logo
باحثون يطورون شريحة دماغية تترجم الأفكار إلى كلام منطوق

باحثون يطورون شريحة دماغية تترجم الأفكار إلى كلام منطوق

الشرق السعودية٠٤-٠٤-٢٠٢٥

نجح باحثون في تطوير جهاز معزز بالذكاء الاصطناعي يحتوي على شريحة زُرعت في دماغ سيدة تعاني من الشلل، وهو ما مكّنها من ترجمة أفكارها إلى كلام منطوق في أجزاء من الثانية.
التقنية الجديدة، التي نُشرت تفاصيلها ضمن دراسة علمية في دورية "نيتشر نيوروساينس" (Nature Neuroscience)، تعالج واحدة من أكثر التحديات إلحاحاً في هذا المجال، والمتمثلة في بطء الاستجابة وتأخر إخراج الصوت عند استخدام الأطراف العصبية الخاصة بالكلام.
وضم الفريق باحثون من جامعة كاليفورنيا، حيث صمّموا نظاماً يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحويل الإشارات العصبية مباشرة إلى كلام منطوق، بما يوازي سرعة الاستجابة في الأجهزة الذكية مثل "أليكسا" و"سيري".
البث اللحظي
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة جوبالا أنومانشيبالي: "النهج الذي اتبعناه في البث اللحظي يمكّن من الوصول إلى قدرات فك شيفرة الكلام بسرعة تقارب تلك التي تتمتع بها الأجهزة الذكية، لكنه يُطبّق هذه الإمكانيات في أطراف عصبية مخصصة لذوي الإعاقات".
بينما قال تشيول جون تشو، وهو أيضاً من القائمين على الدراسة، إن النظام لا يقوم بقراءة الأفكار الأولية، وإنما يبدأ في تفسير النشاط العصبي بعد أن يكون المتحدث قد حدد ما يريد قوله، واختار الكلمات المناسبة، واستعد لتحريك عضلات النطق.
أجُريت التجارب على مريضة تُدعى "آن"، حيث تم ربط الشريحة الدماغية بجهاز مخصص لتوليد الصوت، وفي أثناء التجربة، كانت المريضة تنظر إلى شاشة تعرض عبارات مثل: "مرحباً، كيف حالك؟"، ثم تحاول تكرار العبارة بصمت، دون إصدار صوت.
من جانبه، أكد الباحث كايلو ليتلجون، وهو أحد المشاركين في الدراسة، أن هذه العملية أتاحت للفريق بناء خريطة دقيقة تُطابق بين الإشارات العصبية التي تُطلقها المريضة، والجملة التي تحاول نطقها، من دون أن تضطر لتحريك شفتيها أو إصدار أي صوت: "سمح هذا لنا بالحصول على نمط عصبي يمكن ربطه بالجملة المستهدفة، من دون الحاجة لأي نطق حقيقي".
نموذج ذكي
وفي وقت لاحق، استخدم الفريق نموذجاً مدرباً مسبقاً لتحويل النصوص إلى صوت، بهدف توليد المخرجات الصوتية، حيث استعانوا بتسجيلات صوت "آن" قبل تعرضها للإصابة، ما أضفى على الصوت الناتج طابعاً شخصياً قريباً من نبرتها الأصلية.
وقال تشو، الذي يُتابع دراسة الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا بيركلي: "استخدمنا نموذجاً صوتياً مدرباً مسبقاً لتوليد الصوت ومحاكاة الجملة المستهدفة، كما استخدمنا أيضاً صوت آن قبل إصابتها، بحيث يكون الصوت الناتج عند فك التشفير أقرب إلى صوتها الحقيقي".
وفي حين كانت الدراسات السابقة التي تناولت تقنيات مشابهة تواجه تأخيراً يُقدّر بنحو 8 ثوانٍ لإنتاج جملة واحدة، فقد نجح الفريق عبر منهجه الجديد في تقليص هذا التأخير إلى ما يقارب ثانية واحدة، مما يُتيح إخراج الصوت فور محاولة الشخص التحدث.
وأضاف أنومانشيباللي: "بالنسبة للإشارة التي تعكس نية النطق، يمكننا توليد أول صوت خلال ثانية واحدة فقط. كما أن الجهاز قادر على فك تشفير الكلام بشكل مستمر، مما يسمح للمريضة آن بمواصلة الحديث دون انقطاع".
كما اختبر الباحثون قدرة النموذج على توليد كلمات لم تكن مدرجة في مجموعة التدريب الأصلية، وأثبتت النتائج أن الذكاء الاصطناعي قادر على التعامل مع هذه الحالات بكفاءة.
وتابع أنومانشيباللي: "وجدنا أن نموذجنا ينجح في ذلك، ما يُظهر أنه يتعلم فعلياً الأسس الرئيسية للصوت والنطق".
واعتبر الباحثون أن هذا الأمر يُمثّل خطوة رائدة في مجال الأطراف العصبية الخاصة بالنطق. وأشار جون تشو إلى أن "هذا الإطار التمهيدي يُمثل بالفعل اختراقاً علمياً، ونحن متفائلون بإمكان تحقيق تطورات ملموسة على كافة المستويات التقنية".
في السنوات الأخيرة، شهد مجال تطوير الشرائح الدماغية تقدماً ملحوظاً، مع سعي العديد من الشركات إلى ابتكار تقنيات تعزز التواصل البشري، وتعالج التحديات الطبية.
في فبراير 2025، كشفت شركة "بارادروميكس" عن شريحتها الدماغية المتطورة "Connexus"، التي تهدف إلى تغيير طريقة تواصل الأفراد مع العالم عبر التفكير فقط، مما يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية.
وفي سياق متصل، تعمل شركة "نيورالينك" المملوكة لإيلون ماسك على تطوير شريحتها الدماغية "N1"، حيث حصلت على موافقة هيئة الصحة الكندية لإطلاق تجربتها السريرية الأولى في كندا، مستهدفة مرضى الشلل الرباعي الناتج عن التصلب الجانبي الضموري، أو إصابات الحبل الشوكي.
ويُبرز هذا التقدم التنافس المتزايد في هذا المجال، مع ظهور شركات أخرى مثل "NEO" الصينية، التي طوّرت شريحة دماغية تعتمد على وضع الأقطاب الكهربائية خارج قشرة الدماغ، مما يقلل من التداخل مع الأنسجة الدماغية مقارنة بتقنيات أخرى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"أمازون" تنفي تقارير تتحدث عن "هجرة" المستخدمين لخدمات "أليكسا بلس"
"أمازون" تنفي تقارير تتحدث عن "هجرة" المستخدمين لخدمات "أليكسا بلس"

صحيفة سبق

timeمنذ 6 أيام

  • صحيفة سبق

"أمازون" تنفي تقارير تتحدث عن "هجرة" المستخدمين لخدمات "أليكسا بلس"

نفت شركة "أمازون" الأمريكية، التقارير التي تحدثت عن "هجرة" المستخدمين لخدمات "أليكسا بلس" الجديدة مدفوعة الأجر. وقالت الشركة إن "مئات الآلاف من المستخدمين" لديهم بالفعل إمكانية الوصول لمساعدها الرقمي الجديد المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ويتم تسجيل دخولهم عليه. ويأتي رد "أمازون" على تقرير نشرته وكالة "رويترز" تساءل فيه "أين المستخدمون، بعد أسابيع من إطلاق أمازون خدمة أليكسا بلس؟". وقالت الوكالة في تقريرها إنه يصعب العثور على روايات مباشرة عن استخدام المساعدين المُحسّنين بالذكاء الاصطناعي على الإنترنت، ولكن ردّت الشركة قائلة إن فكرة عدم توافر أليكسا بلس "خاطئة تمامًا". وقال المتحدث باسم أمازون، إريك سفيوم: "من الخطأ تمامًا القول إن أليكسا بلس غير متاحة للعملاء، هذا الادعاء خاطئ. مئات الآلاف من العملاء لديهم إمكانية الوصول إلى أليكسا بلس، ونحن ندعو باستمرار المزيد من العملاء الذين طلبوا الوصول المبكّر". وتعد خدمات "أليكسا بلس" أحدث نسخة أمازون المحدثة بالذكاء الاصطناعي من مساعدها الذكي "أليكسا"، وأعلنت في فبراير الماضي أنها ستكون مجانية لعملاء "أمازون برايم" أو بمقابل 19.99 دولار أمريكي شهرياً لغير المشتركين.

7 ابتكارات ثورية في مجال الذكاء الاصطناعي
7 ابتكارات ثورية في مجال الذكاء الاصطناعي

الشرق الأوسط

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الشرق الأوسط

7 ابتكارات ثورية في مجال الذكاء الاصطناعي

يشهد الذكاء الاصطناعي نمواً متسارعاً غير مسبوق. ومع طرح شركات التكنولوجيا الكبرى منتجات مُدمجة مع الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، تتعمق هذه التكنولوجيا في حياتنا اليومية. ومع التقدم الكبير الذي يحققه عالم التكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي والوكيل، نقترب أكثر فأكثر من تقنيات المستقبل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، كما كتب إيجي يلدريم *. فيما يلي 7 من هذه التقنيات قيد التطوير حالياً، وكيف يُمكنها إحداث ثورة كاملة في حياتنا اليومية. 1- أدوات المساعدة الذكية- Smart assistants: لا تستطيع مساعدات الذكاء الاصطناعي الحالية، مثل «أليكسا» و«سيري»، تنفيذ سوى جزء صغير مما يُمكن أن تفعله مساعدات المستقبل الذكية. وتبذل شركات التكنولوجيا جهوداً حثيثة لتطوير أدوات للمساعدة بالذكاء الاصطناعي، تفهم النصوص والكلام والصور والفيديو بسلاسة، وتولد استجابات تُشبه استجابات البشر. في أثناء كشفها عن أحدث إصدار من «ChatGPT»، صرَّحت شركة «أوبن إيه آي» المنتجة له، بأن النماذج المستقبلية ستركز بشكل أكبر على قدرات التفكير المنطقي، أي محاولة جعل روبوتات الدردشة الخاصة بها «تفكر» قبل توليد استجابة. كما تستثمر شركات مثل «مايكروسوفت» و«غوغل» و«أوراكل» المتخصصة في الذكاء الاصطناعي الوكيل، الجهود، بهدف إنشاء أدوات مساعدة بذكاء اصطناعي مستقلة تماماً، ومتخصصة للغاية. ويتم إدخال هذه الأدوات بشكل متزايد في أماكن العمل؛ حيث تُؤَتمِت مهام المكتب، مثل إنشاء ملخصات الاجتماعات أو جدولة المناوبات. ولا تزال هذه التكنولوجيا في مراحلها الأولى، ولكن عند تطويرها بالكامل، ستتمكن من التعامل مع طلبات أكثر تعقيداً، وجدولة الاجتماعات، والتسوق عبر الإنترنت، أو إدارة شؤونك المالية. كما ستتمكن من التحسين الذاتي والتعلم من التجربة، ما سيجعل كل مساعد ذكي مُخصصاً بشكل عميق للمستخدم، ليُنشئ نوعاً من التوأم الرقمي لك لإدارة مهامك. 2- المركبات ذاتية القيادة: مع تحسن قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على التعلم من التجارب دون تدخل بشري، ستصبح المركبات أكثر استقلالية. فعلى الرغم من وجود المركبات ذاتية القيادة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي حالياً، فإنها تعاني مخاوف تتعلق بالسلامة، ولم تصل بعد إلى مرحلة الترخيص الكامل. تستثمر شركات مثل عملاق التكنولوجيا «تيسلا»، وشركة صناعة السيارات «فورد»، وخدمة سيارات الأجرة الآلية «وايمو»، في معالجة مشكلات التكنولوجيا وتطويرها بشكل أكبر، لتكون قادرة على نشر السيارات ذاتية القيادة بأعداد كبيرة. كما أعلنت «جنرال موتورز» و«إنفيديا» الشهر الماضي عن شراكة لبناء أسطول السيارات الذاتية القيادة المستقبلي، لشركة صناعة السيارات. 3- الطب الدقيق المخصص لكل فرد: يستعد قطاع الرعاية الصحية لإحداث ثورة كاملة بفضل الذكاء الاصطناعي. يتجاوز الطب الدقيق النهج التقليدي القائم على «مقاس واحد يناسب الجميع» بهدف تصميم علاج مُخصص لاحتياجات كل مريض، بناءً على عوامل مثل تركيبته الجينية، ونمط حياته، وتاريخه الطبي الشخصي. يصعب تطوير الطب الدقيق باستخدام التقنيات الحالية، ولكن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تسريع هذه العمليات، من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات لمساعدة الأطباء على وضع خطط علاجية مخصصة؛ بل وحتى تحليل السجلات والفحوصات للكشف عن الأمراض المحتملة قبل ظهور الأعراض. تُستخدم هذه التقنية بالفعل على نطاق محدود من قِبل شركات مثل «غوغل» التي تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، للكشف عن أعراض سرطان الثدي في صور الثدي الشعاعية. كما تُستخدم قدرة الذكاء الاصطناعي على مسح كميات هائلة من البيانات لتسريع بحوث الأدوية. على سبيل المثال، قدمت شركة «ديب مايند- DeepMind» التابعة لـ«غوغل» نموذج «AlphaFold 3» العام الماضي، وهو نموذج ذكاء اصطناعي جديد يهدف إلى التنبؤ ببنية وتفاعلات البروتينات والحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (دي إن إيه)، والحمض النووي الريبوزي (آر إن إيه) وغيرها لتسهيل اكتشاف الأدوية. 4- المنازل الذكية: مع التقدم التكنولوجي في الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بزغ فجر المنازل الذكية المجهزة بأدوات منزلية مدمجة بالذكاء الاصطناعي. سيكون هذا الذكاء الاصطناعي مستقلاً وقابلاً للتخصيص، ومن ثم سيكون قادراً على توقع رغباتك واحتياجاتك؛ إذ إنه سينفذ أعمالاً مثل ضبط إضاءة منزلك ومنظم الحرارة لتحسين استهلاك الطاقة، وتأمين منزلك من المتسللين. بدأ الذكاء الاصطناعي يشق طريقه إلى منازلنا بالفعل، مع أجهزة مثل «أليكسا» من أمازون التي حصلت على تحديثها المرتقب الشهر الماضي. ستحفظ «أليكسا بلس» المُحسنة حديثاً تفاصيل عن المستخدمين لمساعدتهم بشكل أفضل في مهامهم، على الرغم من أن بعض الميزات التي تم الترويج لها سابقاً، مثل إمكانية طلب البقالة، لن تكون متاحة قبل بضعة أشهر. 5- المدن الذكية: لن يقتصر دور إنترنت الأشياء(IoT) المدعومة بالذكاء الاصطناعي على جعل منازلنا ذكية فحسب؛ بل سيُمكِّن مدننا أيضاً من أن تصبح ذكية. وبفضل وسائل الأتمتة والمراقبة الآنية واتخاذ القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يُمكن للمدن حول العالم إدارة احتياجات الطاقة والسلامة والنقل بكفاءة واستدامة أكبر. تستطيع المدن الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي استخدام التوائم الرقمية لتشغيل نماذج الكوارث الطبيعية، وتحديد المناطق المعرضة للخطر، كما تفعل لشبونة (عاصمة البرتغال) بالفعل في حالات الفيضانات في المناطق الحضرية. كما يُمكن لإشارات المرور المدعومة بالذكاء الاصطناعي رصد بيانات الازدحام المتغيرة لتحسين تدفق حركة المرور ومنع الاختناقات المرورية، كما تُمكِّن الشبكات الذكية من تحليل الطلب على الطاقة والتنبؤ به، وضبط عمليات توليد ونقل وتوزيع الكهرباء. وكذلك يُمكن للمباني المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقليل الهدر، من خلال تحسين خدمات مثل الكهرباء والتدفئة والتبريد، بناءً على نسبة الإشغال. مع ذلك، لا تزال هناك مخاطر حقيقية للغاية في دمج هذه التقنية في شبكات المدن بأكملها؛ لا سيما فيما يتعلق بمخاوف خصوصية بيانات سكان المدن، بما في ذلك إمكانية استخدام هذه التقنية في المراقبة الجماعية، وقدرة المدينة على الصمود في وجه الهجمات الإلكترونية. 6- واجهات الدماغ والكومبيوتر: يمكن لواجهات الدماغ والحاسوب المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تساعد في ترجمة نشاط الدماغ إلى أوامر للأجهزة، ما يساعد الأفراد ذوي الإعاقة على أداء أنشطتهم اليومية. قد يتمكن الأشخاص المصابون بالشلل من تحريك الأطراف الاصطناعية، بينما سيتمكن الأشخاص الذين يعانون حالات تُفاقم صعوبة الكلام، مثل التصلب الجانبي الضموري، من التواصل، من خلال آلات تُمكِّنهم من التحدث أو كتابة أفكارهم. لا تزال التكنولوجيا اللازمة لتحقيق ذلك في مراحلها الأولى، ولم تتطور بشكل كامل بعد. حتى الآن، زُرعت شرائح الدماغ التي أنتجتها شركة «نيورالينك»، المملوكة لإيلون ماسك التي تقود هذه الصناعة حالياً، لثلاثة أشخاص فقط. وعند توسيع نطاق هذه التكنولوجيا بشكل كامل، ستتجاوز مجرد مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات. يقول المتحمسون لهذه التكنولوجيا إنه يمكن دمجها في الحياة اليومية، لأتمتة مزيد من المهام، أو تحسين تجارب الألعاب، بينما يُشير المنتقدون إلى المخاوف الأخلاقية والأمنية الحقيقية لدمج أدمغة البشر مع أجهزة الكومبيوتر. 7- كشف الاحتيال: يتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته الفائقة على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة. ومع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي ستصبح أكثر دقة، ما يُقلل من النتائج الإيجابية الخاطئة والهلوسة. وهذا يحمل إمكانات كبيرة لإحداث ثورة كاملة في كشف الاحتيال المالي والوقاية منه. تستخدم بنوك مثل «إتش إس بي سي-HSBC» وموفرو بطاقات الائتمان، مثل «ماستركارد- MA» بالفعل أدوات الذكاء الاصطناعي، لرصد أنماط الإنفاق غير العادية، وكشف الجرائم المالية. لكن الجانب السيئ هو أنه مع تطور أدواتنا للكشف عن الجرائم المالية ومكافحتها، تتطور أيضاً الأدوات التي يمكن للجهات الخبيثة استخدامها، لمهاجمة المؤسسات المالية، أو إغراء الأفراد بالتورط في مخططات الاحتيال المالي. * مجلة «كوارتز»، خدمات «تريبيون ميديا».

باحثون يطورون شريحة دماغية تترجم الأفكار إلى كلام منطوق
باحثون يطورون شريحة دماغية تترجم الأفكار إلى كلام منطوق

الشرق السعودية

time٠٤-٠٤-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

باحثون يطورون شريحة دماغية تترجم الأفكار إلى كلام منطوق

نجح باحثون في تطوير جهاز معزز بالذكاء الاصطناعي يحتوي على شريحة زُرعت في دماغ سيدة تعاني من الشلل، وهو ما مكّنها من ترجمة أفكارها إلى كلام منطوق في أجزاء من الثانية. التقنية الجديدة، التي نُشرت تفاصيلها ضمن دراسة علمية في دورية "نيتشر نيوروساينس" (Nature Neuroscience)، تعالج واحدة من أكثر التحديات إلحاحاً في هذا المجال، والمتمثلة في بطء الاستجابة وتأخر إخراج الصوت عند استخدام الأطراف العصبية الخاصة بالكلام. وضم الفريق باحثون من جامعة كاليفورنيا، حيث صمّموا نظاماً يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحويل الإشارات العصبية مباشرة إلى كلام منطوق، بما يوازي سرعة الاستجابة في الأجهزة الذكية مثل "أليكسا" و"سيري". البث اللحظي وقال الباحث الرئيسي في الدراسة جوبالا أنومانشيبالي: "النهج الذي اتبعناه في البث اللحظي يمكّن من الوصول إلى قدرات فك شيفرة الكلام بسرعة تقارب تلك التي تتمتع بها الأجهزة الذكية، لكنه يُطبّق هذه الإمكانيات في أطراف عصبية مخصصة لذوي الإعاقات". بينما قال تشيول جون تشو، وهو أيضاً من القائمين على الدراسة، إن النظام لا يقوم بقراءة الأفكار الأولية، وإنما يبدأ في تفسير النشاط العصبي بعد أن يكون المتحدث قد حدد ما يريد قوله، واختار الكلمات المناسبة، واستعد لتحريك عضلات النطق. أجُريت التجارب على مريضة تُدعى "آن"، حيث تم ربط الشريحة الدماغية بجهاز مخصص لتوليد الصوت، وفي أثناء التجربة، كانت المريضة تنظر إلى شاشة تعرض عبارات مثل: "مرحباً، كيف حالك؟"، ثم تحاول تكرار العبارة بصمت، دون إصدار صوت. من جانبه، أكد الباحث كايلو ليتلجون، وهو أحد المشاركين في الدراسة، أن هذه العملية أتاحت للفريق بناء خريطة دقيقة تُطابق بين الإشارات العصبية التي تُطلقها المريضة، والجملة التي تحاول نطقها، من دون أن تضطر لتحريك شفتيها أو إصدار أي صوت: "سمح هذا لنا بالحصول على نمط عصبي يمكن ربطه بالجملة المستهدفة، من دون الحاجة لأي نطق حقيقي". نموذج ذكي وفي وقت لاحق، استخدم الفريق نموذجاً مدرباً مسبقاً لتحويل النصوص إلى صوت، بهدف توليد المخرجات الصوتية، حيث استعانوا بتسجيلات صوت "آن" قبل تعرضها للإصابة، ما أضفى على الصوت الناتج طابعاً شخصياً قريباً من نبرتها الأصلية. وقال تشو، الذي يُتابع دراسة الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا بيركلي: "استخدمنا نموذجاً صوتياً مدرباً مسبقاً لتوليد الصوت ومحاكاة الجملة المستهدفة، كما استخدمنا أيضاً صوت آن قبل إصابتها، بحيث يكون الصوت الناتج عند فك التشفير أقرب إلى صوتها الحقيقي". وفي حين كانت الدراسات السابقة التي تناولت تقنيات مشابهة تواجه تأخيراً يُقدّر بنحو 8 ثوانٍ لإنتاج جملة واحدة، فقد نجح الفريق عبر منهجه الجديد في تقليص هذا التأخير إلى ما يقارب ثانية واحدة، مما يُتيح إخراج الصوت فور محاولة الشخص التحدث. وأضاف أنومانشيباللي: "بالنسبة للإشارة التي تعكس نية النطق، يمكننا توليد أول صوت خلال ثانية واحدة فقط. كما أن الجهاز قادر على فك تشفير الكلام بشكل مستمر، مما يسمح للمريضة آن بمواصلة الحديث دون انقطاع". كما اختبر الباحثون قدرة النموذج على توليد كلمات لم تكن مدرجة في مجموعة التدريب الأصلية، وأثبتت النتائج أن الذكاء الاصطناعي قادر على التعامل مع هذه الحالات بكفاءة. وتابع أنومانشيباللي: "وجدنا أن نموذجنا ينجح في ذلك، ما يُظهر أنه يتعلم فعلياً الأسس الرئيسية للصوت والنطق". واعتبر الباحثون أن هذا الأمر يُمثّل خطوة رائدة في مجال الأطراف العصبية الخاصة بالنطق. وأشار جون تشو إلى أن "هذا الإطار التمهيدي يُمثل بالفعل اختراقاً علمياً، ونحن متفائلون بإمكان تحقيق تطورات ملموسة على كافة المستويات التقنية". في السنوات الأخيرة، شهد مجال تطوير الشرائح الدماغية تقدماً ملحوظاً، مع سعي العديد من الشركات إلى ابتكار تقنيات تعزز التواصل البشري، وتعالج التحديات الطبية. في فبراير 2025، كشفت شركة "بارادروميكس" عن شريحتها الدماغية المتطورة "Connexus"، التي تهدف إلى تغيير طريقة تواصل الأفراد مع العالم عبر التفكير فقط، مما يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية. وفي سياق متصل، تعمل شركة "نيورالينك" المملوكة لإيلون ماسك على تطوير شريحتها الدماغية "N1"، حيث حصلت على موافقة هيئة الصحة الكندية لإطلاق تجربتها السريرية الأولى في كندا، مستهدفة مرضى الشلل الرباعي الناتج عن التصلب الجانبي الضموري، أو إصابات الحبل الشوكي. ويُبرز هذا التقدم التنافس المتزايد في هذا المجال، مع ظهور شركات أخرى مثل "NEO" الصينية، التي طوّرت شريحة دماغية تعتمد على وضع الأقطاب الكهربائية خارج قشرة الدماغ، مما يقلل من التداخل مع الأنسجة الدماغية مقارنة بتقنيات أخرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store