
تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان ومجلس التعاون الخليجي يساهم في العالم كله ، بقلم : تشو شيوان
تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان ومجلس التعاون الخليجي يساهم في العالم كله ، بقلم : تشو شيوان
في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم، برزت القمة الثلاثية بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والصين ومجلس التعاون الخليجي، التي عقدت في كوالالمبور يومي 27 و28 مايو 2025، كحدث استثنائي يعكس إدراكاً مشتركاً لأهمية التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات العالمية، ومن الواجب أن ننظر للقمة على أنها لم تكن مجرد اجتماع دبلوماسي روتيني، بل كانت خطوة استراتيجية نحو تشكيل شراكة اقتصادية قادرة على إعادة رسم خريطة القوى في نظام دولي يتجه نحو التعددية القطبية.
جاءت القمة في وقت تواجه فيه العديد من دول آسيان تحديات اقتصادية جراء الرسوم الجمركية الأمريكية التي تراوحت بين 10% و49%، مما أثر على صادراتها، ومن هنا أكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على أهمية هذه الشراكة الثلاثية لتعزيز المرونة الاقتصادية وبناء أسواق بديلة تقلل من الاعتماد على الاقتصادات الغربية، وهذه النقطة تحديداً أجدها من أهم النقاط التي جاءت في القمة فكما يبدو أن هناك نهج عالمي يقول أنه من الواجب تقليل الاعتماد على الاقتصادات الغربية طالما لنا فرص وأهداف مشتركة بين دول الشرق والجنوب.
من حيث الأرقام فإن حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون وآسيان بلغ 137 مليار دولار في 2022، بينما تجاوزت التجارة بين الصين وآسيان 700 مليار دولار، مما يجعل هذه الكتلة الاقتصادية قوة لا يستهان بها في النظام التجاري العالمي، وقد لعبت الصين دوراً محورياً في القمة، حيث سعت إلى تعزيز شراكتها مع كل من آسيان ومجلس التعاون الخليجي عبر مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي دعمت مشاريع بنية تحتية كبرى في جنوب شرق آسيا، كما أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ عن استعداد الصين لإنشاء منطقة تجارة حرة بين الأطراف الثلاثة، مما سيعزز التكامل الاقتصادي ويسهل تدفق السلع والاستثمارات، وأن توجد القمة مشاريع كبرى مثل المناطق الحرة المشتركة أجده أمراً مهماً سيدفع بالنمور الاقتصادي في كلاً من دول الآسيان ودول مجلس التعاون الخليجي وأيضاً الصين.
إن المصالح والأهداف المشتركة هي الضامن الأكيد لنجاح مثل هذا التعاون، فالصين بوصفها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تسعى لتوسيع شراكاتها التجارية والاستثمارية في كل من منطقة جنوب شرق آسيا والخليج، وهما منطقتان غنيتان بالموارد الطبيعية وتشهدان نموًا اقتصاديًا عالياً، وفي المقابل تتطلع دول آسيان ومجلس التعاون الخليجي إلى الاستفادة من السوق الصيني الضخم والتكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها الصين، بالإضافة إلى تنويع شراكاتها الاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على القوى الغربية، ومع تحقق هذه المصالح المشتركة سنشهد علاقات أكثر ترابطاً في المستقبل.
إلى جانب الجانب الاقتصادي، تحمل هذه القمة دلالات سياسية مهمة. ففي عالم تسوده التوترات الجيوسياسية، يمثل تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الحضارات المختلفة ضرورة ملحة، وفي هذا الجانب قد أكد رئيس مجلس الدولة الصيني على أهمية 'إدارة الخلافات بشكل فعال من خلال التفاهم المتبادل، واستكشاف مسار جديد للتقدم الشامل لمختلف الحضارات'، وهذه التصريحات تشير إلى رغبة مشتركة في بناء نظام عالمي أكثر توازنًا وتعددية، بعيدًا عن الهيمنة القطبية الواحدة التي باتت عبئاً سياسياً واقتصادياً على العديد من دول العالم.
في الختام، يمكن القول إن القمة الثلاثية في ماليزيا تمثل خطوة هامة نحو بناء شراكة استراتيجية متينة بين الصين وآسيان ومجلس التعاون الخليجي، وإن نجاح هذه القمة يعتمد على قدرة الأطراف الثلاثة على تحويل الخطط إلى واقع ملموس، والمؤشرات إيجابية خاصة مع توقعات بأن يتجاوز حجم التجارة بين مجلس التعاون وآسيان والصين 500 مليار دولار بحلول 2030، وهذه الشراكة ليست فقط خطوة نحو تعافي اقتصادات المنطقة، بل أيضاً رسالة واضحة بأن العالم لم يعد أحادي القطبية، وأن الشراكة قادرة على صياغة مستقبل أكثر توازناً، وأجد أن القمة الثلاثية نموذجاً للتعاون في عالم متعدد الأقطاب، حيث تبرز قوى جديدة تقودها مصالح مشتركة ورؤى استراتيجية بعيدة المدى، والدرس الأهم هنا هو أن التعاون الإقليمي لم يعد خياراً، بل ضرورة في عالم مليء بالتحديات.
إقرأ مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 4 ساعات
- فلسطين أون لاين
تقرير بين التجويع والمجازر.. مقترح أمريكي يعيد إنتاج الحرب على غزة
غزة/ يحيى اليعقوبي: لم تكن مفاجِئةً مسارعةُ دولة الاحتلال إلى الموافقة على مقترح المبعوث الأمريكي ويتكوف، إذ يتبنى المقترح بشكل كامل المطالب الإسرائيلية، في الوقت الذي يتجاهل جميع مطالب الشعب الفلسطيني بوقف الحرب، وانسحاب جيش الاحتلال، وإدخال المساعدات الإغاثية. وحتى في بنوده التفصيلية، لم يتضمن المقترح أي ضمانات ملزمة لإدخال المساعدات أو حتى لوقف العمليات العسكرية خلال فترة الهدنة المقترحة البالغة 60 يومًا، كما لا يضمن انسحاب جيش الاحتلال، ولم يحمل سوى وعود أمريكية أثبتت خلال مجريات الحرب مشاركتها الفاعلة في إبادة الشعب الفلسطيني عبر تزويد الاحتلال بكميات ضخمة من الصواريخ والأسلحة. وقال المتحدث باسم حركة حماس جهاد طه: إن "المقترح لا يراعي التفاهمات التي قدمتها الحركة للوسطاء، لكن الحركة تناقشه بجدية"، مؤكدًا انفتاح الحركة على كل المقترحات والأفكار التي من شأنها إنهاء العدوان وضمان الانسحاب من قطاع غزة، مشددًا على أن أي اتفاق لا بد أن يتضمن الانسحاب الكامل من القطاع، وأن ورقة ويتكوف لا تتضمن أي تعهد قريب بوقف الحرب، لا بشكل جزئي ولا مرحلي. بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحماس د. باسم نعيم، أن رد الاحتلال في جوهره يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة (حتى في فترة التهدئة المؤقتة)، ولا يستجيب لأي من مطالب الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها وقف الحرب والمجاعة. ومع ذلك، تدرس قيادة الحركة بكل مسؤولية وطنية الرد على المقترح. استثمار الضغوط ورأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن ما ورد في اقتراح ويتكوف يتبنى الرؤية الإسرائيلية بالكامل، مشيرًا إلى أن ذلك ليس مفاجئًا، فثمة تبادل وتكامل في الأدوار بين أمريكا و(إسرائيل). وأكد عوكل لصحيفة "فلسطين" أن المقترح يحاول استثمار الضغوط الإسرائيلية، لا سيما سياسة التجويع، لإرغام حركة حماس على قبول اشتراطات تمكّن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من الزعم بأن الضغط العسكري هو السبيل للإفراج عن الرهائن. وشدد على أن المشكلة ليست فقط في أن الاتفاق لا يضمن وقف الحرب، بل أيضًا لا يضمن انسحاب جيش الاحتلال، ولا يوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، ولا يوفر ضمانات جدية لتنفيذ بنوده، لافتًا إلى أن الشراكة الأمريكية في هذه الحرب لم تعد محل شك، بل أصبحت واضحة ومستمرة. كما أشار إلى وجود ضغوط غير مسبوقة على حماس، خاصة مع تفاقم الأوضاع الإنسانية بفعل القتل والتجويع، ما يضعها أمام موقف مصيري صعب، في وقت يمر بثمن باهظ لا يحتمله بشر. الراعي الرسمي للمقتلة ويرى الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن المقترح يؤكد أن أمريكا هي الراعي الرسمي للمجزرة والفاعل الحقيقي فيها، مشددًا على أنه لو كانت تسعى لوقف الحرب لفعلت ذلك منذ اتفاق 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، الذي هلّل له الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قبل أن يتراجع الاحتلال عن تطبيقه ولم يلتزم ببنوده، خاصة ما يتعلق بالبروتوكول الإنساني ووقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا. وقال الصباح لـ"فلسطين": "لو أراد ترمب وقف الحرب لما رفع الحظر عن أنواع معينة من الصواريخ والقنابل، ولما أعد حزبه ومجلس النواب الأمريكي قوانين لمعاقبة الدول والأشخاص والكيانات التي – بحسب اعتقادهم – تعادي السامية، ولقر قانونًا لمساعدة الاحتلال بـ14 مليار دولار، ولما تراجع عن مقترح ويتكوف الأول الذي وافقت عليه حماس". وأشار إلى أن المقترح الأول كان ينص على الإفراج عن خمسة أسرى إسرائيليين في اليوم الأول للتهدئة، وخمسة في اليوم الأخير، ما كان يمنح المقاومة أوراق ضغط في حال عدم التزام الاحتلال بالاتفاق. أما المقترح الحالي، فيتحدث عن سبعة أيام للإفراج عن الأسرى دون أي ضمانات مقابلة. وأضاف: "هناك تجربة سابقة، حيث أخر الاحتلال الإفراج عن الأسرى ووضع عراقيل عديدة. أما المقترح الحالي فقد ألغى كل شيء، ويُستخدم فيه التجويع والمساعدات كسلاح للضغط على المقاومة". ضمانات أمريكية معلنة وتساءل الصباح: "لماذا ستوافق حماس؟"، مشيرًا إلى أن الحركة قد تقول "نعم مشروطة"، لكنها تشترط وجود ضمانات أمريكية معلنة، لأن لا مصر ولا قطر ولا أوروبا ستقبل بهذا المقترح، الذي "يبدو وكأنه كتب بقلم نتنياهو ولا علاقة لويتكوف به". وأكد أن حماس تصر على ضمانات أمريكية مكتوبة ومعلنة، لأنه في اتفاق يناير لم يُكتب أي نص بهذا الخصوص، ولا حتى إعلان رسمي عن ضمانة أمريكية، وهو ما تراه الحركة شرطًا لازمًا لإلزام الاحتلال. وبشأن تطابق المقترح مع المطالب الإسرائيلية، شدد الصباح على أن هذا التطابق دليل على أن أمريكا صاحبة مشروع الإبادة والتطهير، وتسعى للسيطرة على غزة، مشيرًا إلى أن المقاومة ناقشت المقترح مع شركائها في السلاح من منطلق وطني، لكنها تدرك أن القبول به في ظل المجازر والمجاعة يُدخل الشعب الفلسطيني في مخاطرة كبيرة، خاصة أن تجربة تسليم الأسرى في نوفمبر 2023 ويناير 2024 أثبتت أنه بمجرد تسلمهم يعود الاحتلال للقتل. وختم بالقول: "بدلًا من لوم حماس، يجب تشكيل حالة ضغط دولي على أمريكا والاحتلال لإنهاء الحرب"، مستغربًا من أن الأمم المتحدة تطالب بإدخال المساعدات دون السعي لوقف الحرب، وكذلك من تقاعس روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا عن إصدار قرار بمجلس الأمن لوقف الحرب، مؤكدًا أن مثل هذا القرار – في حال إصداره – لن تعارضه أمريكا. المصدر / فلسطين أون لاين


جريدة الايام
منذ 6 ساعات
- جريدة الايام
مصر: الإبل.. خيار موفر في العيد
القاهرة - شينخوا: في ظل الضغوط الاقتصادية الحالية التي تشهدها مصر، يتزايد عدد العائلات التي تختار الإبل كأضحية في عيد الأضحى؛ نظراً لانخفاض أسعارها. هذا الخيار ليس عملياً فحسب، بل يُساعد العديد من المصريين على تلبية احتياجاتهم في عيد الأضحى دون عناء مالي كبير، ويتجلى ذلك بوضوح في سوق برقاش للإبل، أكبر سوق للإبل في مصر، والذي يقع على بُعد حوالى 35 كيلومتراً شمال غربي القاهرة. يُعد سوق برقاش للإبل وجهةً حيويةً لبيع وشراء الإبل، إذ يجذب التجار والمشترين من جميع أنحاء مصر، وحتى السودان، ورغم أنه لا يفتح أبوابه إلا يومين في الأسبوع، إلا أن السوق يشهد ازدحاماً ملحوظاً في الأسابيع التي سبقت عيد الأضحى، الذي يوافق 6 حزيران من هذا العام. وقال أحمد حسن، مدير السوق، في تصريحات لوكالة أنباء "شينخوا": شهد السوق إقبالاً كبيراً على الإبل هذا العام ، كاشفاً عن أرقام تُظهر مدى الإقبال على الإبل هذا العيد. وأوضح حسن أن أكثر من 1800 جمل بيعت يومياً خلال أيار الماضي، مقارنة بحوالى 1200 جمل في اليوم خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وأضاف: "هذا يعني أن المبيعات اليومية ارتفعت بشكل ملحوظ خلال موسم عيد الأضحى المبارك، في الأيام العادية، عادةً ما يُباع ما بين 800 و1000 جمل". وتابع: إن سوق برقاش يُعدّ مكاناً رئيساً ومؤشراً على مبيعات الإبل في مصر نظراً لمساحته الشاسعة، حيث يجذب تجار الإبل من جميع أنحاء البلاد أسبوعياً. وأردف: "يأتي التجار أيضاً من السودان لبيع إبلهم في هذا السوق، الذي يرتاده مئات من المشترين والبائعين أسبوعياً". وفي عيد الأضحى، يعد ذبح الأضاحي جزءاً أساسياً من طقوس واحتفالات العيد، تعبيراً عن الإخلاص والمشاركة مع المجتمع. في حين أن الأبقار والعجول والأغنام كانت الخيار الرئيس تقليدياً، إلا أن التحديات الاقتصادية الحالية، كارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية، تؤثر على هذه العادات الراسخة. وفي السياق ذاته، قال رفيق خلف، وهو بائع إبل معروف في سوق برقاش: إن الإبل تشهد زيادة نسبية في الإقبال على شرائها كأضحية هذا العام. وأوضح أن الإبل المخصصة للتضحية تُباع عادةً كوحدة كاملة، أو "رأس واحد"، على عكس الأبقار والعجول والخراف التي تُباع عادةً بالوزن. وقال خلف، في تصريحات لوكالة أنباء شينخوا" "إن السعر النهائي للجمل يتحدد بناءً على عدة عوامل، منها حجمه ووزنه التقريبي، حيث تحظى الجمال الأكبر حجماً بأسعار أعلى"، مشيراً إلى أن "عمر الجمال يعد عاملاً مهماً أيضاً في تحديد السعر، حيث إن الجمال التي تتراوح أعمارها بين ثلاث وأربع سنوات مطلوبة بشدة لنضجها". وبحسب خلف، تتراوح أسعار الجمال الصالحة للأضحية بين 35 ألف جنيه مصري (حوالى 701.75 دولار أميركي) و65 ألف جنيه مصري (حوالى 1,303.18 دولار أميركي). ويُعد فرق السعر بين الإبل والأضاحي الأخرى، خاصة الأبقار والجاموس، سبباً رئيساً يدفع العديد من العائلات إلى شراء الإبل. وقال محمد السيد، وهو محاسب من القاهرة: إن سعر البقرة أو العجل للعيد قد يتراوح بين 70 ألف جنيه مصري (حوالى 1,403.49 دولار أميركي) و90 ألف جنيه مصري (حوالى 1,804.49 دولار أميركي) أو ربما أكثر، حسب النوع و الوزن. وأضاف: يمكن أن يتراوح سعر الجمل الذي يصلح للأضحية بين 35 ألف جنيه مصري (حوالى 701.75 دولار) و65 ألف جنيه مصري (ما يعادل 1,303.18 دولار أميركي)، موضحاً أن هذا يُساعد العائلات على أداء واجباتها الدينية دون أعباء مالية باهظة. وأوضح الرجل الثلاثيني: "ميزانيتي سمحت لي بشراء جمل صغير، ما يكفي من اللحم لأتقاسمه مع المحتاجين والعائلة والأصدقاء، بالإضافة إلى أسرتي، وهو ما لا يوفره خروف كبير الحجم". وتُظهر أرقام شعبة القاصبين بالغرف التجارية المصرية، لشهر أيار الماضي، أسعار الماشية الحالية، حيث يتراوح سعر الأبقار المحلية الحية بين 180 و195 جنيهاً مصرياً (حوالى 3.91 دولار) للكيلوغرام القائم، وعجول الجاموس بين 150 و160 جنيهاً مصرياً (حوالى 3.01 دولار) للكيلوغرام القائم. أما الأبقار المستوردة، فيتراوح سعرها بين 150 و160 جنيهاً مصرياً (حوالى 3.21 دولار) للكيلوغرام القائم، كما يتراوح سعر الأغنام والماعز المحلية الحية بين 215 و220 جنيهاً مصرياً (حوالى 4.31 دولار) للكيلوغرام القائم. إلى جانب السعر، تُقدم الإبل مزايا أخرى، كما أوضحت أم أحمد، وهي امرأة أربعينية من القاهرة قدمت للسوق لشراء جمل بسعر مناسب. وقالت أم أحمد: "عادةً ما آتي إلى السوق قبل كل عيد أضحى لأن أطفالي يُحبون لحم الإبل، ولأن شراء جمل للأضحية خيارٌ جيدٌ أيضاً لإمكانياتي المالية". وأضافت أم أحمد: إن الأمر لا يقتصر على السعر فقط، وإن كان أحد العوامل الرئيسة لشراء جمل كأضحية، مشيرةً إلى أن لحم الإبل معروفٌ أيضاً بأنه قليل الدسم وصحي. وأردفت: "يمكن للجمل أن يُوفر كميةً جيدةً من اللحم لتوزيعها على المحتاجين، مُشبعاً بذلك روح عيد الأضحى دون أن يُثقل كاهل ميزانيتي".


جريدة الايام
منذ يوم واحد
- جريدة الايام
مترو الرياض يكسر الحواجز الاجتماعية في السعودية
الرياض (السعودية) - أ ف ب: ترك الموظف السعودي زايد الغامدي سيارته الأميركية رباعية الدفع في مرآب فيلته منذ أشهر، وبات يستقل المترو يومياً إلى مقرّ عمله، في إجراء يوفّر عليه الوقت والجهد لكنّ أيضاً يكسر عقوداً من الحواجز الاجتماعية في البلد الخليجي. وأطلقت السعودية، أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم، نهاية العام الماضي شبكة مترو واسعة تهدف إلى تحويل عاصمتها الرياض إلى مدينة موجّهة نحو النقل العام، بدلاً من السيارات التي تقوم عليها حركة التنقل بشكل أساسي. وأصبحت الرياض التي يبلغ عدد سكانها حوالى ثمانية ملايين نسمة وتسير في شوارعها أكثر من 2,5 مليون سيارة خاصة، مختبراً لمختلف المشاريع المدرجة في إطار "رؤية 2030"، البرنامج الإصلاحي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان. في أوقات الذروة صباحاً ومساءً، تتحول شوارع الرياض إلى مرآب كبير لعشرات الآف السيارات، يبقى ركابها حبيسي الزحام، فيما تمضي عربات المترو الذي تكلّف تذكرته لساعتين 4 ريالات (نحو 1,1 دولار) في مساراتها بجوارهم بسلاسة وسرعة. وقال الغامدي (42 عاماً)، وهو موظف حكومي يداوم في وسط الرياض، "كنت أصل إلى عملي في أكثر من ساعة ونصف الساعة مرهقاً ومتوتراً بسبب الزحام، اليوم، أصل مرتاحاً دون توتر". لكنّ الرجل الذي ارتدى ثوباً أبيض اللون وغترة حمراء، يقول أيضاً، إنّ ركوب المترو أخرجه من "العزلة الاجتماعية". ومع التفاوت الهائل بين أصحاب الثروات والموظفين الكبار والمنتمين إلى الطبقات العاملة الفقيرة، كان المجتمع السعودي منقسماً منذ عقود على أساس طبقي، وتعيش كل فئة في فقاعة منعزلة. وقال الغامدي فيما جلس بجواره عامل آسيوي وضع متعلقاته في حقيبة بلاستيكية شفّافة، "خلال 40 عاماً، كنت حبيس سيارتي أو المطاعم مع والدي وإخوتي ثم زوجتي وأبنائي.. لا أختلط أو أتبادل الحديث إلا مع أشخاص أعرفهم أو يشبهونني". وتابع بحماس، "الآن تبدّل الأمر.. تشعر أنّ المجتمع بجميع طبقاته في مكان واحد"، في إشارة إلى الخط الأزرق الذي يربط الجنوب، معقل الطبقة العاملة الفقيرة بمقرات العمل في وسط الرياض وشماله الفاخر. وبالفعل، تكتظ عربات المترو بعمال وطلاب جامعيين وموظفين وكذلك بتنفيذيين كبار يرتدون بزات رسمية أنيقة وربطات عنق ملوّنة يستقل معظمهم عربات الدرجة الأولى التي تكلّف 10 ريالات (2,67 دولار). وقال المهندس ناصر القحطاني (56 عاماً)، إنّه بات "قادراً على تبادل الحديث في موضوعات عامة مع غرباء، بل والتعرّف على أشياء وثقافات جديدة عن قرب"، مشيراً إلى قصة شعر غريبة لشاب سعودي يمسك بلوح تزحلق. ولا تزال شوارع الرياض مزدحمة لكنّ المترو بحدّ ذاته يعد "حدثاً اجتماعياً ونفسياً كبيراً" في السعودية التي ظلّت مغلقة لعقود، بحسب الكاتب والاختصاصي في علم الاجتماع محمد الحمزة. وقال الحمزة بينما سيارته تسير ببطء بالزحام قرب عربة مترو المسار الأحمر المسرعة، "المترو أحدث نقلة في عقلية المجتمع السعودي، حيث جعل الناس يقتربون من بعضهم البعض بشكل أكبر". وتابع، "الثقافة في السعودية ثقافة العائلة والأصدقاء فقط، وهناك تحفّظ على التعرّف على ناس جدد"، معتبراً أن المترو والمواصلات العامة المستحدثة ستخلق "ثقافة التفاعل مع الغرباء". بالنسبة لطالبة القانون هديل وليد (20 عاماً)، وفّر لها المترو كثيراً من الوقت والمال.. وقالت الفتاة التي ارتدت عباءة داكنة، إنّ رحلتها من الدار البيضاء في أقصى جنوب العاصمة إلى جامعة الأميرة نورا في أقصى شرقها، "كانت تستغرق من 3 إلى 4 ساعات يومياً.. الآن تأخذ ساعة على الأكثر". مالياً، باتت وليد تدفع اشتراكا شهريا يكّلفها 140 ريالاً (37 دولاراً) عوضا عن دفع 800 ريال (213 دولاراً) في حافلة، كما يمكنّها هذا من أن تستقل حافلة من محطة المترو إلى قرب منزلها. وتابعت قبل أنّ تدخل إلى العربة المخصصة للعائلات التي ترتادها النساء بشكل رئيسي، "الآن أصل إلى المنزل ولديّ طاقة للأهل والمذاكرة". ويعمل 190 قطاراً "مؤتمتة بالكامل"، أي بدون سائق على جميع مسارات شبكة الرياض الستة التي يبلغ طولها الإجمالي 176 كيلومتراً، بطاقة استيعابية تصل إلى أكثر من 3,6 مليون راكب، حسب بيانات الهيئة الملكية لمدينة الرياض المشغّلة للمترو. وتوفّر الشبكة 85 محطة ويصل مسارها الأصفر المعلّق على أعمدة إلى كافة صالات مطار الرياض الدولي. وسبق تشغيله تطوير شبكة حافلات واسعة خصص لها مسارات حمراء بالشوارع، لكنّ السيارات ظلّت وسيلة النقل السائدة في البلاد، خصوصاً خلال أشهر الصيف عندما تصل الحرارة إلى 50 درجة مئوية، وهو ما أثار شكوكاً واسعة حول استخدام المترو، قبل افتتاحه رسمياً في كانون الأول الماضي. وقال مسؤول كبير في الشركة المشغّلة للمترو، "بصراحة عبر عشر سنوات كان السؤال هو من سيستخدم المترو؟". وأضاف الرجل الذي اشترط عدم ذكر اسمه لأنه غير مخوّل الحديث للإعلام، "الإجابة الآن واضحة: السعوديون".. وتابع، "لم يكن أحد يتوقع حجم الاستخدام الحالي للركاب على الإطلاق أو حتى العوائد المالية". أحياناً، قد يضطر ركاب إلى انتظار العربة التالية، بسبب طول الطابور عند مداخل العربة، إلا أن فترة تقاطر القطارات لا تتجاوز ست دقائق. ولمّ تقدم الهيئة الملكية للرياض، ولا الشركة المشغّلة للمترو إجابات حول عدد مستخدمي المترو يومياً بالضبط، لكنّ المسؤول قال، "بالطبع مئات الألوف يومياً". وتعمل السلطات على خط سابع يربط قلب الرياض بعدد من المشاريع العملاقة الجديدة على أطرافها. بالنسبة للموظف السعودي منير (28 عاماً)، غيّر المترو وجه المدينة ورفع من جودة الحياة.. وقال، إنه "يجعل الحياة أسهل في الرياض".