
ممداني يتصدر انتخابات بلدية نيويورك.. من هو المرشح الذي يواجه (إسرائيل) داخل أمريكا؟
متابعة/ فلسطين أون لاين
سلّطت وسائل إعلام أمريكية الضوء على تصدّر عضو مجلس ولاية نيويورك، زهران ممداني، نتائج الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك، ليصبح في حال فوزه بالانتخابات العامة أول مسلم وأول شخص من أصول جنوب آسيوية يتولى المنصب.
وحصل ممداني، المعروف بمواقفه التضامنية مع فلسطين، على 43.5% من الأصوات متقدماً على 10 مرشحين، أبرزهم الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو، وفق ما ذكرت نيويورك تايمز.
من أوغندا إلى نيويورك.. سياسي بهوية اشتراكية داعمة لفلسطين
وُلد زهران ممداني عام 1991 في أوغندا لعائلة هندية الأصل، وانتقل إلى نيويورك وهو في السابعة من عمره. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبرز لاحقاً كصوت تقدمي صاعد داخل الحزب الديمقراطي.
درس ممداني في جامعة بودوين حيث أسّس جمعية "الطلاب الداعمين للعدالة في فلسطين"، وبرز منذ شبابه كمدافع عن حقوق الفلسطينيين، ورافض لممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
مواقف حاسمة من إسرائيل: "لو كنتُ عمدة لاعتقلت نتنياهو"
عرف ممداني بموقفه الحازم ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي، ودعمه لحركة المقاطعة BDS. وفي أكتوبر 2023، هاجم إعلان الحرب على غزة وقطع الكهرباء عن المدنيين قائلاً إن "دعوات أعضاء الكنيست لنكبة جديدة تقود إلى الإبادة الجماعية".
كما رفض التوقيع على قرار في مجلس ولاية نيويورك يعترف بـ"استقلال إسرائيل"، وقال إن مدينة نيويورك يجب أن تتماشى مع القانون الدولي، مضيفاً: "لو كنتُ عمدة، لتم اعتقال نتنياهو عند قدومه إلى المدينة تنفيذاً لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية".
ينتمي ممداني إلى عائلة مثقفة؛ والدته المخرجة الشهيرة ميرا ناير رفضت حضور مهرجان حيفا السينمائي عام 2013 "إلا بعد سقوط الأسوار"، وزوجته الفنانة السورية راما دوجي تعبّر عن دعمها لفلسطين من خلال رسوماتها التي تنشرها عبر إنستغرام.
المصدر / الأناضول

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 2 ساعات
- معا الاخبارية
البيت الأبيض: إيران لم تنقل اليورانيوم قبل الضربات الأميركية
واشنطن- معا- أكد البيت الأبيض، أن إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة لثلاث منشآت نووية إيرانية، وقال إنه "تحت الأنقاض". وشن الرئيس دونالد ترامب هجوما عنيفا على وسائل إعلام أميركية، بعدما نشرت تقريرا استخباراتيا سريا يشكك في فعالية الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة دعما لإسرائيل، واستهدفت مواقع فوردو (جنوب طهران) ونطنز وأصفهان (وسط). ومنذ تنفيذ الضربات النوعية، أكد ترامب أكثر من مرة أنها أسفرت عن تدمير المنشآت النووية الثلاث بالكامل. لكن خبراء طرحوا احتمال أن تكون إيران قد استبقت الهجوم بإفراغ هذه المواقع النووية من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، البالغ وزنه حوالى 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة. وكانت مصادر إيرانية كشفت سابقا أنها نقلت يورانيوم مخصبا من موقع "فوردو" إلى مواقع أخرى، وفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. والأربعاء قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية: "أؤكد لكم أن الولايات المتحدة لم تتلق أي دليل على أن اليورانيوم عالي التخصيب نقل قبل الضربات". وأكدت ليفيت أن "المعلومات التي تفيد بخلاف ذلك تقارير خاطئة". وأضافت: "أما بشأن ما هو موجود في المواقع الآن، فهو مدفون تحت أنقاض هائلة نتيجة نجاح ضربات ليلة السبت". وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قال لقناة "فرانس 2" التلفزيوية الفرنسية، إن "الوكالة لم تعد قادرة على مراقبة هذه المادة من لحظة بدء الأعمال القتالية". وتابع: "لا أريد إعطاء الانطباع أن اليورانيوم المخصب ضاع أو أُخفي". وبحسب وثيقة سرية نشرتها شبكة "سي إن إن"، الثلاثاء، فإن الضربات الأميركية لم تؤد سوى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط، من دون تدميره بالكامل، وذلك خلافا لما دأب ترامب على قوله. وأثار نشر هذه الوثيقة غضب ترامب الذي أعلن على وجه الخصوص أن وزير الدفاع بيت هيغسيث سيعقد مؤتمرا صحافيا صباح الخميس، من أجل "الدفاع عن كرامة طيارينا الأميركيين العظماء" وفق تعبيره.


معا الاخبارية
منذ 3 ساعات
- معا الاخبارية
العدوان على إيران: نجاحات تكتيكية وفشل استراتيجي
جاء وقف إطلاق النار في الحرب على إيران في موعده، بعد أن نضجت الحاجة إليه عند أطراف الحرب الثلاثة: إسرائيل وإيران والولايات المتحدة. وليس هناك ما يدعو للتشكيك في إعلان دونالد ترامب أن إسرائيل وإيران توجهتا إليه بالوقت نفسه تقريبا، وطلبتا «السلام» ووقف الحرب. ولا يبدو أن أحدا من الأطراف «اضطر» إلى وقف الحرب، فإيران، اتخذت موقفا واضحا وبسيطا، دعت من البداية وعلى طول الطريق إلى وقف الحرب دون شروط، وكان لها ذلك. وكان واضحا أن القيادة الإيرانية تنفست الصعداء بعد إعلان ترامب عن وقف الحرب. أمّا المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فهي تعتمد منطق «المنفعة الحدّية» (الفائدة الحاصلة من اتخاذ خطوة إضافية بالاتجاه نفسه) كأداة عقلانية في حسابات اتخاذ قرار التوقّف عن السير بالاتجاه نفسه، وقد تعالت أصوات بأن المنفعة الحاصلة من كل موجة غارات جديدة تقل أكثر فأكثر وتتآكل إلى درجة أنها تكاد تكون بالمحصلة عديمة الفائدة، وحتى سلبية، أخذا بعين تناقص الأهداف الجدية وتراكم الخسارة. وفي حالة الحرب على إيران كان هناك تطابق شبه كامل في الموقف بين المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل استنادا إلى إطالة الحرب بالقدر اللازم لتحقيق الأهداف، وعدم إطالتها أكثر من اللازم تفاديا للانجرار إلى حرب استنزاف. وهكذا أوقفت إسرائيل حربها في النقطة التي لم تعد فيها قادرة على تحقيق مكاسب إضافية وازنة. وللمقارنة فإن الخلاف في القيادة الإسرائيلية حول الحرب على غزة يدور حول اقتناع العسكر بأن «المنفعة الحدية» في الحرب تراجعت وتآكلت ويجب وقف الحرب، ونتنياهو في المقابل يصر على مواصلة الحرب تبعا لحسابات أخرى. فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى كيل المديح لنتائج الحرب (ولنفسه) قائلا إن إسرائيل حققت نصرا تاريخيا على إيران وإنها دفنت المشروع النووي الإيراني وتوعد بمواصلة «سحق» المحور الإيراني والقضاء على حركة حماس. وحاول نتنياهو ومن حوله افتعال «فرحة النصر» لكنهم لم ينجحوا، لأن قسما واسعا من الجمهور الإسرائيلي لا يثق بنتنياهو، حتى لو أيّده في الحرب، ولأنه لم يصدّق مقولة «لقد قضينا على التهديد النووي والصاروخي الإيراني»، التي رددها نتنياهو. من جهته يريد ترامب مواصلة المباحثات للتوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، ويبدو أن الوفد الأمريكي سيأتي إلى المفاوضات بالمقترح السابق ذاته وهو منع إيران عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وتزويدها بمواد مخصّبة من الخارج لغرض انتاج الكهرباء، كما هو الحال في الاتفاق مع دولة الإمارات، وكما قد يكون عليه مع السعودية. هكذا ستعود المفاوضات إلى نقطة البداية، وكأن حربا لم تكن، خاصة إذا تمسّكت إيران بموقفها الرافض لهذا المقترح. وقد تكون نتيجة الحرب أن تأثير إسرائيل على الاتفاق سيكون أقل من السابق، لأن ترامب يشعر بأنه قدم الكثير لها وهي «مديونة» له وليس لها الحق في إفشال ما يسعى إليه من اتفاق. لقد حققت إسرائيل في هذه الحرب نجاحات مهمة ووازنة وبعضها مفاجئة، لكنّها تبقى في خانة المكاسب التكتيكية. ومع أنّه لا يجدر الاستهتار بهذه المكاسب، إلّا أن إسرائيل منيت بفشل استراتيجي شامل، حيث لم تحقق أي من الأهداف بعيدة المدى التي وضعتها علنا وصراحة أو بشكل موارب وغير رسمي. وفي سبيل اختلاق الشعور بالنصر تلجأ إسرائيل الرسمية إلى تضخيم المنجزات التكتيكية للتغطية على الإخفاق الاستراتيجي. في المقابل نرى إيران تحاول التقليل من أهمية ووزن خسائرها، وتركّز على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في الحرب. ولكن، وفي كل الأحوال، تبقى إسرائيل هي المعتدي وإيران هي المعتدى عليها. وهذا العدوان في منتهى الخطورة، خاصة وأنه جرى بمشاركة كاملة في الدفاع وفي الهجوم من قبل الولايات المتحدة، التي ما زالت تتربع على عرش القوّة العظمى الأولى في العالم. هذا الاعتداء ليس على إيران وحدها، بل على شعوب المنطقة كافة، لأنّه يبغي بسط هيمنة إقليمية لإسرائيل، ما يسهّل عليها ارتكاب جرائمها والبطش بالشعب الفلسطيني ومواصلة العمل على فك الارتباط بينه وبين وطنه وعلى محوه سياسيا وحتى ماديا، وكذلك إطلاق يدها في قضم مناطق في سوريا ولبنان واستباحة سيادة دول المنطقة. تكتيكيا يجب الاعتراف أن العدوان الإسرائيلي على إيران حقق نجاحات كبيرة، لا تجدر الاستهانة بها أو التقليل من شأنها. ومع ذلك هذا ليس «نصرا تاريخيا» كما تبجّح نتنياهو، بل دليل ضعف كبير في إيران، لكنها قد تصبح لاحقا قادرة على تجاوزه. لقد استطاعت إسرائيل في هجماتها المتكررة على إيران توجيه ضربة قوية للمشروع النووي الإيراني وتدمير قسم كبير منه. كما أنها استهدفت مشروع الصواريخ الإيراني وقصفت منصات الإطلاق ومرافق التصنيع ومواقع التخزين، وسبب أضرارا جسيمة لهذا المشروع أيضا. وكان من أهم الإنجازات الإسرائيلية تعطيل الدفاعات الجوية في أجزاء واسعة من إيران، ما مكّن الطائرات الإسرائيلية من استهداف مواقع إيرانية حساسة، دون خشية من التعرّض لصواريخ أرض جو. ونجحت إسرائيل في تجنيد المجتمع الدولي الغربي إلى جانبها وتسابقت دول ما يسمى بالعالم الحر في إعلان دعمها للعدوان الإسرائيلي ولأهدافه المعلنة. ووصل هذا النجاح ذروته في دخول الولايات المتحدة كشريك كامل في الحرب حيث وفّرت الأسلحة والذخائر والمعلومات المخابراتية، وشاركت في التصدي للصواريخ الإيرانية، ودفعت بالقاذفات العملاقة لقصف منشأة «فوردو». استراتيجيا منذ أكثر من ثلاثة عقود وإسرائيل تهدد بشن حرب على إيران لتدمير مشروعها النووي، بالادعاء أن طهران تسعى إلى إنتاج سلاح نووي لاستعماله في إبادة إسرائيل. وساد الدولة الصهيونية إجماع بأن أهم الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية، وليس مجرد أحد الاهداف، هو القضاء على التهديد النووي الإيراني، وأضيف إليه لاحقا التهديد الصاروخي، واعتبر كل منهما على حدة والإثنين معا خطرا وجوديا. ويبدو بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار أن الأضرار التي لحقت بالمشروعين النووي والصاروخي كبيرة جدا وهذا انجاز تكتيكي مهم، لكن هذه الأضرار لم تصل حد القضاء على المشروعين أو على أحدهما، ما يعني أن إسرائيل فشلت في تحقيق هدفها الاستراتيجي الأوّل. هي فشلت في ذلك رغم توفّر عنصر المفاجأة والتفوّق التكنولوجي والجوي والمخابراتي، ورغم المشاركة الفعّالة والدعم الكبير من الولايات المتحدة. ويقود هذا الفشل الاستراتيجي، الذي جاء في ظروف محيطة داعمة ومريحة، إلى استنتاج بأنه ليس بإمكان إسرائيل القضاء على القدرات النووية والصاروخية الإيرانية، مهما سخّرت من قدراتها العسكرية. وحتى الإنجاز الإسرائيلي الكبير بجر الولايات المتحدة للمشاركة في الهجوم على إيران، قد يتحوّل إلى فشل لأن إسرائيل تخلّت عن عقيدتها الأمنية التاريخية «إسرائيل تدافع عن نفسها بنفسها» ما منحها هامشا واسعا من استقلالية القرار، وهي حين تعتمد على الولايات المتحدة بهذا الشكل، تضطر إلى الانصياع لها أكثر من السابق، وقد يكون لذلك ثمن في المستقبل، ولعل في إملاءات ترامب على نتنياهو دليل على ما هو مقبل. وقد يظهر الفشل الاستراتيجي الإسرائيلي اكبر بكثير، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذه هي الحرب الأولى التي تخوضها إسرائيل ضد دولة غير عربية. هذا يعني أنها فتحت صراعا داميا مع الفرس، من الصعب الآن الحكم على تداعياته، فهو قد يتحول إلى منعطف تاريخي كبير. وبعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يمكن القول على غرار تشرتشل «هذه ليست النهاية، ولا حتى بداية النهاية، هذه ربّما نهاية البداية»، إي أن هذه الحرب قد تكون الجولة الأولى في الصراع العسكري المباشر بين إسرائيل وإيران. لقد بقي عند إيران ما يكفي لصناعة سلاح نووي إن هي قررت ذلك، وهذه ورقة قوية في المفاوضات المزمع عقدها مع الولايات المتحدة. كما أن إسرائيل فشلت في زعزعة النظام. وعليه فإن المكاسب الإسرائيلية على ضخامتها، تبقى محصورة في المستوى التكتيكي ولم تصل إلى المدى الاستراتيجي.

جريدة الايام
منذ 12 ساعات
- جريدة الايام
انتهت الحرب وتغيّرت المعادلات!
الدخول في مُساجلات ليس لها معيار حول الذي انتصر، وحول الذي لم ينتصر، وكيف انتصر هذا الفريق، وكيف انهزم الفريق الآخر ليس له أيّ قيمة، لا علمية، ولا منطقية طالما أنّ معيار النصر والهزيمة ليس محدّداً، ولا هو معرف بمؤشّرات قابلة للقياس. للتدليل على ذلك تعالوا نأخذ مثالاً واحداً فقط. لنفترض أنّ معيار النصر والهزيمة هو معيار تدمير الأصول الإيرانية لبرنامجها النووي، على اعتبار أنّ الهدف المعلن من هذه الحرب كان تدمير هذا البرنامج أو إضعافه، أو إعاقة تطوّره، أو منع تحوّله إلى برنامج عسكري لتصنيع القنابل والرؤوس النووية، إذا افترضنا أنّ هذا هو المعيار فنحن أمام عدّة أسباب تجعل عملية القياس عملية مشكوكاً في أهميتها، ومشكوكاً في موضوعيتها إلى أبعد الحدود. ضربة الصدمة والترويع التي قامت بها دولة الاحتلال كانت، وكما ثبت بكلّ الوقائع تستهدف إسقاط النظام، ولم يكن «هدف» البرنامج النووي هو الهدف، بدليل أنّ الولايات المتحدة الأميركية قد دخلت على خطّ «تدميره» بعد أيّام من شنّ الهجوم الإسرائيلي على كلّ شيء في إيران. 200 طائرة مقاتلة، ومئات من الصواريخ التي انطلقت من البحر، لاغتيال أكثر من 400 شخصية سياسية وعسكرية وأمنية، بمشاركة أكثر من 8000 آلاف من قوى المعارضة، وآلاف من عملاء الموساد والمخابرات الغربية، ثم الإعلام الإسرائيلي الذي بدأ يتحدّث عن إزالة النظام، وبدأ يخاطب الشعب الإيراني مباشرة بتوجيه من أعلى المستويات السياسية، ثم دخول الرئيس الأميركي نفسه دونالد ترامب على خطّ «تغيير النظام» تلميحاً ثم تصريحاً.. كل ذلك يعني أنّ «التركيز» على البرنامج النووي كان سياقاً، وليس أكثر، وغطاءً على هدف إسقاط النظام، وتحوّل الحديث عن البرنامج النووي إلى هدف، ثم إلى ذريعة بسبب فشل هدف إسقاط النظام. أقصد أنّ معيار تحقيق الهدف من هذه الحرب، ومكانة هذا الهدف في قراءة معادلة النصر والهزيمة ملتبسة إلى حد بعيد، لأنه يصبح مطلوباً منّا في هذه الحالة أن نقبل قياس نتائج وتبعات ليس لها أيّ صلة مباشرة بالمقدّمات والأسباب التي نقيسها. ولو افترضنا جدلاً وسجالاً أنّ كل هذه الحملة الهجومية الضارية كانت مجرّد «تحضيرات» لهدف تدمير البرنامج النووي فعلاً، وأنّ علينا قياس النتائج بالمقدّمات وفق هذا الهدف تحديداً فالمسألة هنا، أيضاً، أكثر التباساً، وأكثر تعقيداً. هنا نحن أمام معايير علمية لا تقبل الحسم على شاشات «الجزيرة» و»العربية» و»العربية الحدث». هنا ليست تصريحات بنيامين نتنياهو، ولا حتى ترامب هي معيار النجاح من عدمه، وخصوصاً هذين الاثنين تحديداً بسبب سجلّهما الحافل بالأكاذيب والمراوغة والخداع، لأنّ المعيار هنا هو التسرّب، وليس غيره. يستحيل أن يتمّ تدمير ثلاثة مفاعلات تحتوي على مئات الأطنان، إن لم نقل أكثر، من المواد المشعّة، سواء كانت معالجة، أو في طور المعالجة، وآلاف من أجهزة الطرد المركزي، وعلى معادن أخرى مساعدة ولا ينتج عن «التدمير» الذي تحدّثت عنه الأوساط الإعلامية العربية تحديداً، ثم ما تشدّق به نتنياهو وترامب تباعاً دون أن يثبت حتى الآن على الأقلّ وجود أيّ نوعٍ من التسرّب. واضح، وسيتمّ الكشف عن مزيد من الوضوح في الأيام القادمة، أنّ الإيرانيين قد احتاطوا بدرجات أعلى من توقّعات نتنياهو وترامب، بل إن كل ما قيل عن الضربات الأميركية لمفاعل «فوردو» كانت تتعلّق باختراق حاجز الـ (90) متراً من الخرسانة، وبمداخل المفاعل، وهو أمر كما يبدو حتى الآن، وكما بدأت أوساط متزايدة في دولة الاحتلال، وفي «الغرب» بالكشف عنه.. واضح أنّ كلّ ما قيل عنه حتى الآن بات في موضع الشكّ والغموض. الحاجز الخرساني على ما يبدو ليس سوى الطبقة السطحية من المفاعل، لأنّ هناك مئات من الأمتار الصخرية، وأخرى من الطبقات الغرانيتية الصلبة، والتي يُقال إن اختراقها أصعب من اختراق الخرسانة المسلّحة. باختصار كان مستحيلاً تدمير المفاعل إلّا بالسلاح النووي، وهو مفاعل آمن تماماً، ولا يُستبعد أبداً أنّ إيران نقلت إلى المفاعل نفسه كلّ ما أرادت تأمينه قبل الهجوم الإسرائيلي، أو أنها أمّنت كلّ المواد التي تؤدّي «مهاجمتها» إلى التسرّب بالطريقة الآمنة. ونعود هنا إلى تحقيق الأهداف من عدمها. لا النظام سقط، ولا البرنامج النووي تدمّر، والخسائر الإيرانية مهما كانت باهظة ــ وهي باهظة فعلاً ــ ليست على صلة مباشرة بأيّ من أهداف الحرب على إيران، فكيف انتصر نتنياهو، وما هو معيار هذا الانتصار؟ إيران لم تبدأ الحرب، وكان هدفها هو التصدّي للعدوان على أراضيها، وأن تحفظ وتحافظ بقدر ما هو ممكن ومتاح على مقدّراتها، وكان لها ذلك بدليل أن فشل الأهداف الأميركية والإسرائيلية قد أدّى إلى تحوّل الحرب إلى تقاصف تتفوّق به دولة الاحتلال جوّاً واستخباريّاً، وتتفوّق به إيران قصفاً صاروخياً دقيقاً ومؤلماً، وبما يعادل في بعض الأحيان القوّة التدميرية للغارات الجوّية. وبالاستناد إلى قدرٍ مهم وكبير من المعلومات الاستخبارية، ومن هذه الزاوية بالذات فقد تفوّقت إيران في ثلاث مسائل على أعلى درجات الأهمية: الأولى، هي ذهول المجتمع الإسرائيلي من شدّة ودقّة القصف الإيراني، وهو القصف في/ وعلى مراكز المدن الإسرائيلية، وهي مسألة تحصل للمرّة الأولى بهذا القدر من الأذى والإيلام والتدمير. وقد رأينا عمليات الهروب، ولاحظنا علامات اليأس والإحباط بادية بكلّ وضوح، وكانت المدن الرئيسة على أبواب نزوح أعداد ضخمة، بعد حالة من الإرهاق النفسي، ومن النزول إلى الملاجئ وصولاً إلى تحذيرات رسمية إسرائيلية بأن الوضع لم يعد يحتمل المزيد. الثانية، سقوط مدوّ للدفاع الجوّي الإسرائيلي، واستباحة الأجواء، عندما يتعلّق الأمر بالصواريخ الإيرانية الثقيلة والمتطوّرة، مقابل استباحة الأجواء الإيرانية أمام الطيران الحربي الإسرائيلي حتى ولو كانت الاستباحة الإسرائيلية للأجواء الإيرانية أكبر وأوسع وأشمل. الثالثة، هي ضرب منشآت حسّاسة إسرائيلية، وأهداف على أعلى درجات الأهمية من التدمير، مقابل تدمير في إيران دون أن يكون للتفوّق الإسرائيلي أفضلية كبيرة في نوعية الأهداف المدمّرة. فبأيّ معنى كان هناك انتصار إسرائيلي وأميركي على إيران، وما هي مقاييس هذا الانتصار مقارنة بالأهداف، ومقارنة بالأهداف المباشرة تحديداً، الصريحة والمواربة؟ فإذا كانت الأهداف الإسرائيلية والأميركية هي تغيير الشرق الأوسط، ووضعه تحت الهيمنة الإسرائيلية كما يقول نتنياهو، فهل كانت هذه الحرب في ما أفرزته من نتائج وتبعات في خدمة هذه الأهداف أم بالضدّ منها تماماً؟ لقد تبيّن بوضوح لم يعد يقبل الجدل أنّ دولة الاحتلال، بكلّ ما تملكه من قوّة وبطش وجبروت وغطرسة عاجزة عن الدفاع الإستراتيجي عن نفسها، وهي تحتاج إلى كلّ قوّة وجبروت أميركا لتأمين مثل هذا الدفاع، وتحتاج إلى كلّ مقدّرات «الغرب» الاستخبارية، والتقنية لتأمينه، وتحتاجه كلّه، أيضاً، لتأمين وجودها وبقائها قبل أن تحتاج إلى توفير شروط انتصارها، مع أنّها استندت في هذه الحرب منذ صبيحة «طوفان الأقصى» الشهيرة، وإلى يومنا هذا إلى كلّ هذا الدعم، وإلى واقع عربي وإسلامي لم يكن على هذه الدرجة من التخاذل والهوان، إذا لم نقل على هذه الدرجة من المساهمة الفاعلة، المعلنة والمخفية في مجهودات الدولة العبرية لتغيير الشرق الأوسط، وقلب معادلاته، وفي محاولة تأسيس واقع من الهيمنة عليه. ولسوء حظّ دولة الاحتلال فقد تبيّن الآن أن أميركا لم تعد ترغب، ولم تعد قادرة على التورّط في حروب كبيرة، ولا التورّط في المشاركة المباشرة فيها، ولسوء حظّها، أيضاً، فإنّ التخاذل والهوان العربي والإسلامي ليس فقط هو من النوع المؤقّت تاريخياً، وإنّما تحوّل في ضوء نتائج هذه الحرب تحديداً إلى عابر، وسينقلب سريعاً على شروط تخاذله نحو استدارات سريعة، بل ونحو مفاجآت لم تخطر للذين خطّطوا لها. وأمّا المجتمع الإسرائيلي فقد فهم وأدرك بعمق لم يسبق له أن أدركه من قبل، أنّ زمن الحروب «البعيدة» عن هذا المجتمع قد ولّى إلى غير رجعة، وأنّ على الإسرائيلي أن يدفع ثمناً باهظاً من أمنه، ومن استقراره، ومن وجوده، ناهيكم عن رغد عيشه، ورفاهيته، وهو تحوّل إلى أعلى درجات الأهمية في معادلات الصراعات المستقبلية كلّها، لأن خيار التمسّك بالبقاء في الدولة العبرية، وفي تحمل تبعات هذا التمسك قد بدأ بالتحوّل التدريجي، وقد لا يكون تدريجياً بالكامل، من خيار معيشي، إلى خيار مشفوع بالانتماء العقائدي والسياسي، وهو بهذا المعنى سيتحوّل إلى نزف بشري نوعي وجديد وخطير على وجود ومستقبل الدولة العبرية. كل هذا دون أن نتحدث عن الخسائر الاقتصادية، وهروب رؤوس الأموال، وتكاليف إعادة الإعمار والترميم، والخسائر التي أصيب بها جيش الاحتلال، وتردّي كلّ المستويات المعيشية، ودون أن نتحدّث عن العزلة الدولية، ودون العودة السريعة إلى أعلى درجات الانقسام السياسي، وربما الاجتماعي والديني مع نهاية هذه الحرب. بالمقابل، إيران تحرّرت الآن من وكالة الطاقة الذرّية ودورها، وتحوّلت الوكالة من سلاح بيد «الغرب»، إلى سلاح بيد إيران بالتهديد الإيراني بتعليق التعاون معها في أيّ ظرفٍ مناسب. وطالما أن إيران تمتلك كل مقوّمات التصنيع العسكري للسلاح النووي كما يدّعي «الغرب» كلّه فقد تتوفّر لها فرصة جديدة تختلف بعد هذه الحرب عمّا كانت عليه قبلها. ناهيكم أنّ كل عاقل يعرف أنّ تصريح ديمتري مدفيدف نائب الرئيس الروسي حول القدرة على امتلاك الرؤوس النووية من قبل إيران إذا أردت لم تكن للتسلية والمزاح، وفي ظنّي أنّه كان يتحدث عمّا حصل، وليس عمّا يمكن أن يحصل. وإيران لديها فرصة الآن لبناء منظومات جديدة للدفاع الجوّي أكثر نجاعة ممّا كانت تمتلك، ولديها فرصة لاستخلاص العِبر من مخزونها وترسانتها الصاروخية، بحيث تصبح الأخيرة خارج أيّ حرب قادمة جديدة على المسّ بها. معادلة النصر والهزيمة واضحة أشدّ الوضوح، وهي مهما كانت ملتبسة فإنها في كلّ الأحوال ومطلقها قد غيّرت المعادلات لمصلحة إيران، أما انعكاسات الحرب الإبادية والاقتلاع على قطاع غزّة، وعلى فلسطين، فهي عنوان وعناوين المقالات القادمة.