
جيش الاحتلال يفصل ضابطاً رفض تنفيذ مهمة بمركبة غير مصفحة في غزة
محور موراغ
" (أو ما يُطلق عليه رئيس حكومة الاحتلال،
بنيامين نتنياهو
، اسم فيلادلفي 2) جنوبي
قطاع غزة
.
رَفْضُ الضابط أوامر قادته كان سببه أنهم طلبوا منه تنفيذ المهمة في مركبات رباعية الدفع من نوع هامر غير مصفحة، وذات نوافذ مكشوفة، وفقاً لما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء؛ مشيرةً إلى أن المهمة التي أوكل بها الضابط كانت "روتينية" وعبارة عن "فتح طريق" لإزالة التهديدات كالألغام والعبوات الناسفة.
الجيش من جهته أكد فصل الضابط، موضحاً بحسب الصحيفة أن المحور "آمن نسبياً"، مقارنة مع محاور وطرق أخرى في قطاع غزة، وأنه يومياً تمر من خلاله مركبات خفيفة بضمنها من نوع هامر. ومع ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ مهمة فتح المحور أو طريق تُعد أكثر تعقيداً وخطورة. والسبب أن غالبيتها تُنفذ في ساعات الفجر والصباح الباكر، وتقوم على سفر بطيء على هامش المحور لتمشيطه بالاستعانة بقصاصي الأثر، ومركبات هندسية، ترافقها طائرات مسيّرة وغيرها، بهدف التحقق مما إذا كان مقاومون قد اقتربوا خلال الليل من الطريق لنصب كمين في المنطقة أو لوضع عبوات ناسفة على جانبيه.
رصد
التحديثات الحية
مسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يستعد لاستئناف الحرب في غزة بعد الصفقة
عصيان الضابط للأمر لم يأتِ منفصلاً عما يحدث في الأشهر والأسابيع الأخيرة؛ حيث أُصيب وقُتل جنود في مناطق مشابهة داخل قطاع غزة كانت تُعتبر آمنة نسبياً أيضاً: على طرق الوصول الإدارية والخلفية إلى المواقع العسكرية في المنطقة العازلة الجديدة قرب الحدود في شمال القطاع، وعلى طريق فيلادلفي المحاذي لسيناء، وكذلك في منطقة القاطع الجديد في خانيونس، والتي تعرف بمحور "مغين عوز"، وتتقاطع مع "محور موراغ".
طبقاً للصحيفة، فإنه في العديد من الحالات، كانت مركبات "هامر"، وأخرى خفيفة من نوع "سافانا" قد تدمّرت وأصيبت من عبوات ناسفة جانبية. وحسبما تنقل عن ضابط احتياط خدم في منطقة خانيونس خلال الأشهر الأخيرة فإنه "ثمة فرق بين تنقّل لوجستي في منتصف النهار على طريق القاطع (الذي يفصل منطقة عن أخرى بالمنتصف)، والذي سيطر عليه الجيش الإسرائيلي بالكامل بعد تمشيطه ونشر قوات حماية إضافية قربه، وبين مهمة فتح طريق، التي قد تُنفذ حتى في الخامسة صباحاً، أي مباشرة بعد ليلة مظلمة، يمكن خلالها لمسلّح أن يزحف بهدوء نحو الطريق وهو مموه، أو لقنّاص أن يتمركز في منطقة تُتيح له إطلاق النار على الطريق". وأضاف: "ليس علينا الانتظار حتى يتعرض هامر لضربة أيضاً خلال فتح طريق في محور موراغ".
على الجانب الآخر، أوضحت مصادر عسكرية في جيش الاحتلال أنه حتى ناقلات الجند المدرعة من نوع "نمر"، التي تُعد من الأكثر تحصيناً، تتعرض أحياناً لإصابات بقذائف مضادة للدروع أو عبوات ناسفة، وقد يُصاب أو يُقتل من بداخلها، كما حدث في نهاية الأسبوع الماضي إثر تفجير عبوة ناسفة ألصقها مقاوم على ناقلة "نمر" تابعة للواء "غولاني" في منطقة خانيونس، وأسفرت عن مقتل جنديين وإصابة آخرين.
رصد
التحديثات الحية
انتحار جندي إسرائيلي بسبب الصدمة النفسية: السادس منذ مطلع الشهر
مع ذلك، فإن الحادثة المذكورة وقعت في منطقة قتال نشطة داخل المدينة، حيث تُعتبر درجة الخطر مرتفعة أساساً. وفي الأيام الأخيرة، أُصيب أيضاً جندي من لواء 188 بالقرب من "محور موراغ" نتيجة قذيفة هاون أطلقها مقاتلو حماس باتجاه القوة، إذ إن الأهداف الثابتة، مثل المواقع المؤقتة التي أنشأها جيش الاحتلال ونشرها على امتداد طرق القطع، تُعتبر أهدافاً أسهل لهجمات المقاومين، باعتبارها ثابتة، ويمكن رؤيتها حتى من مسافة بعيدة.
وفي السياق، قال الجيش الإسرائيلي إن "محور موراغ، مثله مثل محوري فيلادلفي ونتساريم، طُهر من المباني على جانبيه في نطاق مئات الأمتار، بهدف إبعاد التهديدات واكتشاف أي اقتراب مشبوه مسبقاً"، في إشارة إلى التدمير الممنهج لمباني الفلسطينيين وبيوتهم. ولفت بحسب الصحيفة إلى أن "هناك إدارة مخاطر تأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل، منها اعتبارات عملياتية واستخباراتية، إلى جانب القيود المتعلقة بعدد المركبات المصفحة أو المدرعة، مقابل حاجة القوات إلى وسائل تنقل تكون أكثر سرعة وحركة".
إلى ذلك، نفى المتحدث باسم جيش الاحتلال أن تكون ادعاءات الضابط المفصول صحيحة، مشيراً إلى أن فصله "كان بسبب رفضه تنفيذ أمر عسكري، خصوصاً أنّ الضابط نفسه نفّذ مهام أكثر تعقيداً باستخدام الوسيلة ذاتها داخل عمق المنطقة دون اعتراض"، زاعماً أنه يُرسل قواته "لتنفيذ المهام بحسب الاحتياجات العملياتية، وسط توفير غطاء مناسب بهدف تقليل المخاطر والأضرار التي قد تلحق بالقوات".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 6 ساعات
- القدس العربي
غانتس يدعو لصفقة شاملة تفرج عن الأسرى في غزة 'ولو بأثمان باهظة'
القدس: دعا رئيس حزب 'معسكر الدولة' الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، الجمعة، حكومة بنيامين نتنياهو إلى إبرام 'صفقة شاملة' للإفراج عن أسراهم في غزة، حتى لو تطلب ذلك 'أثمانا باهظة'، وفق تعبيره. وقال: 'في الوضع الذي نحن فيه اليوم، يجب إعادة جميع الأسرى ضمن صفقة واحدة مؤلمة، وعدم السماح لحماس بالاحتفاظ بأوراق تفاوضية للمستقبل'. واعتبر غانتس في منشور على منصة إكس، أن هذا الخيار 'هو الصحيح أمنيا وسياسيا وللمجتمع الإسرائيلي'. وأضاف: 'الأثمان ستكون باهظة، حيث سيؤخرنا إبرام صفقة في مهمة القضاء على حماس'، على حد وصفه. وتابع: 'طوال العام الماضي، كررت مرارا وتكرارا أن الوقت في صالح حماس، وضد مصلحة المحتجزين'. وقبل أيام، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بقطر، جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات. ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين 'دفعة واحدة'، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة. (الأناضول)

العربي الجديد
منذ 18 ساعات
- العربي الجديد
أبوكاليبتو صهيوني
ما يحدث في غزة ليس انزلاقاً سياسياً ولا "ردّ فعل" على ما جرى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بل انكشافٌ فجّ لـ"أبوكاليبتو" صهيوني، تتغذى فيه دولة الاحتلال على إبادة الآخر وتجريده من إنسانيته. كأننا أمام "حضارة" لا تعرف البقاء إلا عبر الدم والقتل والطرد والحرق. فيلم "أبوكاليبتو" الذي صوّره ميل غيبسون عن زوال حضارة المايا عبر طقوس القتل والمذابح، لم يكن خيالاً بعيداً عن واقع "مملكة إسرائيل" التي يحلم بتاجها إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وغيرهما، منذ تربيتهما على فتاوى تُبيد ولا تميّز، تُحرق ولا تتردد، تُقصي القانون وتؤله "شعباً مختاراً" لا تطاوله قواعد البشر. ما بعد السابع من أكتوبر لم يُنتج هذا الشر، بل حرّره من أقنعته القديمة. بن غفير ليس استثناءً، بل خلاصة. ففي مقابلة مع الصحافي يوسي غورفيتز (صيف 2004)، عبّر مبكراً عن رغبته في قتل الجميع وعن طموحه بترحيل كل الفلسطينيين، وصولاً إلى تسمية الشوارع والأحياء بأسماء الإرهابيين الإسرائيليين، تماماً كما يمجّد اليوم باروخ غولدشتاين، مرتكب مذبحة الحرم الإبراهيمي (1994). الأخطر من القصف هو إيمان عقائدي، يدرَّس في الكتب ويُفتى به علناً، بأن الفلسطيني "حيوان مفترس" لا يستحق شفقة، وأن قوانين الحرب الدولية ليست سوى "قوانين مسيحية" لا تلزم اليهود. في سبتمبر/ أيلول 2004 نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت فتوى لحاخامات كبار أمثال دوف ليئور تدعو لقتل الفلسطينيين من دون تمييز. وفي كتاب الدين للصف الرابع، نقرأ:"ثم أضرم المشاعل ناراً وأطلقها على زروع الفلسطينيين... فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون"، أليس هذا تطبيقاً حرفياً في الضفة الغربية؟ هذا ليس انحرافاً عن الصهيونية، بل تجسيدها. فاشية معلنة، تُنتج أدوات الإبادة بلا حاجة إلى أعذار. لا يغيّر من جوهرها ارتداء ربطة عنق، أو التستر خلف بروباغندا الغضب من "الصورة المشوهة". أن نسمي هذا الشر بما هو عليه، ليس انفعالاً بل ضرورة أخلاقية وسياسية. نحن أمام منظومة قامت على نزع إنسانية الفلسطيني، وإنتاج جيش بلا قلب، وكيان بلا ضمير، ومجتمع تُخدَّر حواسه عبر أناشيد وأسفار التحريض. مايك هاكابي، سفير الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخلاصي في تل أبيب، ليس نشازاً عن معسكر إنجيلي ـ صهيوني بات يبتلع كل فظاعة، ويبرر تجويع الفلسطينيين وإبادتهم بـ"الحق التوراتي"، بينما تثور "إنسانيته" إن اقتبس وزير عربي آية قرآنية في خطابه. نحن أمام تجلٍ فجّ لعقيدة تربّي جيلاً يرى في القتل والتجويع انتصاراً للنور على "ظلام العرب". من لا يرى "الأبوكاليبتو" الصهيوني في غزة، لا يرى نفسه، ولا حجم التوحش الذي يُسقط كل أخلاقيات العصر الحديث.


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
حماس: مستعدون لاستئناف المفاوضات فور إنهاء التجويع في غزة
أعلنت حركة حماس، يوم الخميس، استعدادها الفوري للانخراط في جولة جديدة من المفاوضات، شرط إنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وإيصال المساعدات الغذائية إلى مستحقّيها دون قيد أو شرط. وقالت الحركة، في بيان نشرته في قناتها الرسمية على تليغرام، إن حرب التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بلغت "حدًا لا يُحتمل"، وتشكل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني، محذّرة من استمرار هذه "المجزرة الجماعية" بحق السكان المدنيين. ودعت حماس المجتمع الدولي وكافة الجهات المعنية إلى التحرك العاجل لإدخال المواد الغذائية وضمان حمايتها، مشددة على أن استمرار المفاوضات في ظلّ التجويع يفقدها معناها وقيمتها، لا سيّما بعد انسحاب إسرائيل من المفاوضات الأسبوع الماضي "دون مبرر" رغم الاقتراب من التوصل إلى اتفاق. وأكدت الحركة أن مسؤولية ما يجري تقع بالكامل على الاحتلال، مجددة التأكيد على أن إنهاء المجاعة هو شرط أساسي لاستئناف أي جهود تفاوضية جديدة. يأتي هذا في ظل تعثر المساعي الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، وسط تصلّب الموقف الإسرائيلي وتصاعد الخطاب التصعيدي من تل أبيب . ونقلت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الخميس، عن مصادر سياسية، قولها إن فرص التوصل إلى صفقة تتضاءل، مؤكدة أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن النقاط العالقة منذ عودة الوفد الإسرائيلي من الدوحة. أخبار التحديثات الحية جمود في مفاوضات الهدنة وتفاهم أميركي إسرائيلي على توسيع اتفاق غزة وبحسب التقرير، فإن أحد أبرز أسباب الجمود هو إصرار إسرائيل على إبقاء نقاط التوزيع الأميركية داخل قطاع غزة، ورفضها إزالة هذه النقاط ضمن أي اتفاق محتمل. وتعتبر تل أبيب هذه النقاط جزءاً من ترتيبات ما بعد الحرب، بينما ترى فيها "حماس" محاولة لتكريس واقع الاحتلال وتجاوز الحكومة الفلسطينية، ما يجعلها من الملفات شديدة الحساسية في المفاوضات. وتتمسك إسرائيل بموقفها الرافض للإفراج عن مقاتلي النخبة في كتائب القسام الذين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتضع هذه المسألة كخط أحمر في أي عملية تفاوضية، وهو ما يعقّد جهود التوصل إلى اتفاق جزئي أو مرحلي. ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "المفاوضات لا تشهد حالياً أي تقدم، ولا يوجد استمرار حقيقي لها، ونحن نتجه نحو خطوات تالية قد تشمل تحركاً عسكرياً جديداً". وفي السياق، كشف مراسل موقع "أكسيوس"، باراك رافيد، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقش مع مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يوم الخميس، إمكانية الانتقال من صيغة اتفاق تدريجي وجزئي إلى اتفاق شامل، يشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين ونزع سلاح حركة حماس بالكامل. ووفق ما نقله رافيد عن مسؤول إسرائيلي، فإن هناك تفاهماً آخذاً بالتبلور بين إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة تغيير الإطار التفاوضي، في ظل ما تصفه تل أبيب برفض "حماس" للمرونة، وسعيها لإطالة أمد المفاوضات دون تقديم تنازلات جوهرية.