
بري: منفتحون على أيّ نقاش يخدم المصلحة الوطنيّة (اللواء)
نقاش لم يبدأ مع زيارة المبعوثة الأميركية «مورغان أورتاغوس» للمرّة الأولى إلى لبنان، بل منذ انتخاب فخامة الرئيس جوزاف عون رئيسا للجمهورية، ثمّ تكليف دولة الرئيس نواف سلام تشكيل الحكومة.
يومها قيل: لأوّل مرّة، منذ عقود، تُنتج سلطة في لبنان من خارج إرادة وتأثير ثنائي أمل – حزب الله، وعليه فقد طويت صفحة المقاومة وفتحت صفحة الشّرعيّة الوطنيّة مدعومة بزخم عربي ودولي واضح الشروط والمعالم.
لكن، سرعان ما انقلب المطبّلون للعهد الجديد بعدما تعامل رئيسا الجمهورية والحكومة بواقعية وعقلانية في مقاربة الملف الأكثر سخونة وحساسيّة، وهو حصريّة السلاح بيد الدولة.
فكان الموقف الوطني موحّداً بضرورة التزام العدو الإسرائيلي بما يجب عليه وفق اتفاق وقف إطلاق النار، كما التزم لبنان، الدولة والمقاومة، بتسليم جنوب نهر الليطاني، محل الاتفاق، للجيش اللّبنانيّ واليونيفيل، حيث سمحت «إسرائيل»، أمّا السلاح شمال الليطاني فمسألة داخلية تستوجب حوارا بين الدّولة والمقاومة تحت عنوان «حماية لبنان» وفق استراتيجية أمن وطني».
هذا الموقف أزعج خصوم المقاومة في الداخل ورعاة العهد في الخارج، فجاء «توماس برّاك» بورقته الأولى على قاعدة «take it or leave it»، لكن حنكة وحكمة وخبرة الرئيس نبيه بري دفعت «برّاك» إلى الاستماع باهتمام وقبول لوجهة نظر لبنان فتحوّل الإملاء إلى إمكانية البدء بمسار تفاوضي بين لبنان والجانب الأميركي، لكن بين ليلة وضحاها، تحوّل القبول الأميركي إلى رفض، فبتنا أمام مشهد أكثر تعقيداً.
اليوم تُعقد جلسة مجلس الوزراء لبحث التعديلات اللبنانية على الورقة الأميركية كما فنّدها رئيس الجمهورية في خطابه عشية عيد الجيش.
ومذ أنهى الرئيس خطابه بدأت موجة تحليلات علنية وسلسة اتصالات بينه وبين الثنائي الذي اعترض على بعض النقاط الواردة في الخطاب، مع تقدير حجم الضغوط التي يتعرض لها، وأبرز تلك الملاحظات:
– تسمية حزب الله دون غيره، علما بأن معظم الأحزاب اللبنانية مسلّحة وإن بنسب متفاوتة.
– عرض الورقة على مجلس الوزراء في الوقت الذي يجب علينا توجيه الجهد السياسي والدبلوماسي لإلزام العدو بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
– الحديث عن وضع مهل زمنية بينما البندان الأول والثاني يعيقان أي بحث في باقي البنود لان «إسرائيل» ترفض تنفيذهما.
– التوجه إلى بيئة المقاومة بكلام فُسّر وكأنّه تحريض على قيادتها.
وسط سيل من جنون التسريبات والتصريحات المخالفة للواقع، حسم رئيس مجلس النواب موقف الثنائي أوّل من أمس، وفق ما نقل عنه زوّاره: «إلى الآن، سنشارك في جلسة الثلاثاء، ومنفتحون على أيّ نقاش إيجابي، ولكن لن نرضى بفرض أي قرار لا يراعي المصلحة الوطنيّة».
هذا الموقف قطع الطريق على كل الأصوات التي ذهبت حد الترويج لفكرة انسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة وادخال البلد في أزمة معقّدة تشبه تلك التي حصلت عام ٢٠٠٨، ليظهر الثنائي مجدّدا وطنيا وليس طائفيا كما يحاول خصومه تصويره.
وفي جانب آخر لا ينفصل عن الثنائي الوطني ومجتمعه المقاوم، أبدى الرئيس بري اعتزازاً بأبناء الجنوب الذين تفوّقوا في امتحانات الثانوية العامة، برغم الظروف القاهرة التي رافقت عامهم الدراسي، فبعض المتفوّقين جرحى عملية تفجير البيجر الإرهابية، وبعضهم أبناء شهداء في الحرب الأخيرة، وكلهم كانوا من النازحين الذين أكمل معظمهم عامهم الدراسي في مدارس متضررة من العدوان، وهنا يستشهد الرئيس بري بابنة شهيد ارتقى قبل الامتحانات بأيام، ونالت درجة جيد جدا، ثم يقول: «هذا ليس جديدا على الجنوب وأهله، خصوصا منطقة النبطية، دائما نراهم في الطليعة، يمكن ميّة الجنوب غير»، وعندما ينقل له زواره حديث بعض «السخفاء» على وسائل التواصل الاجتماعي من أنّه هو من يسهّل لأبناء الجنوب تفوّقهم، يقول: وماذا عن تاريخ أهل الجنوب الزّاخر بالعلماء والمبدعين؟ وماذا عن دورات الامتحانات السابقة والسابقة والسابقة؟
ثم يقول: لدينا في «مؤسّسات أمل التربويّة» قرابة أربعة عشر ألف تلميذ وطالب، وكل عام يحوزون مراتب أولى على مساحة لبنان، وهذا العام يوجد أربعة عشر طالبا من «مؤسسات أمل» في المراكز الأولى».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 17 دقائق
- ليبانون ديبايت
كنا رأس الحربة في إقرار بند تسليم السلاح... حاصباني ليس خائفاً!
"ليبانون ديبايت" يعتبر النائب غسان حاصباني، في حديث إلى "Red TV"، أن المؤتمر الاغترابي اليوم يضع نقطة الانطلاق للاقتصاد اللبناني، خاصةً بما يتعلق بالاغتراب، مذكّرًا أن الجزء الأساس من الحركة الاقتصادية والمالية والنمو، هو انتشار اللبنانيين حول العالم، وهذا الأمر لا يوجد في الكثير من الدول التي يغترب أبناؤها خارج حدودها. وهذا دافع كبير بأن يكون للمغترب اللبناني دور أساسي في بناء الاقتصاد اللبناني، وحتى انخراطهم في العمل السياسي في لبنان. أما بخصوص القانون الانتخابي، فيوضح أن هناك سعيًا لتعديل القانون بما يسمح للمغترب بالاقتراع لمكان قيده، فمن حقه أن يقترع للنواب الـ128 وفق القيد، لأنه لا ينتظر من أحد أن يمثّل تطلعاته الاغترابية، فهو قادر على حلّ مشاكله في بلد الاغتراب، لكنه يطلب أن تكون له كلمة في منطقته وأرضه وبلده، وفي تكوين الدولة، لأنه يعمل ويرسل الأموال إلى لبنان، فمن الطبيعي أن يرغب بأن تكون له القدرة في لبنان على العمل والعودة إلى بلده، لذلك صوته أساسي في العمل السياسي. ويشدد على أنه كـ"قوات لبنانية"، ذاهبون إلى الآخر، ويتوقف الأمر على من يريد أن يُخفِت صوت المغترب لكي يمرّر نفسه في المجلس النيابي في المستقبل. ويتابع: "نحن نعمل ما علينا، يدًا بيد مع المغترب، ليعلو الصوت ولنعدّل القانون في أقرب فرصة." واعتبر أن ما حصل في جلسة مجلس الوزراء خطوة جيدة من الحكومة باتجاه سحب السلاح، وتحديدًا سلاح حزب الله، الذي ننتظره منذ أكثر من عشر سنوات، وأكثر من 13 ألف يوم من توقيع اتفاق الطائف. ويشدد على أن هناك عملًا كثيرًا ولا يُعدّ هذا نهاية المطاف، لكنهم يثنون على هذا العمل، "وكنا رأس الحربة باتجاه الوصول إلى هذه الخطوة." أما عن التنفيذ، فيحمّل المسؤولية إلى حزب الله، فإذا أراد أن يبقى في مواجهة مع كل اللبنانيين، وغدًا مع الجيش، "فيصبح واضحًا الخط الذي اختاره، ويختلف عن الخط الذي تأسس لأجله." ويتساءل: "كيف سيرعى شؤون المواطنين والناس التي دعمته كل هذه الفترة وخذلها بعدم الدفاع عنها، واستجرار الحرب عليها، ويمنعها من إعادة إعمار بيوتها بعدم تسليم سلاحه إلى الدولة، لتقوم الأخيرة باستقطاب الأموال لإعادة الإعمار؟" أما ما حصل من مظاهرات والتي تدل على أن البيئة لن تتخلى عن الحزب وسلاحه، فيعتبر أن هذه التظاهرات لا تمنع قيام الدولة، والتي هي حق كل الشعب. "كل فريق حرّ في التعبير عن رأيه، لكن لا يمكنه منع غيره من تطبيق القانون." وحسم حاصباني، بعدم الخوف من التفلت في الشارع، في حال قام الجيش اللبناني بواجباته، مشددًا على ضرورة استغلال الفرصة لأن العالم يقف إلى جانب لبنان.


ليبانون 24
منذ 43 دقائق
- ليبانون 24
كواليس ليل تحركات بيروت.. ماذا فعل الجيش؟
شهد ليل الخميس إستنفاراً واسعاً للجيش في العاصمة بيروت إبّان تحركاتٍ نفذها مناصرو " حزب الله" اعتراضاً على قرارات الحكومة الأخيرة المُرتبطة بـ"حصر السلاح بيد الدولة"، بما في ذلك سلاح "حزب الله". ما فعله الجيش هو أنه عزز انتشاره في نقاطٍ مُختلفة لاسيما في الشوارع التي تؤدي مُباشرة إلى وسط العاصمة، كما أقام حواجزَ متنقلة بعضها في محيط المدينة الرياضية. وفي السياق، قالت معلومات" لبنان24" إنَّ عناصر الجيش التزاموا التعليمات القائلة بالتعامل مع أي تحرك بحكمة وعدم حصول أي اصطدامات، فيما في الوقت نفسه كان هناك تشديد على منع أي اعتداء يطال أملاكاً عامة وخاصة. ما حصل خلال التحركات أنه أشيعت أنباء تفيدُ بوقوع احتكاكات بين الجيش والمواطنين لاسيما في منطقة كنيسة مار مخايل ، لكن مصادر ميدانية نفت هذا الأمر، واضعة تلك الأنباء في خانة إثارة الفتنة بين الجيش والمواطنين. في غضون ذلك، سُجّلت حركة خجولة جداً في بيروت خلال الليل لاسيما في شوارع كورنيش المزرعة - الحمرا - فردان - بشارة الخوري - رأس النبع وغيرها.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
إنّ سلّم سلاحه... هل ستُواصل إسرائيل استهداف "حزب الله"؟
ذكر موقع "روسيا اليوم" أن الرئيس السابق لوحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "8200"، حنان غيفن، أكد أن إسرائيل ستواصل استهداف "حزب الله" حتى وإن جرد من سلاحه. وفي خضم النقاشات الدائرة داخل الحكومة اللبنانية بشأن مسألة نزع سلاح "حزب الله"، وفي ظل التصريحات التصعيدية الصادرة عن الحزب الرافض لأي خطوة في هذا الاتجاه، قال غيفن إن "حزب الله حتى لو فقد سلاحه، لا يزال يحتفظ بعدد كبير من المقاتلين القادرين على تنفيذ عمليات من شأنها تهديد أمن إسرائيل". وأضاف أن "إسرائيل لن تتوقف عن ضرب الحزب في كل مكان، ليس فقط خلال العام المقبل، بل خلال السنوات المقبلة أيضا". وحذر من أنه "في حال واصل حزب الله رفضه تسليم سلاحه، فلن تتم إعادة إعمار جنوب لبنان". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News