logo
لا أحد يشبه الآخر

لا أحد يشبه الآخر

النهارمنذ يوم واحد
*
حين كان دونالد Donald يحتفل بتخرّجه في جامعة وارتون بولاية بنسلفانيا، حاملاً شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، ويستعدّ لتولّي مسؤوليّاته في شركة والده العقاريّة، ويلعب في فراغه Monopoly، كان فلاديمير Vladimir يذاكر دروس القانون في كليّة الحقوق بجامعة لينينغراد ويتابع تدريبات الجودو التي حمل فيها الحزام الأسود، وفي الوقت نفسه كان شي Xi يجري في حقول قرية ريفيّة نائية نُفي إليها ليعمل، مع الشباب "المغرّر بهم" خلال الثورة الثقافية، في الزراعة والبناء، ويعيش في كهف رمليّ، أمّا عليّ Ali، المتعمّق في الفقه الإسلاميّ في حوزتي مشهد وقم، فكان مستلقياً في سجن أودعه فيه الشاه يطالع بشغف رائعة هيغو "البؤساء"، وينظم الشعر وينشره باسم مستعار. كان كلّ ذلك في محيط عام 1968.
لم يتأخّر دونالد عن التجارة وبناء مملكته الماليّة، فقد شرع في عام 1975 يشتري بأموال والده العقارات وينخرط في عالم الأعمال في نيويورك، مواظباً على قراءة الكتاب المقدّس، ويطارد الشاشات ملتقطاً الصور مع مايكل جاكسون ونعومي كامبل، فيما كان فلاديمير يرتدي بزّة المخابرات السوفياتيّة KGB ويستمع لموسيقى موزارت وبيتهوفن، ويقرأ "الفرسان الثلاثة" لدوما، وحين كان شي يعبّئ عقله بمبادئ الاشتراكية الصينيّة ويقرأ أعمال تولستوي ودوستويفسكي وبالزاك، كان عليّ يتحضّر لنزع عباءة السجن والخروج من الاعتقال الثاني، الذي أتاح له ترجمة "في ظلال القرآن" لسيّد قطب وقراءة معظم روايات زيفاكو، لينخرط من جديد، في زيّه الدينيّ، في تحرّكات تطالب بالإطاحة بالشاه، سيكتب لها النّجاح بعد سنوات قليلة.
في عام 1989، وهي محطّة مفصليّة في تاريخ الأربعة، وقف دونالد مفتخراً في برجه Trump Tower في مانهاتن، بعدما أصبح مقاولاً مشهوراً في سوق العقارات بنيويورك، يسافر للاستجمام على يخته Trump Princess الذي اشتراه من رجل أعمال سعوديّ، أمّا فلاديمير فكان يرقب انهيار الاتحاد السوفياتيّ من موقعه مستشاراً في بلديّة سانت بيترسبرغ في صعود حثيث نحو مراكز القرار في روسيا بعد سقوط جدار برلين، وشي يلتحق بجامعة تسينغهوا Tsinghua لدراسة الهندسة الكيميائيّة، وأمّا عليّ فقد تولّى أرفع منصب بعد رحيل الخميني، المرشد الأعلى في جمهوريّة إيران الإسلاميّة، بعدما أُعلن عن مرجعيّته الفقهيّة العامّة.
ومع حلول عام 2016 وما تلاه، كان الأربعة في أعلى مواقع القرار، كلّ في بلده: دونالد رئيساً، يزيد على الكتاب المقدّس قراءة "الأمير" لميكيافيللي بإعجاب، فلاديمير يسبح في الصقيع ويغوص في المياه المتجمّدة ويعزف على البيانو، ورئيساً مدى الحياة تقريباً، شي يتمشّى مذاكراً "رأس المال" لماركس، ومطلقاً حملة إعادة هيكلة "الحزب فوق كلّ شيء"، مستعدّاً لانتخابه، بعد تغييرات دستورية، رئيساً مدى الحياة، وعليّ ينشد بصوته على المقامات الشعبيّة الفارسيّة، ويتلو بالعربيّة مقاطع من "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" لمحمود درويش، ويستعدّ لمواجهة تداعيات انسحاب الولايات المتّحدة من الاتفاق النوويّ، وإعادة ترسيم خريطة الشرق الأوسط.
واليوم يقف كلّ زعيم من الأربعة، لا واحد منهم يشبه الآخر، على ناصية حلمه: دونالد يلعب الغولف في أحد ملاعبه السبعة عشر، ويسعى إلى صفقة كبرى تعيد أميركا عظيمة مرّة أخرى، في كرة أرضيّة تشبه برجه الذهبيّ، وفلاديمير يتزلّج على الجليد ويركب الخيل بصدر عارٍ، يتصيّد لقيصريّة كبرى، من خلال تقويض النظام الغربيّ القائم والدفع نحو عالمٍ متعدد الأقطاب تشارك فيه روسيا بقوّة مجدداً، وشي يشاهد Game of Thrones وينتظر تحقيق الحلم الصينيّ القائم على النهضة الشاملة وإعادة إحياء الأمّة مركزاً عالميّاً ذا نفوذ رائد، وعليّ وهو يعزف على آلة الطار الوتريّة الشائعة في الموسيقى الفارسيّة والأذريّة والكرديّة وبعض مناطق القوقاز وآسيا الوسطى، في مجلسه الخاصّ، يتطلّع إلى تسليم راية العدل الإلهيّ في العالم إلى الإمام المهديّ المنتظر.
*
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لا أحد يشبه الآخر
لا أحد يشبه الآخر

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

لا أحد يشبه الآخر

* حين كان دونالد Donald يحتفل بتخرّجه في جامعة وارتون بولاية بنسلفانيا، حاملاً شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، ويستعدّ لتولّي مسؤوليّاته في شركة والده العقاريّة، ويلعب في فراغه Monopoly، كان فلاديمير Vladimir يذاكر دروس القانون في كليّة الحقوق بجامعة لينينغراد ويتابع تدريبات الجودو التي حمل فيها الحزام الأسود، وفي الوقت نفسه كان شي Xi يجري في حقول قرية ريفيّة نائية نُفي إليها ليعمل، مع الشباب "المغرّر بهم" خلال الثورة الثقافية، في الزراعة والبناء، ويعيش في كهف رمليّ، أمّا عليّ Ali، المتعمّق في الفقه الإسلاميّ في حوزتي مشهد وقم، فكان مستلقياً في سجن أودعه فيه الشاه يطالع بشغف رائعة هيغو "البؤساء"، وينظم الشعر وينشره باسم مستعار. كان كلّ ذلك في محيط عام 1968. لم يتأخّر دونالد عن التجارة وبناء مملكته الماليّة، فقد شرع في عام 1975 يشتري بأموال والده العقارات وينخرط في عالم الأعمال في نيويورك، مواظباً على قراءة الكتاب المقدّس، ويطارد الشاشات ملتقطاً الصور مع مايكل جاكسون ونعومي كامبل، فيما كان فلاديمير يرتدي بزّة المخابرات السوفياتيّة KGB ويستمع لموسيقى موزارت وبيتهوفن، ويقرأ "الفرسان الثلاثة" لدوما، وحين كان شي يعبّئ عقله بمبادئ الاشتراكية الصينيّة ويقرأ أعمال تولستوي ودوستويفسكي وبالزاك، كان عليّ يتحضّر لنزع عباءة السجن والخروج من الاعتقال الثاني، الذي أتاح له ترجمة "في ظلال القرآن" لسيّد قطب وقراءة معظم روايات زيفاكو، لينخرط من جديد، في زيّه الدينيّ، في تحرّكات تطالب بالإطاحة بالشاه، سيكتب لها النّجاح بعد سنوات قليلة. في عام 1989، وهي محطّة مفصليّة في تاريخ الأربعة، وقف دونالد مفتخراً في برجه Trump Tower في مانهاتن، بعدما أصبح مقاولاً مشهوراً في سوق العقارات بنيويورك، يسافر للاستجمام على يخته Trump Princess الذي اشتراه من رجل أعمال سعوديّ، أمّا فلاديمير فكان يرقب انهيار الاتحاد السوفياتيّ من موقعه مستشاراً في بلديّة سانت بيترسبرغ في صعود حثيث نحو مراكز القرار في روسيا بعد سقوط جدار برلين، وشي يلتحق بجامعة تسينغهوا Tsinghua لدراسة الهندسة الكيميائيّة، وأمّا عليّ فقد تولّى أرفع منصب بعد رحيل الخميني، المرشد الأعلى في جمهوريّة إيران الإسلاميّة، بعدما أُعلن عن مرجعيّته الفقهيّة العامّة. ومع حلول عام 2016 وما تلاه، كان الأربعة في أعلى مواقع القرار، كلّ في بلده: دونالد رئيساً، يزيد على الكتاب المقدّس قراءة "الأمير" لميكيافيللي بإعجاب، فلاديمير يسبح في الصقيع ويغوص في المياه المتجمّدة ويعزف على البيانو، ورئيساً مدى الحياة تقريباً، شي يتمشّى مذاكراً "رأس المال" لماركس، ومطلقاً حملة إعادة هيكلة "الحزب فوق كلّ شيء"، مستعدّاً لانتخابه، بعد تغييرات دستورية، رئيساً مدى الحياة، وعليّ ينشد بصوته على المقامات الشعبيّة الفارسيّة، ويتلو بالعربيّة مقاطع من "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" لمحمود درويش، ويستعدّ لمواجهة تداعيات انسحاب الولايات المتّحدة من الاتفاق النوويّ، وإعادة ترسيم خريطة الشرق الأوسط. واليوم يقف كلّ زعيم من الأربعة، لا واحد منهم يشبه الآخر، على ناصية حلمه: دونالد يلعب الغولف في أحد ملاعبه السبعة عشر، ويسعى إلى صفقة كبرى تعيد أميركا عظيمة مرّة أخرى، في كرة أرضيّة تشبه برجه الذهبيّ، وفلاديمير يتزلّج على الجليد ويركب الخيل بصدر عارٍ، يتصيّد لقيصريّة كبرى، من خلال تقويض النظام الغربيّ القائم والدفع نحو عالمٍ متعدد الأقطاب تشارك فيه روسيا بقوّة مجدداً، وشي يشاهد Game of Thrones وينتظر تحقيق الحلم الصينيّ القائم على النهضة الشاملة وإعادة إحياء الأمّة مركزاً عالميّاً ذا نفوذ رائد، وعليّ وهو يعزف على آلة الطار الوتريّة الشائعة في الموسيقى الفارسيّة والأذريّة والكرديّة وبعض مناطق القوقاز وآسيا الوسطى، في مجلسه الخاصّ، يتطلّع إلى تسليم راية العدل الإلهيّ في العالم إلى الإمام المهديّ المنتظر. *

ترامب: لا أعرف ما إذا كانت سوريا ستوقّع اتفاق تطبيع مع إسرائيل
ترامب: لا أعرف ما إذا كانت سوريا ستوقّع اتفاق تطبيع مع إسرائيل

LBCI

timeمنذ 4 أيام

  • LBCI

ترامب: لا أعرف ما إذا كانت سوريا ستوقّع اتفاق تطبيع مع إسرائيل

أكّد الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، أنّه لا يعرف ما إذا كانت سوريا ستوقّع اتفاق تطبيع مع إسرائيل. لكنّه أشار، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، إلى أنه اتخذ خطوة مسبقة برفع العقوبات عنها. واعتبر أنّ ما فعله الرئيس السابق جو بايدن في ملف الحدود أمر سيء. أمّا عن الملف النوويّ، فشدّد ترامب على أنّ إيران لم تخرج أي شيء من منشأة فوردو قبل ضربها، لافتًا إلى وجود آلاف أطنان الصخور المحطمة في منشأة فوردو وأنّ المكان كله مدمر.

بعد ضرب المنشآت النووية... هل من خطر تسّرب إشعاعيّ؟
بعد ضرب المنشآت النووية... هل من خطر تسّرب إشعاعيّ؟

الجمهورية

time٢٢-٠٦-٢٠٢٥

  • الجمهورية

بعد ضرب المنشآت النووية... هل من خطر تسّرب إشعاعيّ؟

وقالت الهيئة: "أجرينا على الفور الفحوصات اللازمة لاحتمال تسرب تلوث إشعاعي في محيط المواقع المستهدفة. لا يوجد أي خطر يهدد السكان". كما أصدر مركز النظام الوطني للسلامة النووية في إيران بيانا آخر، أكد فيه أنه "لا يوجد أي خطر يهدد السكان المقيمين في محيط المواقع النووية في فوردو ونطنز وأصفهان". وأوضح البيان: "في أعقاب الهجوم الذي شنته أميركا الإجرامية على المواقع النووية في فوردو ونطنز وأصفهان، الذي يعد مخالفا للقوانين الدولية بما في ذلك معاهدة عدم الانتشار النووي وسائر الأنظمة الدولية المتعلقة بالسلامة والأمن النووي، قام هذا المركز على الفور بإجراء الفحوصات اللازمة بشأن احتمال انتشار تلوث نووي في محيط المواقع المذكورة". وتابع: "نفيد أنه، بناء على التدابير المتخذة مسبقا والتخطيط السابق وكذلك البيانات المسجلة من أنظمة الكشف عن المواد المشعة، لم تسجل أي مؤشرات تدل على وجود تلوث". وأضاف البيان: "بناء عليه لا يوجد أي خطر يهدد السكان المقيمين في محيط المواقع المذكورة". وكانت وكالة أنباء "إيرنا" الإيرانية الرسمية، أعلنت أن المواقع النووية التي أعلنت الولايات المتحدة قصفها لا تحتوي على مواد يمكن أن تسبب إشعاعا. وقالت الوكالة إن "المواقع التي ادعى (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب استهدافها كانت قد أُخليت مسبقا". وأضافت: "لا توجد في هذه المواقع أي مواد قد تسبب إشعاعا". وسبق أن أعلنت إيران أنها أخلت بعض المواقع النووية من المواد المشعة، تزامنا مع بدء إسرائيل حملة عسكرية ضدها. وكان ترامب أعلن أن الجيش الأميركي نفذ "هجوما ناجحا جدا" على 3 مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store