
ترامب يُسرّع التباطؤ: هل تدفع أميركا ثمن الحمائية؟
الاقتصاد الأميركي بدأ عام 2025 بانتكاسة غير متوقعة، إذ تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% في الربع الأول، وهو أول انكماش منذ ثلاث سنوات، وجاء مدفوعاً بمزيج من الهلع التجاري وتداعيات سياسية داخلية. فهل بدأ تأثير الرسوم الجمركية يظهر؟ وهل تكون إدارة ترامب قد فتحت الباب لركود صُنع في أميركا؟
الانكماش الأول في عهد ترامب الثاني
توقّع المحللون نمواً قدره 0.8%، لكن بيانات وزارة التجارة كشفت عن واقع مغاير: الاقتصاد انكمش بمعدل سنوي بلغ 0.3% في الأشهر الثلاثة الأولى من 2025. إنه أسوأ أداء فصلي منذ أوائل 2022، حين كانت البلاد تخرج من تبعات الجائحة.
ما الذي حدث؟ العديد من الشركات الأميركية سارعت إلى استيراد البضائع في بداية العام تحسباً للرسوم الجمركية التي أعلنت إدارة ترامب تطبيقها في أبريل. هذا التبضّع المسبق رفع الواردات بشكل كبير، ما أثّر سلبياً على حسابات الناتج المحلي، ودفع الاقتصاد نحو الانكماش.
رسوم جمركية تصنع ركوداً؟
رغم أن الرسوم لم تدخل حيز التنفيذ إلا في بداية الربع الثاني، إلا أن آثارها النفسية كانت فورية. شركات البيع بالتجزئة والمصانع سارعت إلى تخزين البضائع، بينما بدأ المستهلكون يشعرون بالقلق من ارتفاع الأسعار.
نتيجة هذا السلوك:
• قفز الاستيراد ليؤجج سلبية النمو.
• تراجع الإنفاق الاستهلاكي.
• شركات خفضت توقعاتها للفصل الثاني بسبب انجراف الطلب إلى بداية العام.
ما شهدناه هو طلب صناعي مصطنع في الربع الأول، يليه جرف حاد في الربع الثاني.
إنفاق حكومي يتراجع... بقيادة ماسك
الانكماش لم يكن تجارياً فقط، بل أيضاً سياسي. إدارة ترامب قلّصت الإنفاق الحكومي بنسبة 5.1%، وهو أكبر انخفاض منذ سنوات.
يقف وراء هذه السياسة رجل الأعمال إيلون ماسك، الذي يترأس "إدارة كفاءة الحكومة". وضمن مهامه:
• إغلاق مكاتب فيدرالية بالكامل.
• خفض عدد الموظفين الحكوميين.
• إلغاء تمويلات الأبحاث والبرامج الاجتماعية.
هل هذه حكومة أكثر كفاءة؟ أم بداية تقويض الخدمات الأساسية؟ هذا السؤال بدأ يتردد بصوت أعلى داخل الأسواق.
سوق العمل يهتز
في مؤشرات مقلقة أخرى، أظهر تقرير ADP للوظائف أن القطاع الخاص أضاف فقط 62 ألف وظيفة في نيسان/أبريل، مقارنة بـ134 ألفاً متوقعة.
تقرير الوظائف الرسمي المنتظر يوم الجمعة قد يؤكد الصورة: تراجع التوظيف هو أوضح علامة على أن السوق بدأ يتأثر بالركود المتوقع.
هل يتدخل الفيدرالي؟
رغم المعطيات السلبية، من غير المتوقع أن يُقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة في اجتماعه المقبل في 7 أيار/مايو.
لماذا؟ لأن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم لم يظهر بعد، والبنك المركزي لا يريد التسرع في اتخاذ قرار سياسي تحت ضغط رئيس غير تقليدي.
البيانات الحالية تضغط الفيدرالي تحت الضغط لكن التضخم يعطي بعض الوقت للمراقبة... لكن الصدمة قادمة، لا محالة.
هل تقود واشنطن العالم إلى تباطؤ عالمي؟
الانكماش الأميركي في الربع الأول لم يكن نتيجة أزمة خارجية أو حرب. بل كان نتاجاً مباشراً لسلوك الأسواق استجابة لقرارات اتخذت في البيت الأبيض.
إذا استمرت هذه السياسات الحمائية، مع إنفاق حكومي منكمش وسوق عمل متباطئ، فإن الركود الأميركي قد يتحول إلى عدوى عالمية.
والسؤال الأهم الآن:
هل يمكن لأميركا أن تتحمل صدمة داخلية... اختارتها بنفسها؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
تقويض وحدة "الناتو"... إسبانيا آخر الرافضين لرفع نسبة الإنفاق العسكري إلى 5%
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بقيت إسبانيا آخر الدول الرافضة لخطة "الناتو"، التي تقضي برفع نسبة الإنفاق العسكري من الناتج المحلي إلى 5%، والتي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال أربعة مسؤولين مطلعين على الاستعدادات، إنّ مدريد تتعرّض لضغوط للالتزام بهذا الهدف وتمكين "الناتو" من الإعلان عن وفاء جميع أعضائه بهذا التعهّد في اجتماع لوزراء دفاعه في بروكسل في 5 حزيران. ويبذل الدبلوماسيون جهوداً حثيثة لتأمين دعم إجماعي من "الناتو" قبل قمة قادة الحلف في لاهاي في 24 حزيران، حيث يأمل الكثيرون أن يقبل ترامب بوعود زيادة الإنفاق ويؤكّد الضمانات الأمنية الأميركية لأوروبا. بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إنه "حثّ إسبانيا على الانضمام إلى حلفائها في تخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع"، وذلك بعد لقائه وزير الخارجية الإسباني في واشنطن هذا الأسبوع. كما قال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بعد اللقاء، إنه تبادل الآراء مع روبيو، حيث عبّر كلاهما عن آرائه بوضوح تامّ، ولفت ألباريس إلى أنه أصرّ على أن الوصول إلى نسبة 2% يتطلّب "جهداً هائلاً"، وأنّ "النقاش الحالي يجب أن يركّز على القدرات". ولم تؤكّد إسبانيا، بعد، دعمها لتعهّد الـ 5%، حسبما قال المسؤولون، مما قد يعيق صدور بيان بالإجماع، ويقوّض وحدة التحالف، ويُعقّد الاستعدادات لقمة لاهاي. مؤسس شركة "جيوبوليتيكال إنسايتس" (شركة استشارية مقرها مدريد)، برناردو نافازو، قال إنّ إسبانيا تدرك ضرورة إنفاق أكثر من 2% على الدفاع، لكنها اضطرّت إلى كسب الوقت "للعمل على خطاب عامّ مصاحب، لأننا كدولة ننتمي إلى تقاليد أكثر سلمية ومعادية للعسكرة". ولكن، نافازو، يرى أنّ الهدف الأميركي "غير واقعي"، مضيفاً: "بالنسبة لدول مثل إسبانيا وإيطاليا، سيكون من الصعب للغاية حثّ شعوبها على دعم نسبة 5%، في سياق لا يشعر فيه الناس بأيّ تهديد وشيك، حتى لو أعلن قادتها أنهم جزء من الاتحاد الأوروبي، وأنّ الاتحاد يواجه تهديداً أمنياً من روسيا". وكان ترامب قد طالب دول "الناتو" بالوصول إلى نسبة 5% وإلا ستخاطر بفقدان الحماية الأميركية، في مسعى "لمعادلة" تكلفة الدفاع عن التحالف.


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
إيهود باراك يحذر من حسابات نتنياهو السياسية: إعادة غزو غزة كارثة استراتيجية
أكّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، في مقال تحليلي نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنّه وبعد "مرور قرابة 20 شهراً على 7 أكتوبر 2023، تجد إسرائيل نفسها أمام مفترق طرق مصيري: إمّا الذهاب نحو اتفاق يضمن إعادة الأسرى الإسرائيليين وإنهاء الحرب، أو الانخراط في جولة تدميرية جديدة من القتال، يسعى فيها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلف نصرٍ كامل" على حركة حماس. وأشار باراك إلى أنّه في الداخل، يُراهن نتنياهو على دعم وزراء اليمين المتطرّف، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يدفعون في اتجاه إعادة احتلال قطاع غزة وإعادة توطينه. أما خارجياً، فتتزايد الضغوط الدولية، ولا سيما من واشنطن، حيث نقلت تقارير عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله لنتنياهو: "سنتخلى عنك إذا لم تنهِ الحرب". كما صعّدت فرنسا وبريطانيا وكندا من نبرتها تجاه "إسرائيل"، مطالبةً بتجديد المساعدات الإنسانية إلى غزة، فيما علّقت المملكة المتحدة محادثات اتفاقية تجارية ثنائية. اليوم 13:32 اليوم 12:59 ويرى باراك أنّ التوصّل إلى اتفاق يعني إنقاذ الأسرى، وإنهاء الكارثة الإنسانية، وفتح باب إعادة الإعمار، وفرصة للاندماج في منظومة إقليمية تضمّ السعودية والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا. لكن بالنسبة لنتنياهو، فإنّ هذا المسار يعني المخاطرة بخسارة ائتلافه المتطرّف، وفتح باب المحاسبة على فشل 7 أكتوبر، وتسريع محاكمته في ملفات الفساد. إذ تظهر استطلاعات أنّ أكثر من 70% من الإسرائيليين يحمّلونه المسؤولية، وأنّ نصفهم يعتبرونه يعمل لمصلحة شخصية لا وطنية. ولفت باراك إلى أنّ استمرار الحرب يوفّر لنتنياهو حماية سياسية، لكنّها "كارثة استراتيجية"، متابعاً: "لا يمكن تحقيق القضاء الكامل على جماعة تندمج داخل أكثر من مليوني مدني". وبرأي باراك، هذه ليست حرباً لحماية أمن "إسرائيل"، بل لحماية نتنياهو نفسه. فالهجوم الجديد، وفق تعبيره، "ليس سوى محاولة لتمديد عمر حكومة باتت تتأكّل داخلياً". ويطرح باراك خطة بديلة، مطروحة منذ أكثر من عام، تقوم على: تشكيل قوّة انتقالية بقيادة عربية بدعم من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وبتمويل خليجي لإعادة الإعمار، كذلك إدارة مؤقتة من تكنوقراط فلسطينيين، وجهاز أمني جديد بإشراف عربي أميركي. ويختم باراك بالقول إنّ "إسرائيل"، تستطيع الدخول في صفقة شاملة، تشمل: إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء الحرب، وبناء نظام إقليمي بمشاركة السعودية. لكنّ هذا المسار سيفكّك ائتلاف نتنياهو ويُنهي مسيرته السياسية. لذلك، فإنّ رئيس الوزراء، برأي باراك، لا يتصرّف من أجل مصلحة الكيان، بل بدافع البقاء السياسي فقط. "كلّ حجّة أخرى ليست سوى ستار دخان"، يختم باراك.


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
ترامب يقلّص مجلس الأمن القومي ويقيل عشرات المسؤولين دفعة واحدة
قلّص الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكلٍ كبير في حجم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، حيث أقال عشرات المسؤولين، ووضع آخرين في إجازة إدارية، وأعاد غيرهم إلى وكالاتهم الأصلية، في خطوة يقول مؤيّدوه إنها تهدف إلى تكليف أعضاء في المجلس بأشخاص مناصرين لأجندة (ماغا). وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنّ العديد من الأشخاص المطلعين على عمليات الفصل، يقولون إن مجلس الأمن القومي (NSC)، الذي يديره مؤقتاً وزير الخارجية ماركو روبيو، قد احتفظ ببعض الموظفين، معظمهم من كبار المديرين، بينما ألغى عشرات الوظائف في المكتب. 🚨 #BREAKING: Marco Rubio, as National Security Advisor, has just placed over 100 National Security Council members on leaveRubio is WEEDING OUT the deep state actors who will inevitably try to undermine President TrumpRubio CONTINUES to impress. Keep going! 🔥 هذه الخطوة، التي وصفها أحد الأشخاص بأنها "تصفية"، بعد ثلاثة أسابيع من فصل الرئيس مايك والتز من منصبه كأول مستشار للأمن القومي، وهو أعلى منصب في مجلس الأمن القومي. 1 أيار 20 تشرين ثاني 2024 وكتب روبرت أوبراين، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب الأولى، مؤخّراً، مقال رأي، يدعو فيه إلى تقليص عدد أعضاء مجلس الأمن القومي إلى 60 مسؤولاً فقط. وكان المجلس، الذي لطالما عمل كمكتب تنسيق، ولكنه استُخدم أحياناً لمركزية السلطة في البيت الأبيض، يضم أكثر من 200 مسؤول خلال إدارة بايدن. بدوره، قال دينيس وايلدر، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي في إدارة جورج دبليو بوش: "لا شكّ في أنّ مجلس الأمن القومي في إدارة بايدن أصبح متضخّماً، وكان يحاول تطبيق السياسة الخارجية، بتسلّط، بدلاً من القيام بدوره التقليدي المتمثّل في تنسيق تنفيذ بقية مؤسسات الأمن القومي". وأضاف: "مع ذلك، هناك خطر من أنّ مجلس الأمن القومي المُقلّص بشدة لن يمتلك القوة التنفيذية اللازمة للسيطرة على نظام الأمن القومي". وقال بعض المؤيّدين إنّ هذه الخطوة ستساعد ترامب، بعد تقليل عدد المسؤولين من الوكالات الأخرى الذين قد لا يدعمون أجندته. لكنّ آخرين شكّكوا في تأثير ذلك على السياسة الأميركية.