logo
أميركا وسوريا: زمن المعجزات

أميركا وسوريا: زمن المعجزات

من ينظر إلى صور توم براك، سفير الولايات المتحدة إلى تركيا والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا والصديق القريب من الرئيس دونالد ترامب، وهو يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب برفقة ضباط أميركيين كبار، ومن يحدق في مشهد رفع علم الولايات المتحدة في مقر السفير الأميركي بالعاصمة السورية لاعتقد للحظة أن هذه الصور هي من فبركات وابتكارات الذكاء الصناعي. ولكن من يتمعن في هذه الصور يدرك حجم التغييرات الكبيرة التي حصلت في الشرق الأوسط في الأشهر الماضية.
قبل سقوط النظام السوري وفرار بشار الأسد لم يكن أحد يتصور أن يرى ضباطاً أميركيين يتجولون برفقة مبعوث الرئيس ترامب في دمشق ويلتقون الرئيس السوري في قصر الرئاسة.
"عرين المقاومة"
فالعاصمة السورية التي كانت معقلاً ل"محور المقاومة" حيث جعلها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والميليشيات التابعة لإيران مقراً ومصانع للصواريخ والمسيرات بحجة مواجهة إسرائيل، تحولت بفعل هذه المواجهة وما تبعها إلى دولة هي الأولى على لائحة الدول المرشحة للتطبيع مع الحكومة الإسرائيلية. وسوريا التي حكمها آل الأسد لعدة عقود بقبضة السلاح الروسي المستورد من الإتحاد السوفياتي ومن بعده روسيا أصبحت، ورغم استمرار وجود القواعد الروسية في طرطوس، أكثر التصاقاً بالولايات المتحدة مما هي عليه حال دول عربية أخرى تعد في الفلك الأميركي.
التحول الكبير
لم يكن أحد ليتخيل أن يجتمع الرئيس الأميركي في السعودية بأحمد الشرع، رئيس هيئة تحرير الشام السابق والذي كان مصنفاً على لائحة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة خصوصاً بعد أن كانت القوات الأميركية قد اعتقلته في العراق بين عامي 2006 و2011 لقيامه بعمليات إرهابية ضدها. ولم يكن أحد يتوقع أن يرفع البيت الأبيض العقوبات الأميركية المتعددة على سوريا بهذه السرعة التي فاجأت الجميع بمن فيهم العديد من كبار المسؤولين الأميركيين. ولكن وكما يقول المثل اللبناني "ما إلك صديق إلا بعد قتال". فإذا بأحمد الشرع يتحول ويصبح بفعل الرعاية التركية والسعودية والقطرية رئيساً قريباً من أميركا بعدما وافق على شروطها. وكان البيت الأبيض قد حدد هذه الشروط بشكل مسبق وهي:
- الاعتراف دبلوماسياً بإسرائيل والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم
- طرد جميع الإرهابيين الأجانب من سوريا
- مساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية
- تحمل مسؤولية مراكز الاحتجاز التي تضم أعضاء يُشتبه بانتمائهم إلى داعش
- وحماية الأقليات في سوريا.
زمن المستحيلات
وقد أدت موافقة النظام السوري الجديد على هذه الشروط إلى إعادة فتح الأبواب الدولية أمامه. فرفعت العقوبات عن الحكومة السورية بعد سنوات من فرضها وستزال سوريا في المستقبل القريب عن لائحة الدول الداعمة للإرهاب. وظهرت باكورة التعاون والتقارب بين دمشق وواشنطن عبر توقيع الحكومة السورية مع شركة كونسورتيوم أميركية تركية وقطرية اتفاقاً للطاقة بقيمة سبعة مليارات دولار لإدارة ملف النفط والطاقة على الأراضي السورية. وبدأ الاقتصاد السوري ينفتح على الأسواق العربية والدولية والإستثمارات الأجنبية. كل تلك الخطوات والقرارات تبشر بمستقبل زاهر لسوريا وشعبها بفعل الثروات والطاقات البشرية والطبيعية التي تمتلكها وموقعها الجغرافي الاستراتيجي.
إنه زمن المعجزات والمستحيلات في سوريا والمنطقة وللبقية تتمة.
بقلم : ميشال غندور
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عاشق يتسلّل إلى القصر... والسبب عيون حفيدة ترامب!
عاشق يتسلّل إلى القصر... والسبب عيون حفيدة ترامب!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 12 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

عاشق يتسلّل إلى القصر... والسبب عيون حفيدة ترامب!

اعتقلت الخدمة السرية الأميريكية، شاباً حاول تسلق سور منتجع مارالاغو التابع للرئيس دونالد ترامب في فلوريدا. وأكدت الخدمة السرية في بيان، أن المشتبه به تسلق السياج الخارجي للمنتجع بعد منتصف الليل مما أثار أجهزة الإنفاذ الأمنية، وتم احتجازه من دون وقوع أي حوادث، قبل أن تتولى شرطة بالم بيتش أمره واتهامه رسمياً بالتعدي على ممتلكات خاصة. من جهته، أخبر الشاب الذي يدعى أنتوني توماس ريس (23 عاما)، رجال إنفاذ القانون أنه أراد دخول المنتجع "لنشر الإنجيل" للرئيس وطلب الزواج من حفيدته المراهقة "كاي". وأظهرت سجلات الاعتقال الصادرة عن مكتب شرطة مقاطعة "بالم بيتش" أن ريس كان قد اعتقل سابقاً خلال احتفالات رأس السنة الميلادية لقيامه بمحاولة مماثلة لدخول المنتجع الرئاسي بشكل غير قانوني. ووفقا لتقرير الشرطة، فقد كرر ريس تصريحاته هذه المرة عن نيته إيصال رسالة دينية للرئيس الأميركي والزواج من حفيدته. وبعد الاعتقال الأولي بتهمة التعدي على الملكية الخاصة، حددت المحكمة كفالة مالية قدرها ألف دولار، لكنها رفعت لاحقا إلى 50 ألف دولار، مع احتمال توجيه تهم اتحادية إضافية. وكان ترامب متواجدا في العاصمة واشنطن أثناء وقوع الحادث. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

اقتحم مقر ترامب في فلوريدا... وطلب غريب يتعلق بحفيدته "كاي"!
اقتحم مقر ترامب في فلوريدا... وطلب غريب يتعلق بحفيدته "كاي"!

ليبانون ديبايت

timeمنذ 19 دقائق

  • ليبانون ديبايت

اقتحم مقر ترامب في فلوريدا... وطلب غريب يتعلق بحفيدته "كاي"!

اعتقلت الخدمة السرية الأميركية، فجر الثلاثاء، شابًا حاول تسلّق سور منتجع "مارالاغو" التابع للرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولاية فلوريدا. وذكرت الخدمة السرية في بيان، أن المشتبه به تسلّق السياج الخارجي للمنتجع بعد منتصف الليل، ما استدعى تدخل الأجهزة الأمنية التي تمكنت من توقيفه دون أي حوادث تُذكر، قبل أن تتسلّمه شرطة مقاطعة "بالم بيتش" وتوجه له تهمة التعدي على ممتلكات خاصة. ووفق السلطات، فإن الشاب يُدعى أنتوني توماس ريس (23 عامًا)، وأبلغ رجال إنفاذ القانون أنه حاول دخول المنتجع من أجل "نشر الإنجيل" للرئيس ترامب وطلب الزواج من حفيدته المراهقة "كاي". وأظهرت سجلات مكتب شرطة بالم بيتش أن ريس كان قد اعتُقل سابقًا خلال احتفالات رأس السنة، لمحاولته دخول المنتجع نفسه بطريقة غير قانونية. وبحسب تقرير الشرطة، أعاد ريس التأكيد خلال التحقيق على دوافعه الدينية والشخصية، مشيرًا إلى رغبته في التواصل مع ترامب مباشرة. وقد تقررت كفالة مالية أولية بقيمة ألف دولار، رُفعت لاحقًا إلى 50 ألف دولار، مع احتمال مواجهة تهم اتحادية إضافية. وكان الرئيس ترامب متواجدًا في العاصمة واشنطن وقت وقوع الحادث.

دخول الرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 50% على الفولاذ والألمنيوم حيز التنفيذ
دخول الرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 50% على الفولاذ والألمنيوم حيز التنفيذ

الجمهورية

timeمنذ 21 دقائق

  • الجمهورية

دخول الرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 50% على الفولاذ والألمنيوم حيز التنفيذ

رفعت الولايات المتحدة اليوم، الرسوم الجمركية التي تفرضها على منتجات الفولاذ والألمنيوم التي تستوردها من 25 إلى 50 % تنفيذا لقرار أعلنه الرئيس دونالد ترامب الجمعة، بحسب "فرانس برس". وقال الرئيس الأميركي عند إعلانه القرار: "إن الرسوم الجمركية الإضافية الجديدة من شأنها حماية صناعاتنا من الفولاذ والألمنيوم التي ستكون أقوى من أي وقت مضى".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store