logo
فرنسا تسلّم لبنان خرائط الحدود.. فماذا عن مزارع شبعا؟

فرنسا تسلّم لبنان خرائط الحدود.. فماذا عن مزارع شبعا؟

المدن٠٨-٠٥-٢٠٢٥
خلال استقباله في زيارته الأولى، فاتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره اللبناني جوزاف عون، في معرض الحديث عن الوضع في الجنوب، وأبلغه بأن الجيش الفرنسي يملك خرائط للبنان وسوريا تعود إلى زمن الانتداب، توضح حقيقة الحدود المشتركة بينهما، وصولًا إلى مزارع شبعا. وقد طلب لبنان الاطلاع على هذه الخرائط، وطلب مساعدة فرنسا في ترسيم الحدود البرية، ما من شأنه أن ينهي مشكلة الحدود في شبعا. تركز الحديث في حينه على الحدود البرية، ربطًا بوضعية مزارع شبعا وعمليات حزب الله، أما الترسيم البحري، فقصته أكبر، وتفاصيله وتعقيداته مختلفة.
تلك المزارع التي شملها قرار مجلس الأمن الذي أنهى الحرب عام 1973، مما جعل إسرائيل تعتبرها سورية. يسعى لبنان إلى سحب ذريعة "المزارع" من يد إسرائيل، في حين تسعى فرنسا إلى لعب دور في المنطقة، مستبقة وصول ترامب إليها.
فرنسا، التي استقبلت الرئيس السوري أحمد الشرع، عينها على دور في سوريا، والاستثمار في مرافقها، وبعد ساعات من استقباله، أرسلت خرائط الحدود المشتركة إلى لبنان كخطوة أولى على طريق الشراكة في ترتيب العلاقات والترسيم البري مع سوريا، والبحري لاحقًا بين سوريا ولبنان وقبرص.
تحرك بقوة دفع أميركية
ولا يستبعد البعض أن يكون ماكرون قد تحرّك بطلب أميركي-إسرائيلي تمهيدًا لدفع الشرع إلى توقيع السلام، مع تنامي الحديث عن تقسيم سوريا إلى ثلاث دول: الساحل للعلويين، الحدود مع سوريا للدروز، ودمشق حتى منطقة الأكراد للسنّة.
ولا يمكن لهذا الخبر أن يمر مرور الكرام. وتفاصيله، بحسب ما أُعلن، تقول إن سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو سلّم وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاصة بالحدود اللبنانية-السورية، وذلك بناءً على طلب لبنان، وتنفيذًا للوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال زيارته الأخيرة إلى باريس، بتزويد لبنان بهذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البرية مع سوريا.
لبنان المقرر لا التابع
وتروي مصادر متابعة أن أولى الخطوات جاءت منذ زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى فرنسا، حيث جمعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس اليوناني، وعبر خدمة "الزووم" اجتمعوا مع الرئيسين السوري والقبرصي. وقد تركز البحث خلال اللقاء الجامع على الحدود البحرية والبرية المشتركة، والمشاكل التي تشهدها الحدود بين لبنان وسوريا.
ولا تنفي المصادر رغبة فرنسا في لعب دور في ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا وقبرص. وخلال الزيارة، تحدث ماكرون عن وجود خرائط توثق حدود لبنان مع سوريا مرورًا بمزارع شبعا، تعود إلى زمن الانتداب الفرنسي على لبنان، واعدًا بتلبية طلب عون تزويد لبنان بنسخة من هذه الخرائط.
ومن وجهة نظر فرنسية، فإن فرنسا تطمح لأن يكون للبنان موقع المقرر لا التابع في المنطقة، وهو ما يتطلب ترسيم الحدود وتحديدها، من أجل إقفال ملف احتلال إسرائيل لمزارع شبعا، ومشروعية المقاومة لتحريرها. المزارع التي تصرّ إسرائيل على سوريّتها، يتمسك لبنان بملكيتها لها، ويقول إن على إسرائيل الانسحاب منها، وله أن يتفق مع سوريا على مصيرها.
وتؤكد مصادر دبلوماسية غير لبنانية أن الهدف هو الوقوف إلى جانب لبنان. فرنسا، التي ساهمت في انتخاب رئيس للجمهورية، تمضي في مسار دعم العهد والحكومة، وتريد للبنان أن يقفل ملف الحدود البرية مع سوريا، لما في ذلك من مساهمة في استقراره.
وتعود الخرائط الفرنسية التي تسلمها لبنان إلى أيام الانتداب عام 1943، وقد أُعدّت بإشراف اختصاصيين في الجغرافيا وترسيم الحدود، وهي دقيقة إلى درجة اعتمادها كمستند في عملية ترسيم الحدود بين البلدين. وتؤمّن عملية ترسيم تنهي الصراع المستمر على الحدود البرية، لا سيما في ما يخصّ مزارع شبعا، وتُحقق للبنان حالة "ستاتيكو" أمني على حدوده مع إسرائيل، بحسب المصادر.
الخطوة "المهمة" بالتوصيف الفرنسي، ستتبعها خطوات أخرى عملية على أرض الواقع. فترسيم الحدود، الذي كان ممنوعًا في عهد الأسد الأب والابن، لانتفاء الحاجة إليه وفقًا لمفهوم "البلدين الشقيقين" آنذاك، بات ضرورة من وجهة نظر فرنسا، التي ترغب في أن تكون طرفًا مساعدًا، لما لذلك من انعكاسات على تعزيز دورها في المنطقة، وعودتها إلى لبنان، ودخولها كشريك فعلي في عملية ترسيم الحدود البرية والبحرية، واستثماراتها لاحقًا.
لجنة مراقبة أو اليونفيل
وتفيد معلومات المطلعين بأن التحضير للترسيم بات ناضجًا، ومن ضمن الأفكار المطروحة، بعد الترسيم، تشكيل لجنة شبيهة بلجنة المراقبة لوقف النار في الجنوب، للإشراف على الحدود المشتركة على طول الحدود بين لبنان وسوريا، مع احتمال وجود قوات "اليونيفيل" لحفظ الأمن هناك، وتسلمها المنطقة بعد انسحاب إسرائيل.
وتسليم الخرائط ليس إلا بداية هذا المسار، إذ تعرض فرنسا إمكانية أن تكون الطرف المشرف على مفاوضات ترسيم الحدود وآلية تنفيذها. ويستعد رئيسها ماكرون لزيارة المنطقة في أيلول المقبل، وتؤكد مصادر معنية أن الزيارة إلى سوريا وُضعت على جدول الرئيس الفرنسي في موعد أولي نهاية الصيف، وقد تشمل لبنان.
وإلى أن تتم زيارته، سيكون موفده جان إيف لودريان ناشطًا في مهمته اللبنانية، وستُعيد فرنسا، بالاتفاق مع الأميركيين، تنشيط عمل اللجنة الخماسية لمواكبة الإصلاحات وعملية إعادة الإعمار في لبنان.
يهدف الترسيم إلى سحب ورقة المقاومة من يد حزب الله، ليكون ذلك استكمالًا لخطوة سحب السلاح من جنوب الليطاني وشماله، وهي خطوة مرهونة بانسحاب إسرائيل الكامل من المناطق التي لا تزال تحتلها، ومتى اقتنع المجتمع الدولي بأن شروطه المرتبطة بحزب الله قد تم الالتزام بها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب "مستاء" من مبادرات دول للاعتراف بدولة فلسطين
ترامب "مستاء" من مبادرات دول للاعتراف بدولة فلسطين

LBCI

timeمنذ 23 دقائق

  • LBCI

ترامب "مستاء" من مبادرات دول للاعتراف بدولة فلسطين

أعرب الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب عن استيائه ومعارضته قادة فرنسا والمملكة المتحدة وكندا في شأن الاعتراف بدولة فلسطين، وفق ما أفادت المتحدثة باسمه كارولاين ليفيت. وانتقد ترامب بشدة إعلان رئيس الوزراء الكنديّ مارك كارني عزمه على الاعتراف بدولة فلسطين، بعدما كان رد فعله أقل حدة على إعلان الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطانيّ كير ستارمر مبادرة مماثلة. وكان ترامب اعتبر أنّ قرار الرئيس الفرنسيّ الاعتراف بدولة فلسطين "لا وزن له" و"لا يغيّر شيئًا". اما في ما يتّصل بمبادرة ستارمر الذي قال إنّ بلاده ستعترف بدولة فلسطين في أيلول، إذا لم تتّخذ إسرائيل "خطوات حيوية" بينها الموافقة على وقف إطلاق النار، فاكتفى ترامب بالإشارة إلى أنه "ليس من هذا المعسكر".

لبنان بين خطابين... تباين لكن لا صدام داخلي
لبنان بين خطابين... تباين لكن لا صدام داخلي

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

لبنان بين خطابين... تباين لكن لا صدام داخلي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لم يكن ما قاله رئيس الجمهورية جوزاف عون في ذكرى عيد الجيش مفاجئا لأحد، الا في بعض المفردات غير في توصيفه للفعل المقاوم، اما فلم تتاخر بالرد معبرة الى كل من يراهن على الضمانات الاميركية، فشنت قبل ان يجف بغارات عنيفة على البقاع والجنوب، واستهدفت على نحو خاص مرتفعات وطريق العيشية- الجرمق الرئيس. اما السياق العام للخطاب فمفهوم لجهة توقيت صدوره ومضمونه الذي لا يتعارض مع خطاب القسم ولم يضف اليه جديدا. اما لجهة التوقيت، فاهميته انه جاء قبيل ساعات من وصول قائد المنطقة الوسطى الاميركية مايكل كوريلا الى بيروت، وعلى مسافة ايام من جلسة حكومية يفترض ان تناقش ملف حصرية السلاح، وبعد ساعات على كلام الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي جدد التمسك باولويات المقاومة... خطاب الرئيس عون ياتي في ظل حجم ضغوط هائلة تتولاها واشنطن مباشرة ومعها المملكة العربية السعودي، نيابة عن التي دخلت كالعادة على خط التصعيد، تواكبها داخلية اعلامية وسياسية بدات بحملة على الرئيس نفسه في محاولة لاحراجه امام الخارج، فجاءت بعض التعابير في الخطاب امس لارضاء تلك في مقابل محاولة ارضاء جمهور المقاومة بتعابير اخرى فيها اجلال وتقدير لتضحيات الشهداء ودورهم، لكن تبقى الاسئلة مفتوحة حيال كيفية ترجمة المضمون الى وقائع في ظل تعقيدات المشهد داخليا واقليميا ودوليا. الا ان الرئيس اراد ان يقول للجميع .. لا للصدام الداخلي واذا كان الرئيس شفافا وصريحا بشرح حجم المخاطر التي تواجه البلاد في ظل التحديات الداهمة، واذا كان قد توجه الى قيادة المقاومة بطلب التعامل بواقعية مع التطورات، الا انه لم يتخل قيد انملة عن قناعاته الراسخة بعدم تحويل اي تباين حول الاولويات الى صدام داخلي مهما كبرت التحديات، وهي ثابتة راسخة، كما تقول اوساط مطلعة على الاتصالات بين بعبدا وحارة حريك، وهي ثابتة ايضا لدى حزب الله العارف بحجم الهجمة الداخلية والخارجية ولهذا قد يتجاوز على مضض اي تعبيرات قد تعتبر انتقاصا من وطنية شباب وقيادات المقاومة الذين بذلوا دمائهم لاجل لبنان وليس على الارض اللبنانية، ولكنه لن يسمح بان تنتقل المواجهة مع العدو الخارجي الى الداخل ولن يتخلى عن الايجابية في التعامل مع الرئاسة الاولى، وان بدى للوهلة الاولى وجود تعارض يصل الى حد بين خطابي الرئيس والامين العام، الا ان ممنوع عمليا، لان الجانبين كل من موقعه يريد حماية لبنان وتجنيبه المخاطر، ولا خلاف في الجوهر، والرئيس يقول ما يقوله على طريقته، وقائد المقاومة يعبر ايضا على طريقته، لكن في نهاية المطاف كلا الرجلين يعرفان مكمن الخطر الداهم، ويدركان حساسية الموقف، ولهذا ستكون الخطوات المقبلة دقيقة للغاية ومحسوبة لتجنب اي ، خصوصا في الحكومة حيث يفترض ان يكون خطاب الرئيس جزءا من عملية امتصاص اي رد فعل سياسي من خارج السياق، لهذا فان ثمة الكثير من النقاط المتفق عليها مع الرئيس، اما نقاط الخلاف فيستمر النقاش حولها، خصوصا مسالة ربط السلاح بالاستراتيجية الوطنية، ومسألة الالولويات، وسيكون هناك لقاءات مباشرة خلال الساعات والايام المقبلة. مصير الحكومة! ووفقا لمصادر مطلعة، فان الدولة اللبنانية كان معنية باصدار مواقف واضحة ورسمية حول حصرية السلاح خلال 10 ايام انتهت اليوم، بعد مراسلة وصلت الى بعبدا من قبل المبعوث الاميركي توم براك، ولهذا وجد الرئيس نفسه معنيا بتجديد مواقفه السابقة بنبرة عالية لكنه تجنب اقران كلامه بجدول زمني واضح يحّول الاقوال الى افعال، والان ثمة انتظار لرد الفعل الاميركي حيال مواقفه، فيما على جلسة الحكومة يوم الثلاثاء، والتي اعتبرها رئيس الحكومة نواف سلام غير استفزازية لاحد بل تاتي في سياق الالتزام بخطاب القسم والبيان الوزراي، حيث يفترض طرح الملف على جدول الاعمال، وقد بينت الاتصالات حتى الان، ان ثمة حرصا من الجميع على عدم تفجير الحكومة من الداخل، لما لهذا من انعكاس على الاوضاع الداخلية حيث لا يرغب احد في شل العمل الحكومي وادخال البلاد في ازمة مفتوحة غير مضمونة النتائج لاحد. موقف ولهذا تتركز الاتصالات على حصر النقاشات داخل الحكومة في اطار تجديد التمسك بمضمون البيان الوزاري دون الذهاب بعيدا في تقديم التزامات او لمعالجة ملف السلاح، وغير ذلك ، لا يرغب بها احد. وبانتظار ان تتبلور نتائج تلك الاتصالات بين الرؤساء الثلاثة، يبقى موقف من الجلسة ايجابيا حتى الان، وهو مرتبط بفحوى الاخراج السياسي الذي سيتم الاتفاق عليه، وعندها . واذا ما تم الاتفاق على مخرجات الجلسة سيشارك وزراء حزب الله وامل ، وسيؤكدون على التسلسل الزمني الذي يبدا بالانسحاب الاسرائيلي اولا، ووقف الاعتداءات، والافراج عن الاسرى، وبعدها فان الحزب منفتح على مناقشة ملف السلاح ضمن اجندة وطنية تحمي البلاد. الاستسلام او الفوضى؟ وفي هذا السياق، تحذر اوساط سياسية بارزة من لعبة اميركية -اسرائيلية خطرة تضع البلد في موقع الاختيار بين الاستسلام اوالفوضى؟ ولهذا يجب على الدولة ان تجيب شعبها عن ماهية الضمانات الاميركية؟ وكيف يمكن الثقة بمضمونها اذا لم تكن موجودة اصلا؟ واذا كانت اسرائيل مصرة على التصعيد وعدم القيام باي خطوة على طريق الالتزام بالقرار 1701، فكيف يمكن تقديم التنازلات من طرف واحد؟ وفي هذا الاطار، يفترض ايضا ان يعلق الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على التطورات المتلاحقة مطلع الاسبوع المقبل في احياء الذكرى الاربعين لاغتيال احد كبار ضباط الحرس الثوري ، المسؤول عن ملف حركات المقاومة. ضغط اعلامي وسياسي وبعد ساعات من كلام الرئيس، وتزامنا مع الغارات الاسرائيلية، عادت الماكينة الاعلامية المعادية لحزب الله الى ضخ معلومات ضاغطة على الدولة، بتسريب معلومات بان هناك عدم رضى عربي وتحديداً سعودي على الردّ اللبناني على ورقة برّاك وقد أُبلغ الاستياء السعودي الى الجانبين الأميركي والفرنسي. وكذلك القول بان، فرنسا غير ممتنّة من أداء لبنان وتخشى من العودة الى ما قبل اتفاق وقف إطلاق النار.! مضمون المفاوضات مع واشنطن وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون جدد عزم الدولة على احتكار السلاح. و كشف خلال الاحتفال الذي أقيم في مقر وزارة الدفاع الوطني في اليرزة ، في ذكرى شهداء الجيش مضمون المفاوضات مع الجانب الاميركي قاطعا الطريق امام «المصطادين في الماء العكر» داخليا، وقال «ان المفاوضات التي باشرها مع الجانب الاميركي بالاتفاق الكامل مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وبالتنسيق الدائم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري التي تهدف الى احترام تنفيذ إعلان وقف النار، لافتا الى ان لبنان اجرى تعديلات جوهرية على مسودة الأفكار التي عرضها الجانب الاميركي ستطرح على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل، معددا اهم النقاط التي طالب بها ومنها: وقف فوري للأعمال العدائية الاسرائيلية، وانسحاب اسرائيل خلف الحدود المعترف بها دولياً، وإطلاق سراح الأسرى وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كافة أراضيها، وسحب سلاح جميع القوى المسلحة ومن ضمنها حزب الله وتسليمه الى الجيش اللبناني، وتأمين مبلغ مليار دولار أميركي سنويا لفترة عشر سنوات من الدول الصديقة لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية وتعزيز قدراتهما، وإقامة مؤتمر دولي للجهات المانحة لإعادة إعمار لبنان في الخريف المقبل، وتحديد وترسيم وتثبيت الحدود البرية والبحرية مع الجمهورية العربية السورية بمساعدة كل من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية والفرق المختصة في الأمم المتحدة، وحل مسألة النازحين السوريين، ومكافحة التهريب والمخدرات ودعم زراعات وصناعات بديلة». واعتبر الرئيس عون، ان من واجبه وواجب الأطراف السياسية كافة عبر مجلس الوزراء والمجلس الاعلى للدفاع ومجلس النواب والقوى السياسية كافة، أن نقتنص الفرصة التاريخية، وندفع من دون تردد إلى التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية»، داعيا الى ان نحتمي جميعاً خلف الجيش متوجها بنداء «الى الذين واجهوا العدوان والى بيئتهم الوطنية الكريمة أن يكون رهانكم على الدولة اللبنانية وحدها. وإلا سقطت تضحياتكم هدراً، وسقطت معها الدولة أو ما تبقى منها.» واكد رئيس الجمهورية أن حكومة الرئيس نواف سلام أعطت الأولوية لستة ملفات نظراً لحدود ولايتها الزمنية دون أن تغفل ملفات أخرى، مشددا على ان القضاء مطلق اليدين لمكافحة الفساد والمحاسبة وإحقاق الحق وتكريس مبدأ المساواة أمام العدالة، وعلى انه سيوقع مرسوم التشكيلات القضائية فور ورودها. وقال: «معا نريد استعادة دولة تحمي الجميع فلا تستقوي فئة بخارج، ولا بسلاح، ولا بمحور، ولا بامتداد ولا بعمق خارجي ولا بتبدل موازين. بل نستقوي جميعاً بوحدتنا ووفاقنا وجيشنا، واجهزتنا الأمنية. قائد الجيش: حماية السلم الاهلي وفي المناسبة نفسها، كانت كلمة لقائد الجيش العماد رودولف هيكل، تعهد فيها حماية الاستقرار والسلم الأهلي، وقال «لن نسمح ابدا بأي تهديد لأمن بلادنا. اجدد ترحيبي بكم، فخامة الرئيس، وأعرب عن شكري لكم ولمعالي وزير الدفاع الوطني، ولكل من يبدي التضامن والدعم للمؤسسة العسكرية. وكلي أمل بأن تحمل الأيام المقبلة ما نتمناه من إستقرار وإزدهار لوطننا العزيز». وقد استقبل هيكل عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله الذي هنأ باسم حزب الله الجيش بعيده، مجددا الثقة بدوره، كما جرى البحث باخر التطورات جنوبا في ظل تنسيق عال المستوى بين المقاومة والجيش. عربدة اسرائيلية جنوبا وبقاعا ميدانيا، واكبت «اسرائيل» الضغوط السياسية بتصعيد غاراتها الجوية على البقاع والجنوب، حيث شن الطيران الاسرائيلي 4غارات على جرود بريتال وعلى السلسلة الشرقية، كما استهدفت الغارات منطقة الدمشقية ووادي برغز والمحمودية ومرتفعات الريحان في جنوب لبنان، وطريق ومرتفعات الجرمق –العيشية، ومنطقة الخردلي، وقد زعم وزير الحرب الاسرائيلي يسرائيل كاتس ان الجيش الإسرائيلي هاجم مرة أخرى أكبر موقع لإنتاج الصواريخ الدقيقة لحزب الله. وقال «ستستمر سياسة فرض أقصى العقوبات ضد حزب الله وأي محاولة من الحزب لإعادة تأهيل نفسه ستقابل بقوة لا هوادة فيها، ولفت الى ان الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية منع حزب الله من خرق اتفاق وقف إطلاق النار؟! وقد زعم الجيش الإسرائيلي مهاجمة موقع تحت الأرض لإنتاج الصواريخ وتخزين وسائل قتالية لحزب الله. وقد استهدفت غارة معادية فجرامس، منزلا غير مأهول ومستهدف سابقا في محيط جبانة عيتا الشعب، كما ألقى جيش العدو قنبلة مضيئة بإتجاه بلدة الناقورة بهدف إشعال الحرائق، وحلّقت مسيّرة اسرائيلية على علو منخفض في أجواء منطقة مرجعيون. قانون اصلاح المصارف على الصعيد التشريعي، اقر مجلس النواب، قانون إصلاح المصارف وفقا للصيغة المحالة من لجنة الموازنة مع بعض التعديلات الطفيفة وربط تنفيذه باقرار قانون الفجوة المالية، ما يعني انه سيبقى «حبرا على ورق» حتى الاتفاق على تحديد كيفية توزيع الخسائر...كما أقر المجلس أربعة مشاريع واقتراحات قوانين شملت ملفات قانونية وإدارية واقتصادية، منها اقتراح قانون يهدف إلى تعديل بعض أحكام القانون رقم 11 الصادر بتاريخ 12 حزيران 2025، والمتعلق بإيجارات الأماكن غير السكنية مع ادخال تعديلات طفيفة وذلك بموافقة 65 صوتا ومعارضة 21وامتناع 15. كما اقر اعطاء تعويض ادارة لمديري المدارس الرسمية وأحال إلى لجنة الصحة اقتراح يتعلق بتعديل مزاولة مهنة الصيدلة لجهة المتممات الغذائية، قانون يرمي إلى تعديل أحكام القانون رقم 73 الصادر في 23 نيسان 2009 وتعديلاته، والمتعلق بشروط منح تعويض الإدارة لمديري المدارس الرسمية. مشروع القانون الوارد بموجب المرسوم رقم 315، والذي يهدف إلى تنظيم القضاء العدلي. مشروع قانون إصلاحي متعلق بوضع المصارف وإعادة تنظيمها،وفي سياق الجلسة، أعاد المجلس مشروع القانون المتعلق بمزاولة مهنة الصيدلة إلى لجنة الصحة النيابية لمزيد من الدرس..

حصار السويداء واقع تؤكده شهادات أهل المدينة: لماذا تنفيه الحكومة السورية؟
حصار السويداء واقع تؤكده شهادات أهل المدينة: لماذا تنفيه الحكومة السورية؟

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

حصار السويداء واقع تؤكده شهادات أهل المدينة: لماذا تنفيه الحكومة السورية؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قد يكون من الواجب اليوم الإعتراف بإن الهوية والإنتماء السوريين قد دخلا مرحلة «الصراع على البقاء»، وإذا ما كانت هناك كتلة وازنة من السوريين، بمختلف تياراتهم ونخبهم وأحزابهم، تعمل كما «الرافعة» في انتشال كلاهما من الغرق، فإن كتلة، وازنة هي الأخرى، تشد بالأولى نحو أسفل، ولربما يطول الوقت قبيل أن تتضح محصلة الصراع بين الكتلتين، وإذا ما كانت لمعركة «الشد» آنفة الذكر أذرع خارجية، متراصفة هي الأخرى على جانبيها، فإنه يبدو صعبا تحديد تراصف «السلطة» التي يبدو «اتجاه شدها» عصيا على الفهم، فتارة يلحظ على سلوكها «تشجيع» هذا «الفريق»، ثم يلحظ، في أحيان أخرى، سلوكا يشي بـ «تشجيع» الفريق العامل على الجبهة الأخرى، وإذا ما كان الأمر غير ذلك، فكيف يمكن فهم سياسات الحكومية السورية المتبعة في أعقاب الإعلان عن اتفاق وقف» إطلاق النار»، الحاصل في السويداء منذ يوم الإثنين في الحادي والعشرين من شهر تموز الفائت؟ في اليوم التالي لهذا اليوم الأخير بدأت الأخبار الواردة من السويداء تشير إلى إن «احتياطي الطحين والوقود والعديد من المواد الغذائية «في المدينة قد «تجاوز الخط الأحمر»، بعيد «استهداف المهاجمين لصوامع القمح في قرية أم الزيتون»، وبعيد «منع الحواجز لمرور أي كمية من الوقود مهما صغر حجمها»، وفقا لصفحات ناشطين، ووفقا لصفحة «السويداء 24» المحلية، واللافت هنا أن طريقة التعاطي تلك لا تشير إلى وجود نوايا بتجاوز التداعيات التي خلفتها الأحداث الدامية التي تعرضت لها المدينة، وريفها، على امتداد نحو أسبوع. تقول أليس مفرج، وهي عضوة «هيئة التفاوض العليا» السورية السابقة وابنة مدينة السويداء، في منشور لها 27 تموز «نطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة بإلزام السلطات الإنتقالية السورية بشكل جدي وفوري للسماح بدخول أعضاء لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا (COI)، و الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (IIIM) إلى محافظة السويداء وباقي المناطق السورية، والبدء بجمع الأدلة المتعلقة بجميع إنتهاكات حقوق الإنسان، بما فيها عمليات القتل خارج نطاق القضاء»، ومن المؤكد هو أن تلك الدعوة تمثل أساسا من النوع الذي يمكن البناء عليه، إذا ما حسنت نيات الخارج وكذا نظيرتها عند الحكومة السورية، والإنطلاق للمحافظة على بقايا «خيوط الربط» الممسكة، بوهن، بين أجزاء النسيج السوري، ففي أعقاب انتشار الأخبار عن تصاعد الحصار المفروض على السويداء أعلنت العديد من النقابات المدنية والمهنية في هذي الأخيرة عن «قطيعتها مع النقابات المركزية في دمشق»، كما أعلن «مجلس نقابة المحامين» عن استقالة أعضاءه بالكامل «احتجاجا على ما يجري»، أما نقابة المهندسين فأصدرت بيانا نعت فيه العشرات من كوادرها الذين قضوا إبان أحداث العنف التي تعرضت لها المحافظة، ومثلها فعلت نقابتي المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين، والجميع أكد في بياناته «رفضه التجييش، والدعوات التكفيرية، وإيقاف التعامل مع المركز (دمشق) ريثما يزول الفكر المتطرف الذي يحتكرها»، وعلى الرغم من كل ذلك قالت الحكومة، على لسان نور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية، يوم 30 تموز، إن «مزاعم حصار السويداء كاذبة ومضللة»، وأضاف إن «الحكومة فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات وخروج المدنيين»، وفي محاولة للوقوف على الوضع الراهن أجرت «الديار» اتصالين مع كل من جميل حاتم، مؤسس «تجمع الشأن العام والسلم الأهلي»، و كمال العفلق، ناشط مدني، وكلاهما مقيم بالسويداء . يقول العفلق في رده على تصريح البابا، آنف الذكر، إن «مجرد الإعلان عن فتح معابر فهذا اعتراف بوجود حصار»، وأضاف أن «المعبر الوحيد الذي يصل المحافظة بمحيطها هو بصرى الشام»، قبيل أن يتابع فيقول إن «وسائل إعلام السلطة، التي تصور عشرات الشاحنات على ذلك المعبر وهي تنتظر الإذن بالدخول، تعمل على تصدير مشهد مضلل للخارج، لأن ما يدخل منها لا يزيد عن شاحنتين أو ثلاث يوميا، وهي بالكاد تحمل ما يكفي من حاجة بضع أفران وثلاثة مشافي لا تزال قيد الخدمة للتشغيل»، أما جميل حاتم فقدم صورة أشد سوادوية من تلك التي سبقتها، وقال «هناك حصار مطبق على السويداء، وكل ما يقوله المسؤولون في الحكومة عار عن الصحة»، وأضاف إن «قوات الحكومة، التي تحاصر المحافظة، لا تزال تمنع وصول المساعدات إلا بالحد الأدنى لتشغيل بعض الأفران وخدمة ثلاثة مستشفيات فقط»، وأضاف حاتم «طوابير الخبز وصلت إلى حدود غير مسبوقة في تاريخ السويداء، أما حركة السير فهي شبه مشلولة على وقع الشح في المحروقات، والعديد من المتاجر أغلقت أبوابها جراء خلوها مما تبيع»، قبيل أن يتابع حديثه فيقول «ثمة مشكلة أكبر لا يجري تسليط الضوء عليها، فالمحافظة الآن مهددة بخطر انتشار الأوبئة التي يمكن أن تنتج عن بقاء عشرات الجثث في العراء دون دفن، ولعل بقاءها يعتبر دليلا دامغا على شدة الحصار، حيث من المستحيل الوصول إليها بفعل المخاطر الأمنية التي يمكن أن تنجم عن الفعل>. أعلنت منظمة «الهلال الأحمر» الدولية، يوم 28 تموز الفائت، عن تسيير قافلة إغاثات قالت إنها الرابعة حتى تاريخه، وقالت المتحدثة باسمها في حديث مع «سكاي نيوز»، إن «القافلة ضمت 40 طنا من الطحين، و27 ألف ليتر من المحروقات»، وأضافت «لكن المحافظة بحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير»، كما سجلت في سياق حديثها شهادة تقول «حين مرور القافلة من معبر بصرى الشام إلى قلب المدينة كانت آثار العنف شاهدة، والمحال التجارية مغلقة، والحياة معطلة تماما»، كما ذكرت إن هناك» نحو 60 ألف شخص تركوا منازلهم»، في الوقت الذي أكد فيه مدير «وحدة التواصل والإعلام» في المنظمة، عمر المالكي، إن «المنظمة سوف تستمر في تسيير قوافلها لتلبية احتياجات العائلات وتخفيف معاناتها»، وإن المنظمة تدعو الحكومة السورية إلى «إعادة الخدمات العامة من ماء وكهرباء واتصالات وخدمات طبية» إلى المدينة وريفها، أما الأكاديمي يحيى العريضي، عميد كلية الإعلام بدمشق زمن النظام السابق والمعارض للأخير لاحقا وابن مدينة السويداء، فقال في لقاء على «هاشتاغ»، 28 تموز الفائت، إن «قوات الحكومة تشترط على بعثات الهلال الأحمر حضورها من انطلاقة القافلة إلى حين توزيعها، وهذا بالتأكيد عمل معيق لعمل تلك البعثات»، وأضاف في شهادته إن «34 قرية، هي ربع قرى محافظة السويداء، توحي مناظرها وكأن المغول أو التتار قد مروا بها»، قبيل أن يضيف إن «فاجعة السويداء كانت السبب الرئيسي وراء إطلاق (جبهة الإنقاذ السورية)»، التي كان العريضي أحد الموقعين على بيانها التأسيسي . تؤكد السردية السابقة على أمرين اثنين، أولاهما أن المدينة تعيش أوضاعا صعبة تستدعي تدخلا حكوميا سريعا، أو أقله عدم إعاقة المنظمات الدولية التي عبرت عن استعدادها في المساعدة، وثانيهما الإعتراف بأن ثمة وجودا لـ»حصار» مفروض على المدينة، وهو، بهذا السبب أو ذاك، كما «السكين» الحادة أمام «قالب زبدة»، بحيث لا يلزم، للـ»الأيادي» الممسكة بقبضتها، كثير جهد تبذله للقيام بفعل من ذلك النوع .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store