logo
أكثر دلالا وأنانية.. العلم ينفي الخرافات حول الطفل الوحيد

أكثر دلالا وأنانية.. العلم ينفي الخرافات حول الطفل الوحيد

الجزيرة١٥-٠٧-٢٠٢٥
لطالما ارتبط الطفل الوحيد في الأذهان بصور نمطية شائعة: مدلل، وأناني، ويفتقر إلى المهارات الاجتماعية، ويجد صعوبة في التكيف. هذه التصورات المعروفة "بمتلازمة الطفل الوحيد" استمرت عقودا وتغلغلت في الثقافة والمجتمع. فهل فعلا يؤثر غياب الأشقاء على شخصية الطفل وسلوكه؟
القرن الـ19 وأسطورة الطفل الوحيد
يشير مصطلح"متلازمة الطفل الوحيد" إلى السمات السلبية التي قد يربطها الناس بالأطفال الذين ليس لديهم أشقاء. ويمكن أن تشمل هذه السمات الأنانية أو الدلع.
نشأت فكرة متلازمة الطفل الوحيد على أيدي علماء نفس الأطفال في القرن الـ19. وبحسب تقرير على موقع "ساينتفيك أميركان"، أجريت واحدة من أوائل الدراسات عن الأطفال الوحيدين في أواخر القرن الـ19، إذ جمع باحث من جامعة كلارك في ماساتشوستس آراء 200 مشارك عن الأطفال الذين ليس لديهم أشقاء. الغالبية العظمى وصفوا هؤلاء الأطفال بأنهم مدللون بشكل مفرط، مما أسهم في ترسيخ صورة نمطية سلبية عنهم.
لم تكن هذه التصورات فقط نتيجة للملاحظات الفردية، بل تأثرت أيضا بعوامل اجتماعية مثل مخاوف الطبقات العليا من التغيرات الديمغرافية، والانزعاج من تراجع حجم أسر الطبقة المتوسطة، كأنها "تبرر" أن هذا النمط الأسري "القليل العدد" غير صحي أو غير مستحب، وربما لتشجيع العودة إلى نمط الإنجاب الأكبر.
وفي بدايات القرن الـ20، ازدادت هذه المخاوف، وبدأ البعض يعتقد أن الطفل الوحيد مفرط الحساسية لأن والديه يركزان عليه كامل اهتمامهما، فيؤدي ذلك إلى إصابته بالقلق والوسواس والأنانية.
تحطيم الصورة النمطية
لم تصمد الفرضيات السابقة عن الطفل الوحيد أمام الأدلة الحديثة، فقد كشفت دراسات علمية متعددة أن الفكرة المنتشرة بأن الآباء يفرطون في حماية الطفل الوحيد أو يدللونه بشدة غير صحيحة.
ففي دراسة أجريت عام 2021 شملت 227 أما و342 طفلا، حاول الباحثون معرفة ما إذا كان وجود أشقاء يؤثر على مجموعة أمور مثل الذهاب إلى المدرسة والحالة النفسية للآباء وكيفية استجابتهم لشكاوى أطفالهم الصحية، خاصة آلام المعدة.
أظهرت الدراسة التي نشرت في المكتبة الوطنية للطب أن الأطفال الوحيدين كانوا أكثر انتظاما في الحضور المدرسي من الأطفال الذين لديهم أشقاء الذين كانوا أكثر عرضة للتغيب. كذلك أظهرت الدراسة أن آباء الأطفال الوحيدين غالبا ما يقللون من أهمية شكاوى أطفالهم الصحية، مثل آلام المعدة، مقارنة بالأسر الأكبر.
وخلصت الدراسة إلى أن الآباء الذين لديهم طفل وحيد ليسوا أكثر حماية من غيرهم، مما يتحدى بعض الأفكار المسبقة عن الأطفال الوحيدين وعائلاتهم.
بحث آخر أجري في عام 2019 حطم واحدة من الافتراضات الشائعة التي تقول إن الطفل الوحيد أكثر أنانية من الذين لديهم أشقاء.
كشف البحث الذي نشر في مجلة "علم النفس الاجتماعي وعلم الشخصية" أن الصورة النمطية القائلة إن الأطفال الوحيدين يعانون من النرجسية والأنانية هي صورة سائدة ولكنها غير دقيقة.
ووجد الباحثون أنه لا يوجد فرق كبير في الشخصية بين الأطفال الوحيدين والأطفال الذين لديهم أشقاء، وأن ما يشاع عن الأطفال الوحيدين من أنهم أقل إيثارا من الأطفال الذين لديهم أشقاء هو افتراض خاطئ، حيث لا يوجد فرق في الإيثار بين المجموعتين.
"التربية المتساهلة" وتدليل الطفل
لا يصبح الطفل مدللا لأنه وحيد، بل السبب الرئيسي غالبا ما يكون أسلوب التربية المتساهل من الوالدين. بمعنى آخر، عدم وضع حدود واضحة أو عدم غرس الانضباط يؤدي أحيانا إلى أن يتصرف الطفل بأنانية أو من دون نضج. وبحسب الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، ترتبط هذه التصرفات غالبا بغياب الحزم، وليس بعدد الإخوة.
في كثير من الحالات، يتساهل الآباء بدافع المحبة، لكن -بحسب تقرير على موقع "بارينتس"- تظهر المشكلة عندما يتحول هذا التساهل إلى عادة، ويصبح الطفل معتادا الحصول على ما يريد فقط لأنه ألحّ أو بكى، بينما الهدف من التربية هو تعليم الطفل التوازن وضبط النفس، وليس إرضاء كل رغباته في كل لحظة.
وقد يدفع أسلوب التربية المتساهل الطفل إلى إظهار:
انخفاض ضبط النفس.
العدوانية.
الأنانية.
الاندفاعية.
التمرد.
الطبيعة المتسلطة.
حتى لا يفسده الدلال
في تقرير نشره موقع "بارينتس"، يشدد الخبراء على أهمية التوازن في أسلوب التربية لضمان نشأة طفل سوي لا يتسم بالدلال الزائد أو الأنانية. ومن بين التوصيات:
التعامل الواعي مع طلبات الطفل المادية:
لا حاجة لأن يشعر الوالدان بالذنب إذا لم يتمكنا من شراء ما يطلبه الطفل. من الأفضل إظهار التعاطف معه وشرح الموقف ببساطة، مثل القول: "أفهم أنك منزعج، لكن هذا الأمر خارج حدود ميزانيتنا".
إذا أراد شيئا باهظا، يمكن مشاركته في التكلفة. قد يشعره هذا بقدر من التحكم ويعلمه أن بعض الأشياء تستحق الادخار من أجلها.
تجاهل نوبات الغضب إذا لم يكن هناك خطر، وعدم إظهار الكثير من الاهتمام، حتى لا يعتاد الطفل على استخدام الغضب كوسيلة للضغط.
إعلان
من الخطأ إشباع رغباته دائما بسرعة. تأجيل بعض الطلبات أو رفضها يعزز تحمله وتأقلمه، ويزيد من تقديره للأشياء.
مشاركة الطفل في قرارات التأجيل أو عدم الشراء الخاصة بالآباء مع شرح الأسباب.
مدح جهوده بدلا من مكافأته المادية دائما. فالثناء يعزز ثقته بنفسه.
يمكن للآباء الاحتفال بإنجازات الطفل، مثل اصطحابه إلى مكان يحبه، مع جعلها مناسبة خاصة لا مكافأة على كل سلوك جيد قام به.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تسرب غاز الميثان من أنابيب الغاز مصدر خفي لتلوث الهواء
تسرب غاز الميثان من أنابيب الغاز مصدر خفي لتلوث الهواء

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

تسرب غاز الميثان من أنابيب الغاز مصدر خفي لتلوث الهواء

تشير الدراسات إلى أن تسربات أنابيب الغاز الطبيعي لا تُهدر الطاقة وتُسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب فحسب، بل قد تجعل الهواء أكثر خطورة للتنفس. ويتزايد خطر تلوث الهواء ليس فقط في المجتمعات التي تحدث فيها التسربات، بل يمتد إلى المناطق المجاورة. يتكون الغاز الطبيعي بشكل أساسي من الميثان، وهو من غازات الدفيئة القوية التي يُعتقد أنها مسؤولة عن 30% من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، ويُسهم الميثان في تحفيز تفاعلات كيميائية في الهواء تُؤدي إلى تكوين ما يعرف بالجسيمات الدقيقة (PM2.5)، تكون أصغر من 2.5 ميكرومتر (1 سم يساوي 10 آلاف ميكرومتر). وعند إطلاق الميثان في الغلاف الجوي، يتفاعل مع مواد كيميائية أخرى موجودة فيه، مثل أكاسيد النتروجين والمركبات العضوية المتطايرة، وغالبا ما يُحفز ضوء الشمس هذه التفاعلات، لتشكل بدورها نوعا من الجسيمات الدقيقة يُسمى "الهباء الجوي العضوي الثانوي"، والذي يُمثل ما بين 20% و50% من إجمالي كتلة الجسيمات الدقيقة المحيطة. فحين يتسرب الغاز الطبيعي تُهدر الطاقة، وترتفع حرارة الكوكب، وتنخفض جودة الهواء. قد تكون هذه التسربات هائلة، مثل كارثة أليسو كانيون في كاليفورنيا بالولايات المتحدة عام 2015، والتي أدت إلى انبعاث حوالي 100 ألف طن متري من الميثان إلى الغلاف الجوي. وأشارت دراسة فحصت بيانات تسربات خطوط الأنابيب الصادرة عن إدارة سلامة خطوط الأنابيب والمواد الخطرة الأميركية من عام 2009 إلى عام 2019، وبيانات حول مستوى الجسيمات الدقيقة في الهواء، إلى ارتفاع في مستوى تلوث الهواء بشكل غير مسبوق جراء التسربات. وفي السنوات التي شهدت فيها ولاية ما -أو الولايات المجاورة لها- المزيد من حوادث تسرب غاز الميثان، كان متوسط تلوث الهواء السنوي بالجسيمات الدقيقة في تلك الولاية أعلى بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات التي شهدت عددا أقل من التسربات. وفي سبتمبر/أيلول 2018، أدى انفجار خط أنابيب وادي ميريماك في ماساتشوستس إلى تسرب ما يقرب من 2800 طن متري من الميثان، وارتفاع حاد في تركيزات تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة في المناطق الواقعة في اتجاه الريح في نيو هامبشاير وفيرمونت خلال 4 أسابيع، مما دفع المتوسط السنوي لتلك المناطق لعام 2018 إلى الارتفاع بمقدار 0.3 ميكروغرام (الميكروغرام يعادل جزءا من المليون من الغرام) لكل متر مكعب. ومثل ذلك زيادة بنحو 3% عن المعيار الصحي السنوي لوكالة حماية البيئة الأميركية للجسيمات الدقيقة، كما ظهر ارتفاع في تلوث الهواء في نيويورك وكونيتيكت خلال الفترة المتبقية من عام 2018 حتى عام 2019. تأثيرات خفية وتشير دراسة في مجلة "ساينس" إلى أن الانفجارات التي تعرض لها خط نورد ستريم في سبتمبر/أيلول 2022 نحو 478 ألف طن من الميثان في الغلاف الجوي، وانتشرت سحابة الميثان لمسافة تزيد على 1500 كيلومتر، ومثّل ذلك أكبر تسرب للميثان سُجّل على الإطلاق. وتعادل كمية غاز الميثان المتسربة في الانفجار كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من الخرسانة الكافية لتشييد حوالي 27 بناء على شاكلة برج خليفة في دبي. كما تعادل كمية الميثان المنبعثة التأثير المناخي القصير المدى الذي تُحدثه أكثر من 8 ملايين سيارة مستخدمة سنويا. ويعد خط أنابيب نورد ستريم الأكبر في العالم، ويبلغ قطره الداخلي 1153 ملم ويمتد لمسافة 1224 كيلومترا من روسيا إلى ألمانيا. وتشير التقديرات إلى تسرب ما يصل إلى 70 مليون طن متري من الميثان من الأنابيب في عام 2020، وهو ما يعادل 2.1 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون، وفي عام 2023 تراوح تقديرات التسربات بين 1% إلى أكثر من 9% من إنتاج الغاز الطبيعي في العالم. ومع خطورة التسريبات الضخمة جراء الانفجارات، تعد التسربات الصغيرة شائعة وتتراكم أيضا من خطوط أنابيب الغاز عبر العالم وتكون خطورتها غير مرئية غالبا. وقدرت الدراسة أن التسربات الصغيرة غير الموثقة في الولايات المتحدة وحدها قد يصل مجموعها إلى حوالي 15 ألف طن متري من الميثان سنويا، وهو ما يكفي لرفع مستوى الجسيمات الدقيقة الخلفية بنحو 0.1 ميكروغرام لكل متر مكعب في المناطق الواقعة في اتجاه الريح. وحتى هذه الزيادات الطفيفة يمكن أن تُسهم في مخاطر صحية كثيرة، إذ يرتبط كل ارتفاع قدره ميكروغرام واحد لكل متر مكعب بارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي. وتشير الدراسة إلى أن الطريقة الأكثر مباشرة للحد من هذه المشكلة هي تقليل عدد وكمية تسربات الميثان من خطوط الأنابيب. وقد يشمل ذلك بناءها بطرق أكثر جودة، واستعمال مواد نوعية بحيث تكون أقل عرضة للتسرب. كما يمكن أن تُحفز اللوائح والقوانين الشركات للاستثمار في تقنيات للكشف السريع عن تسربات الميثان، بالإضافة إلى تشجيع الاستجابة السريعة عند اكتشاف أي تسرب، حتى لو بدا صغيرا نسبيا في البداية.

خمس خطوات لتجنب نزلات البرد الصيفية المزعجة
خمس خطوات لتجنب نزلات البرد الصيفية المزعجة

الجزيرة

timeمنذ 13 ساعات

  • الجزيرة

خمس خطوات لتجنب نزلات البرد الصيفية المزعجة

كيف يمكن أن تظهر أعراض البرد في غير موسم البرد والإنفلونزا؟ وهل من طريقة لتجنب زكام الصيف؟ يمكن أن تحدث أعراض البرد في الصيف بسبب ما يزيد على 200 فيروس مختلف، كل منها يسبب العطاس وحكة الحلق وسيلان الأنف، وهي العلامات الأولى لنزلات البرد. وتوضح الدكتورة سمية إسلام، أخصائية طب الأسرة في مستشفى هنري فورد في الولايات المتحدة وفقا للموقع الإلكتروني للمستشفى: "تنتشر فيروسات مختلفة في أوقات مختلفة من السنة، وعادة ما تسبب فيروسات الأنف نزلات البرد في الشتاء، ولكن مع حلول الصيف تصبح الفيروسات المعوية غير المسببة لشلل الأطفال هي فيروس البرد الرئيسي". وتضيف أن "هناك أكثر من 200 سلالة مختلفة من الفيروسات المعوية غير المسببة لشلل الأطفال. وعندما يصادف جسمك سلالة غير مألوفة يمكن أن تصاب بالمرض مرة أخرى". وهو ما يعني أنه وإن أصيب الشخص بنزلة برد صيفية عدة مرات، فلن يكون محصنا ضد الإصابة بها مرة أخرى. ولكن كيف يمكن أن يحمي المرء نفسه من الإصابة بواحدة من هذه الفيروسات المسببة لنزلات البرد ويستمتع بإجازته مع عائلته؟ حافظ على رطوبة جسمك قد يصعّب الصيف الحفاظ على رطوبة جسمك أكثر مما قد يكون عليه في غيره. فقد حذّرت أخصائية التغذية الرياضية في مركز الأداء الصحي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة سارة أدلر وفقا لصحيفة إندبندنت البريطانية، من أن العطش قد لا يبدأ إلا بعد الإصابة بالجفاف. ويزيد ارتفاع درجات الحرارة من إفراز العرق، وزيادة التعرق تزيد الحاجة لشرب الماء للحفاظ على مستويات السوائل في الجسم. وأضافت أدلر أن "حوالي 60% من أجسامنا تتكون من الماء. لذلك علينا التأكد من تعويض ما فقدناه، خاصة مع زيادة التعرق في الصيف". اغسل يديك أو أَحضر معقما لليدين يقول خبراء إن غسل اليدين المتكرر في المطارات والفنادق وأي مكان آخر يمكن أن يساعد في الحماية من انتشار الأمراض، إذ إن إصابة الناس بالعدوى عن طريق لمس الأسطح الملوثة واردة. تقول الأستاذة في كلية الطب بجامعة مينيسوتا في الولايات المتحدة الدكتورة جيل فوستر: "كان الجميع بارعين في حمل معقم اليدين معهم وغسل أيديهم خلال جائحة كوفيد ، لذا فإنه يجب أن نحاول جاهدين تعزيز ذلك مرة أخرى". قد يكون النوم الجيد صعبا خلال فصل الصيف، خصوصا عندما تكون الليالي حارة، ولكنّ الحصول على قسط كاف من النوم أمر بالغ الأهمية لحماية الصحة. فـ الجهاز المناعي يُنتج بروتينات تعرف باسم السيتوكينات أثناء النوم، وتساعد هذه البروتينات على النوم، وتحتاج إلى المزيد منها عند الإصابة بعدوى. وقد يؤدي عدم الحصول على قسط كاف من النوم إلى تقليل إنتاج هذه السيتوكينات الواقية. فالنوم المنتظم يقوي جهاز المناعة، مما يسمح بأداء مناعي متوازن وفعال، وقد تُضعف قلةُ النوم جهازَ المناعة وفقا لموقع مؤسسة النوم الأميركية. لا تلمس وجهك تُعتبر هذه النصيحة جيدة لأي وقت من السنة، إذ يمكن نقل الجراثيم والبكتيريا من الأسطح إلى الأنف والفم بمجرد لمس الوجه. ابتعد عن مكيف الهواء إن استطعت في ظل درجات الحرارة المرتفعة، يزداد الطلب على مكيف الهواء، ولكن حاول ألا تقضي وقتا طويلا حوله. فقد حذرت وزارة الصحة في غرب تينيسي في الولايات المتحدة من ذلك قائلة: "قد يكون مكيف الهواء نعمة حقيقية في حرارة الصيف، إلا أنه قد ينشئ أيضا بيئة باردة وجافة تحبها الفيروسات، وقد يصاب حلقك أيضا بالجفاف".

الملابس الواقية من الشمس.. هل حقا تحميك من الأشعة فوق البنفسجية؟
الملابس الواقية من الشمس.. هل حقا تحميك من الأشعة فوق البنفسجية؟

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

الملابس الواقية من الشمس.. هل حقا تحميك من الأشعة فوق البنفسجية؟

مع تزايد الوعي العالمي بمخاطر التعرض المفرط لأشعة الشمس، خصوصا الأشعة فوق البنفسجية، بات البحث عن وسائل وقاية فعالة وآمنة أمرًا ضروريا لا يمكن تجاهله. ورغم أن واقيات الشمس التقليدية لا تزال الخيار الأكثر استخدامًا، بدأت الملابس الواقية من الشمس تفرض حضورها كبديل أو مكمل يحظى باهتمام متزايد. فبينما يراها البعض وسيلة أكثر كفاءة واستدامة في الحماية، يبدي آخرون شكوكًا حول فاعليتها الحقيقية. ومع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وتزايد النشاطات في الهواء الطلق، يبرز التساؤل: هل توفر هذه الملابس حماية فعلية تتفوق على الكريمات؟ أم إنها مجرد موضة تسويقية عابرة؟ كيف تعمل الملابس الواقية من الشمس؟ تعتمد الملابس الواقية من الشمس على تصميم خاص ونسيج معالج يهدف إلى حجب الأشعة فوق البنفسجية ومنعها من اختراق الجلد، وتقاس مدى فاعليتها باستخدام مؤشر "يو بي إف" (UPF) اختصارا لعامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، وهو معيار عالمي يوازي عامل الحماية من الشمس "إس بي إف" (SPF) المستخدم في الكريمات الواقية، لكنه مخصص للمنسوجات. على سبيل المثال، فإن الملابس التي تحمل تصنيف UPF 50+ توفر حماية عالية جدا بحجبها نحو 98% من الأشعة فوق البنفسجية، وذلك يعني أنها تسمح بمرور 2% فقط، بينما الملابس بتصنيف UPF 30 تحجب حوالي 96.7%. ووفقا للجمعية الأميركية للأمراض الجلدية، فإن الملابس الواقية من الشمس تعد أحد الطرق الأساسية للحماية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، وتوصي بارتداء ملابس تحمل رقم عامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية. تتميّز الملابس الواقية من الشمس بأنها تحتفظ بفاعليتها لفترة طويلة، من دون أن تتأثر بالعرق أو الماء كما يحدث مع الكريمات الواقية، ما دامت في حالة جيدة وخالية من التمزق أو التآكل. ولهذا، تعد خيارا عمليا وموثوقا، خاصة خلال الأنشطة الخارجية الممتدة أو في المواقف التي يصعب فيها إعادة وضع الواقي الشمسي بشكل متكرر، مثل التمارين الرياضية أو الرحلات الطويلة. كيف تختلف هذه الملابس عن الأقمشة العادية؟ ليس كل ما نرتديه يوفر حماية فعالة من أشعة الشمس، فكثير من الملابس اليومية المصنوعة من أقمشة خفيفة مثل القطن أو الكتان، على الرغم من كونها مريحة ومناسبة لأجواء الصيف، قد تتيح مرور نسبة كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد، حتى إن لم تكن شفافة. يقول الدكتور ديبورا سارجنت، أستاذ الأمراض الجلدية في جامعة يوتا، إن "كثيرا من الناس يعتقدون أن مجرد ارتداء الملابس يحمي من الشمس، لكن هذا اعتقاد خاطئ. فالأقمشة العادية قد توفر حماية مؤقتة أو محدودة، في حين أن الملابس الواقية مصممة خصيصا لحجب الأشعة بنسبة كبيرة، وتظل فعالة حتى بعد الغسيل المتكرر". نعم، ملابسك قد تحميك من الشمس، لكن مستوى الحماية يختلف حسب عوامل متعددة، لذا يجب اختيارها بعناية: نوع القماش وكثافته: تعد الأقمشة الصناعية المعالجة أكثر فاعلية في الحماية من أشعة الشمس مقارنة بالأقمشة الطبيعية، وذلك بفضل كثافتها العالية وحياكتها المحكمة التي تحدّ من نفاذ الأشعة فوق البنفسجية. كذلك تسهم الملابس ذات النسج الضيق أو المتعددة الطبقات، مثل القمصان المزدوجة الطبقة، في تعزيز مستوى الوقاية بشكل ملحوظ، من خلال تقليص المساحات التي قد تسمح بمرور الأشعة الضارة إلى الجلد. لون القماش: توفر الألوان الداكنة مثل الأسود والأزرق الغامق حماية أفضل من الأشعة، بينما قد تؤمن بعض الألوان الفاتحة حماية جيدة إذا كانت مصنوعة من أقمشة معالجة ومتخصصة. تأثير البلل والتمدد: تفقد بعض الأقمشة، مثل القطن، جزءا من قدرتها على الحماية عند البلل، في حين تصمم بعض الملابس الواقية لتبقى فعالة حتى في الظروف الرطبة. أما الملابس المطاطية أو القابلة للتمدد فقد تقل فاعليتها إذ يسبب التمدد زيادة في مسامية النسيج، مما يسمح بنفاذ الأشعة فوق البنفسجية. طريقة التصنيع: بعض العلامات التجارية تستخدم تقنيات متقدمة لدمج مركبات واقية من الأشعة داخل الألياف نفسها، وليس فقط معالجتها على السطح، مما يجعل الحماية أكثر ديمومة بعد الغسل والتعرض للماء. متى ينصح باستخدام الملابس الواقية من الشمس؟ تستخدم هذه الملابس في مجموعة واسعة من الأنشطة والمناسبات، وتشمل: على الشاطئ أو أثناء السباحة: تستخدم الملابس المصنوعة من مواد تجف بسرعة وتحافظ على فاعليتها حتى بعد البلل. أثناء الرياضة: مثل الجري وركوب الدراجات والتجديف، حيث يصعب إعادة استخدام واقي الشمس أثناء التمرين. أثناء العمل أو النشاط الخارجي: مثل العمل في الزراعة، أو التنزه والمشي في الهواء الطلق، أو حتى القيادة لفترات طويلة. في السفر: خاصة إلى المناطق الاستوائية أو الصحراوية ذات الشمس الساطعة طوال اليوم. ويُجمع الخبراء على أن الملابس الواقية من الشمس تمثّل خط الدفاع الأول ضد الأشعة فوق البنفسجية، إذ توفّر القمصان والبناطيل والقبعات حماية فعالة للمناطق المغطاة من الجسم. ولأن مناطق الوجه واليدين والرقبة تبقى مكشوفة في العادة، فإن استخدام واقٍ شمسي واسع الطيف يظل ضروريا لضمان وقاية شاملة. وتوضح الدكتورة شيلبي خيتاربال، اختصاصية الأمراض الجلدية في مستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية، أن معظم الأقمشة المصممة للحماية من الشمس التي تحمل عامل حماية (UPF) يعادل 50 أو أكثر تكون غالبًا أكثر فاعلية من العديد من أنواع واقيات الشمس التقليدية. لكنها تشدد على أهمية الجمع بين الملابس الواقية والكريمات الواقية لتحقيق أفضل مستويات الحماية من الحروق الشمسية وسرطان الجلد. كيفية اختيار الملابس الواقية المناسبة عند شراء ملابس مقاومة للشمس، يُفضّل اختيار قطع تحمل تصنيف حماية من الأشعة فوق البنفسجية (UPF) لا يقل عن 30، ويفضّل أن يكون 50 أو أكثر. يُنصح أيضًا بالالتزام بتعليمات الغسيل المرفقة للحفاظ على فاعلية النسيج في صدّ الأشعة. وللحصول على منتج موثوق، يُستحسن اختيار ملابس تحمل ختم اعتماد من جهات معروفة مثل مؤسسة سرطان الجلد أو الجمعية الأميركية للأمراض الجلدية، مما يشير إلى أن القطعة خضعت لاختبارات صارمة وثبتت قدرتها على الحماية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التصاميم التي تعزز مستوى الوقاية هي تلك التي تغطي أكبر مساحة ممكنة من الجسم مثل القمصان ذات الأكمام الطويلة والبناطيل الخفيفة والقبعات الواسعة، كما تسهم الألوان الداكنة والأنسجة المحكمة في الحد من نفاذ الأشعة الضارة بشكل أكبر من الأقمشة الفاتحة أو الخفيفة. وتشير الأدلة العلمية والطبية إلى أن الملابس الواقية من الشمس ليست مجرد موضة جديدة، بل أداة فعالة للحماية من الأشعة فوق البنفسجية، وتشكل عنصرا مهما ضمن خطة الحماية الكاملة من الشمس. لكن للحصول على أفضل النتائج، يجب دمجها مع عناصر حماية أخرى، مثل البقاء في الظل، واستخدام نظارات شمسية والواقي الشمسي على المناطق المكشوفة. وسواء كنت رياضيا، أو من محبي الشواطئ، أو حتى تعمل في الهواء الطلق، فإن الاستثمار في ملابس واقية من الشمس هو استثمار في صحة بشرتك وسلامتك على المدى البعيد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store