logo
هكذا تستعد تركيا للحرب المقبلة

هكذا تستعد تركيا للحرب المقبلة

الجزيرةمنذ 4 أيام
أثارت الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في يونيو/حزيران 2025 اهتماما واسعا لدى صانعي القرار في أنقرة، باعتبارها أول اختبار ميداني لمعادلة القوة الجديدة في الشرق الأوسط ما بعد هجوم 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023 وبوصفها نموذجا حيا للحروب الحديثة التي تُدمج فيها التقنيات السيبرانية بالحرب الجوية والنفسية والدبلوماسية.
لكنّ ما يجعل هذه الحرب جديرة باهتمام خاص لدى تركيا، هو أنها تمثل تحذيرا مسبقا لما قد تواجهه في محيطها الإقليمي المتقلب، لذا اهتم الخبراء الأتراك بدراسة مجرياتها بهدف استخلاص دروس مستفادة لتعزيز قدرات البلاد الدفاعية وزيادة قدرتها على الصمود في مواجهة أزمات مماثلة.
تكمن أهمية الحرب في نتائجها، وآليات إدارتها، وأنماط الأسلحة المستخدمة، ومستويات الدعم من الحلفاء، وأنظمة الدفاع المدني التي تعكس مدى جاهزية الدولة في مواجهة المفاجآت الإستراتيجية. فالحرب التي افتتحتها إسرائيل بغارات جوية دقيقة، وتضمنت هجمات سيبرانية وعمليات نفسية، ثم خُتمت بقصف أميركي مباشر ضد المنشآت النووية الإيرانية ، شكلت مختبرا متقدما للجيل الجديد من الحروب متعددة المجالات.
لقد رأت أنقرة في هذه الحرب صرخة تحذير أكثر من كونها مجرد صراع بين خصمين تقليديين. فموقع تركيا الجغرافي الحساس وسط "حلقة نار" تتسع من شرق البحر المتوسط إلى القوقاز والبلقان والشرق الأوسط، يجعلها مهددة دائما باشتباكات قد تستند إلى نفس النمط العملياتي الذي برز في هذه الحرب: غارات مفاجئة، عمليات تصفية للنخب القيادية، استهداف للبنية التحتية.
ولذلك، لم يكن مستغربا أن تتابع المؤسسة العسكرية والأمنية التركية تفاصيل هذه الحرب لحظة بلحظة، وأن تخرج منها بتقييمات معمقة. وضمن هذا السياق نشرت "الأكاديمية الوطنية للاستخبارات دراسة مطولة باللغة التركية بعنوان "حرب الـ12 يوما والدروس المستفادة لتركيا"، وسنستعرض أبرز ما ورد فيها.
إسرائيل تختبر نموذج التفوق متعدد المجالات
اندلعت الحرب في 13 يونيو/حزيران 2025، بهجوم جوي إسرائيلي واسع النطاق استهدف منشآت نووية ومراكز قيادة إيرانية، وقادة عسكريين، وعلماء نوويين، ورافقته عمليات سيبرانية واستخباراتية معقدة، بالتزامن مع تنفيذ عملاء على الأرض لهجمات باستخدام صواريخ سبايك استهدفت بطاريات ورادات الدفاع الجوي في بداية الحرب مما صعب تنظيم دفاع منسق في مواجهة الهجمات الإسرائيلية. وهدفت تلك الهجمات المتزامنة إلى شل قدرة طهران على الرد الفوري.
في اليوم الأول، استخدمت إسرائيل أكثر من 200 طائرة مقاتلة هجومية من طرازات "إف-35″ و"إف-15" و"إف-16″، مما أثبت أن سلاح الطيران الإسرائيلي على مستوى عال من الجاهزية الجوية التي مكنته من تدمير عدد كبير من الأهداف على بعد أكثر من 1500 كيلومتر.
كما استخدمت تل أبيب وحدات خاصة عملت داخل إيران، ومسيّرات انتحارية لتدمير بطاريات الدفاع الجوي، ما أدى لاحقا إلى انهيار شبه كامل لمنظومة الدفاع الجوي الإيرانية في غضون 72 ساعة. وقد ساعدت هذه السيطرة الجوية الولايات المتحدة في تنفيذ ضربات إستراتيجية بطائرات "بي-2 سبيريت" استهدفت منشآت نووية تحت الأرض في أصفهان وقم.
على الجانب الإيراني، جاء الرد عبر وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، بعضها تفوق سرعته سرعة الصوت، لكن أغلبها أُسقط بفعل أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية وبمساعدة من الولايات المتحدة ومن دول أخرى إقليمية. مع ذلك، نجحت بعض الصواريخ في اختراق الدفاعات وضرب أهداف في تل أبيب وحيفا وبئر السبع.
شهدت الحرب استخداما واسعا للحرب النفسية، حيث اخترقت إسرائيل شبكات الاتصالات الإيرانية، وأطلقت رسائل تحذيرية كاذبة إلى المواطنين، واتصلت بكبار المسؤولين الإيرانيين لتحثهم على الفرار بدلا من تعرضهم للاغتيال. في المقابل، ركزت إيران على إرباك الخصم بإرسال رسائل كاذبة، واستخدام تقنيات التزييف العميق، وتجييش بوتات الدعاية.
وترافقت العمليات النفسية مع عمليات سيبرانية استهدفت البنية التحتية المالية والإعلامية في إيران بهدف إثارة الذعر، ومن أمثلة ذلك اختراق أنظمة بعض البنوك، ما أدى إلى اضطرابات مصرفية واسعة النطاق، وعجز العملاء عن الوصول إلى حساباتهم، فتوقفت في تلك الآونة معاملات أجهزة الصراف الآلي وبطاقات الائتمان، فضلا عن سرقة أموال المودعين بمنصة نوبيتكس الإيرانية للعملات الرقمية بقيمة 81.7 مليون دولار.
الدمج بين العمليات الجوية والسيبرانية والدبلوماسية
كشفت الحرب عن نموذج متكامل للعمليات متعددة المجالات، فبجوار المواجهات الميدانية اعتمدت على تضافر الأذرع الجوية والسيبرانية والمعلوماتية والدبلوماسية.
لقد استعرضت إسرائيل قوتها الجوية بتشكيلة من الطائرات المتطورة أميركية الصنع ذات القدرات التدميرية العالية والمدى الطويل بفضل خزانات الوقود الإضافية. وقد شكلت مقاتلات "إف-35" رأس الحربة في تنفيذ الضربات الدقيقة، بدعم من طائرات الاستطلاع والتشويش الإلكتروني (مثل أورون وشافيت)، وهو ما ضمن تفوقا شبه مطلق في الأجواء الإيرانية خلال الساعات الأولى. وأظهرت الحرب الأهمية الحيوية للقوة الجوية في الصراعات مرتفعة الشدة، وخاصة في الدول التي لا تملك حدودا برية مع خصومها، حيث تتيح لها نقل الحرب إلى أرض الخصم.
وما يجعل هذه القدرة الجوية الإسرائيلية جديرة بالتأمل التركي، هو دمجها بمنظومات محلية متقدمة مثل نظام "إليسرا إس بي إس- 3000" (Elisra SPS-3000) للحرب الإلكترونية، ونظام "باوز" (PAWS) للإنذار الصاروخي، ونظام "إيلتا ساتكوم" (Elta SATCOM)، وأنظمة الملاحة الدقيقة التي طورتها شركة رافائيل ، فضلا عن الذخائر الذكية، والتوجيه التكتيكي في الزمن الحقيقي.
كذلك برز دور أنظمة الحرب الإلكترونية الجوية، فسلاح الجو الإسرائيلي يضم طائرات متخصصة مثل طائرات "إيتام" للإنذار المبكر والتحكم الجوي، وطائرات من طراز شافيت، وأورون للاستخبارات الإلكترونية، مما أتاح التنصت على الاتصالات الإيرانية ومراقبة ترددات الرادار والانبعاثات الكهرومغناطيسية، وتحديد مواقع رادارات الدفاع الجوي ومراكز القيادة والتحكم بمجرد تشغيلها، ورصد منصات إطلاق الصواريخ، ثم تدميرها، كما بثت تلك الطائرات إشارات خادعة لتضليل الرادارات الإيرانية عبر إخفاء مواقعها أو إنشاء أهداف وهمية. وبالتالي لعبت الطائرات المذكورة دور مضاعفات القوة الصامتة أثناء الحرب.
كما شغّلت الطائرات الحربية الإسرائيلية ووحدات الحرب الإلكترونية أجهزة تشويش عالية الطاقة لتعطيل الاتصالات اللاسلكية خلال الحرب. وقد وردت تقارير عن استخدام طائرات انتحارية مسيرة لتدمير هوائيات الاتصالات أو محطات إعادة الإرسال اللاسلكية التي تستخدمها طهران في ساحة المعركة، ما جعل بعض الوحدات الإيرانية معزولة عن مقراتها القيادية، فلم يتمكن القادة الميدانيون من تلقي الأوامر، واضطروا إلى التصرف من تلقاء أنفسهم.
وقد لعبت الحرب السيبرانية دورا محوريا منذ الساعات الأولى. فتعطيل شبكة القيادة والسيطرة الإيرانية، واختراق البنى التحتية المالية، وبث رسائل التضليل إلى الهواتف النقالة، شكل مكوّنا من الهجوم المنسق. وقامت وحدات إسرائيلية مثل الوحدة 8200 والكتيبة 5114 بشن هجمات مركبة أحدثت خللا واسعا في الاتصال والتنسيق داخل إيران.
وخلصت الدراسة إلى أهمية الضربة الأولى في الحروب، وأن القدرة العملياتية متعددة المجالات -أي الاستخدام المنسق للعناصر الجوية والبرية والبحرية والفضائية والسيبرانية- أمر حاسم للنجاح التكتيكي، وللقدرة على إحداث تأثير فعال إستراتيجيا، وأن الطائرات المقاتلة المأهولة بعيدة المدى لا تزال تلعب دورا لا غنى عنه، وأنها تظل تمثل نقطة مرجعية حاسمة للتخطيط المستقبلي للقوات الجوية والمشتركة، وأن النموذج العملياتي الذي تتبناه إسرائيل يقوم على توليفة من التكنولوجيا المتقدمة، والموارد البشرية القوية، وهيكل قيادة مرن، والتكامل الاستخباراتي. فيما تسببت طبيعة شبكة الدفاع الجوي الإيرانية الثابتة والمركزية وقليلة المرونة، في إضعاف فعاليتها أمام الهجمات الإسرائيلية.
البعد الدبلوماسي وتحالفات القوة
أبرزت الحرب اعتماد تل أبيب على غطاء سياسي غربي. فقد شاركت الولايات المتحدة في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وقدمت أسلحة وذخائر لإسرائيل، ووفرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا معلومات استخباراتية ودعما لوجستيا.
أما بالنسبة لإيران، فرغم رهاناتها على الصين وروسيا، فقد وجدت نفسها معزولة دون أي تغطية دبلوماسية أو أمنية أو عسكرية ملموسة من الدول الصديقة لها، ما أكد أن التعاون بين الصين وروسيا وإيران لا يزال بعيدا عن إنشاء آلية أمنية متماسكة.
ومن الدروس المستفادة أهمية إدراك الأبعاد الإقليمية للتحالفات، مثل استخدام قبرص كعمق إستراتيجي لإسرائيل، ما يفرض على تركيا مراقبة التداخل الإسرائيلي في محيطها المباشر، وخاصة في دولة شمال قبرص التركية، باعتباره مسألة أمن قومي.
وفي ضوء ذلك، توصي الدراسة أنقرة بأن تنظر إلى أمنها القومي من منظور أشمل لا يقتصر على تطوير الصناعات الدفاعية أو عقد الشراكات العسكرية، بل يمتد إلى تعزيز التحالفات مع الدول الأخرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، فضلا عن دول صديقة مثل باكستان وسوريا وقطر وأذربيجان، وتمتين الجبهة الداخلية وتعزيز السلم الاجتماعي.
ومن هنا، تكتسب مبادرات مثل مشروع "تركيا خالية من الإرهاب" بعدا جديدا، باعتبارها أدوات لتعزيز مناعة الدولة، وردم الثغرات التي قد تستغلها أطراف خارجية في أي صراع مستقبلي.
تقييم إستراتيجي
أولا: الحاجة إلى قوة جوية متعددة الأذرع
إعلان
أظهرت حرب الـ12 يوما أن السيطرة الجوية تتطلب بجوار القدرات التقنية وعدد الطائرات الكبير، التكامل بين المنصات الجوية والأنظمة الذكية والاستهداف المدعوم استخباراتيا. فتركيا، رغم تطورها في مجال الطائرات المسيرة، بحاجة إلى تسريع تحديث أسطولها من المقاتلات التقليدية، وتوسيع قدرات الحرب الإلكترونية المحمولة جوا، وتنمية مرونتها في التخطيط العملياتي بعيد المدى.
ثانيا: الدفاع السيبراني كأولوية وطنية
تُعد الهجمات السيبرانية التي طالت قلب المنظومة الاقتصادية والإعلامية الإيرانية بمثابة ناقوس خطر لأنقرة حيث برز شل النظام المالي كوسيلة لكسب الحرب. ولذا، تدعو الدراسة تركيا لبناء أنظمة حماية سيبرانية للبنية التحتية المدنية والعسكرية، وتطوير قدراتها الهجومية في الفضاء الرقمي، وتنفيذ برامج مكافحة تجسس دورية وعمليات تدقيق منتظمة للشركات العاملة في التقنيات الإستراتيجية، وخاصة شركات الصناعات الدفاعية.
ثالثا: أمن المنشآت الحيوية والنخب القيادية
واحدة من أبرز المفاجآت التي فجّرتها الحرب هي قدرة إسرائيل على تنفيذ اغتيالات مركزة ضد شخصيات قيادية بالتزامن مع قصف مواقع إستراتيجية. وبالتالي فإن حماية كبار القادة، والمقرات السيادية، ومراكز القيادة والسيطرة، لا يمكن أن تظل ثانوية في ظل هذا النمط من الحروب.
ولذا توصي الدراسة تركيا بإعطاء الأولوية لأنظمة الدفاع الجوي منخفضة الارتفاع لحماية المنشآت الإستراتيجية وخاصة مقرات الأجهزة الأمنية من الهجمات بواسط طائرات مسيرة وعملاء على الأرض، وتطبيق بروتوكولات أمنية في المناطق التي تقع فيها المنشآت الحيوية، وتحديث بروتوكولات أمن الشخصيات العليا والأفراد المدنيين والعسكريين المفترض بهم إدارة أي صراع محتمل.
رغم الطابع الإستراتيجي للحرب، فإن خسائر المدنيين شكلت فارقا في المشهدين الإيراني والإسرائيلي. فبينما تمتعت إسرائيل بشبكة إنذار مبكر وملاجئ محصنة خفضت من خسائرها حيث بلغت 31 قتيلا، افتقرت إيران إلى بنية دفاع مدني متقدمة، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين في طهران والمدن الكبرى. هذا يطرح تساؤلا أمام صناع القرار في أنقرة حول مدى امتلاك بنية دفاع مدني قادرة على امتصاص صدمة ضربة مفاجئة.
ولذا توصي الدراسة بإنشاء أنظمة إنذار مبكر واسع النطاق، وأنظمة إنذار ضد الهجمات الجوية لا سيما في المدن الكبرى، وبناء ملاجئ مزودة بالمتطلبات التقنية اللازمة في المرافق الإستراتيجية مثل المؤسسات الحكومية الحيوية، وتدشين ملاجئ جماعية يسهل الوصول إليها، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان إمكانية استخدام محطات مترو الأنفاق لهذا الغرض في حالات الطوارئ، ورفع الوعي العام للمواطنين عبر حملات متكررة، ودمج الدفاع المدني في التخطيط العسكري باعتباره عنصرا حاسما في استمرارية الدولة وقت الحرب، ورفع جاهزية المؤسسات الإعلامية والأمنية لمواجهة الشائعات، وضبط تدفق المعلومات في أوقات الأزمات، وتعزيز التواصل الفعال مع الرأي العام.
في ضوء ما كشفته الحرب، ترى الدراسة أنه يتعين على تركيا استخلاص دروس ترتبط بمستوى الجاهزية الاقتصادية والتكنولوجية في أوقات الحرب. فقد أظهرت التجربة الإسرائيلية أن امتلاك الأنظمة العسكرية المتطورة لا يكفي لتحقيق الصمود ما لم يُدعم بقدرة اقتصادية مرنة وتحمل سياسي واجتماعي فعال. ورغم تفوق إسرائيل التكنولوجي، فإن هشاشتها الجغرافية، واعتمادها الكبير على التجارة الدولية، وحساسية مجتمعها تجاه الخسائر، شكلت نقاط ضعف حقيقية أدت إلى تقويض صلابتها الإستراتيجية.
في المقابل، ورغم الوضع الاقتصادي المتدهور في إيران، فإن قدرة النظام على الصمود السياسي والأمني داخل بيئة مضطربة ومحاصَرة اقتصاديا لسنوات طويلة، سلط الضوء على الدور الحاسم للعوامل غير العسكرية في الصمود. بناء على ذلك، تدعو الدراسة تركيا للتركيز على تطوير بنية ردع مركبة تشمل تعزيز القدرات الجوية والدفاعية، وتوطين تقنيات الأمن والاستخبارات، إلى جانب سياسات داخلية تستهدف ترسيخ التضامن الاجتماعي، وتحقيق استقرار اقتصادي يقلل من فرص الاختراق المعادي، ويعزز مناعة الدولة.
لقد رأت أنقرة في حرب الـ12 يوما فصلا ضمن سيناريوهات متشابكة تثير قلقها، حيث عانت لعقود من تداعيات انهيار الدول المجاورة، كالعراق وسوريا، وتدرك أن انهيار إيران أو تحولها إلى دولة فاشلة، سيخلف آثارا كارثية تبدأ بزعزعة الأمن في حدودها الشرقية، ولا تنتهي عند موجات الهجرة المحتملة أو تحركات المليشيات الانفصالية والجماعات المسلحة في دول الجوار.
وفي المقابل، فإن استقرار إيران، شريطة تقليص تدخلاتها الإقليمية وضبط أنشطتها النووية، يُعد السيناريو الأقل كلفة لأنقرة، ويفتح باب التعاون في مجال الاقتصاد والطاقة، ويعزز الحوار السياسي بين البلدين.
وفي ظل الاحتمالات الثلاثة المطروحة لمستقبل العلاقات الإيرانية الأميركية، في دراسة أكاديمية الاستخبارات التركية: تسوية دبلوماسية، أزمة مفتوحة، أو صراع شامل، تدعو الدراسة لأن تبني أنقرة سياساتها على أساس الاستعداد للأسوأ، والعمل من أجل الأفضل.
ويتطلب ذلك منها مواصلة الوساطة بين طهران وواشنطن بما يحفظ الدور التركي في التوازنات الكبرى، ورفع الجاهزية الأمنية على الحدود الشرقية، وتحصين صناعة الدفاع ومرافقها الحساسة ضد التجسس والاختراق، وتعزيز التعاون مع حكومات العراق وأذربيجان وسوريا، لاحتواء التداعيات المحتملة لأي تصعيد في ملف إيران. وتشدد الدراسة على أن اليقظة الإستراتيجية والتخطيط متعدد الجبهات، هو ما سيحفظ لتركيا أمنها ومكانتها في الإقليم، ويجنبها الانزلاق إلى أتون صراع لا تريده لكنها لا تستطيع تجاهله.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل واغتيال الشهود: حين تُستهدف الكلمة قبل الروح
إسرائيل واغتيال الشهود: حين تُستهدف الكلمة قبل الروح

الجزيرة

timeمنذ 11 دقائق

  • الجزيرة

إسرائيل واغتيال الشهود: حين تُستهدف الكلمة قبل الروح

في الحروب، تبقى الحقيقة أول ضحية، لكن في فلسطين، الاحتلال لا ينتظر أن تسقط الحقيقة صدفة، بل يتعمد اغتيالها مع أصحابها! إسرائيل، التي راكمت تاريخاً طويلاً من القمع والبطش، تدرك أن المعركة لم تعد تُحسم بالسلاح وحده، بل بالسيطرة على الرواية، ولهذا جعلت من الصحفيين هدفاً عسكرياً مشروعاً في نظرها، في محاولة لإسكات الشهود قبل أن ينطقوا، وكتم الكاميرا قبل أن تلتقط المشهد. اغتيال الصحفيين ليس حدثاً طارئاً في سجل الاحتلال، بل سياسة ممنهجة وممتدة، تهدف إلى شطب العين التي ترى والأذن التي تسمع والقلم الذي يوثق.. ومن بين أحدث الشواهد على هذه السياسة الجبانة، جريمة اغتيال أنس الشريف ومحمد قريقع، مراسلي شبكة الجزيرة في غزة، اللذين شكّلا خلال السنوات الماضية أيقونتين في ميدان الصحافة الميدانية، ونبراسين ينيران الطريق أمام العالم لفهم حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والحصار. أنس الشريف، الذي عُرف بثباته تحت القصف، لم يكن مجرد مراسل ينقل الخبر من مسافة آمنة، بل كان جزءاً من الحدث، يقف وسط الركام، يرافق المسعفين، ويوثق اللحظة كما هي، دون تزييف أو تلطيف.. كان صوته هادئاً لكنه يحمل في نبراته قوة الحقيقة، وصورته دائماً مشبعة بالغبار والدموع وملامح الأطفال الذين فقدوا بيوتهم وأحبتهم. أما محمد قريقع، فكان شريكاً في حمل هذا العبء، بعدسته الحادة التي اخترقت جدران الأكاذيب، وقدرته على تجميد اللحظة حتى تبقى شاهداً على الزمن، فلا تضيع في ضجيج الأخبار. حين أقدمت إسرائيل على اغتيالهما، لم تكن تستهدف شخصيهما فقط، بل كانت تسعى إلى اغتيال الدور الذي قاما به؛ دور الصحفي الذي يتحدى الموت لينقل الحقيقة، ودور الشاهد الذي يقف في وجه الرواية الرسمية للاحتلال. هذه الجريمة ليست منفصلة عن سجل طويل من الاعتداءات على الصحفيين الفلسطينيين والأجانب، من اغتيال شيرين أبو عاقلة برصاص قناص إسرائيلي في جنين، إلى استهداف مقار إعلامية كاملة في غزة، مثل برج الجلاء الذي ضم مكاتب وكالة أسوشيتد برس والجزيرة، في محاولة لطمس أي تغطية مستقلة للجرائم. سياسة اغتيال الصحفيين ليست مجرد قرارات ميدانية اتخذها جنود على الأرض، بل هي انعكاس لعقلية احتلال يدرك أن الكلمة الصادقة أخطر عليه من الرصاص، وأن الصورة التي تخرج من تحت الركام قد تهدم أسوار دعايته التي بناها على مدى عقود. إسرائيل، التي تمتلك ماكينة إعلامية ضخمة مدعومة من حلفائها، تسعى بكل قوتها لتكون روايتها هي الوحيدة المسموعة عالميًّا، ولهذا تعمل على محو أي صوت أو صورة تناقض تلك الرواية. إن استهداف أنس ومحمد هو رسالة رعب موجهة لكل صحفي ما زال يحمل الكاميرا أو الميكروفون في غزة والضفة، تقول له: "حياتك هي الثمن إذا واصلت كشف الحقيقة". لكنها أيضاً -وللمفارقة- شهادة مجانية على فشل الاحتلال في معركته ضد الحقيقة، لأن دماء هؤلاء الشهداء تحولت إلى وقود يزيد من قوة الرواية الفلسطينية، ويكشف أمام العالم حجم الإجرام الممنهج. في السياق الإنساني، خسارة أنس ومحمد هي فقدان لعينين كانتا ترصدان الألم لحظة بلحظة، ولقلبين كانا ينبضان على إيقاع المأساة اليومية في غزة. لم يكونا يكتفيان بنقل الخبر، بل كانا يعيشان تفاصيله، يواسيان الضحايا، ويقدمان الدعم للناجين، حتى وهم تحت القصف. كانت الكاميرا بالنسبة لهما ليست أداة مهنية فحسب، بل أمانة ومسؤولية ورسالة. اغتيالهما في هذه اللحظة بالذات يشي بنوايا الاحتلال لإخفاء ما هو قادم؛ فعادة ما يسبق قتل الصحفيين تنفيذ مجازر أكبر في الخفاء، حيث يُراد للدماء أن تُسفك بعيداً عن عدسات العالم، وأن تُمحى آثار الجريمة قبل أن توثق.. إنها سياسة "التعتيم المسبق" التي تجيدها إسرائيل، وتنفذها بلا أي خشية من المساءلة الدولية، مستندة إلى صمت دولي مريب، وتواطؤ من أنظمة ترى الحقيقة عبئاً ثقيلاً. ستبقى الكلمة عصية على الاغتيال، وستظل العدسة أصدق من الرصاصة. ورغم الألم، فإن إرث أنس الشريف ومحمد قريقع سيبقى حاضراً، يلهم الصحفيين في غزة وخارجها لكن ما لا تدركه إسرائيل أن الحقيقة لا تُقتل باغتيال حامليها، بل تتجذر أكثر، وتجد ألف طريق لتخرج للنور. فاليوم، صار أنس ومحمد رمزين لجيل كامل من الصحفيين الفلسطينيين الذين يواجهون الموت يومياً، من أجل أن تبقى فلسطين حاضرة في ضمير العالم. دماؤهما ستظل توقظ الذاكرة كلما حاولت الأكاذيب أن تهيمن، والعدسة التي صمتت ستواصل الكلام من خلال كل زميل ورفيق يواصل الطريق. إن معركة الصحفيين في فلسطين هي معركة وجود، ليست مهنية فحسب، بل أخلاقية وإنسانية؛ فهم لا يدافعون فقط عن حرية الصحافة، بل عن حق شعب بأكمله في أن يروي قصته، وعن حق العالم في أن يعرف الحقيقة كما هي، لا كما يريد المحتل أن يرويها.. اغتيال أنس ومحمد هو تذكير مؤلم أن الاحتلال لا يخشى السلاح بقدر ما يخشى الحقيقة، وأن الصورة قد تكون أقوى من أي طلقة. في النهاية، ستبقى الكلمة عصية على الاغتيال، وستظل العدسة أصدق من الرصاصة. ورغم الألم، فإن إرث أنس الشريف ومحمد قريقع سيبقى حاضراً، يلهم الصحفيين في غزة وخارجها، ويؤكد أن الحقيقة، مهما حوصرت بالرصاص والجدران، لا بد أن تجد طريقها إلى ضمير العالم. دماؤهما ليست خاتمة القصة، بل بداية فصل جديد في معركة الرواية، فصل يكتب بالدم، لكن يقرؤه كل من ما زال يؤمن أن الحقيقة تستحق أن يدافَع عنها حتى آخر نفس.

إدانات واسعة لاغتيال إسرائيل مراسلي الجزيرة الشريف وقريقع
إدانات واسعة لاغتيال إسرائيل مراسلي الجزيرة الشريف وقريقع

الجزيرة

timeمنذ 42 دقائق

  • الجزيرة

إدانات واسعة لاغتيال إسرائيل مراسلي الجزيرة الشريف وقريقع

أدان مسؤولون أمميون ومؤسسات معنية بحقوق الصحفيين اليوم الاثنين اغتيال الاحتلال مراسلي قناة الجزيرة في قطاع غزة أنس الشريف ومحمد قريقع والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل المرافقين لهما باستهداف خيمة للصحفيين بمحيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة شمال القطاع. ومثلت جريمة الاغتيال الإسرائيلية خروجا سافرا عن القانون الدولي الإنساني وعلى أعراف وتقاليد العالم الحر، في إطار مواصلة الاحتلال استهداف الصحفيين في قطاع غزة الذي يواجه حرب إبادة إسرائيلية منذ نحو عامين. وشدد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مقابلة مع الجزيرة على أنه في غزة وفي كل مكان يجب أن يتمكن العاملون في الإعلام من أداء عملهم بحرية دون استهداف. وأضاف أن الأمم المتحدة تنظر في استهداف فريق الجزيرة في شمال قطاع غزة ، مشيرا إلى أنها لطالما كانت واضحة تماما في إدانة جميع عمليات قتل الصحفيين. بدوره، وصف الأمين العام المساعد للاتحاد الوطني للصحفيين ببريطانيا قتل صحفيي الجزيرة بالأمر الصادم، معتبرا أن ذلك استهداف إسرائيلي واضح لقناة الجزيرة. وشدد على أن قتل الصحفيين عمل مروع آخر في الحرب على الصحافة في قطاع غزة. وفي مقابلة سابقة مع الجزيرة، أدانت مقررة الأمم المتحدة آيرين خان اغتيال مراسلي الجزيرة وطالبت بمحاسبة إسرائيل. كما دعت خان الحكومات إلى ربط الإعلان بالاعتراف بدولة فلسطينية بوقف القتل والمجازر في غزة، وحثت الدول الغربية على التدخل لوقف الفتك بالصحفيين. جريمة حرب وقال المحامي عبد المجيد مراري، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة "أفدي" لحقوق الإنسان، وعضو فريق محامي ضحايا الاحتلال الإسرائيلي أمام المحكمة الجنائية الدولية ، للجزيرة إن اغتيال الصحفي أنس الشريف جريمة حرب. وطالب المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال ضد المتورطين في اغتياله. بدوره، أعرب نادي الصحافة الأميركي عن الحزن والألم بعد مقتل مراسل الجزيرة أنس الشريف في غزة. ودعا رئيس النادي إلى تحقيق شامل وشفاف في ملابسات الاغتيال، قائلا إن أنس الشريف واحد من بين أكثر من مئتي صحفي تم الإبلاغ عن قتلهم منذ بدء الحرب. كما وصف رئيس نادي الصحافة الأميركي أنس الشريف بأنه كان صحفيا مرموقا. مزاعم دون أدلة من جهتها، أعربت لجنة حماية الصحفيين عن صدمتها لاغتيال مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع ومصوريهما على يد إسرائيل في غزة. وقالت اللجنة في بيان إن طاقم الجزيرة قتلوا في هجوم على خيمة يستخدمها الصحفيون في مدينة غزة. وأفادت بأن نمط إسرائيل في وصف الصحفيين بالإرهابيين دون تقديم أدلة موثوقة يثير تساؤلات جدية بشـأن نيتها، مشيرة إلى أن الصحفيين مدنيون ويجب عدم استهدافهم أبدا ويجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. كذلك قالت المديرة الإقليمية للجنة حماية الصحفيين سارة القضاة إن نمط إسرائيل في وصف الصحفيين بالإرهابيين دون تقديم أدلة موثوقة، يثير تساؤلات جدية بشأن نيتها واحترامها لحرية الصحافة. وأضافت القضاة أن الصحفيين مدنيون، ويجب عدم استهدافهم أبدا، كما يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. "تغطية على المذابح" وفي فلسطين، أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بشدة الجريمة البشعة باغتيال الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع. من جانبه، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن قتل إسرائيل 5 صحفيين في مدينة غزة بينهم الشريف وقريقع، "هو تمهيد لخطة الاحتلال الإجرامية للتغطية على المذابح الوحشية الماضية والقادمة التي نفّذها وينوي تنفيذها في القطاع". إدانة الجزيرة وقد أدانت شبكة الجزيرة بأشد العبارات اغتيال مراسليها أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقالت الشبكة إن إصدار الأمر بقتل أنس الشريف، أحد أشجع صحفيي غزة وزملائه، محاولة يائسة لإسكات الأصوات استباقا لتنفيذ مخطط احتلال غزة. وحملت شبكة الجزيرة الإعلامية جيش الاحتلال وحكومته مسؤولية استهداف واغتيال فريقها، بعد أن كرر العديد من مسؤولي الجيش الإسرائيلي والناطقين باسمه تحريضهم ودعواتهم لاستهداف الصحفي الجسور أنس الشريف ورفاقه. ودعت الجزيرة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية كافة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الإبادة الجماعية المستمرة، ووضع حد للاستهداف المتعمد للصحفيين. وأكدت شبكة الجزيرة أن الإفلات من العقاب وعدم محاسبة القتلة هو الذي يؤمّن لإسرائيل التمادي في البطش بشهود الحقيقة. واعترف جيش الاحتلال باغتيال الصحفي أنس الشريف بزعم أنه ينتمي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقبل أسابيع، وجه الشريف نداء إلى جميع منظمات حرية الصحافة وحقوق الإنسان، بسب التحريض الإسرائيلي ضده. وأكد الشريف آنذاك أنه صحفي بلا انتماءات سياسية. مهمته الوحيدة هي نقل الحقيقة من أرض الواقع كما هي، دون تحيز. وباستشهاد الشريف وزملائه يرتفع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 237 صحفيا، منذ بداية الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة.

تشييع جثماني مراسلي الجزيرة في غزة أنس الشريف ومحمد قريقع
تشييع جثماني مراسلي الجزيرة في غزة أنس الشريف ومحمد قريقع

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

تشييع جثماني مراسلي الجزيرة في غزة أنس الشريف ومحمد قريقع

شيّع أهالي مدينة غزة اليوم الاثنين جثماني الصحفيين الشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع من مستشفى الشفاء إلى منزليهما. والليلة الماضية، استهدفت غارة جوية إسرائيلية خيمة للصحفيين ملاصقة لمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة مما أدى إلى استشهاد الصحفيان أنس الشريف ومحمد قريقع والمصوران المرافقان لهما محمد نوفل وإبراهيم ظاهر ليلتحقوا بقافلة تضم 238 صحفيا اغتالتهم إسرائيل من بداية الحرب. ويأتي اغتيال الشريف وزملائه، ليعكس، بحسب مراقبين، نية إسرائيل قتل الصحفيين الموجودين في مدينة غزة قبيل الشروع باحتلال المدينة، ضمن خطة تدريجية أقرتها الحكومة الإسرائيلية، الجمعة، لاحتلال قطاع غزة بالكامل. بدوره، قال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية تعليقا على اغتيال الشريف وقريقع إن غزة والعالم خسرا صوتا كان يتحدث عن مظلومية الفلسطينيين في القطاع دون تزوير أو إضافات. وشدد على أن قتل الصحفيين والطواقم الطبية كان أحد عناوين الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بمخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية. وأعرب عن خشية سكان مدينة غزة من الموت دون أن يسمع بهم أحد، قائلا "قيام إسرائيل بقتل الصحفيين يشي بأنها تخطط لشيء كبير لمدينة غزة". ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عمل الصحفيان أنس الشريف ومحمد قريقع على تغطية الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين بما فيها من تجويع متعمد وقصف المخيمات ومدارس إيواء النازحين واستهداف المنازل والمستشفيات وقتل الأطفال والنساء برصاص القناصة وغيرها الكثير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store