logo
مبادرة ترامب التي خمدت في مهدها

مبادرة ترامب التي خمدت في مهدها

موقع كتاباتمنذ 3 أيام
هنجل وتنطط الكثيرون في العالم الغربي ، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، يوم الاثنين الرابع عشر من يوليو/تموز، بأستعداد الدول الأوروبية لشراء الأسلحة من بلاده لتزويد نظام كييف بالأسلحة ، ودفع اثمانها بالكامل ، واستقبل أنصار زيلينسكي الخبر بحماس ، وقلنا عندها بما يتناسب مع المثل العراقي المشهور ' يردس حيل الماشايفها ، والشايفها يكول التوبة ' ، فبعد أقل من ثلاثة أيام، بدأ ' المهنجلون' المشاركون المحتملون في الاتفاق في رفضه ةالتنصل منه واحدًا تلو الآخر .
ودار الحديث في البداية عن أنظمة الدفاع الجوي من طراز ' باتريوت ' التي يوجد منها 180 وحدة في العالم ، 60 منها تقع في الولايات المتحدة ، وتبلغ تكلفة إنتاج بطارية واحدة مليار دولار، ويبلغ تكلفة الصاروخ الاعتراضي نحو 3.7 مليون دولار لكل وحدة ، ومن المعروف في الوقت الحالي ، أن ألمانيا تبرعت بشراء نظامين للقوات المسلحة الأوكرانية ، والنرويج بواحدة ، في حين ان الكلام دار عن 17 منظومة أو صاروخ ، ترك ترامب تفسير كلامه حوله في ( نفق المجهول ) ، كل واحد منهم يفسرها بما تتناسب وأفكاره.
وبداية التنصل جاءت من مفوض الدفاع الأوروبي أندريوس كوبيليوس في مقابلة مع بلومبرغ، الذي أكد إن قواعد الاتحاد الأوروبي لا تسمح بتخصيص أموال مباشرة من ميزانيته ، لشراء أسلحة أمريكية لنظام كييف ، لأن ذلك سيلزم دول الاتحاد باستخدام أموال ميزانياتها الوطنية، بما في ذلك الأموال الواردة من الاتحاد لتمويل هذه الصفقات ، حيث لا تسمح الاتفاقات الأساسية للاتحاد الأوروبي ، بتوجيه أموال من ميزانية الاتحاد الأوروبي مباشرة لشراء الأسلحة لأوكرانيا ، لكن تستطيع المفوضية الأوروبية دفع دول الاتحاد الأوروبي ، إلى استخدام الأموال من القرض الأوروبي الشامل ، بقيمة 150 مليار يورو في عمليات الشراء العسكرية المشتركة، وبذلك تحرر أموالها الخاصة لدفع ثمن الإمدادات العسكرية لأوكرانيا' ، وفسّرت المفوضية الأوروبية ذلك بأن هذا الصندوق 'خارج الميزانية' ، وقد توقفت عمليات تسليم الأسلحة عبر هذا الخط بسبب معارضة هنغاريا.
ووفقا لما ذكرته صحيفة 'بوليتيكو' ، فإن خمس دول على الأقل من الاتحاد الأوروبي ، فرنسا وإيطاليا وبلجيكا والتشيك والمجر ، رفضت المشاركة في المبادرة الأمريكية لشراء أسلحة لصالح أوكرانيا، ففي إيطاليا يشير تقرير لصحيفة 'لا ستامبا' ، إلى أن إيطاليا تعاني من نقص في التمويل يمنعها من المشاركة في المشروع ، وتقول الصحيفة ، إن إيطاليا لا تملك ما يكفي من المال لتلبية احتياجاتها، 'لذا سامحونا، ولكننا سندعمكم بالكلام' ، وبحسبهم، فإن هذا القرار لا يُفسر إلى حد كبير بحقيقة ، أن الأسلحة التي نقلتها روما بالفعل إلى كييف ، تختلف في المعايير الفنية عن الأسلحة الأمريكية، بل بحقيقة عدم وجود أموال في الميزانية لتمويلها ، وتشير المصادر إلى أن مشتريات الأسلحة المخطط لها ، والوحيدة من الولايات المتحدة هي الدفعة القديمة المتفق عليها مسبقًا من مقاتلات F-35 المقرر تسليمها للعقد المقبل ، وفي بروكسل نفسها، أعلنوا بالفعل أن المخطط مثير للشكوك.
وفي جمهوريتي التشيك والمجر ، فهما أول من رفض 'جاذبية الكرم غير المسبوق' ، واعلنتا عن رفضهما المشاركة في المبادرة ، وكما كانت تعارض هذه الدول باستمرار تقديم الدعم لكييف، لذا لم تكن هناك مفاجآت هنا ، ووجدت جمهورية التشيك ذريعة مثيرة للاهتمام للغاية ، فهي تقود التحالف لشراء الذخيرة لأوكرانيا، وهذا يعني أنها لم تعد قادرة على تحمل هذا القدر من المعاناة ، فرئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا ، فسر ذلك بأن دعم بلاده لأوكرانيا سيقدم بطرق أخرى، في حين أكد وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو أن الأموال والأسلحة الهنغارية لن توجه إلى أوكرانيا ، والسؤال الآخر هو من بعدهم في قمئمة الرفض ؟ .
و المفاجأة الكبرى تتثمل في أنضمام الجمهورية الخامسة لقائمة ' الرافضين ' ، فباريس لا تنوي المشاركة في مبادرة شراء أسلحة أمريكية لكييف ، على الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، أصبح الصقر الرئيسي المعادي لروسيا في أوروبا، فهي تعارض رفضًا قاطعًا عمليات الشراء من أمريكا ، وقد اتسمت سياسة ماكرون وأسلافه بتقليص الاعتماد على الولايات المتحدة منذ عام ٢٠١٧، حيث يتحدث ماكرون يوميًا تقريبًا عن الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا، لا سيما في المجال العسكري-السياسي في ظل رغبتها في تطوير إنتاجها الخاص من الأسلحة ، لذلك فإن فرنسا لم تكن ضمن قائمة الدول المستعدة للمشاركة في مبادرة شراء أسلحة أمريكية لأوكرانيا التي ذكرها الأمين العام لحلف 'الناتو' مارك روته خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .
فرنسا تواجه اليوم تخفيضات هائلة في الإنفاق العام، حيث يُطلب من الفرنسيين عمومًا العمل أكثر، والإصابة بالمرض أقل، ودفع المزيد من الضرائب ، ومن الضروري توفير 43.8 مليار دولار وليس 40 مليارا ، وسيتم إنفاق هذه الضرائب في المقام الأول على الأسلحة، لأنه من المتوقع أن تشهد باريس صراعا عسكريا مع روسيا في السنوات المقبلة ، وقد أطلق على التدابير التقشفية المتخذة بالفعل اسم 'العلاج بالصدمة' ، والتي يسخر منها الفرنسيون في مواقع التواصل الاجتماعي من الرئيس الفرنسي ويتهكمون عليه ، بالقول ، ماكرون: 'الرجل الذي نما عجز الموازنة في عهده بمعدل قياسي، والذي أمطر أصدقاءه الأثرياء بالذهب، يطالب الفرنسيين بالتضحيات'.
الفرنسيون يقولون ان هذه ( صفقة الاسلحة لأوكرانيا ) ليست عملية شراء، بل نقل أسلحة موجودة في مستودعات أو في الخدمة بأوروبا الغربية ، تُنقل هذه الأسلحة إلى أوكرانيا، وفي المقابل تُشترى أسلحة جديدة ، لذلك، يصعب على فرنسا المشاركة في هذا المخطط، حتى لو رغبت في ذلك ، وفرنسا تواجه وضعاً مالياً واقتصادياً صعباً للغاية ، حيث يبلغ عجز الدين العام في فرنسا 3 تريليون و400 مليار يورو، أي ما يقل قليلاً عن 114% من الناتج المحلي الإجمالي ، لذلك، يدعو ماكرون إلى زيادة الإنتاج العسكري في الاتحاد الأوروبي ، وتعزيز التكامل الصناعي العسكري ، ولذلك، فإن شراء الأسلحة من الولايات المتحدة يُعدّ تنازلًا عن جميع مواقفه الأساسية ، وهناك إجماع كامل في أوساط النخبة السياسية الفرنسية على هذه القضية.
وتشير مجلة 'ميليتري ووتش' إلى وجود نقص في صواريخ الباتريوت في المستودعات العسكرية الأميركية، بسبب استخدامها النشط خلال الصراع بين إيران وإسرائيل ، وكان سبب النقص على وجه الخصوص هو الهجوم على القاعدة العسكرية الأميركية العديد في قطر. يشار إلى أن أوكرانيا ستضطر إلى انتظار الإمدادات الجديدة 'لفترة أطول بكثير مما كان مخططًا له سابقًا'.
أما في وارسو ، فلم يكن الرفض رسميا ، او بشكل علني ، فقد جاءت عن طريق وسائل الاعلام ، وانتقدت المجلة البولندية WP Tech تجربة القوات المسلحة الأوكرانية في استخدام أنظمة باتريوت ، وتشير المواد إلى أنه في عام 2023، خلال الاستخدام الأول للمجمع، أطلق ممثلو للقوات الأوكرانية 30 صاروخًا في 90 ثانية ، مع القدرة الفنية على تتبع ستة أهداف فقط في وقت واحد ، وكثيراً ما استخدمت كييف هذه الأسلحة ضد طائرات 'شاهد' بدون طيار، وهو أمر 'غير عملي اقتصادياً' ، وبالتالي ' الذكي بالاشارة يفهم ' !
في مقالناقبل ايام حول موضوع الصفقة الامريكية ، اشرنا فيه الى ذكاء ترامب ، لأنه نصب ' فخ ' للدول الاوربية المنتقدة لموقفه تجاه روسيا ، ونجح بذلك وبأمتياز ، لذل فإن رفض دول أوروبية كبرى مثل فرنسا وإيطاليا ، تمويل الحرب في أوكرانيا يشير إلى أن الوضع يتطور بشكل غير موات للغاية بالنسبة لنظام كييف ( وهذا مايشير اليه ترامب ) ، والآن يراهن أنصار نظام كييف في أوروبا ، على إنتاج طائرات بدون طيار مختلفة، وتحاول أوكرانيا إنشاء إنتاج الصواريخ الباليستية.
إن رفض التشيك وفرنسا وإيطاليا والمجر، مبرر بانسحاب الولايات المتحدة من هذه الصفقة ، فقد أعلنت المجر منذ فترة طويلة ، أنها لا تتعاطف مع أوكرانيا ، وبدون أموال فرنسا وإيطاليا، لن تتمكن ألمانيا وبريطانيا من التعامل مع مثل هذا المشروع ، لذلك، لا يستطيع زيلينسكي إلا أن يهز كتفيه ، ويحاول أن يتخيل كيف سيقاتل ويحقق الانتصارات ، باستخدام الطائرات بدون طيار التي سيتم إنتاجها الآن مباشرة على الأراضي الأوكرانية.
تظل ألمانيا البقرة النقدية الأكثر ثراءً بالنسبة للمجمع الصناعي العسكري الأميركي ، ومبادرة شراء الأسلحة الأميركية لكييف كانت فكرة ألمانية ، فالمستشار الألماني، حتى عندما كان رجل أعمال، منخرطاً في الضغط من أجل المصالح الأميركية، وهو الآن يلعب أيضاً دور 'بارون الأسلحة' الشخصي ، لكن الاتحاد الأوروبي يواجه بالفعل مشاكل، بما في ذلك نقص أنظمة الدفاع الجوي باتريوت ، والنزاعات حول من سيدفع ثمن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا ، ولكن هنا، إذا لم تتمرد برلين، فإن الألمان قد يثورون أيضًا ، فقد حان الوقت لرسم الواقع الجديد بقلم رصاص أحمر ، وسط تصاعد فضيحة أمين عام الناتو ، الذي زوجهم بمهر التوقيع على صفقة شراء صواريخ أميركية دون علمهم .
ترامب أدرك مبكرا استحالة إنهاء الصراع في أوكرانيا ، وحاول في البداية ، تهدئة أولئك الذين انتقدوه بسبب عدم تقديم الدعم الكافي لأوكرانيا' ، مع ذلك، تصرف الرئيس الأمريكي بذكاءٍ شديد ، فمن جهة، 'أثبت نفسه' إعلاميًا بتصريحٍ 'صحيح' من وجهة نظر ليبرالية، ومن جهة أخرى، حمّل أوروبا مسؤولية مصير أوكرانيا ، التي من غير المرجح أن تكون قادرة على التعامل ، مع شحنات جديدة واسعة النطاق للقوات المسلحة الأوكرانية ، يعمل ترامب على النأي بنفسه عن هذا الموضوع ، ولو مؤقتًا، للحد من تأثيره السلبي على سمعته كـ'صانع سلام' ، وأن التوقف الذي دام 50 يوماً سيساعد في تحقيق هذا الهدف.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوروبا تتجه لعقد محادثات جديدة مع إيران بشأن النووي
أوروبا تتجه لعقد محادثات جديدة مع إيران بشأن النووي

شفق نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • شفق نيوز

أوروبا تتجه لعقد محادثات جديدة مع إيران بشأن النووي

شفق نيوز- برلين كشفت مصادر ألمانية، عن عزم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، عقد محادثات جديدة مع إيران خلال الأيام المقبلة، هي الأولى منذ الحرب الأخيرة مع إسرائيل. وقالت وكالة فرانس برس، إن الدول الأوروبية الثلاث "على اتصال مع إيران لتحديد موعد لإجراء مزيد من المحادثات خلال الأسبوع المقبل". وحذّرت القوى الأوروبية من إمكان إعادة تفعيل العقوبات الدولية على إيران ما لم تستأنف المفاوضات. وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، نقلا عن مصدر لم تسمه، أن طهران وافقت على إجراء محادثات مع الدول الأوروبية الثلاث. وأضافت أن المشاورات جارية بشأن موعد المحادثات ومكانها. وقال المصدر الألماني "يجب ألا يُسمح لإيران أبدا بامتلاك سلاح نووي، ولهذا السبب، تواصل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة العمل بشكل مكثف ضمن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث لإيجاد حل دبلوماسي مستدام ويمكن التحقق منه للبرنامج النووي الإيراني". وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل بأن طهران تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، وهو ما تنفيه مؤكدة حقها في مواصلة برنامجها النووي لأغراض مدنية. في 13 حزيران/ يونيو، شنت إسرائيل موجة من الضربات المفاجئة على عدوها الإقليمي، مستهدفة منشآت عسكرية ونووية رئيسية. ثم في 22 حزيران/يونيو، شنت الولايات المتحدة ضربات على منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو جنوب طهران، بالإضافة إلى موقعين نوويين في أصفهان ونطنز. وعقدت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المفاوضات النووية بوساطة سلطنة عمان قبل أن تشن إسرائيل حربها التي استمرت 12 يوما ضد إيران. لكن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام إلى إسرائيل بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية أنهى المحادثات. واجتمعت الدول الأوروبية الثلاث آخر مرة مع إيران في جنيف في 21 حزيران/يونيو، قبل يوم واحد فقط من الضربات الأميركية. في الأثناء، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد اجتماعا في الكرملين مع علي لاريجاني، المستشار الأعلى للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في القضايا النووية. وقال الكرملين إن لاريجاني "نقل تقييمات للوضع المتصاعد في الشرق الأوسط وبشأن البرنامج النووي الإيراني". وأضاف أن بوتين أعرب عن "مواقف روسيا المعروفة بشأن الطرق التي يمكن من خلالها جعل الوضع مستقرا في المنطقة وحول التسوية السياسية للبرنامج النووي الإيراني". وتقيم موسكو علاقات ودية مع القيادة الإيرانية وتقدم دعما مهما لطهران، لكنها لم تدعم شريكتها بقوة خلال الحرب مع إسرائيل حتى بعد انضمام الولايات المتحدة إلى حملة القصف. أبرمت إيران والقوى الكبرى اتفاقا نوويا عام 2015 أطلق عليه اسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، فرضت بموجبها قيود على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بعد اتصال هاتفي مع نظرائه الأوروبيين الجمعة إنه لا يوجد أي أساس لإعادة تفعيل العقوبات. وكتب عراقجي على منصة إكس "اذا أراد الاتحاد الاوروبي والترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) أداء دور، عليهم التصرف بمسؤولية وأن يضعوا جانبا سياسات التهديد والضغط المستهلَكة، بما في ذلك آلية الزناد، في حين انهم لا يحظون بأي أساس أخلاقي (أو) قانوني". لكن المصدر الألماني قال الأحد إنه "إذا لم يتم التوصل إلى حلّ خلال الصيف، فإن إعادة فرض العقوبات تظل خيارا أمام مجموعة الدول الأوروبية الثلاث".

تقرير يرصد استعداداً إيرانياً لوقوع حرب أخرى مع إسرائيل
تقرير يرصد استعداداً إيرانياً لوقوع حرب أخرى مع إسرائيل

شفق نيوز

timeمنذ 8 ساعات

  • شفق نيوز

تقرير يرصد استعداداً إيرانياً لوقوع حرب أخرى مع إسرائيل

شفق نيوز- ترجمة خاصة تستعد إيران والميليشيات المدعومة من قبلها، بما في ذلك العراقية منها، إلى احتمال نشوب حرب جديدة مع إسرائيل حيث من المعتقد أن الأخيرة قد تحصل على ضوء أخضر من الولايات المتحدة لشن هجمات على طهران فيما لو سعت إلى استئناف تشغيل برنامجها النووي، وذلك بحسب ما خلص إليه موقع "لونغ وور جورنال" الأمريكي. وبعدما أشار الموقع الأمريكي المتخصص بالشؤون العسكرية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى زيارة قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال إسماعيل قآاني إلى بغداد مؤخراً حيث اجتمع مع قادة "وكلاء طهران" وأبلغهم باحتمال قيام إسرائيل بهجوم ضدهم في العراق، داعياً إياهم إلى اليقظة ضد اختراق المخابرات الإسرائيلية، ذكّر التقرير بأن الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، لم تتدخل بشكل كبير في المواجهة الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة. ولفت التقرير الأمريكي إلى حرص إيران على ما تتمتع به الميليشيات من نفوذ سياسي واقتصادي، ولهذا فأنها متوجسة من دعوات إسرائيل أو الولايات المتحدة لشن حملة ضارة ضدها. وبالإضافة إلى ذلك، قال التقرير إن العراق يشكل أيضاً من الناحية الاقتصادية، شريان حياة لإيران، بما في ذلك من خلال الحصول على أكثر من مليار دولار من أرباح النفط غير المشروعة. وتابع التقرير أنه عوضاً عن القيام بعمليات عسكرية مهمة ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة خلال الحرب الأخيرة، فإن الميليشيات الرئيسية، بما في ذلك عصائب أهل الحق، وحركة حزب الله النجباء، وكتائب حزب الله، وكتائب سيد الشهداء، لجأت إلى تصريحات تعبر عن دعمها لإيران وتندد بإسرائيل، وتدعو إلى إنهاء الوجود الأمريكي في العراق، وإطلاق تهديدات ضد الولايات المتحدة إذا شاركت في الحرب، ولم يقع سوى عدد محدود من الهجمات بالطائرات المسيرة أو الصواريخ والتي لم تتبناها أي جهة. ولفت التقرير إلى أنه على النقيض من حرب الـ12 يوماً مع إيران، فأن الميليشيات العراقية، كانت نفذت تحت لواء المقاومة الإسلامية، مئات الهجمات على إسرائيل والقوات الأمريكية على مدار الحرب. وتابع التقرير أنه في الأسابيع الأخيرة التي تلت الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، استهدفت هجمات الطائرات المسيرة البنية التحتية للطاقة في إقليم كوردستان، بما في ذلك منشآت نفطية تديرها شركات أمريكية. وبحسب التقرير، فإن النظام الإيراني يتحسب لوقوع حرب أخرى، مذكراً بأنه خلال اجتماع عقد في 17 تموز/ يوليو الجاري، قال قائد الجيش الإيراني اللواء أمير حاتمي، وقائد الحرس الثوري محمد باكبور، إن النظام مستعد لجولة أخرى من التصعيد، وأنهما على استعداد لضرب العدو (إسرائيل والولايات المتحدة) مرة أخرى. ولفت التقرير إلى أن مسؤولاً إيرانياً ادعى في 17 تموز/ يوليو الجاري، أن الاستخبارات الإيرانية ترى أن واشنطن تسعى لإجراء التفاوض من أجل للتحضير للحرب، وليس من أجل السلام، ولهذا "فلا حاجة لتضييع الوقت، ويجب التركيز على الاستعداد للصراع". ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن إسرائيل تعتقد أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستمنحها الضوء الأخضر لشن موجة هجوم أخرى ضد إيران، وأن إسرائيل تستعد لحرب محتملة أخرى مع إيران، في حال سعى النظام إلى إعادة إطلاق برنامجه النووي. وإلى جانب ذلك، أشار التقرير إلى أن المسؤولين في طهران حافظوا على لهجتهم التهديدية فيما يتعلق بالقدرات النووية للنظام بعد الضربات الأمريكية على المواقع النووية الثلاثة، مذكراً بأن كبير مستشاري مرشد الجمهورية علي شمخاني كان حذر من أنه "حتى لو تم تدمير المواقع النووية، فإن اللعبة لم تنته، والمواد المخصبة والمعرفة المحلية والإرادة السياسية، باقية". بالإضافة إلى أن الحرس الثوري الإيراني تعهد في 22 حزيران/ يونيو الماضي، بالمضي قدماً بالجهود النووية، مؤكداً أن "العدوان لن يؤدي سوى إلى تعزيز تصميم علمائنا الشباب والملتزمين على مواصلة تقدم وتطوير هذا المجال". وذكر التقرير أنه ما تزال هناك تكهنات حول ما إذا كانت إسرائيل قد أوقفت فعلياً عملياتها بالكامل في كل أنحاء إيران بعد وقف إطلاق النار، مشيراً في هذا السياق، إلى التقارير الغامضة حول وقوع انفجارات في كل أنحاء البلد، والتي وقع العديد منها داخل منشآت ومجمعات تابعة للنظام، وهو ما يعزز احتمال أن إسرائيل ستبقى نشطة في استهدافاتها ضد إيران.

نظرة على إعادة إحياء طريق الحرير بين إيران والصين
نظرة على إعادة إحياء طريق الحرير بين إيران والصين

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 11 ساعات

  • اذاعة طهران العربية

نظرة على إعادة إحياء طريق الحرير بين إيران والصين

ويسعى البلدان إلى تعزيز علاقاتهما الاقتصادية والتجارية وتحقيق أهدافهما المشتركة في غرب آسيا من خلال الاستفادة من الطرق البرية الجديدة (باكستان وأفغانستان). إن التطورات العالمية و الأحداث الجيوسياسية قد عززت التعاون بين إيران و الصين وفهما أعمق له. وقد شهدت هاتان الدولتان اللتان تتمتعان بتاريخ وحضارة عريقة، مثالا واضحا على هذا التعاون على طريق الحرير، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 2000 عام، وتحتاجان إلى إعادة تعريفه للقرن المقبل. وفي السنوات الأخيرة، عززت إيران و الصين علاقاتهما الاقتصادية في مختلف المجالات، بما في ذلك الطاقة، البنى التحتية، التجارة، التكنولوجيا والاستثمار المشترك. مهدت التغيرات في السياسات الدولية والتطورات الجيوسياسية، خاصة بعد صدمة التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب، الأحادية الغربية، و حرب الـ 12 يومًا بين إيران والكيان الصهيوني، الطريق لتوسيع هذه العلاقات. ونظراً للحاجة إلى خلق تعاون مفيد للطرفين ومتبادل المنفعة على أساس المصالح والقيم المشتركة، فإن هناك إمكانات كبيرة لإعادة تعريف العلاقات الإيرانية الصينية. يمكن أن يكون ارتباط الصين ب غرب آسيا عبر شرق إيران (باكستان وأفغانستان)، وآثاره على العلاقات الاقتصادية وعلاقات النقل بين إيران والصين، أحد المحاور الرئيسية للتعاون بين البلدين من أجل تعزيز العلاقات وتسهيل التبادلات التجارية. تسعى الصين بصفتها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى توسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي الخارجي في غرب آسيا و تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول المنطقة. وفي هذا الصدد، تم تحديد طريقين رئيسيين لربط الصين ب غرب آسيا عبر إيران: و ثانيًا ، استخدام طريق "واخان" في أفغانستان. يعتبر الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)، الذي يجري تطويره باستثمارات تبلغ حوالي 60 مليار دولار، مشروعًا رئيسيًا في استراتيجية " الحزام والطريق" (BRI) الصينية انطلاقًا من مينائي " جوادر" و" كراتشي" في باكستان، ويربط هذا الممر غرب الصين، ويمكن أن يكون جسرًا يربط الصين بغرب آسيا. ووفقًا لخبراء النقل والمواصلات، فإن ميناء " تشابهار" الإيراني ليس منافسًا طبيعيًا لميناء " جوادر" الباكستاني، ولكنه قد يكون مكملًا فعالًا له، مما يجعله خيارًا مرغوبًا فيه لبكين. كما أن ربط خطوط الطرق والسكك الحديدية في "تشابهار" بشبكة الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان لن يقلل من وقت وتكلفة نقل البضائع فحسب، بل سيزيد أيضًا من أمن سلسلة التوريد الصينية في مواجهة الأزمات الجيوسياسية. من ناحية أخرى، تم اقتراح ممر " واخان" في أفغانستان أيضًا كطريق استراتيجي آخر لربط الصين بغرب آسيا. وقد حظي هذا الطريق، الذي يوفر للصين، بفضل موقعه الجغرافي المتميز، إمكانية الوصول إلى أسواق وسط وغرب آسيا، باهتمام متزايد مؤخرًا. ويُعد قرار حكومتي إيران و الصين بالتعاون مع وسيط الدولة المجاورة لهما، " أفغانستان"، دليلًا على تصميمهما الاستراتيجي والجاد. وبالإضافة إلى تقليل الاعتماد على مضيق " ملقا"، الواقع تحت النفوذ الأمريكي، يسمح هذان الطريقان للصين بالوصول إلى دول غرب آسيا، وحتى أوروبا، عبر إيران وأفغانستان وباكستان. ونظرا لأن حوالي 90% من التجارة البحرية الصينية تمر عبر مضيق " ملقا"، فإن هذا الربط البري يمكن أن يُمثل استراتيجية رئيسية للحد من المخاطر الناجمة عن التوترات الدولية، و تعزيز الأمن الاقتصادي للصين. كما يمكن للمشاريع المرتبطة بهذا الممر أو التي تقع تحته (مثل خط سكة حديد خاف-هرات، خط أنابيب إيران-باكستان-الهند، إمدادات الطاقة لمحطات الطاقة الصينية في موانئ "جوادر" و"كراتشي"، محطة الطاقة النووية في "تشابهار"، واستغلال مناجم أفغانستان الغنية، وغيرها) أن تُسهم في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين الصين و إيران عبر باكستان وأفغانستان. إذن يمكن للبلدين (إيران والصين) الاستفادة بشكل متبادل من هذه الفرصة التاريخية وإعادة خلق النظام الإقليمي من خلال شراكة مربحة للجانبين على غرار طريق الحرير الذي يعود تاريخه إلى ألفي عام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store