logo
«ثماني قواعد في الحب» تبدأ من العزلة

«ثماني قواعد في الحب» تبدأ من العزلة

البيانمنذ 2 أيام

يسافر الكاتب والمؤثر، جاي شيتي، في كتابه الجديد «ثماني قواعد في الحب»، والذي صدر بترجمة إلى اللغة العربية عن دار «هاشيت أنطوان»، في فضاءات رحبة وغنية، يدرس فيها مديات وعوالم هذا الشعور الإنساني، الذي نتوقعه من الجميع، والجميع يتوقعونه منا، لكن لا أحد يعلمنا كيف نتعامل معه.
وفي دروب هذا البحث والأسفار يمسك جاي شيتي بيدنا، ويقودنا في رحلة استكشاف عميقة تبدأ من ذاتنا، فيخبرنا أن الحب ليس مجرد شعور، بل هو ممارسة يومية. بخطوات مفصلة وعملية يشرح لنا كيف أننا نكتشف الحب أولاً في العزلة، وثانياً نتعلم ماذا يعني حب الآخر وكيف نحبه، ونتخطى التحديات معه، ثم عندما يحين الوقت لنتحرر منه، كيف نحب من جديد.
القواعد الثماني التي يطرحها هذا الكتاب ستعلمك كيف تحب نفسك أولاً، ثم شريك حياتك، ومن بعده العالم بأسره.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ارتفاع في أعداد السياح القادمين من الإمارات إلى موسكو في 2024
ارتفاع في أعداد السياح القادمين من الإمارات إلى موسكو في 2024

الإمارات اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • الإمارات اليوم

ارتفاع في أعداد السياح القادمين من الإمارات إلى موسكو في 2024

سجلت العاصمة الروسية موسكو، ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد السياح القادمين من دولة الإمارات، حيث بلغ عددهم 62.100 زائر عام 2024 مقارنة بـ 18.000 عام 2019. وأكد يفغيني كوزلوف، رئيس لجنة السياحة في مدينة موسكو أن مدينة موسكو تضم عدداً كبيراً من المطاعم التي تقدم الطعام الحلال، إلى جانب توفر خدمات باللغة العربية لتوفير تجربة مريحة للزوار الخليجيين ، مستعرضا أبرز العروض السياحية المتوفرة في موسكو، ولا سيما تلك المخصصة للزوار من دول الخليج. وأضاف أنه تم افتتاح خمسة مراكز للمعلومات السياحية في العاصمة، تتوزع بين وسط المدينة، ومحطات النقل النهري، ومدينة الألعاب "دريم آيلاند"، حيث يقدم موظفو هذه المراكز الدعم باللغتين العربية والإنجليزية ، كما تم افتتاح مركز معلومات سياحي جديد بالتعاون مع بنك "سبير" يتيح للزوار الحصول على بطاقة سياحية وخدمات مصرفية مخصصة للسياح. ولفت كوزلوف إلى توفر التأشيرات الإلكترونية 'e-visa' التي سهلت إجراءات الدخول لمواطني العديد من الدول، مما جعل زيارة موسكو أكثر سهولة ويسراً، مؤكدا أن موسكو تقدم باقة متنوعة من التجارب الثقافية والفعاليات الترفيهية والعروض الفنية والمطاعم الراقية، إلى جانب مهرجانات دولية تقام على مدار العام. يذكر أنه في عام 2024 تم إصدار دليل "موسكو الصديقة للمسلمين" للمسافرين من منطقة الشرق الأوسط، والذي يضم مجموعة من التوصيات حول المطاعم والفنادق والأنشطة الموسمية، بالإضافة إلى المعالم السياحية والمتنزهات ومراكز التسوق. من جهة أخرى تشهد موسكو هذا الصيف موسماً زاخراً بالفعاليات الثقافية والمهرجانات، ويقدم مهرجان " قصور موسكو" برامج تفاعلية في أكثر من 40 موقعاً تاريخياً في المدينة، فيما يحتضن مهرجان مسارح الشوارع أكثر من 600 عرض بمشاركة نحو 3.000 فنان في 14 موقعاً خارجياً على مدى 92 يوماً. كما يحوّل مهرجان "الحدائق والزهور" المساحات الحضرية إلى لوحات طبيعية مزهرة، ويقدم مشروع "ستريت دانس" و"ستريت آرت" عروضاً موسيقية وفنية في الهواء الطلق، إلى جانب ورش عمل مجانية ومعارض في شارع ستراستنوي وسط موسكو. وتضم موسكو مجموعة واسعة من المعالم التاريخية والثقافية، من أبرزها الكرملين، والساحة الحمراء، وحديقة ألكسندر ويمكن للزوار أيضاً استكشاف مسرح البولشوي الشهير، وزيارة مدينة "موسكينو" السينمائية، والتي تقدم جولات غامرة في عالم الإنتاج السينمائي وتتيح منطقة "موسكو سيتي" تجربة عصرية من خلال ناطحات السحاب وإحدى أعلى منصات المشاهدة في أوروبا. ويمكن للزوار أيضاً زيارة 14 جناحاً فنياً ضمن مبادرة "صُنع في موسكو"، التي تقدم هدايا تذكارية ومنتجات محلية الصنع ويعرض "السوق الأخضر" أكثر من 700 علامة تجارية من أفضل العلامات المحلية. وأكد كوزلوف أن موسكو تُعد من بين أكثر المدن الكبرى خضرة في العالم، حيث تضم أكثر من 140 حديقة ومحميّة طبيعية وتجمع مشاريع مثل حديقة "زاريادي" وحديقة "غوركي" بين التصميم البيئي والمشاركة المجتمعية. وتسهم تقنيات الإضاءة الذكية، وإدارة النفايات، والنقل الصديق للبيئة في دعم أهداف الاستدامة. كما أكد أن موسكو تواصل التزامها بتوفير بيئة سياحية حديثة، ومريحة، مرحبة بجميع الزوار من مختلف أنحاء العالم.

هل أصبح المسرح فناً للنخبة؟
هل أصبح المسرح فناً للنخبة؟

صحيفة الخليج

timeمنذ 9 ساعات

  • صحيفة الخليج

هل أصبح المسرح فناً للنخبة؟

هل أصبح المسرح فنّاً للنخب؟، لماذا كل هذا الاهتمام بالعروض ذات الطابع النخبوي والتي لا تحضرها غير الفئات المثقفة والتي لقيت حظاً من التعليم. وأين ذهب المسرح الجماهيري والاجتماعي بمضامينه ورسائله الذي تنعكس في خشبته كل قضايا المجتمع وشواغل الناس؟ كل هذه الأسئلة يفرضها ذلك الاتجاه الكبير في كل العالم العربي نحو المسارح والمهرجانات النخبوية التي باتت تمثل تحدياً للفنانين والمسرحيين الذين يسعون إلى إثبات تفوقهم وقدراتهم في مثل تلك المنصات، حتى كاد المسرح أن يتخلى رويداً رويداً عن مهمته المتمثلة في مسؤوليته تجاه الناس بمختلف خلفياتهم الاجتماعية، وخاصة التي لا تفهم غموض الأعمال النخبوية. ظهر المسرح منذ البدء ملتحماً بقضايا الناس في علاقتهم مع الطبيعة والأشياء من حولهم واستكشاف الوجود، أي منذ أن كان تعبيراً طقوسياً، ثم مضى في هذا الالتحام ليصبح معبراً عن القضايا الاجتماعية المختلفة وعلاقات البشر في واقعهم اليومي ورصد حركتهم ومتغيراتهم، حيث أضحى مرآة للمجتمع ووسيلة للتفاعل، ولعل تلك العملية التفاعلية هي التي وسمت العلاقة بين الخشبة والمتلقي، إذ ينهض هذا الفن على المباشرة والعروض الحية التي يكون نجاحها من خلال تحقيق شروط الفرجة، أي التفاعل بين العرض والجمهور، بالتالي فإن الحضور الجماهيري يشكل ركناً أساسياً في العرض المسرحي، ولن يكون لذلك أي قيمة ما لم تكن هناك لغة مشتركة بين العرض والجمهور من حيث اللغة الواضحة المفهومة وكذلك المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالقضايا التي تطرح، وإلا فإن الحضور سيكون خارج الإطار الدلالي للمسرحية، حيث يشكل الغموض تشويشاً كبيراً يحول دون فهم العمل، وبالتالي فإن ذلك يفقد المسرح خاصيته الأولى وهي التفاعل، وكذلك القدرة على التعبير عن مشاكل وأحلام وطموحات المجتمع. التغيير ولئن فقد «أبو الفنون»، بفعل الاتجاه النخبوي، التفاعل الجماهيري والقدرة على توجيه الرسائل، فإن أمراً آخر، وهو الأكثر أهمية، سيكون مفقوداً أيضاً، وهو القدرة على التغيير، إذ ليس المهم فقط معالجة المشاكل وطرح القضايا ونقد العادات والتقاليد البالية القديمة، بل المهم هو إمكانية التغيير الكبيرة التي يمتلكها «أبو الفنون»، باعتباره الفن المعبر عن الطموحات والأحلام، من خلال تعزيز الخطاب والحوار الاجتماعي ورفض ما لا يتناسب مع حياة الناس، إذ يعمل المسرح على وضع أطروحاته وبث رسائله من خلال إظهار وجهات النظر المعارضِة، ممّا يُسهم في دراسة المشكلات المجتمعية ومحاولة إيجاد حلول لها، كما أن الفعل المسرحي يعمل على بث الوعي بين الناس وبالتالي منحهم خيارات مختلفة في التعامل مع واقعهم والتغلب على صعابهم وتجاوز محنهم، كما أن من شأن المسرح أن يجعل في إمكان البشر التعامل ببساطة مع المعضلات، وتمرير ثقل الحياة عبر حس الفكاهة والسخرية، والتواصل بين مختلف أنواع البشر في خلفياتهم الاجتماعية المتباينة مما يخلق مساحة للتوافق وتبادل الرؤى والأفكار والنقاش وإيجاد أفق من خلال قدرته على التحريض على التفكير النقدي والتمرد والخروج على المألوف بما يمتلك من إمكانية لتحفيز الأخيلة، غير أن كل ذلك يصبح غير ممكن في حالة حدث أي نوع من الانقطاع بين الخشبة والمتلقي، حيث تتهدم تلك العلاقة التبادلية، وهي كذلك لأن الخشبة أيضاً تستفيد من الجمهور عبر فهم اتجاهاته وأفكاره، وبالتالي صنع الفعل المسرحي المنحاز لتلك الرؤى. بدايات منذ بداياته الباكرة تشبّع المسرح العربي بأهمية رسالة «أبو الفنون»، في التعبير عن هموم المجتمع، وكذلك فعلت الفنون الحركية والبصرية الأخرى على مستوى الدراما والسينما، فكانت الأعمال المنحازة لتطلعات الجماهير والمعبرة عن واقعهم هي السائدة مما خلق قاعدة جماهيرية محترمة لهذا الفن الخالد، حيث تواصلت الخشبة العربية مع قضايا الإنسان العادي، ورصدت المجتمع في تحولاته وتغيراته، وعبّرت عن أحلام الانعتاق واليقظة والنهوض في المنعطفات العربية المختلفة، ووجد هذا الفن استقبالاً خاصاً من الجمهور العربي، وذلك لكونه يجمع بين مميزات تجعله أكثر جاذبية ومنها التسلية والفكاهة، وفي ذات الوقت الطرح الجاد الذي يعتمد على قوة الأفكار والرؤى، حيث يعتمد «أبو الفنون» بصورة أساسية على الجمع الإبداعي بين الأبعاد الجمالية والفكرية، مما جعله ملاذاً للناس ومستودعاً للأحلام وإمكانية تحقيقها. ولئن كان المسرح العربي في بداياته قد لجأ إلى استلهام التجربة الغربية اقتباساً ومعالجة للنصوص، فإنه قد غاص كذلك عميقاً في التراث العربي والإسلام وممارسة فعل الإسقاط على الحاضر في تلك اللحظات التأسيسية، على نحو ما كانت تحمل نصوص كتّاب برزوا حينها واستطاعوا أن يقوموا بتأليف كتابات تتناسب مع المرحلة على نحو ما فعل أحمد شوقي، وعلي أحمد با كثير، وعزيز أباظة وغيرهم من كتّاب نهلوا من التاريخ وأصدروا كتابات مسرحية عربية استطاعت أن تنتمي للواقع الاجتماعي العربي والتعبير عنه، وكذلك أشعلت الروح الوطنية ووحدت بين أطراف الأمة وجمعت كلمتها في مواجهة الاستعمار الذي كان جاثماً حينها على الصدور، مما خلق حالة متّقدة من المواجهة وحشد الطاقات الوطنية والقومية مما خلق واقعاً جديداً في كل المنطقة العربية، الأمر الذي دل على إمكانية أن تلعب الفنون دوراً مؤثراً في حياة البشر في البلدان العربية متى ما استطاعت تلك الفنون أن تستجيب وتعبر عن الهموم الحياتية اليومية، وبالفعل فإلى جانب مجابهة الاستعمار والحرية، فقد تناول المسرح العربي كذلك قضايا التفاوت والظلم الاجتماعي والإقصاء والتهميش، والمرأة، والعادات والتقاليد التي تضر بالمجتمعات المختلفة. قرب كان المسرح قريباً من الناس وحليفاً لهم، سواء في مرحلة الاستعمار أو الحقب التي أعقبت ذلك، واستخدم المسرحيون العرب أساليب وأفكاراً فنية تتلاءم مع طبيعة المجتمعات العربية وطرائق تفكيرهم وكذلك ثقافتهم، حيث سادت المسرحيات الاجتماعية الكوميدية ذات المضامين والرسائل، على نحو ما كانت تفعل فرق وفنانون أمثال: نجيب الريحاني وعلى الكسار وغيرهما، إذ كانت الكوميديا الهادفة الساخرة الناقدة مدخلاً جيداً لبدايات المسرح الاجتماعي في العالم العربي، وكانت العروض تقدم جرعات من الوعي عبر تناول الواقع وتبيان التفاوت بين المدينة والريف والفقراء والأغنياء وحياة الترف والبؤس، وكل تلك الثنائيات التي شكلت مفارقات التقطها صناع المسرح وطوروها إلى فعل إبداعي مسرحي أبطاله وشخوصه أناس عاديّون من قلب الواقع، حيث إن تلك اللحظة شكلت منعطفاً كبيراً في نوعية العروض التي ودعت مرحلة الأعمال التاريخية الشعرية إلى العروض التي تقدم بلغة الناس والشارع وتعبّر عن همومهم ومشاكلهم. استمر ذلك التيار الواقعي ردحاً من الزمان، بل ولا يزال في الكثير من الأعمال والعروض، وذلك لقدرته التعبيرية الهائلة، فمرحلة ما بعد الاستعمار حملت مشاكل جديدة، ومتغيرات في الحياة الاجتماعية وكان لزاماً التعبير عنها عبر تلك العروض الواقعية المباشرة وظهر ذلك الأمر في أعمال الكثير من المسرحيين والكتّاب من أمثال: نجيب سرور، وتوفيق الحكيم، وسعد الدين وهبة، ونعمان عاشور، وعبد الرحمن الشرقاوي، وسعد الله ونّوس وغيرهم، وكانت الدول نفسها والمسرح الرسمي يشجع مثل تلك العروض التي تجمع بين الرصانة والكوميديا عبر توظيف الرمز وغير ذلك، وفي الجانب الآخر انتشرت كذلك الأعمال الفكاهية الشعبية التي تنتج بواسطة الفرق الخاصة وتتباين أعمالها بين الجيدة وكذلك ذات الطابع التجاري، وجميعها شكلت خطاباً مسرحياً نقدياً وساخراً من الكثير من القيم السائدة التي تحول دون تقدم المجتمعات وكذلك السلوكيات والمظاهر المختلفة، بلغة وأساليب مفهومة للجميع مما جعل الجمهور يتفاعل مع الخشبة، مما جعل العلاقة بين المسرح وعشاقه من مختلف الفئات الاجتماعية متواصلة. تطور في العصر الحديث تطور الفعل المسرحي كثيراً، نسبة للمتغيرات الكبيرة في الحياة نفسها، واستمد «أبو الفنون»، إلهامه الإبداعي وأساليبه وأفكاره من الكثير من التيارات الفكرية الحديثة للتعبير عن تعقد الواقع في أزمنة سيادة الروح الفردية والهجرات والاغتراب، إضافة إلى ظهور التكنولوجيا الإعلامية الحديثة التي صارت بمثابة واقع افتراضي عزز من عزلة الإنسان وأثّر كثيراً في الحياة الجماعية، فكان أن سادت مدارس إبداعية بعينها مثل العبث واللامعقول والمأساة وغير ذلك من أطروحات تتناسب بشكل كبير مع تجارب المجتمع الغربي الذي يمتلك خصوصيته بحيث أن هذا النوع المسرحي الذي تظهر فيه الأفكار والشخوص متشظية والحوارات منكسرة والجمل غير مكتملة ملائما مع تغيرات الحياة الهائلة في الغرب وسيادة ثقافة العزلة والفردية، كما يتناسب مع الجمهور هناك الذي تشبع بالثقافة الدرامية والمسرحية بحيث صار يستوعب الأفكار الجديدة في العروض المسرحية ويتفهم ضرورتها ويدرك مراميها كما أن انتشار التعليم في مجتمعات تكاد تخلو من الأمية له دور كبير في هذا الأمر، وكذلك عملية التثقيف والاهتمام بالقراءة والاطّلاع، كل تلك عوامل جعلت المسرح قادراً على صنع فتوحات جيدة وإحداث اختراقات مهمة، فالتغيير مهم في الإبداع ولكن له شروطه وسياقاته الاجتماعية والفكرية، بحيث أصبح التجريب هو السائد في المسرح الغربي فتعددت أنواع وأشكال العروض وكلها متقبلة لوجود قاعدة جماهيرية ضخمة للمسرح والفنون بشكل عام. لحظة اغتراب وهنا ظهرت لحظة اغتراب عجيبة في المسرح العربي الذي افتتن صنّاعه بهذه التيارات التي تميل نحو الغموض والتجريب من أجل التجريب وليس من أجل إيجاد أفق جديد للعمل المسرحي أو لمعالجة القضايا الواقعية، فصار المسرح، إلى حد كبير، مغترباً عن حاضنته الاجتماعية فأصبح أقرب إلى التهويم، ومما عزز هذه الحالة الغريبة ظهور التقنية والتكنولوجيا الحديثة وتطبيقها في صناعة العروض، مما جعل هناك اهتمام بشكل العرض وبهرجته والإبهار البصري أكثر من المحتوى، عروض حديثة لكنها تعبر عن بيئة أخرى ولا تكاد تلامس الواقع وما يحفل به من مشاكل. كما أن الميل نحو الاستعراض والزخرفة والغموض جعل هذه الأعمال بلا جمهور يشاهدها لأنها لا تعبر عنه، إلا من فئة قليلة من المتعلمين والمثقفين ومعظمهم من المشتغلين في الفن أنفسهم، أي كاد المسرح أن يصبح نشاطاً داخلياً مما يعمّق حالة اغترابه وابتعاده عن الواقع، بحيث يكاد يفقد القاعدة الجماهيرية التي كوّنها وراكمها، وذلك لأن منهج الصدمة والانتقالات الكبيرة وربما غير المبررة هي التي سادت، فتغيرت لغة المسرح ومضامينه وضاعت اللغة المشتركة بين الخشبة والمتلقي، وصحيح أن الفن، وكذلك الأدب، يفرض موقفه ويدعو المتلقي إلى الارتقاء لمستواه عبر تثقيف نفسه وتنمية ذائقته الفنية، لكن هذه العملية نفسها تحدث وفق سياقات معينة بحيث يكون هذا التجديد والتجريب وتبنّي التيارات المسرحية المختلفة ناتج عن مشاكل ومتغيرات الواقع ومنتمي إلى البيئة ليكون التعبير عن قضايا أصيلة وليست مستلفة. تباينت آراء العديد من المسرحيين الإماراتيين الذين تحدثوا إلى «الخليج» في معرض ردهم على سؤال «هل أصبح المسرح نخبوياً؟»، ففيهم من يرى أن العروض النخبوية هي المهيمنة وهي التي تهتم بها المهرجانات والفعاليات العربية المسرحية، فيما يرى آخرون ضرورة الاهتمام بالنوعين معاً، أي المسرح الجماهيري والنخبوي لخلق حالة مستمرة من العطاء المسرحي. الفنان مرعي الحليان بادر بطرح سؤال: لماذا يتسابق المسرحيون نحو اختبار أنفسهم في المهرجانات ذات الطباع النخبوي؟ مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بالأعمال الجماهيرية التي تطرح وتناقش قضايا المجتمع ومن الضروري أن يتم نقاش ذلك الأمر خلال المناسبات المسرحية المختلفة مثل يوم المسرح الإماراتي وغير ذلك من المحافل المهتمة بحراك «أبو الفنون»، وذلك نسبة لأهمية المسرح في واقع وحياة البشر. واستعرض الحليان عدداً من الأعمال التي كانت تقدم في العالم العربي والخليج وعلى المستوى المحلي في الإمارات والتي كانت مهمومة بمشاكل الناس والبيئة المحلية، كما كان يفعل جمعة علي وغيره من الفنانين الذين استطاعوا أن يقدموا تجارب صنعت رصيداً جماهيرياً. وشدد الحليان على ضرورة أن يجد هذا الأمر الاهتمام الكافي من قبل جميع صناع المسرح عربياً ومحلياً، وبذل الرؤى الفكرية في هذا الشأن بما يجعل الفعل المسرحي مستمراً ومتوهجاً بالحضور الجماهيري، فذلك ما كان يفعله «أبو الفنون» في السابق، حيث باتت الغلبة اليوم للعروض ذات الطابع النخبوي. ظاهرة أما الفنان حسن رجب، المهتم بهذه الظاهرة «انتشار الأعمال النخبوية»، فقد ذكر أن العروض الجماهيرية تهتم بقضايا البشر، وإذا ابتعدت عنها فقدت معناها ورسالتها وغاب معنى المسرح، حيث من المهم الاهتمام بهذه النوعية من العروض التي تحمل على عاتقها الواقع الاجتماعي ورصد ما يجري فيه من مشاكل وتحولات. وأشار رجب إلى أن البعض من المسرحيين أهملوا مثل هذا النوع من العروض حيث أغرتهم المهرجانات التي تقدم فيها الأعمال النخبوية، وذلك لأنهم يبحثون عن الأسهل انتاجا، ويقدمون عروضهم للمتفرج «المعلب». وطالب رجب بضرورة الاهتمام بقضايا المتفرج وبالفرجة المسرحية وبالجمهور نفسه عبر الطرح الجاد والذي يحمل المعنى والمضامين والابتعاد عن الطلاسم والشعوذة التي تحفل بها بعض المهرجانات العربية، فهذه الحالة النخبوية تنطبق على العديد من المهرجانات العربية. طاقات فيما ذكر الممثل جمعة علي أن المهرجانات النخبوية تبرز طاقات الفنانين من مخرجين وممثلين وغير ذلك، فهي بمثابة معاهد ومؤسسات، ومن المهم أن يتم طرح كافة الأنواع المسرحية سواء نخبوية أو جماهيرية، فالفعل الدرامي والمسرحي بحاجة لذلك التعدد. ولفت جمعة إلى أن الرسائل والمعاني والمضامين ليست حالات حصرية وخاصة بالمسرح النخبوي، فالخشبة الجماهيرية يمكن أن تقدم طرحاً يحمل كل تلك الأشياء وهذا يتوقف على العمل نفسه وأداء الممثلين، فالمسرح الكوميدي هو كذلك يحفل بالمعنى ويحمل توجهات فكرية تعبر عن الواقع. ولفت جمعة إلى أن تجربته حملت العديد من العروض الاجتماعية والكوميدية التي قدمت طرحاً جاداً، وكذلك أسهم في أعمال نخبوية فهو على الصعيد الشخصي يستمتع بمثل هذه الأعمال المطلوبة كذلك مثلها مثل العروض الجماهيرية. تخصص من جانبه أوضح الفنان عمر غباش، أن المهرجانات العربية في معظمها نخبوية، وأغلب حضورها من المتخصصين سواء مشاركون في العروض، أو نقاد أو صحفيون، حيث تقدم فيها الرؤى النقدية التي يحتاج إلى الفنان من أجل تطوير عمله، ومن ضمن أسباب المشاركة في مثل هذه المناسبات البحث عن التمييز وحصد الجوائز والفائدة المادية والإعلامية. وأكد غباش وجود عزوف من قبل الفنانين عن تقديم أعمال جماهيرية، حيث لا يوجد دعم كبير لمثل هذه العروض ولا توجد رعاية، وحتى أعمال «الشباك»، التجارية تخضع لقانون السوق من ضرائب وإيجار وحملات، بالتالي هي عملية مكلفة. تصنيف «المسرح هو المسرح لا يوجد واحد نخبوي وآخر جماهيري أو سوداوي وغير ذلك»، هكذا تحدث الفنان إبراهيم سالم الذي أشار إلى وجود مغالاة في التصنيف من قبل الفنانين العرب، فالأعمال التي توصف بالنخبوية قد تكون راقية، بينما التي تحمل صفة الجماهيرية ربما لا يوجد فيها غير النكت والتهريج. ونوّه سالم بأن العمل المسرحي لا يخضع لمثل تلك التصنيفات، فالمسرحية هي عبارة عن بناء وحبكة وبداية ونهاية، ويتفنّن المخرجون في التعامل مع البداية أو النهاية، وسواء كان العمل نخبوياً أو جماهيرياً لابد أن يتقيد بمثل هذه العناصر، لكن المغالاة تكمن في أن بعض الذين اتجهوا نحو العمل الجماهيري انحازوا لخيارهم ذلك، وكذلك فعل الذين تبنّوا الأعمال النخبوية. وأوضح سالم أن بعض الأعمال التي توصف بالنخبوية تكون فيها هنات كبيرة حيث تميل إلى التعقيد والغموض، وكذلك فإن بعض المسرحيات الجماهيرية تغرق في النكتة والتهريج، وفي هذه الحالة فإن كلاً من الاتجاهين لا يعبر عن المسرح الحقيقي. توازن لفت الفنان فيصل الدرمكي إلى أن ما يقدم في الوقت الراهن هو أعمال قريبة من الجمهور سواء كانت نخبوية أو جماهيرية، وبدأت هذه الأعمال في الانتشار خلال السنوات القليلة الماضية بشكل ملحوظ خاصة في المناسبات والأعياد، حيث باتت هناك مسرحيات كوميدية واجتماعية تلامس الحضور وتطرح قضاياهم. وشدد الدرمكي على ضرورة أن يوازن الفنانون وصناع المسرح بين طرح أعمال جماهيرية ونخبوية، فكل من النوعين له أهميته، وهناك مسرحيون تبنّوا هذا الشكل المسرحي أو ذاك، وتلك ظاهرة صحية أن تعمل جميع الأنماط الفنية داخل الحراك المسرحي، ولكن من المهم عدم الميل إلى نوع دون الآخر. ضد الابتذال لعل من نافلة القول، إن دعوى الالتحام بالواقع لا يعني الابتذال، ولا يعني سيادة الأعمال التي لا تتحمل أي مضامين، أي لا يعني الاستجابة المطلقة لما يطلبه الجمهور فذلك يتعارض مع رسالة المسرح نفسها بما تحمل من معاني الخير والحب والجمال والرقيّ، وقد ظل المسرح العربي يقاوم مثل تلك العروض التي تتسم بالابتذال المتمثل في سيادة المسرح التجاري الإضحاكي الخالي من أي محتوى وغير المعنى بغير الربح وشباك التذاكر، فتلك حالة لا تخدم أهداف «أبو الفنون»، التي تنشد الوقوف إلى جانب الإنسان والتعبير عن قضاياه الاجتماعية والفكرية والسياسية، حيث انتشرت العديد من هذه المسرحيات التي تقوم على النكتة والكوميديا غير الموظفة لمصلحة العمل والتي لا تحمل أبعاداً نقدية أو فكرية أو حتى جمالية، بل إن مثل تلك الحالة المسرحية تسهم في بقاء الأوضاع كما هي في حين أن المسرح يهدف إلى التغيير والانتماء إلى القيم الإنسانية النبيلة وبث الوعي وصناعة أجيال تسهم في بناء المستقبل. التوجه التجاري يتعارض مع البدايات الأولى للمسرح العربي الذي اعتمد على اللغة الراقية الشعرية، ثم انتقل إلى معالجة قضايا المجتمعات العربية من خلال توظيف التيارات المسرحية العالمية بشكل خلاق، بما يخدم الواقع بصورة تعزز من قيم الانتماء والهوية والشعور الوطني، وهنا برزت معضلة كبيرة في سياق محاربة مثل هذا النوع من الأعمال والصناعة المسرحية، فالبعض وجد أن حالة الخروج من مثل هذه الحالة هو التوجّه نحو الأعمال النخبوية ونحو الغموض، غير أن ذلك التوجه يزيد من تعقيد المشهد المسرحي أكثر من إيجاد أفق له، حيث إن هذه النخبوية التي صارت مثار شغف الجميع إلا قلة مجتهدة من شأنها أن تسلم «أبو الفنون» في العالم العربي إلى الاغتراب الكامل، حيث أن نقيض المسرح المبتذل ليس هو الإبداع النخبوي، دون التقليل من أهمية مثل تلك العروض الفكرية النخبوية، فهي كذلك لها دورها الكبير في مواجهة مشاكل المجتمع والحياة، لكن لابد من الوضع في الاعتبار واقع الشعوب العربية نفسها التي ينتشر في الكثير من الجهل والصراعات والفقر، مما يحتم الاهتمام بأطروحات مفهومة، والسير نحو تغيير الأساليب والأفكار المسرحية وتجديدها بصورة عميقة ووفق عملية بطيئة وليس عبر النقالات السريعة.

عبير صبري: أحلم بتقديم شخصية داليدا
عبير صبري: أحلم بتقديم شخصية داليدا

صحيفة الخليج

timeمنذ 9 ساعات

  • صحيفة الخليج

عبير صبري: أحلم بتقديم شخصية داليدا

القاهرة: حسام عباس شاركت الفنانة عبير صبري في سباق الدراما الرمضاني الماضي بمسلسل «الحلانجي»، الذي كان التعاون الثاني بينها وبين محمد رجب، وعبرت عبير عن سعادتها بردود الفعل على شخصية «جي جي» التي قدمتها في المسلسل. وتشير إلى أنها تلقت العديد من ردود الفعل التي كشفت عن كره الجمهور لهذه الشخصية بسبب التصرفات التي تقوم بها، وهذا يدل على نجاحها في أدائها، مؤكدة أن شخصية «جي جي» لا تشبهها في الحقيقة، وأنها دائماً تفضل مثل هذه الشخصيات المختلفة لتقديمها. عن نشاطها الفني ومشاريعها، تتحدث عبير صبري في هذا الحوار. * كيف ترين تجربتك الرمضانية في مسلسل «الحلانجي»؟ - أنا سعيدة بخوض هذه التجربة التي جمعتني بالفنان محمد رجب، الذي أحبه على المستويين الفني والإنساني، فهو فنان ناجح وإنسان رائع والتعامل معه سهل وجميل. وهناك أسباب كثيرة حمستني لهذه التجربة، مثل القصة والسيناريو المميزين، والإنتاج القوي، وأن العمل ضم نخبة مميزة من النجوم. * هل تعاملت مع نوعية هذه الشخصيات «الحلانجية» في حياتك؟ - «الحلانجي» شخص يتلاعب مع الذي يتعامل معه وتكون تصرفاته عكس كلامه في كثير من الأحيان، ولأن حياتي مليئة بالخبرات والتعاملات بسبب ظروف وطبيعة عملي، فبالطبع قابلت هذه النوعية من الأشخاص وأستطيع تمييزهم بشكل سريع. * المسلسل هو التعاون الثاني مع الفنان محمد رجب.. ما الذي يميزه في العمل معه؟ - يميزه اهتمامه بالتفاصيل، كما أنه يبحث عن الأفضل دائماً في كل شيء، ويهمه مصلحة ونجاح جميع من يعمل معه، والجميع في موقع التصوير يحبه. * اعتذرت بشكل مفاجئ عن عدم المشاركة في بطولة مسلسل «شباب امرأة» مع غادة عبد الرازق، ما السبب؟ - اعتذرت قبل بدء التصوير بيوم فقط، وما حدث خارج عن إرادتي، فقد تعرضت لوعكة صحية جعلتني غير قادرة على التصوير في الموعد الذي حددته شركة الإنتاج. أحب غادة عبد الرازق، وتابعت مسلسلها، وأتمنى أن يجمعني عمل آخر بها، خصوصاً أننا حققنا نجاحات معاً في أكثر من تجربة وبيننا علاقة قديمة. * ما المسلسلات التي حرصت على متابعتها خلال رمضان؟ - تحمست لمتابعة الكثير من الأعمال المميزة هذا العام وخاصة مسلسلات الشباب الجدد مثل طه دسوقي وأحمد مالك وعصام عمر وأحمد غزي، وأحببت جداً «قلبي ومفتاحه» لمي عز الدين وآسر ياسين. * ما ذا عن فيلم «ليلة عيد»، أحدث ما عرض لك في دور السينما؟ - جذبتني له فكرة البطولة الجماعية، فقد ضم الفيلم نخبة الكبيرة من النجوم، وعلى رأسهم يسرا وريهام عبد الغفور وهنادي مهنا وأحمد خالد صالح ويسرا اللوزي وسيد رجب.كل هؤلاء النجوم يشجعون أي فنان على المشاركة في البطولة. وبالطبع من أسباب حماسي فكرة الفيلم، ودوري المختلف فيه. * الفيلم يناقش مشكلة قهر المرأة، من وجهة نظرك ما هي أكبر أزمة تواجهها؟ - السكوت والصمت إزاء ما يؤلمها، والصبر على مشاكلها بسبب أن المجتمع لا يسمح لها بالشكوى أو الاعتراض. لا أحد يستمع لفئات كثيرة من النساء وتحديداً الطبقة الفقيرة أو الشعبية. * ما هي القضية التي تحتاج إلى تغيير واهتمام أكبر؟ - القهر الذي يمارس ضد المرأة في قضايا كثيرة، وحاول الفيلم عرضها من خلال أحداثه، مثل الحرمان من الميراث، والعنف الزوجي والتحكم في رغباتها وطموحها، وعدم السماح لها بمناقشة مشاكلها الزوجية. * هل تحرصين على تحقيق التوازن بين التلفزيون والسينما؟ - ما يعرض عليَّ ويستفزني أقبله، بغض النظر ما إذا كان في السينما أو التلفزيون، دائماً هدفي أن أجتهد على نفسي وأقدم عملاً جيداً، فظروف السوق صعبة، وغير متاح للفنان أن يجسد كل ما يريد، وإن كانت فرصة التواجد في الدراما التلفزيونية أفضل بسبب زيادة كم الإنتاج في التلفزيون عكس السينما، إضافة إلى آفة «الشللية» الموجودة في السوق السينمائية. الداعم الوحيد لأي فنان في تلك المرحلة موهبته مادام لا يوجد منتج يقف إلى جانبه. * هل هناك حلم فني تتمنين تقديمه؟ - حلم حياتي تقديم شخصية الفنانة الراحلة داليدا، وهي بالنسبة لي شخصية درامية عميقة وإنسانية وتجسيد لمشاعر الحب والضعف عند المرأة، وكان لديها مشاكل كثيرة في حياتها لم تتمكن من التصالح معها. وأعتقد أنني أشبه داليدا وقريبة منها، فأنا عاطفية مثلها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store