
هل وصلت العملات المشفّرة إلى مصافّ الأصول المالية بعد؟
فيليب ستافورد
تشهد «بيتكوين»، أقدم وأشهر العملات المُشفّرة في العالم، حالة من الزخم الكبير، إذ تُتداول حالياً بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية، مدفوعة برهانات المستثمرين المتفائلين بدعم سياسي وتنظيمي أكبر من إدارة دونالد ترامب.
وارتفعت العملة الرقمية بأكثر من 50 % منذ فوز ترامب في انتخابات نوفمبر الماضي، لتعوض جميع الخسائر التي تكبّدتها حين هدد الرئيس الأمريكي في أبريل باعتماد سياسات تجارية يُحتمل أن تكون مُضرّة. ومع تجاوز مكاسبها نسبة 20% منذ الإعلان عن التعريفات فيما يُعرف بـ«يوم التحرير»، تفوقت «بيتكوين» على أداء الذهب والأسهم الأمريكية. وحتى الحرب الدائرة في الشرق الأوسط لم تفلح في زحزحتها عن موقعها، بعدما تخطت مستوى 100 ألف دولار في ديسمبر الماضي، محتفظةً بصدارتها في سوق الأصول الرقمية.
وبالرغم من مواجهتها انتقادات بأنها متقلبة ولا يمكن التنبؤ بها، إلا أنها أكبر عملة مُشفرة تمر حالياً بالعام الثالث من المكاسب المذهلة، ما يؤدي إلى تزايد تقبّل المستثمرين، وكذلك الجهات التنظيمية، والساسة، لفكرة أن بعض العملات الرقمية بإمكانها توفير مسار للثروة والمدخرات على المدى الطويل على الأقل، ويعتقد البعض في وجوب اعتبارها أصلاً رئيساً.
ويُعد هذا تحوّلاً جذرياً مقارنة بفترة نوفمبر من العام 2022، حينما لامست «بيتكوين» مستوى 16 ألف دولار الذي تزامن مع انهيار منصة «إف تي إكس» للعملات المُشفرة التابعة لسام بانكمان فرايد، وهو الحدث الذي كلل فترة عصيبة دامت ستة أشهر تضررت فيها ثقة المستثمرين، ولحقت فيها أضراراً بالكثير من الأسماء الكبيرة.
لكن هذه المكاسب والخسائر ليست بأمر جديد بالنسبة لمن يحملون العملات المُشفرة منذ وقت طويل. فمنذ أن ظهرت العملة في عام 2009، كانت التقلبات الشديدة واحدة من السمات التي عُرفت بها العملة، لكنها تمكنت من الانتعاش في كل مرة وحققت مستويات أعلى جديدة واجتذبت المزيد من الأموال والمهتمين بها.
وباتت العملات المُشفرة جزءاً من الأسواق المالية على نحو أكبر. وشهد العام الجاري تدفقات واردة إلى الصناديق العالمية التي تتبع العملات المُشفرة بمقدار 11 مليار دولار، ما زاد من إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة إلى 176 مليار دولار، بحسب البيانات الصادرة عن شركة «كوين شيرز» في المملكة المتحدة.
وقد تكون «بيتكوين» هي العملة الرقمية الأكثر قبولاً لدى مديري الصناديق والجهات التنظيمية، لكن ثمة عملات مُشفرة أخرى، مثل «إيثير»، تجتذب اهتماماً من جانب المستثمرين. فترامب لديه عملته المُشفرة الخاصة، وقد أفصح عن دخل يقارب 60 مليون دولار في العام الماضي من واحدة من مشروعاته في العملات الرقمية. وزوجته، ميلانيا، لديها عملتها المُشفرة هي أيضاً.
وتتبع «كوين ماركت كاب»، وهي منصة على الإنترنت ومزودة بيانات، قرابة 16.9 مليون عملة مُشفرة، غير أن هناك ملايين العملات الأخرى في السوق، ما يترك المستثمرين في حيرة ويعقّد من اتخاذهم للقرار بشأن أي العملات يشترون.
وما يزيد الأمر صعوبة بروز فئة أخرى من العملات المُشفرة وهي «العملات المستقرة»، والتي تكون مدعومة بأصول مثل سندات الخزانة الأمريكية، وقد أصبحت بدائل مُحتملة لأنظمة المدفوعات التقليدية. وتُستخدَم هذه العملات على نحو أكبر باعتبارها وسائل للدفع العابر للحدود. وتقدمت الجهات التنظيمية في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بمُقترحات لإخضاع هذه العملات للقواعد التنظيمية.
ويؤدي هذا التشتت إلى تحفظات كبيرة من جانب بعض المستثمرين. ويقول جون رو، رئيس قسم الصناديق متعددة الأصول لدى «ليغال آند جنرال أسيت مانجمنت»: «ما زالت الكيفية التي ستتطور بها الأمور غارقة في عدم يقين كبير، وقد يعتمد الأمر جزئياً على الأقل على الأداء الذي ستحققه الأصول على مدى الأشهر والسنوات المقبلة».
ومع ذلك، يستمر عدد المتحمسين لهذه الأصول في التنامي. وكان ما حفز انتعاش العملات المُشفرة، موافقة الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة خلال شهر يناير من العام الماضي على استثمار الصناديق المُتداولة في البورصة مباشرة في «بيتكوين»، ويُعد المسؤول عن إدارة هذه الصناديق بعضاً من أكبر مديري الصناديق على مستوى العالم، بما في ذلك «بلاك روك» و«فيدليتي».
وازداد زخم هذا الانتعاش بعد ذلك بفضل نجاح حملة ترامب الانتخابية. فبعد تخليه عن اتهامه السابق لها بأن «بيتكوين» ليست إلا احتيالاً، فقد وعد بدلاً عن ذلك باعتماد سياسات ودودة تجاه الصناعة من شأنها أن تجعل الولايات المتحدة «عاصمة الأصول المُشفرة العالمية».
من جانبها، فإن الجهة التنظيمية في المملكة المتحدة، وهي هيئة السلوك المالي، بصدد إجراء مشاورات في السوق بشأن رفع جزئي للحظر الذي فرضته في عام 2021 على شراء العملاء لبعض الأوراق المالية المرتبطة بأصول رقمية، لكن بعض المستثمرين سينظرون دوماً إلى الأصول المُشفرة باعتبارها «احتيالاً»، على ما قاله ترامب ذات مرة.
لكن الخطوة التي تضطلع بها هيئة السلوك المالي هذا الشهر، والتي تلمّح للمستثمرين بوجوب أن يكون انكشافهم على هذه الأصول خاضعاً لاختياراتهم هم رغم مخاطرها، يُعد مؤشراً على تغير في المواقف.
وتشير بيانات في دراسة سنوية أجراها مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن اقتصاديات الأسر في الولايات المتحدة، إلى أن 8 % فقط من البالغين استخدموا الأصول المُشفرة باعتبارها استثماراً أو في معاملات مالية خلال العام الماضي، وهي النسبة ذاتها المُسجلة في العام السابق، لكنها تراجعت من 12 % في عام 2021. وغالباً ما تؤدي ملايين العملات المُشفرة الأخرى التي يتعين على المستثمرين الاختيار من بينها، إلى تثبيط المستثمرين الجدد عن دخول هذه السوق.
لكن من المستحيل تقريباً تتبع كافة العملات وإجراء البحوث عنها، بسبب سهولة تعيين مُصدّري العملات المُشفرة لمطوّر سيعمل على إنشاء عملة جديدة، ثم سيضعونها في سجل رقمي لتوثيق كافة المعاملات التي أُجريت باستخدام العملة.
وتم ابتكار «البلوك تشين» الخاصة بعملة «بيتكوين»، وهي السجل الرقمي الذي يحتفظ بتوثيق لكافة المعاملات التي تمت باستخدام العملة، في أثناء الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وكانت طريقة لإجراء عمليات الدفع دون الاستعانة بخدمات أي من المؤسسات المالية، مثل المصارف. ومع ذلك، فقد شابت العملة الكثير من العيوب التي حالت دون استخدامها على نطاق واسع لإجراء المدفوعات، وصارت بدلاً من ذلك «ذهباً رقمياً»، أي أنها أصبحت أصلاً ترتفع قيمته وتنخفض ويمكن استخدامه ليكون مخزناً بديلاً للقيمة، غير أنه لا يمنح المستثمرين توزيعات أرباح أو عوائد.
أما «إيثير»، وهي ثاني أكبر العملات الرقمية، فهي مفهوم مختلف كلياً عن «بيتكوين». ويعود ذلك إلى أن الرمز يمثّل «البلوك تشين» الخاصة بـ «إيثيريوم»، والتي تروّج لنفسها باعتبارها منصة مفتوحة يمكن للمطورين عبرها إنشاء بدائل للبنية التحتية المالية القائمة.
ويمكن برمجة الرمز ذاته بحيث يحتفظ بالأموال ويُجري المعاملات المالية تلقائياً. ويمكن لحملة العملة أيضاً الحصول على عائد إذا وافقوا على الاحتفاظ بحيازاتهم في نظام يساعد في استمرار عمل «إيثيريوم». وتوجد عملات مُشفرة أخرى تعمل بالطريقة ذاتها، مثل «سولانا»، و«كاردانو»، و«أفالانش».
وأخيراً، هناك ما يُطلق عليها «عملات الميم» التي تجذب انتباه المتعاملين في السوق، مثل العملات التي أصدرها ترامب وزوجته قبل فترة وجيزة من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في يناير الماضي. وهذه العملات رموز تمثّل نكات على الإنترنت، أو لحظات شاع انتشارها، أو حتى أحداثاً جارية، وتشمل رموزاً تمثّل سنجاباً رمادياً مات بالموت الرحيم، أو كلباً كارتونياً، أو مزحة بذيئة. وعادة ما تكون «عملات الميم»، التي طُوِّرَت في البداية كمزحة خاصة داخل الصناعة، شديدة التقلّب.
وخلافاً لسوق الأسهم، يمكن للمستثمر في العملات الرقمية شراء وبيع العملات مباشرة عبر منصات تداول تعمل على مدار الساعة يومياً وطوال أيام الأسبوع، وكذلك دون الاستعانة بخدمات وسيط. ومع ذلك، تقع على عاتق المستثمرين مسؤولية تخزين الأصول، والتي عادة ما تكون على محفظة على الإنترنت. يمكن لمنصات تداول العملات المُشفرة أن تحتفظ بأصولك لقاء رسوم، لكن هذا النهج مُعرّض لأنشطة يُحتمل أن تكون غير قانونية. ففي فبراير الماضي، استولى قراصنة على رموز مُشفرة تبلغ قيمتها 1.5 مليار دولار من منصة «باي بيت» لتداول الأصول المُشفرة.
ويمكن للمستثمرين فعل ذلك بأنفسهم وأن يحتفظوا بحيازاتهم من العملات المُشفرة دون أن يكون ذلك عبر الإنترنت، وهي طريقة أكثر أماناً لكنها تنطوي على تكاليف أعلى. وينبغي على الكثير من منصات تداول الأصول المُشفرة والوسطاء في هذا المجال من الذين يوفرون تداول وتخزين هذه الأصول، الامتثال للقواعد التنظيمية المحلية المتمثلة في رصد عمليات غسل الأموال والتلاعب المُحتمل بالسوق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سكاي نيوز عربية
منذ 42 دقائق
- سكاي نيوز عربية
إسرائيل: الولايات المتحدة أنقذت العالم من كارثة نووية
قال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الأحد، إن الولايات المتحدة أنقذت العالم من كارثة نووية. وأوضح دانون أن "إيران استخدمت المفاوضات للتمويه لكسب وقت لبناء صواريخ وتخصيب اليورانيوم. وأضاف: "تكلفة عدم التحرك كانت لتصبح كارثية. هذا هو ما يبدو عليه آخر خط دفاع عندما تفشل كل الخطوط الأخرى". وشدد على أنه "إذا أصبحت إيران دولة نووية كان ذلك سيصبح حكما بالإعدام". من جانبه، قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، إن بلاده تحتفظ بحق الرد على الهجوم الذي تعرضت له من قبل الولايات المتحدة. وأكد إيرواني أن: "قواتنا المسلحة ستحدد توقيت وطبيعة ونطاق الرد المتناسب على الهجمات الأميركية". وأشار إلى أن "كل المزاعم الأميركية تجاه طهران لا أساس لها وبلا سند قانوني ولها دوافع سياسية". وتابع: "الولايات المتحدة اختلقت الذرائع للهجوم على بلدي". واعتبر أن "العدوان الأميركي انتهاك صارخ للقانون الدولي". واختتم كلمته مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة ضحت بأمنها دعما لنتنياهو".


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
الولاء والانتماء الآن..
عبدالله السويجي الولاء والانتماء ليستا كلمتين بسيطتين، أو مفردتين عابرتين في اللغة الإنشائية، هما كلمتان تحملان موقفين يظهران في أوقات السلم والحرب، في الشدّة والرفاهية، حتى في الحزن والفرح، والكلمتان خلاصة لاستراتيجيتين وعصارة لإيمان متجذّر في الفرد والمجموع. ولعمري أننا في هذا الوقت بالذات في أمس الحاجة لتعزيزهما، وتكريسهما والأخذ بهما في سبيل الصمود النفسي والسياسي والمجتمعي، لأننا وإن كنا لسنا منخرطين في أي صراع مع أحد، إلا أننا على تخوم صراع خطر نرجو ألا يتطور أو يتصاعد أكثر، ونرجو أن تتراجع حدته باتجاه الاستقرار وعودة السلام إلى المنطقة. فدولة الإمارات العربية المتحدة عبر تاريخها ملتزمة بمبدأ السلام والاستقرار، وتعد السلام استراتيجية رئيسية في تعاملها مع دول العالم، وتسعى إلى ذلك بكل الوسائل لتوفير الاستقرار للجميع، وطالما لعبت هذا الدور منذ عام 1975 حتى يومنا، وحققت نتائج جيدة، ولا تزال تقرّب وجهات النظر بين المتنازعين والمتصارعين والمتقاتلين، إن كان في الحروب الأهلية أو في الحروب الإقليمية وغيرها. إنه مبدؤها ومسارها وسياستها وركيزتها في التعاطي مع الأزمات. ولا يخفى على أحد أنه في أوقات الصراعات والحروب، تنشط جهات وعصابات افتراضية وحقيقية تبدأ بنشر المعلومات المغلوطة والأخبار المختلقة التي تقع ضمن الأمنيات والطموحات، وذلك بهدف خلخلة الاستقرار، أو تقليل الثقة بين أركان الدولة، بين الشعب والقيادة، وهناك ما يُعرف بالطابور الخامس الذي يعمل وفق أجندة خارجية لإطالة الصراع وتوسيعه، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يُطلق عليه (الإعلام الجديد)، يصبح الوصول إلى الحقيقة صعباً، ويصبح التفريق بين الصواب والخطأ مرهقاً، بسبب مضاعفة نشاط الطابور الخامس، ويمتد هذا الأمر إلى الدولتين المتحاربتين أو الأطراف المتصارعة، إذ تشرع كل واحدة في بث أخبار وشائعات وقصص، وتبدأ في فبركة مشاهد باستخدام التقنية الحديثة وبواسطة الذكاء الاصطناعي، حتى يكاد أن يلتبس الأمر على الفرد ويمتد إلى المجتمع. وهنا يبدأ التحصين واتخاذ الخطوات الصحيحة للحفاظ على الولاء والانتماء، أي الإيمان بالوطن والقيادة، في مواجهة التدفّق الهائل من المعلومات والأخبار والتوقعات. وحفاظاً على الصفاء الذهني والانتمائي، لا بد للفرد من وضع ضوابط لنفسه يطبقها ويلتزم بها إلى حين اختفاء الغمة وانتهاء الأزمة، وأولها: اختيار القنوات الوطنية المتخصصة بتدفق المعلومات، وتصديقها، ونشرها بين الناس، وعدم الالتفات إلى القنوات الإعلامية الأخرى، أي عدم تصديقها في ما يتعلق بسمعة الدولة والقيادة، وثانياً، لا بد من تثقيف الفرد لنفسه حتى يكون قادراً على النقاش الواقعي، أو الحوار الافتراضي مع القنوات المعلوماتية الأخرى، ويكون التثقيف من خلال الاطلاع على تاريخ الدولة وسياساتها وإنجازاته. ومن خلال تاريخ القيادة وإنجازاتها المحلية والإقليمية والدولية، والاطلاع على ما تحقّق على أرض الواقع بالأرقام والبيانات، حتى يمتلك البرهان والدليل، ونظرياً، لا بدّ من الاطلاع على ثقافة الدولة والقيادة، وسياساتها واستراتيجياتها، وعلى مقولات القيادة وأقوالها وكيف أنها تُرجمت على أرض الواقع، وكيف أن الدولة، دولة الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، قد حققت العيش الكريم لمواطنيها والمقيمين على أرضها، ووفّرت للجميع الأمن والأمان، ووفرت فرص العمل والتحسن المستمر وبناء الحياة الفردية والأسرية، وكيف أن الدولة أصبحت وجهة رئيسية للعيش والعمل. واستطراداً، لولا توفّر الأمن والأمان لما حققت الدولة سبقاً اقتصادياً جديداً في الأيام القليلة الماضية، إذ كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله على (إكس): «في تصويت دولي على الثقة في اقتصاد دولة الإمارات.. ووفقاً للتقرير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للدولة في آخر العام الماضي 167 مليار درهم (45 مليار دولار) بنمو 48% عن العام الذي سبقه..». وإن دلّ هذا على شيء فإنه يدلّ على الثقة باقتصاد الدولة، أي بمستوى الأمن والأمان في الدولة، أي بالاستقرار المجتمعي والوظيفي، أي بكيفية إدارة الدولة، أي بالقيادة، وهو أمر مهم للغاية. إن هذه الثقافة بما تنجزه الدولة وأبعاد هذه الإنجازات والبرامج والخطط والفلسفة والسياسات التي أدت إليها هي سلاح يحصّن النفس أولاً، ونردّ به على المغرضين ثانياً، وننقله إلى الأجيال الصاعدة ثالثاً. الولاء والانتماء يظهران في هذه الأيام، حيث القلق الذي لا يمكن إخفاؤه جراء ما يحدث على الحدود، ورغم ذلك نتمتع بإيمان شديد بقدرة قيادتنا الرشيدة على إدارة الأزمة، واتخاذ القرارات المناسبة والخطوات الحكيمة لإبعاد كل ما من شأنه أن يشكل خطراً على الدولة، وأن يهدّد الإنجازات التاريخية. لنقرأ عن الولاء ونبحر في مفهوم الانتماء، ونستخلص الأفكار والعبر ونبدأ بالكتابة عن المفردتين، وقد تكون دعوة لكل صاحب زاوية في صحيفة أو مساحة في وسيلة نشر، للكتابة بلغة عميقة فيها المنطق والعاطفة والإيمان والمحبة، وأن يعزّزوا هذه الصلة بين الوطن وعاشقيه، وهذا الرابط بين الأرض والإنسان، لتبقى إماراتنا عنواناً للأمان، وشعبنا رمزاً للولاء والانتماء..


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
ترامب: لقد تم تدمير 3 منشآت نووية إيرانية بالكامل
أبوظبي - سكاي نيوز عربية قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن أي رد من إيران ضد الولايات المتحدة سيُقابل بقوة تفوق بكثير ما حصل الليلة الماضية. وقال ترامب، إن المواقع التي هاجمتها الولايات المتحدة في إيران قد تم تدميرها بالكامل.