
خلافات "غير مسبوقة" في قيادة الجيش الإسرائيلي بشأن تكثيف الغارات على غزة
في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، كُشف عن خلافات حادة بين قائد سلاح الجو، اللواء تومر بار، وقائد المنطقة الجنوبية، اللواء يانيف عاسور، بشأن مطالب الأخير بتكثيف الضربات الجوية على القطاع.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللواء بار، رفض تلبية مطالب قيادة الجنوب، متذرعاً بارتفاع نسبة استهداف المدنيين، بحسب التقرير، وبأن بعض العمليات "تفتقر إلى الأسس المهنية والعسكرية السليمة".
الخلاف بلغ ذروته خلال اجتماع عُقد الأسبوع الماضي في مقر هيئة الأركان في مدينة تل أبيب، بحضور أكثر من 20 ضابطاً رفيعاً.
وخلال الاجتماع، اتهم عاسور قائد سلاح الجو بعرقلة تنفيذ عمليات هجومية سبق أن وافقت عليها قيادة الجنوب، مطالباً بوقف تدخله المباشر في خطط الهجمات الجوية.
الرد جاء حاداً من اللواء بار، الذي برّر رفضه بعض العمليات بـ"سوء الأداء المهني"، وهو ما أثار غضب عاسور الذي قال: "أنتم في تل أبيب منفصلون تماماً عن الميدان".
هذا التوتر استدعى تدخل رئيس الأركان، إيال زامير، الذي وجّه انتقاداً صريحاً لقائد المنطقة الجنوبية ، معتبراً لهجته "غير مقبولة" في سياق النقاش العسكري.
ويأتي هذا الخلاف في ظل إحباط واسع داخل الجيش الإسرائيلي من نتائج العملية البرية المستمرة في غزة، والمعروفة باسم "عربات جدعون"، والتي أُطلقت بهدف الضغط على حركة حماس لإبرام صفقة تبادل.
إلا أن هذه العملية لم تحقق نتائجها، بل زادت من حدة الانتقادات الدولية نتيجة ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين الفلسطينيين.
مسؤول أمني وصف لصحيفة يديعوت أحرونوت بعض الغارات الأخيرة بأنها "استهدافات لعناصر منخفضة المستوى في حماس، دون قيمة عسكرية حقيقية، مقابل أضرار جانبية جسيمة"، معتبراً أن "الأذى فاق الفائدة".
أزمة قيادة وتصعيد داخلي
المصادر العسكرية أشارت إلى أن عاسور، الذي يتولى قيادة الجنوب، دخل في مواجهات متكررة مع قادة آخرين في هيئة الأركان خلال الأشهر الماضية.
وبدأ بعض كبار الضباط بتقليص تعاملهم معه، ما يعكس أزمة قيادة حقيقية داخل المؤسسة العسكرية.
ويواجه الجيش انتقادات متزايدة من داخل المؤسسة العسكرية نفسها بشأن استمرار العملية البرية رغم ما يُوصف بـ"انعدام الجدوى".
كما تم تقليص التغطية الإعلامية من داخل غزة بناءً على توجيهات سياسية عُليا، ما زاد من تعقيد المشهد، في وقت تتعثر فيه محادثات صفقة تبادل، ويُتوقع أن يقدم كل من عاسور وبار خطة عملياتية جديدة خلال الأيام المقبلة.
"سلاح الجو لا يهاجم دون تأكيد عسكري للهدف"
وقال الجنرال الإسرائيلي السابق، غيرشون هاكوهين، لبي بي سي إن سلاح الجو الإسرائيلي "لا ينفذ أي هجوم دون الحصول على تأكيد بأن الهدف هو هدف عسكري، أو أنه هدف يمكن تبريره وفقاً للقانون الدولي".
وفي تعليقه على الخلاف العلني بين سلاح الجو وقيادة المنطقة الجنوبية بشأن توسيع الغارات على غزة، أوضح هاكوهين أن "الجهات المعنية تجلس معاً، وهناك ضباط وطاقم مشترك يدير العملية، وهناك دليل واضح ومفصل لكيفية تنفيذ الهجمات".
ورأى أن "مثل هذا الخلاف لا يعكس بالضرورة أزمة أعمق في إدارة الحرب"، لكنه أقر بأن "هناك حالات تستدعي توضيح المواقف والخلافات واتخاذ قرارات مشتركة".
وعما إذا كان هذا الخلاف هو الأول من نوعه داخل الجيش الإسرائيلي، شدد هاكوهين على أن "هذا ليس جديداً على الإطلاق، لكنه يلقى الآن صدى أكبر لأن الأوضاع حساسة للغاية".
وبرر رفض سلاح الجو تنفيذ بعض الضربات بأن "الطيارين لا يملكون المعلومات الكاملة عما يجري على الأرض"، مضيفاً: "سلاح الجو يشبه شخصاً يُطلب منه نقل طرد من مكان إلى آخر دون أن يعرف من هو المتلقي، وبالتالي فهو يعتمد على المعطيات التي يوفرها القادة الميدانيون، ويجب أن يعمل الطرفان معاً من خلال بناء مسؤولية مشتركة".
ورأى هاكوهين أن "رفض سلاح الجو تنفيذ بعض العمليات قد يُعتبر في بعض الحالات "غير مهني"، وقد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة".
وأوضح أن قيادة المنطقة الجنوبية لا تمتلك سلاح الجو وإنما تعتمد عليه، مشيراً إلى أن الأمر يختلف عن عملية عاصفة الصحراء عام 1991، حيث كان الجنرال الأمريكي، نورمان شوارزكوف، يملك السيطرة الكاملة على القوات الجوية.
وأضاف أن البنية العميقة للجيش الإسرائيلي تترك صلاحية اتخاذ القرار لرئيس الأركان، مما يجعل التنسيق بين الأذرع العسكرية أمراً ضرورياً.
وبيّن أن الأمر يشبه النظر عبر مجهر، حيث تكون التفاصيل الدقيقة والتناغم بين القوات ذات أهمية كبيرة.
فيما كشف الطيار الإسرائيلي السابق في سلاح الجو، جاي بوران، لبي بي سي عن خلاف حاد وغير مسبوق في تاريخ الجيش الإسرائيلي بين قائد سلاح الجو وقائد لواء الجنوب، حول نوع الأهداف وطريقة تنفيذ الهجمات في قطاع غزة.
وأوضح بوران أن ما كان يُعتبر سابقاً مجرد شائعات أصبح الآن أمراً واضحاً وعلنياً، خاصة بعد الاجتماع الذي عُقد الأسبوع الماضي مع قائد سلاح الجو والذي شارك فيه.
وبحسب بوران، فقد دخل قائد سلاح الجو في جدال كبير مع قائد لواء الجنوب بشأن مشاركة القوات الجوية في هذه العمليات، وهو جدال يحمل أبعاداً عسكرية وسياسية بالغة الأهمية.
وأضاف أنه بصدد تنظيم تظاهرة ضخمة يوم الإثنين، المقبل بمشاركة مئات الطيارين أمام مقر الجيش، لدعم موقف رئيس الأركان الذي يعارض خطة الحكومة لاستكمال السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وكذلك دعماً لقائد سلاح الجو في اعتراضه على استهداف المدنيين.
"من الغرف المغلقة إلى العلن"
ويشير جاي بوران، لبي بي سي، إلى أن هذا الخلاف يحمل طابعاً جديدا من حيث ظهوره العلني، حيث كان الخلاف في السابق يُناقش داخل غرف مغلقة بالمقرات العسكرية، أما الآن فقد أصبح موضوعاً يُطرح بشكل واضح أمام الجميع، مما يسبب ارتباكاً وقلقاً بين الطيارين المشاركين في العمليات.
ويشرح بوران كيف أن الطيارين، الذين يخضعون لقيادة سلاح الجو مباشرة، يجدون أنفسهم في وضع مربك للغاية، إذ يعلمون بوجود صراع داخلي بين قيادتهم وقائد لواء الجنوب، لكن في الوقت نفسه يُطلب منهم تنفيذ مهام قتالية، مما يثير فيهم حالة من الحيرة والغضب.
وفيما يخص مسألة رفض سلاح الجو تنفيذ بعض الضربات، يوضح بوران أن الأمر لا يُعتبر تصرفاً غير مهني، بل يأتي ضمن إطار عملية معقدة تبدأ بطلبات من قوات الأرض، مروراً بقيادة الجنوب، وصولاً إلى سلاح الجو الذي كان حتى وقت قريب يوافق تلقائياً على معظم الأهداف المطلوبة.
لكنه يوضح أن هذا الوضع تغير منذ أبريل/نيسان 2025، حيث أصبح كل هدف يحتاج إلى تفويض مباشر من قائد سلاح الجو، ما أدى إلى تصاعد الخلاف بينه وبين قيادة الجنوب.
ويؤكد بوران أن للقيادة الجوية الكلمة الفصل في إصدار أوامر الضربات، ولا يحق لأي جهة أخرى غير قيادة سلاح الجو أن تصدر تعليمات للطيارين أو للأسراب الجوية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
حرب غزة: ما كلفة سيطرة إسرائيل الكاملة على قطاع غزة؟
يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل جلسة حاسمة اليوم (1600 توقيت لندن) لمناقشة خطة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن السيطرة الكاملة على قطاع غزة. ووفقا لقناة 12 الإسرائيلية، فإن الخطة تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي سيدخل مدينة غزة تدريجيا، وسيتلقى سكان المدينة التي يقطنها نحو مليون نسمة، إخطارا منظما بالإخلاء مع دعم إنساني تقدمة الولايات المتحدة. وتشمل الخطة فترة تحضيرات لوجستية لإنشاء بنى تحتية مدنية مؤقتة لاستيعاب النازحين في وسط القطاع، ثم بدء الدخول المنظم للجيش الإسرائيلي إلى المدينة. ونقلت القناة عن مصدر أمني قوله إن إسرائيل قد تتورط في "نموذج فيتنام" بسبب تعقيدات غير محسوبة. انتقادات لخطة نتنياهو تثير الخطة المقترحة تساؤلات كثيرة بشأن مصير 50 رهينة في غزة يعتقد أن 20 منهم على الأقل على قيد الحياة، إذ يُعتقد أن كثيرين منهم سيُنقَلون على إثرها إلى مناطق أخرى داخل قطاع غزة في وقت تحذر القيادة العسكرية في إسرائيل من المخاطر والنتائج المحتملة غير المرغوبة لاحتلال شامل "دون خطة واضحة لما بعد ذلك". فقد حذر رئيس الأركان إيال زامير نتنياهو من أن العملية ستعرض حياة العديد من الجنود للخطر، مشيرا إلى أن القضاء الكامل على حركة حماس "غير متوقع في المدى القريب". وأشار ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إلى أن زامير حذر نتنياهو خلال اجتماع شابه التوتر استمر ثلاث ساعات يوم الثلاثاء 5 أغسطس/ آب من أن السيطرة على ما تبقى من غزة قد يجر الجيش للبقاء طويلا في القطاع الذي انسحب منه قبل 20 عاما ويلحق الضرر بالرهائن المحتجزين هناك. وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن نتنياهو الذي يؤيد توسيع العمليات العسكرية ذكَّر زامير بأن الجيش أخفق حتى الآن في تحرير الرهائن. من جانبه قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس على منصة إكس يوم الأربعاء إن من حق رئيس الأركان، بل من واجبه، التعبير عن رأيه، لكنه قال إن الجيش سينفذ قرارات الحكومة حتى تحقيق كل أهداف الحرب. على صعيد أخر، قال زعيم المعارضة يائير لابيد بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الأربعاء إنه أبلغ نتنياهو بعدم رغبة الرأي العام في استمرار الحرب وبأن السيطرة العسكرية الكاملة على القطاع ستكون فكرة سيئة جدا. من جهة أخرى، يُعرب رئيس حركة شاس آريه درعي ووزير الخارجية جدعون ساعر عن معارضتهما "لاحتلال كامل القطاع"، لكن التقديرات تشير إلى أن نتنياهو يملك الأغلبية في حكومة الطواريء الإسرائيلية (الكابينيت) لتمرير الخطة. وتظهر استطلاعات الرأي في إسرائيل، تأييدا لاتفاق دبلوماسي من شأنه إنهاء الحرب وتأمين إطلاق سراح الرهائن عوضا عن توسيع العملية العسكرية. في المقابل وبحسب مسؤولين في الحكومة، فإن أي مقترح سيقدمه نتنياهو سيحظى بغالبية كبيرة – رغم الاعتراض المتوقع من الوزير جدعون ساعر ورئيس حزب شاس، الذي لا يملك حق التصويت. وأدت الحرب في غزة أيضا إلى فرض ضغوط على الجيش الإسرائيلي الذي يضم قوات نظامية محدودة العدد واضطر مرارا إلى استدعاء قوات الاحتياط، ولم يتضح ما إذا كانت هناك حاجة إلى المزيد من جنود الاحتياط لتوسيع العمليات والسيطرة على المزيد من الأراضي. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي أن احتمالات استئناف المفاوضات مع حماس قبل إقرار الخطة "شبه معدومة"، في وقت تواصل فيه الدول الوسيطة، عبر الولايات المتحدة، الضغط على إسرائيل لثنيها عن تنفيذ خطة السيطرة الشاملة على قطاع غزة، بالتوازي مع محاولات حث حماس على العودة إلى طاولة التفاوض. كانت جهود الوساطة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس انهارت رغم الضغوط الدولية المكثفة لوقف إطلاق النار من أجل تخفيف وطأة الجوع والظروف المروعة في القطاع المحاصر. يأتي هذا في وقت أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن إسرائيل تخطط لعملية عسكرية تمتد لخمسة أشهر، تنفذها خمس فرق، بهدف السيطرة على مدينة غزة ومخيمات المنطقة الوسطى من القطاع. ويُتوقع أن يتحرك نحو مليون من سكان القطاع نحو الجنوب مع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. مصير الرهائن وقد أفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي سيعرض خلال اجتماع الكابينت، تقديرات تشير إلى أن معظم الرهائن الإسرائيليين قد يلقون مصرعهم خلال توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، إن لم يكن جميعهم. وبحسب الصحيفة، فإن الجيش يقدّر أن الرهائن قد يُقتلون إما على يد آسريهم أو نتيجة نيران الجيش خلال المعارك داخل المناطق المكتظة والمعقدة، وعلى رأسها مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع. كما أشار الجيش في تقديراته إلى أن السيطرة على مدينة غزة والمخيمات الواقعة في وسط القطاع قد تستغرق نحو ثلاثة أشهر على الأقل، بينما من المتوقع أن تستمر عملية تطهير شبكة الأنفاق المعقدة "لمدة قد تصل إلى عامين". ووفق صحيفة معاريف الإسرائيلية، يرى الجيش أن انتهاء العملية باحتلال كامل للقطاع سيُلزم إسرائيل بإقامة إدارة عسكرية لتلبية احتياجات سكان غزة، ما يعني انخراطاً طويل الأمد ومعقداً في إدارة الحياة المدنية في القطاع. وستعني السيطرة على كامل أراضي القطاع إلغاء قرار اتخذته إسرائيل عام 2005 بالانسحاب من غزة مع الاحتفاظ بالسيطرة على حدودها ومجالها الجوي ومرافقها، وهي الخطوة التي ترى الأحزاب اليمينية أنها كانت السبب وراء تولي حماس السلطة هناك في انتخابات عام 2006. برأيكم سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 08 أغسطس/ آب خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب


BBC عربية
منذ 3 ساعات
- BBC عربية
الاستيلاء على غزة يعزز مخاوف قتل رهائن وجنود إسرائيليين- مقال رأي في الإندبندنت
نستعرض في عرض صحف اليوم، مجموعة من مقالات الرأي، فوسط مخاوف إسرائيلية من "فشل" خطة رئيس الوزراء نتنياهو احتلال غزة، اهتمت الصحف البريطانية بقضايا أخرى منها توثيق مجزرة جديدة في مخيم زمزم بالسودان، وكذلك حث ترامب على "هزيمة بوتين" ووقف الحرب في أوكرانيا. والبداية من صحيفة الإندبندنت، التي حصلت على معلومات حول خطة الحكومة الإسرائيلية لتوسيع الحرب في غزة واحتلال القطاع بالكامل. ووصفت الصحيفة في تقرير أعده الصحفي أليكس كروفت، وبيل ترو، كبيرة مراسليها الدوليين في الضفة الغربية، الخطة الإسرائيلية بأنها "ستُعرّض الجنود والرهائن الإسرائيليين للخطر"، وهو ما حذر منه قادة إسرائيليون بينهم إيال زامير، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. ووصفت الصحيفة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه "محاصر" بضغوط لإنهاء الحرب المستمرة منذ 22 شهراً، وتسببت في "أعلى" حصيلة وفيات في صفوف الجنود الإسرائيليين منذ 50 عاماً. ونقلت الصحيفة عن مصادر حصرية في إسرائيل أن جنود الجيش والاحتياط والجميع "منهكون بشدة". وحذرت المصادر من أن المزيد والمزيد من الجنود "يموتون يومياً"، والاحتلال الكامل مع جنود ليسوا في أفضل حالاتهم يمثل "مشكلة." مئات المسؤولين الإسرائيليين السابقين يناشدون ترامب المساعدة في إنهاء حرب غزة اجتماع مرتقب للكابينت الإسرائيلي وسط توقعات بإقراره "سيطرة عسكرية كاملة" على قطاع غزة آلاف العائلات تواجه خطر المجاعة في مدينة الفاشر السودانية، وتقارير عن "تفشٍ كبير" للكوليرا غربي البلاد وأشارت إلى أن نتنياهو يواجه أيضاً "إدانة" من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، الذين يتهمون رئيس الوزراء "بقيادة إسرائيل والرهائن نحو الدمار." وحذر عاموس هاريل، الزميل البارز في معهد بروكينغز وخبير الدفاع الإسرائيلي، لصحيفة الإندبندنت من أن المخاطرة "بموت جماعي للرهائن" مغامرة كبيرة لرئيس الوزراء، الذي سيضطر أيضاً إلى استدعاء المزيد من جنود الاحتياط لإتمام الخطة. وقال: "يعني هذا (التخلص) من ضغط عدد كبير من الناخبين الإسرائيليين، بمن فيهم أعضاء اليمين الراغبين في عودة الرهائن إلى ديارهم، ولديهم مخاوف متزايدة من أن هذه (الخطة) ستفشل أيضاً، وستؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح دون تحقيق أي نصر فعلي." وأشارت الصحيفة إلى أن خطوة احتلال غزة، قد تزيد من "عزلة" إسرائيل المتزايدة على الساحة الدولية، في وقت يتخذ فيه حلفاؤها مواقف "أكثر صرامة" تجاه نتنياهو، خاصة في ظل تقارير عن المجاعة في القطاع وتقارير شبه يومية عن مقتل فلسطينيين بالرصاص أثناء سعيهم للحصول على المساعدة. هجوم زمزم أجرت صحيفة الغارديان تحقيقاً حول هجوم قوات الدعم السريع، على مخيم زمزم للنازحين، شمالي دارفور غربي السودان، وقالت إنه أودي بحياة 1500 شخص من المدنيين، ومازال هناك الكثير من المفقودين. السودان: كيف يؤثر الإعلان عن حكومة موازية في أزمة البلد ومستقبله؟ وقالت الصحيفة في التحقيق الذي نشره مارك توينسيد، إن ضحايا هجوم الدعم السريع، الذي وقع في أبريل/نيسان الماضي، "أكبر بكثير" من التقديرات الحالية، وهو ما يعد "ثاني أكبر جريمة" حرب في "الصراع الكارثي" الذي تشهده البلاد. وكشف التحقيق أن هجوم قوات الدعم السريع استمر 72 ساعة على مخيم زمزم، وهو أكبر مخيم للنازحين بسبب الحرب في البلاد، وأكدت شهادات متماثلة عن وقوع إعدامات جماعية وعمليات اختطاف واسعة، ولا يزال مئات المدنيين في عداد المفقودين. وأشارت تقارير سابقة إلى أن الهجوم الذي وقع بين 11 و14 أبريل/نيسان، تسبب في مقتل 400 مدني غير عربي، بينما قالت الأمم المتحدة إن "المئات" لقوا حتفهم، لكن اللجنة المشكلة للتحقيق في عدد القتلى "أحصت" أكثر من 1500 قتيل، في الهجوم الذي وقع عشية مؤتمر تقوده الحكومة البريطانية في لندن بهدف إحلال السلام في السودان. وقال محمد شريف، عضو اللجنة من الإدارة السابقة لزمزم، إن العدد النهائي للضحايا سيكون أعلى بكثير، حيث لم يتم انتشال العديد من الجثث بعد من المخيم الذي تسيطر عليه الآن قوات الدعم السريع. وقال شريف للغارديان: "جثثهم ملقاة داخل المنازل، وفي الحقول، وعلى الطرق"، وهو ما يعني أن العدد قد يرتفع ربما إلى 2000 شخص. وأضاف شهود عيان لم يكشفوا عن هويتهم وكان لديهم أقارب بين الضحايا، أن مستويات العنف كانت "صادمة"، حتى عند مقارنتها بـ "مذابح الإبادة الجماعية" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، بحق الجماعات العرقية الأفريقية في دارفور خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وقال عبد الله أبو قردة، من جمعية شتات دارفور البريطانية، إن "ما لا يقل عن 2000 من سكان زمزم ما زالوا في عداد المفقودين." وقالت كلير نيكوليه، نائبة رئيس قسم الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، إن الهجوم استهدف "أحد أكثر الناس ضعفاً على وجه الأرض". وأضافت أن الناجين تعرضوا لعمليات "نهب واسعة وعنف جنسي وهجمات أخرى أثناء تنقلهم، وعانوا من ظروف معيشية مروعة في مواقع النزوح". كما اختُطفت أعداد كبيرة من النساء. ويواجه طرفا النزاع في السودان اتهامات بارتكاب جرائم حرب، واتُهم الجيش السوداني بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في غارات جوية عشوائية. "إرادة ترامب وهزيمة بوتين" اهتمت صحيفة التليغراف بالمباحثات المباشرة الحالية بين الولايات المتحدة وروسيا، وقالت في تقرير لمراسل شؤون الدفاع والأمن كون كوغلين، إنه لو كان لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "الإرادة"، لكان من الممكن "هزيمة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي لديه "خيارات أكثر من مجرد توسيع نظام العقوبات ضد موسكو." ترامب يؤكد تحقيق "تقدم كبير" في المحادثات الأمريكية الروسية، ويفرض رسوماً على الهند بسبب شرائها النفط الروسي وأضافت أن الصراع الدائر في أوكرانيا على مدى ثلاث سنوات ونصف، يُعلّمنا أن فلاديمير بوتين، "لن يُحقق" النصر الذي يسعى إليه بإصرار. وأضاف أن البيت الأبيض ألمح بقوة إلى استعداده لمعاقبة أي دولة تواصل التعامل التجاري مع موسكو، وهو ما قد يلحق ضرراً أكبر بالاقتصاد الروسي، مما يحد من قدرة بوتين على مواصلة حملته العسكرية في أوكرانيا. وأشارت إلى أن هذا التهديد أثار اهتمام الكرملين، وأكد مسؤولون روس استعدادهم للنظر في وقف إطلاق النار في الحرب الجوية، القصف المتواصل بالطائرات المسيرة والصواريخ التي تطلقها موسكو على أوكرانيا بشكل شبه يومي، لتجنب العقوبات. وشددت الصحيفة على أن أي تنازلات من بوتين ستكون استجابة لقرار ترامب تقديم موعد إنذاره لإنهاء الأعمال العدائية إلى يوم الجمعة، وإذا كان ترامب "جاداً" في إنهاء الصراع، عليه رفض أي مبادرة سلام من الروس تمكنهم من مواصلة حملتهم لإخضاع أوكرانيا، لأن وقف الحرب الجوية لا يعني انتهاء الهجوم البري. وقالت إن على ترامب أن "يُدرك" أن لدى الولايات المتحدة خيارات أكثر بكثير من مجرد التهديد بتوسيع نظام العقوبات ضد موسكو، ومناقشة فرض رسوم جمركية بنسبة 500 في المئة على الدول التي تُواصل شراء النفط والغاز الطبيعي واليورانيوم الروسي، للإضرار بالاقتصاد الروسي. وبالتزامن مع زيادة الرسوم الجمركية، يمكن لواشنطن أيضاً رفع القيود المفروضة على تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى وأسلحة متطورة أخرى لإحداث فرق ملموس في ساحة المعركة. ويوف تسمح "رفع القيود" المفروضة على استخدام الصواريخ بعيدة المدى، للأوكرانيين باستهداف مواقع عسكرية رئيسية داخل روسيا، مما سيكون له نفس "التأثير المُدمر" على قدرة روسيا مثلما نجحت إسرائيل "في التأثير" على البرنامج النووي الإيراني، بضربات مركزة. واختتمت الصحيفة التقرير بأن ترامب لو اختار "مزيجاً" من العقوبات الصارمة ضد موسكو وتعزيز الإمدادات العسكرية لكييف، فلن يكون أمام بوتين خيار سوى إنهاء "حملته العسكرية الكارثية" في أوكرانيا.


BBC عربية
منذ 6 ساعات
- BBC عربية
اجتماع مرتقب للكابينت الإسرائيلي وسط توقعات بإقراره "سيطرة عسكرية كاملة" على قطاع غزة
يجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر، (الكابينت)، في وقت لاحق من اليوم الخميس، وسط تقارير تفيد بتوجه حكومة بنيامين نتنياهو لإقرار "سيطرة عسكرية كاملة" على قطاع غزة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه من المتوقع أن يصادق الكابينت على خطة عسكرية، تقضي بالسيطرة العسكرية على كامل مساحة قطاع غزة. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي أعد خلال الأيام الأخيرة عدة سيناريوهات تنفيذية، رغم معارضة رئيس هيئة الأركان، إيال زامير، للفكرة من حيث المبدأ. وكانت تقارير قد أفادت بوجود خلافات بين زامير ونتنياهو بشأن توسيع العمليات العسكرية في غزة، حيث اعتبر زامير الأمر بمثابة "مصيدة عسكرية". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى تنفيذ أي قرارات حكومية بشأن غزة، وذلك في ضوء الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري بشأن الخطة. وأكد كاتس "حق وواجب رئيس الأركان أن يعبر عن موقفه في المنابر المختلفة ... لكن بعد أن يتخذ المستوى السياسي القرارات، فإن الجيش سينفذها بحزم ومهنية، كما فعل على جميع الجبهات، حتى تحقيق أهداف الحرب". ونقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين، أن نتنياهو عازم على المضي قدما في التصعيد وتوسيع العملية العسكرية لتشمل مناطق مكتظة يُعتقد بوجود الرهائن فيها، مثل مدينة غزة ومخيمات اللاجئين. وقال نتنياهو إنه يجب على إسرائيل "إتمام هزيمة حركة حماس" لضمان إطلاق سراح الرهائن، الذين ما زالوا محتجزين في غزة منذ هجوم أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي أشعل فتيل الحرب. وفي يوم الأربعاء، أصدر الجيش الإسرائيلي نداءً جديداً لإخلاء أجزاء من مدينة غزة شمالاً وخان يونس جنوباً، حيث صرّح متحدث باسمه بأن القوات البرية تستعد "لتوسيع نطاق العمليات القتالية". "عرقلة العمليات الإنسانية في غزة" قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن الوضع الإنساني في غزة لا يزال خطيراً للغاية. جاء ذلك في تصريحات لوكالة رويترز للأنباء، الخميس، بعد أن اطلعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، على وضع الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إسرائيل الشهر الماضي بشأن تعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأضاف المسؤول أن هناك بعض التطورات الإيجابية فيما يتعلق بتوريد الوقود، وإعادة فتح بعض الطرق، وارتفاعاً في عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يومياً، وإصلاح بعض البنى التحتية الحيوية. ومع ذلك، أضاف المسؤول الأوروبي أن "عوامل معيقة كبيرة لا تزال تُقوّض العمليات الإنسانية وإيصال المساعدات إلى غزة، وأبرزها عدم وجود بيئة عمل آمنة تسمح بتوزيع المساعدات على نطاق واسع". "وفيات بسبب الجوع" وتتزايد الانتقادات الدولية إزاء معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، جراء نقص الماء والطعام والوقود، حيث تحذر الأمم المتحدة من انتشار سوء التغذية وخطر المجاعة واسعة النطاق. وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأربعاء، إن الفلسطينيين في قطاع غزة "يتعرضون لإطلاق النار أثناء محاولتهم إيجاد طعام لعائلاتهم"، محذرة من أن الوضع الإنساني في القطاع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو. وأضافت الأونروا، في بيان نشر على حسابها بمنصة (إكس)، أن الأمم المتحدة تحذر منذ شهور من العواقب المتفاقمة في غزة، حيث "يتضور السكان جوعا، ويقتلون أثناء بحثهم عن الطعام"، داعية إلى "قرار سياسي بفتح المعابر بدون شروط، والسماح للأمم المتحدة وشركائها بالقيام بعملهم الإنساني". وأحصت المستشفيات في غزة "5 حالات وفاة" نتيجة للمجاعة وسوء التغذية، خلال 24 ساعة حتى صباح الأربعاء، ليرتفع عدد الوفيات إلى "193 بينهم 96 طفلاً جراء سوء التغذية والمجاعة"، بحسب بيان وزارة الصحة في غزة. وكان أكثر من عشرين فلسطينيا قد قتلوا، الأربعاء، وأصيب عشرات آخرون إثر انقلاب شاحنات مساعدات عليهم، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في قطاع غزة، بينما قتل 25 آخرون على الأقل بينهم عدد من الأطفال والنساء، وأصيب عشرات أخرون بنيران الجيش الإسرائيلي وغاراته في اليوم ذاته.