
الصحفيون .. العدو الوجودي للحوثيين
الصحفيون .. العدو الوجودي للحوثيين
قبل 1 دقيقة
في مثل هذا اليوم السادس عشر من أبريل، أستعيد للسنة الثانية ذكرى تحريري وزملائي من سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية بعد ثماني سنوات من الاختطاف والتعذيب والتنكيل، بوساطة إنسانية رعتها الأمم المتحدة، وهي ليست مجرد ذكرى شخصية؛ بل هي شاهد على حرب وجودية مستمرة تشنها المليشيات الحوثية على الصحافة، باعتبارها العدو الأول والأخطر لمشروعها القمعي الطائفي
.
شاهدنا ذلك منذ ساعات الانقلاب الأولى واحتلال العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، ورأينا ما تلاها خلال سنوات الحرب الجارية كيف اندفعت آلة الجريمة والقتل الحوثية نحو الصحافة والصحفيين باعتبارهم تهديداً وجودياً لها ولبنيانها الدعائي القائم على الخرافة والتضليل والكذب، فالكلمة الحرة من منظورها السلالي والطائفي سلاحاً أشد فتكاً بمنظومتها الرجعية العنصرية التي تسعى لتكريسها بالقوة والعنف والإرهاب.
وآنذاك، لم يُخفِ زعيم الحوثية الإرهابية عبدالملك الحوثي هذا الرعب، بل وصف الصحفيين في أحد خطاباته بأنهم "أخطر من المقاتلين"، مؤكدًا بذلك أن الصحافة تمثل أكبر تهديد لمشروعهم السلالي الظلامي الكهنوتي، ليترجم بذلك سياسة ممنهجة علنية تستهدف الصحافة كعدو يجب سحقه، ومن داخل السجون، واجهنا هذه العقيدة الدموية وجهاً لوجه، حين قال لنا أحد قادة التعذيب والمشرف العام على السجون الحوثية ومسؤول سجن معسكر الأمن المركزي بصنعاء الإرهابي عبدالقادر المرتضى: "نحن نتعبد الله بتعذيب الصحفيين."
لم يكن هناك من شك بأن الصحفيين في نظر الإرهابيين الحوثيين أعداء يجب التنكيل بهم والتخلص منهم، وكان المشهد الأبرز في هذه الفصول المظلمة ما قاله الإرهابي عبدالحكيم الخيواني، رئيس ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حين واجهنا داخل السجن قائلاً لنا بوضوح وصراحة فظة: "أنتم الصحفيون العدو الوجودي للحوثيين"، عبارات صادمة كهذه لم تكن مجرد تهديدات وحسب، بل كانت تعبيراً عن نهج كامل أو ما يُشبه خارطة طريق للتعامل مع الصحفيين، وبنفس الوقت كانت كشفاً حقيقياً لمدى خوفهم من الصحافة الحرة التي في نظرهم، تمثل تهديداً فعلياً لاستمرارية وجودهم، لذلك، ووفق منطقهم الإجرامي، يجب محاربتها والقضاء عليها بشتى الطرق وكل الوسائل.
طوال فترة السجن كنا نُواجه تهديدات صريحة في جلسات التحقيق المطولة التي تناوب عليها عشرات المحققين في عدة سجون وبأساليب تعذيب وتهديد متنوعة تبدأ بالسب والشتم والقذع مروراً بالتعذيب البدني وتنتهي بتصويب فوهة السلاح على رؤوسنا وصراخ الجلاد بـ"ما يسكت الإعلام إلا الإعدام". هذا الفكر الإرهابي كان يُشرعن القتل كسلاح لإسكات الكلمة، فلم تكن الصحافة جريمة، لكنهم حولوها إلى ذلك، ولم تكن المهنية تهمة، لكنهم جعلوها سبباً للحكم علينا بالإعدام وأصدروا فتوى بقتلنا.
في إحدى جلسات ما يسمى بالمحاكمة الهزلية، قال لنا قاضي الموت الحوثي المجرم محمد مفلح، الذي أصدر بحقنا فتاوى بالقتل: "أنتم أعداء الله وأعداء الوطن"، هكذا ترى ميليشيا الحوثي الإرهابية الصحفيين، أعداء يجب تصفيتهم.
ثماني سنوات قضيتها في زنازين الظلم والظلام والرعب والبشاعة الحوثية، هي أطول فترة يُسجن فيها صحفي بسبب مهنته في تاريخ الصحافة، خلالها فقدتُ والدي رحمة الله عليه، دون أن اراه للمرة الأخيرة، وعانيت من التعذيب الجسدي والنفسي طوال فترة الاختطاف، وتم وضعنا كدروع بشرية في المعسكرات ومخازن الأسلحة، عانيت من والإهمال الطبي، والتجويع، والحرمان من أبسط الحقوق ونهب مقتنياتي الشخصية وسلب ممتلكاتي وجزء ثمين من عمري، وصدرت ضدي فتوى بالقتل، فقط لأنني صحفي، ولم تقتصر المعاناة علينا فقط، بل طالت عائلاتنا التي واجهت التهجير والتهديد، والتجويع، والتشريد، لقد ارتكبت الميليشيا ضدنا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية .
خرجت من سجون الحوثية الإرهابية، لكنني وما زلت حتى اليوم أعيش في منفى قسري أعاني آثار ما جرى لنا وتطاردني فتاوى القتل الإعدام الحوثية، كجريمة لا تنتهي تهدد وجودنا مدى الحياة، بينما المجرمون لا يزالون طلقاء دون رادع ولا حساب.
ورغم كل ذلك، لم نصمت ولن نصمت، اخترنا طريق القانون، نؤمن أن العدالة مهما تأخرت، قادرة على إنصاف الضحايا، ووضع حد للإفلات من العقاب، وكبح جماح الجريمة. نعمل مع الكثير من الشركاء والزملاء والحقوقيين محلياً ودولياً لملاحقة الجناة والمجرمين عبر القضاء الوطني والدولي، إيماناً بأن السلام الحقيقي لا يُبنى إلا على العدالة.
وفي هذه الذكرى، أجدها فرصة لتكرار الشكر والتقدير لكل من تضامن معنا وساهم بجهد في تحريرنا من قبضة الميليشيا الحوثية وحمل على عاتقه هم قضية الصحفيين المختطفين، ونُجدد النداء للجميع وعلى رأسهم المجتمع الدولي بأن لا يكتفوا بالإدانة، بل يجب ان يكون هناك تحرك وضغط من خلال فرض العقوبات من اجل تحرير زملائنا المختطفين في سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية، إن استمرار اختطافهم هو جريمة يومية، واختبار حقيقي لصدق التزامات ومواثيق العالم تجاه حرية الصحافة.
ختاماً، ولأن الكلمة الحرة كانت ولا تزال أقوى من رصاصهم وسجونهم، سنواصل الطريق لا كضحايا، بل كصُنّاع للعدالة وروداً التغيير، وحماة الحقيقة مهما كلف الثمن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 41 دقائق
- اليمن الآن
محامي صالح يصل إلى هذه الدولة.. اجتماعات مع شخصيات بارزة!
علن محمد المسوري محامي الرئيس الراحل صالح عن زيارته للسعودية . وقال المسوري :â€ڈوصلت الان إلى الرياض.. عاصمة القرار العربي والإسلامي. بحمدالله وسلامته وحفظه. وأضاف : سوف ألتقي. آ آ . بالكثير من قيادات الشرعية والأحزاب والمكونات السياسية اليمنية بإذن الله تعالى. واختتم : وطبعاً.. سوف ألتقي بالكثير من أبناء اليمن المقيمين في بلدهم الثاني السعودية. تحياتي


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
المركز الأمريكي للعدالة: الحوثيون ارتكبوا كارثة إنسانية في صنعاء بتخزين أسلحة وسط الأحياء السكنية
أدان المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، يوم الجمعة، الجريمة الحوثية المروعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية، نتيجة تخزينها أسلحة داخل أحد المنازل في حي سكني بمنطقة صرف في صنعاء، في حادثة وصفها بأنها "كارثة إنسانية" وخرق جسيم للقانون الدولي الإنساني. وقال المركز إن "الاستمرار في تخزين الأسلحة والمتفجرات وسط الأحياء المدنية يُعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف، ويُعرّض حياة الأبرياء للخطر"، مؤكدًا أهمية ملاحقة جميع القيادات الحوثية المتورطة في مثل هذه الممارسات. وأوضح المركز، نقلًا عن شهود عيان ومصادر طبية، أن الانفجار الذي وقع يوم الخميس نجم عن تفجير عرضي داخل منشأة تحت الأرض، بين منطقتي "خشم البكرة" و**"صرف"**، حيث كانت الميليشيا تُخزّن أسلحة ومتفجرات شديدة الخطورة. وأشار إلى أن المستودع احتوى على صواريخ للدفاع الجوي ومواد متفجرة مثل نترات الصوديوم، نترات البوتاسيوم، ومادة C4 العسكرية. وأكدت الشهادات الميدانية التي وثقها المركز مقتل وإصابة أكثر من 60 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، نُقل معظمهم إلى مستشفيات زايد، والمؤيد، والسعودي الألماني، والعسكري، والشرطة، فيما لا يزال العشرات تحت الأنقاض جراء تدمير الانفجار لعشرة منازل على الأقل بشكل كامل. ورصد المركز فرض ميليشيا الحوثي طوقًا أمنيًا مشددًا على محيط موقع الانفجار، امتد من منطقة الملكة في مديرية بني حشيش وصولًا إلى مستشفى زايد، وسط منع فرق الإغاثة ووسائل الإعلام من الوصول إلى المنطقة، وانتشار مكثف لمسلحي جهاز الأمن والمخابرات القادمين من معسكر صرف، إضافة إلى وحدات من الهندسة العسكرية. ودعا المركز إلى فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل لتحديد ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه، مشددًا على ضرورة إخلاء الأحياء السكنية من أي مخازن أسلحة، وتمكين فرق الإنقاذ والمنظمات الحقوقية من الوصول الفوري إلى الموقع لتوثيق الأضرار ومساعدة السكان.


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
الحوثيون يستولون على مكاتب التخطيط ويحولون اصولها لمؤسسة بنيان (وثيقة)
في ضل الصراع القائم بين اجنحة مليشيات الحوثي اقدم جناح مكتب عبدالملك الحوثي، في خطوة خطيرة تستهدف عسكرة مؤسسات الدولة المدنية، على اقتحام مكاتب وزارة التخطيط والتعاون الدولي في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، ورفضت قرار المدعو مهدي المشاط القاضي بإلغاء وزارة التخطيط ونقل أصولها ومهامها إلى قطاع التخطيط في رئاسة الوزراء، وفقًا لمذكرة المدعو احمد غالب الرهوي المنتحل صفة رئيس الوزراء. فقد قامت مليشيا الحوثي بتحويل تلك المكاتب إلى أقسام شرطة وسجون، في تحدٍ صارخ للنظام والقانون . كما تم نهب الأصول والأجهزة التابعة لتلك المكاتب، ونقلها إلى مؤسسة 'بُنيان' التي يديرها المدعو محمد حسن المداني، المنتحل صفة نائب رئيس الوزراء لشؤون الإدارة والتنمية المحلية والريفية، وصهر عبدالملك الحوثي. وفي تطور خطير، اقتحم ابو علي الكحلاني المنتحل صفة مدير أمن محافظة إب صباح اليوم الجمعة الموافق 23 مايو، مكتب التخطيط في المحافظة، وحوّله إلى قسم شرطة، ضمن مسلسل السيطرة على ما تبقى من المؤسسات المدنية ونهب ممتلكاتها ما يحدث هو عسكرة للمؤسسات المدنية، وتحويلها إلى أدوات قمع وسجون، بما يتنافى مع القوانين الوطنية والمواثيق الدولية. او في الاصح مؤسسة بنيان الحوثية تستولي على اصول مكاتب التخطيط في المحافظات لمتابعة حسابات العرش نيوز والتواصل معنا على التواصل الاجتماعي اضغط في الرابط التالي ⬅️ هنا غرِّد شارك مشاركة انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X معجب بهذه: إعجاب تحميل... مرتبط