logo
الضحك زمن الكوارث

الضحك زمن الكوارث

العربي الجديد٢١-٠٧-٢٠٢٥
ما أن تندلع حرب هنا أو هناك، أو يوقظ حدث ما هدوء هذا العالم في بقعة من بقاع الأرض، حتى تنفجر موجة من السخرية والتهكم في
مواقع التواصل الاجتماعي
وعالم الميمز الإلكتروني. فيديوهات وتركيبات لمقاطع هزلية تعبر عن استخفاف إنسان العصر الحديث بالمآسي والحروب. الإنسان الذي كان، في ما مضى، يستقبل الحروب والنزاعات بالرهبة والخوف والهلع، صار اليوم يستقبلها بالفكاهة والسخرية والتجاهل الفج للضحايا.
مستخدمو الإنترنت من الشرق الأوسط وأفريقيا، ومن آسيا إلى الأميركيتين وأوروبا، يسخرون من الأحداث التي تهز العالم وتقلب استديوهات الأخبار إلى غرف طوارئ ومنصات تحليلية على مدار الساعة. فما أن انتشر خبر الحرب التي أشعلها نتنياهو من جديد في الشرق الأوسط، حتى انهالت الصور والفيديوهات والتعليقات الساخرة على هاتفي، تتندر على "الحرب العالمية الثالثة" التي "باتت على الأبواب".
البعض يقول ساخراً إن العالم كان في سلام قبل عام 2020، وإن لعنة ألمت بالبشرية منذ ذلك التاريخ، العام الذي بدأت فيه جائحة كورونا وتبعتها سلسلة من الأحداث التي يرى فيها بعض رواد الإنترنت بداية لانهيار نفسي واقتصادي عالمي. آخرون يتشاركون صوراً مفبركة لخامنئي وترامب وقادة آخرين وهم يرقصون، أو يتعاركون، أو يغنون، ما زاد من متعة الاستهزاء انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي، التي جعلت من السهل إنتاج مواد ترفيهية لا تحتاج إلى جهد كبير أو حسّ فني.
الإنسان الذي كان، في ما مضى، يستقبل الحروب والنزاعات بالرهبة والخوف والهلع، صار اليوم يستقبلها بالفكاهة والسخرية والتجاهل الفج للضحايا
ثمّة من يسخر حتى من موقعه الجغرافي، خاصة قربه من بؤر الحروب، مستذكرين الجملة الشهيرة التي لقنتنا إياها كتب المدرسة: "وطني يتميز بموقعه الاستراتيجي"، وهي مزحة تداولها بكثافة مستخدمو الإنترنت في الشرق الأوسط تحديداً. لا أنكر أن بعض تلك النكات مضحكة للغاية، لكنها دون شك تدفعنا إلى التساؤل عن سريالية ما يجري في العالم الافتراضي، وعن حجم التناقض بين الكارثة والسخرية منها.
قد يدل كل هذا على أن الإنسان في عصرنا قد فقد، إلى حد ما، إحساسه بالخطر. وكأن غريزة البقاء التي كانت تحرك أسلافنا في الماضي، وتدفعهم إلى استشعار التهديد والتصرّف حيالَه، قد اختفت أو خمدت. ثقافة الترحال والهجرة، التي قامت على هذا الإحساس، لم تعد تعني الكثير اليوم.
الحروب التي كانت قديماً روتيناً مألوفاً في أنحاء شتى من العالم، أصبحت الآن جزءاً من الماضي، كأنها تنتمي إلى أفلام تاريخية أو قصص مغامرات بعيدة عن الواقع. أصبح الإنسان يستخف بكل ما كان يخيفه سابقاً، ولم يعد يستقبل أخبار الحرب إلا كما يستقبل إعلاناً ترويجياً لفيلم أكشن. أما شاشات الأخبار التي تنقل له صور الدمار، فهي في نظره مجرد لقطات بعيدة، لا تعنيه.
قد لا يصدّق كثيرون اليوم أن التاريخ قادر فعلاً على إعادة نفسه، وعلى الانبعاث من جديد
قد لا يصدّق كثيرون اليوم أن التاريخ قادر فعلاً على إعادة نفسه، وعلى الانبعاث من جديد. مومياء التاريخ القديم للإنسانية لا تزال تتنفس خفيةً خلف غطاء تابوتها، تراقب بصمت، وتنتظر الكلمات السحرية التي توقظها من سباتها الطويل. بينما الإنسان الحديث يظنّ أن الأمان هو القاعدة، وأن ما عداه ليس إلا مزحة سخيفة تُلقى على مواقع التواصل طلباً لبعض التفاعل و"اللايكات".
من جانب آخر، يمكن القول إن الإنسانية، بعدما قطعت شوطاً طويلاً بين الحروب والسلام، قد غيّرت طريقة تعاطيها مع الخطر. ربما تطور الدماغ البشري ليتجاوز خوفه الغريزي، ويحوّل الكارثة إلى مادة فكاهية، يضحك منها لا نكراناً لوجودها، بل هروباً منها أو محاولة لترويضها.
أتعجب أحياناً من بعض مستخدمي الإنترنت في دولٍ قريبة جداً من ساحات حرب محتملة، قد تؤدي إلى كوارث إنسانية وبيئية واسعة، لكنهم يواصلون نشر النكات والضحك عن نهاية العالم وكأنهم في حفلة. وربما يستذكر الجميع كيف سخر الناس، بالطريقة ذاتها، من جائحة كوفيد التي أودت بحياة ملايين، وغيرت حياة العالم إلى الأبد، لكنها تحولت لاحقاً إلى سلسلة نكات تُعاد وتُكرر بلا نهاية.
فهل هو فقط عالم الإنترنت، ذلك الكوكب الافتراضي الذي يخفف عنا ثقل الواقع، ويحول فظاعة الأحداث إلى مادة للضحك؟ أم أنه شكل من أشكال التبلد الجماعي؟ هل نحن متعبون إلى الحد الذي يجعلنا نحول كل شيء في هذا العالم القاسي إلى نكتة؟ نضحك للحظة، قبل أن يعيدنا الواقع إلى قسوته وجديته التي لا تضحك أبداً؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"هل يُثمر الخِلاف بين ترامب ونتنياهو عن اعتراف عالميّ بدولة فلسطينية؟"
"هل يُثمر الخِلاف بين ترامب ونتنياهو عن اعتراف عالميّ بدولة فلسطينية؟"

BBC عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • BBC عربية

"هل يُثمر الخِلاف بين ترامب ونتنياهو عن اعتراف عالميّ بدولة فلسطينية؟"

في جولة الصحف لهذا اليوم، نطالع قراءة في موقف الرئيس ترامب الرافض لبيان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشأن ما يحدث في غزة من "تجويع"، وما قد يعنيه هذا التحوّل المفاجئ في الموقف الأمريكي؛ وبعد ذلك نطالع قراءة في موقف ترامب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين على صعيد الحرب مع أوكرانيا، وذلك بعد المُهلة الجديدة التي منحها ترامب لبوتين؛ قبل أنْ نختتم جولتنا بموقف الطبيعة من السُياح على شواطئ أوروبا، الذين طاردتْهُم الحرائق إلى حيث هربوا من الحرّ الشديد! ونستهل جولتنا من الإندبندنت البريطانية وافتتاحية بعنوان: "أخيراً، ترامب يختلف مع الحكومة الإسرائيلية". وقالت الإندبندنت إنّ الضغوط المكثفة من قِبل المجتمع الدولي يمكن أن تُثمر عن دخول المساعدات إلى قطاع غزة، لكنّ تدخُّلاً من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كفيلٌ بتمهيد الطريق للوصول إلى حلّ دائم واعتراف عالميّ بدولة فلسطينية. واعتبرت الصحيفة البريطانية إعطاءَ ترامب الضوء الأخضر للحكومة البريطانية لكي تعترف بدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة - أحد أكثر مفاجآت الرئيس الأمريكي أهمية. ورأت الإندبندنت أنّ إقدام قوى غربية على اتخاذ مثل هذه الخطوة الخاصة بالاعتراف بدولة فلسطينية، كان يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، أو على الأقل بنتائج غير بنّاءة، دون موافقة أمريكية فعّالة. وأكدّت الصحيفة أن إسرائيل تواصل خسارة أرضية على الصعيد الدبلوماسي العالمي، لا سيما خلال الأسابيع الأخيرة، ولكنْ بعد اعتراض ترامب - الحليف الوفي لإسرائيل - على مزاعم رئيس الوزراء نتنياهو التي ينفي فيها "تبَنّي سياسة تجويع في غزة"، يمكن القول إنه لم يعُد في إمكان نتنياهو أنْ يعوّل على التعاطف الدولي على حد وصفها. ونوهت الإندبندنت إلى أن ترامب طالما اتصف بقدرة لا يباريه فيها أحد على مجابهة الحقائق مهما كانت ساطعة ببيانات مثيرة للجدل، حتى بخصوص قطاع غزة. "لكنّه في هذه المرّة، رفض بوضوح بيان نتنياهو الخاص بتجويع غزة، قائلا: نحن إزاء تجويع حقيقي، يجب أن يحصلوا على غذاء وأمان حالا. وهذا يعتبر خِلافاً هاماً مع الحكومة الإسرائيلية"، وفق الإندبندنت. ورأت الصحيفة البريطانية أن الأوضاع الراهنة في غزة، ربما لا مثيل لها في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن ذلك لم يعُد بالوضع الخافي على أحد بفضل وسائل الإعلام. وقالت الإندبندنت إنّ على حلفاء أمريكا الآن أن يواصلوا الدفع صوب هذا الاتجاه الذي يشهد تحوّلاً في وجهة النظر الأمريكية بشأن حكومة نتنياهو، وألّا يدخروا جهداً في دفع ترامب إلى تكثيف ضغوطه على نتنياهو – الذي لا يزال يراه كصديق ويناديه باسم "بيبي". ونوّهت الصحيفة إلى أنه في بريطانيا، مثلما في العديد من الأمم الغربية، يشهد الاعتراف بدولة فلسطينية دعماً متزايداً، على نحو لا يقاوَم. "ومع ذلك، فإن الهدف الأساسي لهذه الجهود الدبلوماسية العالمية يجب أن يتمثل في الوقت الراهن في التركيز على وصول المساعدات الإنسانية فوراً، وفي التوصُّل لاتفاق بوقف إطلاق النار لمدة طويلة، والشروع في عملية سلام" وفقاً للإندبندنت. "مُهلة أخرى لبوتين" وإلى صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، والتي نشرت افتتاحية بعنوان "خطّ ترامب الزمني الجديد لبوتين". ورأت الصحيفة أنه يبدو أن الرئيس ترامب قد أدرك أخيراً أن الروس لا يرغبون في وقف إطلاق النار، ورصدتْ تصريحاً أدلى به ترامب للصحفيين في اسكتلندا يوم الاثنين، مفاده أنه سيمنح نظيره الروسي فلاديمير بوتين مُهلة أخرى تتراوح بين 10 إلى 12 يوماً للتوصُّل مع أوكرانيا إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار. وقالت الصحيفة الأمريكية إنه ليس في وُسع أحد القول إن ترامب لم يكن صبوراً مع "الديكتاتور" الروسي، مشيرة إلى أنه منح بوتين آخر مرّة 50 يوماً للتوصُّل إلى اتفاق أو مواجهة عقوبات. "لكن بوتين لم يُظهِر أي شيء يدلّ على تخلّيه عن هدفه من الحرب – وهو أنْ تصبح أوكرانيا مستعمرة روسيّة بحُكم الواقع"، وفقاً لوول ستريت جورنال. وقال ترامب، بحسب الصحيفة، إنه يعتقد أنه توصّل في أكثر من مناسبة، إلى اتفاق مع الرئيس الروسي، لكن الأخير "كان يعاود ضرْب المدُن بالصواريخ التي تخلّف بدورها جُثثاً في الشوارع". وأضاف الرئيس الأمريكي بأنه "في غياب إحراز تقدُّم، فإنه قد يعمد إلى فرْض عقوبات في صورة رسوم جمركية على روسيا أو إلى فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط أو الغاز الروسي". ونوّهت الصحيفة إلى أن ترامب لديه بالفعل مشروع قانون "جاهزاً" في مجلس الشيوخ ينُصّ على فرْض رسوم ثانوية بنسبة 500 في المئة، كفيلة بأن تمثّل ضربة موجعة لكل من الصين والهند أكثر من غيرهما. ورأت وول ستريت جورنال أنه "في مواجهة هذا التهديد، قد يلجأ بوتين إلى إعلان رغبته في السلام مُجدداً. لكن بدون وقف لإطلاق النار، فإن أيّ وعود الرئيس الروسي ستكون بلا قيمة". الحرائق تطارد السُيّاح على شواطئ أوروبا ونختتم جولتنا من الديلي ميل البريطانية، وتقرير بعنوان "أوروبا تحترق: السُياح يفرّون من الجحيم على شاطئ إيطالي، بينما النيران تحرّق جُزراً مخصصة لقضاء العطلات في اليونان، فيما تشهد تركيا حرائق غابات كارثية تحت درجة حرارة تجاوزت الخمسين"، للكاتب كيفين آدجي - داركو. وقال كيفين إن أوروبا تتعرض لموجة من حرائق الغابات والحرّ الشديد، بفضل توليفة خطيرة من شدّة الرياح والجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، مما أدى إلى عمليات إخلاء جماعية. ولفت الكاتب إلى فرار سُيّاح ومُصطافين من شاطئ جزيرة سردينيا الإيطالية على متن القوارب، هرباً من الحرائق. وتداول ناشطون مشاهِد دراماتيكية يوم 27 يوليو/تموز وقعتْ أحداثها في سردينيا، حيث امتدتْ النيران إلى الشواطئ، لتحاصر عشرات السُياح، الذين لم يجدوا سوى البحر يهربون إليه مُستخدمين القوارب بعد أن سدّت النيران على الشاطئ أي طريق للنجاة. ولفت الكاتب إلى اليونان، التي خضعت لموجة حارة خلال الأسبوع الماضي، حيث تجاوزت درجة الحرارة 40 مئوية في العديد من مناطق البلاد، كما شهدتْ عُطلة نهاية الأسبوع اشتعال أكثر من 55 حريقاً جديداً، لم يتم السيطرة سوى على خمسة منها فقط. وامتدت رُقعة الحرائق من جزيرة كريت إلى جزيرة إيفيا وجزيرة بيلوبونيز، حيث صدرتْ الأوامر إلى السُكان المحليين والسُياح والمُصطافين بإخلاء المكان بما عليه من منازل وفنادق في ظلّ سُحب من الدخان تغطي الأجواء. وفي تركيا، لفت الكاتب إلى أن حرائق الغابات على مدى الأسبوع الماضي أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً في أنحاء البلاد، وإلى إخلاء 19 قرية وإجلاء أكثر من 3,500 شخص من بيوتهم. وبلغت موجة الحرّ الأخيرة في تركيا ذروتها الأسبوع الماضي، حيث تجاوزتْ درجة الحرارة 40 مئوية في معظم أنحاء البلاد، بل وسجّلت رقماً قياسياً يوم الجمعة في مدينة نهروان، أقصى جنوب شرقي البلاد، قُرب الحدود مع العراق وسوريا.

جيش الاحتلال يفصل ضابطاً رفض تنفيذ مهمة بمركبة غير مصفحة في غزة
جيش الاحتلال يفصل ضابطاً رفض تنفيذ مهمة بمركبة غير مصفحة في غزة

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

جيش الاحتلال يفصل ضابطاً رفض تنفيذ مهمة بمركبة غير مصفحة في غزة

فصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الآونة الأخيرة، ضابط احتياط برتبة نقيب، شغل منصب نائب قائد سرية في كتيبة تابعة للواء "بيسلاح"، بعدما رفض تنفيذ مهمة عسكرية في " محور موراغ " (أو ما يُطلق عليه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو ، اسم فيلادلفي 2) جنوبي قطاع غزة . رَفْضُ الضابط أوامر قادته كان سببه أنهم طلبوا منه تنفيذ المهمة في مركبات رباعية الدفع من نوع هامر غير مصفحة، وذات نوافذ مكشوفة، وفقاً لما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء؛ مشيرةً إلى أن المهمة التي أوكل بها الضابط كانت "روتينية" وعبارة عن "فتح طريق" لإزالة التهديدات كالألغام والعبوات الناسفة. الجيش من جهته أكد فصل الضابط، موضحاً بحسب الصحيفة أن المحور "آمن نسبياً"، مقارنة مع محاور وطرق أخرى في قطاع غزة، وأنه يومياً تمر من خلاله مركبات خفيفة بضمنها من نوع هامر. ومع ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ مهمة فتح المحور أو طريق تُعد أكثر تعقيداً وخطورة. والسبب أن غالبيتها تُنفذ في ساعات الفجر والصباح الباكر، وتقوم على سفر بطيء على هامش المحور لتمشيطه بالاستعانة بقصاصي الأثر، ومركبات هندسية، ترافقها طائرات مسيّرة وغيرها، بهدف التحقق مما إذا كان مقاومون قد اقتربوا خلال الليل من الطريق لنصب كمين في المنطقة أو لوضع عبوات ناسفة على جانبيه. رصد التحديثات الحية مسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يستعد لاستئناف الحرب في غزة بعد الصفقة عصيان الضابط للأمر لم يأتِ منفصلاً عما يحدث في الأشهر والأسابيع الأخيرة؛ حيث أُصيب وقُتل جنود في مناطق مشابهة داخل قطاع غزة كانت تُعتبر آمنة نسبياً أيضاً: على طرق الوصول الإدارية والخلفية إلى المواقع العسكرية في المنطقة العازلة الجديدة قرب الحدود في شمال القطاع، وعلى طريق فيلادلفي المحاذي لسيناء، وكذلك في منطقة القاطع الجديد في خانيونس، والتي تعرف بمحور "مغين عوز"، وتتقاطع مع "محور موراغ". طبقاً للصحيفة، فإنه في العديد من الحالات، كانت مركبات "هامر"، وأخرى خفيفة من نوع "سافانا" قد تدمّرت وأصيبت من عبوات ناسفة جانبية. وحسبما تنقل عن ضابط احتياط خدم في منطقة خانيونس خلال الأشهر الأخيرة فإنه "ثمة فرق بين تنقّل لوجستي في منتصف النهار على طريق القاطع (الذي يفصل منطقة عن أخرى بالمنتصف)، والذي سيطر عليه الجيش الإسرائيلي بالكامل بعد تمشيطه ونشر قوات حماية إضافية قربه، وبين مهمة فتح طريق، التي قد تُنفذ حتى في الخامسة صباحاً، أي مباشرة بعد ليلة مظلمة، يمكن خلالها لمسلّح أن يزحف بهدوء نحو الطريق وهو مموه، أو لقنّاص أن يتمركز في منطقة تُتيح له إطلاق النار على الطريق". وأضاف: "ليس علينا الانتظار حتى يتعرض هامر لضربة أيضاً خلال فتح طريق في محور موراغ". على الجانب الآخر، أوضحت مصادر عسكرية في جيش الاحتلال أنه حتى ناقلات الجند المدرعة من نوع "نمر"، التي تُعد من الأكثر تحصيناً، تتعرض أحياناً لإصابات بقذائف مضادة للدروع أو عبوات ناسفة، وقد يُصاب أو يُقتل من بداخلها، كما حدث في نهاية الأسبوع الماضي إثر تفجير عبوة ناسفة ألصقها مقاوم على ناقلة "نمر" تابعة للواء "غولاني" في منطقة خانيونس، وأسفرت عن مقتل جنديين وإصابة آخرين. رصد التحديثات الحية انتحار جندي إسرائيلي بسبب الصدمة النفسية: السادس منذ مطلع الشهر مع ذلك، فإن الحادثة المذكورة وقعت في منطقة قتال نشطة داخل المدينة، حيث تُعتبر درجة الخطر مرتفعة أساساً. وفي الأيام الأخيرة، أُصيب أيضاً جندي من لواء 188 بالقرب من "محور موراغ" نتيجة قذيفة هاون أطلقها مقاتلو حماس باتجاه القوة، إذ إن الأهداف الثابتة، مثل المواقع المؤقتة التي أنشأها جيش الاحتلال ونشرها على امتداد طرق القطع، تُعتبر أهدافاً أسهل لهجمات المقاومين، باعتبارها ثابتة، ويمكن رؤيتها حتى من مسافة بعيدة. وفي السياق، قال الجيش الإسرائيلي إن "محور موراغ، مثله مثل محوري فيلادلفي ونتساريم، طُهر من المباني على جانبيه في نطاق مئات الأمتار، بهدف إبعاد التهديدات واكتشاف أي اقتراب مشبوه مسبقاً"، في إشارة إلى التدمير الممنهج لمباني الفلسطينيين وبيوتهم. ولفت بحسب الصحيفة إلى أن "هناك إدارة مخاطر تأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل، منها اعتبارات عملياتية واستخباراتية، إلى جانب القيود المتعلقة بعدد المركبات المصفحة أو المدرعة، مقابل حاجة القوات إلى وسائل تنقل تكون أكثر سرعة وحركة". إلى ذلك، نفى المتحدث باسم جيش الاحتلال أن تكون ادعاءات الضابط المفصول صحيحة، مشيراً إلى أن فصله "كان بسبب رفضه تنفيذ أمر عسكري، خصوصاً أنّ الضابط نفسه نفّذ مهام أكثر تعقيداً باستخدام الوسيلة ذاتها داخل عمق المنطقة دون اعتراض"، زاعماً أنه يُرسل قواته "لتنفيذ المهام بحسب الاحتياجات العملياتية، وسط توفير غطاء مناسب بهدف تقليل المخاطر والأضرار التي قد تلحق بالقوات".

صحيفة عبرية: نتنياهو فزع وحماس تتحسن… هل يستنجد بترامب مرة أخرى؟
صحيفة عبرية: نتنياهو فزع وحماس تتحسن… هل يستنجد بترامب مرة أخرى؟

القدس العربي

timeمنذ يوم واحد

  • القدس العربي

صحيفة عبرية: نتنياهو فزع وحماس تتحسن… هل يستنجد بترامب مرة أخرى؟

خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة والرد الدولي الشديد تجاهها تجلى أول أمس في خطوات إسرائيلية متسرعة. في الوقت الذي أرسل فيه ضباط الجيش الإسرائيلي إلى وسائل الإعلام نافين موضوع الجوع في القطاع، نفذ نتنياهو انعطافة كاملة في سياسته. سلاح الجو ألقى رزم مساعدات بالمظلات للمرة الأولى، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن هدنة إنسانية في القتال، وسيسمح بوجود ممرات آمنة لقوافل الأمم المتحدة. القرارات اتخذت. بذعر وبسرعة، خلال السبت – دون إطلاع رؤساء أحزاب اليمين المسيحانية في الحكومة. بعد أكثر من أربعة أشهر على خرق وقف إطلاق النار مع حماس والعودة إلى القتال، تضطر إسرائيل للاعتراف بوضع نفسها في طريق مسدود. فزيادة الضغط العسكري أو السيطرة على المساعدات الإنسانية لم تقربها من صفقة لإعادة المخطوفين. وللمفارقة، وضع حماس تحسن. في هذه المرة، كان الأمر واضحاً تماماً. ببساطة، أغلقت الحكومة عيونها كي لا ترى، وأغلقت أذنها كي لا تسمع. في 'هآرتس' وفي وسائل إعلام أخرى، كتب في آذار الماضي في الوقت الحقيقي بأن استئناف الحرب يستهدف إعادة قائمة 'قوة يهودية' إلى الائتلاف، بعد انسحابها منه عقب صفقة المخطوفين الأخيرة في كانون الثاني الماضي، وأنه من غير المتوقع تحقيق أي تغيير في سير الحرب. بعد ذلك، وصفت عبثية الخطوات العسكرية وأبعاد القتل والدمار، وأيضاً عجز صندوق المساعدات الأمريكي (الذي وراءه تدخل إسرائيلي واضح) عن تحقيق الأهداف الطموحة التي وضعت بشأن توفير الغذاء للسكان. في الأسبوع الماضي، تدهورت الأمور إلى كارثة فعلية وفي صورة إسرائيل. ظاهرة الجوع أو مشهد سكان على شفا الجو أخذت تنتشر في أرجاء العالم. ورغم عدم الوثوق بكل التقارير موثوقة، وأن حماس تستخدم الأزمة دعائياً لأغراضها، فثمة شك في أن يكون وزن لذلك. أبعاد الكارثة كبيرة بما فيه الكفاية لإثارة الاهتمام الدولي من جديد بمعاناة أكثر من 2 مليون غزي. ليس فقط في أوروبا والعالم العربي، بل حتى الرئيس الصديق في البيت الأبيض لم يعد بإمكانه البقاء غير مبال إزاء التطورات. المفاوضات حول الصفقة التي هي في الأصل عالقة، تشوشت كلياً. فهمت حماس أن فرصة ثمينة وقعت في يديها إزاء غضب العالم من إسرائيل، واستغلت ذلك للتمترس في مواقفها في المحادثات. إسرائيل والولايات المتحدة أعلنتا عن وقف المفاوضات في قطر، والرئيس الأمريكي اتهم حماس بإفشال المفاوضات، وأضاف تفسيراً لذلك: ربما يريد رؤساء حماس الموت. ولكن لم ينبت أي شيء عملي حتى الآن من وعود إسرائيلية وأمريكية بفحص طرق أخرى للمضي بالمفاوضات. في هذه الأثناء، ينشغل المجتمع الدولي في البحث عن وسائل سريعة لتخفيف المعاناة في غزة والضغط على إسرائيل لوقف القتال. وربما تدرك حكومة نتنياهو أن هذا ليس الوقت المناسب للانقضاض العسكري. المسؤول الرئيسي في لحظة بائسة كهذه، من الجدير تذكر الأشخاص الذين قادوا إسرائيل إلى الوضع الحالي في القطاع. حدث هذا بالتحديد بعد أن ضرب الجيش الإسرائيلي حماس خلال السنة الماضية، وكان يبدو أن جهود ترامب قد وضعت الطرفين في كانون الثاني على مسار عقد صفقة لإنهاء الحرب، حتى لو كانت مليئة بالعيوب والنواقص. الوزير المصاب بجنون العظمة الصبياني، وزير المالية سموتريتش، اقترح على متابعيه في اكس (تويتر سابقاً) قبل شهرين بالضبط: 'تذكروا هذا اليوم (البدء في توزيع المساعدات من خلال الشركة الأمريكية مباشرة إلى المواطنين وبشكل لا يسمح لحماس بالسيطرة على المساعدات)، هذه انعطافة في الحرب ستجلب، بعون الله، النصر وتدمير حماس. يفضل أن تأتي بشكل متأخر أفضل من ألا تأتي أبدا'. سموتريتش، شأنه شأن أبواق نتنياهو الإعلامية، تجاهل التحذيرات بشأن عدم قدرة صندوق المساعدة لغزة على تحقيق الأهداف الطموحة، حيث مراكز توزيع قليلة في جنوب القطاع. عرفوا أن الطريق إليها خطيرة، وأن في المنطقة فوضى كبيرة، الكثير منها نابع من عمليات الجيش الإسرائيلي، لكنهم ركزوا على تخيل سيطرة إسرائيلية كاملة على المنطقة وعلى المساعدات، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى 'هجرة طوعية' للفلسطينيين من غزة عبر شبه جزيرة سيناء. حتى الآن، المسؤول الرئيسي هو نتنياهو. رئيس الحكومة يعرف أنه لا طريقة عسكرية لإنقاذ المخطوفين وهم على قيد الحياة، وأن حماس لا تشعر بالمسؤولية عن مصير السكان، وأن الخطوات الحالية لا فائدة منها سوى أنها تطيل الحرب بدون هدف وبلا جدوى. كانت أمام إسرائيل فرص لإنهاء الحرب منذ بداية السنة. تجاهل نتنياهو هذه الفرص لأن مصير الائتلاف كان أهم كما يرى. وقد خشي من انسحاب سموتريتش وبن غفير من الحكومة وفرض انتخابات مبكرة عليه. الآن، يرتجل رئيس الحكومة تحت ضغط دولي متزايد. ربما أصبح الوقت متأخراً جداً للتصحيح: حماس ستتخندق في مواقفها، مع دعم دولي للفلسطينيين، وستقف الحكومة أمام معضلة بين عار خطوات عسكرية وبين الاستسلام لإملاء وقف قسري لإطلاق النار بدون نجاح في إعادة العشرين مخطوفاً الأحياء والثلاثين جثة. التوقعات والآمال موجهة نحو ترامب. إذا تحرر الرئيس الأمريكي من تشتيت الانتباه، وركز، ربما يتمكن من فرض اتفاق معين على الأطراف. مع ذلك، ما زال يسعى للفوز بجائزة نوبل للسلام في هذه السنة، ويواجه صعوبة في تقديم إنجازات دبلوماسية مدهشة في ساحات أخرى. في هذه الأثناء، يستمر سقوط القتلى والجرحى من الجنود في قطاع غزة، ولا يعرف الكثير من الجمهور الهدف الحالي للقتال. لقد توفي جندي (مهندس في الاحتياط) متأثراً بجروحه بعد إصابته بانفجار عبوة ناسفة في الأسبوع الماضي. صباح أمس، نشرت تقارير عن قتل جنديين من لواء 'غولاني' بانفجار عبوة ناسفة أُلصقت بناقلة جنود مدرعة (النمر). عاموس هرئيل هآرتس 28/7/2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store