتح معابر دولية للسويداء ومنع دخول أي قوى أمنية أو عسكرية مجدداً تحت أي ذريعة. ومن المقرر أن تُعرض تفاصيل إضافية لاحقاً ضمن ملحق للاتفاق، تشمل ملفات حساسة، أبرزها ترتيبات تبادل الأسرى الذين جرى احتجازهم خلال أيام الاقتتال. من جهته قال قائد الأمن الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن "قواته ملتزمة بتأمين خروج من يرغب من المدنيين، مع توفير إمكانية العودة لاحقاً"، مشدداً على "مواصلة الجهود لترسيخ الاستقرار داخل المحافظة". وأشار الدالاتي إلى فرض طوق أمني حول المدينة في محاولة لوقف الاقتتال، تمهيداً لمسار المصالحة. وتأتي هذه التطورات في ظل أوضاع إنسانية متدهورة في السويداء، حيث تعاني المدينة من نقص حاد في المواد الإغاثية والخدمات الأساسية نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية. وأعلنت وزارة الخارجية السورية استمرار تنسيقها مع الشركاء المحليين والدوليين، لتأمين المساعدات الإنسانية، وضمان عودة النازحين إلى منازلهم. وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات إن "جزءاً من المساعدات دخل المحافظة بالتنسيق مع منظمات إنسانية، على أمل أن تستقر الأوضاع الأمنية، بما يسمح بدخول الوفد الحكومي وبقية المساعدات لاحقاً". وأكد محافظ السويداء مصطفى البكور أن الأولوية حالياً هي الاستجابة للاحتياجات الإنسانية، مشيراً إلى استمرار التنسيق مع الجهات المعنية لإيصال المساعدات للمناطق المتضررة. من جانبها، نددت وزارة الخارجية السورية بمنع دخول القوافل الإغاثية إلى السويداء، محذرة من تداعيات أمنية قد تعرقل استمرار العمل الإنساني. وقال مسلحون من عشائر البدو لبي بي سي إنهم ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار، لكنهم لم يستبعدوا تجدد الاشتباكات. وأفادت تقارير بأن مقاتلي العشائر انسحبوا من المدينة باتجاه القرى المحيطة، بينما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "هدوء حذر" في بعض المناطق. ووثّق المرصد، ومقره المملكة المتحدة، وقوع هجمات جديدة على قرى، مشيراً إلى استمرار التوتر. وتفيد شهادات من الميدان بأن عشرات من عناصر الأمن الحكومي انتشروا قرب بلدة المزرعة، لمنع دخول مقاتلين بدو إلى المدينة، بينما تجمّع عدد من المسلحين على الطريق المؤدي إلى السويداء، مطالبين بالإفراج عن جرحى من أبناء العشائر، قالوا إنهم ما زالوا داخل المدينة، واصفين إياهم بالرهائن. وقال أحد شيوخ العشائر لبي بي سي: "نحن ملتزمون بالاتفاق... لكن إن لم يتم الإفراج عن جرحانا، سنعود حتى لو كانت السويداء مقبرتنا". وأعلنت وزارة الداخلية السورية لاحقاً عبر منصة إكس أن الإفراج عن العائلات المحتجزة سيتم خلال ساعات، بعد جهود الوساطة الحكومية. وتعود جذور التصعيد الأخير إلى حادثة اختطاف تاجر درزي على طريق دمشق، ما فجّر الاشتباكات بين مجموعات مسلحة من الدروز ومسلحين من البدو والقوات الحكومية. وفي ظل هذه الأحداث، أعلنت الحكومة الانتقالية في سوريا برئاسة أحمد الشرع وقفاً لإطلاق النار وأرسلت قوات أمنية إلى المنطقة. Getty Images وقال المرصد السوري إن نحو 1,120 شخصاً قُتلوا خلال أسبوع من الاشتباكات، بينهم 427 مقاتلاً درزياً و298 مدنياً درزياً، أُعدم 194 منهم ميدانياً، حسب ما ورد في تقرير المرصد. كذلك أشار المرصد إلى مقتل 354 عنصراً من القوات الحكومية، و21 من أبناء العشائر، بينهم ثلاثة مدنيين أُعدموا ميدانياً على يد مقاتلين دروز، وفقاً للتقرير. كما قُتل 15 عنصراً من القوات الحكومية في غارات إسرائيلية، قالت إسرائيل إنها نُفّذت لحماية أبناء الطائفة الدرزية. وأعلنت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 128 ألف شخص نزحوا نتيجة الاشتباكات، وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية داخل السويداء. وفيما وصلت أول قافلة مساعدات تابعة للهلال الأحمر العربي السوري إلى المدينة، أفادت تقارير إسرائيلية بإرسال مساعدات طبية إلى السكان الدروز. دولياً، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى محاسبة جميع من ارتكبوا انتهاكات، بما في ذلك من ينتمون إلى أطراف رسمية، للحفاظ على إمكانية تحقيق سلام دائم في سوريا.