logo
الجمهورية: برّاك يجنح إلى الديبلوماسية الخشنة… وتشييع مهيب لزياد الرحباني اليوم

الجمهورية: برّاك يجنح إلى الديبلوماسية الخشنة… وتشييع مهيب لزياد الرحباني اليوم

وزارة الإعلام٢٨-٠٧-٢٠٢٥
كتبت صحيفة 'الجمهورية': فيما يستعد لبنان الرسمي والفني والشعبي لوداع الفنان الكبير والمبدع زياد الرحباني اليوم إلى مثواه الأخير في مأتم مهيب، تلبّد الجو السياسي بفعل تغريدة خشنة للموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك، تلقي المسؤولية على الحكومة اللبنانية في موضوع السلاح، في الوقت الذي ينتظر المسؤولون منه أن يعود إليهم بردود أميركية وإسرائيلية على ما حملوه اخيراً من ردّ على الردّ الأميركي الأخير، الذي يطلب أن يكون الاول من آب موعداً لشروع الحكومة بموضوع حصرية السلاح وتوابعها، من دون تقديم اي ضمانات أميركية بإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار والتزام القرار الدولي 1701 والانسحاب من المنطقة الجنوبية المحتلة وإطلاق الأسرى والبدء بورشة إعادة الإعمار.
بينما كان لبنان الرسمي يترقّب الموقف الأميركي حيال الردّ الأخير الذي تلقّاه من بيروت على المقاربة الأميركية لمسألة حصرية السلاح، باغت الموفد الأميركي المعنيين بمنشور عبر منصة 'إكس'، انطوى على لهجة متشددة، وفق استنتاج أوساط سياسية.
وتوقف برّاك في منشوره عند تأكيد قادة لبنان مراراً وتكراراً احتكار الدولة وحدَها السلاح، مضيفاً: 'طالما احتفظ حزبُ الله بالسلاح فإنّ التصريحات لن تكون كافية'. وطالب الحزب والحكومة 'باتخاذ خطوات عملية الآن، كي لا يُحكمَ على الشعب اللبناني بالبقاء في حال التعثر والفوضى'.
الديبلوماسية الخشنة
واعتبرت الأوساط السياسية نفسها، انّ منسوب الضغط الأميركي على الدولة آخذ في الارتفاع التدريجي، مشيرة إلى انّ قول برّاك بأنّ التصريحات لن تكون كافية، وانّ المطلوب اتخاذ خطوات عملية، إنما يندرج في إطار توجيه تحذير إلى المسؤولين، بأنّ مهلة السماح تتقلص تباعاً، وانّ الوقت بدأ ينفد.
وقالت الأوساط نفسها لـ'الجمهورية'، انّ الرسائل التصاعدية التي يوجّهها برّاك عبر منصة 'إكس' تعكس جنوحاً متدرجاً نحو 'الديبلوماسية الخشنة'. واعتبرت الأوساط أن ليس هناك حتى الآن ما يبشر بالخير، مبدية تخوفها من تصعيد إسرائيلي في المرحلة المقبلة.
إلقاء المسؤولية
إلى ذلك، قالت مصادر رسمية لـ'الجمهورية'، انّ برّاك اراد من تغريدته المفاجئة إلقاء المسؤولية على المسؤولين اللبنانيين، فيما هم ينتظرون منه العودة اليهم بجواب أميركي وآخر إسرائيلي على الورقة اللبنانية الأخيرة التي سلّموه ايّاها رداً على المقترح الأميركي الاخير، وذلك لكي يبنوا على الشيء مقتضاه، خصوصاً انّ هذا المقترح يدعو الحكومة اللبنانية إلى إصدار قرار في الاول من آب المقبل بتحديد جدول زمني لنزع سلاح 'حزب الله' وتحقيق حصرية السلاح بيد الدولة. وقد كان الردّ اللبناني عليه أنّ المطلوب من الولايات المتحدة الأميركية ان تضمن اولاً الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب والتزام اسرائيل وقف اطلاق النار وتنفيذ الموجبات المطلوبة منها في القرار الدولي 1701، لأنّ لبنان متعهد بتنفيذ نزع السلاح وحصريته في خطاب القَسَم الرئاسي وكذلك في البيان الوزاري للحكومة.
وكان برّاك قال في تغريدته المفاجئة عبر منصة 'إكس' أمس الآتي: 'إنّ صدقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ 'حزب الله' بالسلاح، فإنّ التصريحات لن تكون كافية'.
وأعاد برّاك نشر كلمة النائب ميشال معوض في مجلس النواب فيديو ونصًا، وعلّق عليها قائلاً: 'حجّة واضحة وشفافة من ميشال معوّض، النائب البارز في البرلمان اللبناني، يطرح فيها مسارًا نحو الازدهار للجميع'.
ونقلت قناة 'الجديد' عن مصادر ديبلوماسية، أنّ منشور برّاك 'جاء كتحذير إضافي للسلطة اللبنانية بأنّ تصريحاتها لا تكفي وعليها الذهاب فوراً إلى إقرار حصر السلاح قبل انتهاء المهلة.
ونقلت القناة عن 'المصادر المتابعة لحركة برّاك' تعليقاً على إعادة نشره كلام معوض قولها 'إنّه تأكيد إضافي على موقف واشنطن أنّ لبنان أمام مفترق خطير وعليه المبادرة فوراً'.
رسائل دولية
ونسبت القناة إلى مصادر سياسية لبنانية قولها 'إنّ رسائل دولية وصلت إلى لبنان تفيد بأنّه مقبلٌ على تصعيد في شهر آب ما لم تتّجه السلطة اللبنانية مجتمعة إلى اتخاذ إجراءات لمواكبة الأجندة الدولية'.
وذكرت القناة 'أن تواصلًا سعوديًا – أميركيًا – فرنسيًا حصل بعد زيارة برّاك لبنان، وتمّ التوافق فيه على رفض ما اعتبروه شراء الوقت. وشدّدوا على ضرورة أن يذهب لبنان إلى تطبيق ورقة الموفد الأميركي'. واشارت إلى أنّ رئيس الحكومة نواف سلام أبلغ إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقائهما السبت 'الأجواء السلبية التي سمعها في باريس'.
وقد التقى سلام مساء أمس الرئيس السابق للحزب 'التقدمي الاشتراكي' وليد جنبلاط، وتمّ البحث في آخر التطورات السياسية ونتائج زيارة رئيس الحكومة الأخيرة لفرنسا.
أعقد المراحل
وكان اللافت في عطلة نهاية الاسبوع، ما قاله النائب علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب خلال لقاء بلدي في الجنوب، من انّ 'هذه المرحلة قد تكون من أعقد المراحل التي مررنا فيها خلال العقود الماضية، حيث انّ الكثير من التحدّيات تفرض نفسها على الواقع السياسي والأمني والعسكري والجيوسياسي على مستوى كل المنطقة، وهناك الكثير من العناوين الكبرى تشكّل واجهة الأحداث لما يمكن ان يحدث على مستوى كل المنطقة وانعكاسه على الواقع الداخلي في لبنان'. وأضاف: 'اننا امام مشروع إسرائيلي لتصفية ليس فقط القضية الفلسطينية بل أيضاً تصفية الجغرافيا والشعب الفلسطيني، وكذلك على مستوى سوريا التي أصبحت محمية اسرائيلياً، وهو امر خطير. إذ تريد إسرائيل استكماله في منطقة جنوب لبنان وتنهي قدرة لبنان على الحدّ من طموحاتها في المنطقة، وتريد السيطرة الفعلية بالنار والسياسة وربما توسيع الاحتلال'.
الغموض المتعمّد
وفي المقابل، أبدت مصادر سياسية استياءها من الغموض المتعمّد الذي يحيط بالمفاوضات الجارية مع الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك، لجهة تفاصيل المناقشات ونقاط التقدم والتعثر. 'فليس منطقياً، في دولة تعهدت بالشفافية، أن يبقى الرأي العام غائباً عمّا يدور في الغرف المقفلة، علماً أنّ النتائج يتحمّلها الجميع'. وسألت هذه المصادر عبر 'الجمهورية': 'ما الذي يمنع إطلاع الرأي العام اللبناني على المجريات ليكون أكثر فهماً للموقف الرسمي، بدلاً من إبقائه في حالة الغموض، خصوصاً أنّ الوسيط الأميركي تلقّى رداً من ركني السلطة التنفيذية ثم رداً آخر من رئيس المجلس النيابي نبيه بري؟ وليس واضحاً أين يلتقي الردّان وأين يتباينان، وهذا ما يبقي اللبنانيين أسرى الغموض والشائعات المغرضة في أحيان كثيرة'. واعتبرت المصادر 'أنّ من المثير للسخرية أن تقوم الدولة بإيصال موقفها وتتبادل الآراء مع الأميركيين وإبلاغها إلى الإسرائيليين، فيما ممنوع على اللبنانيين أنفسهم أن يعرفوها'.
'حزب الله'
وعلى صعيد موقف 'حزب الله'، فقد نقلت قناة 'الجديد' عن مصادر قريبة منها قولها، انّ رفضه لورقة برّاك هو تعبير عن رفضه لتسليم السلاح وفق الشروط الأميركية ـ الاسرائيلية، بل يدعو إلى حوار حول طريقة المحافظة على قوة لبنان ضمن ما يراها استراتيجية وطنية. واضافت 'انّ الحزب يدرك المرحلة الحساسة المقبلة على البلد، ويستعد لها من دون أن يسعى للدخول في الحرب، وإن نشبت الحرب فإنّها ستُفرض على لبنان'.
وفي السياق، لاحظ عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب حسن عز الدين، خلال احتفال نظّمه 'الحزب' في بلدة الطيري الجنوبية 'أنّ الضغوط الأميركية تزداد يومًا بعد يوم، سواء من خلال الضغط النفسي والتضليل والحرب الناعمة، لجعلنا نستسلم وتكسر إرادتنا'. وسأل عمّا قدّمه الأميركيون للبنان، 'فهل قدّموا أموالًا للبنان؟ وهل قدّموا سلاحًا للجيش اللبناني الوطني ليدافع عن نفسه وعن أرضه؟ وهل قدّموا دعمًا سياسيًا أو ديبلوماسيًا لموقف لبنان في المحافل الدولية؟'. وقال: 'الأميركي يتدخّل في شؤون لبنان الداخلية في الصغيرة والكبيرة، ويملي إرادته على السياسيين وغير السياسيين بنحو فجّ ووقح أيضًا'. وشدّد على أنّ 'هذا التدخّل في شؤون لبنان ينطلق من دعم أميركا المطلق للعدو الإسرائيلي وإطلاق يده، فأميركا تضغط على لبنان ولم تأتِ لتساعده، ولم تضغط على إسرائيل لإلزامها بما تمّ التوافق عليه، في حين أنّ المقاومة ملتزمة ولبنان التزم بما تعهد به، أما العدو الإسرائيلي لم يلتزم وما زال يمارس العدوان بصيغ مختلفة في الجو والبحر والبر، فيقتل من يريد ويغتال بمسيّراته اللبنانيين والمواطنين اللبنانيين، من دون أن يحرّك الأميركي ساكناً'. واضاف: 'أليس الأميركي قادرًا على منعه؟ هو قادر بالتأكيد لكنه لا يريد ذلك، لأنّ المشروع الأساسي في المنطقة هو في يد أميركا، إن كان في لبنان أو سوريا أو العراق أو غيرها، وما هو آتٍ ربما سيكون أعظم مما نشهده اليوم على مستوى المنطقة'. وشدّد على أنّ 'موقفنا واضح بعدم التخلّي عن قوتنا وقدراتنا التي تجعلنا دائمًا نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا'، لافتاً إلى أنّه 'علينا كقوى سياسية في لبنان- بدلاً من الرهان على الأميركي- أن نعمل جميعًا لتقوية الموقف اللبناني الموحّد وتصليبه في ما يتعلق بالمواجهة مع هذا العدو، لأنّ لبنان الذي عمل على موقف موحّد، وأبلغه إلى المبعوث الأميركي برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، أن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعًا بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحدّ الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا'.
كاتس يهدّد خامنئي
من جهة ثانية، عاد الوضوع إلى التوتر بين ايران واسرائيل؛ حيث هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أمس، باغتيال المرشد الاعلى الإيراني السيد علي خامنئي، قائلا: 'سنصل إليك شخصياً'.
ونقلت صحيفة 'جيروزاليم بوست' عن كاتس قوله، خلال زيارته قاعدة رامون الجوية الإسرائيلية في حضور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: 'أريد أن أوجّه رسالة واضحة إلى الديكتاتور خامنئي، إذا واصلتم تهديد إسرائيل، فستصل يدنا الطويلة إلى إيران مجدداً، وبقوة أكبر، وهذه المرّة ستطاولكم شخصياً'. وأضاف: 'لا تهدّدونا، وإلّا ستتعرضون للأذى'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هذا ما سيقوله 'الثنائي' في جلسة اليوم (الجمهورية)
هذا ما سيقوله 'الثنائي' في جلسة اليوم (الجمهورية)

OTV

timeمنذ 14 دقائق

  • OTV

هذا ما سيقوله 'الثنائي' في جلسة اليوم (الجمهورية)

كتبت صحيفة 'الجمهورية': يدخل وزراء ثنائي حركة 'أمل' و'حزب الله' إلى جلسة مجلس الوزراء اليوم بروح وطنية منفتحة على النقاش في البنود المطروحة، في ظل مناخ تصعيدي خارجي وداخلي، مترافقاً مع حرب نفسية وتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور. أصبحت مشاركة وزراء 'الثنائي' في الجلسة محسومة للمناقشة بملف السلاح، وفي جعبتهم سلاح المنطق والمقاربة الوطنية الواقعية، وكثير من المعطيات والوقائع التاريخية والتجارب البينة والنماذج الحيّة. وسيطرحون على رئيسي الجمهورية والحكومة والوزراء مجموعة من الأسئلة والاستفسارات والهواجس. تُدرك قيادتا الحزب والحركة التحولات في المنطقة والاختلال في موازين القوى في المنطقة لمصلحة إسرائيل وحلفائها بعد عملية 'طوفان الأقصى' وما بعدها، ما يفترض مقاربة جديدة لملف السلاح، والمقاومة تتأقلم وتتواءم مع المتغيّرات في اتجاه تعزيز منطق الدولة أكثر والانخراط في سياساتها وقراراتها، لكن في الوقت نفسه لن تتنازل المقاومة عمّا تعتبره ضمان الوجود وهو السلاح، في ظل الأحداث التي تجري في غزة وسوريا وانقلاب اسرائيل على اتفاق 27 ت2، والدفع بمشروع الشرق الأوسط الجديد و'ممر داود' والاتفاقات الإبراهيمية التي ستغيّر وجه المنطقة. وبالتالي سيسأل وزراء 'الثنائي' الرئيس عون: هل تمّ تبديل في جدول الأولويات في خطابه الأخير؟ وما الأسباب والظروف؟ وهل صار المطلوب من قيادة 'حزب الله' المبادرة إلى الخطوة الأولى والموافقة على مبدأ حصرية السلاح مع مهلة زمنية للتنفيذ قبل تنفيذ إسرائيل التزاماتها وفق القرار 1701 واتفاق 27 تشرين2، ووفق التدرج الذي ورد في مذكرة التعديلات على الورقة الأميركية واقتراح الرئيس نبيه بري اللذين سُلّما للمبعوث الأميركي توم برّاك؟. سيُسائل الوزراء رئيس الحكومة: هل إنّ دعوته إلى جلسة بالبنود المطروحة هي مطلب داخلي أم تحت وطأة الضغوط الخارجية عقب زيارة برّاك وجولة الأمير يزيد بن فرحان الأخيرة على المسؤولين وزيارة سلام إلى فرنسا؟ وهل طرح مسألة السلاح على مجلس الوزراء من دون تفاهم داخلي مسبق، يخدم المصلحة الوطنية أم مصلحة الأميركيين وإسرائيل؟ وأي مقاربة ستُعتمد في النقاش ولأي أهداف: نزع السلاح أم التفاوض مع الأميركيين تحت سقف السيادة والمصلحة الوطنية واستخدام كافة الأوراق لتحصيل الحقوق اللبنانية ضمن تسوية عادلة؟. وسيسأل أحد وزراء 'الثنائي' عمّا إذا كان سلام بعثر أوراقه الحكومية واختار ما يريده الخارج من البيان الوزاري وخطاب القَسَم واتفاق الطائف دون بقية البنود؟ وماذا عن استراتيجية الأمن الوطني ودور الجيش الدفاعي وبناء دولة قادرة وعادلة وقانون انتخاب عصري وتشكيل اللجنة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وغيرها من بنود 'الطائف'؟ وسيكون من المفيد إنعاش ذاكرة رئيس الحكومة بالفقرة الأولى من البيان الوزاري: 'ستلتزم الحكومة بالإسراع في إعادة إعمار ما دمّره العدوان الإسرائيلي وإزالة الأضرار، وتمويل كل ذلك بواسطة صندوقٍ مُخصصٍ لهذه الحاجة المُلّحة يمتاز بالشفافية، والدولة التي نريد هي التي تلتزم بالكامل مسؤوليّة أمن البلاد، والدفاع عن حدودها وثغورها، دولة تردع المُعتدي، تحمي مواطنيها وتُحصّن الاستقلال وتعبئ الأسرة العربيّة وعموم الدول لحماية لبنان'. لو افترضنا وافقت المقاومة على تسليم السلاح للدولة، لكن لأي دولة؟ دولة ستدافع عن الحدود ولا تستطيع تأمين أبسط الخدمات لمواطنيها وسرقت ودائعهم ومستقبل أولادهم وهجّرتهم للخارج وأغرقت نفسها في الفساد؟ دولة منزوعة السيادة من الأميركيين وحلفائهم ويحكمها مفوض سامي؟ ووفق أي ضمانات؟ ومَن الضامن؟ فلا ضمان ولا ضامن ولا من يضمنون؟ هل ضمنت الولايات المتحدة اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته؟ ألم يتعرّض لبنان للخداع المتكرّر من الذي يفترض أنّه ضامن؟ مَن يضمن ألّا يُمارس مجدداً الخداع الذي يستخدمه الأميركيون كأحد أدوات السياسات الأميركية في المنطقة والعالم، وما أكثر الشواهد الحية والمعاصرة؟. واستطراداً، سيسأل وزراء 'الثنائي' وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش الذي سيُستدعى الى جلسة ثانية الخميس للاستماع الى مطالعته، لمِن سيُسلّم السلاح؟ إذا كان للجيش اللبناني، فهل سيحتفظ به في مستودعات وأنفاق بعيدة من أعين إسرائيل وأجهزتها وعملائها ومسيّراتها وأقمارها الصناعية؟ ومن يضمن ألّا تستهدفه كما فعلت في سوريا، ومَن يضمن ألّا تلاحق ضباط الجيش الذين يواجهونها كما قتلت الرائد محمد فرحات انتقاماً؟ وهل سيستخدم الجيش السلاح في الدفاع أو التحرير؟ أم سيفجّره بطلب أميركي؟ وهل الدولة المرتهنة للخارج ستتجرأ على توفير القرار السياسي للجيش للقيام بدوره الدفاعي وفق البيان الوزاري وخطاب القَسَم فيما لم يُسمح للدولة بتسليح جيشها؟ وهل يُسمح للجيش أصلاً بمواجهة إسرائيل؟ وهل يريد الأميركي تسليم السلاح لتقوية الدولة فعلاً أم لإضعافها وخدمة أمن اسرائيل؟ وماذا عن كلام برّاك بأنّه يريد فقط السلاح الذي يهدّد أمن إسرائيل ما يعني موافقته على احتفاظ الحزب بالسلاح العادي الذي يُستخدم فقط للحرب الأهلية التي هدّدنا بها برّاك ذات يوم؟ وهل توافق إسرائيل أصلاً على حصرية السلاح بيد الدولة والجيش؟ أي أن يمتلك الجيش صواريخ ثقيلة ومسيّرات قال برّاك إنّها تهدّد أمن إسرائيل؟ ولماذا لم تسمح اسرائيل للجيش السوري الحالي الاحتفاظ بالسلاح الثقيل، ولماذا دمّرته بعد يوم واحد على سقوط النظام السابق؟ العدوان الإسرائيلي على سوريا يوضح لنا كيف يتعامل الإسرائيلي مع مَن يلقي سلاحه، ظناً أنّ ذلك ينجيه من الاستهداف الإسرائيلي ومن مجازر الإرهاب. وهل ستسمح إسرائيل للجيش اللبناني بالبقاء في جنوب الليطاني لكي يمارس سيادة الدولة على أراضيها؟ وسيبحث وزراء الثنائي في أرشيف الدولة عن قرار واحد يكلّف الجيش اللبناني بتحرير أرض أو الدفاع في الـ 1982 و1993 و1996 وتحرير العام 2000 وفي عدوان تموز 2006 وحرب الإرهاب في الجرود، باستثناء قرار يتيم اتخذه الرئيس ميشال عون ونفّذه قائد الجيش آنذاك جوزف عون. مَن يضمن تسليح الجيش لتمكينه من بسط سيطرة الدولة على أراضيها أمنياً ودفاعياً وتحريرياً وإنمائياً؟ هل المطلوب إلقاء السلاح قبل إعادة الإعمار؟ سيُردّد وزراء 'أمل' على مسمع سلام والوزراء قول الإمام موسى الصدر: 'إنّ الجيش يتمنّى الدفاع لكن السياسيين لا يسمحون'. وربما يطلبون الاستعانة بضباط الجيش السابقين الكبار ليستوضحوهم عمّن أجهض مشاريع عدة لتسليح الجيش عبر العقود الماضية؟. ثم ماذا عن السلاح الفلسطيني وخطر سلاح الخلايا الإرهابية ومليوني نازح سوري؟ ولماذا لا تبدأ الدولة ببسط سلطتها على الأراضي المحتلة من إسرائيل بدلاً من مواجهة أبناء الوطن المقاومين الذين شكّلوا درع الوطن منذ أربعة عقود حتى الحرب الأخيرة، فيما الدولة تخلّت عن دورها وواجبها ولم تسمح للجيش بممارسة دوره أيضاً؟ وأخيراً وليس آخراً، من يحمي الطائفة الشيعية في لبنان والمسيحيين وجميع اللبنانيين من غزوات الفصائل المسلحة الأجنبية المنتشرة على الحدود، والتي قدّمت نموذجها في الساحل والسويداء! وهل لا يزال المبعوث برّاك يدعو لبنان إلى الاقتداء بالنموذج السوري؟ مَن ذا الذي يضمن كل ذلك، فيما مجلس الأمن الدولي والقوى العظمى لم تضمن حماية غزة او إدخال شاحنة مساعدات واحدة؟ مَن الضامن؟ هل سلام الذي لا يضمن بقاءه رئيساً أصيلاً للحكومة حتى الانتخابات النيابية، وربما يغادر لبنان نهائياً؟ هل لدى الوزراء ضمان بأن لا يتمّ اعتقال المسؤولين في 'حزب الله' والمقاومة وزجّهم في السجون تحت تهم متعددة، او ربما يتمّ اغتيالهم بعد تخلّي الحزب عن سلاحه؟ هل تحميهم الدولة وهي لم تستطع حماية مواطناً واحداً؟ أحد مسؤولي 'القوات اللبنانية' قال إنّه يجب اعتقال وسجن كل مسؤولي 'حزب الله'. ومن المفيد ختاماً تذكير الأجهزة الأمنية عن الجهة التي تقف خلف اغتيال الصراف محمد سرور، هل الموساد الإسرائيلي؟.

بري: منفتحون على أيّ نقاش يخدم المصلحة الوطنيّة (اللواء)
بري: منفتحون على أيّ نقاش يخدم المصلحة الوطنيّة (اللواء)

OTV

timeمنذ 14 دقائق

  • OTV

بري: منفتحون على أيّ نقاش يخدم المصلحة الوطنيّة (اللواء)

كتبت صحيفة 'اللواء': لم تهدأ عواصف التّهديد والتّهويل بالويل والثّبور وعظائم الأمور ما لم يلتزم لبنان بالعرض الأميركي كما هو، فإمّا الرّكون إلى ضامن تنصّل من أيّ ضمانة وإمّا الحرب. نقاش لم يبدأ مع زيارة المبعوثة الأميركية «مورغان أورتاغوس» للمرّة الأولى إلى لبنان، بل منذ انتخاب فخامة الرئيس جوزاف عون رئيسا للجمهورية، ثمّ تكليف دولة الرئيس نواف سلام تشكيل الحكومة. يومها قيل: لأوّل مرّة، منذ عقود، تُنتج سلطة في لبنان من خارج إرادة وتأثير ثنائي أمل – حزب الله، وعليه فقد طويت صفحة المقاومة وفتحت صفحة الشّرعيّة الوطنيّة مدعومة بزخم عربي ودولي واضح الشروط والمعالم. لكن، سرعان ما انقلب المطبّلون للعهد الجديد بعدما تعامل رئيسا الجمهورية والحكومة بواقعية وعقلانية في مقاربة الملف الأكثر سخونة وحساسيّة، وهو حصريّة السلاح بيد الدولة. فكان الموقف الوطني موحّداً بضرورة التزام العدو الإسرائيلي بما يجب عليه وفق اتفاق وقف إطلاق النار، كما التزم لبنان، الدولة والمقاومة، بتسليم جنوب نهر الليطاني، محل الاتفاق، للجيش اللّبنانيّ واليونيفيل، حيث سمحت «إسرائيل»، أمّا السلاح شمال الليطاني فمسألة داخلية تستوجب حوارا بين الدّولة والمقاومة تحت عنوان «حماية لبنان» وفق استراتيجية أمن وطني». هذا الموقف أزعج خصوم المقاومة في الداخل ورعاة العهد في الخارج، فجاء «توماس برّاك» بورقته الأولى على قاعدة «take it or leave it»، لكن حنكة وحكمة وخبرة الرئيس نبيه بري دفعت «برّاك» إلى الاستماع باهتمام وقبول لوجهة نظر لبنان فتحوّل الإملاء إلى إمكانية البدء بمسار تفاوضي بين لبنان والجانب الأميركي، لكن بين ليلة وضحاها، تحوّل القبول الأميركي إلى رفض، فبتنا أمام مشهد أكثر تعقيداً. اليوم تُعقد جلسة مجلس الوزراء لبحث التعديلات اللبنانية على الورقة الأميركية كما فنّدها رئيس الجمهورية في خطابه عشية عيد الجيش. ومذ أنهى الرئيس خطابه بدأت موجة تحليلات علنية وسلسة اتصالات بينه وبين الثنائي الذي اعترض على بعض النقاط الواردة في الخطاب، مع تقدير حجم الضغوط التي يتعرض لها، وأبرز تلك الملاحظات: – تسمية حزب الله دون غيره، علما بأن معظم الأحزاب اللبنانية مسلّحة وإن بنسب متفاوتة. – عرض الورقة على مجلس الوزراء في الوقت الذي يجب علينا توجيه الجهد السياسي والدبلوماسي لإلزام العدو بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. – الحديث عن وضع مهل زمنية بينما البندان الأول والثاني يعيقان أي بحث في باقي البنود لان «إسرائيل» ترفض تنفيذهما. – التوجه إلى بيئة المقاومة بكلام فُسّر وكأنّه تحريض على قيادتها. وسط سيل من جنون التسريبات والتصريحات المخالفة للواقع، حسم رئيس مجلس النواب موقف الثنائي أوّل من أمس، وفق ما نقل عنه زوّاره: «إلى الآن، سنشارك في جلسة الثلاثاء، ومنفتحون على أيّ نقاش إيجابي، ولكن لن نرضى بفرض أي قرار لا يراعي المصلحة الوطنيّة». هذا الموقف قطع الطريق على كل الأصوات التي ذهبت حد الترويج لفكرة انسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة وادخال البلد في أزمة معقّدة تشبه تلك التي حصلت عام ٢٠٠٨، ليظهر الثنائي مجدّدا وطنيا وليس طائفيا كما يحاول خصومه تصويره. وفي جانب آخر لا ينفصل عن الثنائي الوطني ومجتمعه المقاوم، أبدى الرئيس بري اعتزازاً بأبناء الجنوب الذين تفوّقوا في امتحانات الثانوية العامة، برغم الظروف القاهرة التي رافقت عامهم الدراسي، فبعض المتفوّقين جرحى عملية تفجير البيجر الإرهابية، وبعضهم أبناء شهداء في الحرب الأخيرة، وكلهم كانوا من النازحين الذين أكمل معظمهم عامهم الدراسي في مدارس متضررة من العدوان، وهنا يستشهد الرئيس بري بابنة شهيد ارتقى قبل الامتحانات بأيام، ونالت درجة جيد جدا، ثم يقول: «هذا ليس جديدا على الجنوب وأهله، خصوصا منطقة النبطية، دائما نراهم في الطليعة، يمكن ميّة الجنوب غير»، وعندما ينقل له زواره حديث بعض «السخفاء» على وسائل التواصل الاجتماعي من أنّه هو من يسهّل لأبناء الجنوب تفوّقهم، يقول: وماذا عن تاريخ أهل الجنوب الزّاخر بالعلماء والمبدعين؟ وماذا عن دورات الامتحانات السابقة والسابقة والسابقة؟ ثم يقول: لدينا في «مؤسّسات أمل التربويّة» قرابة أربعة عشر ألف تلميذ وطالب، وكل عام يحوزون مراتب أولى على مساحة لبنان، وهذا العام يوجد أربعة عشر طالبا من «مؤسسات أمل» في المراكز الأولى».

ميدفيديف يرفع سقف التهديد الروسي: توقعوا المزيد من الضغط
ميدفيديف يرفع سقف التهديد الروسي: توقعوا المزيد من الضغط

ليبانون 24

timeمنذ 25 دقائق

  • ليبانون 24

ميدفيديف يرفع سقف التهديد الروسي: توقعوا المزيد من الضغط

ألقى الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف بالمسؤولية على دول حلف شمال الأطلسي ، الإثنين، في تخلي موسكو عن الوقف الاختياري لنشر صواريخ نووية قصيرة ومتوسطة المدى، قائلا إن بلاده ستتخذ خطوات أخرى ردا على ذلك. وكتب ميدفيديف باللغة الإنكليزية على موقع إكس "بيان وزارة الخارجية الروسية بشأن سحب الوقف الاختياري لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى جاء نتيجة لسياسة دول حلف شمال الأطلسي المعادية لروسيا". وأضاف قائلا "هذا واقع جديد سيتعين على جميع خصومنا أن يضعوه في الاعتبار. توقعوا المزيد من الخطوات".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store