
ما هي "القبة الحرارية" التي تقف وراء هذه الموجة شديدة الحرارة؟
وتُعرّف موجة الحرّ بأنها ارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة غالباً ما يكون مصحوباً بارتفاع في مستوى الرطوبة، لعدة أيام وأحياناً لأسابيع.
وتخطّت درجات الحرارة في العراق، يوم الأحد 10 اغسطس الجاري، عَتبة الـ 50 مئوية، لا سيما جنوبي البلاد؛ حيث من المتوقع وصولها خلال الأيام المقبلة حتى نهاية الأسبوع إلى 52 مئوية – أعلى من معدلاتها بنحو سبع درجات مئوية.
وحذّر خبراء من "تشكُّل سُحب متوسطة وعالية، مع احتمال هطول زخات رعدية متفرقة، وبخاصة في شمال وغرب العراق، بشكل غير معتاد في ذروة فصل الصيف".
"القبة الحرارية"
في مصر، حذّرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من موجة شديدة الحرارة على أغلب أنحاء البلاد حتى يوم الجمعة المقبل، متوقعة وصول درجة الحرارة إلى 49 مئوية في الظِلّ جنوبي البلاد.
وحذّرت الهيئة في بيان لها من "سُحب رعدية" في بعض المناطق قد يصاحبها نشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة.
وتتشكّل السُحب الرعدية، وفقاً للخبراء، نتيجة تلاقي كتلة هوائية شديدة الحرارة مع كميات من الرطوبة في طبقات الجو المتوسطة والعُليا، وقد يصاحب هذه السُحبَ هطولُ زخّات من الأمطار.
ماذا يحدث لأجسادنا في موجات الحر؟
وفي حديث لبي بي سي، قالت منار غانم عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية بمصر، إن بعض الدول العربية تتأثر خلال هذه الأيام بوجود "امتداد لمرتفع جوي في طبقات الجو العليا، يُعرف باسم 'القبة الحرارية' ويساعد بشكل كبير على تسخين الهواء وزيادة فترات سطوع أشعة الشمس".
وتوقّعت منار غانم انكسار حدّة هذه الموجة في مصر بداية من يوم السبت المقبل، بعد أنْ تبلغ الذروة بداية من يوم الثلاثاء وحتى الجمعة.
وفي سوريا، حذّرت المديرية العامة للأرصاد الجوية من درجات حرارة قد تصل إلى 49 مئوية، لا سيما في المنطقة الشرقية والجزيرة.
وتوقّعت مديرية الأرصاد في بيان لها "نشاط الرياح مصحوبة بعواصف رعدية وزخّات أمطار على بعض المناطق السورية"، وخصوصاً على الجنوب والساحل.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الخبير محمد مطر، القول إن الحرارة ستكون أعلى من معدلاتها خلال الأيام المقبلة "نتيجة تأثر البلاد بامتداد منخفض موسمي هندي سطحي مترافق بامتداد مرتفع شبه مداري في طبقات الجو العليا، مركزه جنوب شرقي البلاد، يؤدي إلى تشكُّل أشبه ما يكون بالقُبة الحرارية تؤثر على عموم البلاد، ويستمر تأثيرها حتى نهاية الأسبوع".
وتُعرف القبة الحرارية بأنها ظاهرة مناخية تشهد انحصار الهواء الساخن في منطقة معينة لفترة زمنية تحت ضغط جوي مرتفع، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة قد يستمر لأيام وأحياناً لأسابيع.
حرائق الغابات تشعل الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في سوريا وتركيا
EPA
"تكرار مثل هذه الموجة وارِد جداً"
وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن هذا التطرّف والجموح في درجات الحرارة، أصبح أكثر تواتُراً وكثافة عن ذي قبل، حتى في أوروبا.
وعمّا إذا كان من الممكن تكرار مثل هذه الموجة شديدة الحرارة قبل نهاية الصيف الحالي، رأت منار غانم من الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، "أن مثل هذا التكرار وارِد جداً، لا سيما وأننا لا نزال في ذروة موسم الصيف" الذي يتبقى نحو 40 يوماً على نهايته.
وأكدت غانم أن هذه الدرجات الحرارية أعلى من المعدلات المعتادة في هذا التوقيت من السنة، ولا سيما في محافظات الصعيد بجنوب مصر.
ورأت غانم أنه "من الطبيعي أن نشهد موجات حارة أعلى من المعدلات في فصل الصيف، حتى بعيداً عن التغيرات المناخية؛ على أن أثر هذه التغيرات يتمثّل في تَكرار وطُول مُدّة هذه الموجات التي قد تستمر لستة أيام فيما كان في السابق طُول هذه الموجات لا يتعدّى اليومين أو الثلاثة أيام على أقصى تقدير".
"فضلاً عن أنّ قِيَم الارتفاع في درجات الحرارة أصبح أعلى من المعدلات بنحو سِت درجات"، وفقاً لمنار غانم.
وهناك ما يشبه الإجماع العِلمي على أن للتغيّر المناخي يداً في تسجيل درجات الحرارة حول العالم معدلات قياسية.
وعليه، فمن المتوقع أن تغدو موجات الحرّ هذه أكثر تواتراً وأشدّ حدّة في المستقبل بسبب تغيُّر المناخ الذي يتغذى على النشاط البشري، وتحديداً انبعاثات غازات الدفيئة المسبّبة بدورها للاحتباس الحراري.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 16 ساعات
- الأنباء
إسبانيا تواصل مكافحة حرائق الغابات بدعم أوروبي
رفعت إسبانيا حالة تأهب من موجة الحر، لليوم الثالث عشر على التوالي، فيما تكافح حرائق الغابات التي تتركز في الشمال الغربي والغرب من البلاد حيث انتشر الجيش للمساعدة في إخماد النيران. وباتت مناطق: قشتالة وليون وغاليسيا وأستورياس وإكستريمادورا، من أبرز بؤر حرائق الغابات. وشارك رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أمس، في اجتماع تنسيقي حول حرائق الغابات «لتحليل تطوراتها». وأشار إلى أنه بعد مغادرة طائرتين لإطفاء الحرائق أعارتهما فرنسا لإسبانيا، «وصلت إلى القاعدة الجوية في ماتاكان (سالامانكا) طائرتان جديدتان من نوع كنداير، مقدمتان من إيطاليا عبر آلية الحماية المدنية الأوروبية». وفي وقت يزداد فيه النقاش السياسي حول إدارة الحرائق، كتب سانشيز عبر حسابه على منصة «إكس» قائلا «تواصل الحكومة العمل لمكافحة الحرائق بكل الوسائل المتاحة». ولايزال خط القطار الذي يربط مدريد بمنطقة غاليسيا (شمال غرب) متوقفا، كما أن نحو 10 طرق رئيسية في البلاد لاتزال مقطوعة. وأرسلت فرق الإنقاذ في «غاليسيا» رسائل تحذيرية إلى الهواتف المحمولة، دعت فيها سكان عشرات المناطق إلى البقاء في منازلهم «بسبب تقدم الحرائق». ونشر نحو 3500 عنصر من وحدة الطوارئ العسكرية التي استدعيت بشكل متكرر في الأيام الأخيرة، لتقديم الدعم في مناطق عدة. وطالب المسؤول الإقليمي في قشتالة وليون ألفونسو فرنانديز مانيوكو، بـ«استجابة استثنائية في ظل الوضع الطارئ، بسبب الظروف الجوية القصوى وتزايد عدد الحرائق (...)، إلى جانب الوحدات الإقليمية ووحدة الطوارئ العسكرية، نحن في حاجة إلى مزيد من القوات العسكرية تحت تصرف المناطق». وقدمت إكستريمادورا طلبا رسميا للحصول على تعزيزات من الحكومة المركزية، في بلد تعد مكافحة الحرائق مسؤولية السلطات الإقليمية بينما لا تتدخل الحكومة المركزية إلا في حالات الكوارث الكبرى. كما طالبت المنطقة بإعادة تفعيل الآلية الأوروبية للحماية المدنية لتوفير 100 سيارة إطفاء و10 مروحيات خفيفة و10 مروحيات مائية.


الأنباء
منذ 5 أيام
- الأنباء
موجة الحرّ تتفاقم وتشمل معظم مناطق فرنسا وفرار الآلاف في إسبانيا بسبب حرائق الغابات
تواصل موجة الحر التي تطول فرنسا حاليا مسجلة درجات استثنائية حتى لشهر أغسطس، تمددها، دافعة السلطات إلى تعزيز التدابير الوقائية، فيما أجبرت الحرائق التي اججتها الحرارة آلاف الإسبان على الفرار. وبحسب المعهد الوطني للأرصاد الجوية، فإن موجة الحر التي بدأت في الجنوب الغربي وصلت إلى شمال وشرق فرنسا، ودفعت الى إعلان حالة التأهب في ثلاثة أرباع أنحاء البلاد، مع مجاوز الحرارة 36 درجة مئوية في منطقة باريس، ووصولها إلى 40 درجة في وادي الرون. في المقابل، يتوقع أن ينجو ربع صغير من شمال غرب البلاد، بما في ذلك منطقة بريتاني وساحل المانش من القيظ، وفق المصدر نفسه. وفي مقاطعة الرون، قررت السلطات تعليق الأعمال الخارجية من الظهر حتى الساعة العاشرة مساء أمس، كما منعت إقامة أي فعاليات عامة في الهواء الطلق أو داخل منشآت غير مكيفة حتى الساعات الأولى من المساء. وتتوقع الأرصاد الجوية أن تستمر هذه الموجة «على الأقل حتى نهاية الأسبوع في 15 أغسطس»، وقد تمتد «على الأرجح» حتى 19 أو 20 منه، ما يعني أن «هذه الموجة قد تستمر 12 إلى 14 يوما». وفي إسبانيا، لقي رجل حتفه جراء إصابته بحروق، وأجبر الآلاف على الفرار مع اجتياح حرائق الغابات أجزاء واسعة، مدفوعة برياح عاتية مصاحبة لموجة الحر. وأججت الرياح التي وصلت سرعتها إلى 70 كيلومترا في الساعة ألسنة اللهب التي اجتاحت منطقة تريس كانتوس، وهي ضاحية للعاصمة الإسبانية مدريد يقطنها أثرياء، بحسب ما أفاد مسؤولون. وتم إجلاء المئات من سكانها. وفي مناطق أخرى، تم إجلاء نحو ألفي شخص من الفنادق والمنازل القريبة من شواطئ طريفة في منطقة الأندلس جنوبا. وفي منطقة قشتالة وليون (شمال غرب)، سجل أكثر من 30 حريقا، أحدها يهدد منطقة لاس ميدولاس المدرجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي بكونها منطقة لتعدين الذهب خلال العصر الروماني.


الأنباء
منذ 6 أيام
- الأنباء
ما هي "القبة الحرارية" التي تقف وراء هذه الموجة شديدة الحرارة؟
تلفح موجة شديدة الحرارة منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام، وسط تحذيرات من تسجيل درجات قياسية وتشكُّل سُحب رعدية على نحو غير معتاد في هذا الوقت من العام في عدد من البلاد العربية. وتُعرّف موجة الحرّ بأنها ارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة غالباً ما يكون مصحوباً بارتفاع في مستوى الرطوبة، لعدة أيام وأحياناً لأسابيع. وتخطّت درجات الحرارة في العراق، يوم الأحد 10 اغسطس الجاري، عَتبة الـ 50 مئوية، لا سيما جنوبي البلاد؛ حيث من المتوقع وصولها خلال الأيام المقبلة حتى نهاية الأسبوع إلى 52 مئوية – أعلى من معدلاتها بنحو سبع درجات مئوية. وحذّر خبراء من "تشكُّل سُحب متوسطة وعالية، مع احتمال هطول زخات رعدية متفرقة، وبخاصة في شمال وغرب العراق، بشكل غير معتاد في ذروة فصل الصيف". "القبة الحرارية" في مصر، حذّرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من موجة شديدة الحرارة على أغلب أنحاء البلاد حتى يوم الجمعة المقبل، متوقعة وصول درجة الحرارة إلى 49 مئوية في الظِلّ جنوبي البلاد. وحذّرت الهيئة في بيان لها من "سُحب رعدية" في بعض المناطق قد يصاحبها نشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة. وتتشكّل السُحب الرعدية، وفقاً للخبراء، نتيجة تلاقي كتلة هوائية شديدة الحرارة مع كميات من الرطوبة في طبقات الجو المتوسطة والعُليا، وقد يصاحب هذه السُحبَ هطولُ زخّات من الأمطار. ماذا يحدث لأجسادنا في موجات الحر؟ وفي حديث لبي بي سي، قالت منار غانم عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية بمصر، إن بعض الدول العربية تتأثر خلال هذه الأيام بوجود "امتداد لمرتفع جوي في طبقات الجو العليا، يُعرف باسم 'القبة الحرارية' ويساعد بشكل كبير على تسخين الهواء وزيادة فترات سطوع أشعة الشمس". وتوقّعت منار غانم انكسار حدّة هذه الموجة في مصر بداية من يوم السبت المقبل، بعد أنْ تبلغ الذروة بداية من يوم الثلاثاء وحتى الجمعة. وفي سوريا، حذّرت المديرية العامة للأرصاد الجوية من درجات حرارة قد تصل إلى 49 مئوية، لا سيما في المنطقة الشرقية والجزيرة. وتوقّعت مديرية الأرصاد في بيان لها "نشاط الرياح مصحوبة بعواصف رعدية وزخّات أمطار على بعض المناطق السورية"، وخصوصاً على الجنوب والساحل. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الخبير محمد مطر، القول إن الحرارة ستكون أعلى من معدلاتها خلال الأيام المقبلة "نتيجة تأثر البلاد بامتداد منخفض موسمي هندي سطحي مترافق بامتداد مرتفع شبه مداري في طبقات الجو العليا، مركزه جنوب شرقي البلاد، يؤدي إلى تشكُّل أشبه ما يكون بالقُبة الحرارية تؤثر على عموم البلاد، ويستمر تأثيرها حتى نهاية الأسبوع". وتُعرف القبة الحرارية بأنها ظاهرة مناخية تشهد انحصار الهواء الساخن في منطقة معينة لفترة زمنية تحت ضغط جوي مرتفع، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة قد يستمر لأيام وأحياناً لأسابيع. حرائق الغابات تشعل الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في سوريا وتركيا EPA "تكرار مثل هذه الموجة وارِد جداً" وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن هذا التطرّف والجموح في درجات الحرارة، أصبح أكثر تواتُراً وكثافة عن ذي قبل، حتى في أوروبا. وعمّا إذا كان من الممكن تكرار مثل هذه الموجة شديدة الحرارة قبل نهاية الصيف الحالي، رأت منار غانم من الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، "أن مثل هذا التكرار وارِد جداً، لا سيما وأننا لا نزال في ذروة موسم الصيف" الذي يتبقى نحو 40 يوماً على نهايته. وأكدت غانم أن هذه الدرجات الحرارية أعلى من المعدلات المعتادة في هذا التوقيت من السنة، ولا سيما في محافظات الصعيد بجنوب مصر. ورأت غانم أنه "من الطبيعي أن نشهد موجات حارة أعلى من المعدلات في فصل الصيف، حتى بعيداً عن التغيرات المناخية؛ على أن أثر هذه التغيرات يتمثّل في تَكرار وطُول مُدّة هذه الموجات التي قد تستمر لستة أيام فيما كان في السابق طُول هذه الموجات لا يتعدّى اليومين أو الثلاثة أيام على أقصى تقدير". "فضلاً عن أنّ قِيَم الارتفاع في درجات الحرارة أصبح أعلى من المعدلات بنحو سِت درجات"، وفقاً لمنار غانم. وهناك ما يشبه الإجماع العِلمي على أن للتغيّر المناخي يداً في تسجيل درجات الحرارة حول العالم معدلات قياسية. وعليه، فمن المتوقع أن تغدو موجات الحرّ هذه أكثر تواتراً وأشدّ حدّة في المستقبل بسبب تغيُّر المناخ الذي يتغذى على النشاط البشري، وتحديداً انبعاثات غازات الدفيئة المسبّبة بدورها للاحتباس الحراري.