
سيف الفلاسي.. من طالب كفيف إلى مدير إدارة في شرطة دبي
وقال: «كنت أمارس حياتي كأي طفل، وتخرجت في الثانوية العامة بنسبة 97%، ومع ذلك لم تكن والدتي راضية».
كما أكد الفلاسي، وهو أول شخص من أصحاب الهمم في الدولة والوطن العربي يتولى منصب إدارة الشؤون القانونية، أن القوانين في الإمارات منصفة جداً لأصحاب الهمم، إذ منحتهم حقوق الأفراد الطبيعيين، إلى جانب حقوق إضافية تُمكّنهم من الوصول إلى جميع ما يتطلعون إليه بهمتهم.
وتناول الفلاسي، خلال لقاء مع منصة «عرب كاست»، موضوعات شتى تتعلق بسلوكيات يرتكبها البعض من دون أن يدركوا أن لها تبعات قانونية، مشيراً إلى ضرورة معرفة القوانين والالتزام بها.
وتفصيلاً، أكد مدير إدارة الشؤون القانونية في شرطة دبي، سيف الفلاسي، أنه أول شخص من أصحاب الهمم يتولى منصب إدارة الشؤون القانونية في الدولة والوطن العربي، مشدداً على أن القانون ليس مجرد نصوص تُحفظ وتطبق حرفياً، بل هو فكر وروح.
وقال إن «التطبيق الأعمى للقانون يُفقده جوهره، فالقانون وضع لحماية الحقوق، وإذا ضاعت الحقوق بسبب تطبيق القانون، نكون قد خسرنا الهدف الأساسي من وجود القانون».
وأكد أن القوانين في الإمارات منصفة جداً لأصحاب الهمم، إذ منحتهم جميع حقوق الأفراد الطبيعيين، إلى جانب حقوق إضافية تُمكّنهم من الوصول إلى جميع ما يتطلعون إليه بهمتهم.
وعن رحلته الشخصية، قال الفلاسي: «أعتقد أنني وُلدت مندمجاً في المجتمع، لم أحتج للوصول إلى مرحلة الدمج، لأن عائلتي لم تجعلني يوماً أشعر بأي اختلاف، كنت أمارس حياتي كأي طفل طبيعي، وتخرجت في الثانوية العامة بنسبة 97%، ومع ذلك لم تكن والدتي راضية، ومن هنا تعلمت أن الطموح لا سقف له».
وأشار إلى التحديات التي واجهها في دراسة القانون على الرغم من كونه كفيفا: «في السنة الأولى في أكاديمية شرطة دبي انتقلت من العلوم إلى القانون وكان الأمر صعباً، خصوصاً في إحدى المواد التي تطلبت تفكيراً وتحليلاً عميقين، وحصلت على تقدير (مقبول)، وهذا لم يكن مُرضياً لي، لكنني واصلت الاجتهاد حتى حصلت على تقدير (امتياز) وتخرجت الثالث على دفعتي».
وتابع: «بدأت مسيرتي المهنية باحثاً قانونياً في استشارات الموارد البشرية، ثم انتقلت إلى الأمانة العامة للجنة العليا للتشريعات، وعدتُ مجدداً إلى شرطة دبي مديراً لإدارة الشؤون القانونية».
وفي إطار دعمه لأصحاب الهمم، قال: «قمتُ بتوظيف نحو 100 شخص من أصحاب الهمم، وخلال فترة (كوفيد-19) كنت رئيس مجلس أصحاب الهمم في شرطة دبي، وواجهنا تحديات كبيرة، لكننا استطعنا تجاوزها».
ورفض الفلاسي فكرة إصدار قانون خاص لأصحاب الهمم داخل الأجهزة الشرطية، لأن «ذلك يعني إلغاء فكرة الدمج، ونحن نؤمن بالدمج الكامل والحقيقي، مع توفير التسهيلات اللازمة لكل شخص حسب احتياجاته، لكن دون أن يتم تمييزه أو فصله عن زملائه».
ووجّه رسالة إلى أصحاب الهمم قائلاً: «لا تجعلوا ما تعانونه عكازاً تتكئون عليه لمواجهة الحياة، بل اجعلوه محفزاً ترتقون به نحو أعلى المراتب».
وتطرق إلى أبرز التحديات التي واجهته في عمله بالإدارة، مؤكداً أنه تعامل مع تحدياته بطريقة قانونية دقيقة تحفظ الحقوق وتُراعي العدالة للجميع، موضحاً أنه اتبع أسلوباً تحفيزياً في معالجة المخالفات الإدارية للموظفين، وهو ما أسهم في تقليصها بنسبة تفوق 90%.
وشرح أن الهدف لم يكن العقاب، بل التوجيه والتصحيح ضمن إطار قانوني وإنساني متكامل.
وحذّر الفلاسي من تصوير العمليات الشرطية أو نشر أي مشاهد تتعلق بالأمن العام دون الحصول على إذن رسمي، مؤكداً أن هذا السلوك يُعدّ مخالفة يعاقب عليها القانون، خصوصاً إذا كان من شأنه إثارة الرأي العام أو التأثير فيه بطريقة تحمل إساءة أو تضليلاً، وقال إن «تصوير ونشر سباقات السيارات في الطرقات العامة يُعدّ مخالفة قانونية صريحة، سواء بحق من قام بالتصوير أو السائقين المتسابقين أنفسهم، وفي حال رغب شخص في مساعدة الشرطة، فهناك قنوات رسمية وآمنة للإبلاغ، دون الحاجة إلى النشر أو الترويج».
وأضاف أن تصوير الكوارث الطبيعية التي قد تحدث، كالأمطار والسيول، ونشرها بأسلوب يُسيء لصورة البنية التحتية أو طرق الإمارة، يُعد جريمة يُعاقب عليها القانون، مشيراً إلى أن شرطة دبي تتعامل بجدية مع هذه الحالات.
وقال إن مطاردة المتهمين أمر استثنائي جداً، وغير مسموح به في شرطة دبي إلا بالنسبة للأشخاص الخطرين مرتكبي الجنايات أو الجرائم المقلقة، وفي الحالات التي يكون فيها المتهم ذا خطورة عالية تستوجب ضبطه فوراً.
وأوضح أن إجراءات المطاردة التي نراها في دول أخرى تكون نسبة الجرائم فيها مرتفعة، أما الإمارات فتُعدّ - بفضل العمل الدؤوب للحكومة - من أكثر الدول أمناً وأقلها في عدد الجرائم المقلقة، مشدداً على أن دولة الإمارات تُعدّ من أكثر الدول نزاهة في مكافحة الفساد المالي، مشيراً إلى أن «قانون جهاز الرقابة المالية» يتيح محاسبة أي موظف على المخالفات المالية التي ارتكبها أثناء فترة عمله، حتى بعد تقاعده، حيث لا يُعفي انتهاء الخدمة من المسؤولية القانونية، كما أشار إلى أن الاصطدام بالحواجز الأمنية أو نقاط التفتيش يُعدّ جريمة خطرة، ويتم التعميم على مرتكبها فوراً وتوقيفه في أقرب نقطة أمنية، وإذا تسبب هذا السلوك في إصابة أحد أفراد الأمن، تُوجّه للمتهم تهمة التعدي على رجال الأمن أثناء تأدية واجبهم، وهي جناية تصل عقوبتها إلى السجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، وقد تصل إلى المؤبد في حال وقوع إصابات خطرة أو وفاة.
الأصول الافتراضية
أكد مدير إدارة الشؤون القانونية في شرطة دبي أن شرطة دبي كانت من أولى الجهات التي طرحت فكرة تنظيم هذا القطاع، بالتعاون مع الجهات المختصة في الدولة، لافتاً إلى أن تلك الأصول تشمل التوليدات الرقمية الناتجة عن خوارزميات إلكترونية تُشكّل صوراً ذات قيمة وحقوق افتراضية يمتلكها أشخاص حقيقيون، وتابع أن حكومة دبي أصدرت لاحقاً تشريعات خاصة بتنظيم الأصول الافتراضية، بما يشمل العملات الرقمية، مؤكداً أن هذا الإطار القانوني يخضع للتطوير والمراجعة المستمرة، بما يواكب التطور الرقمي العالمي.
سيف الفلاسي:
• نشر مشاهد تسيء للبنية التحتية أو لصورة الإمارة، جريمة يعاقب عليها القانون.
• مطاردة المتهمين إجراء استثنائي لا يُستخدم إلا مع مرتكبي الجنايات أو الجرائم المقلقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 3 ساعات
- البيان
سيف بن زايد: ثقة غالية من القيادة في زايد بن حمد لأداء مهمة وطنية
بارك الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، للشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان بمناسبة تعيينه رئيساً للجهاز الوطني لمكافحة المخدرات. وقال سموه في تغريدة على حسابه في منصة «إكس»: «أبارك للشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان الثقة الغالية التي أولتها له القيادة الرشيدة بتعيينه رئيساً للجهاز الوطني لمكافحة المخدرات، سائلين المولى عزّ وجل أن يوفقه في أداء هذه المهمة الوطنية النبيلة».


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
ذياب بن محمد بن زايد في رسالة إلى محمد بن راشد: ما نحن إلا جزء من فريقكم.. وتحت مظلتكم.. وقيادة سيدي رئيس الدولة
وجه سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس إدارة شركة قطارات الاتحاد رسالة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي 'رعاه الله' بمناسبة تفقد سموه قطار الاتحاد عبر رحلته المتجهة من إمارة دبي إلى إمارة الفجيرة وذلك في إطار حرصه على متابعة المشاريع التطويرية الرئيسية التي يتم تنفيذها في سياق خطط التطوير الشاملة للبنية التحتية التي تخدم مختلف مناطق الدولة، والوقوف على مدى التقدم المتحقق في تنفيذها بما يواكب المستهدفات الإستراتيجية للدولة للمرحلة المقبلة. وفيما يلي نص الرسالة : " رسالة إلى سيدي الوالد، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم .. رعاه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تعجز الكلمات أن تخاطبكم بما يليق بمقام سموكم الكريم وإنجازاتكم التي لا مثيل لها ولكن اسمح لي أن أشارككم بكلمات من القلب من ابنكم المحب.. سيدي… لقد كان تواجدكم الدائم في الميدان لمتابعة المشاريع الوطنية التي رسمتموها لشعبكم مصدر إلهام لنا .. وحافزاً لبذل المزيد .. ودافعاً للوصول لتوقعاتكم وطموحاتكم العظيمة. سيدي .. لقد وضعتم معايير جديدة للعمل الحكومي في الدولة.. ورفعتم سقف التوقعات .. وواصلتم الليل بالنهار لتحقيق المراكز الأولى عالمياً .. ثم بعد ذلك تنسبون الإنجاز للفرق المختلفة .. وما نحن إلا جزء من فريقكم .. وتحت مظلتكم .. وتحت قيادة ورؤية سيدي رئيس الدولة حفظكم الله جميعا. سيدي .. لقد كان لزيارتكم ومتابعتكم ودعمكم لمشروع قطار الاتحاد أثر كبير في نفوسنا .. وفي نفوس فريق العمل .. لقد رفعتم المعنويات .. وبعثتم رسالة تقدير لآلاف العاملين على هذا المشروع الوطني … ونتمنى أن نكون دوماً عند حسن ظنكم .. وأن يستمر العمل على المشاريع الوطنية بما يحقق تطلعاتكم .. وبما يرضي قيادتنا ويحقق طموحاتهم لشعب دولة الامارات الحبيبة. سيدي.. لقد سعدت كثيرا بزيارتكم للقطار وهذا ليس غريبا عليكم فلقد عودتمونا على متابعة المشاريع وأنتم تتابعون كل صغيرة وكبيره في مسيرة دولتنا الحبيبة.. سيدي.. ربي يحفظك، ويطوّل عمرك، ويديمك لنا مصدر إلهام وقدوة والله يديم على دولتنا الخير والأمن، والأمان، والعزة، والرفعة. ابنكم المخلص، ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان


البيان
منذ 3 ساعات
- البيان
من يخاف... لا يحق له أن يقود
نحن لا نولد خائفين، بل يُزرَع الخوف فينا تدريجياً، تحت مسميات مثل الحذر أو «اعرف حدودك». ولا نولد جاهلين، لكننا أحياناً نُفضّل الجهل، لأنه لا يحرجنا ولا يدفعنا إلى التغيير. في القيادة، الخوف والجهل يتشابكان بطريقة قاتلة. الخوف هو جهلٌ بما لم نختبره، والجهل هو خوفٌ من أن نُسأل ولا نعرف. أسوأ ما في الخوف القيادي، أنه لا يظهر دائماً في صورته الصريحة، بل يتخفى خلف «الحكمة» أو «الحرص» أو «الخبرة»، وراء كل قرار مؤجل، أو مشروع مُعطَّل، أو فرصة مهدورة... غالباً ما يوجد قائد يعرف ما يجب فعله، لكنه يخشى أن يتحرك. من يخاف... لا يحق له أن يقود حين يتخفّى الخوف في ثياب الحكمة هذه ليست نصائح استراتيجية، بل تبريرات أنيقة للتردد. نخشى التقنية لأننا لم نفهمها. نرفض التغيير لأنه يُجبرنا على الخروج من منطقة الراحة. ونتشبث بالماضي، لأنه لا يُحرجنا بأسئلة لا نعرف أجوبتها. الخوف لا يرفض الجديد لأنه خطر... بل لأنه يتطلب شجاعة البداية. ولا يقدّس القديم لأنه عظيم... بل لأنه مألوف، ومريح، وخالٍ من التحديات. من دبي... حيث لا مكان للخوف في القيادة حين قرر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن يجعل من دبي مدينة تتفوق على عواصم العالم، لم ينتظر موافقة أحد، ولم يتوقف عند أسئلة الخائفين. قالوا إن مترو دبي بلا جدوى، فأثبت نجاحه. شككوا في برج خليفة، فصار رمزاً عالمياً. لم تكن هذه مجرّد مشروعات، بل رسائل قيادية، تقول: القرار لا يُؤجَّل بسبب الخوف، والرؤية لا تُخفى بسبب التردد. دبي اليوم ليست نتيجة «تفكير تقليدي»، بل نتاج شجاعة قيادية واجهت المجهول... وتحركت. المعرفة دون شجاعة... شهادة بلا عمل المعرفة اليوم في متناول الجميع، لكن امتلاك المعلومة لا يكفي. القيادة تعني أن تتحرك بها... لا أن تخزنها. من يقول «لا أعرف» لا يُلام، لكن من يرفض أن يعرف وهو قادر... فهو يختار الجهل، ويتنازل عن القيادة. القيادة الحقيقية... بين عقل جريء وقلب واعٍ نحتاج أولاً أن نُصارح أنفسنا: هل نحن مترددون لأننا حكماء... أم لأننا خائفون؟ هل تأجيلنا قرارات مهمة سببه التروّي... أم التهرب من المسؤولية؟ المعرفة دون شجاعة كالنور في غرفة مغلقة، والشجاعة دون معرفة نيران بلا اتجاه. لكن حين يجتمع العقل الجريء مع القلب الواعي... تولد القيادة الحقيقية. لا تخف من الجهل... بل من التعايش معه لا تخشَ أن تُسأل، بل أن تصمت وأنت تعرف أنك لا تعرف. لكن التبرير الطويل له يقتل ما هو أهم: وأقسى صوت في أي مؤسسة تنهار... ويتحدث بثقة... على طاولة القرار.