
مستشار الامن القومي الامريكي السابق يخاطب الإسرائيليين كـ'صديق صادق': هذه الحرب لم تعد تحمي أمن إسرائيل
وأكد سوليفان في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن على القادة الإسرائيليين تقديم عرض جريء بإعادة جميع المختطفين (أحياء وأمواتا) مقابل إنهاء الحرب نهائيا، مع تسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مدعومة إقليميا ودوليا، مؤكدا أن استمرار القتال غير مبرر، والبديل هو حرب لا نهاية لها تدفع ثمنها المدنيون وقال "المسؤولية الإنسانية تقع على إسرائيل، ويجب ضمان وصول المساعدات فورا".
وأوضح سوليفان "عندما انهارت هدنة الحرب الأخيرة وتجددت المعارك، توقفت المفاوضات. حينها، توجهت كمواطن عادي إلى مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية. واليوم، أتوجه إليكم أنتم شعب إسرائيل الذي عانى وقاتل، والذي يواجه انتقادات دولية متصاعدة، وأغلبيته الساحقة تريد إنهاء الحرب. على قادتكم أن يقدموا عرضا لإعادة جميع المختطفين إلى ديارهم، مقابل إنهاء الحرب نهائيا".
وقال "على طاولتي في البيت الأبيض، وضعت صور المختطفين الأمريكيين المحتجزين لدى حماس. عرفت أسماءهم وقصصهم، كما عرفت عائلاتهم عن قرب. شجاعهم كان ملهما، رغم الألم والغضب الذي لا مفر منه. مر أكثر من 600 يوم منذ مجزرة 7 أكتوبر، ولم ينته الحزن بعد: حزن الضحايا والمختطفين وعائلاتهم، وحزن المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا أو عانوا في غزة".
وتابع مستشار الأمن القومي السابق "عندما انتهت ولايتي في البيت الأبيض في يناير، كان هناك أمل رغم المأساة. نجحنا في تحقيق هدنة بناء على إطار طرحه الرئيس (السابق جو) بايدن في مايو، أفرجت عنها حماس عن 30 مختطفا، ووضعت جداول زمنية واضحة لتحويل الهدنة إلى إنهاء دائم للحرب. لكن الهدنة انهارت، وعاد القتال، وتوقف التفاوض".
وقال أن "إسرائيل دمرت البنية العسكرية لحماس، واغتالت قادتها في غزة، وواجهت بدعم أمريكي التهديدات الإقليمية بحزم. لكنها لم تحول انتصاراتها العسكرية إلى استراتيجية تضمن أمنها طويل الأمد".
ويضيف سوليفان "اليوم، إسرائيل قوية وأعداؤها ضعفاء، لكن قادتها يسعون لحرب بلا نهاية، تحقق مكاسب عسكرية ضئيلة، بينما تدفع ثمنها كارثة إنسانية متواصلة ومقتل مدنيين أبرياء. العزلة الدولية لإسرائيل تتعمق، مما يهدد أمنها ورفاهيتها. واستمرار الحرب يحجب أي رؤية لإقليم مستقر".
ويؤكد "لذا، يجب أن تتوسع أهداف إسرائيل في المفاوضات لتشمل عرضا جريئا: إنهاء الحرب مقابل إعادة جميع المختطفين ، أحياء وأمواتا، دون جدل حول مراحل، أو تصريحات رسمية عن استئناف القتال لاحقا.. على حماس أن تسلم الإدارة المدنية لغزة لهيئة فلسطينية مدعومة من دول المنطقة، بمساعدة المجتمع الدولي لإعادة الإعمار".
ويشير المستشار الأمريكي السابق "أثبتت الهدنة في جنوب لبنان أن إسرائيل يمكن أن تشعر بالأمن دون قتل كل عنصر في حزب الله. يمكن تطبيق النهج نفسه في غزة.. بإمكان إسرائيل منع أعادة تسلح حماس، كما تفعل في لبنان. لديها سيطرة أكبر على حدود غزة، ويمكنها التعاون مع دول عربية دعت لنزع سلاح حماس".
ويضيف "لا شيء يبرر المجاعة التي يعانيها المدنيون في غزة. إسرائيل تتحكم عسكريا في القطاع، لذا تقع عليها مسؤولية تمكين وصول المساعدات. الخطوات الأخيرة، مثل الهدنات الإنسانية، جيدة، لكن المقياس الحقيقي هو النتيجة، وليس الجهد".
ويختم مستشار الأمن القومي السابق جيك سوليفان مقالته "الجذور الحقيقية للأزمة هي استمرار الحرب. لن تنتهي المعاناة إلا بإنهائها. هذه الحرب لم تعد تحقق أهدافا تحمي أمن إسرائيل. حان الوقت لتغيير النهج: إنهاء الحرب، وإعادة المختطفين، وفتح طريق جديد نحو الاستقرار.. نحن ديمقراطيات صامدة، نختلف بحدة، لكننا نصحح مسارنا. وأكتب اليوم بهذه الروح: كصديق صادق".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البورصة
منذ 29 دقائق
- البورصة
الهند تعتزم الاستمرار في شراء النفط الروسي رغم تهديدات "ترامب"
أفادت صحيفة نيويورك تايمز، أن مسؤولين هنود أكدوا عزم بلادهم الاستمرار في استيراد النفط من روسيا، رغم التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على الدول التي تواصل التعامل مع موسكو. ونشر ترامب في يوليو منشورًا عبر منصة 'تروث سوشيال'، هدّد فيه بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الدول التي تشتري النفط من روسيا، ما لم تتوصل موسكو إلى اتفاق سلام كبير مع أوكرانيا. كما أشار لاحقًا إلى أنه 'لا يهتم' بما تفعله الهند في علاقاتها مع روسيا. ورغم تصريحاته، قال ترامب يوم الجمعة للصحفيين، إنه سمع أن الهند قررت وقف شراء النفط الروسي، إلا أن تقرير نيويورك تايمز نفى ذلك، مشيرًا إلى أن اثنين من كبار المسؤولين الهنود أكدا عدم وجود أي تغيير في السياسة الهندية، وأن الحكومة لم تصدر أي تعليمات لشركات النفط بتقليص الواردات من روسيا. يُذكر أن روسيا تُعد المورّد الأول للنفط إلى الهند، حيث تمثل نحو 35% من إجمالي الإمدادات، رغم أن بعض المصافي الحكومية خفّضت مشترياتها مؤخرًا بسبب تراجع الخصومات خلال شهر يوليو. ولم تصدر أي تعليقات فورية من البيت الأبيض، أو من وزارتي الخارجية والنفط الهنديتين، بحسب وكالة رويترز التي لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من ما ورد في التقرير. : النفطالهندالولايات المتحدة الأمريكيةترامبروسيا


مصر 360
منذ ساعة واحدة
- مصر 360
مرتزقة غزة: من يدير الجوع ومن يربح الفوضى؟
من المساعدات إلى البنادق بينما كانت مصر تخوض واحدة من أصعب معاركها الدبلوماسية والإنسانية لإدخال المساعدات إلى غزة، كانت إسرائيل تُعدّ مسرحًا مختلفًا على الأرض: مسرح يتجاوز شحنات الإغاثة إلى ميدان أكثر ظلامًا، حيث الفوضى مُخططة، والميليشيات تُزرع، والجوع يُدار، لا يُعالج. ما أن تدخل المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، حتى تُجبر على التوقف في مناطق نزاع مكتظة، هناك لا تستقبلها مؤسسات، بل تُحاط بعصابات مسلحة، تفرض سيطرتها وتنهبها أحيانًا أمام الكاميرات. وهكذا، تتحول شاحنة الحياة إلى **رمز للانهيار الداخلي**، ويصبح إدخال الطعام مشهدًا مدبرًا لإعادة تشكيل الداخل، وبالطبع ظهور هذه العصابات، ليس عشوائيا، بل نتاجا لعدة عوامل مركبة كغياب الرقابة المركزية داخل غزة؛ بسبب تدمير البنية التحتية وتضارب السلطات وبالطبع ضعف آليات التوزيع الدولية في ظل غياب الأونروا والحصار المقيت الذي يُحكم قبضته على كل شيء، وسمح بظهور قوى جديدة على الأرض، تتنازع السلطة والمكاسب، فظهرت العشائر مثل عشيرة الخلاص التي سرعان ما دخلت في تحالف مع الأقوى، وهم القوات الشعبية أو عصابة أبو شباب.. ظهور أبو شباب: من التهريب إلى القيادة الميدانية ياسر أبو شباب، من قبيلة الترابين، اعتُقل سابقًا على خلفية قضايا تهريب وسلاح، لكنه خرج من السجن عقب قصف إسرائيلي، استهدف مرافق الاحتجاز في غزة في أكتوبر 2023. لم يكن مجرد هارب، بل **خرج ليؤدي دورًا مُعَد مسبقًا**. فخلال أسابيع، شكّل ميليشيا مسلحة، تُدعى 'القوات الشعبية'، وتلقّى دعمًا غير مباشر عبر تسهيلات إسرائيلية في مناطق رفح وخان يونس، دون اعتراض. بحسب تحقيق نشرته صحيفة *The Guardian* في يونيو 2025، **اعترف أبو شباب في حوار نادر، بأن جماعته تتلقى تمويلًا غير مباشر من جهات خارجية**، وأن 'ما يهمه هو حماية المجتمعات لا الأيديولوجيا'. هذه العبارة المفتاحية، تكشف جوهر المهمة: **زعزعة حماس من الداخل عبر بوابة التجاذب العشائري والاحتياج المجتمعي**. ميليشيات تُزرع… لا تُولد ما يجري اليوم في غزة ليس ظاهرة جديدة، بل تكرار لتكتيك استخدمته إسرائيل مرارًا في مجتمعات أخرى. كما صنعت جيش أنطوان لحد في جنوبي لبنان لتفكيك المقاومة الشيعية، وكما موّلت ميليشيات في الضفة لتفكيك نسيج الفصائل، ها هي تصنع في غزة **ميليشيا محلية، ترفع راية الحماية العشائرية مقابل الولاء**. لا تعترف إسرائيل رسميًا بهذه الجماعات، لكنها تمنحها **المرور والسلاح والنفوذ**، وتتركها تتصارع مع حماس، بينما تراقب من بعيد. والنتيجة: **انقسام داخلي مُفتعل**، وتحول السلاح من مقاومة الاحتلال إلى قتال الإخوة. فوضى الإغاثة: حين تكون الشاحنة فخًا إنسانيًا يُجبر الاحتلال الشاحنات على التوقف في مناطق غير منظمة حين دخولها على أطراف رفح وشرق خان يونس. هناك، يتجمهر المواطنون تحت وطأة الحاجة، ويبدأ مشهد 'التوزيع الذاتي'، الذي لا يُشرف عليه أحد سوى بنادق أبو شباب. كل شيء مرصود بالكاميرات: جوعى يتصارعون على الطحين، أطفال يحملون الأكياس، فوضى تصنع مشهدًا، يريد الاحتلال للعالم أن يراه: 'هكذا تُدار غزة بدوننا'. لكن الحقيقة أن هذا المشهد المخطط بدقة، هو **فخ إنساني** لإذلال السكان، وإظهار الغطرسة الإسرائيلية وقدرتها على السيطرة على مقدرات أهل غزة، حتى النهاية.. السوق السوداء: هندسة اقتصاد الظل لم تعد المساعدات في غزة مجرد طحين وعدس وأدوية. بل صارت عملة حرب، وسلاحًا يُستخدم لتقسيم الولاءات، وصناعة أمراء فوضى. في مخيم الشابورة برفح، يُباع كيس الطحين المخصص للإغاثة بأكثر من 450 شيكل (حوالي 120 دولارًا)، رغم أنه شُحن من قبل منظمات إنسانية للتوزيع المجاني. عبوة الزيت صارت تساوي راتب عامل ليومين. ورغيف الخبز الذي كان يُباع بنصف شيكل قبل الحرب، بات رفاهية نادرة، يُشترى بعشرة شيكلات أو أكثر إن وُجد أصلًا. في السوق، لا أحد يسأل 'كم السعر؟'، بل 'لمن تتبع؟'. من لا يملك واسطة، لا يقترب. ومن يعترض، يُبعد بالقوة. مرتزقة من 'القوات الشعبية' يديرون المشهد: يحرسون المستودعات، يفرضون ضرائب غير معلنة على التجار، ويتحكّمون في حركة الشاحنات، بل ويُقررون من يحق له شراء الطعام. من يرفض الدفع… يُمنع. ومن يعترض… يُهدد. أصبح الطعام ترخيصًا للعيش، ومن لا يدفع، يجوع. وفقا لتقارير الأمم المتحدة، سيطرت عصابة أبو شباب على أكثر من 100 شاحنة مساعدات في نوفمبر 2024، وأعادت بيعها أو احتجزتها مقابل ولاءات ودعم عشائري. لم يكن ذلك حدثا منفردا، بل تكرر مع كل دفعة مساعدات عبر معبر كرم أبو سالم. وفي كل مرة لا تتدخل إسرائيل، ولا تتحرك الشرطة العسكرية، مما يعزز فرضية التواطؤ المحسوب والنتائج كارثية: ملايين فى مراكز النزوح بلا طعام أو دواء، والمساعدات تباع بأرقام خيالية في السوق السوداء. السوق هنا ليس فوضى عابرة… بل بنية مُنظمة. عائدات البيع تُضخ في شراء الأسلحة، وتمويل التجنيد، وضمان ولاءات محلية في الأحياء والعشائر. الاحتلال يراقب ولا يتدخل. لا حاجة للسلاح، فاقتصاد الفوضى يُنجز المهمة: يقسّم المجتمع، يُضعف السلطة، ويخلق أمراء حرب، يتحدثون باسم الناس… ويسيطرون على الخبز قبل البندقية. إنه اقتصاد من نار، لا يشعل فقط جوع الأجساد… بل يُحرق ما تبقى من نسيج غزة الاجتماعي. المساعدات المنهوبة لا تُستهلك، بل تُخزن وتُباع بأسعار مضاعفة. يُباع كيس الدقيق الذي كان من المفترض أن يصل للنازحين في الأسواق المحلية بسعر خيالي، تحت حماية عناصر القوات الشعبية. وهكذا نشأ اقتصاد ظل داخل غزة، **يُدار بالرشوة والسلاح**، ويُوظف لتجنيد شبان مقابل المال أو النفوذ. الاحتلال يعرف، ويترك السوق يتشكل، لأنه ببساطة: **يهدم مؤسسات حماس دون طلقة واحدة. هندسة الجوع: الصورة أهم من الخبز عمليات الإنزال الجوي لا تتم في مناطق آمنة. بل تُسقط المساعدات عمدًا في مناطق نزاع أو حقول مفتوحة، يستحيل على المدنيين الوصول إليها. البعض يسقط في البحر، البعض يُنهب فورًا. الهدف؟ الكاميرا لا البشر**. تُبثّ الصور عالميًا: طائرة تهبط، مدني يبتسم، طفل يركض نحو مظلة. لكن الحقيقة تقول: غزة كانت تحتاج 600 شاحنة يوميًا قبل الحرب، واليوم **لا تصل حتى 50، نصفها يُنهب**، والباقي يُصور فقط من أجل الاستعراض أمام الكاميرات والميديا العالمية. من يصنع البديل؟ حين يتحدث الأمي في وول ستريت جورنال في واحد من أكثر المشاهد سريالية في مشهد ما بعد الحرب، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مقالًا افتتاحيًا، يحمل توقيع ياسر أبو شباب، قائد ميليشيا 'القوات الشعبية' في شرق رفح، يتحدث فيه بلغة سياسية ناعمة عن 'المرحلة الجديدة'، و'الحكم المحلي المنبثق من الناس'، و'طموح الغزيين في تجاوز حماس'. لكن المدهش في المشهد لم يكن مضمون المقال، بل كاتبه. فأبو شباب، المعروف بأنه زعيم ميليشيا وي أُمي لم يُعرف عنه أي نشاط سياسي أو ثقافي سابق، يظهر فجأة من قلب الفوضى ليكتب في واحدة من أعرق الصحف الغربية عن 'إرادة الجماهير'، متقمصًا دور المفكر والمنقذ، في خطاب يكاد يُعاد تدويره من كراسات العلاقات العامة لا من أحياء رفح. هذا التناقض بين حقيقة الرجل وخطابه المطبوع، ليس تفصيلًا عابرًا، بل نافذة على ما يُدار خلف الكواليس: كيف يُصنّع 'البديل المحلي' على عجل، ويُطعّم بملامح عشائرية وأمنية، ثم يُسوّق دوليًا بوصفه 'صوت الداخل'. فميليشيا 'القوات الشعبية' التي ظهرت فجأة في مايو 2024، وسط دعم غير معلن من الاحتلال، باتت تملك معبرًا، ومخزنًا للمساعدات، ومساحة خطابية في الإعلام الدولي وهكذا، يصبح الأميّ كاتب رأي، وتتحول الميليشيا إلى مشروع سياسي، وتُدار غزة لا بحكم الناس، بل بإعادة تدوير الخراب تحت عناوين إنقاذيه ملفقة. .. حماس والضغط الميداني: معركة الجبهتين تواجه حماس تحديًا غير مسبوق. فالميليشيات لا تُقاتل على الجبهات، بل **تخترق المجتمع من الداخل**. وفي مايو 2025، تحركت وحدة 'سهم' التابعة لحماس، ونفذت عملية خاطفة، قتلت فيها 12 من عناصر أبو شباب، واعتقلت آخرين. لكن المعركة لم تنته. الاحتلال لا يتدخل، ويترك هذه الميليشيات، تعيد التمركز. إنها **حرب استنزاف داخلية**، تمهّد لتفكيك النسيج المقاوم واستبداله بنموذج 'المحارب المستقل'، الذي لا ينتمي لفكرة ولا لوطن، بل يصنع ميليشيا قادرة على الزعزعة والاستقطاب بقوة السلاح، وبسطوة الجوع على الموقف بجدارة، فيصبح الولاء لفكرة البقاء على قيد الحياة هي الأهم والأعلى صوتا، ويبقى الجوع على الأطراف، حيث تسيطر إسرائيل، فجميع هذه السرقات تحدث في المناطق الحدودية في زيكيم، وكف موراج، ورفح، هناك فقط يسمح بتجميع الناس، وهناك تقع عمليات القتل. أما في قلب غزة، حيث المخيمات ومراكز النزوح، فلا تصل المساعدات، بل يترك الغزيين لتجار السوق السوداء ليستكملوا خطة التجويع. .تواطؤ الصمت: من غاب عن التغطية؟ استضافت الصحافة الأوروبية ياسر أبو شباب ليتحدث إلى العالم، فمن الوول ستريت جورنال إلى الجارديان البريطانية، مرورا بوكالة أنباء الأسوشيتد برس، صُدِر أبو شباب، ومن خلفه الصورة، على أنها قتال وتناحر داخلي في غزة على الغذاء وليست إسرائيل إذا من تمنع وتتعنت، في الوقت ذاته غاب الإعلام العربي عن الصورة، لم يحلل الظاهرة، ولم يسأل… من أين أتى أبو شباب ومن هم على شاكلته؟ من يدير الميليشيات؟ من يديرها؟ ومن يربح من بقائها؟ لم تُذكر الأسماء، ولم تُفتح الملفات. السبب؟ الخوف من الاصطدام مع الأنظمة، أو ربما عدم امتلاك أدوات الاستقصاء الحقيقي. لكن الصمت في هذه الحالة **ليس حيادًا… بل تواطؤا ضد الحقيقة**. خاتمة: من يكتب مشهد النهاية؟ تُدار غزة اليوم بين فكي كماشة: الاحتلال من الخارج، والمرتزقة من الداخل. المساعدات تحولت إلى سلاح، والعشائر إلى أداة للفرقة، والاقتصاد إلى سوق فوضوي. السؤال الآن: – هل تقدر غزة المنهكة على احتواء هذه النار؟ – أم أن إسرائيل تنجح من جديد في **هندسة الانهيار من الداخل**؟ – ومن سيكتب تاريخ هذه المرحلة؟ أهلها؟ أم صناعها؟ في كل الأحوال، ما يُطبخ في الظلام اليوم، سيحرق الجميع غدًا. غزة الآن تجربة خطيرة. جوع مدار. مقاومة محاصرة. ميليشيات صاعدة. احتلال يراقب ويتلاعب بالجميع. والأسئلة كثيرة. من سيحسم هذا العبث؟ أم أن اسرائيل ستنجح مجددا في تفكيك الداخل الفلسطيني، وهو آخر ما تبقى بسلاح الحاجة والعشيرة؟ المصادر: The Guardian: 'Abu Shabab and the Militias in Gaza', 10 June 2025 Associated Press (AP): 'Israel's Silent Partners in Southern Gaza', May 2025 Ynetnews: 'Gaza Militia Leader Speaks Out', June 2025 تقارير OCHA عن المساعدات والمعابر بيانات داخلية لحماس– وحدة سهم شهادات محلية وصور تداولها نشطاء ووسائل مستقلة صفحة د. تيسير عبد– تقارير ميدانية وتحليل إعلامي


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
غزة الإبادة الجماعية..و حرب المجاعة.. هناك خطط جهنمية !
الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح، ما زالت مستعارة، هي حرب أختارتها وتقودها حكومة اليمين المتطرف التوراتي الإسرائيلية النازية، بدعم مباشر وتخطيط مشترك مع الإدارة الأميركية والبنتاغون والرئيس الأميركي، منذ معركة طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الأول، أكتوبر ٢٠٢٣، وهي اليوم استمرارا لما بعد الإبادة الجماعية.... وتستمر؛فتبلورت بقيادة السفاح، هتلر الألفية الثالثة، نتنياهو، حرب المجاعة.. وومعها المزيد من خطط جهنمية، أبعادها لا توقف للحرب، وهو قرار، لم يعد من أسرار الكابنيت الصهيوني، أو الإدارة الأميركية، وربما رغبات الرئيس الأمريكي ترامب، الذي يصمت ويعيد أفكار التهجير والإبادة، بحجة الخلاص من حركة حماس والمقاومة الفلسطينية !. *مستقبل قطاع غزة.. مسار الخطة الخفية. بعيدا عن الأوساط السياسية والأمنية، والدبلوماسية الوفاء، تتعثر الدول الوسطاء، في ملاحقة جولات المفاوضات، وتترك أسئلة عديدة، معقدة ومركّبة في آن متصل، وهي أسئلة الحالة التي تكشف عن ماهية عن مستقبل قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، فالحرب المجاعة والإبادة الجماعية تتقاطع مع غياب رؤية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وتبادلات الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية والعربية والإسلامية، التي يغيب عن هاحسها، أن مستقبل قطاع غزة ورفح، والقضية الفلسطينية، مرهون بضرورة اساسية، هي، التي يثيرها سؤال المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، قبل حركة حماس: -إلى متى استمرار الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة، وهي التي مرت بالإبادة والمجازر ومحاولات التهجير القسري والتطهير العرقي، المجاعة؟!. .. قطعا، هناك ما بات حديث العالم ومجال واسع للإعلام والصحافة والدبلوماسية المكثف، أن "الخطة الخفية"، لن تبقى، عمليا مجرد فرضية وسط انعدام المعلومات الأميركية أو الإسرائيلية المكشوفة أمام الأطراف كافة، في المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عدا عن الدول الوسطاء، جمهورية مصر العربية، ودولة قطر، والولايات المتحدة، التي تقود منذ أشهر طويلة ماراثون سياسي، أمني بين عواصم، القاهرة الدوحة، تصطدم التعنت الإسرائيلي الصهيوني، والصمت الأميركي، الذي يخفي مشاريعك لقطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، كاشفات، بين أزمة وأخرى، أن الحرب لن تتوقف، لكنها تفرض نفسها بقوة في ظل جمود تفاوضي وميداني، ومساعٍ أميركية وإسرائيلية لاستثمار "صورة تجويع غزة" لفرض وقائع جديدة تستغل بشكل عدواني ارهابي، يفيد، شكليا، نحو ادعاء "محاصرة صور ومآسي الإبادة الجماعية والمجاعة، والاصطدام لتعثر المفاوضات بقصدية سياسية تطيل استمرار حرب السفاح نتنياهو، وبالتالي، استمرار الدعم الأميركي لمشاريع وخطط الحرب التي زادت عن ٢٢ شهرا. .. والحقيقة اليوم، أن أزمة المساعدات الإنسانية، ترتيب أمني، بند اساس في حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وهذا يحدد أبعاد الخطة الخفية التي، قد تعلن قريبا، نتيجة إفادة وتقارير المبعوث الأميركي الرئاسي ويتكوف، بعد زيارتك الشكلية لقطاع غزة. السؤال هنا: - - هل اتفق الرئيس الأمريكي ترامب ترامب مع السفاح نتنياهو على فرض وقائع تقود إلى تفكيك ملفات المفاوضات المفصلية على طريقتها، بعيدا عن جهود الدول الوسطاء ؟ ليست نتيجة، انما تحليل، يصطدم بالمعلومات، التي تعلمها الإدارة الأميركية، . َليس، سرا، الإجابات رهينة ما قدز تحمله التطورات المسارعة، القادمة من العاصمة واشنطن، وهي تغيب عن واقع الحرب والمجازر والمجاعة في القطاع المنكوب،على صعيد الوضع الإنساني أو الميداني، مرورًا بمصير المفاوضات التي تتأرجح وتصدمها المواقف الأميركية والاسرائيلية والإقليمية والدولية والأممية. *لماذا انفصل ترامب عن نتنياهو بسبب مجاعة غزة؟ هذا السؤال المحير، طرحه "جوناثان ليمير" و"إسحاق ستانلي بيكر"، في مجلة الأطلسي، ونشرت القراءة يوم 31 يوليو 2025، وضع لها مؤشر يقول:" يريد الرئيس ترامب أن تنتهي الحرب ويعتقد أن - السفاح- نتنياهو يقف في طريقه". .. "ليمير" و"بيكر"، فكفكا السؤال، عبر تحليل سارد، لطبيعة العلاقات الأميركية، الإسرائيلية، وكانت المحددات فيها: *اولا:. نوبل للسلام. قبل بضعة أسابيع، تبادل الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تهنئةً رمزيةً بالغة الأهمية. انتقد ترامب بشدة المدعين العامين المسؤولين عن محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بتهم الفساد، ووصفهم بأنهم "خارجون عن السيطرة"، بينما رشح نتنياهو الرئيس الأمريكي لجائزة نوبل للسلام التي طالما طمح إليها. *ثانيا:الصراع الأعمق بين الرجلين. كل النوايا الحسنة التي تولدت من هذه الإيماءات سرعان ما تبددت(..)، ولم تكن كافية للتغلب على مصادر الصراع الأعمق بين الرجلين: المجاعة في قطاع غزة، والغارات الجوية في سوريا، وعدم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. في الأيام الأخيرة، أعلن ترامب انفصاله العلني والمتكرر عن نتنياهو، رافضًا محاولات حليفه المتقطعة للتقليل من شأن المجاعة في غزة، والتي قوبلت بإدانة دولية. وقد أرسل ترامب، منزعجًا من صور الأطفال المحتضرين، مبعوثه الدبلوماسي، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة، جزئيًا للضغط على إسرائيل لتخفيف أزمة الجوع. في غضون ذلك، فوجئ الرئيس وكبار مساعديه بالضربات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا والهجوم الصاروخي الذي أصاب الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة. *ثالثا:ترامب.. وإنهاء الحرب. أخبرنا مسؤولان في الإدارة الأمريكية أن ترامب قد أصبح يُصدق ما كان يعتقده الكثيرون في واشنطن منذ أشهر: أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الصراع في غزة، في تحدٍّ صريح لرغبة ترامب في إنهاء الحرب. يعتقد الرئيس وبعض مساعديه أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية في غزة قد تحققت منذ زمن بعيد، وأن نتنياهو واصل هجوم إسرائيل، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، للحفاظ على سلطته السياسية. كما يعتقد البيت الأبيض أن نتنياهو يتخذ خطوات تُعيق أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار. لكن المسؤولين قالا إنهما لم يتوقعا أن يحاسب ترامب نتنياهو بأي شكل من الأشكال. (ومثل غيرهما، تحدثا إلينا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة أمور حساسة). *رابعا:اللوم على حماس. مع شعور ترامب بعدم احترام نتنياهو، فإن غضبه لم يُترجم إلى أي تحول كبير في السياسة الأمريكية. ألقى الرئيس باللوم على حماس في الانهيار الأخير لمحادثات وقف إطلاق النار. ورفض الانضمام إلى فرنسا والمملكة المتحدة في تعهداتهما هذا الأسبوع بالاعتراف بدولة فلسطينية إذا لم تُحسّن إسرائيل الوضع الإنساني في غزة وتلتزم بعملية السلام. وأصرّ مسؤول في البيت الأبيض لنا على أنه "لا يوجد قطيعة كبيرة" بين ترامب ونتنياهو وأن "الحلفاء قد يختلفون أحيانًا، حتى بطريقة حقيقية للغاية". هذا الصباح، في محاولة على ما يبدو لتجاهل خلافاته مع نتنياهو، كتب ترامب على موقع Truth Social: "أسرع طريقة لإنهاء الأزمات الإنسانية في غزة هي أن تستسلم حماس وتطلق سراح الرهائن!!!" *خامسا:إحباط رؤساء الولايات المتحدة. .. وفق محددات "ليمير" و"بيكر"، لنتنياهو-السفاح - تاريخ طويل في إحباط رؤساء الولايات المتحدة. فقد انتقل جو بايدن من احتضان رئيس الوزراء بحرارة في الأيام التي أعقبت هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى الصراخ عليه بسبب ملاحقته للحرب. كانت علاقة ترامب ونتنياهو وثيقة خلال الولاية الأولى للرئيس، إلى أن غضب ترامب من نظيره الإسرائيلي لاعترافه بفوز بايدن عام 2020. ومنذ ذلك الحين، استمرت علاقتهما على نحو متقطع. استضاف ترامب نتنياهو في البيت الأبيض ثلاث مرات خلال الأشهر الستة الماضية، بما في ذلك زيارة في وقت سابق من هذا الشهر، تبادلا خلالها كلمات دافئة. لكن ترامب لم يتوقف في إسرائيل خلال رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط. *سادسا:المجاعة بين الأطفال. لقد وضعت أزمة الجوع في غزة ضغطًا جديدًا على علاقتهما. في مارس، فرضت إسرائيل حصارًا على القطاع المكتظ بالسكان، مما منع وصول الغذاء والإمدادات إلى سكان غزة بعد أكثر من 20 شهرًا من الحرب. حذرت منظمات حقوق الإنسان هذا الشهر من المجاعة على نطاق واسع، وخاصة بين الأطفال. وتحت ضغط دولي مكثف، سمح نتنياهو بدخول بعض المساعدات الغذائية إلى المنطقة في الأيام الأخيرة، لكنه أصر أيضًا على أنه "لا يوجد مجاعة" في غزة. قبل اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا يوم الاثنين الماضي، سأل الصحفيون ترامب عما إذا كان يتفق مع تقييم نتنياهو. قال ترامب: "بناءً على التلفزيون، أود أن أقول لا بشكل خاص، لأن هؤلاء الأطفال يبدون جائعين للغاية". وأضاف لاحقًا: "هذه أشياء حقيقية عن المجاعة. أراها، ولا يمكنك تزييف ذلك". *سابعًا:صورٍ مشروعة. هذه ليست المرة الأولى التي يرد فيها ترامب على صورٍ مروعة. ففي عام ٢٠١٧، أمر بشن ضربات صاروخية على قاعدة جوية سورية بعد أن عُرضت عليه قبل أيام صورٌ وصفها بـ"المرعبة" لأطفال قُتلوا بأسلحة كيميائية. وفي وقتٍ سابق من هذا العام، أطلق خطابًا حادًا نادرًا ضد فلاديمير بوتين بعد أن عُرضت عليه صور أطفال أوكرانيين قُتلوا في غارة جوية روسية. وهذا الأسبوع، أخبرنا مسؤولان في الإدارة الأمريكية أن ترامب انزعج من صور غارة روسية على دار رعاية مسنين في كييف.. ويمكن تحليل ذلك وفق القراءة التي تبناها مجلة الاطلسي: *1: أن إحباط ترامب من الحرب المستمرة في روسيا قد أثر على رد فعله على ما يراه الآن في غزة. خلال حملة عام 2024، تفاخر ترامب كثيرًا بأنه أبقى العالم خاليًا من الصراع خلال فترة ولايته الأولى، وعاد إلى المكتب البيضاوي هذا العام متعهدًا بإنهاء الحروب في غزة وأوكرانيا بسرعة. وبدلًا من ذلك، تصاعدت كلتاهما، مما أدى إلى إذلال ترامب. *2: لقد تحدى بوتين مرارًا وتكرارًا رغبات ترامب في وقف إطلاق النار، مما دفع الرئيس، الذي غالبًا ما ينظر إلى السياسة الخارجية من خلال عدسة شخصية، إلى التفكير في الوقوف أخيرًا في وجه الزعيم الروسي. (أعلن ترامب هذا الأسبوع أنه سيمنح بوتين 10 أيام لوقف الحرب في أوكرانيا وإلا فإنه سيعطي الضوء الأخضر لسلسلة من العقوبات). *3: .. أثارت الضربات الأخيرة لنتنياهو في سوريا ورفضه للادعاءات المتعلقة بمجاعة غزة غضب ترامب. ويتطلع الرئيس إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط - وتوسيع اتفاقيات إبراهيم، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من دول الخليج في ولايته الأولى - من أجل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية في المنطقة. *ثامنا:معارضة السفاح نتنياهو. أن استعداد الرئيس ترامب المعارضة السفاح نتنياهو لا يعكس خلافًا جديدًا بين الرجلين بقدر ما يعكس نهج الرئيس "أمريكا أولًا" - أي أن سياسة واشنطن الخارجية لن تُمليها إسرائيل أو أي دولة أخرى. -1:ترامب غير راغب في قبول رواية نتنياهو للأحداث، سواء فيما يتعلق بالأوضاع على الأرض في غزة أو بالحكومة الجديدة في سوريا. -2:عندما يزور إسرائيل اليوم، كُلّف ويتكوف، مبعوث الرئيس، بوضع تقييمه الخاص للوضع الإنساني في غزة وجدوى مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة أمريكية غير ربحية تأسست في وقت سابق من هذا العام لتوزيع الغذاء في القطاع، حسبما أخبرنا المسؤولان الأمريكيان. -3: ناقش المساعدون دفع إسرائيل إلى زيادة كمية الغذاء والإمدادات التي تسمح بدخولها إلى غزة بشكل كبير - بحيث حتى لو سرقت حماس بعضها، كما تزعم إسرائيل أنه حدث من قبل، فسيصل ما يكفي منها إلى أيدي المدنيين - مع الضغط في الوقت نفسه على الجيش الإسرائيلي لوقف إطلاق النار على المدنيين. *تاسعا:أمد الحرب. يواجه السفاح نتنياهو انتقادات لإطالة أمد الحرب، يحاول أعضاء حكومته إثبات أن إسرائيل تُعدّ رصيدًا للسياسة الخارجية لترامب. وجادل رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي والسفير السابق لدى واشنطن، في مقابلة بودكاست الأسبوع الماضي مع ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي لدى إسرائيل خلال ولاية ترامب الأولى، بأن أهمية إسرائيل للأمن القومي الأمريكي "ستزداد أكثر فأكثر" مع سعي واشنطن إلى تقليص وجودها في الشرق الأوسط والتركيز على المنافسة مع الصين. .. وفي تحليل "ليمير" و"بيكر"، أن صبر الرئيس ترامب ينفد، لا سيما تجاه حماس، وليس تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي. يواصل ترامب إلقاء اللوم على الجماعة الإرهابية في بدء الصراع مع إسرائيل، وقد انحاز إلى حد كبير إلى وجهة نظر إسرائيل بشأن الحرب (بما في ذلك الترويج لخطة ما بعد الحرب لجعل غزة " ريفييرا الشرق الأوسط "). - 1:عندما سُئل هذا الأسبوع عن الخطط البريطانية للاعتراف بدولة فلسطينية، رفض ترامب الفكرة واعتبرها "مكافأة لحماس". -2: الأسبوع الماضي، صرّح ترامب للصحفيين، بعد اتصال هاتفي مع نتنياهو، بأن على إسرائيل "إتمام المهمة" و"التخلص من حماس" لأن الحركة لا ترغب في إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين. *عاشرا:سياسة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا. في نهاية المطاف(..)، يريد ترامب إنهاء الحرب. وهو يدرك الغضب المتزايد تجاه إسرائيل من قِبل مؤيدي سياسة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، الذين لا يريدون للولايات المتحدة أن تتورط في صراع على الجانب الآخر من العالم، وفقًا لما أخبرنا به أحد مسؤولي الإدارة والمستشار الخارجي. يوم الاثنين، أصبحت النائبة مارجوري تايلور غرين، المؤيدة القوية لترامب، أول جمهورية في الكونغرس تُعلن أن الوضع في غزة "إبادة جماعية". كما انتقد ستيف بانون وتاكر كارلسون إسرائيل بشدة. يخشى ترامب والمقربون منه إثارة غضب بعض أشد مؤيديه، الذين سبق أن أعربوا عن غضبهم من ضربة إدارته على إيران في يونيو/حزيران، وتعاملها الأخير مع فضيحة جيفري إبستين. صُدم ترامب عندما رفض العديد من المشرعين والمؤثرين قبول توجيهاته بالتوقف عن تأجيج جدل إبستين الذي أحاط بالبيت الأبيض. والآن، تسبب تحدي نتنياهو في شرخ إضافي في قاعدة ترامب، وأصاب الرئيس بالإحباط من خلال خلق دورة إخبارية جديدة لا يستطيع السيطرة عليها. "إنه يريد حقًا التوقف عن عرض هذه القصص على شاشة التلفزيون"، هذا ما أخبرنا به المستشار الخارجي. .. وفي تحليلي، أجد ان القراءة، تواكب، تلك الرؤية الإعلامية الأميركية والاسرائيلية التي تريد، تقديم صورة لطيفة للرئيس الأميركي ترامب، لكن ما يحدث، بعد عودة ستيف ويتكوف من قطاع غزة، لا يبشر بأي حلول، ذلك أن المؤشرات تتجه نحو متغيرات في تقييم أرض المعركة-قطاع غزّة ورفح -، وربما المزيد من الخطط السرية، بإتجاة معالجة أزمة المساعدات الإنسانية، واستمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري. .. لهذا، وبالرجوع إلى تصريحات ترامب، فهو يلح على: استسلام حماس، وأن ذلك هو الحل "الأسرع" للأزمة في غزة *هاتف "عبد العاطي" و"ويتكوف". جهد دلالة على جهود مصر لوقف حرب غزة. جيوسياسيا، وأمنيا، تتابع الدبلوماسية المصرية، دورها العميق، الجاد، في الاتجاهات الإقليمية والدولية والأممية كافة. في هذا السياق المهم، ذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن الوزير بدر عبد العاطي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف بحثا في اتصال هاتفي الأربعاء الماضي تكثيف الضغوط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. يأتي ذلك، في الوقت الذي يسعى فيه وسطاء، من بينهم القاهرة والدوحة وواشنطن، إلى استئناف المحادثات. في سياق متصل، القناة 12 الإسرائيلية، نقلت عن مسؤول إسرائيلي: "السبب الحقيقي لزيارة ويتكوف هو الضغط على إسرائيل لإتمام صفقة التبادل". *.. و"الأزهر" يتصدى الطروحات الإسرائيلية الصهيونية. .. وفي توافق وتنسيق مشترك، تكامل جهود جمهورية مصر العربية، للعمل من أجل إيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس المحتلة، وإيقاف المجازر المجاعة، حذر مرصد الأزهر الشريف، من "الطرح المتطرف داخل دوائر صنع القرار المؤثرة" في إسرائيل فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، وأحدثها تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي "INSS". مرصد الأزهر، كشف في بيانه المهم، إن التقرير الذي وصفه بـ"الصهيوني" يوصي بأن "الخيار الأمثل لتحقيق أهداف العدوان على غزة هو احتلال كامل القطاع وفرض حكم عسكري مؤقت لمدة عامين، بما يمكن الكيان من إعادة تشكيل الواقع السياسي والاجتماعي به". وحدد المرصد، المؤشرات الخطيرة في تقرير "INSS"، وهي بحسب البيان: *أ: التقرير المتطرف، صادر عن أهم المراكز البحثية القريبة من المؤسسة الأمنية داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، من إعداد الخبيرين الأمنيين: كوبي ميخائيل ويوسي كوبرفاسر، وهما من الأسماء البارزة داخل دوائر الأمن والاستخبارات "الصهيونية". أن كوبي ميخائيل يُعد من كبار الباحثين في الشؤون الأمنية الداخلية، بينما شغل كوبرفاسر منصب رئيس شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية؛ ما قد يجعل توصياتهما ذات تأثير ملموس على حكومة الاحتلال الإسرائيلي. *ب: أن "خطورة هذا الطرح تتزايد كونه يأتي في توقيت شديد التعقيد، ما يعني أنه لا يعكس وجهة نظر بحثية فحسب، وإنما يعكس توجها محتملا يحظى بموافقة المؤسسة الأمنية والعسكرية داخل الكيان مما يجعله قابلا للتنفيذ في الوقت الحالي". *ج: أن "التقرير استعرض عدة خيارات حول مستقبل الصراع في قطاع غزة، والخيار الأمثل الذي يحقق مصالح الاحتلال على حساب دماء الفلسطينيين، ومن الخيارات المطروحة فرض الاحتلال الكامل وتشكيل حكومة عسكرية لفترة انتقالية قصيرة؛ باعتبار تلك الخطوة بمثابة إنهاء للحرب الحالية والشروع في فرض واقع مختلف على غرار الضفة الغربية التي يطبق فيها الاحتلال سياسة جز العشب". ونبه المرصد إلى أن "تطبيق هذا الطرح الإجرامي الخبيث سيؤدي إلى نتائج كارثية على سكان قطاع غزة، تتجلى فيما يلي: استمرار الحصار الخانق والتحكم في إدخال الغذاء والدواء، ما يعني فرض مجاعة قاتلة بصورة أبشع مما عليه الآن، وتهجير داخلي واسع إلى مناطق مكتظة بالفعل في جنوب القطاع، وفيما يُشبه سجنا كبيرا تحت ذريعة مدينة إنسانية". وأضاف أن هذا الطرح سيؤدي كذلك إلى "إطالة أمد حرب الإبادة وتكريس الاحتلال بدلا من إنهائه، حتى يصبح قتل الفلسطيني وإراقة دمه حدثا نمطيا طبيعي الحدوث". *د: "أمام هذه التحديات الخطيرة، يدعو مرصد الأزهر الشريف، إلى ضرورة العمل الجاد لإنهاء حرب الإبادة المستمرة، وتصدي المجتمع الدولي لمخططات الاحتلال التي تسعى إدارته إلى المتاجرة بحياة الفلسطينيين في القطاع واستثمار مأساتهم كورقة انتخابية، وتقديم احتلال القطاع بأكلمه قربانا لإرضاء الناخبين الصهاينة المتعطشين إلى سفك الدماء وسرقة الأوطان لضمان البقاء في السلطة". *مقابلة جون ميرشايمر مع المذيع الأميركي تاكر كارلسون.. كشف الوقائع الخفية. مفكر أميركي يكشف حقائق صادمة عن اللوبي الإسرائيلي في واشنطن جون ميرشايمر: إسرائيل صوّرت نفسها بأنها "الطرف الخيّر" وأن العرب هم الأشرار لكن هذه السردية بدأت تنهار في أميركا عيسى النهاري محرر الشؤون السياسية في " اندبندنت عربية TV"، قدم لمحاور مقابلة جون ميرشايمر مع المذيع الأميركي تاكر كارلسون؛ بما في ذلك كشف الوقائع الخفية، حول الإجابات على أسئلة حرب غزة، والعلاقات الأميركية الإسرائيلية. تحدث المفكر الاستراتيجي الأميركي جون ميرشايمر خلال مقابلة مع المذيع الجمهوري تاكر كارلسون عن السياسات التوسعية لدولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، واصفًا ما يجري في قطاع غزة بأنه "إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج"، ومشيرًا إلى تحولات ملحوظة في الرأي العام الأميركي تجاه إسرائيل. .. وتقول ملخصات" اندبندنت عربية"، إن عالم السياسات الأميركي جون ميرشايمر، أثار تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي بعد تصريحاته حول النفوذ الإسرائيلي في الولايات المتحدة، معتبرًا أن قوة اللوبي الإسرائيلي بلغت حدًا يجعل واشنطن تتبنى سياسات تصب في مصلحة إسرائيل ولو كانت مضرة لها. وخلال مقابلة مطولة مع المذيع كارلسون، تحدث ميرشايمر بصراحة عن السياسات التوسعية لإسرائيل، واصفًا ما يجري في قطاع غزة بأنه "إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج"، وسط تحولات ملحوظة في الرأي العام الأميركي تجاه إسرائيل. .. وحول طبيعة اللوبي الإسرائيلي والتحكم بالرواية المضللة، قال ميرشايمر، عن تأثير اللوبي الإسرائيلي في صنع القرار الأميركي، وأقر في الحلقة التي حققت أكثر من 4 ملايين مشاهدة على "إكس" بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية:كثيرًا ما أثرت في السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، والسبب بسيط على حد قوله وهو وجود لوبي إسرائيلي قوي في واشنطن، لم يجرؤ رئيس أميركي على معارضته. وأشار إلى أن اللوبي الإسرائيلي نجح لعقود في رسم صورة مثالية لإسرائيل داخل الرأي العام الأميركي، باعتبارها "الطرف الخيّر" في الصراع وأن العرب هم الأشرار، لكن هذه السردية بدأت تنهار بعد حرب غزة، لافتًا إلى أن أميركيين كثرًا يدركون اليوم أن إسرائيل تأخذ أكثر مما تعطي أميركا، وأن هناك لوبيًا منظمًا يؤثر في صناع القرار بواشنطن. واعترف ميرشايمر بأنه تأثر بادئ الأمر بالرواية السائدة التي رسخها اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، لكنه بدأ يغيّر موقفه أواخر الثمانينيات، بعد ظهور ما يعرف بـ"المؤرخين الجدد" في إسرائيل مثل بني موريس وإيلان بابي وآفي شلايم الذين كشفوا عبر الأرشيف الرسمي عن كثير من الحقائق المغيّبة حول نشأة إسرائيل. وللدلالة على قوة هذا اللوبي، استرجع ميرشايمر قصة شخصية حين كتب مع الباحث ستيفن والت مقالة مفصلة لمجلة "ذا أتلانتك-الاطلسي" عن قوة اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، لكن المقالة، على رغم كتابتها وفق معايير المجلة وبتكليف منها، منعت من النشر فجأة. وأوضح المفكر الأميركي أن رئيس التحرير أحسَّ بالإهانة عندما شكك الباحثان في قدرته على نشر المقالة، وتعهد بأنه سيدفع لهما 10 آلاف دولار إن لم تنشر، وهو ما حدث بالفعل عندما امتنعت المجلة عن نشر المقالة بعد ضغوط في ما يبدو على رئيس تحريرها. ووصف المفكر الأميركي ما يحدث حاليًا في غزة بأنه إبادة جماعية والمحاولة الإسرائيلية الثالثة للتطهير العراقي بحق الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن معظم سكان غزة اليوم هم من سلالة من حوربوا وطردوا من أراضيهم عام 1948، فيما شهدت الضفة الغربية تطهيرًا مماثلًا عقب حرب 1967. واستند المفكر الأميركي إلى اتفاق عام 1948 الذي ينص على أن "الإبادة هي محاولة دولة تدمير جماعة عرقية أو دينية أو قومية، والقضاء على هويتها"، مضيفًا أن الإبادة لا تقاس بعدد القتلى، بل بالنية الممنهجة لمحو هوية الفلسطينيين الوطنية. وعند مقارنته بما فعلته الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، أشار إلى أن واشنطن قتلت أعدادًا كبيرة من اليابانيين والألمان، لكن الدافع كان إنهاء الحرب، لا محو هذه الشعوب، بينما ما تفعله إسرائيل اليوم هو "تدمير ممنهج لهوية وطنية كاملة"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن هذا ليس تبريرًا لما فعلته الولايات المتحدة، وإنما لتسمية الأشياء بأسمائها. *نظرة مقربة. في نظرة مقربة، تأتي تحليلات عالم السياسات الأميركي جون ميرشايمر، متزامنة، في وقت تتجه المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية وحركة "حماس" نحو طريق مسدود، حيث نقلت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الخميس الماضي، عن مصادر سياسية قولها إن فرص التوصل إلى صفقة تتضاءل، مؤكدة أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن النقاط العالقة منذ عودة الوفد الإسرائيلي من الدوحة. أحد أبرز أسباب الجمود هو إصرار الاحتلال على إبقاء نقاط التوزيع الأميركية داخل قطاع غزة، ورفضها إزالة هذه النقاط ضمن أي اتفاق محتمل. وتعتبر تل أبيب هذه النقاط جزءًا من ترتيبات ما بعد الحرب، بينما ترى فيها "حماس" محاولة لتكريس واقع الاحتلال وتجاوز الحكومة الفلسطينية، ما يجعلها من الملفات شديدة الحساسية في المفاوضات. كما تتمسك إسرائيل بموقفها الرافض للإفراج عن مقاتلي النخبة في كتائب القسام الذين شاركوا في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وتضع هذه المسألة كخط أحمر في أي عملية تفاوضية، وهو ما يعقّد جهود التوصل إلى اتفاق جزئي أو مرحلي. ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "المفاوضات لا تشهد حاليًا أي تقدم، ولا يوجد استمرار حقيقي لها، ونحن نتجه نحو خطوات تالية قد تشمل تحركًا عسكريًا جديدًا". بالمقابل، أعلنت حركة حماس، الخميس، استعدادها الفوري للانخراط في جولة جديدة من المفاوضات، شرط إنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وإيصال المساعدات الغذائية إلى مستحقّيها دون قيد أو شرط. وقالت الحركة، في بيان نشرته في قناتها الرسمية على "تليغرام"، إن حرب التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بلغت "حدًا لا يُحتمل"، وتشكل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني، محذّرة من استمرار هذه "المجزرة الجماعية" بحق السكان المدنيين. ودعت حماس المجتمع الدولي وكافة الجهات المعنية إلى التحرك العاجل لإدخال المواد الغذائية وضمان حمايتها، مشددة على أن استمرار المفاوضات في ظلّ التجويع يفقدها معناها وقيمتها، لا سيّما بعد انسحاب إسرائيل من المفاوضات الأسبوع الماضي "دون مبرر" رغم الاقتراب من التوصل إلى اتفاق. وأكدت الحركة أن مسؤولية ما يجري تقع بالكامل على الاحتلال، مجددة التأكيد على أن إنهاء المجاعة هو شرط أساسي لاستئناف أي جهود تفاوضية جديدة. .. لتقريب الصورة، في التفاصيل كشف مراسل موقع "أكسيوس"، باراك رافيد، أن رئيس حكومة الاحتلال السفاح الإسرائيلي نتنياهو ناقش مع مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، إمكانية الانتقال من صيغة اتفاق تدريجي وجزئي إلى اتفاق شامل، يشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين ونزع سلاح حركة حماس بالكامل. رافيد، أكسيوس، قدم معلومات عن إن هناك تفاهمًا آخذًا بالتبلور بين إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة تغيير الإطار التفاوضي، في ظل ما تصفه تل أبيب برفض "حماس" للمرونة، وسعيها لإطالة أمد المفاوضات دون تقديم تنازلات جوهرية. .. الدلالات هنا، استمرار المجازر، المجاعة، لأن الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية تعتزمان، بالتوازي مع هذا المسار، العمل على زيادة حجم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في عدة مناطق من القطاع، وتُسجّل فيه ظروف إنسانية كارثية، مع المزيد من التصفية والقتل. *مناصرة:خطة غزة الغامضة!. يعتقد، المحلل السياسي الفلسطيني،أدهم مناصرة. في مقالته التي نشرت الخميس 2025/07/31، في موقع المدن الإعلامي الإلكتروني، من بيروت، أن : أي رد إسرائيلي سلبي يعيد المفاوضات لنقطة الصفر، مستندا إلى ما قال مصدر من حركة "حماس"، إن رد إسرائيل على الملاحظات التي قدمتها الحركة للوسطاء بشأن المقترح المحدث لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كان "شفويًا ولم يكن مكتوبًا". .. ويتضح، وفق المعلومات، أن الرد الإسرائيلي الذي تلقته "حماس" عبر الوسطاء، الأربعاء الماضي، "سلبي للغاية وينسف ملاحظاتنا"، مشيرًا إلى أنه لم يكن على شكل "ملاحظات على ملاحظات"، وإنما يعيد الأمور في المفاوضات إلى "نقطة الصفر". والحال أن ما يقصده المصدر بتعبير "نسف ملاحظات حماس"، أن تل أبيب تصرّ على: *1: المقايضة والتهديد. بقاء قواتها في أعماق لا تقل عن كيلومتر ونصف في شمال قطاع غزة وجنوبه وشرقه، إلى جانب استخدام لهجة المقايضة والتهديد بفرض "السيادة الإسرائيلية" الدائمة على الأراضي التي سيطر عليها الجيش خلال الحرب. *2: إعادة تعريف الآلية الدولية. بالنسبة مسألة المساعدات، تحاول تل أبيب إعادة تعريف الآلية الدولية بخصوص إدخالها وتوزيعها، إن هناك تفاهمًا أوليًا جرى في مفاوضات الدوحة بشأن اعتماد آلية دولية عبر إشراك مؤسسات وجهات أممية، لكنه لم يتم الاتفاق بخصوص التفاصيل الفنية، إذ أنها ما زالت بحاجة إلى حسم. *3: رسائل عبر الوسطاء عدم وجود مفاوضات الآن وإنما تبادل رسائل عبر الوسطاء على الأكثر، لكنه قال إن الحركة تراقب زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، وما إذا كانت ستغير الأمور بخصوص المفاوضات وفرص إبرام صفقة. .. رغم ذلك، وأنه برغم وصول المفاوضات إلى "طريق مسدود"، إلا أن هناك اتصالات وتبادل رسائل ومسودات من وراء الكواليس. في حين، أشار محرر الشؤون السياسية في التلفزيون العبري الرسمي شمعون آران، إلى جهود ترمب لمنع أي محاولة من الوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، لإحباط فرصة إبرام صفقة غزة، وهو ما يثير تساؤلات بشأن الصفقة المقصودة أميركيًا في ظل الانطباع العام بتعثر المفاوضات ووصولها إلى مفترق طرق. *4: مباحثات أميركية-إسرائيلية تجري سرًا. شمعون آران، أقر في إفادته التلفزيونية، بأنه فشل في معرفة ما يبحثه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، في واشنطن، في إشارة إلى أن مباحثات أميركية-إسرائيلية تجري سرًا. وقد تتصدر هذه النقاشات عدة ملفات، أبرزها غزة وسوريا ولبنان وإيران ومواضيع أخرى، بحيث تُبحث ترتيبات معينة بشأنها، خصوصًا أن ويتكوف زار تل أبيب بالتزامن مع مواصلة ديرمر وهنغبي مباحثاتهما في الولايات المتحدة. بيدَ أن الضبابية ليست فقط في ما يبحثه ديرمر وهنغبي مع المسؤولين الأميركيين، بل أيضًا ما يدور في كواليس الولايات المتحدة وإسرائيل بخصوص مستقبل غزة من بوابة "المساعدات"، خصوصًا أن الأخيرة تُعدُّ ملفا بارزًا كان على طاولة البحث بين ويتكوف ونتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين، عدا عن ترويج إسرائيلي لإدخال شاحنات مساعدات، وخطوات "إنسانية" مرتقبة بموازاة التلويح بفرض السيطرة على مساحات من القطاع في حال فشل إمكانية إبرام اتفاق، بجانب اتصالات تجريها واشنطن وتل أبيب لانخراط دول أوروبية وعربية بإنزال مساعدات جوًا أو إدخالها برًا، وفق تقارير إسرائيلية. ولعلّ ما توارد من أنباء عن اتصالات تجري وفق غموض تام، يثير علامات استفهام بشأن ما إذا كانت هناك خطة أميركية-إسرائيلية غير معلنة، تقضي بفرض خطوات أحادية لتكريس واقع جديد بالقطاع، بعيدًا عن مسار المفاوضات والاتفاق مع "حماس"، وذلك عبر إقحام دول إقليمية وعالمية بأدوار معينة في القطاع، من مدخل المساعدات والمشهد الإنساني الذي وصل مستوىً كارثيًا هو الأصعب منذ بدء العدوان الإسرائيلي، وهذا ما ركز عليه مناصرة. في هذا الإطار، قالت القناة (12) الإسرائيلية، إن "زيارة المبعوث الأميركي ويتكوف تأتي في وقت حرج، إذ يتعين على دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني اتخاذ قرار بشأن كيفية مواصلة الحرب في غزة". وأضافت أن ويتكوف وصل إلى إسرائيل لبحث موضوعين رئيسيين هما: - "استمرار القتال في غزة. -الوضع الإنساني في القطاع". وأضافت القناة أن "المعضلة التي تواجهها القيادتان السياسية والأمنية في الاحتلال، ومن السفاح نتنياهو، تزداد مع الصور الصعبة التي تخرج من غزة"، في إشارة إلى ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة. وقالت: "يتعين اتخاذ القرار بين التوجه نحو صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين (الأسرى)، أو توسيع العمليات القتالية لتصل إلى احتلال أجزاء من القطاع وضمها". وتابعت أن "السبب الثاني والأبرز لزيارة ويتكوف هو الصور المقلقة التي تخرج من غزة، والضغط الدولي الكبير على إسرائيل لتقديم مساعدات إنسانية واسعة لسكان القطاع". ويتكوف، زار أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية الإسرائيلية، في قطاع غزة. زيارة المركز، عمليا هي زيارة شكليه، تهدف إلى "الاطلاع من قرب على الوضع الإنساني الصعب في غزة، خصوصًا حالة الجوع التي انتشرت في مناطق عديدة". وأوضحت أن "الحاجة لدى ويتكوف لتحسين الوضع الإنساني في غزة، لا تنبع فقط من القلق على الفلسطينيين في القطاع، بل أيضًا من الضغط الشعبي والسياسي المتزايد في الولايات المتحدة"، وهذا ما قد يضمنه تقريره المفترض انه وصل البيت الأبيض. .. المعطيات تمت، زار ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ترامب، الجمعة مركزا لتوزيع المساعدات في غزة المهددة بالمجاعة والمدمرة جراء الحرب، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الانسانية الكارثية في القطاع. في ظلال الزيارة، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام توزيع المساعدات الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، معتبرة أنه أصبح "مصيدة للموت" لسكان القطاع حيث تدور الحرب منذ قرابة 22 شهرا بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأصبح قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل، مهددا بـ"مجاعة شاملة" بحسب الامم المتحدة، وخصوصا أن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، يعتمدون في شكل أساسي على المساعدات. وبعيد اندلاع الحرب إثر هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة الجنوبية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، شدد الإحتلال الحصار الذي كانت تفرضه على القطاع منذ أعوام. وأطبقت حصارها اعتبارا من مطلع آذار/مارس الماضي، قبل أن تعلن في أيار/مايو تخفيف الحظر جزئيا، وأقامت بالتنسيق مع واشنطن نظام توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المثيرة للجدل لاقى انتقادا من المنظمات الدولية. عشوائية توزيع المساعدات الإنسانية وطريقتها الأمنية، قُتل واستشهد ما لا يقل عن 1373 فلسطينيا أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات في القطاع، بينهم 859 في محيط مواقع المؤسسة، بحسب ما أكدت الأمم المتحدة الجمعة، لافتة إلى أن "معظم عمليات القتل هذه ارتكبها الجيش الإسرائيلي" واتهمت هيومن رايتس ووتش في تقرير، القوات الإسرائيلية بإقامة نظام "عسكري معيب" لتوزيع المساعدات في غزة، حوّل العملية إلى "حمام دم". ذلك، إن "عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب". ويتوقع أن يكون ويتكوف والسفير الأمريكي هاكابي، التقيل بسكان من القطاع، "للاطلاع منهم على هذا الوضع الخطير"، وأن يقدما "إحاطة للرئيس (دونالد ترامب)... للموافقة على خطة نهائية لتوزيع المساعدات"، إلا أن المعلومات، لغاية الآن ما زالت طي الكتمان. بين جولات مموكية، ودبلماسية، يحيط بها الضباب.. أصبح ويتكوف مبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور قطاع غزة منذ بدء الحرب، وذلك لثاني مرة، إذ سبق أن دخل ويتكوف غزة اوائل العام الحالي، لكن هذه المرة، مختلفة(..) وفيها تفقد عمليات مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة، عدا عن إسرائيل. وتقول الأمم المتحدة إن مؤسسة غزة الإنسانية شريكة في المسؤولية عن سقوط قتلى في القطاع أثناء محاولة تلقي المساعدات. وبعد ساعات من زيارة ويتكوف لموقع تديره مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة في رفح، قال مسعفون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص ثلاثة فلسطينيين قرب أحد مواقع المؤسسة في المدينة الواقعة على الطرف الجنوبي لقطاع غزة. ورفضت الأمم المتحدة العمل مع المؤسسة التي تقول إنها توزع المساعدات بطرق خطرة بطبيعتها وتنتهك مبادئ الحياد الإنساني، مما يساهم في أزمة الجوع في أنحاء القطاع. وتقول المؤسسة إن نقاط توزيع المساعدات التابعة لها لم تشهد سقوط قتلى وإنها تقوم بعمل أفضل من الأمم المتحدة في حماية عمليات تسليم المساعدات. ونشر مايك هاكابي السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، الذي رافق ويتكوف إلى قطاع غزة، على إكس صورة تظهر سكان غزة الجائعين خلف أسلاك شائكة مع ملصق لمؤسسة غزة الإنسانية مع علم أميركي كبير كتب عليه 'تم تسليم 100 مليون وجبة'. المتحدث باسم المؤسسة تشابين فاي أعلن في بيان 'الرئيس ترامب يدرك المخاطر في غزة وأن إطعام المدنيين، وليس حماس، يجب أن يكون الأولوية'. وأرفق فاي البيان بصور لويتكوف وهو يرتدي قميصا رماديا مموها وسترة واقية من الرصاص وقبعة بيسبول كتب عليها 'اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى' ومطرز عليها اسم ترامب. وأضاف 'من دواعي سرورنا أن نطلع وفده على عملياتنا ونشاركهم ما تم فيها ونوضح لهم تأثير تقديم 100 مليون وجبة لمن هم في أمس الحاجة إليها'. وتأتي زيارة ويتكوف إلى غزة بعد يوم من وصوله إلى إسرائيل للضغط من أجل إجراء مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار، وفي وقت تتعرض فيه إسرائيل لضغوط دولية متزايدة بسبب تدمير قطاع غزة وتزايد المجاعة بين سكانه البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة. وبعد وصول ويتكوف إلى إسرائيل بقليل، قال الرئيس ترامب على منصته تروث سوشيال "أسرع سبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هو استسلام حماس وإطلاق سراح الرهائن!!". وقال مسؤول إسرائيلي كبير بعد الاجتماع بين ويتكوف ونتنياهو إن إسرائيل والولايات المتحدة تتفهمان ضرورة الانتقال من خطة لإطلاق سراح بعض الرهائن إلى خطة لإطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاح حماس وجعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح. .. حتما، أن طبيعة هذه الخطة السرية،، لن تكون نقطة تحول سياسي أو أمني، غير انها لعبة من الالاعيب التي تناور نحو " هدنة محدودة"، لكن ليس؛ إلى اتفاق أشمل. *مجلة التايم:المأساة تتكشف في غزة.. في عددها الصادر يوم 1 أغسطس الجاري، كتبت مجلة التايم الأميركية، بعنوان رئيس، " المأساة تتكشف في غزة". .. وبينت المجلة، انه:إذا كان هناك مكانٌ شهد معاناة المدنيين خلال الحرب، فهو قطاع غزة. وهذا يُعزى إليه إلى حدٍ كبير. لم يُسمَّ هذا الشريط الساحلي من البحر الأبيض المتوسط إلا عند ترسيمه كملاذٍ للفلسطينيين الذين طردتهم القوات اليهودية من أرضهم في حرب عام ١٩٤٨ التي أدت إلى قيام دولة إسرائيل. إلا أن الوضع الدائم لغزة، كما هو حال مصير الفلسطينيين، لم يُحسم قط. ومع مرور العقود، تطوّر الصراع. ... أما كيف تم ذلك، تابعت التايم: *1:إيقاعٌ مُدمّرٌ للأحداث. كان هناك إيقاعٌ مُدمّرٌ للأحداث. أطلق المسلحون الفلسطينيون صواريخ على إسرائيل من غزة. ردّ الجيش الإسرائيلي بغاراتٍ جوية، وفي بعض الأحيان بحملاتٍ متواصلةٍ سُمّيت حروبًا. دامت أطولها 50 يومًا. في كل جولةٍ من القتال، كان المدنيون يعرفون أين يجدون الأمان: في المدارس والعيادات والمستشفيات التي تديرها الأمم المتحدة، والتي كانت تُغذّيهم أيضًا. *2:هجوم حماس. لقد دُمِّر كل ذلك تقريبًا في رد إسرائيل على هجوم حماس المروع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإن لم يقتصر ذلك على القصف. ففي حربها على جماعة إرهابية، فكَّكت إسرائيل أيضًا هياكل مدنية تدعم شعبًا بأكمله، مع مكافأة تقويض الأمم المتحدة. *3:تقة معدومة.. كيف؟. إن انعدام ثقة إسرائيل بالأمم المتحدة عميق. فمعظم الدول الأعضاء فيها تدعم طموح الفلسطينيين في إقامة دولة خاصة بهم، وفي عام ١٩٤٩، أسست إسرائيل هيكلية هذه الدولة. كانت تلك هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). وكما قال مديرها، فيليب لازاريني: "حصل الإسرائيليون على دولة، وحصل الفلسطينيون على الأونروا". *4:الأونروا. كانت الأونروا، التي تضم 13 ألف موظف، أكبر جهة توظيف في غزة، وبعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، اتهمت إسرائيل 12 منهم بالمشاركة في الهجوم. (وصوّر أحدهم بالفيديو وهو يحمل جثة في سيارة رياضية متعددة الاستخدامات). وأكدت إسرائيل أن الأونروا تعاني من ضغوط حماس بقدر ما تعاني غزة من الأنفاق، فقطعت علاقاتها بها في يناير/كانون الثاني. وفي مارس/آذار، ومع انهيار وقف إطلاق النار مع حماس، أوقفت إسرائيل المساعدات من جميع وكالات الإغاثة الدولية، مما أدى إلى انهيار جهاز إنساني هشّ، وإن كان محترفًا، كان يُطعم 2.1 مليون نسمة. *5:ما يُسمى بمؤسسة غزة الإنسانية. لم يدخل أي طعام إلى غزة خلال شهري مارس وأبريل. في مايو، أعلنت إسرائيل توليها مسؤولية توزيع المساعدات بنفسها، من خلال ما يُسمى بمؤسسة غزة الإنسانية. وأعربت منظمات الإغاثة عن أسفها لتقليص إسرائيل عدد نقاط توزيع الغذاء من 400 إلى أربع نقاط، ولشنّها، في الوقت نفسه تقريبًا، هجومًا جديدًا واسع النطاق على القطاع. *6:أسوأ سيناريو للمجاعة في غزة". النتيجة: الآن، وفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو ائتلاف يضم وكالات إغاثة رائدة، "يتكشف أسوأ سيناريو للمجاعة في غزة". يُعدّ التصنيف المرحلي المتكامل، في الواقع، مراقب الجوع العالمي: من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى الشرق الأوسط وما وراءهما، تستقي منظمات الإغاثة إشاراتها من تقديراته بشأن الاحتياجات الغذائية للمجتمعات المتضررة من الاضطرابات الطبيعية والبشرية. ورغم أنه لم يُعلن رسميًا عن المجاعة في جميع أنحاء القطاع، إلا أن التحذير كان بمثابة إنذار مبكر في عالم العمل الإنساني. وقد حفّز الرأي العام العالمي. قال الرئيس دونالد ترامب، بعد أن شاهد صورًا لأطفال يعانون من الهزال على التلفزيون: "هذا كلامٌ عن المجاعة الحقيقية. لا يُمكنك تزييف ذلك". *7:إعادة صياغة الصراع. هذه هي القوة الجوهرية للمجاعة الجماعية. شبحها قادر، بين عشية وضحاها، على إعادة صياغة صراع أودى بحياة 60 ألف شخص، وأثار جدلًا عالميًا محتدمًا حول الأخلاق ومعاداة السامية وقوانين الحرب. عندما يتضور الأطفال جوعًا، يكون الجوع هو العدو. *8:يعني التصدي للمجاعة؛ تقديس الحياة. نحن نعرف ما يجب فعله حيال ذلك. والقيام بذلك يحمل فوائد تتجاوز إنقاذ الأرواح. في غزة، يعني التصدي للمجاعة تقديس الحياة بدلًا من تطبيع الموت العنيف. إن معنى حربٍ، استمرت لأكثر من 21 شهرًا، هددت بالدفن تحت جبال لا نهاية لها من الأنقاض، أصبح الآن متعلقًا بالحقائق - من النوع الذي يُرى في السجلات الطبية، مثل مستويات المغنيسيوم والزنك لدى المريض، حيث يُعدّ نقص الإلكتروليتات من أولى علامات الجوع. سرعان ما يُفكك الجسم الأحماض الدهنية لإنتاج الوقود اللازم للعمل، ثم البروتينات، وأخيرًا الخلايا. *9:مراكز تغذيةٍ علاجية. تتطلب مكافحة المجاعة تعبئةً، ولكنها ليست تعبئةً فعالةً في ساحة معركةٍ قُتل فيها منذ أيار مايو، الماضي أكثر من ألف فلسطيني أثناء توجههم لتوصيل المساعدات. هذا النوع من التعبئة لا يتطلب فقط توفير إمداداتٍ ثابتةٍ من المواد الغذائية الأساسية للجوعى فحسب، بل يتطلب أيضًا معاجينَ غذائيةً غنيةً بالسعرات الحرارية والعناصر الغذائية؛ ومراكز تغذيةٍ علاجيةٍ لمن يعانون من سوء التغذية الحاد؛ وعياداتٍ مخصصةٍ للنساء الحوامل؛ ومياهٍ نظيفةٍ وأنظمةٍ صحيةٍ للوقاية من الكوليرا - كل هذه البنى التحتية للمساعدات المنقذة للحياة التي سارع العالمُ المهتمُّ إلى إقامتها في السودان وجنوب السودان والصومال، وهي الأماكن الوحيدة الأخرى التي أُعلنت فيها المجاعة في هذا القرن. *10:جوهر الحياة المدنية. في غزة، كل هذا سيُعيد إلى الأذهان ما كان قائمًا قبل عامين فقط. ليس المباني، بل هياكل التعاون التي تُشكل جوهر الحياة المدنية. هذا ما ألقاه زعيم حماس يحيى السنوار، الذي كان في جوهره رئيس وزراء غزة، في النار عندما دبر هجوم 7 أكتوبر/تشرين. *الحصار الإسرائيلي الصهيوني يمنع فتح المعابر، ويقتل الجوعى. ما يجب أن نعرفه، نفهمه، ندركه، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، والكابنيت، بأوامر من السفاح نتنياهو؛ فرض حصارًا شبه كامل على قطاع غزة ورفح في مارس/آذار، وقبل ذلك منذ بداية الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة، وهو يخطط، متعمدا، أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ورعاية تأييد مؤسف من الإدارة الأميركية، قاطعًا، مع الحصار والمجازر اليومية إمدادات الغذاء والوقود، والأدوية والمساعدات الإنسانية. .. والعالم، يعرف ما تفعل دولة الاحتلال، وما تبث من اكاذيب واشاعات وحروب وتحريض واغتيالات على كل دول جوار فلسطين المحتلة، وأن استمرار الحرب على غزة ورفح، هو أول الأسباب، التي تريدها حكومة السفاح نتنياهو المتطرفة، فالحال في القطاع، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدا الرئيس الأمريكي ترامب، لا يريد كشف خططه لإيقاف الحرب، وبالتالي الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، للسماح، كقوة احتلال، بفتح المعابر من الطرف الآخر، حال غزة، استمرار نهج الإبادة الجماعية، وترك السلاح الصهيوني يقتل القطاع الذي ابيد تماما، المؤسف ان أزمة سوء التغذية المجاعة في قطاع غزة ستستمر بعد، لو افترضنا ان الحرب توقفت، الحرب، توقفها منعته فيتو الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي. .. وما يحدث أو ينشر من اشاعات، الغاية منها واذابة استقرار دول المنطقة، وهذا لن يحصل ما دامت الشعوب المثقف، القوية، تستند لمرجعيات وطنية وقيادات سيادة تحمي الأمن الوطني القومي من كل أشكال العبث.. غزة تحتاج قوتنا الذاتية وثقافتنا ودورنا في استقرار بلادنا وامتنا والضرب بيد من حديد على اشاعات الأعداء. وهم كثر.