logo
اقتصاد بلا عملة… ولا بوصلـة

اقتصاد بلا عملة… ولا بوصلـة

يعرف لبنان أسوأ نسخة ممكنة من الدولرة: كل الأعباء ولا أي فائدة. لا استقرار أسعار، لا حماية للمودعين، ولا سياسة نقدية واضحة. فمن المستفيد من هذه الفوضى؟ ولماذا أصبح إصلاح الإطار النقدي خطوة مؤجلة إلى ما لا نهاية؟
منذ 1997، لا يملك لبنان عملة مرنة بالمعنى الفعلي. يوم ثُبّت سعر الصرف على 1,507.5 ليرة في مقابل الدولار، خسر البلد أداة امتصاص الصدمات الرئيسية: سعر الصرف. ومنذ ذلك الحين، تحولت السياسة النقدية إلى مهمة وحيدة, الدفاع عن الربط بأي ثمن حتى لو جاء ذلك على حساب الاقتصاد الحقيقي.
اليوم، نحن لا نناقش 'هل نتخلى عن المرونة في مقابل الدولرة؟' هذه المرونة تلاشت منذ عقود. ما نناقشه فعلًا هو: هل نستبدل مرساة مكسورة، أم نستمر في الانجراف في منطقة رمادية باهظة التكلفة؟
كيف وصلنا إلى هنا؟
مدى عقود، كان تثبيت الليرة يعني أن أي أزمة سياسية، أو تراجع في التحويلات، أو صدمة في أسعار النفط، كانت تضرب الاقتصاد مباشرة. لم يكن بإمكاننا خفض العملة لتحفيز الصادرات أو حماية النمو.
وبدلاً من امتصاص الصدمات، كانت السياسات تأتي بعكس الدورة الاقتصادية: رفع الفوائد لجذب ودائع جديدة في عز التباطؤ، أو زيادة الإنفاق في أوقات الرواج بدل بناء احتياطيات.
النتيجة؟ بلد يتصرف كأنه مُدولَراً بالكامل من دون إطار مؤسسي يحميه.
المنطقة الرمادية اليوم
على الورق، لدينا ليرة. في الحياة اليومية، الدولار هو العملة الحقيقية: في التسعير، والادخار، وحتى في الضرائب والرسوم.
لكن هذه ليست دولرة رسمية. هي خليط من أسعار صرف متعددة، ودائع مجمّدة في المصارف، ونظام دفع مشوّه، وثقة شبه معدومة.
نحن نعيش كل سلبيات الدولرة، من دون أي من مزاياها - لا استقرار أسعار مضموناً، ولا إطار قانونياً يحمي المودعين، ولا سياسة نقدية واضحة.
هذه الهدنة الهشّة ليست محايدة. فالدولرة غير الرسمية تمنح أفضلية واضحة لمن يملك الوصول الحر إلى الدولار - من التجار والمستوردين الكبار، إلى المضاربين وأصحاب الرساميل، مروراً بالصرافين وشبكات النفوذ السياسي المرتبطة بالمصالح المالية. هؤلاء يربحون من فوارق الأسعار ومن غياب إطار موحد، بينما تتحمل الغالبية ثمن الفوضى بمدخرات مقيدة وقدرة شرائية متآكلة. ولهذا، قد يفضّل بعض هؤلاء المستفيدين بقاء لبنان تحت ضغط القيود والعزلة الدولية بدل السير نحو إصلاحات حقيقية قد تهدد مكاسبهم.
فرح مراد - النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خريس: للسيادة العادلة التي تصون إنجازات المقاومة وتكرم تضحيات الجيش
خريس: للسيادة العادلة التي تصون إنجازات المقاومة وتكرم تضحيات الجيش

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 36 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

خريس: للسيادة العادلة التي تصون إنجازات المقاومة وتكرم تضحيات الجيش

انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... أحيت كشافة "الرسالة الإسلامية" في ساحة بلدة برج رحال ذكرى أربعينية الإمام الحسين عبر مشهدية حسينية مؤثرة، بحضور عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي خريس، وعدد من القيادات في حركة "أمل"، وفعاليات كشفية واجتماعية. وتضمنت المشهدية لوحات تمثيلية مستوحاة من واقعة كربلاء، عبّت عن معاني التضحية والفداء التي جسدها الإمام الحسين وأصحابه. وقدم الاحتفال القائد الكشفي حسين حمود، فيما ألقى الشاعر حسين حمادة قصيدة من وحي المناسبة. وفي كلمته، توقف النائب علي خريس عند تضحيات شهداء المقاومة، مهديا إنجازاتها إلى الجيش اللبناني، ومقدما التعازي لقائد الجيش العماد رودولف هيكل وعوائل الشهداء، ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى. كما دعا إلى التمسك بالسيادة اللبنانية العادلة التي تحفظ إنجازات المقاومة، وتؤمن للبنان حماية وحدته وكرامته في مواجهة أي عدوان أو انتهاك. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

الانفجار حتمي.. هل تتبدل الظروف؟
الانفجار حتمي.. هل تتبدل الظروف؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 36 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

الانفجار حتمي.. هل تتبدل الظروف؟

يمرّ لبنان في هذه المرحلة بواحدة من أكثر لحظاته السياسية حساسية منذ سنوات، حيث شكّل قرار مجلس الوزراء بالسير في مسار سحب سلاح حزب الله نقطة تحوّل قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة. هذا القرار، وإن بدا على الورق خطوة إجرائية، إلا أن تداعياته العميقة تنذر بمسار طويل ومعقّد، إذ أن اللحظة التي قد ينفجر فيها الوضع بشكل فعلي ما زالت مجهولة، لكن المؤكد أن هذا الانفجار قادم لا محالة. فمن الواضح أن موقف "الحزب" حاسم ولا لبس فيه: أي محاولة عملية وجدية لنزع السلاح لن تمر من دون رد. هذا الموقف الصارم يضع البلاد أمام معادلة دقيقة، حيث يصبح كل يوم يمر بمثابة سباق بين بدء تنفيذ القرار وبين التطورات الإقليمية التي قد تغيّر مسار الأحداث. فهناك احتمال لغرق الجيش الإسرائيلي في معارك غزة بشكل يستهلك قدراته ويحد من قدرته على الضغط، أو انشغال الولايات المتحدة بجبهة خارج الشرق الأوسط، ما قد يخفف من حدّة المواجهة في لبنان. كذلك، يبقى الباب مفتوحاً أمام تطورات مفاجئة في الإقليم يمكن أن تعيد ترتيب الأولويات. لكن، في حال لم تطرأ أي من هذه المستجدات، فإن التصادم بين "الحزب" والدولة سيصبح شبه حتمي. هذا التصادم، إذا وقع، لن يكون مجرد اشتباك سياسي أو أمني عابر، بل انفجار كبير قد يهزّ أركان النظام السياسي برمّته، ويفتح الباب أمام إعادة صياغة التوازنات الداخلية، وربما الإقليمية أيضاً. وفي ظل هشاشة البنية السياسية اللبنانية، فإن أي هزّة بهذا الحجم يمكن أن تدفع البلاد نحو مسارات غير محسوبة، وتفتح المجال أمام قوى داخلية وخارجية لإعادة تموضعها. الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد الوجهة. فلبنان يقف على حافة مرحلة فاصلة قد تنهي حالة المراوحة، وتفرض وقائع جديدة على الأرض. البعض يرى أن هناك فرصة لاحتواء التصعيد عبر تسويات مرحلية أو تأجيل المواجهة، لكن القراءة الواقعية تشير إلى أن جذور الخلاف عميقة، وأن ما يجري اليوم ليس سوى بداية فصل جديد من الصراع على هوية الدولة ودورها. وسط هذا المشهد، يعيش اللبنانيون حالة من القلق والترقب، مدركين أن ما يتشكل خلف الكواليس قد ينعكس على حياتهم اليومية بشكل مباشر، سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي. فالتوازنات الداخلية التي قد تُحسم في الأسابيع المقبلة لن تكون مجرد ترتيبات سياسية بين القوى، بل ستطال بنية النظام ومصالح كل الأطراف، وتجعل من لبنان ساحة اختبار جديدة لصراعات الإقليم. يبدو أن البلاد تدخل مرحلة مفتوحة على احتمالات واسعة، حيث لا يملك أحد ترف الاطمئنان، ولا يوجد يقين سوى أن لحظة الحسم، متى أتت، ستكون نقطة تحوّل مفصلية في تاريخ لبنان الحديث. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

قذائف حارقة على محيط بلدتي راميا وبيت ليف
قذائف حارقة على محيط بلدتي راميا وبيت ليف

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

قذائف حارقة على محيط بلدتي راميا وبيت ليف

انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... يستهدف العدو الاسرائيلي محيط بلدتي راميا وبيت ليف، بقصف مدفعي بقذائف حارقة، ما أدى الى اشعال النيران بالاحراج. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store