
هل يستطيع غاز شرق المتوسط عبور بوابة أوروبا؟.. دراسة تجيب
رغم ما حملته اكتشافات غاز شرق المتوسط من وعود منذ العقد الماضي، فإنها سرعان ما اصطدمت بجدار من الحقائق الجيوسياسية والاقتصادية التي قلّصت من آمال تصدير هذا المورد الحيوي إلى أوروبا، فبينما كانت القارة العجوز تبحث عن بدائل للغاز الروسي بعد حرب أوكرانيا، برزت موارد الغاز في المنطقة كونها خيارًا محتملًا...
رغم ما حملته اكتشافات غاز شرق المتوسط من وعود منذ العقد الماضي، فإنها سرعان ما اصطدمت بجدار من الحقائق الجيوسياسية والاقتصادية التي قلّصت من آمال تصدير هذا المورد الحيوي إلى أوروبا، فبينما كانت القارة العجوز تبحث عن بدائل للغاز الروسي بعد حرب أوكرانيا، برزت موارد الغاز في المنطقة كونها خيارًا محتملًا.
وبحسب دراسة حديثة، اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تبدو احتياطيات غاز شرق المتوسط متواضعة، ولا تؤهل المنطقة لتكون مصدرًا رئيسًا للطاقة في أوروبا، خاصة في ظل المنافسة الحادة من مصدّرين يمتلكون بنية تحتية متقدمة واستقرارًا سياسيًا نسبيًا.
كما تتعمق المعوقات في صلب الجغرافيا السياسية، فالنزاعات البحرية بين تركيا وقبرص واليونان، وتوترات إسرائيل مع جيرانها، جميعها تجعل من مشروعات الغاز شرق البحر المتوسط محفوفة بالمخاطر.
اكتشافات غاز شرق المتوسط
شهدت اكتشافات غاز شرق المتوسط خلال العقد الماضي اهتمامًا واسعًا، إذ بدأت المنطقة في إعادة تشكيل موازين الطاقة، وقد دفعت هذه الاكتشافات الدول إلى تسريع ترسيم حدودها البحرية، ومحاولة فرض سيطرتها على مناطق اقتصادية خالصة غنية بالغاز.
ومنذ الأزمة الأوكرانية في 2022، سعت أوروبا لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، ما فتح شهية دول المنطقة لتعزيز مكانتها في أسواق الطاقة العالمية.
ومع ذلك، يكمن العديد من التحديات خلف هذه الفرص، أبرزها:
النزاعات السياسية.
عدم توافر البنية التحتية.
الصراعات المتكررة.
ارتفاع تكاليف استخراج الغاز من المياه العميقة.
فقد جعلت هذه التحديات من الصعب جذب الاستثمارات الكبيرة من شركات النفط والغاز العالمية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
احتياطيات غاز شرق المتوسط
تعدّ احتياطيات غاز شرق المتوسط، مثل حقل ليفياثان الإسرائيلي باحتياطيات تُقدَّر بـ23 تريليون قدم مكعبة، محدودة، بحسب الدراسة الصادرة عن معهد بيكر لدراسة السياسة العامة.
وأوضحت الدراسة أن الاكتشافات كانت في البداية فرصة لتعزيز التكامل الإقليمي والنمو الاقتصادي من خلال "دبلوماسية الغاز".
ورغم أن بعض الشراكات القائمة على الطاقة أسهمت في تحفيز التعاون بين دول مثل إسرائيل والأردن ومصر، فقد أدت هذه الاكتشافات إلى تفاقم التوترات، بدلًا من تهدئتها.
وتكشف الصراعات بين تركيا واليونان وقبرص، وليبيا ومصر، بالإضافة إلى التوترات بين إسرائيل وجيرانها، فضلًا عن استبعاد تركيا من منتدى غاز شرق المتوسط، عن عمق التنافس الإقليمي.
كما ازداد الوضع تعقيدًا مع إلغاء تطوير خط أنابيب غاز شرق المتوسط في 2022، بعد انسحاب الدعم الأميركي بسبب التحديات الفنية والاقتصادية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وكان طول خط الأنابيب سيبلغ 1200 ميلًا، ويمتد من الحقول الإسرائيلية إلى جزيرة كريت اليونانية مرورًا بمصر، حيث كان من المفترض أن يكون أطول وأعمق أنبوب بحري.
وفي ضوء ذلك، يبدو أن تصدير الغاز المسال عبر محطات الإسالة المصرية سيكون الخيار الأكثر واقعية، رغم أن القاهرة تجد نفسها بين مطرقة ارتفاع الطلب المحلي وسندان التحديات الاقتصادية.
وخلصت الدراسة إلى أن أغلب غاز شرق المتوسط سيحقق تأثيرًا أكبر في الأسواق المحلية بالدول المنتجة، مثل مصر وإسرائيل ولبنان، في حين إن الصادرات إلى أوروبا ستظل محصورة في شحنات محدودة من الغاز المسال.
تحديات تواجه تصدير الغاز إلى أوروبا
أوضحت الدراسة أن أوروبا ما تزال سوقًا غير مؤكدة لموارد غاز شرق المتوسط، بسبب عدّة عوامل سياسية وتقنية، أبرزها:
غياب إستراتيجية واضحة من الاتحاد الأوروبي للتعامل مع مورّدي الغاز من شرق المتوسط.
النزاعات الإقليمية والصراعات المعقّدة تجعل من الصعب على أوروبا الانخراط في استيراد الغاز من المنطقة.
أوروبا تفضّل استيراد الغاز المسال بدلًا من الاعتماد على خطوط أنابيب تمرّ عبر مناطق سياسية حسّاسة.
خطط الاتحاد الأوروبي للحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري بحلول 2050 وأهداف إزالة الكربون، وهو ما يحدّ من الجدوى الاقتصادية لمشروعات الغاز طويلة الأمد، مثل خطوط الأنابيب.
بالإضافة إلى ذلك، تشكك الدراسة في قدرة غاز المنطقة على تعويض الغاز الروسي كلّيًا، وسط ارتفاع الطلب ووجود مورّدي الغاز والغاز المسال، مثل قطر والجزائر والولايات المتحدة.
وأوصت الدراسة بتعزيز التعاون الإقليمي عبر فرص أخرى رغم التحديات، مثل تصدير الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، عبر الربط الكهربائي بين مصر واليونان، أو ربط الشبكات بين دول المنطقة، مثل اليونان وتركيا أو مصر ودول إقليمية أخرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- شبكة النبأ
هل يستطيع غاز شرق المتوسط عبور بوابة أوروبا؟.. دراسة تجيب
رغم ما حملته اكتشافات غاز شرق المتوسط من وعود منذ العقد الماضي، فإنها سرعان ما اصطدمت بجدار من الحقائق الجيوسياسية والاقتصادية التي قلّصت من آمال تصدير هذا المورد الحيوي إلى أوروبا، فبينما كانت القارة العجوز تبحث عن بدائل للغاز الروسي بعد حرب أوكرانيا، برزت موارد الغاز في المنطقة كونها خيارًا محتملًا... رغم ما حملته اكتشافات غاز شرق المتوسط من وعود منذ العقد الماضي، فإنها سرعان ما اصطدمت بجدار من الحقائق الجيوسياسية والاقتصادية التي قلّصت من آمال تصدير هذا المورد الحيوي إلى أوروبا، فبينما كانت القارة العجوز تبحث عن بدائل للغاز الروسي بعد حرب أوكرانيا، برزت موارد الغاز في المنطقة كونها خيارًا محتملًا. وبحسب دراسة حديثة، اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تبدو احتياطيات غاز شرق المتوسط متواضعة، ولا تؤهل المنطقة لتكون مصدرًا رئيسًا للطاقة في أوروبا، خاصة في ظل المنافسة الحادة من مصدّرين يمتلكون بنية تحتية متقدمة واستقرارًا سياسيًا نسبيًا. كما تتعمق المعوقات في صلب الجغرافيا السياسية، فالنزاعات البحرية بين تركيا وقبرص واليونان، وتوترات إسرائيل مع جيرانها، جميعها تجعل من مشروعات الغاز شرق البحر المتوسط محفوفة بالمخاطر. اكتشافات غاز شرق المتوسط شهدت اكتشافات غاز شرق المتوسط خلال العقد الماضي اهتمامًا واسعًا، إذ بدأت المنطقة في إعادة تشكيل موازين الطاقة، وقد دفعت هذه الاكتشافات الدول إلى تسريع ترسيم حدودها البحرية، ومحاولة فرض سيطرتها على مناطق اقتصادية خالصة غنية بالغاز. ومنذ الأزمة الأوكرانية في 2022، سعت أوروبا لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، ما فتح شهية دول المنطقة لتعزيز مكانتها في أسواق الطاقة العالمية. ومع ذلك، يكمن العديد من التحديات خلف هذه الفرص، أبرزها: النزاعات السياسية. عدم توافر البنية التحتية. الصراعات المتكررة. ارتفاع تكاليف استخراج الغاز من المياه العميقة. فقد جعلت هذه التحديات من الصعب جذب الاستثمارات الكبيرة من شركات النفط والغاز العالمية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة. احتياطيات غاز شرق المتوسط تعدّ احتياطيات غاز شرق المتوسط، مثل حقل ليفياثان الإسرائيلي باحتياطيات تُقدَّر بـ23 تريليون قدم مكعبة، محدودة، بحسب الدراسة الصادرة عن معهد بيكر لدراسة السياسة العامة. وأوضحت الدراسة أن الاكتشافات كانت في البداية فرصة لتعزيز التكامل الإقليمي والنمو الاقتصادي من خلال "دبلوماسية الغاز". ورغم أن بعض الشراكات القائمة على الطاقة أسهمت في تحفيز التعاون بين دول مثل إسرائيل والأردن ومصر، فقد أدت هذه الاكتشافات إلى تفاقم التوترات، بدلًا من تهدئتها. وتكشف الصراعات بين تركيا واليونان وقبرص، وليبيا ومصر، بالإضافة إلى التوترات بين إسرائيل وجيرانها، فضلًا عن استبعاد تركيا من منتدى غاز شرق المتوسط، عن عمق التنافس الإقليمي. كما ازداد الوضع تعقيدًا مع إلغاء تطوير خط أنابيب غاز شرق المتوسط في 2022، بعد انسحاب الدعم الأميركي بسبب التحديات الفنية والاقتصادية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة. وكان طول خط الأنابيب سيبلغ 1200 ميلًا، ويمتد من الحقول الإسرائيلية إلى جزيرة كريت اليونانية مرورًا بمصر، حيث كان من المفترض أن يكون أطول وأعمق أنبوب بحري. وفي ضوء ذلك، يبدو أن تصدير الغاز المسال عبر محطات الإسالة المصرية سيكون الخيار الأكثر واقعية، رغم أن القاهرة تجد نفسها بين مطرقة ارتفاع الطلب المحلي وسندان التحديات الاقتصادية. وخلصت الدراسة إلى أن أغلب غاز شرق المتوسط سيحقق تأثيرًا أكبر في الأسواق المحلية بالدول المنتجة، مثل مصر وإسرائيل ولبنان، في حين إن الصادرات إلى أوروبا ستظل محصورة في شحنات محدودة من الغاز المسال. تحديات تواجه تصدير الغاز إلى أوروبا أوضحت الدراسة أن أوروبا ما تزال سوقًا غير مؤكدة لموارد غاز شرق المتوسط، بسبب عدّة عوامل سياسية وتقنية، أبرزها: غياب إستراتيجية واضحة من الاتحاد الأوروبي للتعامل مع مورّدي الغاز من شرق المتوسط. النزاعات الإقليمية والصراعات المعقّدة تجعل من الصعب على أوروبا الانخراط في استيراد الغاز من المنطقة. أوروبا تفضّل استيراد الغاز المسال بدلًا من الاعتماد على خطوط أنابيب تمرّ عبر مناطق سياسية حسّاسة. خطط الاتحاد الأوروبي للحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري بحلول 2050 وأهداف إزالة الكربون، وهو ما يحدّ من الجدوى الاقتصادية لمشروعات الغاز طويلة الأمد، مثل خطوط الأنابيب. بالإضافة إلى ذلك، تشكك الدراسة في قدرة غاز المنطقة على تعويض الغاز الروسي كلّيًا، وسط ارتفاع الطلب ووجود مورّدي الغاز والغاز المسال، مثل قطر والجزائر والولايات المتحدة. وأوصت الدراسة بتعزيز التعاون الإقليمي عبر فرص أخرى رغم التحديات، مثل تصدير الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، عبر الربط الكهربائي بين مصر واليونان، أو ربط الشبكات بين دول المنطقة، مثل اليونان وتركيا أو مصر ودول إقليمية أخرى.


ليبانون ديبايت
١٨-١١-٢٠٢٤
- ليبانون ديبايت
بعد تغيّر التحالفات... ترامب يواجه تحديات في الشرق الأوسط
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا يسلط الضوء على التحديات المعقدة التي سيواجهها الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب في الشرق الأوسط، في ظل تغيّر التحالفات والأولويات مقارنة بولايته الأولى. إذ تعمقت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، وزاد التوتر مع إسرائيل، مما يجعل فرص نجاح سياسته في المنطقة أقل مما كانت عليه في السابق. وقالت الصحيفة في تقريرها إن "سياسة إدارة ترامب في الشرق الأوسط خلال ولايته الأولى اعتمدت على عنصرين رئيسيين: ضرب الاقتصاد الإيراني، ومحاولة عزل إيران من خلال بناء علاقات أوثق بين أبرز خصومها العرب وإسرائيل". وحسب الصحيفة، حققت الإدارة الأميركية إنجازًا كبيرًا في الشق الثاني خلال أشهرها الأخيرة عبر ما يسمى باتفاقات "إبراهيم" التي طبّعت العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، وجاءت الاتفاقيات مع وعود أميركية بصفقات أسلحة كبيرة لبعض الموقعين. وقال المسؤولون حينها إنهم كانوا يأملون أن توقع السعودية، الدولة الأكثر تأثيرًا في العالم العربي من الناحية الجيوسياسية، وتعترف بإسرائيل، وهو هدف سعى إليه الرئيس بايدن أيضًا دون جدوى. أكدت الصحيفة أن أجندة الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الشرق الأوسط مازالت غير واضحة، لكن المؤكد أنه سيرث مشهدًا جيوسياسيًا يختلف اختلافًا كبيرًا عما كان عليه قبل أربع سنوات. وتبدلت التحالفات وتغيرت الأولويات، وتعمّقت التوترات القديمة في بعض المناطق وذابت في أماكن أخرى، كما أن هجمات حماس في 7 تشرين الأول 2023، والحرب التي أعقبت ذلك في غزة، قد تعصف بالمنطقة لسنوات. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب عيّن ستيف ويتكوف، وهو من أقطاب قطاع العقارات وأحد داعمي حملته الانتخابية، مبعوثًا خاصًا له في الشرق الأوسط. وقد حضر ويتكوف، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس في تموز الماضي. كما أن اختيار السيناتور ماركو روبيو من فلوريدا لمنصب وزير الخارجية، ومايك هاكابي كسفير أميركي في إسرائيل، قد أظهرا أيضًا دعمًا ثابتًا لحرب إسرائيل على غزة، وفقا للصحيفة. ويرى كريستيان أولريتشسن، خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، أن أولئك الذين يعتقدون أن بإمكان ترامب استئناف العمل من حيث توقف في 2020، يسيئون قراءة الوضع تمامًا. اعتبرت الصحيفة أنه تم تهميش الفلسطينيين عندما قاد جاريد كوشنر، صهر ترامب، جهود البيت الأبيض لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية خلال ولاية ترامب الأولى. ولم تطالب الدول العربية باتخاذ خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية كشرط مسبق للتوصل إلى اتفاقيات دبلوماسية مع إسرائيل، ونتيجة لذلك لم يقدم نتنياهو أي تنازلات تقريبًا مقابل اعتراف الدول المطبعة بحق إسرائيل في الوجود. وأضافت الصحيفة أن إدارة بايدن اتبعت استراتيجية مماثلة في سنة 2023 خلال محاولة التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين إسرائيل والسعودية، لكن هجمات 7 تشرين الأول والحرب في غزة أطاحت بأي احتمالات للتوصل إلى اتفاق، إذ ارتفع الثمن الذي تطلبه السعودية للتوصل إلى اتفاق، نظرًا للغضب الداخلي في المملكة وفي دول عربية أخرى بسبب إراقة الدماء في غزة. وقال ولي العهد محمد بن سلمان في خطاب أمام مستشاريه في أيلول: "لن تتوقف المملكة عن جهودها الدؤوبة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دونها". ولكن هناك -حسب الصحيفة- احتمال أن يخفف الأمير محمد من مطالبه أو يتنازل عنها مقابل الثمن المناسب، حيث أخبر المسؤولين الأميركيين خلال المفاوضات التي سبقت هجمات 7 تشرين الأول أن إقامة دولة للفلسطينيين ليست أولوية قصوى بالنسبة له، وليس هناك شك كبير بين الخبراء بشؤون الشرق الأوسط أنه يرى أن الاستثمار الغربي في المملكة هو أهم أولوياته من أجل تحقيق هدفه المتمثل في تحديث الاقتصاد السعودي. قالت الصحيفة إنه بالتوازي مع رغبة السعوديين حاليا في الحصول على المزيد من التنازلات مقابل صفقة السلام مع إسرائيل، فإن حكومة نتنياهو ليست مستعدة لتقديم الكثير. فمنذ أن كان ترامب في منصب الرئاسة، عاد نتنياهو إلى السلطة ويقود حاليا الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، وقد أمضى الوزراء القوميون المتطرفون في الائتلاف الحاكم السنتين الماضين في الدعوة إلى المزيد من إقامة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وتأجيج عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين. واعتبرت الصحيفة أن نتنياهو مدين لليمين الإسرائيلي المتطرف في الحفاظ على تماسك حكومته الائتلافية وتأجيل الانتخابات التي قد تُخرجه من المشهد السياسي، لذلك فإنه ليس في وضع يسمح له بتقديم أي تنازلات ذات مغزى للفلسطينيين كجزء من أي صفقة كبرى في الشرق الأوسط. أكدت الصحيفة أن إدارة ترامب السابقة نظرت إلى الصفقات بين إسرائيل والدول العربية كجزء من استراتيجية طويلة الأمد ضد إيران، التي شنت لسنوات حروبًا بالوكالة من أجل التفوق الإقليمي على دول الخليج العربي. لكن العلاقات بين إيران ودول الخليج بدأت تتحسن الآن، فقد التقى دبلوماسيون إيرانيون مباشرة مع مسؤولين من السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى خلال الفترة الماضية. ورغم أنه قد يكون انفراجًا هشًا في العلاقات -وفقًا للصحيفة-، إلا أنه بالنسبة لهذه الدول العربية نابع جزئيًا من قناعتها بأن الولايات المتحدة تحاول منذ سنوات فك ارتباطها بالشرق الأوسط، على الأقل عسكريًا. من جانبها، قد تدفع السعودية إدارة ترامب المقبلة إلى إبرام اتفاقية دفاع مشترك جديدة، من شأنها أن تلزم الولايات المتحدة بالدفاع عن المملكة إذا تعرضت لهجوم. وحسب تشيب أوشر، الخبير بشؤون الشرق الأوسط، فإن السعوديين سيكونون سعداء بأن يكون لهم "قدم في كلا المعسكرين"؛ حيث يمكن أن يحافظوا على تقاربهم مع إيران، مع السعي إلى تحقيق معاهدات أمنية مع الولايات المتحدة. وختامًا، قالت الصحيفة إن مثل هذه الاتفاقية الدفاعية تتطلب مصادقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، وهو أمر صعب التحقيق إذا لم يوافق السعوديون على الاعتراف رسميًا بإسرائيل كطرف فيها، لذلك من المرجح أن يستمر السعوديون ودول الخليج الأخرى في سياستهم الحذرة، وأن يضعوا في حساباتهم احتمالات تغير ميزان القوى في الولايات المتحدة خلال السنوات القادمة.


ليبانون ديبايت
٠٧-١٠-٢٠٢٤
- ليبانون ديبايت
"بسبب الهجوم الإيراني"... إغلاق مؤقت لحقول الغاز الإسرائيلية
أعلنت شركة نيو ميد، الشريكة في حقول الغاز ليفياثان وتامار، اليوم الثلاثاء، عن "قرار شركة شيفرون بإغلاق حقل الغاز ليفياثان لبضع ساعات خلال الهجوم الصاروخي الإيراني الذي وقع الأسبوع الماضي"، وفقًا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية. وجاء الإعلان في بيان رسمي للبورصة، حيث أوضحت الشركة أن "هذا القرار جاء نتيجة للتطورات الأمنية الأخيرة واعتبارات تشغيلية". وأشارت إلى أن "المشغل يقوم أحيانًا بإغلاق استباقي للإنتاج من حقل ليفياثان لفترات محددة". وأعلنت شركة نيو ميد عن "تأجيل مشروع مد خط الأنابيب الثالث للغاز من منصة ليفياثان إلى ساحل إسرائيل لمدة 6 أشهر، والذي كان من المقرر أن يتصل بنظام شركة "نتافج" لدعم البنية التحتية للطاقة في إسرائيل". في سياق متصل، أصدرت الشركة إشعارًا على صفحتها الرسمية على فيسبوك يتعلق بوقف الإنتاج، حيث أكدت أن "عمالنا ومنشآتنا آمنة، لقد أغلقنا بشكل استباقي منصات تمار وليفياثان لفترة قصيرة كإجراء احترازي". وجاء هذا القرار استجابة للتطورات الأمنية الراهنة، ويبدو أن "تأثيره على اقتصاد الطاقة الإسرائيلي كان هامشيًا"، وفقًا لإشعار الشركة. وقد تم اتخاذ خطوة مشابهة في 7 تشرين الأول من العام الماضي عندما شنت الفصائل الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى"، واستمر الإغلاق حينها لمدة يومين. ردًا على الاستفسارات حول تأثير الهجمات على مستقبل أمن الطاقة في إسرائيل، قال وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين أن "أمن الطاقة يأتي في مقدمة الأولويات، ونحن مستعدون للاستجابة لأي سيناريو". وأكد كوهين أن "اقتصاد الطاقة منذ 7 تشرين الأول 2023 يعمل بشكل مثالي رغم التحديات"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل تعتمد على مجموعة متنوعة من مصادر الطاقة، مما يعزز من مرونة نظام الطاقة ويجعل السلطات جاهزة لأي تطورات محتملة".