
بوتين وترمب «لا يستبعدان» العودة إلى المفاوضات حول برنامج إيران النووي
بحث الرئيسان؛ الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، في مكالمة هاتفية، السبت، تصاعد الأعمال القتالية بين إيران وإسرائيل، وفق ما ذكر يوري أوشاكوف، كبير مستشاري الكرملين للسياسة الخارجية.
وقال أوشاكوف، وفق الإعلام الروسي، إن بوتين ندّد بالهجمات الإسرائيلية على إيران، وأعرب عن قلقه إزاء مخاطر التصعيد، وما قد يترتّب عنه من عواقب لا يمكن التنبؤ بها على الوضع برمته في الشرق الأوسط.
أكّد بوتين لنظيره الأميركي، خلال الاتصال الذي استمر نحو 50 دقيقة، استعداد روسيا للقيام بجهود وساطة محتملة، وأشار إلى أن روسيا اقترحت خطوات «تهدف إلى إيجاد اتفاقيات مقبولة للطرفين» خلال المفاوضات الأميركية - الإيرانية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وفق ما ذكر أوشاكوف للصحافيين بعد الاتصال. وشدّد أوشاكوف على أن «نهج روسيا المبدئي واهتمامها بالتسوية لم يتغير».
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال حضور حفل توقيع بعد محادثاتهما بموسكو في 17 يناير (أ.ب)
ونقل أوشاكوف عن ترمب وصفه الوضع الإقليمي بأنه «مقلق للغاية»، مع إقرار الرئيس الأميركي بـ«فعالية» الضربات الإسرائيلية على أهداف في إيران. وقال أوشاكوف إن الزعيمين لم يستبعدا العودة إلى المناقشات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وأطلع بوتين، ترمب على فحوى اتصالاته الأخيرة مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك». فيما أكّد المستشار الروسي أن بوتين ذكّر ترمب باقتراح روسيا للسعي للتوصل إلى اتفاقات مقبولة بشأن الملف النووي الإيراني.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، أبلغ بوتين الرئيس الأميركي أن روسيا مستعدة لمواصلة المفاوضات مع الأوكرانيين بعد 22 يونيو (حزيران)، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية الرسمية (ريا). وأكد مساعد الكرملين أن ترمب أكد مجدداً اهتمامه بحلّ سريع للصراع.
كما هنّأ بوتين ترمب بمناسبة عيد ميلاده التاسع والسبعين.
من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن أمله ألا يؤدي النزاع الدائر بين إسرائيل وإيران إلى تراجع في المساعدات الغربية لبلاده، مُبدياً أسفه لـ«تباطؤ» الدعم الأوروبي، وآخذاً على واشنطن نهجها «التصالحي جداً» حيال موسكو.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في برلين يوم 28 مايو (د.ب.أ)
وفي معرض حديثه عن تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران منذ الجمعة، قال زيلينسكي إنه يأمل «ألا تتراجع المساعدات المقدمة لأوكرانيا لهذا السبب»، كما حصل خلال المواجهة السابقة بين هذين البلدين في أكتوبر (تشرين الأول) 2024. وتُعدّ الولايات المتحدة والدول الغربية من حلفاء إسرائيل الكبار، وتساهم في دفاعها الجوي، وهو مجال تطالب أوكرانيا في إطاره بإمدادات إضافية لمواجهة الضربات الروسية.
في هذا الإطار، رأى زيلينسكي أيضاً، خلال مؤتمر صحافي عقده الجمعة وبُثّ السبت، أن المساعدة الأوروبية إلى أوكرانيا «تباطأت» من دون الدعم الأميركي. وأكد أن «تحالف الراغبين يتباطأ (...) وقد أظهر هذا الوضع أن أوروبا لم تقرر بعد بنفسها ما إذا كانت ستدعم أوكرانيا بشكل كامل من دون الولايات المتحدة». وأضاف: «عندما انضموا (الأوروبيون) بزخم إلى تحالف الراغبين، اكتشفوا عدم وجود هذا الزخم لدى الولايات المتحدة»، عادّاً أن «شكوكاً بدأت تظهر» بين حلفاء أوكرانيا الأوروبيين.
وفي منشور على منصة «إكس»، دعا زيلينسكي الولايات المتحدة، السبت، إلى «تغيير لهجتها» تجاه روسيا، في وقت تأخذ فيه كييف على ترمب اتصالاته بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتردّده في فرض عقوبات جديدة على موسكو. وقال زيلينسكي: «في الوقت الحالي، تبدو نبرة الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا تصالحية للغاية. لنكن صادقين: هذا لن يوقف بوتين. ما نحتاج إليه هو تغيير اللهجة».
لقاء قمة بين الرئيسين ترمب وبوتين بهيلسينكي في يوليو 2018 (رويترز)
ورغم المواجهات على الأرض، أجرت أوكرانيا وروسيا، السبت، رابع عملية تبادل لأسرى حرب خلال الأسبوع الحالي في إطار اتفاقات أبرمت خلال مباحثات إسطنبول مطلع يونيو. وعلى غرار عمليات التبادل السابقة، لم يكشف عن عدد الأسرى المعنيين.
وأظهرت صور نشرها زيلينسكي عبر «تلغرام» رجالاً بأعمار مختلفة، غالبيتهم حليقي الرؤوس، يلبسون الزي العسكري، وقد لفوا أجسادهم بالعلم الأوكراني. وبعضهم بدا مصاباً، فيما نزل آخرون من حافلات وعانقوا أشخاصاً كانوا بانتظارهم. وشوهد بعضهم يتحدثون عبر الهاتف مبتسمين أحياناً.
من جانبها، نشرت وزارة الدفاع الروسية فيديو يظهر رجالاً يرتدون ملابس عسكرية حاملين أعلاماً روسية وهم يصفقون ويهتفون: «روسيا، روسيا» و«المجد لروسيا» وكان بعضهم يرفع قبضته في الهواء.
وقالت كييف إنها تسلّمت 1200 جثة إضافية من روسيا، قالت موسكو إنها عائدة لأوكرانيين. وسبق لأوكرانيا أن تسلّمت 1212 جثة الأربعاء، و1200 الجمعة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 33 دقائق
- صحيفة سبق
إيران تفتح المساجد والمدارس كملاجئ مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية
وسط تصاعد وتيرة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، مساء الأحد، أن المساجد والمدارس ستكون مفتوحة أمام المواطنين للاحتماء من الهجمات الإسرائيلية، إلى جانب محطات مترو الأنفاق التي ستظل متاحة على مدار الساعة ابتداءً من الليلة. وأكدت مهاجراني، في تصريح للتلفزيون الرسمي، أن البلاد لا تواجه أي نقص في المواد الأساسية، مشددة على "عدم وجود مشكلة في توفير الغذاء أو الدواء أو الوقود"، في محاولة لطمأنة السكان وسط الأوضاع الأمنية المتوترة. ويأتي هذا الإعلان بعد تحذير أصدره الجيش الإسرائيلي دعا فيه المواطنين الإيرانيين إلى إخلاء المناطق المحيطة بالمنشآت النووية ومرافق الأسلحة، محذرًا من خطر داهم يهدد تلك المواقع. وطالب البيان الإسرائيلي جميع المتواجدين بالقرب من هذه المنشآت بإخلائها فورًا وعدم العودة إليها حتى إشعار آخر، حفاظًا على سلامتهم. وكانت إسرائيل قد شنت فجر الجمعة هجومًا واسع النطاق استهدف منشآت عسكرية ونووية داخل الأراضي الإيرانية، في تطور خطير أشعل سلسلة من الضربات المتبادلة بين الطرفين. وردت طهران على الهجوم الإسرائيلي بإطلاق صواريخ استهدفت مواقع داخل إسرائيل، ما عزز المخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع في المنطقة.


عكاظ
منذ 33 دقائق
- عكاظ
أنباء إسرائيلية عن مقتل أو إصابة قائد حوثي في صنعاء
أعلن مسؤول إسرائيلي أن «رئيس أركان» جماعة الحوثي قُتل أو أُصيب في غارة على صنعاء مساء أمس (السبت). وكانت هيئة البث الإسرائيلية تحدثت عن محاولة اغتيال شخصية رفيعة المستوى تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، وقالت إن القوات الإسرائيلية نفذت غارة جوية في اليمن استهدفت مسؤولاً في مليشيا الحوثي، ويتم فحص نتائجها. وأفاد مسؤول إسرائيلي رفيع بأن العملية استهدفت رئيس أركان قوات الحوثيين محمد الغماري، بحسب ما نقله موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي. لكن جماعة الحوثي لم تؤكد أو تنفي مقتل الغماري، واكتفت بالإعلان عن إطلاق عدة صواريخ على إسرائيل. وأكدت في بيان تنفيذ عملية عسكرية استهدفت أهدافاً حساسة لإسرائيل في منطقة يافا. وأوضح البيان أنه تم استخدام عدد من الصواريخ الباليستية الفرط صوتية من نوع «فلسطين 2»، وذلك في أوقات متفاوتة خلال الـ24 ساعة الماضية. ويُعدّ الغماري أحد القيادات الحوثية العسكرية البارزة، ويعتبره كثيرون القائد الفعلي والميداني للحوثيين، والذراع اليُمنى لزعيم المليشيا عبد الملك الحوثي على المستوى العسكري. وأوكلت للغماري منذ عام 2016 مهمة رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات الحوثية، ومُنِح رتبة عسكرية بدرجة «لواء». ويُعد الغماري إحدى الشخصيات العسكرية المحورية في صفوف الحوثيين، وبرز اسمه منذ أحداث محافظة صعدة عام 2013 وسقوط العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، حيث كان أحد المشاركين في هذه الأحداث. وتم تدريبه على يد حزب الله والحرس الثوري الإيراني. ويعتبر أحد المسؤولين عن إطلاق المسيرات والصواريخ باتجاه الدول المجاورة لليمن، وهو ما دفع تحالف دعم الشرعية في اليمن لوضعه في نوفمبر 2017 على قائمة المطلوبين الحوثيين. أخبار ذات صلة


العربية
منذ 34 دقائق
- العربية
مشاهد جوية من جنوب تل أبيب.. دمار كبير في بات يام
فيما ارتفع عدد القتلى في تل أبيب، اليوم الأحد، إلى 14، أظهرت مشاهد جديدة من منطقة "بات يام" حجم الدمار في الموقع الذي استهدفته الهجمات الإيرانية. ووثق الفيديو الذي نشرته هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد، عدة أبنية متضررة جراء الضربات الإيرانية. فيما أعلن السلطات الطبية مقتل 14 وإصابة نحو 250، شخصا في هجمات طالت منطقتي برحوفوت، وبات يام جنوب تل أبيب ليلاً. في المقابل، أشار الحرس الثوري إلى أنه استخدم الصاروخ الباليستي الموجه التكتيكي ذا الوقود الصلب "الحاج قاسم"، في استهدافه "بات يام". كما أكد أنه ماضٍ في الرد على الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ يوم الجمعة الماضي. "ستستمر بشكل أعنف" وقال قائد مقر خاتم الأنبياء الإيراني اللواء علي شادماني إن "العمليات العسكرية ستستمر بشكل أعنف حتى يندم العدو بشكل كامل". فيما أعلن الحرس الثوري مقتل سبعة من كبار ضباط القوات الجوية الفضائية التابعة له جراء الضربات الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي، حسبما ذكرت وكالة "تسنيم". بينما أكد مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع أنه لا يزال لدى إسرائيل قائمة كبيرة من الأهداف في إيران لم تضربها بعد. إلا أنه أحجم عن تحديد مدة استمرار الضربات، وقال إن الجيش هاجم نحو 80 هدفا في طهران مساء أمس السبت. جاء تلك التصريحات وسط استمرار الهجمات المتبادلة بين البلدين منذ الجمعة الماضي، وتواصل التهديدات من الجانبين، مع توقعات باستمرار الصراع لأيام بعد.