
استطلاع مركز بيو: ترامب متغطرس وخطر على المجتمع الدولي
في سياق عالمي متقلّب، ومع احتدام التحديات الجيوسياسية، أجرى مركز بيو للأبحاث استطلاعاً واسع النطاق شمل 24 دولة، تناول صورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أعين الشعوب. النتائج جاءت كاشفة ومقلقة في آن، حيث عكست تبايناً صارخاً بين الانطباع عن قوته كزعيم، والشكوك العميقة المحيطة بموثوقيته، أخلاقيته، ومؤهلاته لقيادة القوة العظمى الأولى في العالم.
ترامب: زعامة مثيرة للجدل
بحسب التقرير، يرى غالبية المشاركين حول العالم ترامب كـ"قائد قوي" (بنسبة 67%)، وهي صفة غالباً ما يُنظر إليها بإيجابية في السياق السياسي. غير أن هذه القوة تبدو مرتبطة، في نظر كثيرين، بالاندفاع والخطر، إذ وصفه 80% من المشاركين بأنه "متغطرس"، و65% بأنه "خطير".
هذا التناقض يُبرز أزمة الثقة العالمية في زعامة ترامب، حيث لا يُنظر إلى قوته باعتبارها قيادة عقلانية أو حكيمة، بل كقوة قد تُفضي إلى زعزعة الاستقرار العالمي، وهو ما تؤكده نسب الثقة المنخفضة فيه عند الحديث عن قدرته على "اتخاذ القرارات الصائبة في الشؤون الدولية" (بمتوسط 33% فقط عبر الدول المشاركة).
انقسام دولي صارخ في تقييم ترامب
الاستطلاع كشف أيضاً عن انقسامات حادة في النظرة العالمية إلى ترامب، فبينما كانت الثقة به في أدنى مستوياتها في دول مثل المكسيك (8%)، السويد (15%)، وألمانيا (18%)، ارتفعت بشكل لافت في دول مثل نيجيريا (79%)، وإسرائيل (69%)، والهند (52%).
هذا التباين يعكس مزيجاً من العوامل الجيوسياسية، والدينية، والمصالح الثنائية. ففي إسرائيل مثلاً، يُنظر إلى ترامب كحليف استراتيجي بعد نقل السفارة الأميركية إلى القدس. أما في نيجيريا، فقد يكون الأمر مرتبطاً بخطاباته المناهضة للإرهاب وتعهداته الاقتصادية. وفي المقابل، يُفَسَّر الرفض الأوروبي لترامب باعتباره رفضاً لنهجه القومي المتشدد، ومواقفه العدائية تجاه الحلفاء التقليديين في الناتو.
السياسات التي عمّقت العزلة
سلوك ترامب خلال ولايته، بما في ذلك فرض رسوم جمركية عقابية، وتهديداته بعزل كندا، وتحفّظه على دعم أوكرانيا، ساهم في إضعاف صورة الولايات المتحدة التقليدية كحليف موثوق. هذه الممارسات جعلت ترامب يبدو أكثر انغلاقاً ونزعة إلى الأحادية، ما أثار قلقاً واسعاً من إمكانية أن تكون سياسته خطراً لا فقط على المصالح الوطنية الأميركية، بل على التوازن الدولي بأسره.
مقارنة مع بايدن وبقية الزعماء
الاستطلاع قارن أيضاً بين ترامب وخلفه جو بايدن، الذي نال مستويات ثقة أعلى نسبياً، رغم تراجعها خلال فترة ولايته. والمثير للاهتمام أن الثقة في ترامب لا تزال، رغم ضعفها، أعلى من تلك الممنوحة للرئيس الصيني شي جينبينغ أو الروسي فلاديمير بوتين، مما يُظهر تعقيد المشهد العالمي، حيث تُفضَّل "الفوضى الأميركية" أحياناً على "الاستبداد المنظم".
دلالات الاستطلاع: أزمة ثقة أم أزمة قيادة؟
تُظهر هذه النتائج أزمة مركّبة، ليست محصورة بشخص ترامب فقط، بل تمس جوهر القيادة الأميركية في نظر العالم. فبينما يُقدَّر للولايات المتحدة قوتها ونفوذها، فإن نوعية الزعيم الذي يجلس في البيت الأبيض تلعب دوراً مركزياً في صياغة صورة أميركا الدولية. وهذا ما يجعل من نتائج الاستطلاع جرس إنذار بشأن مستقبل السياسة الأميركية، خصوصاً إذا ما قرر ترامب الترشح مجدداً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 37 دقائق
- البوابة
من حرب الظل إلى المواجهة العلنية.. "نتنياهو" يضرب إيران ويبحث عن إرثه السياسي
لطالما خاضت إسرائيل صراعًا خفيًا مع إيران، تجنبت فيه الدخول في مواجهة شاملة رغم تصاعد التوترات، بيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غيّر هذه المعادلة، وقرر المغامرة بكل شيء في محاولة لتحقيق نصر يخدم صورته داخليا. فعلى مدار سنوات، أشرف نتنياهو على صراع استخباراتي سري ضد طهران، كان يُدار بحذر لتفادي حرب كبرى بين اثنتين من أقوى القوى العسكرية في المنطقة، حتى في العام الماضي، عندما تبادل الطرفان الضربات علنًا لأول مرة، تفادت إسرائيل شن غارات من شأنها إشعال صراع طويل الأمد، وفق تقرير نيويورك تايمز. عملية جريئة تقلب المشهد لكن نتنياهو، اليوم، أقدم على ما وصفه محللون بأنه أجرأ وأوسع هجوم إسرائيلي على إيران، استهدف منشآتها النووية وأنظمة دفاعها الجوي وقواعدها العسكرية وقياداتها العليا. وقال محللون إن أهدافه المباشرة تتضمن عرقلة المحادثات بين طهران وواشنطن، ومنع التوسع الفوري للبرنامج النووي الإيراني. إلا أن طموحات نتنياهو تتجاوز الأهداف الآنية؛ فلطالما صوّر النظام الشيعي الحاكم في طهران على أنه التهديد الأكبر لأمن إسرائيل، سواء بسبب سعيه لتطوير قنبلة نووية أو دعمه للفصائل الفلسطينية والمجموعات المعادية لإسرائيل في العالم العربي. نتنياهو والفرصة التاريخية بعد سنوات من المطالبة باستخدام القوة لردع إيران، يبدو أن نتنياهو قرر تنفيذ تهديداته – في خطوة قال محللون إنها تهدف أيضًا إلى تأمين مكانة تاريخية له داخل المشهد السياسي الإسرائيلي. وقال نداف شتراوخلر، مستشار نتنياهو السابق والمحلل السياسي الإسرائيلي: "بالنسبة له، الأمر شخصي. لقد تحدث عن هذا طوال 25 عامًا. هذه هي الصورة الكبرى التي كان يسعى لتحقيقها، هذا هو إرثه السياسي". مشروع مؤجل منذ عقد كان نتنياهو قد خطط لشن هجوم واسع على إيران قبل أكثر من عقد، لكنه تراجع تحت ضغوط من إدارة أوباما، وتحفظات من داخل حكومته على القدرات العسكرية الإسرائيلية. وفي 2015، خاطر بعلاقته بالرئيس الأمريكي آنذاك بإلقاء خطاب في الكونجرس انتقد فيه الاتفاق النووي الذي كانت تسعى إليه واشنطن. تحولات إقليمية شجعت الضربة شهد العام ونصف العام الماضيان تغييرات إقليمية دراماتيكية أضعفت من دفاعات إيران وحلفائها، ومهّدت الطريق للهجوم الإسرائيلي. فقد تراجعت قوة "حزب الله" في لبنان، فيما سقط النظام السوري – أحد أبرز حلفاء طهران – في ديسمبر الماضي. ترامب يفتح النافذة السياسية للهجوم شكل انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصة ذهبية لنتنياهو، بحسب محللين، رغم سعي ترامب لاتفاق دبلوماسي مع إيران، فقد بدا ترامب، في أحيان كثيرة، أكثر استعدادًا من جو بايدن لقبول فكرة توجيه ضربة عسكرية. وقال مايكل كوبلو، المحلل في منتدى السياسات الإسرائيلية بنيويورك: "انتخاب ترامب منح نتنياهو رئيسًا مستعدًا لتأييد التهديد العسكري بشكل علني... تفضيل نتنياهو لمعالجة الملف النووي الإيراني بالقوة العسكرية كان واضحًا منذ سنوات، والآن توفرت له الظروف المثالية". دوافع داخلية يرى مراقبون أن الضربة الأخيرة تخدم نتنياهو داخليًا أيضًا، إذ يسعى لاستعادة مكانته كـ"حامي أمن إسرائيل"، بعدما تعرضت هذه الصورة لضربة قاسية جراء هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي اعتُبر أسوأ إخفاق أمني في تاريخ إسرائيل. وقالت الصحيفة الأمريكية "يريد نتنياهو أن يبدأ عامه الانتخابي المقبل بنقطة تفوق واضحة، بدلًا من أن يتحمل مسؤولية 7 أكتوبر، يسعى لتسجيل اسمه في التاريخ كالرجل الذي قضى على البرنامج النووي الإيراني... لكن كل ذلك سيعتمد على تطورات الأيام المقبلة". بوابة محتملة لإنهاء الحرب في غزة وأشارت التحليلات إلى أن هذه الضربة قد تفتح أيضًا الباب أمام تسوية محتملة للحرب في غزة، فقد رفض نتنياهو على مدى أكثر من عام التوصل لهدنة دائمة مع غزة دون هزيمة كاملة لحركة حماس، في ظل ضغط من حلفائه اليمينيين المتشددين. ورأت التحليلات أن إضعاف الراعي الأكبر لحماس – إيران – قد يمنحه مرونة أكبر في التعامل مع ملف غزة.


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
«جيروزاليم بوست»: إسرائيل تحاول إقناع واشنطن بالمشاركة في مواصلة الضربات ضد إيران
كشفت مصادر مطلعة لصحيفة جيروزاليم بوست، الجمعة، أن إسرائيل تبذل جهوداً لإقناع الإدارة الأمريكية بالمشاركة في عملياتها العسكرية المستمرة ضد المنشآت النووية الإيرانية والأهداف العسكرية. ووفقاً للمصادر، فقد شنت القوات الجوية الإسرائيلية، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، عدة موجات من الغارات على مواقع داخل إيران، من بينها منشأة "نطنز" النووية، ما أسفر عن مقتل أهداف رفيعة المستوى، من بينهم قادة الحرس الثوري الإيراني والجيش الإيراني، وعدد من العلماء النوويين العاملين في صميم برنامج الأسلحة النووية الإيراني. وتحمل العملية اسم "الأسد الصاعد"، ولا تزال مستمرة، حيث رجّح مسؤولون أمنيون أن تتواصل هذه الضربات لأيام أو حتى أسابيع. وأكدت الصحيفة أن الهجمات نُفذت بـ"تنسيق كامل" مع الولايات المتحدة، بحسب تصريح لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو فور انطلاق العملية، لكنها جرت من دون مشاركة أصول أو دعم مباشر من القوات الأمريكية. حماية أمريكية وقال روبيو في تصريحاته: "اتخذ الرئيس ترامب وإدارته كل الخطوات الضرورية لحماية قواتنا، ونواصل الاتصال الوثيق مع شركائنا الإقليميين. دعوني أكون واضحًا: يجب على إيران ألا تستهدف المصالح أو الأفراد الأمريكيين". ترامب يحث إيران على العودة لطاولة المفاوضات بعد الضربات من جانبه، علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الضربات عبر منشور على منصة "تروث سوشيال"، قائلاً: "لقد منحت إيران فرصة تلو الأخرى لعقد اتفاق، قلت لهم بأوضح العبارات: 'افعلوها فقط'، لكن رغم كل المحاولات، وكل القرب من التوصل لاتفاق، لم يستطيعوا إتمامه". وأضاف ترامب: "لا يزال هناك وقت لإنهاء هذه المجازر ومنع المزيد. على إيران أن تعقد اتفاقاً، قبل أن لا يتبقى شيء يمكن إنقاذه".


البوابة
منذ 2 ساعات
- البوابة
الضربة الإسرائيلية لإيران تنسف الأمل النووي وتفجّر الشرق الأوسط
نفّذت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق ضد المنشآت النووية الإيرانية ومواقع عسكرية استراتيجية، استمرت طوال ليلة أمس، ووصفتها وسائل إعلام غربية وإسرائيلية بأنها قد تكون الضربة الأقسى للنظام الإيراني منذ الثورة الإسلامية عام 1979. العملية، التي جاءت بعد ثمانية أشهر من الاستعدادات الاستخباراتية والتمركز الميداني، أعادت خلط أوراق الشرق الأوسط، وفتحت الباب أمام مواجهة إقليمية قد تجر الولايات المتحدة إليها، رغم التصريحات العلنية بالنأي بالنفس. الأهداف والنتائج الأولية شملت العملية سلسلة من الضربات الجوية المنسّقة، مصحوبة بعمليات تخريب سرّية نفذها عملاء ميدانيون تابعون لجهاز "الموساد" داخل الأراضي الإيرانية، وفق ما أعلنه مسؤولون إسرائيليون. الأهداف كانت نوعية ومركّزة، أبرزها: استهداف مباشر لـ25 عالماً نووياً يعتقد أنهم يشكلون العمود الفقري لبرنامج إيران لإنتاج السلاح النووي. تأكد مقتل اثنين منهم حتى الآن. اغتيال ثلاثة من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بمن فيهم قائد الحرس الثوري، ورئيس الأركان، وجنرال كبير في هيئة القيادة العليا. ضرب منشآت نووية تحت الأرض لا تزال قيد الاستهداف، مما يشير إلى استمرار العملية لعدة أيام، وفق التقديرات الإسرائيلية. ثمانية أشهر من التخطيط بحسب موقع أكسيوس، بدأت إسرائيل الإعداد للعملية منذ أكثر من ثمانية أشهر، في وقت كانت إدارة الرئيس ترامب تجري فيه محاولات متعثرة لإحياء الاتفاق النووي مع طهران. خلال هذه الفترة، جمعت تل أبيب معلومات استخباراتية دقيقة، وركّزت مواردها العسكرية، وأجرت تدريبات نوعية استعدادًا للضربة. اللافت أن التحضيرات الإسرائيلية أثارت قلقًا في البيت الأبيض، حيث خشي بعض المسؤولين من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يتحرك دون تنسيق مع واشنطن. إلا أن نتنياهو طمأن ترامب بأنه لن يتخذ خطوة منفردة. وفي المقابل، أوضحت واشنطن أنها لن تشارك عسكريًا إذا بادرت إسرائيل بالهجوم. تضارب في الروايات: تنسيق خفي أم عمل منفرد؟ رغم تصريحات ترامب العلنية التي أبدى فيها معارضة واضحة لأي ضربة إسرائيلية قد تعرقل مساعي التفاوض، فإن التسريبات التي حصل عليها موقع أكسيوس من مسؤولين إسرائيليين، كشفت عن رواية مغايرة. فبحسبهم، فإن البيت الأبيض كان على علم كامل بالعملية، بل وأعطاها "موافقة ضمنية"، لكن التكتيك كان قائمًا على الظهور بمظهر الرافض لإيهام الإيرانيين بعدم وجود تهديد وشيك، ومنع نقل الشخصيات المستهدفة. وفي هذا السياق، أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن مكالمة هاتفية بين ترامب ونتنياهو عشية الهجوم، والتي قيل إنها محاولة أمريكية لثني إسرائيل عن المضي في الضربة، كانت في الحقيقة جلسة تنسيق أخير قبل بدء التنفيذ. الموقف الأمريكي الرسمي: نفي علني... وشكوك حلفاء في أعقاب الهجوم، سارعت الإدارة الأمريكية إلى التبرؤ من أي دور مباشر، حيث صرح وزير الخارجية ماركو روبيو بأن العملية كانت "أحادية الجانب". وأضاف ترامب، في خطاب لاحق، أنه علم بالضربة مسبقًا، لكنه أكد عدم وجود تدخل عسكري أمريكي. ومع ذلك، لم يجب بوضوح عن مدى دعم بلاده لوجستيًا أو استخباراتيًا للعملية. تصريحات ترامب تضمنت تلميحًا إلى نفاد صبره تجاه إيران، حين أشار إلى أن مهلة الستين يومًا التي منحها لطهران قبل شهرين انتهت دون نتيجة، مؤكدًا أن لدى إيران الآن "فرصة ثانية"، مما يعكس نبرة تهديد أكثر من كونها دعوة حقيقية للتفاوض. السيناريوهات المحتملة العملية الإسرائيلية، بحسب كثير من المراقبين، قد لا تكون سوى بداية مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران. الاحتمالات تتراوح بين: تصعيد إيراني انتقامي قد يشمل هجمات عبر وكلاء في لبنان أو العراق أو سوريا. انهيار كامل للمسار الدبلوماسي النووي، ما يجعل العودة للاتفاق النووي شبه مستحيلة في الأمد القريب. انزلاق الولايات المتحدة إلى الصراع، سواء بسبب ضربات إيرانية ضد مصالحها أو ضغوط داخلية لدعم إسرائيل.