
أزمة المناخ تهدد الفاكهة الأكثر شعبية في العالم
تشير دراسة بحثية جديدة إلى أن أزمة المناخ تهدد مستقبل الفاكهة الأكثر شعبية في العالم، حيث إن ما يقارب ثلثي مناطق زراعة الموز في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي قد لا تكون مناسبة لزراعة هذه الفاكهة بحلول العقود المقبلة.
وتضرب درجات الحرارة المرتفعة والطقس المتطرف والآفات المرتبطة بالمناخ البلدان المنتجة للموز مثل غواتيمالا وكوستاريكا وكولومبيا، مما يؤدي إلى انخفاض المحاصيل وتدمير المجتمعات الريفية المنتجة للموز في جميع أنحاء المنطقة.
ويعد الموز الفاكهة الأكثر استهلاكا في العالم ورابع أهم محصول غذائي عالميا بعد القمح والأرز والذرة، ويخصص نحو 80% من الموز المزروع عالميا للاستهلاك المحلي، ويعتمد أكثر من 400 مليون شخص على هذه الفاكهة لتوفير ما بين 15 و27% من سعراتهم الحرارية اليومية.
وتشير التقديرات إلى أن 80% من صادرات الموز التي توردها محلات السوبر ماركت في جميع أنحاء العالم تأتي من أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وهي واحدة من أكثر المناطق عرضة للطقس المتطرف والكوارث المناخية البطيئة الظهور.
ضريبة المناخ
ويتعرض هذا المحصول في الوقت الراهن للمخاطر بسبب أزمة المناخ التي تسبب فيها الإنسان، وتهدد مصدرا غذائيا حيويا وسبل عيش المجتمعات التي لم تساهم تقريبا في الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي.
وتقول أوريليا بوب زو -وهي مزارعة موز في غواتيمالا- لباحثي منظمة "كريستيان إيد" الذين أجروا الدراسة "لقد أضر تغير المناخ بمحاصيلنا، هذا يعني أننا لا نملك دخلا لأننا لا نستطيع بيع أي شيء، ما يحدث هو أن مزرعتي تموت، لذا، ما يحدث هو الموت".
ويعد الموز فاكهة حساسة، فهو يحتاج إلى درجات حرارة تتراوح بين 15 و35 درجة مئوية لينمو وكمية كافية من الماء، وهو حساس للعواصف التي قد تتسبب في تمزيق أوراقه، مما يصعّب عملية التمثيل الضوئي عليه.
وفي حين أن هناك مئات من أصناف الموز لكن صنف كافنديش يمثل الأغلبية العظمى من الصادرات، إذ اختارته شركات الفاكهة الكبرى بفضل نكهته اللذيذة وقدرته على التحمل ومحصوله الوفير.
وتُلحق أزمة المناخ ضررا مباشرا بظروف نمو أصناف الموز المختلفة، وتسهم في انتشار الأمراض الفطرية التي تدمر بالفعل المحاصيل وسبل العيش.
ويمكن لفطر الأوراق السوداء أن يقلل قدرة نباتات الموز على التمثيل الضوئي بنسبة 80%، وهو يزدهر في الظروف الرطبة.
كما يفاقم ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار فطرا آخر، وهو الفيوزاريوم الاستوائي من النوع الرابع، وهو ميكروب ينتقل في التربة ويدمر مزارع كافنديش بأكملها حول العالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
أزمة المناخ تهدد الفاكهة الأكثر شعبية في العالم
تشير دراسة بحثية جديدة إلى أن أزمة المناخ تهدد مستقبل الفاكهة الأكثر شعبية في العالم، حيث إن ما يقارب ثلثي مناطق زراعة الموز في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي قد لا تكون مناسبة لزراعة هذه الفاكهة بحلول العقود المقبلة. وتضرب درجات الحرارة المرتفعة والطقس المتطرف والآفات المرتبطة بالمناخ البلدان المنتجة للموز مثل غواتيمالا وكوستاريكا وكولومبيا، مما يؤدي إلى انخفاض المحاصيل وتدمير المجتمعات الريفية المنتجة للموز في جميع أنحاء المنطقة. ويعد الموز الفاكهة الأكثر استهلاكا في العالم ورابع أهم محصول غذائي عالميا بعد القمح والأرز والذرة، ويخصص نحو 80% من الموز المزروع عالميا للاستهلاك المحلي، ويعتمد أكثر من 400 مليون شخص على هذه الفاكهة لتوفير ما بين 15 و27% من سعراتهم الحرارية اليومية. وتشير التقديرات إلى أن 80% من صادرات الموز التي توردها محلات السوبر ماركت في جميع أنحاء العالم تأتي من أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وهي واحدة من أكثر المناطق عرضة للطقس المتطرف والكوارث المناخية البطيئة الظهور. ضريبة المناخ ويتعرض هذا المحصول في الوقت الراهن للمخاطر بسبب أزمة المناخ التي تسبب فيها الإنسان، وتهدد مصدرا غذائيا حيويا وسبل عيش المجتمعات التي لم تساهم تقريبا في الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي. وتقول أوريليا بوب زو -وهي مزارعة موز في غواتيمالا- لباحثي منظمة "كريستيان إيد" الذين أجروا الدراسة "لقد أضر تغير المناخ بمحاصيلنا، هذا يعني أننا لا نملك دخلا لأننا لا نستطيع بيع أي شيء، ما يحدث هو أن مزرعتي تموت، لذا، ما يحدث هو الموت". ويعد الموز فاكهة حساسة، فهو يحتاج إلى درجات حرارة تتراوح بين 15 و35 درجة مئوية لينمو وكمية كافية من الماء، وهو حساس للعواصف التي قد تتسبب في تمزيق أوراقه، مما يصعّب عملية التمثيل الضوئي عليه. وفي حين أن هناك مئات من أصناف الموز لكن صنف كافنديش يمثل الأغلبية العظمى من الصادرات، إذ اختارته شركات الفاكهة الكبرى بفضل نكهته اللذيذة وقدرته على التحمل ومحصوله الوفير. وتُلحق أزمة المناخ ضررا مباشرا بظروف نمو أصناف الموز المختلفة، وتسهم في انتشار الأمراض الفطرية التي تدمر بالفعل المحاصيل وسبل العيش. ويمكن لفطر الأوراق السوداء أن يقلل قدرة نباتات الموز على التمثيل الضوئي بنسبة 80%، وهو يزدهر في الظروف الرطبة. كما يفاقم ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار فطرا آخر، وهو الفيوزاريوم الاستوائي من النوع الرابع، وهو ميكروب ينتقل في التربة ويدمر مزارع كافنديش بأكملها حول العالم.


الجزيرة
٢٥-٠١-٢٠٢٥
- الجزيرة
كيف يؤثر طعامك اليومي على مصير كوكب الأرض؟
اختياراتنا الغذائية ليست مجرد تفضيلات شخصية، بل لها تأثير مباشر وعميق على كوكب الأرض. قد يبدو الربط بين طبق الطعام وتغير المناخ أمرا غريبًا، لكن الحقيقة أن النظام الغذائي يلعب دورًا محوريًا في انبعاث الغازات الدفيئة التي تؤثر على ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية. يساهم النظام الغذائي العالمي بحوالي 30% من إجمالي الانبعاثات الكربونية، مما يجعله عنصرا أساسيا في الجهود الرامية للحد من آثار تغير المناخ. لذلك، يمثل التحول نحو أنماط غذائية مستدامة خطوة ضرورية لحماية البيئة وتقليل تداعيات الاحتباس الحراري. ما علاقة الغذاء بتغير المناخ؟ لا يقتصر تأثير الطعام الذي نستهلكه على صحتنا فحسب، بل يمتد ليشمل البيئة بشكل كبير. إنتاج الغذاء هو أحد أبرز مسببات انبعاث الغازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية. تتركز النسبة الأكبر من هذه الانبعاثات في الزراعة واستخدام الأراضي، حيث تشمل الميثان الناتج عن هضم الماشية، وأكسيد النيتروجين الناتج عن استخدام الأسمدة، وثاني أكسيد الكربون الناتج عن إزالة الغابات لتوسيع الأراضي الزراعية. كما تشمل الانبعاثات الأخرى الناتجة عن إدارة السماد، وزراعة الأرز، وحرق المخلفات الزراعية. ولا تتوقف دورة الانبعاثات هنا، بل تمتد لتشمل المراحل اللاحقة مثل التبريد، النقل، التغليف، وإدارة النفايات الغذائية. هذا الترابط بين الغذاء والانبعاثات يجعل تعزيز النظم الغذائية المستدامة ضرورة ملحّة لتقليل البصمة الكربونية وضمان مستقبل صحي لكوكبنا. أطعمة لها أكبر الأثر على البيئة الأطعمة الحيوانية تُعد من أكثر الأنظمة الغذائية تأثيرا سلبيا على البيئة، نظرًا لاستهلاكها الهائل للموارد الطبيعية، مثل المياه العذبة، الأراضي الزراعية، والطاقة. تسهم عمليات إنتاجها في إطلاق كميات كبيرة من الغازات الدفيئة، مما يجعلها من بين العوامل الرئيسية المساهمة في تغير المناخ. تُعتبر لحوم الأبقار من أكثر الأطعمة تأثيرًا على البيئة. يتطلب إنتاجها كميات ضخمة من المياه والأعلاف، بالإضافة إلى انبعاث غاز الميثان أثناء عملية الهضم لدى الأبقار. يُعد الميثان من الغازات الدفيئة ذات التأثير الكبير في رفع درجة حرارة الغلاف الجوي. مثل اللحوم، تحتاج منتجات الألبان إلى موارد طبيعية كبيرة وتؤدي إلى انبعاثات كربونية عالية. تنتج هذه الانبعاثات خلال عمليات الإنتاج ونقل المنتجات إلى الأسواق، مما يزيد من تأثيرها البيئي. تساهم الأغذية المستوردة في زيادة البصمة الكربونية بسبب عمليات النقل لمسافات طويلة، خاصة إذا كانت تُنقل جوا. كما أن التغليف والتعبئة يستهلكان كميات كبيرة من الطاقة والموارد، مما يؤدي إلى أعباء بيئية إضافية، سواء في الإنتاج، أو بعد التخلص منها. كيف تكافح تغير المناخ من خلال اختياراتك الغذائية؟ قد يبدو اختيارك تغيير نظامك الغذائي بمثابة إجراء بسيط، لكنه قد يحدث فرقًا كبيرًا. ووفقًا للباحثين، فإن التحول نحو نظام غذائي أكثر استدامة كفيل بتقليل البصمة الكربونية بنسبة قد تصل إلى 50%. لا يعني التحول إلى نمط غذائي مستدام التخلي تمامًا عن المنتجات الحيوانية، بل يمكن لتقليل استهلاك اللحوم واعتماد مكونات ذات مصادر مستدامة أن يُحدث فرقًا كبيرًا. البروتينات النباتية مثل الفاصوليا، العدس، الحمص، والتوفو، تُعد خيارات ممتازة؛ فهي تتطلب موارد أقل بكثير لإنتاجها مقارنة باللحوم، وتستخدم كميات أقل من المياه وتُنتج انبعاثات كربونية أقل، مما يجعلها خيارًا أكثر صداقة للبيئة. إلى جانب فوائدها البيئية، تحمل البروتينات النباتية فوائد صحية هامة، إذ إنها غنية بالألياف، الفيتامينات، والمعادن، مما يساهم في تعزيز صحة القلب وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. يمكن لإضافة وجبة نباتية واحدة على الأقل أسبوعيًا، تعتمد على البروتينات النباتية بدلاً من الحيوانية، أن تكون خطوة بسيطة لكنها فعّالة في دعم الاستدامة البيئية وتحسين الصحة العامة عندما تختار المنتجات المحلية، فإنك تقلل من الانبعاثات الناتجة عن الشحن والنقل لمسافات طويلة. إن الأغذية الموسمية والمحلية لا تدعم فقط الاقتصاد المحلي، ولكنها تقلل أيضًا من استهلاك الوقود الأحفوري المرتبط بنقل المواد الغذائية. تشير الدراسات إلى أن المنتجات العضوية المزروعة بأساليب مستدامة تحتوي على كميات أقل من المواد الكيميائية، مما يقلل من التأثيرات السلبية على التربة والمياه. فالزراعة المستدامة تعتمد على تقنيات تقلل من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية التي تسبب تلوث المياه وانبعاث الغازات الدفيئة. وعلى الرغم من أن المنتجات العضوية قد تكون أغلى قليلا مقارنة بغيرها، إلا أنها تمثل استثمارًا طويل الأمد لصحتك ولحماية البيئة. خيارات حياتية مستدامة لمكافحة تغير المناخ لا يقتصر الأمر على تغيير نظامك الغذائي فقط، بل يتطلب إجراء تغييرات بسيطة في نمط حياتك. هذه التعديلات ليست معقدة، بل سهلة التنفيذ، وربما تمارس بعضها بالفعل دون أن تدرك تأثيرها. ومع ذلك، فإن تأثيرها كبير وقادر على إحداث فرق ملموس في حياتك، وصحتك، والبيئة من حولك. تُعد الزراعة المنزلية وسيلة فعالة لتقليل البصمة الكربونية للغذاء، حيث يمكنك زراعة الخضراوات والفواكه في حديقتك أو على سطح المنزل، مما يقلل اعتمادك على الأغذية المنتجة صناعيا. هذا الخيار يقلل من الحاجة إلى النقل والتعبئة، ويعزز الوعي بأهمية الإنتاج الغذائي المحلي. كما تمنحك الزراعة المنزلية القدرة على التحكم في جودة غذائك باستخدام أساليب صحية خالية من المواد الكيميائية. لتحقيق ذلك، يُفضل استخدام تقنيات طبيعية، مثل العلاجات العضوية لمكافحة الآفات والأسمدة الطبيعية لتغذية التربة. الزراعة المنزلية ليست فقط خيارا مستداما للبيئة، بل تجربة ممتعة تضمن غذاء عالي الجودة وصديقا للبيئة. تقليل هدر الطعام يشكل هدر الطعام تحديًا بيئيًا كبيرًا، حيث يؤدي إلى انبعاث غازات دفيئة ضارة، مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون، عند تحلله في مدافن النفايات. بالإضافة إلى ذلك، يُهدر معه الموارد المستخدمة في إنتاجه، بما في ذلك الطاقة والمياه والأراضي الزراعية. للتقليل من هذا الهدر، يمكن اتباع خطوات بسيطة وفعّالة، مثل شراء كميات مناسبة من الطعام وتخزينه بطريقة صحيحة لإطالة فترة صلاحيته، إلى جانب الحرص على استهلاك كل ما يتم شراؤه. كما يمكن اختيار الفواكه والخضراوات ذات الشكل غير المثالي، لأنها تتمتع بنفس الجودة ولكنها غالبًا ما تُهمل دون مبرر. إعلان للمساهمة في تقليل التأثير البيئي للنفايات، يُمكن تحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي، مما يقلل من انبعاثات الغازات الضارة. هذه الممارسات لا تحمي البيئة فقط، بل توفر المال وتساعد في الحفاظ على الموارد للأجيال القادمة. تتطلب الأطعمة المصنعة كميات هائلة من الموارد مثل الطاقة والمياه، كما تولّد انبعاثات كربونية كبيرة نتيجة عمليات الإنتاج الصناعي والنقل. إنتاج هذه الأطعمة المعالجة والمغلفة بشكل مفرط يؤدي أيضًا إلى تراكم النفايات غير الضرورية. وفقًا للتقارير. إن تقليل الاعتماد على الأطعمة المصنعة لا يحسن صحتك فقط، بل يساهم أيضًا في تقليل البصمة الكربونية بشكل ملحوظ. بدلاً من ذلك، يمكن اختيار الوجبات المصنوعة من مكونات طبيعية كاملة مثل الخضراوات الطازجة والفواكه، مما يجعلها خيارا أكثر صحة واستدامة.


الجزيرة
٣٠-١٢-٢٠٢٤
- الجزيرة
إليك 8 أحداث علمية بارزة حصلت في 2024
من اكتشاف أسرار جديدة حول الدماغ وبنية البروتينات، إلى تعميق معرفتنا حول القمر وباقي مكونات النظام الشمسي. كان عام 2024، حافلا بالأحداث والاكتشافات العلمية المهمة التي وضعت لبنات جديدة في صرح المعرفة البشرية. الكثير من هذه الاكتشافات تحقق بفضل التنامي غير المسبوق لتقنيات الذكاء الصناعي التي أصبحت أكثر استخداما في البحث العلمي بمختلف مجالاته. هذا في الوقت الذي استمرت فيه انبعاثات الغازات المسببة في الاحترار بوتيرة عالية السرعة في ارتفاع متوسط حرارة كوكب الأرض ليبلغ عتبة 1.5 درجة مئوية لأول مرة، الأمر الذي أدى إلى تزايد حدوث عدد من الأحداث المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير. نشر أول خريطة لدماغ كائن حي تمكن فريق العلماء من جامعة برينستون في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من نشر أول خريطة كاملة لدماغ ذبابة الفاكهة (دروسوفيلا ميلانوجاستر)، تظهر 50 مليون توصيلة عصبية تربط بين حوالي 140 ألف خلية عصبية، مما يعطي رؤى جديدة حول أدوار مناطق الدماغ المختلفة. ورغم أن دماغ ذبابة الفاكهة يعتبر أقل تعقيدا من دماغ الإنسان، فإنه ينفّذ العديد من العمليات العصبية الأساسية المماثلة لتلك التي يقوم بها الدماغ البشري، من الإدراك الحسي إلى اتخاذ القرار والتحكم في الأفعال، مثل الطيران، أو عند التفاعل مع الحيوانات أخرى. لذلك، فإن فهم طريقة عمل دماغ هذا الكائن الصغير وتركيبته يمكن أن يفيد في دراسة جميع أنواع الأدمغة، بما في ذلك أدمغتنا التي تحتوي على أكثر من 80 مليار خلية عصبية. وقد بدأ العلماء بالفعل، خلال هذا العام، في فك أسرار الدماغ البشري، حيث كشف باحثون في مايو/أيار الماضي عن صورة ثلاثية الأبعاد لقطعة صغيرة من الدماغ البشري بحجم نصف حبة أرز، تحتوي على نحو 16 ألف خلية عصبية. وقد أضيف هذا الإنجاز إلى أطلس عالي الدقة أنشأه مشروع "الدماغ البشري" التابع للاتحاد الأوروبي العام الماضي. إلى جانب السعي إلى فهم أفضل لكيفية عمل الدماغ، تهدف مثل هذه المشاريع إلى حل ألغاز الأمراض العقلية البشرية وتحسين خوارزميات الذكاء الاصطناعي في معالجة هذه المهام التي تعتمد على البيانات بشكل كبير. معلومات جديدة عن أصول النظام الشمسي في عام 2020، تمكنت المركبة الفضائية "أوزيريس-ركس" من الهبوط لفترة وجيزة على كويكب بينو، ثم العودة إلى الأرض في سبتمبر/أيلول 2023 بعينة من صخوره يبلغ وزنها حوالي 121 غراما، وهي أكبر عينة تم جلبها إلى حد الآن من الكويكبات. وفي هذا العام، ولأول مرة، تمكن العلماء من تحليل جزء من هذه العينات وأذهلهم اكتشاف بعض المعلومات غير المتوقعة التي تحتوي عليها. فقد أظهرت نتائج التحليل على سبيل المثال، أن هذه الصخور تعود إلى أكثر من 4.5 مليارات عام، وأن الشمس تكونت نتيجة لموت نجوم متعددة، وليس نجما واحد كما كان يعتقد سابقا، بعضها منخفض الكتلة، والبعض الآخر كبير بما يكفي لإحداث مستعرات عظمى قوية عند انفجارها. وتظهر النتائج أيضا أن العينة جاءت من جرم قديم كان نشطا جيولوجيا، قبل أن يتم تدميره الآن. كما عثر العلماء في العينة على سلسلة من المركبات الحيوية، بما في ذلك جميع أنواع الأحماض الأمينية، في هذا الكويكب البدائي. اكتشاف محيطات على أقمار النظام الشمسي اعتقد العلماء لفترة طويلة، أن المحيطات الموجودة على كوكب الأرض فريدة من نوعها ولا يوجد مثيل لها في باقي أجرام المجموعة الشمسية. فالمريخ بالنسبة لهم، عبارة عن صحراء واسعة الأطراف، وسطح الزهرة يبدو كمشهد بركاني قاحل، أما أقمار المشتري وزحل وأورانوس ونبتون العديدة فهي مجرد كرات من الجليد. رغم ذلك، أشارت بعض المؤشرات التي رُصدت على قمر المشتري (يوروبا) في الثمانينيات القرن الماضي، إلى أن محيطا قديما من المياه الدافئة والمالحة والسائلة قد يكون مختبئا تحت قشرته الجليدية السميكة. وقد أدى هذا إلى إطلاق مهمة "أوروبا كليبر" التابعة لناسا، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على أمل دراسة هذا المحيط وتحديد ما إذا كان قادرًا على دعم الحياة أم لا. وخلال هذا العام، عثر العلماء على أدلة جديدة لوجود محيطات أخرى في جميع أنحاء النظام الشمسي الخارجي. وقد اكتشف العلماء على سبيل المثال، أن قمر زحل إنسيلادوس وميماس وقمر أورانوس ميرندا تحتوي جميعها على محيطات سائلة. ويعتبر وجود محيطات أخرى في النظام الشمسي أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للعلماء، خاصة وأن الماء عنصر أساسي في الحياة كما نعرفها اليوم. وقد أصبح لدى العلماء الآن العديد من الأماكن للبحث عنها عبر النظام الشمسي. اختبار بسيط لكشف مرض الزهايمر و"نوبات" الشيخوخة وخلال هذا العام، نجح علماء في السويد في تطوير طريقة جديدة وسهلة للكشف بدقة تصل إلى نحو 90% عن مرض الزهايمر لدى كبار السن عن طريق فحص بسيط للدم، وذلك بدل طرق التشخيص الحالية التي تتطلب أخذ عينة من السائل النخاعي أو تصوير الدماغ باستخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. كما أدرج تقرير "ذا لانسيت" لعام 2024 الذي أعدته مجموعة من الخبراء، أكثر من 12 إجراء بسيطا أظهرت الأبحاث أنها يمكن أن تساعد في منع الخرف أو تأخيره، تشمل استخدام المعينات السمعية والحفاظ على الكوليسترول تحت السيطرة وممارسة الرياضة. يرتبط هذا النوع من الأمراض لدى الإنسان بتقدم العمر الذي يحدث تدريجيا وبشكل بطيء حتى ظهور أعراض الشيخوخة. لكن العلماء اكتشفوا هذا العام أننا نتعرض أيضا لنوبتين كبيرتين من "نوبات الشيخوخة" على مدار حياتنا: واحدة في سن 44 عاما، والأخرى في سن 60 عاما. واستنادا إلى جميع أنواع العينات البيولوجية التي قدمها 108 من مشاركين في الدراسة المنشورة في شهر أغسطس/آب الماضي، تابع الباحثون تطور المؤشرات الحيوية المختلفة في أعمار مختلفة من الحياة. واكتشفوا أن النساء والرجال على حد سواء يواجهون تحولات كبيرة في منتصف الأربعينيات من عمرهم بصورة فجائية، فيفقد الجسم قدرته على كسر مواد مثل الكحول والدهون والكافيين ويصبح أكثر عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية. وعند بلوغ الستين، يخضع الجسم لمزيد من التغييرات، لا سيما في تنظيم الجهاز المناعي وفي استقلاب الكربوهيدرات. لم يكن مفاجئا أن يحطم عام 2024 مرة أخرى الأرقام القياسية للحرارة، حيث تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية لأول مرة 1.5 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الصناعة. وقد تسببت درجات الحرارة المرتفعة في صيف هذا العام في رابع وأوسع حدث تبييض للشعاب المرجانية على مستوى العالم، مما أثر على حوالي 75 في المائة من الشعاب المرجانية العالمية. ونتج عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب العديد من الظواهر المناخية المتطرفة، حيث أدت الحرارة غير العادية في خليج المكسيك إلى تغذية الأعاصير الشديدة، كما تلقت مدينة فالنسيا في إسبانيا ما يعادل كمية الأمطار التي تهطل خلال عام كامل في 8 ساعات في أكتوبر/تشرين الأول، مما تسبب في فيضانات مميتة ورغم أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية سجلت استقرارا نسبيا في عام 2023، فإنها عادت إلى الارتفاع من جديد خلال عام 2024 مما يجعل العالم بعيدا عن المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاقية باريس التي تهدف إلى الحد من الانحباس الحراري. وبدلا من ذلك، يبدو أن السياسات والإجراءات الحالية ستؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة العالم بمقدار 2.7 درجة مئوية بحلول عام 2100. الذكاء الاصطناعي يفوز بجائزة نوبل لقد شهدت برامج الذكاء الاصطناعي تحسنا كبيرا هذا العام. فقد تفوقت نماذج اللغة الكبيرة التي تدعم برامج الدردشة الآلية مثل "شات جي بي تي" على البشر في العديد من المجالات. وقد لفتت موجة التطورات انتباه لجنة نوبل، حيث مُنحت جائزة نوبل في الكيمياء لباحثين شاركوا في دراسة البروتينات، وهي الآلات الجزيئية التي توفر العديد من الوظائف في أجسامنا. ويعمل اثنان من الفائزين الثلاثة بالجائزة، في شركة غوغل ويدينان باكتشافهما لنموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بهما المسمى "ألفا فولد2" وهي أداة أثبتت قدرتها على التنبؤ بكفاءة مذهلة ببنية جميع البروتينات المكتشفة حتى الآن والتي يبلغ عددها 200 مليون بروتين. وهذا يعني أن العلماء لديهم الآن أداة يمكنها تحديد أنواع البروتينات بسرعة ودقة ويمكن أن تساعد في كشف جميع أنواع التفاعلات الكيميائية أو الظواهر البيولوجية الأخرى. ومن خلال فهم وتوقع مجموعة واسعة من الأشكال التي يمكن أن يتخذها البروتين، يمكن للعلماء تصميم عقاقير تستهدف بروتينات محددة لها أدوار محددة في الخلية. ويأمل العلماء في استخدام أداة الذكاء الصناعي "ألفا فولد2" للتنبؤ ببنية البروتينات والحمض النووي والجزيئات الحيوية الأخرى ولتسريع هذه المهمة الشاقة وبالتالي تطوير أدوية جديدة في أقل وقت ممكن لإنقاذ حياة المرضى. ومع هذا التقدم: تقدم التكنولوجيا، تضخَّم طلب شركات التكنولوجيا على الكهرباء اللازمة للحوسبة التي تدعم الذكاء الاصطناعي بشكل مثير للقلق، مما دفعها إلى الاتجاه نحو الطاقة النووية لتلبية احتياجاتها الشديدة من الطاقة. يتم إرسال العديد من المركبات إلى القمر كل عام، لكن عام 2024 شهد بعض النجاحات في إرسال مركبات إلى القمر، حيث أصبحت شركة "إنتويتف مشينز" الأميركية أول شركة تضع مركبة هبوط على القمر، وأصبحت اليابان الدولة الخامسة التي تنجح في هذه المهمة. ومن المثير للاهتمام أن مهمة "تشانج آه-6" الصينية تمكنت من جلب أول عينة من الصخور التي تم جمعها من "الجانب الآخر" من القمر، كشفت عن وجود علامات على نشاط بركاني حديث. وفي دراسة علمية نشرت في بداية العام، أظهر باحثون أن محيط قمر الأرض انكمش بمقدار يزيد عن 50 مترا مع استمرار انخفاض حرارة نواته تدريجيا على مدى مئات الملايين من السنين الماضية. وأدى هذا الانكماش إلى تجعد تضاريسه بنفس الطريقة التي تتجعد بها حبات العنب عندما يتقلص حجمها إلى حجم حبة زبيب. ولكن على عكس الجلد المرن للعنب، فإن سطح القمر صلب، مما يتسبب في تشكل الصدوع في قشرته الخارجية. اكتشف فريق من العلماء أدلة على أن هذا الانكماش المستمر للقمر أدى إلى تشوه ملحوظ في سطحه في منطقة القطب الجنوبي، بما في ذلك المناطق التي اقترحتها وكالة ناسا لهبوط مأهول للمهمة أرتميس3. ولأن تكوّن الصدع الناجم عن انكماش القمر غالبًا ما يكون مصحوبًا بنشاط زلزالي مثل الزلازل القمرية، فإن المواقع القريبة من أو داخل مناطق الصدع هذه قد تشكل مخاطر على جهود الاستكشاف البشري المستقبلية. الحوسبة الكمومية كانت الحوسبة الكمومية واحدة من التقنيات التي تطورت بشكل أسرع مما كان متوقعا خلال عام 2024، حيث أعلنت شركات مايكروسوفت وكوانتينوم وجوجل أنها تحقق تقدما عبر ربط البتات الكمومية معا، مما أدى إلى تقليل معدل الخطأ في العمليات الحسابية، بدلا من زيادته. في حين تخزن الحواسيب العادية المعلومات في صورة "بتات"، والتي يمكن أن تأخذ القيم 0 أو 1، يمكن أن يأخذ البت الكمومي أي قيمة بينهما. يمكن أن تتكون تلك البتات الكمومية من مادة فائقة التبريد أو ذرات محصورة بالليزر. وسّعت جوجل من انجازاتها إلى ما هو إلى أبعد من ذلك، حيث ربطت 105 من البتات الكمومية في شريحة تسمى "ويللو"، والتي تم الإعلان عنها في دراسة بدورة "نيتشر مؤخرا". يمكن أن تستغرق هذه الشريحة خمس دقائق للقيام بحل مشكلة لا تستطيع أجهزة الكمبيوتر العملاقة القيام بها في 10 سبتلييون سنة.