
ترامب وحلم صانع السلام العالمي
اليوم عادت الجائزة إلى صدارة النقاش العالمي، عندما جلس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طاولة عشاء غنية بالأطباق الشهية التي لا تُذكِر أحداً بالمجاعة في غزة، والمُتخمة بالكثير من المُجاملات التي تُذكِر رجال الأعمال بمَوائد المَصالح المشتركة، ومنها رفع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ورقة ترشيح ترامب للجائزة.
هذا المشهد أثار جدلاً كبيراً في الأوساط الإعلامية، فمن المعروف أن نتنياهو مطلوب للعدالة في بلاده بسبب قضايا فساد داخلية، ومطلوب خارجياً بسبب الحرب التي يشنّها على غزة والضفة، وترامب هو الداعم له بالسلاح والمعدات والتصاريح التي تدعو إلى توسيع مساحة إسرائيل التي عبّر بوضوح أنها صغيرة ويجب أن تتوسع. وكان ترامب قد ذكر بأن «إسرائيل لم تأخذ إلا القليل مما تستحق، هناك أراضٍ يجب أن تكون تحت سيادتها التاريخية». وفي خطاب آخر لحشد الإنجيليين قال:«هل هناك طريقة للحصول على المزيد من الأراضي لإسرائيل لأنها صغيرة جداً؟» هذه الخطابات تتماهى مع توجهات اليمين المتطرف في إسرائيل التي تنادي ب «إسرائيل الكبرى». فهل يستحق من يدعم الحرب بالسلاح ويدعو إلى الاحتلال جائزة سلام؟
والجدير بالذكر أن الأمم المتحدة رفضت هذه التصريحات ووصفها الاتحاد الأوروبي بأنها «خطاب خطير يعيد عقارب الساعة للوراء». لكن الرجل المُغرم بالتصفيق لا يتوانى عن إنكار ما يقوله في الصباح إن لم يتماش مع تغريدته المَسائية. وهكذا بدا يُبشر بالسلام ثم ينقضه، يقول بترحيل الفلسطينيين ثم يتحدث عن حل الدولتين. يصف صديقه نتنياهو ب «بيبي العظيم» ثم يُغضبه باتفاق مع الحوثيين. ويردد أنه يستحق جائزة السلام. يسترضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوماً ثم يعود ويرسل أسلحة إلى أوكرانيا. يقف على حافة الحلم الذي يؤرقه كيف يكون أقل من مارتن لوثر كينغ ومانديلا وهو الأبيض الذي يرفض التنازل عن العجرفة؟ والغصة التي لا تفارقه.. لماذا فاز أوباما بها وهو لم يفز؟
يُذكر أن الرئيس الحالم بصنع السلام بدأ عهده بتصريحات وصفت بأنها مستفزة حيث دعا كندا لتكون الولاية ال 51 لأمريكا، وأثار موجة غضب عالمية بشن حرب اقتصادية عندما رفع التعريفات الجمركية على الصين وأوروبا، وردت الصين عليه بالمثل ما أثار توتراً اقتصادياً عالمياً. وانسحب من اتفاقيات اقتصادية. وعاد إلى فرض العقوبات كأداة ضغط سياسي، واستهدف المكسيك بفرض رسوم على جميع وارداتها. أما المهاجرون فهم حكاية أخرى حاربهم في ولايته الأولى واستمر أكثر عنفاً في الثانية، حيث يعاني ملايين المهاجرين وبينهم من عاش سنوات طويلة في أمريكا من الخوف والاحتجاز والترحيل والخطاب العنصري. ولا ننسى وقف المساعدات التي تعتمد عليها الجامعات وقمع الطلاب الذين تظاهروا دعماً لوقف الحرب، وقطع المنح عن بعضهم. ووقف تمويل الأبحاث خصوصاًِ للمناخ والعلوم.
ورغم كل ما سبق، الرئيس المغرم بالجائزة لا يتوقف عن الإعلان أنه يستحقها. وحتى الآن هو مجرد مُرشح كلامي، أي غير رسمي ستعلن أسماء المرشحين رسمياً في أكتوبر(تشرين الأول) المقبل.. ولا يبدو أنه يقدّر أهمية الإعلام الذي تعامل معه بتكميم الأفواه وهي سياسة أكثر ما تكون بعيدة عن الديمقراطية التي تَوجت نفسها أمريكا مِثالاً لها. فمنذ توليه الحكم بدأ هجوماً على وسائل الإعلام الكبرى ووصفها ب «عدو الشعب» علماً أننا نتحدث عن وسائل لها ثقلها التاريخي مثل «سي إن إن» و«نيويورك تايمز»، و«واشنطن بوست» وغيرها، وطالما كرر «الإعلام الكاذب هو التهديد الأول لأمتنا أكثر من الصين والحدود المفتوحة» وتمادى حيث هدد برفع دعاوى قضائية ضد بعض وسائل الإعلام التي تنشر ما لا يروق له. هذا بالإضافة إلى خطته لإغلاق إذاعة «صوت أمريكا». وأول رد فعل على هذه المحاولات كان تعليق الصحافة التي اعتبرت أنها محاولة منه للترهيب. هذا غير منع صحفيين بعينهم من حضور المؤتمرات، واللائحة تطول على تضييق الإعلام وخنق المنابر الإعلامية الحرة.
الأهم نُذكِّر هنا أن الصحافة التي يستخف بها ترامب هي من أوقفت تسلم هنري كسنجر للجائزة (1973) رغم فوزه بها.
وبعد.. من يستحق الجائزة.. من يحلم؟ أومن يصنع السلام؟ وهل هناك من يصنعه؟
* كاتبة وباحثة في الدراسات الإعلامية
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
الأمم المتحدة تحذر من خطورة أمر الإخلاء الإسرائيلي في دير البلح
حذرت الأمم المتحدة، من أمر التهجير الجماعي الذي أصدره الجيش الإسرائيلي أمسِ الأحد، إلى الغزاويين المتواجدين حاليا في نحو 5.6 كيلومتر مربع في دير البلح، وهي مساحة تضم أربعة أحياء، معتبرة هذا الأمر بمثابة ضربة قاصمة أخرى توجهها إسرائيل إلى شريان الحياة الهش أصلاً الذي يُبقي الناس على قيد الحياة في جميع أنحاء قطاع غزة. وكشف بيان أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، مساء أمس بتوقيت نيويورك، عن تقديرات أولية تشير إلى أن ما بين 50 ألفا و80 ألف شخص كانوا في المنطقة وقت صدور الأمر، بما في ذلك نحو 30 ألف شخص لجأوا إلى 57 موقعًا للنزوح. وقد فرت ما لا يقل عن ألف عائلة من المنطقة في الساعات الأخيرة. وأعلن البيان أن موظفي الأمم المتحدة كانوا موجودين في دير البلح ومنتشرين في عشرات المباني، أثناء صدور الأمر الإسرائيلي، وقد تم إبلاع الأطراف المعنية عن إحداثياتهم. وشدد البيان على ضرورة حماية هذه المواقع كما هو الحال مع جميع المواقع المدنية الأخرى، بغض النظر عن أوامر التهجير الإسرائيلية. ونوه البيان إلى أن المنطقة المشمولة بالأمر الاسرائيلي تضم عدة مستودعات إنسانية، وأربع عيادات صحية أولية، وأربع نقاط طبية، وبنية تحتية حيوية للمياه هي محطة تحلية جنوب غزة، وثلاثة آبار مياه، وخزان مياه واحد، ومكب نفايات صلبة واحد، ومحطة ضخ مياه صرف صحي واحدة، محذرا من أن أي ضرر يلحق بهذه البنية التحتية سترك عواقب وخيمة على الحياة. وذكر البيان أن مساحة غزة الخاضعة لأوامر التهجير أو المناطق العسكرية الإسرائيلية ارتفعت مع هذا الأمر الإسرائيلي الأخير، إلى 87.8% في قطاع غزة، ما ترك 2.1 مليون مدني فلسطيني محصورين في 12% فقط من مساحة القطاع، حيث انهارت الخدمات الأساسية. واختتم بيان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قائلا: "يمر الأمر الجديد عبر دير البلح وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط، ما يزيد من تجزئة القطاع، ويحد من قدرة الأمم المتحدة وشركائها على التحرك بأمان وفعالية داخل غزة، ما يخنق وصول المساعدات الإنسانية في وقت تشتد الحاجة إليها".


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
سفينة «خليفة الإنسانية» تغادر الإمارات لإغاثة غزة
أبوظبي - وام أبحرت اليوم من ميناء خليفة «كيزاد» في أبوظبي، سفينة خليفة للمساعدات الإنسانية الثامنة ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، متجهة إلى ميناء العريش في جمهورية مصر العربية، تمهيداً لإدخال شحنتها من المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، في إطار الدعم الإنساني المستمر الذي تقدمه دولة الإمارات للأشقاء الفلسطينيين. وتُعد سفينة «خليفة»رقم 8 هي أكبر سفينة مساعدات إنسانية ترسلها دولة الإمارات حتى الآن، حيث تبلغ حمولتها الإجمالية 7166 طنا من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية المتنوعة. وتشمل الحمولة 4372 طناً من المواد الغذائية، و1433 طناً من مواد الإيواء، و860 طناً من المواد الطبية، و501 طن من المواد الصحية، ليصل إجمالي المساعدات التي تم إرسالها إلى قطاع غزة 77.266 طن. وتأتي هذه الخطوة امتداداً لسلسلة من المبادرات الإنسانية التي أطلقتها دولة الإمارات، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، والتي تجسد التزام الدولة الراسخ بنهجها الإنساني في مد يد العون للمحتاجين والمتضررين، بالتعاون مع مؤسساتها الخيرية والإنسانية.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
إسرائيل تجهز خطة بديلة لـ"المدينة الإنسانية"
وقالت المصادر للقناة 12 الإسرائيلية إن الخطة التي قدمها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تتضمن السيطرة على مساحة أكبر بكثير من الأراضي في غزة ، والاستعداد بشكل أوسع حول المحاور. وأكدت المصادر أن "خطة السيطرة على غزة" تحظى بقبول واسع بين الوزراء الإسرائيليين. وأشارت المصادر إلى أن خطة السيطرة الجديدة ستطبق حال فشل مفاوضات غزة أو عدم التوصل إلى الاتفاق الشامل الذي يتضمن إنهاء الحرب بعد فترة الـ60 يوما. وكانت القناة 12 الإسرائيلية، قد قالت مساء الأحد، إن الوسطاء وإسرائيل لا يزالون بانتظار رد حماس على اقتراح وقف إطلاق في غزة. وحسبما نقلت القناة عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين فإن الوسطاء في المفاوضات يعتقدون أن الكرة الآن في ملعب حماس. وشدد المسؤولون على أن على حماس إبداء المرونة في هذه المرحلة، لدفع صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار قُدما. ووفق القناة الإسرائيلية فإن كبار قادة حماس في الدوحة يميلون إلى دعم الاقتراح، لكن لا يوجد حتى الآن رد واضح من قيادة الجناح العسكري في غزة. وأضافت القناة أن الوسطاء المصريين والقطريين يضغطون على حماس لتقديم رد في أقرب وقت. وأشارت القناة نقلا عن مسؤول أميركي أن "قادة حماس يتصرفون بعناد. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق هذه المرة، فستكون المسؤولية كاملة على عاتق حماس". وأضاف المسؤول أن "قادة حماس هم العقبة في هذه المرحلة، نظرا لعدم تقديمهم ردا واستمرارهم في التمسك بقضايا صغيرة وغير جوهرية". جدير بالذكر أن خطة " المدينة الإنسانية" التي كشف عنها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ويدعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، تقوم على حشر ما لا يقل عن 700 ألف فلسطيني، وربما يصل العدد إلى مليون، في رقعة ضيقة جنوبي قطاع غزة بمحاذاة الحدود المصرية، تحت ذريعة حمايتهم من المعارك، في ظل دمار شبه كامل للبنية التحتية في الشمال والوسط.