هل سترسل واشنطن صواريخ الباتريوت التي تحتاجها أوكرانيا في الوقت المناسب؟
التنافس وعدم الثقة
وبحسب الصحيفة، "لا يقتصر الأمر على الجغرافيا السياسية فحسب، بل يتعلق أيضًا بالاقتصاد والعقوبات وخسارة سوق النفط والغاز في الاتحاد الأوروبي، ومحور الدول المنبوذة، حيث تقترب إيران أكثر فأكثر من الصين. في غضون ذلك، لم تختفِ مشاكل الكرملين الاقتصادية، ومهما كثرت المناطق الأوكرانية التي استولت عليها روسيا، فلن تختفي هذه المشاكل. على الأرجح، سيزيد جيران روسيا إنفاقهم الدفاعي، وستتأثر العلاقات مع موسكو بالتنافس وانعدام الثقة. النسبة لروسيا، هذا يعني مستقبلاً سياحياً على غرار كوريا الشمالية، وشبكة إنترنت خاضعة لرقابة مشددة على غرار تلك الموجودة في الصين، وارتفاع أسعار الرهن العقاري، وتشديد "حبل الديون"، والركود التضخمي".
القضايا النظامية
وبحسب الصحيفة، "المشكلة الحقيقية التي تواجهها أميركا هي أنه في ظل وجود 60 بطارية دفاع جوي من طراز باتريوت فقط في ترسانتها، تحول البحث عن أنظمة لإرسالها إلى أوكرانيا إلى ذريعة لاجتماعات لا نهاية لها، ومناقشات حول التمويل، والنزاعات حول من يفترض أن يدفع. هذه قضايا نظامية، والأمر لا يتعلق حتى بالتعبئة الصناعية أو الحاجة إلى تحمل عبء أثقل من أوكرانيا. ففي النهاية، بضع بطاريات باتريوت على مدى ثلاث سنوات ليست مهمة صعبة على قوة عظمى، أم أنها كذلك؟ وينطبق الأمر عينه على خطط زيادة إنتاج صواريخ PAC-2 GEM-T وPAC-3 MSE. ويستند ذلك إلى افتراض تشغيل المصنع الجديد في ألمانيا بكامل طاقته، وتوسيع نطاق الإنتاج في اليابان بنجاح. وفي الوقت عينه، تنتج روسيا نفس العدد تقريبًا من صواريخ إسكندر وكينزهال سنويًا".
نوع من الاستقرار
وبحسب الصحيفة، "تعتزم ألمانيا تمويل بطاريات جديدة لأوكرانيا. وفي غضون ذلك، أُبلغت سويسرا بتأجيل مواعيد تسليم بطارياتها الخمس المطلوبة لعدة سنوات، ومن المرجح الآن أن تواجه برن جلسات استماع برلمانية لفهم كيف انتهى بها الأمر بلا صواريخ أو منصات إطلاق. هكذا كانت النتيجة: في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، تأخر تسليم الصواريخ. أما في عهد ترامب، فالمشكلة في البطاريات نفسها. هذا نوع من الاستقرار. من ناحية أخرى، تُشارك واشنطن مجددًا بنشاط في عملية تسليح أوكرانيا، بعد فشل جهود تجميد الحرب على خطوط المواجهة الحالية. إن نزع سلاح كييف أو الانسحاب من المواقع المحصنة في زابوريجيا وخيرسون ودونيتسك يتعارض مع المصالح الأميركية، لأن موسكو لا ينبغي أن يُسمح لها بأن تصبح أقوى، خاصة إذا لم يحصل الغرب على أي شيء في المقابل. إن نقطة الخلاف الحقيقية هي مطالبة الكرملين لأوكرانيا بنزع سلاحها. هذا هو ما يحول دون التوصل إلى اتفاق".
لماذا تستمر الحرب
بحسب الصحيفة، "تخشى موسكو من عبء الحفاظ على جيش قوامه مليون جندي، كما أن فكرة شن ضربات بطائرات من دون طيار في عمق روسيا الأوروبية لا تناسبها أيضاً. وفي الوقت عينه، فإننا نعلم تماماً مدى أهمية الوعود، ونحن ندرك أن مستوى الدعم الغربي الذي تتلقاه أوكرانيا الآن سيكون من الصعب تكراره في أي حملة مستقبلية. هذه هي الأسباب الحقيقية لاستمرار الحرب: إمكانية استعادة الأراضي الأوكرانية إذا قاومنا الابتزاز الروسي، أو تكرار مذبحة بوتشا على نطاق وطني إذا استسلمنا. لذا تظل مهمة أوكرانيا كما هي: بناء صناعتها الدفاعية، المدعومة بالتكنولوجيا الغربية وقطع الغيار والآلات والتمويل".
وختمت الصحيفة، "في الوقت الحالي، لا أحد سوى واشنطن قادر على تزويد أوكرانيا بمئات الصواريخ الاعتراضية الباليستية. ونظرًا لاحتمال المواجهة الوشيك مع بكين، يتعين على الولايات المتحدة زيادة إنتاج الصواريخ، مع ضمان عدم تنامي نفوذ موسكو. ولذلك، نتوقع في المستقبل القريب أخبارًا سارة بشأن الدفاع الجوي والصاروخي".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
ترامب يعلن رسوماً جمركية إضافية على الهند بنسبة 25%
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء أمراً تنفيذياً يضيف رسوماً جمركية على السلع الهندية بنسبة 25 في المئة، وذلك "رداً على استمرار شراء النفط الروسي"، وفق ما أعلن البيت الأبيض على منصة "إكس". وهذه الضريبة الجديدة تضاف إلى رسوم سابقة بنسبة 25 في المئة من المقرر أن تسري اعتباراً من الخميس، تزامناً مع رسوم يعتبرها ترامب "متبادلة" وتدخل حيز التنفيذ خلال 21 يوماً، بحسب المرسوم. ثمة خطر رسوم محتملة أيضاً على بلدان أخرى "تستورد بشكل مباشر أو غير مباشر النفط من روسيا الاتحادية". لكن ما زالت الاعفاءات قائمة بالنسبة لمنتجات استهدفتها رسوم أخرى على قطاعات معينة مثل الصلب والألمنيوم. في السياق، قالت وزارة الخارجية الهندية إنَّ قرار ترامب "مؤسف جداً". وأضافت الوزارة أن نيودلهي ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها الوطنية. يكثّف ترامب الضغوط على الهند بعدما توعد بعقوبات جديدة على موسكو ما لم تحقق تقدما بحلول الجمعة باتّجاه التوصل إلى اتفاق سلام مع كييف. وزار مستشار الأمن القومي الهندي موسكو الأربعاء، بحسب ما أفادت وسائل إعلام في نيودلهي، وذلك تزامناً مع زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. واعتبرت الخارجية الهندية في وقت سابق أن الضغوط الأميركية عليها لوقف شراء النفط الروسي "غير مبررة ولا منطقية"، مشددةً على أنها ستحمي مصالحها.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
هيروشيما تحيي ذكرى مرور 80 سنة على إلقاء القنبلة الذرية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أحيت هيروشيما ذكرى مرور 80 سنة على إلقاء الولايات المتحدة قنبلة ذرية عليها، وذلك بإقامة مراسم شارك فيها أكثر من 100 دولة والتزم خلالها الحضور دقيقة صمت للمناسبة. وقبيل بدء دقيقة الصمت في اللحظة نفسها التي سقطت فيها القنبلة على المدينة الواقعة في جنوب اليابان وضع العديد من المشاركين أكاليل من الزهور أمام النصب التذكاري للضحايا. وبمناسبة هذه المراسم، حضت هيروشيما مجددا قادة العالم على التحرك للتخلص من الأسلحة الذرية. وقال رئيس بلدية المدينة كازومي ماتسوي إن "الولايات المتّحدة وروسيا تمتلكان 90% من الرؤوس الحربية النووية في العالم، وفي سياق الحرب الروسية الأوكرانية والوضع المتوتر في الشرق الأوسط، نلاحظ اتجاها متسارعا لتعزيز القوة العسكرية في سائر أنحاء العالم". وأضاف "بعض القادة يتقبّلون فكرة أن الأسلحة النووية ضرورية لدفاعهم الوطني، متجاهلين بشكل صارخ الدروس التي كان يتعين على المجتمع الدولي أن يستخلصها من مآسي التاريخ. إنهم يهددون بتقويض أطر تعزيز السلام". وشارك ممثلون عن 120 دولة ومنطقة، منهم سفير الولايات المتحدة التي لم تعتذر بلاده حتى اليوم عن الهجوم، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، في المراسم التي أقيمت في هيروشيما، في حين ستقام مراسم مماثلة في ناغازاكي السبت يتوقع أن يحضرها ممثلون عن عدد قياسي من الدول. وصبيحة السادس من آب 1945، في تمام الساعة 08:15، ألقت طائرة عسكرية أميركية قنبلة ذرية على هيروشيما، مما أسفر عن مقتل حوالي 140 ألف شخص. وبعد 3 أيام، ألقت الولايات المتحدة قنبلة نووية أخرى على مدينة ناغازاكي في جنوب اليابان مما أسفر عن سقوط حوالي 74 ألف قتيل. وهاتان الضربتان اللتان يعتقد أنهما عجلتا بنهاية الحرب العالمية الثانية هما الحالتان الوحيدتان في التاريخ اللتان استُخدم فيهما سلاح نووي في زمن الحرب.

المركزية
منذ 2 ساعات
- المركزية
ترامب يعاقب الهند برفع الرسوم بسبب "النفط الروسي"
أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، أمراً تنفيذياً يقضي بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على السلع المستوردة من الهند، متهماً نيودلهي بشراء النفط الروسي بشكل مباشر أو غير مباشر، في مخالفة للقيود الغربية المفروضة على موسكو منذ غزو أوكرانيا عام 2022. وورد في بيان البيت الأبيض الصادر يوم الأربعاء: "إن حكومة الهند تقوم حالياً باستيراد النفط من الاتحاد الروسي بشكل مباشر أو غير مباشر". وأضاف البيان: "وبما يتوافق مع القوانين المعمول بها، ستُفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على السلع المستوردة من الهند إلى الإقليم الجمركي للولايات المتحدة". جاء القرار في ظل استمرار الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، في استيراد كميات كبيرة من النفط الخام الروسي، الذي يُباع بسعر مخفض، مما وفر لها مزايا اقتصادية كبيرة. وتستورد الهند حالياً نحو 1.75 مليون برميل يومياً من روسيا، أي نحو 35% من إجمالي وارداتها النفطية، مقارنة بأقل من 2% قبل الحرب في أوكرانيا. وأشار ترامب إلى أن الرسوم الجديدة ستُطبق على نطاق واسع، محذراً من أن "الدول التي تشتري النفط أو السلع من روسيا قد تواجه تداعيات اقتصادية، بما في ذلك عقوبات مستقبلية، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا". وتعتمد الهند على الواردات لتلبية أكثر من 85% من احتياجاتها النفطية. وقد استفادت مصافي التكرير الهندية، الحكومية منها والخاصة، من الانخفاض الكبير في أسعار الخام الروسي، الذي ساهم في خفض التكاليف التشغيلية، خاصة لشركات مثل "ريلاينس إندستريز" و"نايارا إنرجي"، المرتبطتين بعقود توريد طويلة الأجل مع شركة "روسنفت" الروسية. وعلى الرغم من الضغوط الأميركية، قاومت نيودلهي في السابق الدعوات إلى تقليص تعاونها مع موسكو، مؤكدة على علاقاتها التاريخية مع روسيا وأولوياتها الاقتصادية. لكن تقارير تجارية أفادت بأن شركات التكرير الحكومية الهندية بدأت مؤخرًا في وقف شراء النفط الروسي، في تحول يُنظر إليه على أنه استجابة غير مباشرة للضغوط الدولية. ويُعد هذا التحرك الأميركي تصعيداً في سياسة ترامب للضعط على مشتري النفط الروسي، مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحها لروسيا للتوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا، والمقررة في 8 أغسطس.