
«هدنة غزة» بانتظار رد «حماس» على الوسطاء
ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية، الثلاثاء، عن مصدرين مطّلعين على المفاوضات، أن الولايات المتحدة أبلغت حركة «حماس» بأنها باتت «على وشك فقدان صبرها»، مشددة على ضرورة تقديم ردّ سريع على مقترح الهدنة.
ومنحت الولايات المتحدة «حماس» ضمانات بأن إسرائيل ستدخل في مفاوضات لإنهاء الحرب خلال فترة هدنة مقترحة مدتها 60 يوماً. ومع ذلك، أفاد أحد المصدرين لشبكة «سي إن إن» بأن هذه الضمانات قد تُسحب إذا لم توافق الحركة سريعاً.
وإزاء ذلك التأخر، في رد من «حماس»، تمارس الولايات المتحدة وقطر ومصر «ضغوطاً شديدة» على الحركة، وفق المصدر ذاته، لافتة إلى أن «اتفاقاً قد يُبرم هذا الأسبوع إذا وافقت قيادة (حماس) في غزة على الإطار المطروح، خاصة بعد اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في واشنطن، الأسبوع الماضي، الذي ساهم في تسريع تسوية أبرز النقاط العالقة، وعلى رأسها خرائط الانسحاب، وضمانات وقف دائم لإطلاق النار خلال فترة التهدئة».
في المقابل، بررت «حماس» تأخيرها في الرد بأنها «تدرك حجم الابتزاز الذي يمارسه الاحتلال من خلال ارتكاب المجازر بحق أبناء شعبنا، في محاولة يائسة لانتزاع مواقف لم يتمكّن من فرضها على طاولة المفاوضات»، في إشارة لوجود خلافات لم تحسم بعد.
ورغم ذلك، أكدت «حماس»، في بيان، الاثنين، أنها «ماضية بمسؤولية وعقلانية، وبأقصى سرعة ممكنة، في استكمال المشاورات والاتصالات مع القوى والفصائل الفلسطينية، من أجل الوصول إلى اتفاق مشرّف يفضي إلى وقف العدوان، وإنهاء الإبادة الجماعية، وتحقيق أهداف الشعب في الإعمار، ورفع الحصار، وضمان حياة كريمة لقطاع غزة».
فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارات إسرائيلية في مستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن هناك أسباباً عديدة لتأخر رد «حماس»؛ منها اعتقادها بأن المماطلة وزيادة الكارثة الإنسانية ستكونان في صالحها بجلب ضغوط من المجتمع الدولي على إسرائيل، بجانب مغالاة الجانب الموالي لإيران في قيادة الحركة الذي يعتقد أن إطالة أمد المفاوضات سيؤخر أي احتمال لقصف إسرائيلي محتمل لطهران إذا فشلت المفاوضات النووية مع واشنطن، بخلاف محاولة الحركة البحث عن مكسب الوجود في اليوم التالي، ولو بشكل غير مباشر.
ويرى أن التسريبات الأميركية، ومنها التحذير بنفاد الصبر، تكشف أننا إزاء مسار محدد لوقف الحرب، وعلى «حماس» ألا تعطله، مشيراً إلى أن محاولات الحركة للوجود وعدم التنحي الفعلي تعطل كل شيء وستضرها أكثر.
وفي ظل أوضاع كارثية بالقطاع، تزايدت مطالب عربية ودولية لوقف الحرب، مقابل تصعيد إسرائيلي، وسط اجتماع طارئ عقدته الجامعة العربية بالقاهرة على مستوى المندوبين للمطالبة بوقف الحرب في غزة والمجاعة في القطاع.
وأصدر أكثر من 25 دولة، من بينها بريطانيا واليابان وعدد من الدول الأوروبية، بياناً مشتركاً، الاثنين، قالت فيه إن الحرب في غزة «يجب أن تنتهي الآن».
ورحبت الخارجية السعودية، في بيان، الثلاثاء، بالبيان الصادر عن الشركاء الدوليين الذين طالبوا بإنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل فوري، ورفع كافة القيود عن المساعدات الإنسانية، وسرعة إيصالها بشكل آمن لسكان القطاع، داعية إلى سرعة اتخاذ القرارات والخطوات العملية أمام التعنت الإسرائيلي الذي يعتمد إطالة أمد الأزمة، ويقوض كل جهود السلام الإقليمية والدولية.
كما رحبت الخارجية المصرية بالبيان الدولي، «وما تضمنه من مطالبة واضحة بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة»، مشددة على «استمرار جهودها الساعية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالشراكة مع قطر والولايات المتحدة».
فيما دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال لقاء رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في أوتاوا، الاثنين، لبذل أقصى الجهود لوقف الحرب على قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات إلى المدنيين في مختلف أنحاء القطاع، وفق وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.
في المقابل رفض المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين، في منشور على منصة «إكس» البيان، واصفاً إياه بأنه «منفصل عن الواقع، ويرسل رسالة خاطئة إلى (حماس)». واتهم «حماس» بإطالة أمد الحرب من خلال رفضها قبول اقتراح تدعمه إسرائيل لوقف مؤقت لإطلاق النار، وتبادل الأسرى.
كما رفض السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، البيان الصادر عن العديد من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، واصفاً إياه بـ«المقزز» في منشور له على «إكس»، قائلاً إنه كان ينبغي عليهم بدلاً من ذلك الضغط على «همجية (حماس)».
فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات نقلها إعلام إسرائيلي، أن العمليات العسكرية في قطاع غزة «لن تنتهي إلا إذا أعلنت حركة (حماس) استسلامها الكامل».
ولا تزال الخسائر الميدانية في الأرواح مستمرة، وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الاثنين، مقتل الجندي عاميت كوهين (19 عاماً)، وبذلك يرتفع عدد الجنود القتلى إلى 894 منذ بداية الحرب، بحسب ما ذكرته قناة «آي نيوز 24»، الاثنين.
وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة، في وقت مبكر الثلاثاء، إن قصفاً إسرائيلياً بدبابات أسفر عن مقتل 12 فلسطينياً على الأقل، وإصابة عشرات آخرين في مخيم غرب مدينة غزة بشمال القطاع.
ويتوقع مطاوع أن يذهب الجميع لهدنة تحت ضغوط الوسطاء، لا سيما الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن «حماس» وإسرائيل لا يعينهما ما يحدث من تجويع، ويهمهما تحقيق مكاسبهما فقط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
أكثر من 100 منظمة غير حكومية تحذر من "مجاعة جماعية" بغزة
حذّرت أكثر من 100 منظمة غير حكومية الأربعاء من خطر تفشي "مجاعة جماعية" في قطاع غزة المدمر من جراء الحرب المتواصلة فيه منذ أكثر من 21 شهراً. وقالت المنظمات غير الحكومية ومن بينها "أطباء بلا حدود"، و"منظمة العفو الدولية"، و"أوكسفام إنترناشونال" وفروع عديدة من منظمتي "أطباء العالم" و"كاريتاس" إنه "مع انتشار مجاعة جماعية في قطاع غزة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم من الهزال"، وفق فرانس برس. العرب والعالم الأونروا: سكان غزة يتعرضون لإغماءات بسبب الجوع الشديد كما دعت في بيانها المشترك إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وفتح كل المعابر البرية للقطاع، وضمان التدفق الحر للمساعدات الإنسانية إليه. كذلك أضافت أنه "خارج قطاع غزة مباشرة، في المستودعات - وحتى داخله - لا تزال أطنان من الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود غير مستخدمة، في ظل عدم السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إليها أو تسليمها". "قتل أكثر من ألف" يأتي هذا البيان غداة اتهام المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية مايو، غالبيتهم كانوا قرب مواقع تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل. من جانبه أعلن مجمع الشفاء الطبي الثلاثاء أن 21 طفلاً توفوا في غزة خلال الساعات الـ72 الماضية "بسبب سوء التغذية والمجاعة"، مع بلوغ الكارثة الإنسانية التي يعانيها سكان القطاع مستويات غير مسبوقة وتحذير الأمم المتحدة من أن "المجاعة تقرع كل الأبواب". اتهام حماس بـ"نهب المساعدات" في المقابل تتهم إسرائيل حماس باستغلال معاناة المدنيين، لا سيما عبر نهب المساعدات الإنسانية من أجل إعادة بيعها بأسعار باهظة أو عبر إطلاق النار على منتظري هذه المساعدات. كما تؤكد السلطات الإسرائيلية باستمرار أنها تسمح بمرور كميات كبيرة من المساعدات، غير أن المنظمات غير الحكومية تؤكد وجود قيود عديدة تعرقل إدخال هذه المساعدات وتوزيعها. بدورها، تحمّل "مؤسسة غزة الإنسانية" حماس المسؤولية عن الوضع الإنساني في القطاع. ضغوط دولية متزايدة يشار إلى أن إسرائيل تواجه ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر من جراء الحرب الدائرة فيه بين إسرائيل وحماس. وفي نهاية مايو، خففت إسرائيل جزئياً الحصار الشامل الذي فرضته على القطاع مطلع مارس وأدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء وغيرها من السلع الأساسية.


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
ماكرون يستقبل رئيس وزراء لبنان في أول زيارة رسمية له إلى فرنسا
يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في أول زيارة رسمية له إلى فرنسا، وستتطرق المحادثات إلى الأوضاع الأمنية في لبنان و"التحديات الكبرى" على المستوى الإقليمي، وفق ما أعلن قصر الإليزيه الثلاثاء. أشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن "المحادثات ستتطرق إلى قضايا الأمن واستقرار البلاد ومواصلة الإصلاحات الاقتصادية التي لا غنى عنها لاستعادتها كامل سيادتها وازدهارها"، مشيرة خصوصاً إلى تعزيز الجيش اللبناني. وشدد بيان الإليزيه على أن ماكرون وسلام "سيتطرقان أيضاً إلى ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، خصوصاً في ما يتعلق بالانسحاب التام للقوات الإسرائيلية". ونص وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" تم التوصل إليه بوساطة أميركية على انسحاب الحزب من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل. كذلك، نص على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن إسرائيل أبقت على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تشن إسرائيل ضربات شبه يومية في لبنان، وتقول إنها تستهدف مقاتلين وبنية تحتية لـ"حزب الله"، وقد حذرت من أنها ستواصل ذلك ما لم يتم نزع سلاح التنظيم المدعوم من إيران. وتعهد الرئيس اللبناني جوزاف عون الذي انتُخب في يناير (كانون الثاني) ورئيس الحكومة نواف سلام الذي تولى منصبه في فبراير (شباط)، جعل مكافحة الفساد أولوية، في إطار إصلاحات تحض على تنفيذها المؤسسات التمويلية الدولية. سيتباحث ماكرون وسلام أيضاً في "التحديات الكبرى التي تواجه الشرق الأوسط، خصوصاً تداعيات الحرب في إيران وغزة، فضلاً عن الاشتباكات الأخيرة في سوريا"، وفق الإليزيه. وسيشدد الرجلان، وفق البيان على "ضرورة وضع حد لكل الأعمال القتالية في المنطقة لحماية المدنيين، والحاجة الملحة لإدخال المساعدات الإنسانية بكثافة ومن دون عوائق إلى قطاع غزة". وتبلغ مساحة القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ اندلاع الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، 365 كيلومتراً مربعاً ويعيش فيه 2,4 مليون نسمة وسط شح كبير في المواد الغذائية. وتفرض إسرائيل قيوداً صارمة على دخول المساعدات إلى القطاع وتتهم حركة "حماس" باستغلال معاناة السكان وبسرقة المساعدات.


أرقام
منذ 4 ساعات
- أرقام
الكرملين لا يتوقع احراز تقدم كبير في المفاوضات مع أوكرانيا
قال الكرملين الثلاثاء إنه لا يتوقع تسجيل تقدم كبير خلال المفاوضات المقبلة بين الروس والأوكرانيين المقررة الأربعاء في تركيا، مؤكدا أن موسكو عازمة على التمسك بشروطها. وستعقد الجولة الثالثة من المحادثات المباشرة بين الطرفين في إسطنبول بضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أمهل روسيا 50 يوما للتوصل إلى اتفاق مع كييف وإلا فستواجه عقوبات صارمة. وأعلنت روسيا مرات عدة استعدادها للتفاوض، إلا أنها مرة أخرى الثلاثاء أحبطت التوقعات بالتوصل إلى حل سريع للنزاع الذي اندلع في شباط/فبراير 2022. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين "لا يوجد بالطبع أي سبب يدفع للأمل في احراز تقدم خارق، لكننا نعتزم الدفاع عن مصالحنا وضمانها وتنفيذ المهام التي حددناها من البداية". وأكد كذلك أن "ثمة عملا كثيرا ينبغي إنجازه" قبل أي لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي، وهو أمر يطالب به الرئيس الأوكراني. وفيما أعلن زيلينسكي مساء الاثنين أن هذه المفاوضات ستُحصل الأربعاء، اكتفى بيسكوف بالقول إنه يأمل أن "تُعقد الجولة الجديدة هذا الأسبوع". كذلك، كشف الرئيس الأوكراني تشكيلة وفد بلاده الذي سيقوده مجددا وزير الدفاع السابق روستم أوميروف المعروف بحنكته الدبلوماسية، وسيضم ممثلين عن أجهزة الاستخبارات والدبلوماسية والرئاسة. ولم تعلن موسكو بعد تشكيلة فريقها المفاوض، لكن في الجولات السابقة كان يقوده مسؤول من الصف الثاني هو وزير الثقافة السابق والمؤرخ فلاديمير ميدينسكي، ما أغضب كييف.