
"أنتانات" وليد جنبلاط هل لا تزال فعّالة؟
لا يزال كلام الزعيم الدرزي وليد جنبلاط نهاية شهر حزيران عن تسليمه اسلحة للحزب "التقدمي الاشتراكي" تم تجميعها في أحد المواقع في المختارة للجيش اللبناني، يطرح علامات استفهام كثيرة حول خلفية هذا القرار وتوقيته، خاصة انه يأتي في وقت تشتد الضغوط على حزب الله لتسليم سلاحه، كما في مرحلة حساسة جدا لدروز سوريا، في ظل تنامي النزعات الانفصالية والتقارب الحاصل بين زعاماتهم وبين "اسرائيل".
وكان لافتا ان اعلان جنبلاط عن تسليم السلاح وابلاغه رئيس الجمهورية بذلك، لم يقترن مع اي بيان رسمي لا من الرئاسة الاولى ولا من الجيش اللبناني ولا مع اي صور للتسليم، ما جعل البعض يشكك بحصول العملية، ووضعها في اطار بعث رسائل معينة في أكثر من اتجاه، الا ان مصدرا عسكريا أكد لـ"الديار" حصول هذه العملية، من دون اعطاء اي تفاصيل بخصوص كمية السلاح ونوعيته، علما ان جنبلاط نفسه كان قد تحدث عن سلاح متوسط وخفيف.
وتعتبر مصادر مطلعة ان ما يفترض التوقف عنده هو ان اعلان جنبلاط تم خلال مؤتمر صحافي، دعا خلاله حزب الله لتسليم السلاح، وقال فيه ان مزارع شبعا سورية، لافتة الى انه كان الوحيد الذي التقى المبعوث الاميركي توم بارّاك في زيارته السابقة الى بيروت، ويمتلك معطيات حول الوضع في لبنان والمنطقة اكثر من اي زعيم آخر. وتضيف المصادر "اعتبر جنبلاط انه وبقراره تسليم السلاح، الذي لا شك يبقى قسما من السلاح الذي يمتلكه "الاشتراكي" وليس كله، يضرب عصفورين بحجر واحد، اي يظهر بموقع الحريص على المصلحة اللبنانية العليا، ويؤكد انه يُقرن حديثه عن حصرية السلاح بالافعال، وبنفس الوقت يكون يُحرج حزب الله للقيام بخطوات مماثلة شمالي الليطاني، بعدما قرر التمترس بوجهه منذ مدة لاعتباره ان ورقته باتت اقرب للمحروقة، بعد اغتيال الامين العام السابق للحزب السيد حسن نصرالله".
وعند اطلاق "طوفان الأقصى" اصطف جنبلاط الى حد كبير الى جانب خيار الحزب باسناد غزة، وبدت العلاقة ممتازة بين الطرفين، الى حد اعتبرت قيادة حزب الله ومناصريه انه كان اوفى تجاههم من قوى اخرى وعلى رأسها "التيار الوطني الحر"، الذي عارض منذ البداية فتح جبهة الجنوب، لكن مواقف جنبلاط ما لبثت ان تحولت مع بدء "اسرائيل" عمليات اغتيال قياديي ومسؤولي الحزب.
وليس خافيا على أحد ان همّ جنبلاط ليس همّا داخليا حصرا، اذ تشكل التحولات الكبرى الحاصلة في سوريا ووضعية الدروز هناك الهمّ الاكبر له، في ظل النزعات الانفصالية المتزايدة لديهم، وبخاصة بعد المواجهات مع القوات التابعة للنظام السوري ودخول "اسرائيل" على الخط، لتسخين الوضع وحض دروز سوريا على الانفصال.
ويحاول جنبلاط ان يبقي على بعض من حضوره ودوره وموقعه بين دروز سوريا، خاصة بعد تنامي ادوار وزعامة كل من الشيخ حكمت الهجري والشيخ موفق طريف.
وتشير المصادر الى ان "المرحلة الحالية دقيقة جدا للمنطقة ككل، فكيف بالحري للاقليات فيها، ويبدو ان جنبلاط يخشى انخراط دروز لبنان باقتتال داخلي، في حال تطورت الأمور دراماتيكيا، وبخاصة في حال اصرار حزب الله على عدم تسليم سلاحه، لذلك اعتبر ان سحب السلاح من ايدي مناصريه يحمي الطائفة، خاصة وان كل المكونات اللبنانية باتت ضد حفاظ الحزب على سلاحه، ما يفترض ان يعني ان القيادة في حارة حريك لن تضع نفسها بمواجهة مع كل القوى اللبنانية".
بالمحصلة، ها هي "أنتانات" وليد جنبلاط لا تزال وكعادتها فعّالة، بعدما اشتهرت انها اول من يلتقط التحولات الكبرى، فهل تخدم مواقفه وقراراته الاخيرة دروز لبنان؟ ام تتركهم من دون عوامات في بحر المنطقة الهائج؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 24 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
أدرعي: استهدفنا عنصراً في حزب الله في منطقة الخيام
أعلن المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش الإسرائيلي إستهدف عنصرا في حزب الله في منطقة الخيام. وقال عبر حسابه على منصة "إكس": "هاجم الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم في منطقة الخيام في جنوب لبنان وقضى على عنصر في حزب الله من منظومة الصواريخ المضادة للدروع". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 30 دقائق
- الديار
لبنان يرفض إطلاق سراح القذافي قبل استلام تحقيقات ليبيا بقضية الإمام الصدر
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أصدر القضاء اللبناني قراراً برفض الإفراج عن هانيبال معمر القذافي، مؤكداً ضرورة تسلم لبنان تحقيقات ومعلومات من السلطات الليبية بشأن قضية الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين قبل النظر في أي إجراءات للإفراج عنه. جاء هذا القرار في مذكرة رسمية أعدها المحقق العدلي القاضي زاهر حمادة، رداً على رسالة من النائب العام الليبي الصديق الصور، الذي أعرب فيها عن استعداد ليبيا للتعاون وكشف مصير الإمام الصدر مقابل تسليم هانيبال القذافي إلى ليبيا أو إلى دولة ثالثة. وأشار القاضي حمادة إلى أن الطرفين وقعا في عام 2014 مذكرة تعاون قضائي حول القضية، كما عُقد اجتماع ثنائي في تونس عام 2016 أفضى إلى تعهد ليبي بتسليم التحقيقات المتعلقة بالقضية بعد سقوط نظام معمر القذافي، إلا أن هذا التعهد لم يُنفذ رغم اللقاءات اللاحقة في اسطنبول وبيروت عام 2024. وأكد حمادة أن اتفاق التعاون القضائي لا يزال سارياً ولا حاجة لإبرام اتفاق جديد، مشدداً على أن تسليم التحقيقات الليبية يمثل شرطاً أساسياً لتبديد الهواجس وفتح المجال لأي تفاهم قضائي بخصوص توقيف هانيبال القذافي. يُذكر أن هانيبال القذافي تم اختطافه من دمشق في كانون الأول/ديسمبر 2015 ونُقل إلى لبنان بتنسيق مع النائب السابق حسن يعقوب، وتم توقيفه لاحقاً بتهمة 'كتم معلومات' تتعلق بمصير الإمام الصدر ورفيقيه، رغم نفي مسؤولين ليبيين وحقوقيين مسؤولية هانيبال القذافي بحجة صغر سنه وقت وقوع الحادثة عام 1978.


ليبانون ديبايت
منذ ساعة واحدة
- ليبانون ديبايت
بعد "الجريمة النكراء"... حزب الله يحذّر من مخطّط لضرب وحدة سوريا
أصدر "حزب الله" بيانًا استنكر فيه بأشد العبارات جريمة اغتيال العلامة الشيخ رسول شحود، في ريف حمص، واصفًا إياها بـ"الجريمة النكراء" التي تستهدف وحدة سوريا وتسعى لإشعال الفتن الطائفية والمذهبية. وقال الحزب في بيانه إن "الأيادي المجرمة والغادرة التي ارتكبت هذه الجريمة تسعى إلى زعزعة وحدة وسلامة سوريا، وتفجير الفتن بين أبناء الشعب السوري الشقيق"، معتبرًا أن استهداف هذه الشخصية العلمائية "ليس مجرد حادث فردي، بل عمل مدبّر يحمل في طياته أبعادًا خطيرة على المستوى الوطني والديني والاجتماعي". وأضاف البيان: "إن هذه الجريمة الخطيرة طالت شخصية علمائية أفنت عمرها في خدمة الدين والمجتمع، وكان الشيخ رسول شحود راعيًا لبيوت تعليم القرآن الكريم، وداعمًا لمسيرة الشباب في التكوين التربوي والإيماني، وناصحًا ومبلّغًا، وصوتًا للحق ومدافعًا عن المستضعفين". وشدّد حزب الله على أن "هذا الاغتيال يستوجب أوسع موجة استنكار وإدانة من مختلف الهيئات العلمائية، والصروح العلمية والروحية، لما يشكّله من استهداف مباشر لرمز ديني معتدل ودور العلماء في بناء السلم الأهلي". وأكد الحزب في ختام بيانه "ضرورة ملاحقة هؤلاء المجرمين ومحاسبتهم مع كل من يثبت تورطه أو انخراطه في هذه الجريمة الخبيثة"، معربًا عن "ثقته التامة بأن الشعب السوري سيبقى حصنًا منيعًا في وجه الفكر المتطرف، وسيرفض محاولات بث الفتنة وتقويض وحدة المجتمع واستقراره".