
معدات عسكرية وإنشاءات جديدة.. روسيا تعزز وجودها بمالي
مع تراجع سيطرة الكرملين في سوريا وتزايد نفوذه في منطقة الساحل والصحراء في غرب أفريقيا ، قامت القوات الروسية بنقل أنواع متعددة من العتاد العسكري المتطور إلى مالي ، التي بدأت التعاون العسكري والاقتصادي معها منذ استيلاء المجلس العسكري على السلطة عام 2021.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الفرنسية، فإنه في الفترة ما بين التاسع من يناير/كانون الثاني 2025 وحتى الأول من فبراير/شباط الجاري، وصلت العديد من الآليات العسكرية إلى قاعدة تابعة للجيش المالي، وكذلك إلى قاعدة 101 التابعة لقوات فاغنر الروسية.
وتظهر صور الأقمار الصناعية وأخرى بثتها وسائل إعلام مالية أنه في 17 يناير/كانون الثاني 2025، وصلت إلى قواعد الجيش المالي أكثر من 100 آلية عسكرية.
كما أظهرت الصور أعمال بناء وتوسيع لقاعدة عسكرية تابعة لقوات فاغنر تقع في محيط مطار باماكو الدولي، وتبعد 1.5 كيلومتر عن قاعدة للجيش المالي.
معدات متطورة
ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن هذه الدفعة من الأسلحة والمعدات العسكرية تُعتبر الأضخم التي قدمتها روسيا لباماكو منذ بدء التحالف بينهما في عام 2021.
ووفقا للصور التي بثتها قناة "كاب مالي بلس" (Cap Mali+) فإن العتاد يشمل ما لا يقل عن 5 دبابات من طراز (T-72B3 Obr.2023)، وكذا شاحنات من طراز (BMD IFVs) و(BTR-80A/82)، ومركبات "سبارتاك" (Spartak) المدرعة.
وتشمل المعدات أيضا ناقلات جنود، وشاحنات كاماز، ومركبات المشاة القتالية وناقلات الجنود المدرعة.
كما تظهر بعض الصور أن بعض المدرعات تحمل علامة "إتش 2200" (H2200)، وهذا يشير إلى أنها كانت مستخدمة سابقا في مناطق أخرى.
إعلان
وربطت صحيفة "لموند" الفرنسية بين توقيت وصول هذه المعدات وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، مما يسلط الضوء على الترابط بين أماكن النفوذ الروسي.
من يملك العتاد؟
وفقا لموقع "آرمي ريكيغنشن" (Army Recognition) المختص في مجال الدفاع والأمن والتقنيات العسكرية، فإن المستفيد من هذه المعدات ليس معروفا، ولكن يمكن التكهن بأن تكون هذه الآليات خاصة بالقوات الروسية وليست للجيش المالي.
ويضيف نفس المصدر أن هذه المعدات العسكرية تصنف في سياق المعلومات التي تم نشرها في أكتوبر/تشرين الأول 2024 والتي تحدثت عن إنشاء بنية تحتية روسية في القاعدة 101 قرب مطار باماكو الدولي.
وتفيد تلك المعلومات بأن البنية التحتية التي يشرف عليها الروس تضم العديد من المباني التي يمكنها إيواء مئات الجنود، وتخزين الكثير من المعدات العسكرية.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي تحدث الجنرال عاصيمي غويتا بمناسبة عيد القوات المسلحة لبلاده، ولم يعلن عن مساعدات عسكرية ولا صفقة للأسلحة، وإنما تحدث عن إنشاء مصنع للدفاعات الوطنية.
وفي ذات السياق قال غويتا إن بلاده اتخذت قرارا سياديا وجريئا بإنشاء مصنع للتسليح وإنتاج المعدات العسكرية.
وأكد غويتا أن منشأة الدفاعات لن يقتصر على إنتاج الذخيرة وعمليات التجميع البسيطة، بل سيتم فيه العمل على دمج الأسلحة الفردية والجماعية، وتهيئة المركبات التكتيكية والخفيفة.
تعويض الإخفاقات
تركز روسيا على دولة مالي بشكل خاص، ذلك أن باماكو هي أول دولة بدأت بفكرة الابتعاد عن فرنسا والبحث عن مراكز نفوذ وقوى غير تقليدية في المنطقة.
وكانت بامكو أول دولة تنسحب من مجموعة دول الساحل الخمس (جي 5) التي أسستها فرنسا عام 2014، ومن ثم مغادرة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا المتناغمة مع سياسية الأليزيه.
وفي سعيها للتحرر من الهيمنة الفرنسية، أبرمت مالي تحالفات عسكرية واقتصادية مع روسيا، وشكلت نافذة للعلاقات بين الكرملين وقادة الانقلاب في بوركينا فاسو والنيجر.
حصلت باماكو على دعم عسكري كبير من موسكو وباتت تنفق أكثر من 10 ملايين دولار شهريا على قوات فاغنر التي تقاتل بجانبها ضد الحركات الانفصالية، لكن الأوضاع في أرضها لم تعرف الاستقرار، ففي كل مرة تتلقى ضربات موجعة من قبل الحركات الأزوادرية، أو من الجماعات الجهادية.
وفي بداية 2024، أعلنت موسكو إنشاء قوة "فيلق أفريقيا" ليكون بديلا عن قوات فاغنر، إذ سيضم عناصر مدربة وقادرة على حماية المصالح الروسية في المنطقة، ويتوزع بين 5 دول هي مالي وبوركينا فاسو والنيجر وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، ويتألف من 40 إلى 50 ألف مقاتل.
وحسب موقع "آرمي"، فإن هذه المعدات قد تكون بهدف تعزيز الوجود الروسي في مالي، إذ إن باماكو بالنسبة إلى موسكو تشكل استثناء وتعتبر مركزا أساسيا في منطقة الساحل الأفريقي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
لوموند تنشر تحقيقا عن حجم الجرحى والقتلى الروس بالحرب في أوكرانيا
لم تعلن موسكو عن أي خسائر بشرية منذ بدء حربها مع أوكرانيا ، ولكن جنديا روسيا هاربا، وهو خبير حاسوب سابق وحامل نقالة كان يخدم في أوكرانيا، قدّم لصحيفة لوموند بيانات عن الجرحى بين عامي 2022 و2024. بهذه المقدمة افتتحت صحيفة لوموند تحقيقا بقلم فيكتور دوبوف، قدم فيه الجندي أليكسي جيليايف (40 عاما)، الذي وصل إلى باريس بعد أن فرّ من أوكرانيا في أغسطس/آب 2024، معلومات مهمة عن فرقته، حيث كان يحمل نقالة في الجيش الروسي داخل الأراضي الأوكرانية لنقل الجرحى تحت النيران وبين الجثث. يتساءل جيليايف بعد أن عاد إليه الشعور بالأمان مشوبا بالإحساس بالذنب -كما تقول الصحيفة- "لماذا أنا هنا في مقهى في باريس ورفاقي يموتون في الوحل؟"، ويتذكر أن كل شيء بدأ في خريف 2023 عندما رأى في محطة سانت بطرسبورغ حشدا من الجنود المشوهين والمكسورين الذين تم نقلهم إلى المصحات، فقرر أنه "من الضروري الذهاب إلى الجبهة لمساعدة هؤلاء الرجال". أرسل جيليايف إلى منطقة لوغانسك في دونباس، ولكن بعد إصابته في الرقبة بشظية من لغم نقل إلى المستشفى، وعندما حان وقت العودة إلى الجبهة منحه رئيسه إجازة إضافية، وكانت هذه بداية رحلة الهروب، كما قال للصحيفة. 3 غيغابايتات من المعلومات السرية يصر جيليايف، وهو خبير حاسوب مدني، على أنه لم يعد خائفا من أي شيء، ويشير إلى وحدة التخزين "يو إس بي" التي يحملها معه دائما، والتي يقول إن بها "3 غيغابايتات من المعلومات السرية للغاية". ويذكر هذا الخبير أنه كان يعمل في الجيش، ليلا في نقل رفاقه الذين يسقطون في جبهات القتال إلى المستشفيات، ونهارا في إدخال معلومات الجرحى في نظام القيادة العليا، وقد نسخ قاعدة البيانات هذه قبل فراره، وقرر مشاركتها مع صحيفة لوموند. وتحكي الأرقام التي يحملها قصة حرب الرقيب أليكسي جيليايف من فرقة المشاة الآلية رقم 144، موضحا أن 20 شابا كانوا يؤدون خدمتهم العسكرية قتلوا في فرقته وحدها، رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعد بعدم إرسال أي مجندين إلى الجبهة، خاصة أن القانون الروسي ينص على أنه لا يجوز إرسال المجندين خارج روسيا، بما في ذلك إلى الحرب في أوكرانيا، ولكن العديد منهم موجودون هناك. ومن بين المتطوعين، يتذكر أليكسي جيليايف شابا يبلغ من العمر 18 عاما، تم إغراؤه مثل الكثيرين بالراتب، قائلا "أخبرني أنه انضم للجيش لأنه أراد المال لشراء جهاز بلاي ستيشن 5. وبعد 20 دقيقة حملته على نقالة. مات في المعركة". يقول جيليايف "كانت لدينا مسكنات للألم، ولكن المضادات الحيوية كانت قليلة"، وكان الجنود يعانون من نقص المياه ولم يكن أمامهم خيار سوى "إذابة الثلج للشرب والاغتسال"، و"مع أن الطعام كان كافيا، خسر الجنود 20 كيلوغراما في شهر أو شهرين بسبب الظروف والضغوط". وبعيدا عن التصريحات المنتصرة التي أطلقها بوتين والتي لم يقتنع بها أكثر من 20% من الجنود الذين كان معظمهم يسخرون منها، يرى أليكسي جيليايف أن "غالبية الرجال مقتنعون بأن الرئيس أضعف مما يبدو، وهم لا يفهمون أهداف العملية، ولا لماذا استمرت الحرب كل هذا الوقت". وقالت الصحيفة إن البيانات المتاحة لدى جيليايف تبدأ من بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 وتنتهي يوم 16 يونيو/حزيران 2024، وهي تضم نحو 3600 قتيل و10 آلاف جريح من الفرقة 144 التي تضم في المتوسط ما بين 10 آلاف و13 ألف رجل على الأرض بشكل دائم، وهذه الأرقام -حسب جيليايف- جزء من الصورة فقط، لأنها تعني عدد الجثث المرسلة إلى المشرحة، وعدد الجرحى الذين تم إجلاؤهم إلى روسيا، وهي لا تشمل من تركوا على الجبهة أو دفنوا هناك أو استعادهم الأوكرانيون. كثرة استهلاك الكحول والمخدرات ونبهت الصحيفة إلى فئة "المفقودين ثم الذين تم العثور عليهم"، وقالت إنها تحتوي على 1827 اسما لجنود من الفرقة 144 عثر على بعضهم في المستشفى، والبعض الآخر في "أقبية" بلدة زايتسيفي في دونباس، وهي -حسب جيليايف- مدينة مرادفة للتعذيب، يذكر أن 5 جنود حاولوا الفرار من القتال وضعوا في حفرة هناك ثم أجبروا على العودة إلى الخطوط الأمامية. وقد قام أليكسي جيليايف بنسخ بيانات فرقة المشاة الآلية الثالثة المجاورة لفرقته، والتي يبلغ عدد جنودها نحو 30 ألف جندي في الفرقتين، وقد جرح منها 7826، يقول "أتذكر بعضهم جيدا لأنني نقلتهم، وقد أصيبوا بألغام أو طائرات مسيرة. في غضون ثمانية أشهر تقريبا، أجليت حوالي 1500 شخص". ويقدر حامل النقالة السابق أن العدد الحقيقي للقتلى في فرقته بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران 2024 يبلغ نحو 2000 قتيل، مشيرا إلى أنه للحصول على العدد الإجمالي "يجب ضرب هذا الرقم في 2.5 أو 3 أضعاف". ويقول المؤرخ ستيفان أودوين روزو، المتخصص في الحرب العالمية الأولى، إن تقييم جيليايف هو أنها حرب استنزاف كما حدث في الحرب العالمية الأولى، ويقترح ضرب الأرقام الرسمية في ثلاثة للحصول على العدد الفعلي، مؤكدا أن "كل قتيل يقابله ثلاثة أو أربعة جرحى". إعلان وحسب لوموند، تكشف قاعدة البيانات أن 60% من الإصابات ناجمة عن انفجارات، إما بسبب مسيرات وإما بألغام أو قذائف، وأن متوسط معدل الوفيات بين الجرحى 4%، كما تشير الصحيفة إلى أنه "يتم أحيانا التقليل من شدة الإصابات لإعادة الجنود إلى الجبهة بسرعة كبرى"، حيث يصنف مبتورو الأطراف أحيانا على أنهم "مصابون بجروح طفيفة". وتؤكد قاعدة البيانات هذه كثرة استهلاك الكحول والمخدرات، مع تشخيص "التسمم الفموي الحاد بمادة غير معروفة" أو "بسائل يحتوي على الكحول"، ولكنها لا تشمل الجرحى الذين أرسلوا إلى المستشفيات المدنية، ولا أولئك الذين تلقوا العلاج في الموقع أو تم إجلاؤهم إلى المرافق الطبية في الأراضي الأوكرانية المحتلة. ويختتم تحقيق الصحيفة بأن جيليايف سيواجه "جريمة الفرار والخيانة العظمى والسجن المؤبد" إذا عاد إلى روسيا لكشفه هذه الأسرار العسكرية.


الجزيرة
منذ 5 أيام
- الجزيرة
فورين بوليسي: كيف ستبدو الحرب المحتملة بين روسيا والناتو؟
قالت مجلة فورين بوليسي إن روسيا خططت لغزو أوكرانيا كحملة حاسمة لمدة ثلاثة أيام تطيح خلالها بالحكومة في كييف، ولكن هذا السيناريو لا يزال، بعد أكثر من ثلاث سنوات، حلما روسيا بعيد المنال. وأوضحت المجلة -في مقال بقلم الباحث فابيان هوفمان- أن الدول الأوروبية في حلف شمال الأطلسي (ناتو) تسارع إلى إعادة تسليح نفسها، استعدادا لمواجهة أي هجوم روسي على أحد أعضائه في غضون سنوات، بل ربما 6 أشهر من انتهاء الحرب في أوكرانيا، حسب مسؤولين دانماركيين. ومع أنه يصعب التوفيق بين الصورتين المرسومتين لروسيا، باعتبارها بلدا فشل في تحقيق طموحاته في أوكرانيا، ثم باعتبارها في نفس الوقت تهديدا وجوديا لحلف الناتو، فإن فهم هذه المفارقة يكمن في إدراك أن حربا بين الناتو وروسيا لن يكون الهدف منها الاستيلاء على أراض واسعة، بل تدمير التحالف ككيان سياسي وعسكري، ولن يتطلب ذلك هزيمة قوات الناتو في معركة مفتوحة والزحف نحو برلين، بل تدمير وحدة الناتو وعزيمته، مع رهان الكرملين على أن التحالف سيتصدع تحت الضغط. تمزيق تماسك الناتو السياسي وعلى عكس الدعاية الروسية العدوانية، تدرك النخب السياسية والعسكرية في موسكو أن روسيا ستخسر على الأرجح حربا تقليدية شاملة مع الناتو، حتى بدون تدخل الولايات المتحدة، وهي لذلك، ستسعى إلى تجنب حرب شاملة والتركيز على كسر إرادة التكتل. ولن يهدف أي هجوم روسي على الناتو في المقام الأول إلى تدمير القدرة الكلية للحلف على شن الحرب، بل سيركز على حملة قصيرة وعالية الكثافة مصممة لتمزيق التماسك السياسي للناتو. قد يبدأ هذا السيناريو بتوغل محدود في أراضي الناتو عند نقطة ضعف متصورة في واحدة أو أكثر من دول البلطيق، وبعد الهجوم الأولي قد تعلن روسيا أن أي محاولة لاستعادة المنطقة المحتلة ستشعل فتيل تصعيد نووي، وهي إستراتيجية يطلق عليها المحللون العسكريون اسم "التحصين العدواني". ومع أن صانعي القرار الروس لا يتوقعون استسلاما في جميع أنحاء الناتو، فقد يعتقدون أن الولايات المتحدة وحلفاءها الرئيسيين في أوروبا الغربية، عند مواجهة عواقب حقيقية على أراضيهم، سيترددون ويمتنعون عن الدفاع عن شركائهم، علما أن أي تردد في الدفاع عن عضو في الناتو يعني الانهيار الفعلي للتحالف، وهو هدف روسيا الرئيسي وشرط تأكيد هيمنتها الإقليمية، حسب المجلة. غير أن التحرك الروسي يتطلب قوة هجومية سريعة قادرة على اختراق حدود الناتو، كما يتطلب قوات متابعة كافية لاحتلال جزء صغير، ولكنه ذو أهمية إستراتيجية من أراضي الناتو، ثم إلى قوات متحركة تقليدية للسيطرة على الأراضي والاحتفاظ بها. وتشير تقارير استخباراتية حديثة إلى أن روسيا تمكنت من حشد ما يكفي من الرجال ليس فقط لتغطية خسائرها القتالية، بل لتوسيع قواتها، كما يشير مسؤولون غربيون إلى أنها تنتج المزيد من المعدات والذخيرة بما في ذلك الدبابات الحديثة وقذائف المدفعية أكثر مما ترسله إلى الجبهة. وذكر الكاتب بأن روسيا تتمتع بوضع نووي جيد، بمخزون يقدر بحوالي ألفي رأس حربي غير إستراتيجي، إضافة إلى سلاح تقليدي يشمل إنتاج حوالي 1200 صاروخ كروز هجومي بري، و400 صاروخ باليستي قصير ومتوسط المدى، وأكثر من 6000 طائرة مسيرة بعيدة المدى سنويا، وهي تسعى لزيادة هذا الإنتاج. كيف يستعد الناتو؟ ومع أن شن هجوم روسي على أراضي الناتو يظل مستبعدا فإنه يجب على أوروبا الاستعداد للحرب التي يرجح أن روسيا تخطط لها، وهي حرب تختلف اختلافا كبيرا عن الصراع المطول الذي يتكشف الآن في أوكرانيا، حسب الكاتب. وأفضل طريقة لمواجهة حملة روسية قصيرة وعالية الشدة -حسب الكاتب- هي منع أي توغلٍ على الحدود، وهذا يتطلب وضعا دفاعيا أماميا موثوقا، وهو ما لا يزال الناتو يفتقر إليه، لأن تمكين الدفاع الأمامي يعني نقل المزيد من القوات والمعدات إلى خط المواجهة، ولكن الولايات المتحدة تحول تركيزها إلى أماكن أخرى، ومن المحتمل أن تسحب تشكيلاتها القتالية من أوروبا. ولخلق ردع، يجب على الدول الأوروبية الاستثمار فيما يجعلها قادرة على هجوم مضاد، مع توضيح استعدادها للرد الفوري، بما في ذلك ضد البنية التحتية الحيوية الروسية، مع توضيح أنه لا يسعى إلى التصعيد النووي وأنه لن يرضخ للتهديدات النووية. وخلص الكاتب إلى أنه سيكون من التهور عدم الاستعداد للحرب لمنع وقوعها في المقام الأول، لأن موسكو إذا واجهت الناتو سوف تستغل نقاط ضعفه وتلعب على نقاط قوتها.


الجزيرة
منذ 6 أيام
- الجزيرة
روسيا تنشر قوات قتالية وجواسيس على طول حدودها مع فنلندا
أظهرت صور للأقمار الصناعية نشر روسيا قوات قتالية ذات خبرة في الحرب في أوكرانيا وجواسيس على حدودها مع فنلندا، مما يُثير قلق الغرب. فوفقًا لتقرير حصري لموقع "آي بيبر" البريطاني، فإن روسيا تعزز وجودها العسكري على طول حدودها الممتدة حوالي 1290 كيلومترا مع فنلندا، العضوة المنضمة حديثًا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). ويشمل هذا التعزيز نشر مئات الجنود وخبراء استخبارات، كما كشفت صور الأقمار الصناعية عن توسع كبير في البنية التحتية الدفاعية الروسية، مثل القواعد الجوية والمعسكرات العسكرية. وفي حين يُشير الخبراء، وفقا للموقع، إلى أن الغزو الروسي الفوري غير مُرجّح، فإنهم يعتبرون هذه الإجراءات تعزيزا إستراتيجيا تدريجيا الهدف منه هو الحفاظ على الغموض حول نوايا موسكو وتحضير نقطة انطلاق محتملة لهجمات مستقبلية. وتراقب فنلندا هذه التطورات من كثب، ويقول المحلل العسكري الفنلندي إميل كاستهيلمي إن موسكو تُعدّل هيكلها الدفاعي لنشر "عشرات الآلاف" من الجنود الإضافيين. ويضيف "بطبيعة الحال، يؤثر العدد الأكبر بكثير من الجنود على البيئة الأمنية.. واحتمال نشوب حرب تقليدية منخفض نسبيًا، رغم ارتفاع التوترات"، مشيرا إلى أن "روسيا ليس لديها مخاوف أمنية مشروعة في الشمال، لأن موقف الناتو دفاعي بحت، وروسيا تُدرك ذلك، حتى وإن كانت تُروّج لرواية مختلفة في دعايتها". وأكد دبلوماسي غربي، في تصريح للموقع، أهمية هذه التحركات العسكرية، قائلا "بطريقة أو بأخرى، نرى الخطوط العريضة لموقف روسيا تجاه الناتو خارج أوكرانيا. إذا كان لدينا أفراد مؤهلون تقنيًا ينتقلون بأعداد كبيرة إلى منطقة الدفاع الجوي اللوجستي، فهذا ينسجم مع كون تلك المنطقة أولوية للكرملين ونواياه المستقبلية، مهما كانت". ويعلق الفريق فيسا فيرتانن نائب قائد القوات المسلحة الفنلندية، على نية موسكو قائلاً "نرى الآن أن روسيا تُنشئ بنية تحتية جديدة وتُرسل المزيد من القوات إلى هذه المنطقة بأسرع ما يمكن، إنهم يُعيدون تنظيم أنفسهم". وحذّر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية "آي أي إس إس" (IISS) من "فرصة هشاشة" محتملة لأوروبا، مشيرًا إلى أن روسيا قد تكون مستعدة لتُشكّل "تحدّيا عسكريا كبيرًا لحلفاء الناتو، وخاصة دول البلطيق، بحلول عام 2027". وجاء في تقريرهم "بحلول ذلك الوقت، يُمكن للقوات البرية الروسية أن تُعيد مخزوناتها من المعدات النشطة إلى سابق عهدها في فبراير/شباط 2022 من خلال الجمع بين تحديث الموجود وإنتاج أنظمة جديدة". وحدد تحليل كاستهيلمي لصور الأقمار الصناعية 7 مواقع بالقرب من فنلندا ذات بنية تحتية عسكرية مُحسّنة بما في ذلك قواعد جوية ومرافق تخزين. وخلص إلى أن "النشاط العسكري الروسي قرب فنلندا ينبغي تفسيره كرد فعل على التحول العام في الوضع الجيوسياسي في الشمال. يمكن ربط بعض هذه الأنشطة بخطط سابقة، لكن بعضها الآخر يُعد رد فعل على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو"، كما أن ثمة ما يشي بتكثيف متوقع لأنشطة روسيا في "المنطقة الرمادية" بما في ذلك التشويش المحتمل على نظام تحديد المواقع العالمي.