إنجاز رياضي بعوائد اقتصادية
تأهل الأردن إلى كأس العالم 2026، لا يقتصر على البعد الرياضي، بل يحمل امكانات لعوائد اقتصادية واستثمارية واجتماعية عديدة، خصوصا وان الرياضة وفي مقدمتها كرة القدم، اصبحت في قلب المعادلة الاقتصادية لكثير من الدول والمجتمعات، حيث الناتج المحلي الاجمالي لكرة القدم العالمية في سنة واحدة يصل الى 270 مليار دولار، على ما يقول رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
عوائد متوقعة كثيرة اقتصادية واجتماعية من التأهل الأردني لكأس العالم، فالنشاط السياحي متوقع له ان يرتفع مع زيادة الاهتمام بالتعرف على الأردن، ما سيؤدي إلى زيادة في عدد السياح بين 10–15% خصوصا في العام التالي للتأهل.
ايضا سيكون هناك ارتفاع في عوائد النقل والفندقة والمطاعم وعائدات التسويق والبث التلفزيوني، خصوصا اذا تم تنظيم مباريات ودية، او معسكرات تدريبية في الاردن.
كذلك، سيؤدي التأهل، لزيادة المبررات الاقتصادية للاستثمار في البنية التحتية الرياضية –ملاعب، اكاديميات، مراكز تدريب..- خصوصا إذا ما تم اعتماد خطة وطنية لتطوير كرة القدم بخاصة والرياضة بعامة.
التأهل، سيكون محفزا لنشوء صناعات مرتبطة بالرياضة كصناعة الملابس الرياضية، التسويق الرياضي، التطبيقات الرقمية الرياضية، تنظيم الفعاليات الرياضية، ما يعزز الناتج المحلي الإجمالي، ويوجد فرص عمل جديدة.
التأهل بحد ذاته، يرفع المعنويات، ويعزز الوحدة الوطنية، اذ ان الانتصارات الرياضية اثبتت قدرتها على تحفيز المجتمعات، وتقديم نماذج ملهمة للشباب، فالنجاحات الرياضية الكبرى تؤدي إلى زيادة نسب المشاركة في الفعاليات الرياضية المختلفة، ما يسهم في خفض نسب البطالة المقنّعة بين الشباب، ويحسن الصحة العامة، ويزيد النشاط الاقتصادي.
في كتباهما «اقتصادات كرة القدم» يسأل المؤلفان سيمون كوبر وستيفان سيمانسكي: لماذا تفوز بعض الدول وتخسر أخرى؟ وهما يجيبان بالقول: ان الدول التي تستثمر في التعليم، البنية التحتية، والاحتراف الإداري، تحقق نتائج افضل على المدى الطويل. وان الاداء الكروي يرتبط بشكل غير مباشر بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية ولا يعتمد فقط على الثروة، وان الثقافة الكروية والاستثمار الذكي اكثر اهمية من المال وحده.
تأهل الأردن لكأس العالم يحمل في طياته بعضا مما اشار اليه المؤلفان، فالقيمة السوقية للدوري الاردني قد لاتزيد في احسن الاحوال عن 15 الى 20 مليون دينار، لكنه استطاع ان يوجد لاعبين يحققون الفوز والوصول الى كأس العالم، ما يعني وجود اسباب اخرى لذلك من بينها الاستثمار في التعليم؛ وان لا يزال اقل على مستوى الحجم وعلى مستوى الجودة.
للرياضة بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، ادوار اقتصادية مهمة، ففي البرازيل مثلا، تساهم كرة القدم بنحو 5% من اجمالي الدخل، وتعتبر قطاعا تصديريا للاندية المحلية يفوق في عائداته صادرات قطاع الموز او الحبوب.
في انجلترا، يمكن الاستدلال على الاثر الاقتصادي والاجتماعي للدوري الانجليزي من قيمته المضافة للاقتصاد البريطاني، ففي الموسم 2021/2022 مثلا، بلغت تلك القيمة نحو8 مليارات جنيه إسترليني، مع دعم وجود اكثر من 90000 وظيفة، وتحقيق ايرادات ضريبية للحكومة بنحو 4.2 مليار جنيه إسترليني، ناهيك عن ان جزء كبيرا من الاثر الاقتصادي-حوالي 5 مليارات جنيه-تتركز في مناطق خارج لندن.
لذلك، يحمل التأهل لكأس العالم، فرصا اقتصادية وتنموية تستدعي تبنّي منظور اقتصادي للرياضة كقطاع إنتاجي يوجد الوظائف، ويساهم في تنويع الاقتصاد، ما يستدعي تصميم نماذج تحلل الاثر الاقتصادي للرياضة لربطها بخطط التنمية والتوظيف، بما في ذلك حساب القيمة الاقتصادية الاوسع للدوري الكروي كقطاع اقتصادي يشمل: عدد العاملين في الاندية -مدربين، إداريين، موظفين...- ونسبة المساهمة في الناتج المحلي، ودور الاندية في تنشيط السياحة والاقتصاد المحلي.
الرياضة، لم تعد هامشية في معادلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بل أصبحت أحد أعمدتها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
ارتفاع حوالات المغتربين إلى 1.2 مليار دولار حتى نهاية نيسان
عمان - هلا أبوحجلة أظهرت البيانات الأولية الصادرة عن البنك المركزي، أمس الخميس، ارتفاعا في حوالات خلال الأربعة شهور الأولى من 2025. وبحسب البيانات، ارتفعت حوالات المغتربين الأردنيين للمملكة خلال نيسان 2025 بنسبة 3.1% لتبلغ 292.2 مليون دولار. كما ارتفعت الحوالات بنسبة 3.0% خلال الأربعة شهور الأولى من العام الحالي لتصل إلى 1,181.4 مليون دولار.

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
ارتفاع حوالات المغتربين الأردنيين إلى 1.181 مليار دولار لنهاية نيسان
سرايا - أظهرت البيانات الأولية الصادرة عن البنك المركزي، ارتفاعًا في حوالات المغتربين الأردنيين خلال الأربعة أشهر الأولى من 2025. وبحسب البيانات، ارتفعت حوالات المغتربين الأردنيين للمملكة خلال نيسان 2025 بنسبة 3.1% لتبلغ 292.2 مليون دولار. كما ارتفعت الحوالات بنسبة 3% خلال الأربعة شهور الأولى من العام الحالي لتصل إلى 1,181 مليار دولار.


جو 24
منذ 2 ساعات
- جو 24
كاميرات الحكام بكأس العالم للأندية.. شعار كبير والواقع مرير
جو 24 : من المقرر أن يرتدي الحكام في بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم كاميرات على مستوى العين، في خطوة تهدف إلى تمكين الجماهير من رؤية ما يراه الحكام خلال مجريات المباراة، ولكن ليس هذا الذي سيحصل. وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن هذه التقنية الجديدة ستطبق في بطولتها الموسعة الجديدة، والتي تنطلق في ميامي فجر الأحد بتوقيت مكة المكرمة. ويبدو أن الهدف من هذه التكنولوجيا هو تحسين تجربة المشاهدين على التلفاز أكثر من تحسين أداء التحكيم أو تطوير اللعبة نفسها. وعلى سبيل المثال، ستعرض فقط اللقطات "غير المثيرة للجدل" خلال المباراة. ولم يوضح فيفا ما المقصود تحديدا بذلك، لكن لا يتوقع عرض لقطات لأهداف مشكوك في صحتها أو حالات طرد محتملة ضمن هذه المشاهد. وستكون الكاميرا مرتبطة بسماعة الحكم. التحقق قبل العرض وقال بيرلويجي كولينا، رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الدولي: "إنها تجربة. ماذا سيحدث في المستقبل؟ سنرى". وأضاف أنه "قلنا إننا نريد تقديم تجربة جديدة لمشاهدي التلفاز. نريد أن نظهر شيئا، دعونا نقول مسليا. لا أعتقد أننا بحاجة دائما إلى التفكير في اللقطات المثيرة للجدل أو التي تحتمل جدلا على أرض الملعب". وسيتحقق من اللقطات قبل بثها، بدلا من عرضها مباشرة. وذكر فيفا أن زاوية كاميرا الحكم يمكن استخدامها لعرض لقطات فريدة للأهداف المسجلة وتقديم زوايا مختلفة للعبة لا تستطيع الكاميرات التقليدية التقاطها. ولكن إذا اقتصر استخدامها على ذلك فقط، سيبدو الأمر كفرصة ضائعة، خاصة في ظل اعتماد كرة القدم المتزايد على التكنولوجيا لتحسين دقة وشفافية القرارات التحكيمية. وهناك تقنية جديدة ستشهدها بطولة كأس العالم للأندية، التي تقام لمدة شهر في أميركا وتضم 32 فريقا، وهي مشاهدة اللقطات التي يتم مراجعتها من قبل حكم الفيديو المساعد (فار) للمرة الأولى على الشاشات الكبرى داخل الملعب. نظريا، ستحمل الكاميرا الجديدة الحكام المزيد من المسؤولية عن قراراتهم، من خلال تمكين الجماهير من رؤية ما يراه الحكم بالضبط قبل اتخاذ أي قرار. ولكن لم يتضح حتى الآن إلى أي مدى ستستخدم هذه الكاميرا بالفعل في دعم تقنية حكم الفيديو المساعد أو ما إذا كانت ستعتمد ضمن الأدوات الرسمية لمراجعة القرارات التحكيمية. وقال كولينا إن اللقطات ستكون متاحة لحكم الفيديو المساعد، إلا أنه شكك في مدى فائدتها الفعلية في مثل هذه الحالات. وأضاف "بصراحة، هل يمكن لكاميرا مثبتة بجانب عين الحكم أن ترى شيئا لا يمكن لعين الحكم رؤيته؟ أعتقد أن من الصعب تصديق هذا". وأشار إلى أن الهدف من التجربة هو "استكشاف ما إذا كانت زاوية الكاميرا الجديدة يمكن أن تحسن تجربة المشاهدة التلفزيونية وعبر الإنترنت من خلال عرض ما يراه الحكم". وأضاف أن الاختبارات سيتم استخدامها كإرشادات للاستخدام المستقبلي. وقال كولينا: "خطوة بخطوة. نحتاج إلى القيام بشيء جديد، وكلما كان أبسط كان أفضل". إهدار الوقت وأعلن فيفا أيضا عن حملة مشددة ضد إهدار الوقت من قبل حراس المرمى خلال منافسات كأس العالم للأندية. والقواعد السابقة تنص على أن حارس المرمى لا يمكنه الإمساك بالكرة لفترة أطول من 6 ثوان، ولكن كولينا قال إن هذه القاعدة كانت تتعرض للانتهاك بشكل دائم. ومد الحد الأقصى للإمساك بالكرة إلى 8 ثوان، ولكن الحكم سيكون أكثر صرامة في التنفيذ. ويقوم الحكم أيضا بالعد التنازلي من 5 ثوان باستخدام يده لإشارة الوقت المتبقي لحارس المرمى. وإذا احتفظ الحارس بالكرة لأكثر من 8 ثوان سيمنح الفريق الخصم ركلة ركنية بدلا من الركلة الحرة غير المباشرة، التي كانت العقوبة السابقة في مثل هذه الحالات. المصدر: وكالات تابعو الأردن 24 على