logo
من قلب كوبا.. حزب "بنعبد الله" يحدث اختراقا ناعما في جدار أكبر حليف تقليدي للجزائر والبوليساريو

من قلب كوبا.. حزب "بنعبد الله" يحدث اختراقا ناعما في جدار أكبر حليف تقليدي للجزائر والبوليساريو

أخبارنامنذ 4 أيام

في خطوة لافتة تندرج في إطار الدبلوماسية الموازية ذات البعد الاستراتيجي، أجرى وفد رفيع من حزب التقدم والاشتراكية المغربي، برئاسة الأمين العام "محمد نبيل بنعبد الله" وعضو المكتب السياسي المكلف بالعلاقات الخارجية "سعيد البقالي"، سلسلة لقاءات هامة ومثمرة في العاصمة الكوبية هافانا، مع عدد من القيادات البارزة في الحزب الشيوعي الكوبي، في طليعتهم "إيميليو لوثادا غارسيا"و "خورخي بروتشي لورنزو"، إلى جانب رؤساء مؤسسات فكرية وأكاديمية لها وزنها في تشكيل الرؤية السياسية الكوبية، من قبيل جامعة "نيكو لوبيز" والمعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب.
هذه الزيارة تأتي في سياق دولي معقد يتسم بإعادة ترتيب موازين القوى وبروز واقع جيوسياسي جديد، مما يمنح هذا التحرك المغربي دلالات عميقة تتجاوز الطابع الحزبي أو البروتوكولي. فكوبا، تاريخيًا، تُعد من أبرز الحلفاء الايديولوجيين والسياسيين للجزائر، وواحدة من الداعمين التقليديين لجبهة البوليساريو، وهو ما يجعل من هذه المبادرة المغربية جرأة سياسية محسوبة، تروم فتح قنوات تواصل هادئة وعقلانية مع طرف ظل لفترة طويلة في موقع المعارضة التلقائية لمواقف المغرب في قضية وحدته الترابية.
وفي خضم النقاشات التي طبعها التقدير المتبادل والصراحة الرفاقية، تناول الجانبان الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الكوبي نتيجة الحصار الأميركي الخانق والإجراءات العقابية الجائرة التي تستهدفه منذ عقود، حيث عبّر وفد حزب التقدم والاشتراكية عن تضامنه الكامل مع كوبا، مجددًا مواقفه الثابتة إلى جانب الشعب الكوبي في صموده البطولي. وفي المقابل، حرص الوفد على إبراز التزام الشعب المغربي بمواصلة مسيرته التحررية، عبر استكمال وتوطيد وحدته الترابية على كامل ترابه الوطني، ومواصلة البناء الديمقراطي، وتعزيز التقدم الاقتصادي، وترسيخ العدالة الاجتماعية، في إطار مشروع وطني مستقل ومتماسك، يؤمن بقيم السيادة والتضامن بين الشعوب. وخلف هذه الرسائل السياسية الواضحة، برزت مقاربة ناعمة تهدف إلى تفكيك الصور النمطية وتليين المواقف الجامدة، لا سيما في ما يتعلق بالموقف الكوبي التقليدي من نزاع الصحراء.
في سياق متصل، يرى عدد من المحللين أن حزب التقدم والاشتراكية، بما له من تاريخ أممي، يتحرك ضمن منطق يخدم الدبلوماسية الوطنية، ويُسهم من موقعه في تثبيت الرؤية المغربية داخل المحافل الحزبية الدولية، خصوصًا تجاه دول كانت حتى وقت قريب تصطف بشكل أوتوماتيكي إلى جانب الطرح الانفصالي. وبقدر ما تحمل هذه الزيارة بعدًا رمزيًا، فإنها أيضًا تعبّر عن نضج في أداء الأحزاب الوطنية، التي باتت تدرك أن الدفاع عن القضايا الاستراتيجية، وعلى رأسها قضية الصحراء، لم يعد حكرًا على القنوات الرسمية، بل أصبح واجبًا وطنيًا يشمل كل الفاعلين.
ووفق ذات المصادر، تبدو هذه المبادرة وكأنها محاولة لإعادة هندسة العلاقات جنوب-جنوب على أسس جديدة، بعيدة عن منطق الحرب الباردة و الاستقطاب الإيديولوجي الجامد، وقريبة من مفاهيم المصالح المتبادلة والحوار العقلاني. وهو ما يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة ليس فقط في مسار العلاقات الثنائية بين المغرب وكوبا، بل في مسار تليين مواقف دول أمريكا اللاتينية بخصوص ملف الصحراء المغربية، لا سيما داخل أروقة المنتديات الأممية.
إلى جانب ذلك، يرى ذات المراقبين أن التجارب السابقة أثبتت بشكل ملموس أن كثيرًا من التحولات الكبرى تبدأ من نوافذ صغيرة، وأن الدبلوماسية الحزبية حين تكون واعية برهاناتها، يمكن أن تؤسس لتحولات تدريجية في مواقف شركاء تقليديين لخصوم المغرب. ومن ثم، فإن زيارة وفد حزب التقدم والاشتراكية إلى كوبا ليست مجرد زيارة مجاملة، بل هي خطوة ذكية نحو إعادة تشكيل فضاءات التفاهم مع دول ظلت لفترة خارج دائرة الحوار، في أفق بناء توازنات جديدة تخدم وحدة المغرب الترابية وتدعّم حضوره داخل المشهد الدولي المتغير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضربة قوية للجزائر وصنيعتها البوليساريو.. هذه تفاصيل اتفاقيات دفاعية مرتقبة بين المغرب والمملكة المتحدة
ضربة قوية للجزائر وصنيعتها البوليساريو.. هذه تفاصيل اتفاقيات دفاعية مرتقبة بين المغرب والمملكة المتحدة

أخبارنا

timeمنذ 3 ساعات

  • أخبارنا

ضربة قوية للجزائر وصنيعتها البوليساريو.. هذه تفاصيل اتفاقيات دفاعية مرتقبة بين المغرب والمملكة المتحدة

يستعد المغرب لتوقيع اتفاقيات دفاعية مهمة مع المملكة المتحدة، في وقت يتعزز فيه موقف الرباط الإقليمي والدولي بشأن ملف الصحراء المغربية، حيث تأتي هذه الاتفاقيات المرتقبة لتشكل ضربة موجعة للجزائر وصنيعتها جبهة البوليساريو، في ظل الحركية المتزايدة التي تشهدها الدبلوماسية المغربية، وتوالي الاعترافات والدعم المتزايد لمقترح الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي للنزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية للمملكة. وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، خلال زيارته الرسمية إلى الرباط في الثاني من يونيو، قد أعلن بصريح العبارة دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، معتبرا إياها حلا قابلا للتطبيق وذا مصداقية، حيث لم يظل دعم لندن حبيس التصريحات السياسية، بل ترجم على أرض الواقع بإعلان عقد اتفاقيات تعاون تشمل قطاع الدفاع، في تطور غير مسبوق للعلاقات الثنائية بين البلدين. وحسب ما رشح من معطيات، فإن الاتفاقيات المنتظرة تشمل مذكرة تفاهم بين مجموعة ADS، وهي الهيئة البريطانية الممثلة لقطاعات الصناعات الدفاعية والفضائية والأمنية، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، بهدف تعزيز التعاون ونقل الخبرة والمعرفة في الصناعات الدفاعية، كما سيتم توقيع مذكرة تفاهم أخرى مع شركة BAE Systems العملاقة، وذلك بمشاركة إدارة الدفاع الوطني المغربي، ما يعكس الطابع العملي والتطبيقي لهذه الشراكة، بعيدا عن الطابع الرمزي أو البروتوكولي. وتحمل هذه الخطوة البريطانية في طياتها بالإضافة إلى البعدين الاقتصادي والاستراتيجي، رسائل سياسية واضحة، مفادها أن بريطانيا، كقوة دولية وعضو دائم بمجلس الأمن، باتت تنخرط بوضوح في دينامية الاعتراف بالوحدة الترابية للمغرب، وتساند جهوده في بناء صناعة دفاعية وطنية قوية ومتكاملة، وهو التحول الذي من شأن أن يزيد من عزلة الأطروحة الانفصالية، ويدفع الجزائر إلى مراجعة حساباتها، وهي التي دأبت على تسخير أموال طائلة لدعم مشروع فاشل لم يحصد سوى الفشل والخيبات منذ عقود. وتأتي هذه الاتفاقيات لتضاف إلى سلسلة من الشراكات الاستراتيجية التي عقدها المغرب مع فاعلين دوليين كبار، كالشركة التركية "بايكار" التي أطلقت مشروعا لإنشاء وحدة صناعية للطائرات المسيرة في الرباط، والتعاون المغربي-الإسرائيلي في مجال الصناعات الدفاعية، إلى جانب استثمارات برازيلية مرتقبة في قطاع الطيران العسكري، وهي الخطوات التي تؤكد أن المغرب لا يكتفي بالدفاع عن قضاياه الوطنية داخل أروقة الأمم المتحدة، بل يعزز موقعه على الأرض عبر بناء منظومة دفاعية ذات بعد تكنولوجي واستراتيجي، تجعله فاعلا قاريا لا غنى عنه في معادلات الأمن والاستقرار. وبكل هذه المستجدات تتوالى الصفعات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية على خصوم الوحدة الترابية للمملكة، وتتعزز ملامح مغرب جديد لا يرضى بأن يكون رقما ثانويا في معادلات الجغرافيا السياسية، بل لاعبا أساسيا يحسب له ألف حساب، أما البوليساريو، فقد باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى تواجه واقعا مريرا، مفاده أن خيوط اللعبة باتت تنفلت من يد من يحركها من وراء الستار.

نواب البرلمان البريطاني يرحبون بدعم الحكم الذاتي وينشدون تصنيف البوليساريو تنظيم إرهابي
نواب البرلمان البريطاني يرحبون بدعم الحكم الذاتي وينشدون تصنيف البوليساريو تنظيم إرهابي

زنقة 20

timeمنذ 6 ساعات

  • زنقة 20

نواب البرلمان البريطاني يرحبون بدعم الحكم الذاتي وينشدون تصنيف البوليساريو تنظيم إرهابي

زنقة 20 | الرباط عبّر عدد من أعضاء البرلمان البريطاني من مختلف الأحزاب عن دعمهم الواضح والصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، معتبرين أن المقترح المغربي يُعد الإطار الواقعي الوحيد القابل للتنفيذ من أجل تحقيق تسوية دائمة وتعزيز الاستقرار في المنطقة. As Chair of Labour Friends of Morocco I am really pleased to see this significant step forward in the UK-Morocco partnership, including supporting Morocco's autonomy plan for Western Sahara, economic growth, energy and of course the 2030 World Cup — Joe Powell MP (@josephpowell) June 1, 2025 وعبّر النائب العمالي جوزيف إدوار باول، عن ترحيبه الكبير بموقف الحكومة البريطانية، واصفًا إياه بـ'الخطوة المهمة في مسار الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المتحدة والمغرب'. وأشار باول، الذي يرأس مجموعة 'أصدقاء المغرب في حزب العمال' التي تم إطلاقها مطلع العام الجاري، إلى أن هذا التعاون يشمل أيضًا مجالات الطاقة والنمو الاقتصادي، ويؤسس لشراكات مستقبلية في أفق احتضان المغرب لكأس العالم 2030. كما رحب تشارلز فلاناغان، وزير العدل الأيرلندي السابق، بموقف المملكة المتحدة، واصفًا مقترح الحكم الذاتي المغربي بأنه 'الخيار الأكثر مصداقية وواقعية وقابلية للتنفيذ'، معتبرًا الخطوة البريطانية تطورًا نوعيًا في مسار حل النزاع. وانضم إليه عدد من السياسيين الأيرلنديين الذين تفاعلوا مع الإعلان عبر حساباتهم الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي. ليام فوكس، النائب البريطاني وعضو مجلس العموم ووزير الدفاع الأسبق، أشاد في تغريدة على موقع x ، بإعلان بريطانيا دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء. (1/2) The UK has finally grasped that the Moroccan initiative on Western Sahara is the only game in town and caught up with our American and some European allies. 🇬🇧🇲🇦 — Sir Liam Fox (@LiamFox) June 1, 2025 فوكس، المعروف بدعمه لوحدة أراضي المغرب، أكد أن المملكة المتحدة أدركت أخيرا أن المبادرة المغربية بشأن الصحراء هي الخيار الوحيد القابل للتطبيق. و كتب يقول :' حان الوقت لدعوة جميع حلفائنا وشركائنا في دول الكومنولث إلى تبني نفس الموقف' وبدوره، أكد النائب تشارلي ديوهيرست أن دعم لندن لمقترح الحكم الذاتي سيعزز العلاقات الثنائية مع المغرب، ويفتح الباب أمام فرص اقتصادية واعدة، خاصة في أقاليمه الجنوبية، داعيًا المستثمرين البريطانيين إلى اغتنام هذه الدينامية الجديدة. وعبر عن دعمه الصريح للمقترح المغربي، مشبها جبهة البوليساريو بحركتي 'حماس' و'حزب الله'، وداعيًا إلى تصنيفها كتنظيم إرهابي. وفي السياق ذاته، أشار النائب البريطاني أندرو موريسون، الوزير السابق وعضو مجلس العموم، إلى أن اللقاءات الأخيرة شكلت فرصة لإطلاع صناع القرار البريطانيين على حجم الأوراش التنموية التي يشهدها جنوب المملكة. ودعا حكومة بلاده إلى الاقتداء بالدول الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في دعمها الصريح للمبادرة المغربية. ويعكس هذا الدعم المتنامي من المؤسسة السياسية البريطانية لمبادرة الحكم الذاتي المغربية تحولا ملحوظا في الموقف الأوروبي تجاه ملف الصحراء، ويؤكد مكانة المغرب كشريك إستراتيجي موثوق به في شمال إفريقيا.

موقف بريطانيا حول مغربية الصحراء.. أخر مسمار يدق في نعش كبرانات الجزائر
موقف بريطانيا حول مغربية الصحراء.. أخر مسمار يدق في نعش كبرانات الجزائر

هبة بريس

timeمنذ 8 ساعات

  • هبة بريس

موقف بريطانيا حول مغربية الصحراء.. أخر مسمار يدق في نعش كبرانات الجزائر

هبة بريس – عبد اللطيف بركة في تحول دبلوماسي مفاجئ، أعلنت المملكة المتحدة في خطوةٍ غير مسبوقة ، نهاية الأسبوع المنصرم ، عن تأييدها لمبادرة الحكم الذاتي الذي تقدمت بها المملكة المغربية لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي كان ينتظره العديد من المراقبين الدوليين في وقت تزداد فيه أجواء التوتر بالمنطقة. هذا التغيير يفتح بابًا جديدًا في مسار الصراع التاريخي بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، ويعزز من موقف المملكة المغربية في سياق الحملة الدبلوماسية العالمية لتثبيت سيادتها على الصحراء. – تأييد بريطاني يضاف إلى الاتجاهات الأوروبية أتى الموقف البريطاني في وقت يزداد فيه تزايد دعم بعض الدول الأوروبية لمقترح الحكم الذاتي المغربي، ليشكل تحولا عميقًا في استراتيجية لندن التي كانت تساند حتى وقت قريب المبادرات الأممية التي تحث على البحث عن 'حل سياسي يضمن للشعب الصحراوي حق تقرير المصير'، إلا أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أثناء زيارته للرباط، أكد أن المملكة المتحدة ترى في مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب عام 2007 'الأساس الأكثر مصداقية واستدامة' لحل النزاع في المنطقة، مما يعكس التزامًا جديدًا في سياسة المملكة تجاه النزاع الإقليمي. الموقف البريطاني هذا ينسجم مع توجهات العديد من الدول الأوروبية التي أدركت أن حلاً واقعيًا ومستدامًا يتطلب تحقيق توافق سياسي مبني على المصالح الإقليمية والدولية، و بهذا التصريح، تغلق لندن الباب أمام محاولات تصعيد الأزمة وتمد يدًا لدعم المقترح الذي وصفته الرباط بأنه 'الطريق الوحيد لإنهاء الصراع'. – الجزائر بين الرفض والقلق من جانبه، لم تكن الجزائر بعيدة عن ردود الفعل السلبية تجاه هذه التطورات، إذ عبرت وزارة خارجيتها عن 'أسفها' لهذا التغيير في الموقف البريطاني، والذي اعتبر بلاغها الذي قام بصياغته كبرانات العسكر، أنه بحسب رأيهم يمثل هذا القرار انحرافًا عن مسار الدعم الأممي للمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع الأطراف المعنية، في إشارة منها لمرتزقة البوليساريو التي لم تعد ناطقا باسم أهل الصحراء، وأن حتى تقارير الاحصاء تكشف ان سكان مخيمات تيندوف اغلبهم تم جلبه من قرى جزائرية وبعضهم من موريتانيا وجنسيات اخرى، وان جزء آخر من مواطنين مغاربة من الاقاليم الجنوبية للمملكة محاصرين هناك تحت حراسة بنادق مليشيات البوليساريو. لكن مع زيادة التأييد الدولي لمبادرة المغرب، لا يمكن إنكار أن هذا الموقف البريطاني يعكس تحولًا كبيرًا في موازين القوى الدولية حول هذا الملف، وهو ما من شأنه أن يعقد موقف الجزائر ويساهم في تقليص هامش مناورتها الدبلوماسية في الساحة الدولية. – الدعم البريطاني: أبعاد اقتصادية ودبلوماسية يعد الدعم البريطاني لمقترح الحكم الذاتي أيضًا محملاً بأبعاد اقتصادية هامة، فقد شمل الاتفاق الأخير بين لندن والرباط التزامًا بتعاون اقتصادي واسع النطاق، حيث أعلنت بريطانيا استعدادها لدعم مشاريع في الصحراء المغربية بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني، كما تضمن الاتفاق توقيع عدة مذكرات تفاهم في مجالات مثل التعليم والمياه والصحة والموانئ، هذا الانفتاح الاقتصادي يمكن أن يكون له تأثير بالغ على استقرار المنطقة، ويعزز من قدرة المغرب على تقديم رؤية تنموية تؤثر بشكل إيجابي على سكان الأقاليم الصحراوية. – تأثيرات الموقف البريطاني على المدى البعيد من خلال هذه الخطوة الاستراتيجية، يبدو أن بريطانيا تسعى إلى تعزيز مصالحها الاقتصادية والدبلوماسية في شمال إفريقيا، مع التوجه نحو تقوية العلاقات مع المغرب، بما يتماشى مع التحولات السياسية العالمية، ومن خلال دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي، تؤكد المملكة المتحدة التزامها بالحفاظ على استقرار المنطقة ودعم الحلول السياسية التي تعزز من السيادة الوطنية للدول. وبالنسبة للمغرب، يمثل هذا الدعم نقطة حاسمة في الترويج لمقترح الحكم الذاتي على المستوى الدولي، ولا شك أن التأييد البريطاني سيزيد من الضغط على دول أخرى، رغم إستعداد ما تبقى من هذه الدول تسير في اتجاه إعلان دعمها للموقف المغربي، في وقتٍ تواجه فيه الجزائر عزلة دبلوماسية متزايدة. – أخر مسمار في نعش كبرانات الجزائر يبدو أن الموقف البريطاني قد يكون آخر مسمار في نعش الرؤية الجزائرية بشأن حل النزاع في الصحراء المغربية. مع تزايد دعم القوى الكبرى لموقف المغرب، تتضاءل فرص الجزائر في تحقيق أهدافها الدبلوماسية، خاصة في ظل تصاعد دعم المبادرة المغربية على المستوى الدولي. إذا استمر هذا الاتجاه في المستقبل، فقد تزداد العزلة السياسية للجزائر في هذا الملف، ما يجعل من التسوية السلمية في المنطقة أمرًا أكثر تعقيدًا. ومع تزايد ديناميكيات جديدة في المفاوضات الأممية ودعم القوى الدولية الرئيسية للمقترح المغربي، يبقى السؤال: هل سيستطيع هذا التحول الدبلوماسي البريطاني أن يفرض واقعًا جديدًا في المنطقة؟ الإجابة على هذا السؤال ستكشفها الأيام القادمة، ولكن لا شك أن الموقف البريطاني يشكل منعطفًا حاسمًا في مسار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store