
صالح يلوّح بـ«قطع رواتب» النواب المتغيبين عن جلسات البرلمان الليبي!
في خطوة عدّها البعض سابقة، انتقد رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، تغيب عدد من النواب عن الجلسة، التي عُقدت الثلاثاء الماضي، والتي خُصصت للاستماع إلى برامج المرشحين الأربعة عشر لرئاسة «الحكومة الجديدة».
ولوّح صالح بـ«فرض عقوبات قد تصل إلى قطع الرواتب وإسقاط عضوية المتغيبين».
ورغم أن تغيّب النواب عن بعض الجلسات، بما فيها تلك المخصصة لإقرار قوانين مهمة، كان محلّ انتقاد دائم من قبل خصوم البرلمان، دون أن يصدر تعليق من رئاسته على ذلك طيلة السنوات الماضية، فإن التهديد «بمعاقبتهم» أثار اهتمام عدد من الأوساط السياسية، وسط تباين التفسيرات بشأنه.
صالح في لقاء سابق مع رئيس حكومة الاستقرار أسامة حماد في مكتبه بمدينة القبة (مكتب صالح)
وعدّ بعض النواب هذا التهديد تفعيلاً للعقوبات التأديبية المنصوص عليها في النظام الداخلي للبرلمان بحقّ المتغيبين. وفي هذا السياق، أوضح عضو مجلس النواب، محمد عامر العباني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنّ من حقّ أي نائب عدم حضور جلسة لا يقتنع بجدوى انعقادها، لكن جلسات الاستماع لبرامج المرشحين لتولي رئاسة الحكومة تُعدّ مصيرية، وتتطلب مشاركة الجميع، قبل التصويت بالقبول أو الرفض.
وكان البرلمان قد سحب الثقة من حكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في سبتمبر (أيلول) 2021، بعد أقل من 6 أشهر على توليها السلطة، وشكّل حكومة برئاسة فتحي باشاغا في فبراير (شباط) 2022، لكنها لم تحظَ باعتراف أممي، ولم تتمكن من دخول العاصمة، واقتصر نفوذها على الشرق وبعض مدن الجنوب. وخلال العامين الماضيين، ومع تصاعد الخلاف مع حكومة «الوحدة»، واصل البرلمان دعواته لتشكيل حكومة موحدة جديدة، تتولى إدارة البلاد وتُمهد للانتخابات.
في المقابل، رأى آخرون أن تصريحات صالح تعكس انزعاجه من غياب النواب عن جلسة ناقشت أيضاً الوضع الأمني المتدهور في العاصمة طرابلس، في ظل اشتباكات بين المجموعات المسلحة، ومطالبات بإسقاط حكومة الدبيبة.
جانب من المظاهرات التي شهدتها العاصمة طرابلس أمس الجمعة للمطالبة برحيل حكومة الدبيبة (أ.ف.ب)
وقال عضو البرلمان، جلال الشويهدي، لـ«الشرق الأوسط»، إن رئيس البرلمان «انزعج من غياب النواب الممثلين للعاصمة ومدن الغرب الليبي عن جلسة تُعدّ هامة للغاية»، مضيفاً أنهم «بدوا بهذا الغياب وكأنهم منفصلون عن معاناة سكان مناطقهم». ورأى الشويهدي أن «حضور عدد كبير من نواب المنطقة الغربية كان سيسهّل اتخاذ قرارات برلمانية بشأن أوضاع العاصمة»، مشدداً على أنه «لا أحد داخل البرلمان، بما في ذلك رئاسته، لا يعارض تشكيل حكومة جديدة موحدة تنهي الانقسام، لكن تظل هناك تباينات حول كيفية تشكيلها وضمان حصولها على اعتراف أممي».
وكان 26 نائباً قد سبقوا جلسة الاستماع بإصدار بيان، عبّروا فيه عن رفضهم تشكيل حكومة جديدة دون توافق داخلي ودون اعتراف أممي مُسبق، مفضلين استمرار حكومة أسامة حماد الحالية لتجنّب تعطيل مشاريع التنمية.
صالح في اجتماع سابق مع أعيان ومشايخ من المنطقة الغربية (مكتب صالح)
من جانبه، نفى عضو مجلس النواب، علي التكبالي، أن يكون هدف صالح من التهديد بالعقوبات هو الضغط لحضور الجلسات المقبلة، تمهيداً لتشكيل «الحكومة الجديدة»، بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات ضد حكومة الوحدة، ولفت إلى «ما تردد بشأن تهديدات موجهة لبعض نواب العاصمة لمنعهم من المشاركة»، لكنه استبعد أن تمضي رئاسة البرلمان في تفعيل العقوبات فعلياً، رغم تذمرها من تغيب بعض النواب لفترات طويلة قد تتجاوز العام.
في السياق ذاته، أوضح عضو البرلمان، عمار الأبلق، أن تغيب عدد كبير من النواب يعود إلى قناعتهم بـ«عدم جدوى تشكيل حكومة جديدة في ظل غياب توافق محلي، وعدم ضمان الاعتراف الأممي بها». وأشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى عقبات تعترض هذا المسار، أبرزها تمركز حكومة الدبيبة في العاصمة، وتنازع البرلمان والمجلس الرئاسي على صلاحية اختيار رئيس الحكومة، إضافة إلى تصريح سابق للمبعوثة الأممية، هانا تيتيه، أكّدت فيه أن «أي مبادرة جديدة لتشكيل حكومة يجب ألا تكون أحادية».
ورأى الأبلق أن رئاسة البرلمان ربما شعرت بالحرج بسبب غياب عدد من النواب عن الجلسة، خاصة بعد توجيه الدعوة لمرشحين معروفين، يحظون بدعم في مدن الغرب الليبي، معتبراً أن هذا الغياب «قد يُستغل من قبل خصوم البرلمان».
واختتم الأبلق موضحاً أن رئاسة المجلس كان عليها تكثيف التشاور مع النواب قبل عقد الجلسة، خاصة في ظل علمها باعتراض البعض ممن لهم ارتباطات بحكومة حماد على مسار تشكيل حكومة جديدة في هذا التوقيت، ورأى أنه كان من الأفضل إقناعهم بأن «الهدف من هذا المسار هو الضغط السياسي على حكومة الوحدة».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
المزاج العالمي تجاه إسرائيل يتغير..
إسرائيل وبشهادة عالمية ومن محكمة العدل الدولية ترتكب مجازر بحق الفلسطينيين، وهذا ما ساهم فعليًا في كشف حقيقة إسرائيل التي تصرفت في غزة دون وعي بالتحولات الاستراتيجية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وسيكون من الطبيعي أن تتجه إسرائيل إلى فقدان الكثير من مكانتها على المدى الطويل بسبب التحولات الشعبية والجيوسياسية المحيطة بالأزمة.. من الواضح أن هناك تحولا دوليا تجاه إسرائيل التي تخلط بشكل متعمد بين أهدافها التوسعية وبين طبيعة الأحداث في غزة وكيفية الرد عليها، فأحداث غزة فتحت صفحة دولية جديدة حول الموقف من فلسطين، لأن حكومة نتنياهو ومنذ السابع من أكتوبر لم تتوقف عن استخدام الهجمات الممنهجة ضد الفلسطينيين كذريعة هدفها إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، في الحقيقة أن هذا الاتجاه الذي تبنته إسرائيل في تعاملها مع أحداث غزة ساهم بشكل تدريجي في انخفاض الدعم الدولي لإسرائيل التي بدأت تعاني من الموقف الدولي الذي يتحول الى الجانب السلبي تجاهها. الطريق الصعب الذي تسلكه إسرائيل في المجتمع الدولي ليس مفاجئاً فهناك تحول حقيقي في المزاج العالمي الشعبي والسياسي، وخاصة تجاه غموض الأهداف الإسرائيلية في غزة، فالحالة السياسية والعسكرية في غزة لا تتطابق مع طبيعة الهدف الإسرائيلي، فالواضح أن إسرائيل ترغب في القفز على أحداث أكتوبر لتحقيق ما هو أبعد في استراتيجيتها التوسعية، صحيح أن الغرب بجميع دوله لم يغير موقفه من إسرائيل من حيث فكرتها الوجودية، ولكن المزاج العالمي والشعبي له موقف مختلف. لن تعود إسرائيل من حرب غزة كما كانت تفعل من قبل عندما كانت تهاجم السكان من الفلسطينيين، فهناك أهداف دولية تتبلور بشكل سريع من أجل حسم الموقف الدولي ووضع الخيارات المناسبة أمام إسرائيل التي يتوجب عليها قبولها دون تردد، وأهم هذه الخيارات قبول دولة فلسطينية مستقلة، المزاج الشعبي في الغرب أصبح يفكر بطريقة مختلفة، فالسمعة المستقبلية للغرب الذي يعاني من التحول في مكانته السياسية والاقتصادية أصبحت على المحك وأصبح الحديث عن قتل الأطفال وتجويع السكان قضية معتادة في الإعلام والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما يثبت أن الدعم الشعبي لإسرائيل يتجه نحو الانخفاض في الغرب، الذي أصبح ينظر الى الشرق الأوسط ودوله بطريقة لم تعد فيها إسرائيل تمتلك الدعم المطلق وبلا قيود. إسرائيل وبشهادة عالمية ومن محكمة العدل الدولية ترتكب مجازر بحق الفلسطينيين وهذا ما ساهم فعليا في كشف حقيقة إسرائيل التي تصرفت في غزة دون وعي بالتحولات الاستراتيجية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وسيكون من الطبيعي أن تتجه إسرائيل إلى فقدان الكثير من مكانتها على المدى الطويل بسبب التحولات الشعبية والجيوسياسية المحيطة بالأزمة، وهذا ما خلّف وجهة نظر سلبية تجاه إسرائيل، بل إن الاجيال الشابة وطلاب الجامعات في الغرب وخاصة في أميركا أصبحوا أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين، لذلك فصناع السياسات في الغرب يغيرون اليوم مواقفهم، وهذا سوف يؤدي بشكل تلقائي إلى عزلة إسرائيل التي تستحق هذه العزلة ما لم تعترف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة. الطموح الإسرائيلي يجب أن يتوقف عند نقطة مهمة وهي أن هيمنة حلفاء إسرائيل في الغرب والعالم الذين كانوا يسيطرون على الفضاء الجيوسياسي الإقليمي والدولي خلال العقود الماضية قد تغير؛ بل هو في تغير مستمر، ولعل زيارة ترمب للمنطقة خلال الأيام الماضية تثبت هذه النظرة، التحولات الدولية في الاقتصاد والسياسية أصبحت تتيح الفرصة لدول ناشئة لتهيمن على المسار السياسي والاقتصادي العالمي، ووفقاً لقراءة عميقة لشركة برايس ووترهاوس كوبرز، فإنه بحلول عام 2050، سوف تتفوق الصين والهند على الولايات المتحدة باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، كما أن القوائم الاقتصادية العالمية سوف تشهد دخول دول آسيوية وشرق أوسطية، وسوف تمثل هذه الدول مفاتيح مهمة في صناعة النظام العالمي منذ هذه اللحظة وحتى منتصف هذا القرن. إن القوى العالمية الصاعدة في مسار النظام العالمي الجديد وغير المحسوبة على الاتجاه الغربي مثل روسيا والصين وحتى الهند سوف تمارس دورا حيويا من أجل إثبات أن الغرب لا يدعم الحلول العادلة للقضية الفلسطينية، فالدول الغربية سوف تجد نفسها أمام تحديات فعلية وخاصة عندما تفكر تلك الدول بدعم مطلق لإسرائيل بينما يشهد العالم تلك الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل. العالم الذي كانت إسرائيل فيه تقود توجهاته تحت معايير محاربة العنصرية والهلوكوست أصبح الآن في وضع مختلف، فالدول الصاعدة في المنطقة -وعلى رأسها السعودية- أصبحت في مكانة يمكنها التأثير في القرار الدولي بشكل مباشر، بل إن السعودية يمكنها اليوم الذهاب أبعد من ذلك من خلال موقعها المنتظر في منظومة الأمن الدولي، ولذلك فإن تغير المزاج الدولي تجاه إسرائيل ليس حالة مؤقتة بل هو حقيقة واضحة وفي تزايد مستمر، وليس أمام إسرائيل سوى أن تدرك أن قواعد المنطقة قد تغيرت لصالح دول المنطقة، ومهما كان حجم الدعم الغربي لإسرائيل مفتوحا إلا أنه أصبح في حالة تغير اليوم.


الشرق الأوسط
منذ 7 ساعات
- الشرق الأوسط
مصر وأميركا تبحثان الأوضاع في القارة الأفريقية
تلقى بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، مساء اليوم الأحد، اتصالاً هاتفياً من «مسعد بولس» كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والشرق الأوسط والمستشار رفيع المستوى لشؤون أفريقيا، حيث أعرب بولس عن تقديره البالغ لتفضل الرئيس المصري باستقباله خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، التي كانت زيارة إيجابية ومثمرة، وتعكس عمق العلاقات بين البلدين الصديقين. جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، وصلت نسخة منه إلى «وكالة الأنباء الألمانية». وشهد الاتصال تبادلاً لوجهات النظر حول تطورات الأوضاع في كل من ليبيا والسودان ومنطقة البحيرات العظمى، حيث استعرض الوزير عبد العاطي مخرجات اجتماع الآلية الثلاثية لدول الجوار لليبيا، الذي عقد بالقاهرة، أمس السبت، وبمشاركة وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس، الذي أكد ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في الأراضي الليبية كافة، وصون مقدرات الدولة الليبية، واحترام وحدة وسلامة أراضيها، وشدد على أهمية خروج كل القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، وتفكيك الميليشيات المسلحة، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا. وقد توافق «بولس» مع الوزير عبد العاطي حول أهمية العمل على تحقيق الاستقرار في ليبيا، وإنهاء حالة الانقسام الحالي، بحسب البيان. وعلى صعيد آخر، أكد وزير الخارجية على موقف مصر الداعم للسودان، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة واستقرار السودان ومؤسساته الوطنية وسيادته وسلامة أراضيه، منوهاً بحرص مصر على التفاعل الإيجابي مع مختلف الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لوقف إطلاق النار في السودان، بما يضمن وضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب السوداني الشقيق. وقد تم الاتفاق على ترفيع مستوى التنسيق المشترك بين مصر والولايات المتحدة، وكذلك مع الأطراف الفاعلة حول السودان، ووقف الحرب الدائرة هناك. ووفقاً للبيان «تناول الاتصال التطورات الجارية في منطقة البحيرات العظمى، حيث رحب الوزير عبد العاطي بالجهود الأميركية المبذولة التي أسفرت عن توقيع حكومتي جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا على إعلان مبادئ في واشنطن في 25 أبريل (نيسان) الماضي حول تحقيق السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية في منطقة شرق الكونغو الديمقراطية، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل خطوة هامة نحو التوصل إلى اتفاق سلام دائم، بما يعزز فرص تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي في منطقة البحيرات العظمى وفي القارة الأفريقية». كما تم الاتفاق على «مواصلة العمل بين مصر والولايات المتحدة لتحقيق هذا الهدف المشترك».


مجلة هي
منذ 9 ساعات
- مجلة هي
بعد 20 دقيقة يعود ضغط الدم إلى طبيعته: إليكِ الفوائد الصحية للاقلاع عن التدخين من خبير
هل تساءلتِ يومًا كم سيجارة دخنتها في حياتكِ؟ وكم نفسًا من الهواء النقي خسرتهِ؟ يُعدَ التدخين مشكلةً صحية عالمية رئيسية، إذ يتسبب في حوالي 8 ملايين حالة وفاة مُبكرة سنويًا. ويشمل ذلك أكثر من 7 ملايين حالة وفاة ناجمة عن الاستخدام المباشر للتبغ، وحوالي 1.3 مليون حالة وفاة ناجمة عن التعرض للتدخين السلبي. عالميًا، بلغ عدد المدخنين حوالي 22.3% من السكان في عام 2020، منهم 36.7% من الرجال و7.8% من النساء. وتُسجل أعلى معدلات التدخين في دول مثل ناورو (46.7%) وميانمار (42.3%) وصربيا (39%). كما لا تزال معدلات التدخين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مرتفعةً على الرغم من الجهود العالمية للحد من استخدام التبغ. الفوائد الصحية للاقلاع عن التدخين ومن بين الإحصاءات الرئيسية الأخيرة للمنطقة: • يُسجل لبنان أعلى معدل تدخين في المنطقة، بمتوسط 1955 سيجارة للشخص الواحد سنويًا. • تُسجل ليبيا والكويت أيضًا معدلات تدخينٍ مرتفعة، بمتوسط 1764 و1849 سيجارة للشخص الواحد سنويًا على التوالي. • في المقابل، تُسجل الإمارات العربية المتحدة أحد أدنى معدلات التدخين في المنطقة، حيث تبلغ نسبة المدخنين حوالي 14% بين الرجال و2% بين النساء. • التدخين متأصل في التقاليد الاجتماعية والثقافية، وغالبًا ما يحدث في المقاهي والتجمعات. • تُشكَل الأمراض المرتبطة بالتبغ، بما في ذلك سرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية، عبئًا صحيًا كبيرًا في المنطقة. تشمل جهود الحد من التدخين سياساتٍ مختلفة، مثل اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (WHO FCTC)، التي تهدف للحد من تعاطي التبغ في جميع أنحاء العالم. في 31 مايو من كل عام، يُحتفل بـ اليوم العالمي للتوقف عن التدخين. هذا اليوم ليس مجرد مناسبةٍ رمزية، بل إنه فرصة حقيقية لنفكر، ونتساءل، ونتخذ قراراتٍ جادة لإنقاذ أنفسنا ومن نحب. يُحدثَنا الدكتور أحمد شحاته، أخصائي أمراض الرئة في مستشفى الإمارات التخصصي، عن أبرز الفوائد التي نجنيها من الاقلاع عن التدخين؛ والمثير في الأمر، أن جني تلك الفوائد يبدأ في أقل من نصف ساعة من اتخاذنا قرار ترك التبغ بجميع مشتقاته.. إليكِ التفاصيل. الدكتور أحمد شحاته أخصائي أمراض الرئة في مستشفى الإمارات التخصصي ما هو التدخين؟ ولما هو خطير؟ التدخين هو عملية حرق مادةٍ تحتوي على التبغ، واستنشاق الدخان الناتج عنها. وعلى الرغم من أن هذه العادة قد تبدو بسيطةً أو "مُتنفسًا" للبعض، إلا أنها في الواقع واحدةً من أخطر المُسببات للأمراض والوفيات حول العالم. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية: 1. يقتل التدخين أكثر من 8.7 مليون شخص سنويًا. 2. من بين هؤلاء، هناك 1.3 مليون شخص لا يدخنون، لكنهم يتعرضون للدخان في المنزل أو العمل، أي ما يُعرف بـ "التدخين السلبي". يُعتبر التدخين السبب الرئيسي في أمراض خطيرة مثل سرطان الرئة، الفم، الحنجرة، والمثانة؛أمراض القلب والسكتات الدماغية؛ أمراض الجهاز التنفسي المُزمنة مثل الربو والانخفاض الحاد في وظائف الرئة؛ الضعف الجنسي والعقم؛ شيخوخة الجلد المُبكرة، واصفرار الأسنان. الفيب والتدخين الإلكتروني: السم نفسه بعلبةٍ جديدة في السنوات الأخيرة، ظهر نوعٌ جديد من التدخين يُسمى الفيب أو السجائر الإلكترونية. هذه الأجهزة تُسخَن سائلًا يحتوي على نيكوتين ونكهات ومواد كيميائية، ويتم استنشاقه على شكل بخار. ورغم الدعاية التي تقول إن الفيب "أخف ضررًا"، إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا. إذ تؤكد دراساتٌ حديثة أن الفيب يحتوي على النيكوتين، وهو مادةٌ تُسبَب الإدمان وتؤثر على القلب والدماغ. تحتوي نكهات الفيب على مواد قد تؤدي إلى التهاب الرئة الحاد، وتلفٍ دائم في أنسجة الرئة. وبعض مستخدمي الفيب، أصيبوا بما يُعرف بـ "رئة الفشار" – وهو مرضٌ نادرٌ وخطير سببه مادة تُستخدم في النكهات. الاستخدام المتكرر للفيب قد يؤدي إلى اضطراباتٍ في النوم، القلق، الاكتئاب، وضعف التركيز. وهناك تزايدٌ في حالات دخول المراهقين إلى الطوارئ بسبب الفيب، خصوصًا مع توفر نكهاتٍ مُغرية للأطفال مثل العلكة والمانجو والتوت. التدخين نوعٌ من الادمان يتسبب باضطرابات النوم والاكتئاب لماذا يصعب الاقلاع عن التدخين؟ سؤالٌ يجول في خاطر الكثيرين، ويجيب عليه الدكتور شحاته؛ الإقلاع عن التدخين ليس بالأمر السهل، لأنه يتضمن: • إدمان جسدي: بسبب النيكوتين الذي يُغيَر كيمياء الدماغ. • اعتياد نفسي: يربط الشخص التدخين بالراحة أو التركيز أو التسلية. • تأثير اجتماعي: وجود مدخنين في العائلة أو الأصدقاء. • الخوف من الفشل: تجربة الإقلاع الفاشلة في الماضي قد تمنع المحاولة من جديد. لكن الخبر الجيد هو: الإقلاع ممكن، وملايين الأشخاص نجحوا بالفعل. ماذا تنتظرين عزيزتي لاتخاذ الخطوة الأولى نحو استعادة عافيتكِ وصحتكِ؟ تبحثين عن الخطوات الأمثل لتحقيق ذلك؟ لا داعي للقلق.. فالدكتور شحاته أفادنا بها. ما هي الخطوات البسيطة التي تساعدكِ في الإقلاع عن التدخين؟ وفقًا لأخصائي أمراض الرئة، فإن قرار الاقلاع عن التدخين اليوم يتطلب تحديد بعض المعايير والعوامل، وهي كما يلي: 1. حدَدي السبب: هل هو صحتكِ؟ أولادكِ؟ مالكِ؟ ركّزي على دافعٍ قوي للبدء بقوة. 2. اختاري تاريخًا للاقلاع والتزمي به. 3. أخبري عائلتكِ وأصدقائكِ ليقدموا لكِ الدعم. 4. تجنَبي المُحفزات: كالقهوة، والسهر، وأماكن التدخين. 5. أشغلي وقتكِ بأنشطة جديدة، مثل المشي، الرياضة، والقراءة. 6. استخدمي بدائل النيكوتين مثل العلكة أو اللصقات، بعد استشارة الطبيب. 7. سجّلي تقدمكِ يومًا بيوم، واحتفلي بالنجاحات الصغيرة. لا شك في أن الاقلاع عن التدخين صعبٌ وشاق، لكن معرفة فوائده فيما بعد، سوف تُشجعكِ أكثر على الاستمرار. ماذا يحدث لجسمكِ بعد الإقلاع؟ ستتفاجئين مثلي عزيزتي، أن صحتكِ ستبدأبالتحسن بعد أقل من نصف ساعة من تخلَيكِ عن التدخين: • فبعد 20 دقيقة: يعود ضغط الدم ومعدل ضربات القلب إلى طبيعتهما. • بعد 12 ساعة: تنخفض نسبة أول أكسيد الكربون في الدم. • بعد أسبوعين إلى 3 أشهر: تتحسن وظائف الرئة والدورة الدموية. • بعد سنة: يقلَ خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 50%. • بعد 10 سنوات: يقلَ خطر الوفاة بسرطان الرئة بنسبةٍ كبيرة جدًا. ماذا عن أطفالنا؟ التدخين والفيب لا يؤذيانكِ وحدكِ، بل يضعان من حولكِ في دائرة الخطر. فالطفل الذي يعيش مع مُدخنين، مُعرَضٌ أكثر بـ 3 مرات للإصابة بالربو، والتهابات الأذن، وضعف المناعة.والمراهق الذي يرى أحد والديه يدخن، غالبًا ما يجرب التدخين في سنٍ مبكرة. بات الفيب من منتجات التبغ الخطيرة التي تهدد حياة المراهقين والشباب هذا العام، تُركَز الحملة العالمية على منع الشباب من الانجراف نحو الإدمان، خصوصًا من خلال: 1. منع ترويج الفيب في المدارس وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. 2. حظر بيع الفيب بنكهاته للأطفال. 3. إدخال دروس توعية في المناهج الدراسية. 4. دعم الأهل بالمعلومات الكافية لمساعدة أبنائهم. في الختام؛ اليوم العالمي للتوقف عن التدخين هو فرصةٌ حقيقية لبداية جديدة، فلنبدأ من اليوم. ربما حاولتِ من قبل وفشلتِ، وربما تشكين بقدرتكِ على التوقف. لكن الحقيقة أنكِ أقوى مما تظنين؛ صحتكِ أغلى، أولادكِ يستحقون أن تكبري معهم لا أن تتركيهم باكرًا، وحياتكِ بدون نيكوتين أخف، أنقى، وأسعد. لذا ابدأي اليوم؛ لا تنتظري مروركِ بأزمةٍ صحية، ولا تدعي عادةً سيئة مثل التدخين، تُقرر مصيركِ.