
بزشكيان يؤكد أن ايران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم وترفض الضغوط الدولية وتتمسك بالقوانين التي تكفل إجراءِ أنشطتها النووية السلمية
قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان ، أمس الخميس، إنه لا يمكن لأحدٍ أن يُملي على إيران وقفَ تخصيب اليورانيوم، وذلك في مقابلة مع التلفزيون العُماني، على هامش زيارته إلى سلطنة عُمان وقال إن إيران لن ترضخُ مُطلقا للضغوط التي تطالب بهذا الأمر، مشدداً على تمسكِ بلادِه بحقِ التخصيب وأشار بزشكيان إلى أن القوانين الدولية تكفلُ لكلِ دولةٍ الحقَّ في إجراءِ أنشطةٍ علمية وتقنية تتعلقُ بالطاقة النووية لأغراض سلمية.
وقال للتلفزيون العُماني: "إذا كانوا يريدون أن يتيقنوا، فنحن مستعدون لأي نوع من التعاون من أجل أن يعرف العالم والمنطقة ذلك.. نحن لا نسعى لامتلاك سلاح نووي، ولم نسعَ إليه في السابق، ولن نسعى إليه مستقبلاً، وذلك من منطلق عقائدي.. لكننا لن نتخلى أبداً عن التخصيب لأغراض العلاج وتشخيص الأمراض. ولن نتخلى عنه لأغراض الصحة، والزراعة، والصناعة. هذا وفقاً للقوانين الدولية، ولا يحقّ لهم أن يقولوا لنا: لا يجوز لكم أن تقوموا بالتخصيب".
من جانبه، أكد وزيرُ الخارجية الإيراني عباس عراقجي جَديةَ إيران في التوصلِ إلى حلٍ دبلوماسي يخدم مصالح الجميع وتعليقا على الأخبارِ الواردةِ من واشنطن عن قرب توصل طهران إلى اتفاقٍ مع واشنطن، قال عراقجي إنه ليس متأكدا من ما إذا تم الوصولُ إلى هذا الهدف كما شدد الوزير الإيراني على ضرورة أن ينص أيُ اتفاق على رفعِ جميع العقوبات عن إيران، مع السماح لها بمواصلةِ تخصيب اليورانيوم.
بدوره، قال علي شمخاني، مستشار للشؤون العسكرية والنووية للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، عبر منصة "إكس"، إن الرؤساء الأميركيين السابقين كانوا "يتخيلون" تدمير البنية التحتية النووية لإيران، وحذر من أن إيران لديها دفاعات قوية و"خطوط حمراء واضحة".
وأضاف: "إن المحادثات تعزز التقدم، والمصالح والكرامة لا الإجبار أو الاستسلام" وفي 12 أبريل (نيسان)، بدأت طهران وواشنطن محادثات بوساطة عُمانية، هي الأعلى مستوى بين الدولتين منذ انسحاب الولايات من الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 وأظهر البلدان خلافات بشأن قضية تخصيب اليورانيوم الحساسة.
إلى ذلك، وحذرت الولايات المتحدة إسرائيل من توجيه أي ضربة لإيران قد تحبط المفاوضات الجارية معها حاليا بشأن ملفها النووي، فيما أبدت طهران استعدادها للسماح بزيارة مفتشين أميركيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية محمد إسلامي "إذا أثيرت قضايا وتم التوصل إلى اتفاق وتم أخذ مطالب إيران في الاعتبار، فإننا سنعيد النظر في احتمال قبول مفتشين أميركيين" من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويأتي إعلان إسلامي فيما من المنتظر أن يزور مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران في الأيام المقبلة.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء أنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من ضرب إيران، معتبرا أن الأمر لن يكون "ملائما" في غمرة المباحثات مع طهران حول برنامجها النووي.
وأجرت إيران والولايات المتحدة جولة خامسة من المفاوضات في روما الجمعة، من دون الإعلان عن إحراز تقدم يُذكر، غير أنّهما أكدتا الاستعداد لإجراء محادثات جديدة، من دون أن يتم تحديد موعد لذلك ويشكّل تخصيب اليورانيوم موضوع الخلاف الرئيسي.
وكان ترامب سحب بلاده بشكل أحادي في العام 2018، خلال ولايته الأولى، من الاتفاق النووي المبرم مع إيران وأعاد فرض عقوبات على إيران، بما في ذلك إجراءات ثانوية تستهدف الدول التي تشتري النفط الإيراني، ضمن سياسة "ضغوط قصوى" اتبعها في حق طهران.
وتشتبه الدول الغربية، وفي مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، العدو اللدود لإيران، بنية طهران امتلاك سلاح نووي. لكن طهران تنفي أي طموحات نووية عسكرية
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ يوم واحد
- المغرب اليوم
بزشكيان يؤكد أن ايران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم وترفض الضغوط الدولية وتتمسك بالقوانين التي تكفل إجراءِ أنشطتها النووية السلمية
قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان ، أمس الخميس، إنه لا يمكن لأحدٍ أن يُملي على إيران وقفَ تخصيب اليورانيوم، وذلك في مقابلة مع التلفزيون العُماني، على هامش زيارته إلى سلطنة عُمان وقال إن إيران لن ترضخُ مُطلقا للضغوط التي تطالب بهذا الأمر، مشدداً على تمسكِ بلادِه بحقِ التخصيب وأشار بزشكيان إلى أن القوانين الدولية تكفلُ لكلِ دولةٍ الحقَّ في إجراءِ أنشطةٍ علمية وتقنية تتعلقُ بالطاقة النووية لأغراض سلمية. وقال للتلفزيون العُماني: "إذا كانوا يريدون أن يتيقنوا، فنحن مستعدون لأي نوع من التعاون من أجل أن يعرف العالم والمنطقة ذلك.. نحن لا نسعى لامتلاك سلاح نووي، ولم نسعَ إليه في السابق، ولن نسعى إليه مستقبلاً، وذلك من منطلق عقائدي.. لكننا لن نتخلى أبداً عن التخصيب لأغراض العلاج وتشخيص الأمراض. ولن نتخلى عنه لأغراض الصحة، والزراعة، والصناعة. هذا وفقاً للقوانين الدولية، ولا يحقّ لهم أن يقولوا لنا: لا يجوز لكم أن تقوموا بالتخصيب". من جانبه، أكد وزيرُ الخارجية الإيراني عباس عراقجي جَديةَ إيران في التوصلِ إلى حلٍ دبلوماسي يخدم مصالح الجميع وتعليقا على الأخبارِ الواردةِ من واشنطن عن قرب توصل طهران إلى اتفاقٍ مع واشنطن، قال عراقجي إنه ليس متأكدا من ما إذا تم الوصولُ إلى هذا الهدف كما شدد الوزير الإيراني على ضرورة أن ينص أيُ اتفاق على رفعِ جميع العقوبات عن إيران، مع السماح لها بمواصلةِ تخصيب اليورانيوم. بدوره، قال علي شمخاني، مستشار للشؤون العسكرية والنووية للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، عبر منصة "إكس"، إن الرؤساء الأميركيين السابقين كانوا "يتخيلون" تدمير البنية التحتية النووية لإيران، وحذر من أن إيران لديها دفاعات قوية و"خطوط حمراء واضحة". وأضاف: "إن المحادثات تعزز التقدم، والمصالح والكرامة لا الإجبار أو الاستسلام" وفي 12 أبريل (نيسان)، بدأت طهران وواشنطن محادثات بوساطة عُمانية، هي الأعلى مستوى بين الدولتين منذ انسحاب الولايات من الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 وأظهر البلدان خلافات بشأن قضية تخصيب اليورانيوم الحساسة. إلى ذلك، وحذرت الولايات المتحدة إسرائيل من توجيه أي ضربة لإيران قد تحبط المفاوضات الجارية معها حاليا بشأن ملفها النووي، فيما أبدت طهران استعدادها للسماح بزيارة مفتشين أميركيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية محمد إسلامي "إذا أثيرت قضايا وتم التوصل إلى اتفاق وتم أخذ مطالب إيران في الاعتبار، فإننا سنعيد النظر في احتمال قبول مفتشين أميركيين" من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويأتي إعلان إسلامي فيما من المنتظر أن يزور مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران في الأيام المقبلة. وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء أنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من ضرب إيران، معتبرا أن الأمر لن يكون "ملائما" في غمرة المباحثات مع طهران حول برنامجها النووي. وأجرت إيران والولايات المتحدة جولة خامسة من المفاوضات في روما الجمعة، من دون الإعلان عن إحراز تقدم يُذكر، غير أنّهما أكدتا الاستعداد لإجراء محادثات جديدة، من دون أن يتم تحديد موعد لذلك ويشكّل تخصيب اليورانيوم موضوع الخلاف الرئيسي. وكان ترامب سحب بلاده بشكل أحادي في العام 2018، خلال ولايته الأولى، من الاتفاق النووي المبرم مع إيران وأعاد فرض عقوبات على إيران، بما في ذلك إجراءات ثانوية تستهدف الدول التي تشتري النفط الإيراني، ضمن سياسة "ضغوط قصوى" اتبعها في حق طهران. وتشتبه الدول الغربية، وفي مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، العدو اللدود لإيران، بنية طهران امتلاك سلاح نووي. لكن طهران تنفي أي طموحات نووية عسكرية


الأيام
منذ يوم واحد
- الأيام
من سعد آباد إلى مسقط: محطات استضافة مفاوضات إيران النووية
Getty Images منذ ثمانينيات القرن الماضي، ظلّ البرنامج النووي لجمهورية إيران الإسلامية محوراً رئيسياً في علاقاتها الخارجية، اتسم غالباً بالتوتر والقلق الدولي. ومنذ الكشف عن منشآت نطنز وآراك في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وحتى تصعيد العقوبات الدولية، تحوّل الملف النووي الإيراني تدريجياً إلى قضية محورية في دبلوماسيتها. وبينما بدأت المفاوضات الرسمية مع ثلاث دول أوروبية عام 2003، فإن جذور التوتر النووي والتدقيق تعود إلى ما هو أبعد من ذلك. عقد الوفدان الإيراني والأمريكي جولة خامسة من المفاوضات في روما الأسبوع الماضي. ورغم ظهور بوادر تقدم محدود، إلا أن هناك العديد من نقاط الخلاف التي يصعب تجاوزها، لا سيما مسألة تخصيب اليورانيوم الإيراني. فيما يلي، نلقي نظرةً على المدن الرئيسية التي استضافت هذه المفاوضات النووية على مدى العقدين الماضيين، حيث لعبت كل منها دوراً فريداً في المشهد المتطور للدبلوماسية النووية. طهران: بداية المحادثات الرسمية (2003) في عام 2003، زار وزراء خارجية المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، طهران، ووقعوا ما عُرف لاحقاً بإعلان سعد آباد مع المسؤولين الإيرانيين. في ذلك الوقت، علّقت إيران طواعيةً تخصيب اليورانيوم، بينما تعهّدت الأطراف الأوروبية بعدم إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي. خلال رئاسة محمود أحمدي نجاد، استضافت طهران أيضاً مبادرة دبلوماسية مشتركة ضمّت إيران والبرازيل وتركيا. وأفضى هذا الجهد إلى اتفاق محدود لم يُخفّف العقوبات الدولية في نهاية المطاف. Getty Images في عام 2003، وفي خطوة غير مسبوقة، سافر وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى إيران بهدف حل النزاعات النووية المتنامية مع إيران، ووضع الأساس للمفاوضات النووية. بروكسل: تعليق تصنيع أجهزة الطرد المركزي (2004) عُقدت هذه الجولة من المحادثات في مقرّ الاتحاد الأوروبي في بروكسل. كانت نتيجتها الرئيسية اتفاقاً على وقف تصنيع واختبار أجهزة الطرد المركزي المتطورة. باريس: وقف أنشطة البلوتونيوم (2004) في اتفاق بين إيران والدول الأوروبية الثلاث، وافقت إيران على تعليق الأنشطة المتعلقة بفصل البلوتونيوم. في المقابل، تعهد الاتحاد الأوروبي بدعم انضمام إيران إلى منظمة التجارة العالمية. جنيف: اتفاق مؤقت لتخفيف العقوبات (2013) في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، توصلت إيران ودول مجموعة 5+1 إلى اتفاق مؤقت أوقفت بموجبه إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وأُفرج عن بعض أصولها المجمدة. شكل هذا الاتفاق خطوةً نحو الاتفاق النووي النهائي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. بون: التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (2005) في الأشهر الأخيرة من رئاسة محمد خاتمي، استضافت مدينة بون الألمانية محادثات ركزت على معالجة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية المشتبه بها. لندن: إعلان نهاية المحادثات (2005) في الجولة الأخيرة من المفاوضات في عهد الرئيس خاتمي، استضافت لندن محادثات أعلنت خلالها إيران عزمها استئناف تخصيب اليورانيوم. شكّل هذا الموقف بداية مرحلة جديدة من المواجهة مع الغرب. مدريد ولشبونة: جولات عقيمة استضافت عاصمتا إسبانيا والبرتغال جولات من المحادثات في مراحل مختلفة، إلا أن هذه الاجتماعات اختتمت دون أي نتائج ملموسة أو اتفاقات نهائية. Getty Images كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون يحضران اجتماعاً بشأن البرنامج النووي الإيراني بعد وصولهما إلى القنصلية الإيرانية في إسطنبول. إسطنبول: محاولات فاشلة (2011 و2012) على الرغم من جولات المفاوضات المتعددة بين إيران ومجموعة 5+1، فشلت محادثات إسطنبول في تحقيق نتائج بسبب الخلافات العميقة حول تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات. بغداد: التركيز على التخصيب بنسبة 20 في المئة (2012) وسط التوترات الإقليمية، استضافت بغداد مفاوضات ركزت على أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية بنسبة 20 في المئة والمخاوف الدولية ذات الصلة. ثم نُقلت المحادثات إلى موسكو. موسكو: دعوة لإغلاق فوردو (2012) خلال المحادثات في موسكو، طالب مفاوضو مجموعة 5+1 بإغلاق منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم ووقف تخصيبها بنسبة 20 في المئة. مع ذلك، لم يتم التوصل إلى اتفاق. ألماتي: اقتراح لتخفيف العقوبات (2013) في ألماتي، كازاخستان، عرضت مجموعة 5+1 تخفيضاً للعقوبات مقابل وقف إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة. اعتبرت إيران العرض غير كافٍ، وانتهت المفاوضات دون نتائج. مسقط: من المحادثات السرية إلى المفاوضات الرسمية (2013-2014) قبل الاتفاق النهائي، استضافت عُمان، بوساطة السلطان قابوس، مفاوضات سرية بين إيران والولايات المتحدة. مهّدَت هذه الاجتماعات الطريق لمحادثات رسمية بين إيران ومجموعة 5+1. Getty Images محمد جواد ظريف وجون كيري وكاثرين أشتون يجتمعون في نيويورك نيويورك: اجتماع تاريخي لوزراء الخارجية (2013) على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، التقى وزير الخارجية الإيراني آنذاك، محمد جواد ظريف، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، علناً لأول مرة منذ ثورة 1979. لوزان: الإطار السياسي قبل خطة العمل الشاملة المشتركة (2015) في آذار/مارس 2015، توصلت إيران ومجموعة 5+1 إلى تفاهم سياسي في لوزان حول الشروط الأساسية للاتفاق النهائي. شكّل هذا التفاهم الأساس القانوني والفني لخطة العمل الشاملة المشتركة. Getty Images في تموز/يوليو 2015، فيينا، توصلت جولتان من المحادثات إلى اتفاق فيينا: محادثات توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة وإحيائها (2015-2022) في تموز/يوليو 2015، وُقّع الاتفاق النووي الشامل المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا. بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018، بُذلت معظم الجهود لإحياء الاتفاق في هذه المدينة أيضاً. الدوحة: المفاوضات غير المباشرة (2022-2023) خلال فترة انقطاع المحادثات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، تولّت قطر دور الوسيط، حيث نقل ممثلو الاتحاد الأوروبي المقترحات بين الجانبين. Getty Images وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري (يمين) يصافح وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في مسقط في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 هل تؤثر المدينة المضيّفة على نتائج المحادثات النووية؟ يكشف استعراض المدن التي استضافت المفاوضات النووية الإيرانية على مدى العقدين الماضيين عن رحلة دبلوماسية اتسمت بالاختراقات والتعثرات والحوارات المبدئية. تمثل كل مدينة مرحلة مميزة في علاقة إيران المعقّدة بالقوى العالمية - من طهران إلى مسقط، إذ أسفر بعضها عن اتفاقات مؤقتة، بينما انتهى بعضها الآخر إلى طريق مسدود، واكتفى بعضها الآخر بإبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة. وفي حين لعبت المدن المضيفة دوراً في تشكيل مسار المحادثات وإطارها، إلا أن النتائج النهائية اعتمدت إلى حد كبير على الديناميكيات الجيوسياسية والإرادة السياسية للأطراف المعنية.


كواليس اليوم
منذ 4 أيام
- كواليس اليوم
هل يستطيع ترامب كسر الجمود الإيراني وإعادة تشكيل الشرق الأوسط؟
بقلم: د. ألون بن مئير إن سعي إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق تفاوضي بشأن البرنامج النووي الإيراني هو السياسة السليمة الوحيدة التي يمكن أن تمنع اندلاع حرب إقليمية. علاوة على ذلك، فهو يوفر فرصة فريدة من نوعها يمكن أن تغيّر مسار الأمن الإقليمي، وربما تُمهّد الطريق لسلام واستقرار طويلي الأمد. لا تزال المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني محفوفة بالخلافات العميقة. ومع ذلك، يتمتع ترامب، أكثر من أي من أسلافه، بفرصة فريدة للتوصل إلى اتفاق يخدم مصالحهما الوطنية ويمنع انزلاق المنطقة إلى حرب مروعة، وإن كان على كلا الجانبين تقديم تنازلات كبيرة. ومع ذلك، فإن رغبتهما في التوصل إلى اتفاق قوية بما يكفي لتجاوز خلافاتهما الرئيسية. ومع ذلك، لن يكون مثل هذا الإتفاق كافياً لتحقيق الأمن والإستقرار الإقليميين على المدى الطويل اللذين ترغب إيران ودول الخليج العربي والولايات المتحدة في تحقيقهما. ومع ذلك، فإن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، بالتزامن مع تطبيع العلاقات الأمريكية الإيرانية، لن يُسهّل التوصل إلى مثل هذا الإتفاق فحسب، بل سيُبدّد أيضًا العداء الإسرائيلي – الإيراني المُتجذّر، ويُعزّز السلام والإستقرار الإقليميين. الموقف الإيراني تُصرّ إيران على أن حقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها 'غير قابل للتفاوض' و'خط أحمر واضح'، مُدّعيةً أن التخصيب للإستخدام المدني السلمي. ورغم استعداد إيران لوضع حدّ مؤقت للتخصيب، إلا أنها ترفض القيود غير المُحدّدة، وتُعارض المراقبة المُكثّفة، مُعتبرةً ذلك انتهاكًا لسيادتها، وترفض رفضًا قاطعًا تفكيك بنيتها التحتية النووية. كما تسعى طهران جاهدةً لرفع العقوبات الأمريكية المُرهقة لتخفيف حدة السخط الشعبي المُتزايد، والذي قد ينفجر في حال عدم وجود إغاثة اقتصادية. تُريد إيران تجنّب الحرب مع الولايات المتحدة و/أو إسرائيل التي قد تُهدّد بشكل خطير بقاء الحكومة التي يسعى النظام إلى حمايتها بأي ثمن. الموقف الأمريكي تُبقي الولايات المتحدة على خط أحمر يُسمى 'منع التخصيب'، مُطالبةً بإزالة جميع منشآت التخصيب المحلية في نطنز وفوردو وأصفهان، وتُصرّ على تفكيك البنية التحتية النووية، وترفض التجميد المؤقت. تسعى الولايات المتحدة إلى فرض قيود دائمة وقابلة للتحقق تتجاوز شروط خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 التي انسحب منها ترامب، وستمنح تخفيفًا للعقوبات مشروطًا بتراجع إيران عن برنامجها النووي بشكل قابل للتحقق وتعزيز عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورقابة أكثر صرامة. من شأن الإتفاق مع إيران من وجهة نظر ترامب أن يُسهم في استقرار المنطقة ويُوسّع نطاق التبادل التجاري ويمنع الصين وروسيا من تحقيق المزيد من النفوذ. الإطار المُحتمل للإتفاق على الرغم من الإختلافات بين الولايات المتحدة وإيران، أعتقد أنهما لا يزالان قادرين على التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الجوهرية والفنية، بما في ذلك عدد أجهزة الطرد المركزي اللازمة للعمل وشحن مخزون إيران من اليورانيوم المُخصّب بنسبة 60% لربما إلى روسيا وتراجع نووي قابل للتحقق، مع تعزيز عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورقابة أكثر صرامة. المسألة العالقة هي إصرار إيران على حقها في تخصيب اليورانيوم، وهو ما تعترض عليه الولايات المتحدة بشدة. ومع ذلك، هناك عدة خيارات قد يتفق الطرفان على أحدها مع ادعائهما بتحقيق هدفهما. الإحتمالات هي: 1) أن تُجمّد إيران التخصيب عند مستوياته الحالية وتُفكّك أجهزة الطرد المركزي المتطورة؛ 2) أن يُسمح لإيران بالإحتفاظ بحقوق التخصيب قصيرة الأجل حتى 3.67% مع الإلتزام بأهداف الولايات المتحدة طويلة الأجل في مجال منع الانتشار؛ أو 3) أن يُسمح لإيران بالإحتفاظ بمنشآت تجريبية رمزية تحت إشراف صارم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما يُحاكي اتفاق عام 2015. لا ينبغي لترامب أن يُصرّ على مهلة 60 يومًا ويُهدّد بالخيارات العسكرية الأمريكية بعد انقضاء المهلة. ستُقاوم إيران التفاوض تحت التهديد العسكري لأنها تجده مُهينًا، مما يُؤدّي إلى انعدام الثقة المتبادل بشأن النوايا والإلتزام. ومع ذلك، ينبغي أن يتوافق الجدول الزمني للتوصل إلى اتفاق مع التقدّم المُحرز في المفاوضات، ولكن لا يُمكن أن يكون مفتوحًا. وفي حين أن مثل هذا الإتفاق من شأنه أن يقلل من التوترات الإقليمية، إلا أنه لن ينهي الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني أو العداء الإسرائيلي الإيراني الشديد أو التنافس الإقليمي العدواني لإيران، ولا دعمها لحلفائها في المقاومة وهي وصفة لاستمرار الصراع وعدم الاستقرار الإقليمي. فرصة فريدة لنظام إقليمي جديد إنّ التفاوض المتزامن على تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران لن يُسهم في التوصل إلى اتفاق بشأن قضية التخصيب فحسب، بل قد يُفضي إلى سلام واستقرار إقليميين طويلي الأمد. ونظرًا لنهج ترامب غير التقليدي وغير القابل للتنبؤ، فهو في وضع فريد يُتيح لإيران فرصةً للتحول من مصدرٍ لعدم الإستقرار والصراع الإقليمي إلى لاعبٍ بنّاء. قد تكون إيران منفتحةً على تغيير مسارها طالما بقي نظامها قائمًا ونما اقتصادها ولم تتدخل أي قوة أجنبية في شؤونها الداخلية. كما أن التوقيت مُلائمٌ للغاية لترامب لاتخاذ مثل هذه الخطوة، إذ تجد إيران نفسها في أضعف حالاتها خلال العقدين الماضيين. لقد انهار محور المقاومة الإيراني – فقد قُضي على حماس وتراجع حزب الله بشكلٍ كبير وأصبح الحوثيون أقل فعاليةً بشكلٍ متزايد – في حين فقدت موطئ قدمها في سوريا الذي كان محوريًا لإبراز قوتها الإقليمية. علاوة على ذلك، سحقت إسرائيل إلى حدّ كبير منظومة الدفاع الجوي الإيرانية ودمرت كمية كبيرة من مخزونها من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وهو أمرٌ سيكون في جميع الأحوال غير فعّال على الإطلاق بالنظر إلى قوة الدفاع الجوي لإسرائيل وحلفائها. ونظرًا لضعفها، تواجه إيران ثلاثة خيارات. أولًا، تجديد محور المقاومة، وهو أمر سيستغرق سنوات وبتكلفة باهظة. لقد نجحت إسرائيل في سحقها سابقًا، ويمكنها فعل ذلك مجددًا، مما يجعل هذا الخيار غير مرغوب فيه للغاية. ثانيًا، قد تلجأ إيران إلى تطوير أسلحة نووية لردع الهجمات المستقبلية على أراضيها مع تحييد القدرة النووية الإسرائيلية. هذا الخيار محفوف بمخاطر جمة، إذ من المرجّح أن تهاجم الولايات المتحدة و/أو إسرائيل بنيتها التحتية النووية، وهو ما ترغب إيران بشدة في منعه. ثالثًا، قد تختار طهران تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، كما أشار ترامب، شريطة ألا تسعى الولايات المتحدة إلى تغيير النظام في أي وقت وأن تُترك إيران وحدها لمعالجة شؤونها الداخلية كما تشاء. هذا هو الخيار الأكثر ترجيحًا، إذ يفضل ترامب مناقشة التطبيع والسلام، شريطة أن تستوفي إيران عدة شروط. يجب على إيران الإلتزام الكامل بالإتفاق الجديد وإيقاف مجمعها الصناعي النووي الضخم بشكل يمكن التحقق منه والتركيز حصريًا على الإستخدام السلمي لبرنامجها النووي؛ ووقف دعمها لأي جماعات متطرفة تهدد أيًا من دول المنطقة؛ ووقف التهديدات الوجودية لإسرائيل؛ وعدم التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في الشؤون الداخلية لأي دولة في المنطقة؛ وأخيرًا، إظهار استعدادها لأن تصبح لاعبًا إقليميًا بنّاءً. الخلاف بين ترامب ونتنياهو في حين أن ترامب منفتح بلا شك على تطبيع العلاقات مع إيران، إلا أنه لا يتفق مع نتنياهو الذي يعارض أي اتفاق أمريكي- إيراني. يُصر نتنياهو على صفقة 'على غرار ليبيا' تتطلب التنازل الكامل عن الأصول النووية ولم يستبعد العمل العسكري الأحادي الجانب. وبخلاف نتنياهو، فإن اللاعبين الإقليميين، وخاصة دول الخليج العربي، وكذلك ترامب، يريدون تجنب المواجهة العسكرية مع إيران لعلمهم أن مجرد التفكير في مهاجمة المجمعات النووية الإيرانية سيكون ضربًا من الجنون من جانب نتنياهو، متجاهلين التداعيات الإقليمية المروعة التي قد تترتب على ذلك. لهذا السبب، وفي كلّ قضية استراتيجية وجيوسياسية مهمة تقريبًا تُعنى بإسرائيل، اختار ترامب التصرف بشكل أحادي على جبهات مختلفة تمامًا عما كان نتنياهو سيختاره، بما في ذلك السعي إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، ووقف إطلاق النار مع الحوثيين واحتضان النظام السوري الجديد والتفاوض مباشرةً مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن وربما منح إيران أفقًا جديدًا، وهي خطوة قد تقبلها إيران طواعيةً. إن تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية لن يؤدي إلا إلى زيادة إصرارها على امتلاك أسلحة نووية، وسيصبح العداء تجاه إسرائيل مميتًا لا رجعة فيه. وفي المحصلة، تُعتبر إيران قوة إقليمية عظمى يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة وتمتلك موارد طبيعية وبشرية هائلة وتتمتع بموقع جيوستراتيجي بالغ الأهمية وتتمتّع بتاريخ غني يمنحها حضورًا إقليميًا فريدًا. حتى بعد معاناتها من حرب مدمرة، ستبرز إيران من جديد كقوة عظمى يجب على ترامب ونتنياهو أخذها في الحسبان. إيران باقية، والعقل السليم يقتضي إيجاد حلّ سلمي دائم لبرنامجها النووي. إن السعي لتطبيع العلاقات مع إيران والتقدم نحو اتفاق سلام، وهو ما أشار ترامب إلى نيته السعي إليه، يمثّل قفزة جيوسياسية تاريخية. من شأنه أن يخفف التوتّر بين إيران وإسرائيل بشكل كبير، ويحوّل المنطقة من منطقة موبوءة بالصراعات والإضطرابات إلى منطقة سلمية تنعم بالأمن والإزدهار. ومن المفارقات أن ترامب، مع كلّ عيوبه، في وضع فريد يسمح له بمحاولة ما لم يجرؤ أسلافه على القيام بها.